فَارِق
بَارت جِديد🤍.
اتمنّىٰ تستمتعوا فيه زِين وتَجاهلوا الأَخطاء الإملائِية لُطفاً🤍.
________________________
'جُيون جُونغكوك رَجل خَطير،عُمرهُ مُزيف،مِهنتهِ مُزيفة لُطفهِ مُزيّف كُلّ شئ يَخصُه مُزيف،هو يَسعى خَلفكي،لا أَعلم لِمَاذا،لكِنّكِ تُسيّرين خِطّتهِ كَما يَرغب،لا تَنصاعي خَلفهِ'
تَذّكرت هَذهِ الكَلمات وهِي مُستلقية على الفِراش بَعد عَودتها مِن اختَبارها الآخير،مرّ وَقت تَقريباً،ثلاثة أسَابيع على رُؤيتها لِجونغكوك،لَم يَتحدّثا أبداً مُنذُ وَقتها،لَم يَتراسلا،لم يَتفحّصا بَعضهما البَعض عَبر النّوافِذ،فَقط صَمت،كُلّ ما تَعرفهُ عَنه أنّه بَات يتغيّب عن المُحاضرات ويَخرج لِيومٍ كَامِل ويَعود بِوقتٍ مُتأخر.
لا تَراه في الجَامِعة،لَا تَراه كَثيراً دَاخِل المَنزِل،فَقط عَاد كُلّ شئ في حَياتها للطّبيعي،وهَذا ما جَعلها لا تَأخذ كَلمات حَبيبها السّابِق على مَحمل الجَد،جُونغكوك قَد أَختفى مِن حياتها فَجأة كَما ظَهر،وَقفت أمام النّافِذة تتفحّص غُرفتهِ طَويلاً ثُمّ أَمالت رَأسها تُفكَر قَليلاً وهَمست:الوَضع أصبح مُمِل للغاية هل أَعود لِمنزلي؟
أَين ذَهب وتَركني هَكذا مُعلّقة؟
مَاذا عَن إنتقامِي؟
مَاذا عن خِططي المِثالية؟
جَلست على مَكتبها ووضَعت هَاتفها أَمامها بتردد،هَل تِحادِثهُ أَم لا،هِي فِي صَراع مَع نفسها مِن اختفائِهِ،لا تَعلم مَن يتلاعَب بِمَن،كُلّ شئ حَدث بَينهما كَانت هِيلين المُبادرة،لَم تَشعر أنّها مُجبرة على شَئ مَعه بَل كَان بِرضاها،فـ كَيف يسَعى خَلفها؟
تخلّت عَن كِبريائها وَضغطت على اسمهِ لِتُحادثهُ أَخيراً،تنتظر مِنه الإجابة،عشرة ثوانٍ قد مَرّت دُون إجابة لِتلعن نفسها وكَادت تُنهي المُكالمة لَكِن ردّ،صَمت مُتبادِل،تَشعر بِإنعدام خُروج الكَلِمات مِن ثَغرها لِتبعثر شَعرها بِإحراج وأَنهت المُكالمة،أَسقطت رَأسها على الطّاولة ثُمّ صَاحت:يا إِلهي أيّتها السّاقِطة الغَبية!
شَدّت على شَعرها بِغضب لَكِن جَذبها اهتزاز هَاتفها،توقّفت عَن الحَركة ونظَرت لِأسمهِ على الشّاشة،أَخذت نَفساً عَميقاً وأَجابت حَتى اقَشعَرّ جَسدها للغَاية لِسماع صَوتهِ يُردف:صَغيرتي؟
هِيلين:جُونغكوك.
جُونغكوك:هَل أَنتِ بِخير؟
هِيلين:نَعم،أَنا بِخير،فَقط...
جُونغكوك:هَل أَنتِ بالمَنزل؟
هِيلين:نَعم بِالمَنزل.
جُونغكوك:أَقصد هل أَنتِ بِمنزلي؟
هِيلين:واللعنة مَن تظَنني؟
لِصة؟
جُونغكوك:ثَغركي يا تِسعة وسِتون.
هِيلين:أَتعلم؟
لَقد أشَعرتُني بِالنّدم لِأنني أتصلت بِك بالفِعل،سَأغلق،وَداعاً.
جُونغكوك:اشتَقت لَكِي هِيلين.
ارتَجف قَلبها لِجُملتهِ وحدّقت بِالهاتِف المَوضوع على الطّاولة وَهمست:أَ أين أَنت إذاً؟
جُونغكوك:في عَمل خَارِج المَدينة،سَأخبركِي بِهِ لاحِقاً،كَيف كَان اختِباركِي الآَخير؟
هِيلين:جَيد،كَيف عرفت أن كَان لديّ اختبار؟
جُونغكوك:العَميدة،على أَيّة حَال،سَأعود قَريباً،سَآتي لَكي،إلى اللّقاء هِيليني.
هِيلين:أُستاذ جُيون.
جُونغكوك:مَاذا صَغيرتي؟
هِيلين:تَبّاً تَوقّف.
قَالتها وغطّت وَجهها لِشعورها بالخَجل فَجأة وكَان السَبب غَير مُبرر،قَهقتهِ العميقة رَفرفت قَلبها ثُمّ حَاولت ألا تُظهر هَذا الجَانَب مِنها وسَألت:مَتى سَتعود؟
جُونغكوك:لا أَعلم حَقّاً،سَنتقابل حَتماً عِند عودتي.
هِيلين:حَسَناً.
جُونغكوك:يُمكنك البَقاء بِمنزلي،لا بَأس.
هِيلين:حَقّاً؟
جُونغكوك:حَقّاً هِيليني،لَقد قُمت بِجعل الأبواب أَكثر أماناً لَن يَدخل أي شَخص إلى المَنزل.
هِيلين:وكَيف سَأدخل أَنا؟
جُونغكوك:سَأرسل لَكِي الرّقم السّري في رِسالة نَصيّة.
هِيلين:حَسناً إذاً،إلى اللّقاء.
أَنهت المُكالمة ثُمّ أَراحت ذَقنها على يديها وفكّرت طَويلاً،تعجّبت مِن تَعاملهِ اللطيف المُفاجئ،كَلماتهِ التي كَان يَقولها في الطّبيعي أثناء مُشاحناتهما لَم تَكن تُؤثر عليها لكِن الآن تغيّرت نَبرتهِ في قَولها،وبَاتت تُبث الفَراشات في مِعدتها فَجأة،أُضيئ هَاتفها لِقدوم رِسالة مِنه بِها الرقّم السّري.
