سِر

أَصبحا زَوجين بِشكل رَسمي،وأَمام الجَميع،يَومهما الرائِع والمُنتظر يَحدث بَعد كلّ هذهِ السَنوات،كَانا حُبّ مَلمحيّ،قِصّتهما ملحميّة بِنهاية بشعة لكِن كُلّ شئ تَغير الآن،حُبّهما قويّ،شغُوف،يتحلّىٰ بالثّقة والأمان،انتهى بِرابطة تَجمع أجسادهما وأرواحهما لِأجلٍ غير مَعلوم.





رُغم وجود خَاتم في اصبَعِها والذي مَنحه لها مِن فترة،وهذهِ الفترة تَقريباً ثلاثة أسابيع،وضع خاتَم جديد لامِع ورائِع للغاية وقدرهِ خيالي مُقارنةً بالآخر الذي كَانت تَمتلكه،وضع الخاتم القديم في يدها اليمين وقبّل اليَسار طَويلاً ثُمّ تعانقا بِقوّة.



لقد كَانت لَحظة هادِئة،صامتة،يشدّان بها على أبدان بعضهما دُون التّحدث حتى أو الإكتراث للمَدعَوّين،يحاولان استِيعاب تِلك الرّابطة التي ربطتهُما ببعضهما البَعض بِدايةً مِن اليَوم،يُحاولان استيعاب أن الحَرب قد انتهت بِإنتصارهما،ادراك أنهما الآن يتعانقان بِحميميّة بعد ما يُقارب ثَمان سَنوات،لا شئ يحلمان بهِ بعد هذهِ اللحظة،أحلامهما قد تحققت بالكَامِل.




ابتَعد ومَسح على وجهها،تَصفيق حَار،صَفير عالٍ وسعادة مِينجي بِهما لا توصف،عَينيها حَمراء مِن شدّة البَكاء،تَرفع هاتفها تلتقط صُور كَثيرة لا تَشاهدها بسبب دُموعها التي تَملأ مِقلتيها،التَفتا الثّنائي لِمِينجي التي تَبكي بِحُرقة لِتردف هِيلين وعلى ثَغرها ابتسامة حَزينة:أوه مِينجي يا إلهي!





اقترب مِنهما لِيُعانقاها بِقوّة وتَزَايد بُكائها أَثر هَذا،ابتعدا وترقّباها بوجهٍ مُبعثر حَتى ضَحك جُونغكوك بِشّدة ومسَح دُموعها مُعلّقاً:تَبدين فَوضى!






اقترب وقَبّل جَبينها وعَانقها مَرّة أُخرى مُردّداً:شُكراً،لِأنك هُنا لَنا.






مَسحت على شَعرهِ ووجهِهِ تتأملهُ ثُمّ نوّهت:أنا هُنا مَع طِفلي،لَيس لِأنّك ضَخم ومُحقق ذُو هَيبة يَعني أنّكَ لست طِفلي.





دَفعته لِيقف قُرب زوجَتهِ رَسمياً ثُمّ اصطفّوا ثلاثَهم ليأخذون صُورة جَميلة حَتى سَألت هِيلين مِينجي بِإستفهام:أين يُونغي؟





مِينجي:في السّيارة،يَبدو أنّه نسىٰ شئ





هِيلين:حَسناً عِندما يعود أخبريهِ ليأتي ونَأخذ صُورةً عائِلية.




هَمهمت مِينجي وابتعدت تُحادِث زوجها بينما جُونغكوك وهيلين قد استَكنا قُرب بعضهما،حاوطت عُنقهِ وتأَمّلته طَويلاً قائِلة:مَرحباً سَيّد جُيون.





جُونغكوك:مَرحباً سَيّدة جُيون.






قَهقها بَعدما تَبادلا جُمل مُشابهة لِيُردف بِصدق بينما يَعتصر خَصرها:تَبدين حَقّاً جَميلة،كَالعادة،لكِن اليَوم،أنتِ تَلمعين.





هِيلين:صَدّقني أنا فَقط عُدت سَبع سَنوات إلى الخَلف،أتزوّج مِن المُحقق الذي يَخفي هويّتهِ أسفل مِهنة أُستاذ جَامعي،أنا أَشعر بِذات الشّعور الذي رَاودني عِندما تحدّثت مَع أَبي نِصف عاري تتذكّر؟





انفجَرا ضِحكَاً فور تَذكّرهِ تَفاصيل هذا اليَوم،عِندما زارا جُونهو ويُونهي هِيلين أثناء وجود جُونغكوك في مَنزلها،وطَلب يَدها بِشكل رسمي لكن عَشوائي للغاية مِنهما في مُنتصف غُرفة المَعيشة بِشعرهِ المُبعثر وصدرهِ العاري،دَنى وقَبّل وجنتها طَويلاً وعلّق:سَأفعل هذا مُجدداً إن عَاد بِي الزّمن،دائِماً.





هِيلين:أَثِق بِهذا.





مَسحت على بَشرتهِ ونَظرت في عَينيهِ البرّاقتين نَحوها،أسندا أَجبنتهما بِراحة مُتنهّدين أَخيراً،لَقد تَزوّجا،رُغم كُلَ شئ،تَعانقا بِحَميمية أسفل نَظرات مِينجي الدّافئة والسّعيدة،لا زالت تَنتظر زَوجها لِيأتي والذي أَخبرها أنّه فقط يتأكّد أنّ كلّ الأُمور على مَا يُرام.




بَينما هو في الحَقيقة،يُحدّق بالآخر طَويلاً،بَعدما ابتعدا بِضع مِترات مِن مَكان الزّفاف،وعِندها،نَزع قبّعتهِ التي يَرتديها على رَأسهِ وكَشف عَن شَعرهِ الأسود والذي يَمتلك العديد مِن الخُصلات البَيضاء،وتَدريجياً،قَد كَشف عَن وجههِ،ابتلع يُونغي ريقهِ وأسفل أنفاسهِ المُتسارعة قد علّق:أَنت حَقّاً حَي،سَيّد جُيون جِيهون.




رَاقبه للحَظات ثُمّ ردّد بنبرة هادِئة:مَرحباً يُونغي.






يُونعي:إذاً أَنت تَعرفني؟
مَا هَذا السُؤال الغبيّ بالطّبع تَعرفني،وتَعرف أيضاً أن اليَوم زِفاف ابنك،ابنك يتزوّج مِن ابنة كِيم جُونهو،كَما أنني مُتزوّج مِن ابنتك،التي تَظن كُلّ هذهِ السّنوات أنّ والدها قَد قُتِل،بِأي حقٍّ أنت هُنا سيّد جُيون؟
ابناءك اليوم في أسعد لَحظات حَياتِهما،عُد مِن حَيث أتيت مِن فَضلك،قبل أن اتّخذ ضِدّك إجراء صارِم،لا تُخبرني أن الأُبوّة التي داخلك قَد استيقظت بَعد كُلَ هذهِ السّنوات.






كَلمات يُونغي الحَادّة قد أصابت وَعي الأَب الذي قطع مسافة قليلة ليقترب مِن يُونغي الذي وضع يدهِ على سلاحهِ خلف ظهرهِ بشكل تِلقائي دُون أن يُخرجه مِن مَكانهِ ولا زال يُحافظ على هُدوءهِ،تحدّث الأَكبر بِنبرة صوت حَزينة ومُرهَقة:أنا فَقط سئِمت مِن الهُروب.




يُونغي:كَان لِهروبك ثَمناً غالِياً وقاسياً جُونغكوك وَحدهُ مَن دَفعه،لن أَقل فقط جُونغكوك هِيلين،تَايهيونغ،جُونهو،مَن لم يتضرر مِن هُروبك سيّد جُيون؟
أتعلم أي نُوع مِن الرّجال تَحوَل إليه ابنك بسبب الفَوضى الذي أحدثتها بهُروبك؟
بالتّأكيد تَعلم،الصّور التي أخذتها لنا في كُلّ مَكان قد جَعلتك ترى حَجم المُعاناة التي رآها جُونغكوك وهِيلين،هِيلين ابنة صديق عُمرك الذي مَنحته كِلمتك في أن تُحافِظ على عائِلتهِ بعد موتهِ.






جِيهون:أَنتم لا تَعرفون شيئاً حَقاً أنا أريد فُرصَتي لَأخبركم.






يُونغي:وأنا لن أسمح لَك بتخريب صفو هذا الزّفاف،ثلاثة وعِشرون عاماً مِن الهَروب لَا بَأس إن جعلتهم ثلاثة وعِشرون عاماً وشهر،توقّع المَغفرة مِن مِينجي،لكِن إياك وانتظارها مِن جُونغكوك،أبداً.






تَراجع بَينما يُراقبه بِحذر حَتى جرّ الأَكبر قَدميهِ وابتعد يدخُل السّيارة لَكِن تحدّث يُونغي سريعاً قَبل أن يُغادر الآخر:لِمَاذا قَابلت هِيلين في المَطار؟
كَيف تَعلم أنّها لن تتذكّرك إن كَانت تحت تأثير الكُحول وتحدّثت مَعها كَشخص غَريب ليس وكأنك الد زَوجها؟






اكتفى الأب بالصّمت وتحرّك بِسَيّارتهِ بعيداً عَن مَكان الزّفاف،نَفى يُونغي بِرأسهِ ومرر أناملهِ دَاخل خُصلات شَعرهِ يتنهّد طويلًا مُردفاً:يا إلهي،تَبّاً لَك مَن أين أتيت؟





استدار لِيدخل مُجدداً حَيث قاعَة الزّفاف وابتسم على الفَور يُزيح توتّره بشكل كَامل عِندما رَأى زَوجتهِ قد وقفت أمامهِ تُعانقهُ بِقوة وعلّقت بِتذمّر:تَأَخّرت كَثيراً يُونغي!






يُونغي:آسف عَزيزتي،كَيف تَسير الأُمور؟






أشارت لَه بِرأسها للزوّجين الذَين يتحدّثان ويَضحكان مُتعانقين بقوّة حَتى زَفر هواءهِ بِراحة وتوجّه نَاحيتهما بَعدما شَابك أنامل زَوجتهِ مُردفاً:أَخِيراً،شَاهدت أنفصالكما مِئات المَرّات أَكثر مِن قُربكما.





جُونغكوك:مُستحيل،لَن يَحدث مُجدداً.





أوقفها أمامهِ وحاوط جَسدها مِن الخَلف يُقبّل كَتفها طويلاً حَتى نوّهت مِينجي بِسعادة:هَيا يُونغي،صُورة.






وقفت مِينجي قُرب أخيها تلفّ يدها حول ذِراعهِ بينما يُونغي قَد التَقط أنامِل هِيلين يَقترب مِنها حَتى هَمست قُرب أذنهِ:مَا خَطبك؟
تَبدو مُتوتّراً.







يُونغي:أنا بِخير،هل حَقّاً طُموحكِ سابِقاً في الطّفولة كَان طبيبة نَفسية؟
مَا أدراكِ بِي أنتِ في زِفافكِ أيّتها المَلعونة الصّغيرة اهتمَي بِشئونكِ.






هِيلين:يُونغي يَدك باردة كَاللعنة ونَحن في مُنتصف فَصل الصَيف.







يُونغي:حَتى مِينجي لَم تُلاحظ هذا.







هِيلين:مِينجي لا تُلاحظ أي شَخص الآن أترى دُموعها التي تَملئ مِقلتيها؟
والآن ابتسم سَيّد مِين،الصّورة العائِلية،كَانت تَنقصك.





ابتسم بِصدق على جُملتها واقترب أَكثر مِنها وتَشارك أربعتهم في صورة عائِلية جَميلة وثَمينة،شَبابية ولطيفة للغاية تَجمعهم،سَحبت هِيلين مِينجي وابتعدا عن حدود الكَاميرا حَتى يَتسنّىٰ لِيونغي وجونغكوك أن يَلتقطا صُورة،آخر صُورة لَهما هِي صورة عَمل،بِثياب شُرطيين،رَسمية للغاية،كانت الأولى والأَخيرة.





وقفا قُرب بَعضهما حَتى رَفع يُونغي ذِراعهِ وحَاوط عُنق الأصَغر بِقوّة حَتى تأوّه جُونغكوك وضَحك مُردفاً:هِيونغ!






يُونغي:القَضيب المُفضّل تزوّج،تَعال إلى هُنا.