وَقفت وَدخلت إلىٰ الحَمام لِتغتسل ثُمّ خَرجت بعدما جَففت جَسدها وَشعرها والتَقطت ثَياب رِياضية مُريحة،مُقررة أن تُقضي وَقتها في مَنزلهِ وتتجوّل بِهِ،نَزلت إلى الأسفل مُتحمسة بَعدما سَمح لَها بالتّطفل على بَيتهِ،ضَغطت على لَوحة الأرقام تَكتب الرّقم السّري ودَخلت.
كَانت قَد بَدأت تَنسى المَكان،أَغلقت البَاب بٍإحكام خَلفها ثُمّ توجّهت للمطبخ سَريعاً لِشعورها بِالجُوع،فَتحت الثّلاجة والتي كَانت خَالية مِن الطّعام لا يُوجد سِوىٰ زُجاجات مَاء،ضَيّقت عينيها ووقفت بِإعتدال بَعدما أَغلقتها وعلّقت بٍإنفعال:ألا يَأكل أَم فقط يَتغذّى على مَرارتي وأَعصابي؟
خَرجت مِن المَنزل وعَادت مَرّة أُخرىٰ وهي تَسحب العَديد مِن الحَقائب التي اشترتها مِن المَتجر،بدَأت توزّع الطّعام بِإنتظام في الثّلاجة وابتسمت بِرضى في النّهاية بَعدما مَلئتها بالطّعام الشّهي وسَريع التّحضير.
صَعدت إلى الأعلى بَعدما التَقطت زُجاجة مَاء وَدخلت إلى غُرفتهِ التي كَانت مُبعثرة قَليلاً،كَان تَواجُدها في مَنزلهِ نُزهة بالنّسبة لَها،رتّبت الغُرفة جَيّداً ثُمّ وَقفت أمام النّافِذة تتفحّص غُرفتها المُقابلة لِمنزلهِ وعلّقت:يَا إلهي مَن يُراقب مَن؟
اسَتلقت على السّرير ومدّت يدها تفتح دَرج المُنضدة التي بِجانبها ووقَعت عَينيها على صُورة في إطار،التَقطتها هِيلين وتفحّصتها جَيّداً،وضَعتها على السّرير وحدّقت بالأشخاص المُتواجِدين بالصّورة،ثَلاثة،زَوجين ومُراهِق بيَنهما،يَحمل مَلامحهُ.
هِيلين:عائِلة أُستاذ جُيون.
فَتحت هِيلين الدّرج مرة أُخرى تَبحث عن أي شئ يَقودها لِشئ آخر لكِنّها فَشلت،أَعادت الصّورة لِمكانها وحدّقت بِالفَراغ وهَمست:كَيف لا أَعرف عَنه أي شئ سِوىٰ مِهنة مُزيفة وأُخرىٰ لا أَعرف إن كَانت حَقيقة أَم لا بَينما هُو يَعرف عنّي كُلّ شئ؟
______________________
فُتح لَه البَاب حَتى خَرج بِهيبة لِينحني لَه الحُراس وتحرّكوا بالسّيارة بَعيداً،تنهّد طَويلاً ودَخل إلى مَنزلهِ بَعد فَترة،أَغلق البَاب خَلفهِ ثُمّ توقّف لِرؤيتهِ زَوج أحذية رِياضية الصّغيرة ونعلهِ المَنزلي مُختفي،ابتَسم بِهدوء ثُمّ توجّه للمَطبخ لِشعورهِ بالعَطش وَفتح الثّلاجة لتتسع عينيهِ بِخفة لِكَم الطّعام المُتواجَد بَها.
توجّه لِغُرفة المَعيشة يَبحث عَنها لكِن لَم تَكُن مُتواجِدة،صَعد إلى الأَعلىٰ وَدخل غُرفتهِ ليَجدها نَائِمة على سَريرها بِعمق،أَغلق البَاب بِحَذر وخَلع سُترتهِ يَضعها جَانباً وبَدأ يَفك أزرّة قَميصهِ،وَقف أمام خِزانتهِ والتَقط بِنطال رُمادي مُريح وقَام بِإرتدائِهِ،سَار بِإتّجاهها وَجلس القُرفصاء يَتفحّص مَلامِحها النّائِمة.
تسلل بِجانبها وسَمح لِنفسهِ بِلمس جَسدها بِوضع يدهِ على خَصرها وَسحبها بِإتّجاهِهِ لِيلتصِق صدرهِ العَاري بِظَهرها،اسَتنشق رائِحة شَعرها العَطرة وابتسم عِندما رَاقَب حَركتها،اسَتدارت وفَتحت عَينيها بِخمول،اتّسعت بقوّة لِرؤيتها لِه وعلى ثَغرهِ إبتسامة مُتعبة وَهمست:لَقد أَتيت جُونغكوك.
جُونغكوك:لَقد أَتيت هِيلين،هَل سَريري مُريح؟
لَم تُجيب حَتى اقترب أَكثر وأزاح شَعرها عَن عينيها قَليلاً وردد:لَقد سَألتُكِ.
هِيلين:مُريح،دافِئ.
جُونغكوك:جَيّد.
تحدَيقهما الهَادِئ قَد وتّرها ورَغبت بِالذّهاب لكِنّه أَمسك يَدها وأعادها مرّة أُخرىٰ لِيُردف:لَم تَأخذي اذني للرّحيل.
هِيلين:هل يُمكنني الَعودة للمَنزل؟
جُونغكوك:لا،اخبرتُكي أنني اشتَقت إليكي.
اسَتلقت بِجانبهِ وكَادت تنعدم المَسافة بَين وجَهيهما وعلقّت:لِمَ اشَتقت لي؟
أَنت تَكرهني.
جُونغكوك:أَنتِ مُجرد طِفلة هِيلين،فَقط انزَعِج مِن الأَطفال العنيدين،وأنتِ هادِئَة يَروقني أمركي للغَاية.
هِيلين:طَريقتك العَنيفة مَعي لَم تَكُن إنزعاج أبداً،كَانت كُره أُستاذ جُيون.
جُونغكوك:صَدّقيني عَزيزتي لَيست كَذلك،فَقط أَحياناً أتَعامل بِقسوة عِندما لا يُعجبني أي شئ.
هِيلين:سَأُصدّقك.
جُونغكوك:مَا الذي يُزعجكي مِنّي أَيضاً؟
هِيلين:لِمَ تَعرف عنّي كُلّ شئ بَينما أنا لا أعرف عَنك أي لَعنة؟
جُونغكوك:أَنا لا أَعرف عَنكي أي شئ هِيليني.
هِيلين:مَاذا تُريد أَن تَعرف جُونغكوك؟
جُونغكوك:كَم عُمركِي؟
هِيلين:عِشرون،مَاذا عَنك؟
جُونغكوك:ثَلاثة وَثلاثُون.
اتّسعت عَينيهِا بِصدمة واستَقامت جالسة أمامهِ وعلّقت:أَنت تَكذب صَحيح؟
قَهقة بِخفة ولَم يُجيب على سُؤالها واردف:هَل أَبدو أكبر مِن هَذا؟
هِيلين:أَلست تسعة وعِشرون؟
جُونغكوك:مَن القَضيب الذي اخبركي بِهذهِ التُراهات؟
ضَحكت هِيلين دُون وَعي لِيضحك مَعها ونَفى بِرأسه ثُمّ أشار على الطّاولة قائِلاً:بِطاقتي الشّخصية هُناك،عليها تَاريخ مِيلادي،لا تُصدّقي أي شئ يُقال عَني صَغيرتي.
هِيلين:أَنت تَكبرني بِثلاثة عَشرة عَاماً.
هَمهم مُتّفقاً مَعها حَتى صَنعت هِيلين مَسافة بَينهما لكِنّها أمسك يَدها وأعادها لِمكَانها وأعلن:مُتأخر جِداً على صُنع حُدود كِيم هِيلين،حَان وَقتي لِأسألكي،لِمَ كُنتِ مَشحونة وغاضِبة نَحوي في البَداية؟
هِيلين:فَقط...
جُونغكوك:هَل أَكل القُط لِسانكِ؟
خَسارة أردت فَعل هَذا بِنفسي.
ضَربته على ذَراعهِ بوجهٍ محمرّ حَتى ضَحك على تَعابيرها ثُمّ علّق:مُنذُ البَداية وأنتِ تتحدّثين مَعي بِإنفعال وتحدٍّ،ما الذي فَعلتهُ أَشعل غَضبكي مِنّي؟
هِيلين:أَلا تَعرف؟
جُونغكوك:أَخبرتُكِ مُسبقاً أنني لا أُحب أن تُجيبيني بِسؤال.
أَعلن بِنبرة حَادّة قَليلاً ثُمّ تَنهّدت وأَجابت:أَنت لَعوب،تتلاعَب بِالفَتيات.
جُونغكوك:حَقّاً أنا كَذلِك؟
لَم أَكُن أَمتلِك أي فِكرة.
لَم تُجيب هِيلين وراقبتهُ بِهدوء،تُحدّق بِتفاصيل جَسدهِ ووجههِ،اقتربت مِنه كَثيراً حَتى تَخالطت أنفاسهِ وهَمست:أُستاذ جُيون.
جُونغكوك:مَاذا هِيليني؟
هِيلين:هَل استطيع الوثُوق بِك؟
هَل أستطيع...هَل أستطيع البَقاء مَعك وأنا مُتأكدة أنّك لَن تُؤذيني؟
دَامت لَحظة صَمت بَينهما حَتى جَلس أَمامها لِتبتعد كَي لا تصطدم بِوجههِ ومَدّ يدهِ فَسقطت بحضنهِ،تمسَكت بِعنقهِ بَينما هُو قَد حَاوط خَصرها وابتَسم بِهدوء مُردِفاً:أَنتِ حقّاً جَميلة في هُدوئكي،لَست مُعتاد على هَذا.
هِيلين:جُونغكوك،مَاذا نَحن؟
جُونغكوك:لا أَعلم.
تحرّكت مِن حُضنهِ ووقَفت مُبتعدة ولَم تُعطهِ فُرصة ليمسك بِيدها والتَقطت هَاتفها ثُمّ تحدّثت بُتوتَر:يَجب أن أَرحل.
جُونغكوك:لَم أَسمح لَكي بِهذا.
هِيلين:لِهذا أَنت لا تَعلم مَاذا نَحن.
جُونغكوك:مَاذا تُريدين أَن تسمعي هِيلين؟
هِيلين:لِمَ تُريد السّيطرة عليّ بقوّتك جُونغكوك؟
جُونغكوك:ابقِي مَعي هُنا،ونَعم أُريد السّيطرة عليكِي بقوّتي ومَنعكِي مِن الذّهاب.
هِيلين:أَنا لست جِي يُون.
جُونغكوك:جِي يُون؟
لِي جِي يُون؟
فَهمت الأَمر إذاً.
مَدّت أَنامِلها لِتُدير مِقبض البَاب لِكنّه أَتى مِن خَلفها وأَمسكها،شَل حَركة جسدها بِسبب ذِراعيهِ التي حَولها ثُمّ حَاصرها ضِد البَاب وسَأل:هَل تَنتقِمين لِجي يُون مِنّي؟
هِيلين:لديّ استعداد لِلإنتقام مِن كُلّ رَجل يُحاول ابتزاز إمرأَة بَطريقةِ ما أو بِأِخرى.
جُونغكوك:وهل الجُلوس بِحُضني انتقَام؟
يَروقَني هَذا الإِنتقام بِحق.
ابتَعد عَنها قَليلاً وأَخرج هاتِفهِ وفَتحهُ،وضَعهُ بيدها ثُمّ جَلس على السّرير وعاد بظهرهِ إلى الخَلف يَسند جَسدهِ بذراعيهِ وصرّح:هَذا هو هَاتفي،يُمكنكِ البَحث بهِ عَن أي صُور جِنسيّة لِأي فَتاة،لا أبتزّ أي امرأة عَزيزتي هُناك مَواقِع اباحية يُمكنني التِقاط أي صُورة عَوضاً عن ابتِزاز فَتاة إن كَان هَذا مُرادي.
تَفحّصت هِيلين الهَاتِف جَيّداً لكِنّها لم تَجد أي شئ،وَقفت أمامهِ بِخجل وحَاولت عدم صنع أي تواصُل بَصري ومدّت يدها تُعطيهِ الهاتف ليسحبها بِإتّجاههِ فَـ اختلّ توازنها،فَرّق سَاقيها وأَجلسها على فَخذيهِ يِحدّق بِوجهها الأَحمر وضَحك مُردفاً:تِلك مرّتي الأُولى أعهدُكِي خجلة،لَقد كُنتِ بَين ذِراعيّ حَبيبكي أمام النّافذة تتمايلين عليهِ بُكلّ الجَراءة لِدرجة أنني ظَننت أنّكِ سُتضاجعينهُ أمامي.