لَم يُلاحظا أنّ المُصوّر قَد التَقط كُلّ هذهِ الصّور العَشوائية والجَميلة التي تُظهر مَدى سَعادتهما وقُربهما الشّديد لِبعضهما،استكنا أَخيراً وتعانقا يبتسمان بِوسع،كَانت مِينجي وهِيلين تُراقبان أمرهما بأعين لامِعة حَتى علّقت هِيلين سَريعاً:هَيا مِين يُونغي ابتعد عَن زَوجي!





صَعدت ووقفت قُرب جُونغكوك تُعانق جَسدهِ بِقوّة،ابتسما يُونغي ومِينجي التي اقتربت هَامِسة لَدى أذن زَوجها:أتظن حَقّاً إن كَان جُونهو على قَيد الحَياة،ألن يَرغب أن يتَواجد في هَذا اليَوم مَع ابنتهِ؟





يُونغي:بالطّبع،لا أحد يَعلم إن كَان حَولنا الآن أم لا.






تَلقائِياً نَظرا لجَميع المُتواجدين مَعهم في القَاعة ولا يَعلمان أن جُونغكوك وهِيلين يَتحدّثان في ذات الأمر،بِسرية ويَجلسان قُرب بَعضهما حتى سَألت هِيلين الآخر بِفضول:بإعتقادك هَل هو هُنا؟




ارتَجف قَلبهِ عِندما طَرأ سؤالها عَقلهِ وظَنّ أنها تتحدّث عَن والدها ثُمّ نوّه:لا أَعتقد هَذا،لأنّه يَعلم أن الحِراسة مُشددة،أصبحنا على دِراية أنّه يُراقِبنا،لن يَأتي بِكلّ سهولة إلى هُنا.





هَمهمت بِتفهّم ثُمّ شَابَكت أَصابعهِ وتَبادلا النّظرات طَويلاً،ابتسامة عَميقة وواسعة على ثَغريهما،اقترب وطَبع قُبلة طويلة على وَجنتها وهَمس أمام أُذنها:هَل فَعلتِ شئ مِن قَبل،دُون أن تُفكّري مَرتين؟






هِيلين:جُيون حَبيبي أنا للتو صَنعت مِن زِفافي فَوضى عِندما تَركت يُونغي ورَكضت إليك.





وَقف وهي تِلقائِياً قَد رَفعت فُستانها ووقفت مَعه حَتى رَكض بِها سَريعاً لتضَحك بِقوّة عِندما فَهمت مَقصدهِ وتَخطّا يُونغي الذي صَاح بِصدمة:مَا اللعنة!




مِينجي:هِيلين!





خَرجا مِن القَاعة ووصلا حَيث سَيّارة جُونغكوك الذي فَتحها ودَخلا لِيخرج يُونغي لَهما هَامِساً:تَبّاً لَكما!
أطفال لعينين.





لوّحا لَه بضحكات شديدة حَتى رَفع اصبعهِ الأوسط لَهما وشَاهدهما يَتحرّكان بالسّيارة بَعيداً،تَنهّد وأعاد السّماعة الصّغيرة في أذنهِ مُردفاً:ارسل خَلفهما طَاقِم حِراسة.





دَخل مُجدداً يُدير الحَفل الذي غَادر مِنه الزّوجان فَجأة،جُزء مِنه مُرتَعِباً،وجُزء آخر يَتمنّىٰ أن تمرّ هذهِ الليلة على خَير،دُون تَدخّل فَرد آخر مِن عائِلة جُيون،لِيُفسد كُلّ شئ حَتى وإن لَم تَكُن في نَيّتهِ الأذى،عَودتهِ بَعد كُلّ هذهِ السّنوات والمُعاناة،لِيعيد لَمّ شمل عائِلتهِ التي تفكّكت بسبب هُروبهِ،أَكبر خَطأ.






كُلّ النّوافِذ مَفتوحة،شَعورهما تتحرّك يتخللها الهَواء المُنعش،سُرعة جُنونية لكِن مُمتعة للغاية،في طَريق سَريع فَارِغ،يَضحكان نَحو بَعضهما ويَشعران بِحرّية مُطلَقَة حَتى نوّهت هِيلين بِنبرة عالية لِيتمكن من سماعها:هَذا جُنوني حَقّاً سَيّد جُيون!





جُونغكوك:مِن الأَفضل أن نَعِش حَياتنا قِطّتي،الوَقت ينفذ مِنّا.





نِصف سَاعة وَقد وَصلا للمِيناء،تَحديداً يَخت جُونغكوك،والذي كَان مُختلفاً عَن آخر مَرّة،أنوار جَميلة تُزينّه،وَرد مَنثور في كُلّ مَكان،مُنذ أن تَرجّلت مِن السَيّارة وقد سَقطت قَدميها على الأَرض،أُضيئ لَها الطّريق،لليَخت،ابتسمت بِوسع لحَبيبها واقتربت تُعانقهُ بِقوّة ثُمّ قهقهت بِخفوت بِسعادة وتَحرّكت بَعدما شَابكت أناملهِ تَجرّه خَلفها.






وصلا لليَخت حَتى نَزل جُونغكوك أولاً ثِمّ احتوى خَصرها يَحملها بِحذر،دَخلت اليَخت وكَان مُزيّن بِشكل رائِع وجَميل للغاية،استدارت لَه تنوّه بنبرة صَادِقة:جُونغكوك هَذا حَقّاً كَثير.





جُونغكوك:آسف لأنني تَصرّفت في اليَخت الخَاص بِكِ دُون عِلمكِ،كان يَجب أن أسألكِ أولاً.





هِيلين:مَاذا قُلت؟






جُونغكوك:إنّه مِلكٌ لكِ،بإسمكِ.







هِيلين:لِمَ جُونغكوك؟






جُونغكوك:ولِمَ لا هِيلين؟






هِيلين:أنا لا أُريد هذا،أنا أُريدك أَنت فَقط.






جُونغكوك:صَغيرتي أنتِ وريثتي،زَوجتي،في النّهاية عِندما أموت مُمتلكاتي لكِ.






هِيلين:يا إلهي سَيّد جُيون!
لا تَقل هَذا أبداً!






اقتربت نَحوه وعانَقته بِقوّة،لَم تُفكّر أبداً في مَسألة الموت والحَياة،لم تُفكّر أبداً في حَياة بَعيداً عَنه لِتفكر في المَوت،اعتَصرت جَسدهِ بِشدّة حَتى تِلقائِياً قَد رَفعها عَن الأَرض لِتصل لِمستواه،تتمنّىٰ حَقّاً لو كَان لديها الإختيار أن تَموت بَين ذِراعيه،هذهِ كُلّ أفكارها.