شَاهدها تَعض على شَفتيها تَكتم ضَحكتها حَتى ابتسم واستَكمل:أُريدكِ أن تِردّي لي المَعروف.
هِيلين:أَي مَعروف؟
جُونغكوك:مَعروف تَقبيلي أمام الجَامعة بِأكملها لِإغاظة القَضيب خاصتكِ السّابق.
ضحكت على اللقب الذي اطلقهُ على يُونجين ثُمّ صرّحت:لَقد ابعدتُ عنّا الشّائِعات أُستاذ جُيون،لستُ مِثليّ ولا أَنا أيضاً.
جُونغكوك:نَعم عَزيزتي أنا مُستقيم للغاية.
هِيلين:كَيف أردّه لَك؟
جُونغكوك:دَعيني أتذوّقكِي مرّة أُخرىٰ.
هِيلين:أُستاذ جُيون.
جُونغكوك:واللعنة لَقد حَفظتُكِ،جُونغكوك وأنتِ طِفلة عَنيدة صَاخِبة وأُستاذ جُيون وأنتِ خَجلة.
وَقف حَامِلاً إياها ووضعها بِرفق على السّرير يَعتليها ثُمّ ردد:أَكره طلب شئ مِن أي شَخص بِإستماتة لكِنّها طَريقة ناجِحة وفَعالة لرد المَعروف.
ابتَسمت وحاوَطت عُنقهِ ثُمّ سَحبتهُ بِإتجاهها والتَحمت شِفاههما بِرغبة،لَم تَكُن رغبتهُ هو فَقط،لَقد كَانت رَغبة مُتبادلة،أناملها تُغرز بِبُطئ في شَعرهِ،يديهِ تعتصر خَصرها وفَخذها،ينتقَل بَين شفاهها السّفلية والعُلوية بشكل قَاتِل لَا يُعطي لَها وقت لِتتنفّس،عقدت قَدميها على وسطهِ،سَحب يديها ووضعها فَوق رأسها يَلعق شَفتيها بِإحترافية.
صَوت ارتطام ثَغريهما كَان يقَتل الصّمت،تَرك كرزتيها وعَثر على هَدف جَديد لِتقبيلهُ بِرغبة،يَمتص جِلد عُنقها بِتمكّن قد جَعل روحها تتصاعَد،يُجيد كَيف يَجعل جَسدها يَستجيب لكُلّ حَركاتهِ القاتِلة،يَسمع أَنينها المَكتوم الذي لا يَعرف هل كَان أنين الإستمتاع أم هي مُتألمة،لكِن حركاتها قد أَجابت علىٰ سُؤالهُ.
رَنين هَاتفهِ قَد جَعلهُ يتوقّف وأَجاب عليهِ سَريعاً،تَعابير وجههِ كَانت جَامِدة،لَم تستطع هِيلين التّعرف عليها حَتى هَمهم وأَنهى المُكالَمة وعلّق:يَجب عليّ الذّهاب.
هِيلين:أُستاذ جُيون،الوَقت مُتأخر للغاية.
جُونغكوك:سَأعود لكِي،سَأعوّضكِي،لكِن حَقّاً هُناك أَمر طَارئ يَجب عليّ الذّهاب الآن.
يُشاهد مَلامِح الخَيبة المَرسُومة على وَجهها لِيقترب ثُمّ طَبع قُبلة طَويلة على شَفتيهِا ونوّه:يُمكنكي البَقاء هُنا،رُبما سَأستطيع العَودة صَباحاً وأقلّكي للجَامعة،لديّ مُحاضرة غَداً أَيضاً.
خَلع بِنطالهِ لِتشُيح بِبصرها سَريعاً مما جَعلهُ يَبتسم بينما يُبدل مَلابسهِ وصرّح:مما أَنت خَجلة جَميلتي عَلاماتي على عُنقكي!
وقَفت هِيلين أمام المَرآة تتفحّص عُنقها الذي عليهِ بُقع حَمراء مُنتشرة وعلّقت بِصدمة:أُستاذ جُيون كَيف فَعلت هَذا!
جُونغكوك:هَل أَنتِ تسألين لأنكِي لا تَعرفي كَيف فَعلت هَذا حقَّاً أم مَصدومة مِن المَنظر؟
قَالها بَين قَهقهاتهِ حَتى استدارت وصَاحت:الإثَنان!
جُونغكوك:سَأُعلّمكِي عَزيزتي،هَذا مَنزلكي،لكِن لا تِحاولي الإتصال بِي،سَتقومين بِتشتيتي.
تَركها وَنزل في حِيرة ثُمّ وَقفت في النّافذة تُشاهدهُ يَرحل بَعدما توقفّت سَيّارة أمام المَنزل،جَسدها يَشتعل،ضَعيف،ارتفعت حَرارتها فَجأة بَسبب لَمساتهِ التي كَان لديها تأثير قَويّ عليها،أذنيها كَانتا مُكتومتين بسببهِ ولَم تسمع صوت رنين هاتفها بِوضوح حَتى استدارت وهرَعت نَحوهُ.
كَانت سُول،أَجابت وهي تَشعر بِتوتّر كَبير مُردفة:مَرحَباً سُول.
سُول:أين أنتِ يَافتاة!
هِيلين:أَنا في المَنزل بالتّأكيد!
سُول:أنا وجِي يُون أمام المَنزِل بِالفعل،نطرق على البَاب لكِنّكِي لا تُجيبي.
هِيلين:أَنا بِمنزل جُونغكوك.
سُول:مَاذا!
كَيف دَخلتِ!
هِيلين:لَم أَجد شئ،هو ليس في المَنزل،سَآتي لَكُنّ الآن.
نَزلت هِيلين إلى الأَسفل سَريعاً وارتدت حِذائها لَم تتذكّر إصلاح شَعرها،ثِيابها،شَفتيها المِحمرّة،عُنقها المَكشوف،يدها ترتَجف مِن التّوتر،خَرجت مِن المَنزل وسَارت بِإتّجاه خَاصتها لِتستقبل سُول وجِي يُون التي كَانت تُحدّق بِهيلين بِريبة وشَك.
ابتسمت هِيلين وعلّقت:كَان يَجب عليكنّ اخباري قبل المَجيئ.
سُول:هَل خَرج مِن باكر؟
هِيلين:لا،للتو قد رَحل.