كَوّبت وجههِ وطَبعت قُبلة طَويلة على شَفتيهِ،أَخذ مِنهما دَقائِق لِيبتعدا أَخيراً،بإنفاسٍ مُتسارعة حَارّة قَد علّق جُونغكوك ومَازال ذِراعهِ يتمسّك بِجسدها:أنا فَقط أَقول،لا شَئ سَيجَعلني بَعيداً عَنكِ بَعد الآن،حَتى يُفرقنا المَوت.





هِيلين:أُحبّك.






ابتَسم ثُمّ أنزلها بِحرص يُشابك أناملها ويَسحبها خَلفهِ،وَصلا للطّابق الأَخير المَكشوف وفور توقّفهما قَد اندلعت الأَلعاب النّارية في السّماء،نَظرت هِيلين نَحوهِا على الفَور وتَحرّك اليَخت في المَاء مُبتعداً عن المِيناء،يُراقِب ابتسامتها الوَاسِعة والسّعيدة وهي تَرمق السّماء وتَرمقهُ،شَدّ على جَسدها بَعدما استدار ووقف خَلفها يُريح رأسهِ على كَتفها.





يَدها استقرّت على ذِراعيهِ حول خَصرها تُشابكها ويَد على شَعرهِ تَمسح عليهِ بلطف وكِلاهما يُحدّقان بِجمال الأَلعاب النّارية ومَنظرها السّاحر في الليل،أغمضت عَينيها عِندما شَعرت بَأنفاسهِ على جِلد رَقبتها وسَحبت هَواء مُنعش بَارد عِندما بدأ اليَخت يُسرع والرّياح تخترق أجسادهما.





نزلا حَيث غُرفة النّوم الكَبيرة حَتى خَلع جُونغكوك سُترتهِ وفَك أزرار أكمامهِ يَطويها وعندها نوّهت هِيلين بِإبتسامة جانبية:مُسدّس جُونغكوك؟





قَالتها عِندما أخرج المُسدس مِن جَيبهِ لِيُردف بِنبرة مُتلاعبة:الطّوارِئ قِطّتي.






هِيلين:لَم يَحدث شَئ ألم ننتهي؟







جُونغكوك:نَحن لَم نبدأ حَتى هِيليني،تَعالي إلى هُنا.







بِخطوات بَطيئة قد تَقدمّت نَحوه وكَاد يَلتقط يَدها لكِن ابتعدت قَبل يَتسنّىٰ لَه هَذا،ضَحك بِقلة صَبر ثُمّ تَحرّك بِإتّجاهها وهِي كَانت تتراجع،أَعينهما تتحدّث عِندما كَانت تِقل المسافة بِينهما تَدريجياً،لَم تَجد مَجال لتتراجَع أَكثر حَتى استقرّت ضِد الحَائِط تَرمقهُ يتَوّقف لَديها.





عِندما اقترب بِشكل قَد تتمَكّن هِي مِن لَمسهِ قَد تَراجع مُبتعداً عَنها لكِنّها التَقطت رَبطة عُنقهِ وسَحبتهُ سَريعاً ليَلتصق جَسدهِ بخاصتهِا،ضَحك بِخفوت عِندما أنزلتهُ لِمستواها والتَقت أعينهما يَتأمّلان بَعضهما،حَبست شِفاهها السّفلية بَين أسنانها بعد أن علَّقت:تَعلم كَم كُنت مُثيراً اليَوم سَيّد جُيون؟





قَالتها بِصعوبة بسبب أنّ كَبريائِها عالٍ للغاية لِتمدح أي شَخص،لَيس لِأنّها خَجلة،تَميل للفَعل أَكثر مِن القَول،لكِنّها أردفت جُملتها لِأنّها تَعلم كَم هُو يُحب سَماع الإطراء وخَاصّةً مِنها،هَذا يُثيره للغاية،ابتسم وحاول ألا يَجعل ابتسامتهِ وَاسعة واكتَفى بِالرّد:أَعلم صَغيرتي،عَينيكِ.




هِيلين:عَيني؟
فَقط؟






يدها قَد سَحبت رَبطة عُنقهِ أَكثر ثُمّ نَزعتها عَنه واستقرت أناملها على صَدرهِ الذي بَدأ يرتفع وينخفض بسُرعات مُتفاوتة حَسب حَركاتها،دُون أن تَأخذ اذنهِ قد فَتحت أزرَار قَميصهِ الأبيض،ابتسامة مُثيرة على ثَغرهِ قد ارتسمت عِندما تَجرأت وخَلعت القَميص عَنه،رَفعت بَصرها لِتترقّب تَعابير وجههِ التي تتفحّصها بِقلة صَبر حَتى نوّهت:سَيّد جُيون.




هَمهم وشَابك يديها يَضعهما خَلف ظَهرها وهَمس قُرب وَجهها:أنا فَقط مَن يَعبث هُنا.






هِيلين:تَبّاً لَك حَقّاً.






ابتسم ثُمّ سَحب القُفازات الرّقيقة التي على يديها وَقذفهما أرضاً،قَيّد أناملها بِخاصتهِ وبعدها سَأل بنبرة لَطيفة:أَنتِ بِخير صحيح قِطّتي؟






هِيلين:إن كَانت يَديك هِي الأَصفاد رُبما لَن أخف مِنها مِن البَداية.






تَلاحَمت شِفاههما يَقتلان الرّغبة المُكثّفة والمُتصاعِدة بينهما،حَرارة عَالية وجُنونية انتهت بِهِ عندما حرّرها مِن فُستانها،يُحاصرها ضِد الحَائِط،يُطفئَان الرّغبة التي تمّ اخمادها بشكل مُؤقّت مُنذ وصولهما لِكوريا لِإنشغالهما بِأمور الزّفاف وتَرتيباتهِ وإنتقالها لِمَنزلهِ بِشكل كَامِل،أمسك جَسدها يَرفعهُ حَتى حَاوطت خَصرهِ سَريعاً ويديها تَعبث بَبدنهِ وشَعرهِ.





تحرّكاتهما اللاإرادية أثناء قُبلتهما الحَميمية والتي انتهت بهِ يَضعها على السّرير البَارد حَتى انتعش جَسدها الحَارّ وارتسمت على ثَغرها ابتسامة مُريحة أثر هَذا الشّعور،رَمقت زَوجها بِأعين خامِلة ومدّت يدها تُسقط أناملهِ على شَفاههِ تلمسها حَتى نوّهت:أُحبّك،للغاية.





ابتسم ثُمّ دَفن رَأسها في رَقبتها،يَشمّ رائِحة جَلدها الجَذّابة والمألوفة لَه،لَم ينساها أبداً،يمتلك حواس رائِعة تُساعده على التّعرف على جَسدها ورائِحتها والذي جَعلته جاهِلاً هَويّتها عِندما كَان أعمى لِقلة التّلامس الجَسدي بَينهما،يَسمع تنهِيداتها الأنوثية والتي كَانت تَارة عالية وتَارة مُنخفضة،حَسب حَركاتهِ.






ثَغرهِ السّاخن،أناملهِ العابِثة على جَسدها المُرتعِش،جَعلت رَوحها تَصعد وتعود لبدنها في كُلّ لَحظة،عُنفهِ المَفاجئ قَد جَعلها تعتصر كَتفهِ ونوّهت بِتأوة:اللعنة جُيون!





ابَتسم ابتسامة عابِثة للغاية عِندما نَطقت لَقبها المُفضل بشكل خَاطئ حتى رفع رأسهِ ووَضع قُبلة طَويلة فكّها ثُمّ نوّه بِلهاث:اللعنة سَيّدة جُيون،كَم أُحبّكِ.


__________________



عَانقت الغِطاء البارد تسحبهِ لأحضانها ثُمّ استقرت يدها على يد زَوجها الذي يُعانقها مِن الخَلف وذراعيهِ تحتوى خَصرها وجَسدها،واليد الأُخرى كَانت تتفحّص بِها الهَاتِف تُشاهِد أَخبار زِفافهما الذي انتشر بِشكل كَبير في كُلَ المواقِع.




تتَجاهَل كُلّ التّعليقات المَادِحة،بَعضها المُسيئة،وبَعضها الجِنسية نَحوها واهتمت بالتّعليقات التي تتغزّل بِزوجها وتَقوم بالإبلاغ عَن كُلّ الحِسابات التي تُركَز على جُونغكوك والفتَيات الذين يَزعمَنّ مُقابلتهِ مَكان عَملهِ وأخذ عِدة صُور مَعه،كَانت تُبلغ عليها بِكُلّ غضب ونوّهت:أيتها السّاقطة اللعينة وَكأني سأسمح لَكِ بالإقتراب مِنه.





قَضت صَباحها بِأكملهِ تُبلغ عن جَميع التّعليقات الغَزل حول مَظهرهِ وجَسدهِ،تَكره أنّه يَجلب كُلّ هذا الإهتمام وبعد القضية التي عُرضت على الإنترنت،أصبح مَعروفاً للغاية وسط العالم وهِي كذلك لَكِنّها لا تكترث لِأمرها كَثيراً،اعتصرت الهَاتِف وصَرخت بصوتٍ مَكتوم:أيتها اللّقيطة العاهِرة مَن الذي تتمنّين أنه قد تزوّجكِ أنتِ عوضاً عَني!
أيتها السَافلة اللعيـ




كَادت تُكمل جُملتها لكِنها سَمعت قهقهات عَميقة قُرب أذنها حَتى استدارت تبتلع رِيقها بِصعوبة وسألت:أَنت مُستيقظ؟
مُنذ مَتى؟





جُونغكوك:مُنذ ساعة،مُنذ أن بدأتِ تسبّين الفَتيات وتبلغين عَن تَعليقاتهنّ على الأنترنت.





هِيلين:لِمَ وجهك يَكاد يَنشق مِن الإبتسامة هَكذا؟
سَعيد أنّ هُناك فَتيات سَاقِطات مُثارات يَركضنّ خَلفك ويتغزلنَ بِك في كُلّ مَكان!
لَعين!
بالطّبع!
أي رَجل سيحب شُعور أنّه مَرغوب مِن الفَتيات!
أنا أَكرهك!




احتوى ذَقنها وسَحب أنفاسِها في قُبلة رائِعة خَطفت كَلماتها وتَركيزها ثُمّ ابتعد مُنوّهاً:هَل ستثقين بِي عِندما أُخبركِ أنني عاشِق أن أَكون مَرغوباً مِنكِ؟
أنا أعَيش على هَذا الشّعور.




عَضّت على شفتيها بِخجل وأغلقت هَاتفها تُغيّر وضعيتها وتستقرّ بِجسدها على مِعدتهِ ثُمّ أراحت كَفّيها على صدرهِ تسند رأسها على ظاهِر يديها تتأمّله طَويلاً حَتى عَلّقت بِإنزعاج:لقد قَرأت تَعليق يَقول؛سُحقاً أُريد مُضاجِعتهِ للغاية!
أَلم أَقل أنّك عاجِز جِنسياً!
مَاذا أفعل المَرّة القادِمة!
أُخبر الجَميع أنّكَ حامِل!





قَرص فَخذيها العاري لتتأوّه ومَسحت على جِلدها أسفل الغِطاء مُردفة:سيّد جُيون!





جُونغكوك:كَانت جُيون ليلة أمس همم؟
أَحببت حُروفكِ المَفقودة وعقلكِ الذي أذهبته عَنكِ كَالخَمر المُسكِر،أُحبّ رُؤيتكِ بهذا الشّكل أَكثر مما تتخيّلي،أُحب بَعثرتكِ كَثيراً وأنتِ مُثارة لِأجلي هِيليني،لِذا لا أعتقد أنّ هُناك أي فَتاة قد تَجعلني أنسىٰ أي شئ رائِع بَيننا،لذا مِن الأحسن أن أبقى عاجِز جِنسياً ومِثليّ،وبلا قَضيب أيضاً.





ضَحكت بِقوّة وضربت صدرهِ بِخجل حَتى اقتربت قَليلاً ووصَلت لِشفتيهِ تسحبها بِقبلة رَطبة حَميميّة ثُمّ ابتعدت تَقف أخيراً مُردفة:صَباح الخَير سيّد جُيون.