دَخلوا المَنزل حَتى سَألت جِي يُون بِفضول:لَم تبدين هَكذا؟
هِيلين:مَاذا تقصدين؟
جِي يُون:مُبعثرة،وجَهكي وعُنقي مُحمريّن،مُتأكدة أن جُونغكوك لَيس بِالمنزِل؟
هِيلين:جِي يُون مَا خَطبكِي!
سُول:يَافتَيات اهدئا!
جِي يُون:أَرسلتها لِتنتقم مِنه والآن هِي أسفلهُ كَالعَاهِرة!
هو حَبيبي أَنا لَم أُرسلكِي لِتأخذيهِ لكي!
هِيلين:فَعلت هَذا لِأَجلكِ!
تَركني حَبيبي لِأجلكِ لأَن جُونغكوك قَد نَشر عنّي شائِعات أنني مِثلية!
أُساعِدكي لِأنّكِ فَتاة مِثلكي!
وقَد تأكّدت أنّه لا يَمتلك أي صُور لكي،بَحثت في هاتفهُ جَيّداً،لَم أجد أي شئ.
سُول:كَيف بَحثتِ بِهاتفهِ؟
هِيلين:تَركه مَفتوحاً واخذتهُ،لم أَجد أي شئ.
جِي يُون:مُتأكدة أن لا شئ يَدور بَينكي وَبينه؟
صَمتت هِيلين وتحرّكت مِن مَكانها والتَقطت زُجاجة مَاء ترتشف مِنها القَليل بِتوتّر ثُمّ نوّهت:أَنا أنتقِم مِنه،ألم نَتّفق على هذا؟
جِي يُون:تَراجعت،لَا يَمتلك شئ ضدّي،فَلتتركيهِ بشأنهُ وعودي لِمنزلكي.
هِيلين:هَل واللعنة أنا دُمية؟
لَقد بَدأت اللعبة يَجب أن أُنهيها.
جِي يُون:يَبدو أن اللعبة أَعجبتكِ حَقّاً.
هِيلين:لا تَعجبني،بَل أمتلك فُضول ناحيتهُ،أُريد معرفة حَقيقتهِ.
______________________
فِي يدهِ كَأس النّبيذ الذي يُأرجِحهُ بَين أناملهِ حَتى دَخل الآخر لِغرفتهِ ليَقف بِهدوء وتفحَصه يسير بٍإتجاههِ وصاح:هَل ما تُقولهُ جِي يُون صَحيح جُونغكوك؟
جُونغكوك:سَيَّد لِي،لَقد كَلّفتني بِالأَمر،لا أَحد مِن حَقّه أن يتدخل بعملي.
تقدّم الآخر نَحوهُ ودنىٰ بِجسدهِ مُردفاً:تذكّر ما فَعلهُ والِدها بِعائِلتك،فَقط تذكَر،كَلّفتك بالأَمر لِتنتقِم لِعائلتك التي انهَارت بالكَامِل،هِي ابنَة عدّوك،لا تَجعل عِلاقتِكما شئ آخر.
جُونغكوك:وهَل الإنتقام مِنها سيُجدي نَفعاً سيّد ووشِيك؟
لا دَخل لَها بِوالدها العَاهِر.
ووشِيك:بِمجرد حُصولك علىٰ هِيلين أَنت انتقمت مِن لِي هِيون،يجب أن تختَطِفها كَـ رَهينة،يجب أن تَفعل المُستحيل لِكي نُخرج هَذا المُجرِم مِن جُحرهِ،حتى وإن كَان عليك التّضحية بِفتاة بريئة.
ارتَشف جُونغكوك مِن النّبيذ بِتعابير جَامدة،لا أَحد يستطيع قِراءة أياً مما يدور في عقلهِ،ترك الكَأس وعلّق بِكلّ برود:هَل يُمكِنك فقط أن تُبعد ابنتك عنّي؟
هِي تُشتتني للغاية وتظهر لِي في كل مَكان وتُثير الشّكوك.
ووشيك:لَك هَذا،لكِن لا تَخرج عن الخِطة.
___________________
عَاد لِلمنزل ودَخل يتفحّص المَكان،لم يَجِد حِذائها،المَكان هادِئ،لم تَبقىٰ هُنا بَل يَبدو وأنّها رَحلت،جَلس في غُرفة المَعيشة بِشرود،عَيناهِ مُرهقان،لَقد عَاد السّاعة السّادِسة صَباحاً،بَقِىٰ على مُحاضرتهِ خَمس سَاعات،قَرر أن يستغِلّهم في النّوم،خَلع سُترتهِ وقَميصهِ ثُمّ صَعد إلى الأَعلى حَيث غُرفتهِ.
فَتح البَاب وحدّق بالسّرير الذي لَم يَكُن مُرتّباً بسبب مَا حدث قَبل خُروجهِ،ابتسَم ووضع ثِيابهِ عليهِ ثُمّ توجّه للنافِذة يَقِف قًربه لكِنّه لَم يَجدها،وَضع جَسدهِ على السّرير والذي بَعد أن استنشقهُ قَليلاً عَثر على رائِحتها،أَغمض عَينيهِ بِتعب وسَقط نائِماً بِعمق.
جَسدهُ لَم يَستعد لِمُنبّة السّاعة العَاشِرة والنّصف،أستقام بِصعوبة ذاهِباً للحَمّام بِخطوات مُترنّحة بَعدما أخرج المُسدس مِن جَيبهِ،خَرج مِنه وعلى خَصرهِ مِنشفة عَاري الصّدر يُجفف شَعرهِ والتَقط هاتفهِ يُحدّق بِهِ طَويلاً،لا يَعلم ما الذي يَنتظرهُ ببصرهِ المُركز على شَاشة الهاتِف.
تَمتم بِإنزِعاج ثُمّ وقَف أمام النّافِذة يتفحّص خاصتها:أَلن تستيقظ؟
أَيّتها التّسعة وسِتون،هَل تَلعب دَور صَعبة المَنال وَهي كَانت مُخدرة بَين ذِراعيّ مُنذ ساعات؟
فَجأة قَد ظَهرت أَمامهِ تُجفف شَعرها وهِي في ذَات حَالهِ،مَنشفة حول جَسدها،تمسك بِأُخرى على خُصلاتها البُنية،بِكلّ تِلقائية قَد ضَحكا حَتى ابتعدت سَريعاً عَن النّافِذة،بَدّلت ثَيابها وصففت شَعرها ووضعت بَعض من المُستحضرات التّجميل الخَفيفة لِتُعطيها مَنظر طَبيعي.
تحرّكت مِن غُرفتها ونَزلت إلىٰ الأَسفل ثُمّ التَقطت مَفاتيح سيّارتها،خَرجت كَادت تفتحها إلا بِهِ يتوقّف أمامها بِسيّارتهِ وعلّق:ادخلي.
هِيلين:هَل يُمكنني ذَلِك؟
جُونغكوك:هِيلين أّنتِ تُثيريني بِتلك الطّريقة فقط ادخلي،مُنذُ مَتى أصبحتِ مُطيعة؟
كُفي عَن إثارتي بِخضوعكي المُفاجئ وادخلي الآن هَيا.
دَخلت إلى السّيارة وقَالت بِإستفهام:أَلا تَظن أنّ هذا مُثير للشَك إن قَام أحدهم بِرُؤيتي مَعك في السيّارة؟
جُونغكوك:أَلم يَكُن مُثير للشك عِندما قَبّلتني أمام الجَامِعة بِأكملها؟
هِيلين:أوه...تَذكّرت،وِجهة نَظر.
رتّبت خُصلات شَعرها بَينما هُو كَان يُراقِبها ثُمّ سأل:لِمَ لَم تبقي في مَنزلي؟
هِيلين:صَديقتي قَد أتت،لِهذا بَقيت مَعها لِوقتٍ مُتأخر وجسدي قَد تَخامل للغاية للذهاب والنّوم في مَنزِلك،أُستاذ جُيون؟
هَمهم بَينما يُشغَل سَيّارتهِ ويَضع نَظّارتهِ الطَبية وتحرّك علىٰ الطريق وهِيلين كَانت تتفحّصهُ لِيُردف:مَاذا جَميلتي؟
هِيلين:لِمَ تتركني في مَنزلك وترحَل؟
جُونغكوك:لِأني أُريد هَذا.
هِيلين:أَنت لم تَفعل هَذا مَع جِي يُون.
جُونغكوك:كَيف عرفتِ هَذا؟
على وجههِ علامات استفهام حَتى توتّرت هِيلين واشاحَت ببصرها للنَّافِذة دُون أن تُجيب على سُؤالهِ حَتى توقّفت السّيارة وأمسك بِذقنها يُدير رَأسها بِإتجاههِ وصرّح:لا تترُكِي سُؤالي مُعلّق هِيلين،أَجيبي الآن.
يَدهِ كَانت قاسِية قَليلاً على فكّها لَكِن لَم تُؤذيها،نوّهت بَينما تتحاشىٰ النّظر نَحوهُ:هَذا ما أَخبرتني بِهِ.
جُونغكوك:حَقَاً؟
هِي مُحقّة.
هِيلين:لِمَ هَذا إذاً؟
جُونغكوك:جِي يُون...هذا رأيي بِها مُنذُ البَداية،ضَعيفة الشّخصية،لَيست قَويّة،مُتذبذبة،عَشوائية،مُملّة للغَاية،إن رأت ما رأيتهِ أنتِ في خزانتي اليوم الذي يَليهِ سَتعرف الجَامعة أكملها بالأمر.
هِيلين:مَا هُو رأيك بِي؟
جُونغكوك:سَأُجيد شَرحهُ بِطريقة أُخرىٰ.
راقَب حُمرة وجهها لِيبتسِم وعَاد لِقيادتهِ للجامِعة ثُمّ استَكمل:لا يَليق بِكي الخَجل تَبدين حقاً مُطيعة وخاضِعة وهذا يجعلكِ غير طبيعية لي.
هِيلين:يُمكنني العَودة كَـ هِيلين أُستاذ جُيون،تُريد هَذا؟
جُونغكوك:أَتوق لِهذا كَاللعنة لكِنّكِي مُثيرة أكثر هَكذا.
وصَلا حَيث الجَاِمعة لِيترَجَّلا معاً مِن السّيارة وكِل الأَعين توجّهت نَحوهما ومِنهم جِي يُون التي كَانت عيناها تحترق بالنِيران،ابتسمت هِيلين ولّوحت لَه ثُمّ رحَلت بَينما هو كَان يَتفحّصها بِإبتسامة صَغيرة وتحرّك لكِن سَقطت عَينيهِ على جِي يُون.
قَلّب عَينيهِ بِضجر وتوجّه لمَكتبهِ للتحضير قَبل مُحاضرتهِ حَتى دَخلت جِي يُون بَهمجية ثُمّ أغلقت الباب خَلفها وصرّحت:على الأَقل اخبرني ما الذي تَسعى لأَجلهُ!
رُبما سَأساعدك وإخبار هِيلين عَنك لِتضعف وتَنصاع لك!
جُونغكوك:كُلّ ما عليكي اخبار هِيلين بِها أنّها نوعي المُفضل،وأنّها تَروقني كَاللعنة،حَقّاً.
جِي يُون:لِمَ تَبقى مَعك بالمَنزل؟
أَنت لَم تَفعل هَذا مُسبقاً مَعي.
تحَرّك قُربها ثُمّ حَاوط خَصرها والصق أجبنتهما مَعاً وعَلّق بِنبرة هَامِسة مُثيرة:لِأنّها مُجرّد عاهِرة صَغيرتي،بالطّبع سَأُبقيها بِمنزلي،لِكي استخدمها وَقت ما أُريد،أنتِ لا يَجب أن تِعاملي بِهذهِ المُعاملة،وهَذا مَنزل مُؤقت،سَتبقين بِمنزلي الكَبير،الرائِع،سَيَليق بِكي.
جِي يُون:رُغم أنني أَشك بِكلامك هذا،لكِنّي سَأصدقك جُونغكوك،أنا أَعلم حَقّاً أن هِيلين تُعجبك،حَاول أَن تُضاجِعها،سَأقتلك.
جُونغكوك:أمركي صَغيرتي.
أَخذ شَفتاها في عِناق طَويل ثُمّ ابتعد وابتسم بِإنتصار بِسبب ارتخاء مَلامِحها وابتعادها عَنه ثُمّ عَلّقت:حَسناً،سَأرحل الآن.
خَرجت مِن أمامهِ لتتغيّر مِلامحِهِ بتقزز وصَرّح:يا إلهي لَقد سَئمت مِن ترويضكي أَنتِ ووالدُكي وتحَكّماتُكما اللعينة!
يَجب عليّ إنهاء هَذا سَريعاً.