ابتسم يَتفحّصها بِعينيهِ جَيّداً وردّد:صَباح الخَير صَغيرة جُيون،فقط تَنوية صَغير،لا تصعدي إلى الطّابِق المَكشوف هُناك قَوارب حَولنا وقد يستمتعون بِمشاهدة عَرض التّعري الذي ستقدّمينه لَهم همم؟





هِيلين:أيّ قَوارب؟





جُونغكوك:شُرطة،وحِراسة.





فَتحت الخِزانة والتقطت ثِياب مُريحة مُتمتمة:إلى مَتى حَقّاً؟





دَخلت إلى الحَمام حَتى وقف جُونغكوك بعدما نَزع الغِطاء عن جَسدهِ وصرح:سَمعتُكِ صَغيرتي.


ارتدى ثيابهِ بعشوائِية ثُمّ نَزل حَيث الطّابق الأول ليتمَكّن مِن إجراء مُحادَثتهِ الهامة بَعيداً عَن مَسامع زَوجتهِ،تحدّث سَريعاً بعدما تَلقّىٰ إجابة مِن الآخر وسأل:لَم تُحادِثني بالأمس يُونغي هِيونغ،هَل كُلّ شئ بِخير؟





يُونغي:هَل سَأحادِثك وأنت بِرفقة حبيبتَك التي تزوّجتها أَخيراً بَعد سَنوات؟
سَأتصل لأسمع تأوهاتُكما أم مَاذا؟





جُونغكوك:تَبدو قلقاً أَكثر من اللازِم هِيونغ،لِمَ أرسلت حُراس وشُرطة؟
أَعني مِن المُستحيل أن يَفعل جُونهو شيئَاً لأذيّتنا،هِيلين طِفلتهِ أتعي هَذا؟
نَحن لا نَعلم حَتّىٰ إن كَان حَيّاً أم مَيّت،نحن نتكَهّن.





يُونغي:فَقط كُن حَريصاً جُونغكوك.







جُونغكوك:مَاذا تُخفي هِيونغ؟







يُونغي:مَاذا أُخفي جُيون مَا خَطبك!







جُونغكوك:صَوتك العالي هَذا يُؤكد لي أنّ هُناك شَئ يُوتّرك كَثيراً مِين يُونغي،عِندما تَكون جَاهِزاً أخبرني،فَقط...هَل هُناك شَئ قَد يُهدد أمان هِيلين؟






صَمت يُونغي غَير واثِقاً أبداً مِن أي شَئ ليقَلق جُونغكوك أَكثر وردّد:هِيونغ؟
هَل الأَمر خَطِير؟





يُونغي:لا جُونغكوك لَيس أَمر خَطير،حَولك شُرطة،لا شَئ قَد يحدث لَك.






جُونغكوك:لا أتحدّث عَنّي يُونغي أتحدّث عّن هِيلين،هَل هُناك شَئ قَد يُهددها فَقط قُل نَعم أَم لا!
أو على الأَقل كُن صَريحاً مَعي،تَظُن أنني لَم أُلاحِظ كَم كُنت مُتوتّراً وصَارم يَوم الزّفاف؟






يُونغي:فَقط كُنت خائِف أن يَحدث شَئ كَما حَدث في خُطبتِكما،وأردت أن أَمَنعه ولا أكرر خَطئي مَرّة أُخرى،الآن كُلّ شئ بِخير،استمتع مَع هِيلين،أنا أُعطيك عُطلة مَفتوحة،يُمكنك التّغيب عَن العَمل حَتىٰ تَكون مُستعد للعَودة،إلى اللقاء.





تنهّد وأنهى المَكالمة وصَعد حَيث الطّابق الأَخير يَرمق الشّرطة التي انحنت لَه فَور ظُهورهِ لَهم،أَخرج عُلبة سَجائِرهِ والتَقط واحِدة يَضعها في ثَغرهِ،جَلس على الأرضية باسِطاً قَدميهِ ورفَع رأسهِ يَزفر الهَواء السّام عَالياً.




رَفع هَاتفهِ يَضعه على أذنهِ يَنتظر لَحظات حَتى عَلّق:اسمَعني،أتتذكّر ذلك الرّجل الذي طَلبت مِنك وَضع هَويّتهِ على مَكتبي أثناء تَواجُدي في ألمانيا؟
أحتاجهُ الآن دَايُونغ،سَأرسل لَك مَوقِع مِيناء وتَصعد على مَتن قارب وتُقابلني.






دَايُونغ:بالطّبع سَيّد جُيون،أَمرك،أنا في المَكتب الآن.






أنهى جُونغكوك المُكالمة وحدّق بالبَحر الذي يُحاوطه مِن كُلّ مَكان،يَجعله شَارِداً كَثيراً،أغَمض عَينيهِ وهو يَشعر بِجسدهِ يرتطم بِهِ هواء مُنعِش،اهتزّ هَاتفهِ مُجدداً حَتى فتح مِقلتيهِ سَريعاً وسَأل:مَاذا دَايونغ؟






دَايونغ:لا شَئ على مَكتبك سَيَّد جُيون.







جُونغكوك:مَاذا تَعني؟
دَايونغ لقد أخبرتني أنّك وضعت المَلفّ بالدّاخل.







دَايونغ:سَيّد جُيون أُقسم لَك وَضَعته،لا أَحد يَمتلك مِفتاح مَكتبَك غَيري.






جُونغكوك:ومِين أيضاً.







دايُونغ:السَيّد مِين يُونغي؟
صَراحَةً...لَقد رأيتهُ قَبل أسبوع دَاخل مَكتبك.






جُونغكوك:مَاذا تَقصد يُونغي كَان في اليُونان؟






دايُونغ:لَقد راجَعت كَامِيرات المُراقبة للتو،السيّد مِين دَخل مَكتبك،وأخذ ذات المُجلّد ورَحل،لكِنّه استغرق تواجِده في المَكتب عَشر دَقائِق حَتى خَرج وبِحوزتهِ المُجلّد.





صَمت جُونغكوك قَليلاً بِضياع يُفكّر بِشرود حَتى نوّه دايُونغ مُجدداً بِتردد:سَيّد جُيون،هَل تَثِق بالسيّد مِين؟






لَم يَتلقّى المِساعِد رد على سُؤالهِ حَتى أطفئ جُونغكوك سِيجارتهِ ونوّه:سَأُحادِثك لاحِقاً،ولا تَسمح لِأي شَخص أن يَدخل المَكتب،سَآتي اليَوم،وحَاول الحُصول على هَويّة هذا الرّجل مُجدداً،تصَرّف دايُونغ،ولا تُخبر مِين يُونغي أي شَئ مما أَخبرتك.