_______________________
اشتَركا ثَلاثَتِهم في مُحاضرة واحدة لِتلوّح هِيلين لَهنّ مِن مسافة بَعيدة وتحرّكتا بِإتجاهها،كَانت بالمُنتصف وبالكَاد تستطيع فَتح عَينيها حَتى سَألت جِي يُون:تَبدين مُتعبة.
هِيلين:نَعم قَليلاً،لَقد سَئِمت المُحاضرات،لديّ عُطلة غَداً،سَأنام دُون انقِطاع حَرفياً.
جِي يُون:لَديّ شَئ لِأُخبركي إياه.
هِيلين:مَا هُو؟
جِي يُون.جُونغكوك.
جَذب الإسم انتبَاهها ثُمّ ردّت:مَا بِهِ؟
جِي يُون:هَل تَدخلين منزلهِ ويترككي تبقين بِهِ؟
صَمتت هِيلين طَويلاً حَتى رَفعت جِي يُون حَاجبيهِا بِحقدٍ مُتخفيّ ورددت:يَبدو أنني مُحقة،إن كَانت تِلك هِي الحقيقة،ويترككي في المَنزل وفي غُرفتهِ دُون أن يُراقبُكي أو يمنعكي هَذا يَعني أنّه واقِع لكي.
هِيلين:ومَا دَخلي أَنا بالأَمر؟
جِي يُون:أَعني تِلك فُرصتُكِي،إن أردتِ استغلال هَذا لِصالحكِي،وكَسر قَلبهِ كَما فَعل بِي.
هِيلين:لَقد كَان كَاذِباً عِندما أَخبركي أنّه يمتلك صُور جَنسية لكي.
جِي يُون:لكِنّه حَقير،وَلعوب،كَان يستغلَني ويُعاملني كَالخَادِمة.
هِيلين:حَسناً،سَأرىٰ ما يُمكنني فِعله.
شَعرت بِإهتزاز هَاتفها في جَيبها وحدَقت بِإسمهِ وهي حَريصة على ألا يَرىٰ أحد اتصالهِ حَتى خَرجت مِن القاعة وأَجابت:أُستاذ جُيون؟
جُونغكوك:مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟
هِيلين:لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟
جُونغكوك:لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَيني وَبينكِ،فَقط نَحن،أَعدكِ أنّ الأَمر سَيستحق.
هِيلين:لَديّ مُحاضرة الآن!
جُونغكوك:سَأتحدّث مَع أُستاذها ولَن يَنُقصكِي أي دَرجات،هَيا صَغيرتي الوَقت يُداهمنا.
أَنهى المُكالمة حَتى لَعنت هِيلين ودَخلت سَريعاً مُلتقطة حَقيبتها لِتردف سُول:أَلن تحضري المُحاضرة؟
هِيلين:لديّ شَئ مُهم سَأُنجزهُ وأَعود.
خَرجت هِيلين بِسرعة مُتوجَهة لِمَكتب جُونغكوك،طَرقت عِدة طَرقات لِيفُتح البَاب على الفَور والتَقط يدها للدّاخل وأغلقه،حدّقت بِغرفتهِ المُتوسطة،مَكتبهِ الخشَبيّ الفَاخِر،وتِلك الشّارة المَنحوت عليها اسمهِ،أوراق مُتناثرة،استدارت لَه لِتجدهُ يَقف كَاتِفاً ذِراعيهِ يَتفحصها بِنظرة مُبهمة فَأردفت:مَاذا أُستاذ جُيون؟
جُونغكوك:لِنذهب لِمَكانٍ مَا.
هِيلين:أَين؟
جُونغكوك:لا أَعلم،فَقط لِنذهب دُون وِجهة.
هِيلين:لَكِنّك لَم تُجيب على سُؤالي بَعد جُونغكوك.
ضَيّق عَينيهِ يُحاول تَذّكّر أي سُؤال تَقصد،رَفع حاجبيهِ ثُمّ أومئ واقترب سَاحِباً يَدها بِإتّجاه المَكتب الخَشبيّ وحَملها بيدٍ واحِدة يُجلسها عليهِ لتَكُن في مُستواه،تَبادلا التّحديق طَويلاً ثُمّ ابتسم بِهدوء وعلّق:هِيلين.
هِيلين:مَاذا؟
جُونغكوك:أَعِدكُي.
هِيلين:بِماذا؟
جُونغكوك:أَنني جَدير بالثّقة،لَن أُؤذيكي،لَن أَفعل.
شَاهد تشتت مَلامِحها حَتى بِحركات بَطيئة سيّر أناملهِ على فَخذيها ثُمّ فرقهما وأخذ مَكان بيَن ساقِيها يُحاوط خَصرها ثُمّ اكمل:صَغيرتي أنتِ مُختلفة،حَقّاً أنا أَعنيها.
رَفعت يدها وكوَّبت وجههِ لِتُصبح مَلامِحهِ فَارِغة للغاية،لمساتها كَانت مُفاجِئة لَه،جَعلت مِن أعصابهِ مُرتخية للغاية،اقترب أَكثر،يتحرّك بِأتجاه يدها،يَسمح لَها بِإستكشاف بَشرتهِ لِتُردف:أنا خائِفة مِنك.
أَظلم وجههِ وَهمس بِنبرة يُحاول الحِفاظ على هُدوءها:لِماذا هِيلين؟
هِيلين:لا أَعلم.
جُونغكوك:حَتى بَعد ما حدث بَيننا في مَنزلي؟
هِيلين:حَقَاً لا أَعلم،أَنت لازِلت مَجهول بالنّسبة لِي أُستاذ جُيون،لا أَعرف عَنك أي شئ،يَجب أن تظَهر لِي على حَقيقتك جُونغكوك،يَجب أن أراك بِكلّ صِدق،رُبما...تَظن نَفسك شَخص سئ وأَنت لست كَذلِك.
جُونغكوك:هِيلين توقّفي،لَم أَسمح لَكي بالتّحدث عَنّي.
لاحَظت توتّر مَلامِحهُ وفَهِمت أن مَا يدور في عَقلها صَحيح،هو لَيس بِالقوَة الظاهرة عليهِ،بالقَسوة الذي يستعملها في طَبعهِ،هو لَيس ما يبدو عليهِ،هُناك شئ مُبهم بِشأنهِ.
أزاحت يَدهِ عن خَصرها لَكِنّه رَفض هذا وأعاد يدهِ بِعنف حَتّى علّقت هِيلين بِشئ مِن الغضب:لِمَ أَنتَ تُريد أن تُسيطر عليّ جُونغكوك!