أنهى المُكالمة وحدّق باللا شَئ وهَمس يَشّد على قَبضتهِ بقوّة:يُونغي،مِين يُونغي.






فَجأة شَعر بِيد حَول عُنقهِ لِيلتَفت لَها وابتسم بِهدوء مُردفاً:حَصلتِ على حَمامٍ مُنعِش صَغيرتي؟






هِيلين:للغَاية،تَبدو شَارد الذّهن.







جَلست خلفهِ وسَحبت جَسدهِ العُلوي تِعانقهُ بِقوّة بيَنما هُو قَد أراح رأسهِ على كَتفها،يستمتع بَلمساتها على بَشرتهِ وشَعرهِ،قَبّلت جَبينهِ حَتى شَابك يدها الفَارِغة وسَأل:هِيلين؟




هِيلين:مَاذا حَبيبي؟






جُونغكوك:ذَلك الرّجل...الذي قَابلتهِ في المَطار،هَل تتذكّرينه؟






هِيلين:تَعلم أنني لَم أتذكّر أمر هَذهِ الليلة بعد؟
لَقد كُنت جَالسة قُربه لِمدّة لا أَذكرها،ولَم أَكن أُدقق في مَلامحهِ تَعلم،لكِن الحديث مَعه لَم يَكُن مُزعِجاً،أَعني...كُلّ ما أذكرهُ أنني كُنت أتحدّث وكَأنّني أَعرفه لِأعوام.






جُونغكوك:هَذهِ عادة الثّمالة لديكِ هِيلين،أوشَكتِ على مُضاجعتي وأنتِ لا تَعلمين مَن أنا.







هِيلين:حَقّاً؟
لا أَعلم،رُبما إن حاولت التّذكر جَيّداً سأجُمّع صُورتهِ داخل عَقلي،وأيضاً،صَراحةً كُنت أُحاول طَمس هذهِ الليلة اللّعينة مِن ذَاكرتي لِأنني كُنت مُرتَعِبة أنه إذا كَان قد حَدث شَئ لعين بيني وبينه لكِن أنا سَعيدة ومُمتنّة لِهُؤلاء الفَتيات،كُل ما يَخص أحداث هَذا اليَوم مُشوّشة للغاية.






هَمهم بِتفهّم حَتى تَفحّصت هِيلين مَلامحهِ بِإستفهام وسَألت:هَل كُلّ شئ بِخير؟






جُونغكوك:نَعم بالطّبع،فَقط فُضول،هَل تحدّثتِ مَع مِينجي اليَوم؟





هِيلين:لا،لَكِنها قامت بِمُراسلتي،لذا عليّ التّحدث مَعها.







جُونغكوك:تُريدين العَودة؟






هِيلين:كَما تَرغب.



__________________




طَرق على البَاب بِقلة صَبر لكِنّه كَان يُحافظ عَلى هدوءهِ بِقدر المُستطاع حَتى فَتحت الأُخرى وعلّقت بِنبرة مُشاكِسة:هَل سَئِمت مِن زوجتك بِهذهِ السّرعة سَيّد جُونغكوك!





دَخل سَريعاً حَتى ضَيّقت عَينيها ونوّهت بِإنزعاج:أَنت قَليل الأدب تَعلم هَذا؟






صَعد إلى الأَعلى وَدخل غُرفة النّوم لكِنّه لَم يَجده،نَزل مَرّة أُخرى ووقَف أمامها مُردفاً:أَين هُو مِينجي؟






مِينجي:مَن مُحقق جُيون؟
كَيف تدخل مَنزلي بِهذا الشكَل الهَمجيّ!







جُونغكوك:مِين يُونغي بِحق الجَحيم أين هُو!








مِينجي:تَأدّب جُونغكوك كَيف تُحادِثني بِهذهِ الطّريقة!







جُونغكوك:سَأتأدب لاحِقاً أين هو واللعنة!







مِينجي:المَكتب الفِيدرالي قرر إقامة حَفل لَه لِتولّيه مَنصب الإدارة،هو مُنشغل ورَحل مُنذ الصّباح.






جُونغكوك:لِهذا مَنحني عُطلة مَفتوحة؟
حَقّاً يُونغي تَلعب هذهِ اللعبة القَذِرة؟





مِينجي:جُونغكوك ما الذي تَقوله؟
مَا الذي حَدث أي لَعبة قَذرة؟






تَراجَع وكَاد يَخرج مِن المَنزل لكِنّه وقف على البَاب ونوّه بنبرة هادِئة لِكنّها حادّة وصَارمة للغاية جَعلت مِينجي ترتعش:أياً كَان هُو،فَيلظهر،لِأنّه إن لَم يَفعل،سَوف آتي لَه،لَن أترك بُقعة على هذه الأَرض حَتى أعثر عليهِ.






شَاهدتهُ يَرحل ودَخل سَيّارتهِ يَتحرّك بِها بِأقصى سُرعة،وَضعت يَدها على قَلبها وهَمست:أَخي لَن يَقتل زَوجي صَحيح؟





أغلقت البَاب ورَكضت حَيث هاتفها تُحادِث يُونغي لكِنّه لَم يُجيب،هَرعت لِمحادثة هِيلين سَريعاً حَتى قالت مِينجي بِفزَع:هِيلين مَا الذي يَحدث مَع جُونغكوك!






هِيلين:مَا الذي يَحدث مَع جُونغكوك؟






مِينجي:يَبدو عَازِماً على قَتل يُونغي الليلة!
للتو رَحل وتَعلمين كَيف يَكون وَجه جُونغكوك وهو غَاضِب!






هِيلين:كُنت أعلم أنّ هُناك شَئ يَجري مَعه لَكِن بسبب يُونغي؟
هَذا مُستحيل مِينجي،السيّد جُيون ويُونغي لَم يتشاجرا أبداً.





مِينجي:هَل تمتلكين طريقة للوصول لِيونغي؟







هِيلين:بالطّبع مِينجي سَأُحاول،فور ما أصل له سَأُحادثكِ،ولا تقلقي لا شَئ يستدعي للخوف.