هَل تُريدنا أن نبقى مَعاً وأنا لَا أعلم مَن أَنت!
بِتلك الطريقة نَعم أَنا خائِفة مِنك كَاللعنة!
تُراقِب تَعابيرهِ الهَادِئة ثُمّ رددت بِهمس:فَقط أَخبرني مَن أَنت حَقّاً.
ابتَعد بِبطئ ثُمّ مَد يَدهِ يطلب مِنها الإمساك بها حَتى تنهدت طَويلاً وعانقتها،خَرجا مَعاً مِن المَكتب وشَابك أَناملها،وَقفا أمام السّيارة ثُمّ علّق:أَردتِ مَعرفة مَن أنا صَحيح؟
هَيا.
____________________
توقَفا بالسّيارة أَمام مَنزل قَديم للغاية،في حَي فَارغ،خَرجا مِن السّيارة وتفحصّها تُراقِب المَكان،توجّه ناحيتها وأمسك يدها يسحبها خلفهِ،أَخرج مِفتاح المَنزل وفَتحهُ،كَان نظيفاً للغاية رُغم منظرهُ المُتهالِك مِن الخَارج،أغلق البَاب ثُمّ صَرح بنبرة ثابِتة:هَذا مَنزِل عائِلتي.
وَقفت هِيلين أمام نفس الصّورة التي رأَتها في درج المِنضدة في منزلهِ الحالي مُعلّقة على الجدار،وقف بِجانبها وأشار:هَذا أبي وهَذهِ أُمّي،وهَذا أَنا،في عُمر الثمانية عشر،مرّ على وفاتهما خَمسة عشر عاماً،أُمي ماتت مُنتحرة بسبب مَقتل ابي تَحت يد طَبيب عَمداً.
اتّسعت عَينيها ورَمقتهُ بِصدمة حَتى ابتسم مُستَكملاً سَردهِ:أَبي كَان مُحتال مُحترف،يا إلهي أحياناً أُصدم كيف كَان بِهذا الذّكاء الخَارق،مُنذ أن كَان مُراهِقاً أَجاد السّرقة بِكلّ بَراعة،كَبر وبعدها،أصبح يَنتحل شَخصيات كثيرة ويَتصرف بِأسمهم،يصرف شيك بِأسماء شَخصيات ثريّة،جَمع أموال طائِلة،حَتى قَابل أُمّي وتزوّج مِنها بِهوية مُزيفة،لوقتٍ طويل طاردتهُ الشّرطة التي مِن جنونها قَد استعانت بالعُملاء الفِيدراليين.
وفشل الجَميع في القَبض عليهِ،وكَان يعيش هو وأُمّي حياة مُرفّهة للغاية،ينتظران مولودهما الأَول،أُمّي في غاية سَعادتها وهي حَامِل مِن حُب حياتها،رَجل غني،ناجِح مَحبوب،بِإختصار،مِثالي،خَرجت للحياة،كَبرت ونَضجت،وبِطريقةٍ مَا،وَرثت ذَكاء والدي لكِنّه كَان حريصاً للغاية ألا استخدم ذكائي بِشكل خاطِئ
دَخلت للثانوية،وأبي لا يَفعل شئ سِوى أنّه كَان يبني في ثَروتهِ أَكثر وأَكثر،حَتى أخطئ خَطأ صَغير قد دمّر هَذهِ العائِلةِ السّعيدة،كَشفتهُ الشّرطة،رَكضت خلفهِ طويلاً حَتى أثناء مُلاحقتهِ مِن سُرعة رَكضهِ قد صَدمتهُ سيّارة،نُقل للمُشفى،دَخل في غَيبوبة،إن استيقظ كَان سيذهب للسجن لكِن على الأقل سَيحيا
الطّبيب المُشرف على حَالتهِ حقَنهُ بِجرعة جنونية مِن البُروفين،الذي الإفراط في حقنهِ لمريض ستَقتلهُ،وبالفِعل هَذا ما حدث،لكِن تستّرت الشّرطة على الطبيب كَان جديد،لتوّه تخرج الكُليّة،ومَوتهِ كان خَطأ طِبّي،في اليَوم التالي وفي هَذا المَنزل
طَرق على بابنا عَميل خَاص يُخبرنا بموتهِ،بهويّتهِ الحقيقية،أفعالهِ الخارجة عن القَانون،كَم هو كَان مُحتال،قَضيب،صَراحةً،لقد كُنت أَشعر بِهذا،لكِن أِمّي صُدمت في حُب حَياتها،عاشت في كَذبة لِعشرين عاماً،كَانت واقِعة في حُب مُجرم مَطلوب دَولياً،بِمجرد خُروج الشّرطي وصعودي للنوم لإتجهّز لدراستي اليوم التالي،الذي لا أعلم كَيف كُنت سِأواجه الطلاب بِعار أبي
تجّهزت وارتديت ثيابي ووجدت جَسد أُمّي يُحلَق في الهَواء،انتحرت،وتركت رِسالة مَعها قَصيرة؛جُونغكوك،أنا آسفة حقَّاً،لَم أتحمّل،أَنا ضَعيفة للغاية لِكُلّ هذا،الشّرطة كَانت تَبحث عن الأَموال التي جَمعها والدك واحتجازها واحتجاز منزلنا لكِنّها كانت بِاسمك،هذا هو مِيراثك،ابنِ حياتك بعيداً عن عار ابيك،وَداعاً صَغيري،أِحبّك جُونغكوك،لم أقتل نفسي لِأني أشعر بالخزي لما فَعلهُ أبيك،بَل أنا حزينة على موتهِ أَكثر مِن أي شَخص،لا أَكترث كَم هو مُحتال،لِص،مُجرم،أنا أحببتهُ مِن كُلّ قلبي،لِهذا سأذهب لَه.
______________________
أتوقّع فهمتوا شُوي صَح؟
جُونغكوك للحين،صِدق يشتغل عميل فِيدرالي؟
أو شخص مُستأجر؟
هِيلين وجونغكوك بيصير بينهم شى؟
فَهمتوا وش دور جِي يون؟
بَحاول بِقدر الأمكان أخلي الاحداث تمشي بنمط هادِئ وفي نفس الوقت ماتكون مملة سو إيش رأيكم بالرّواية للحين🤍؟
أنا حماسي لِهاذي الرّواية كبير سو لا تخافوا ما رح اتأخر بالتّحديثات وبتكون مُتقاربة أشوفكم على خير إن شاء الله🤍.
بَاي نُجوم بانقتان🤍
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top