أنهت هِيلين المُكالمة وجَلست شَارِدة،تُحاول تَحليل حديثها مَع زوجها على مَدار اليَوم،سِوى أنّه كَان يَتحدّث عن الرّجل الذي قَابلته في المَطار أَكثر مِن مرّة اليَوم،هذا ما كَان يُشغل باله،حتى راوده اتّصال مِن مُساعده وعندها هَمّ بالرّحيل مُسرعاً بعدما قَبّل شَفتيها ورَأسها ووعدها بالعَودة سَريَعاً.





صَرخت بِصدمة وقَذفت الهَاتِف أرضاً عَندما اهتز في يدها مُعلناً وصولها مُكالمة مِن زَوجها الذي كانت تُفكّر بِهِ للتو،التَقطت هَاتفها وأجابته مُردفة:مَرحباً حَبيبي.






جُونغكوك:استعدي هِيليني،لَدينا حَفل نَحضره،سَيُقيمه يُونغي،سَآتي لِأقلكِ التّاسعة،أُحبّكِ.






هِيلين:أنا أيضاً جُونغكوك.






أنهت المُكالمة وعلى وجهها علامات استفهام،جَلست مرّة أُخرى وقررت مُراسَلة يُونغي؛مَاذا تَعرف عَن الرّجل الذي قَابلني في المَطار يُونغي؟




تنهّدت ووضعت الهاتف في جَيبها ثُمّ صَعدت إلى الأَعلى حَيث غُرفتها الحَديثة التي لم تَبقى بِها سِوىٰ أيام قَليلة،فَتحت خِزانة ثِيابها المُختلطة بِثِيابهِ الرّجولية،رَمَقت فُستان أسود جَميل،طويل،التَقطته ووضعته على السّرير وكادت تَدخل الحمام لَكن أتاها اتّصال.




أَخرجت الهَاتِف مِن جَيبها وحَدّقت بِالإسم طَويلاً ثُمّ أَجابت:أنا لَست مِثله،نَعم زَوجتهِ لكِنّي صَديقتك أولاً يُونغي،لن أقتلك فَقط أَخبرني ما الذي يَجري مَعك.





يُونغي:لِنتقابل هِيلين،أحتاج أن أتحدّث مَعكِ،فَوراً،أنا أحتاجكِ.






هِيلين:أين؟







يُونغي:سَأرسل لَكِ عُنوان مَقهى.







أنها المُكالمة حَتى زَفرت هَواءها بِتوتّر مُفاجِئ،بَدّلت ثِيابها وارتدت حِذائها تلتقط فَقط الأَشياء الأساسية،مُسدّسها،هَاتفها،بَطاقة الهويّة،لا شَئ آخر،فَتحت بَاب المَنزل لِتشهق بِصدمة قائِلة:جُونغكوك!





أمال رَأسهِ وتفحّصها مِن الأسفل إلى الأَعلى وَسأل:إلى أين ذاهِبة؟






هِيلين:مِينجي،ذَاهِبة لِمينجي،ظَننتُك سَتتأخّر.







جُونغكوك:في الحَقيقة أنا هُنا لِأبدّل ثِيابي،وأرحل مُجدداً.






هِيلين:حَقّاً سَيّد جُيون؟
لقد تزوّجنا بالأَمس،هل مللت بِهذهِ السّرعة؟





اقتربت مِنه وحَاوطت عُنقهِ حَتى ابتسم واحتوى جَسدها مُردفاً:آسف صَغيرتي،عَمل غَير مُنتهي،أمهليني الليلة،الليلة فَقط.





هِيلين:أُفضّل أن يَنتهي العَمل قَبل الليلة سَيّد جُيون،أُريدك الليلة.





جُونغكوك:أنا لكِ دائِماً.






نَزل يَأخذ شَفتيها بِقوّة وابتعد بَعدما بَعثر شَعرها ونوّه:جَيّد أنّكِ ذاهِبة لِمينجي،يُونغي لَن يأتي لِيقلّها سَينشغل بالحَفل،لذا سَيتوجّب عليّ الذهاب لِأخذها،يُمكنكِ الإستعداد في مَنزلها،وسآتي لِأخذكما مَعاً.





هِيلين:حَقّاً؟
حَسناً هَذا رائِع،املهني دقائِق أُجمّع أغراضي.





هَمهم وتَرك يَدها حَتى صعدت هِيلين رَاكِضة وراسَلت يُونغي سَريعاً:سَأتأخر قَليلاً،جُونغكوك مَعي،أنا بالفِعل خائِفة،لا تُراسلني حَتى أُحادثك أنا،سّأذهب لِمينجي.




راسلت مِينجي على الفَور لِتُخبرها بأنّها قادِمة لَها برفقة جُونغكوك كي لا تتفاجئ،لَملمت أَغراضها المُهمة حَتى دَخل جُونغكوك مما جَعلها تستدير مُبتسمة وسَألت:سَتُبدّل لِحُلّة الحَفل؟





هَمهم وفَتح الخِزانة لِتُحاوط خَصرهِ وتُفكّر مَعه حَتى شَدّ على ذَراعها ورَفع يدهِ يُقبلها ثُمّ نوّهت:لِمَاذا تُفكر كَثيراً سَيّد جُيون جَميع بذلاتك سَوداء اللون لِمَ تبدو مُتحَيّراً؟




قَهقه وسَحبها لِتقف أمامهِ وعلّق بَعدما أراح رأسهِ على كَتفها:إذاً اختاري أَنتِ.





مدّت يدها والتَقطت واحِدة ووضعتها بَين أحضانهِ مُردفة:بِلا رَبطة عُنق،قَميص أبيض،وهَذا الحِزام،وانتهيت،أحسد الرّجال حَقّاً،كُنت سَأنتظرك في السيّارة لكِنّي لَن أُفوّت فُرصة انتظارك هُنا.





جُونغكوك:أنتِ شَقيّة مُثيرة،تِسعة وسِتون.







قَهقهت ثُم ابتسمت عِندما دَنى وقَبّل وجنتها طَويلاً مُردفاً:أُحبّكِ.






هِيلين:أنا أيضاً حَبيبي.






دَخل إلى الحَمام وبعدها قَد جَلست هِيلين على السرير،وَمض هَاتفهِ وهذا قَد جَذب انتباهها لِوهلة،وَقفت وترددت كَثيراً،تحرّكت سَريعاً وتَصنّعت البَحث عَن شئ مَا،واسترقت النّظر للهَاتِف،كَانت رِسالة قَادِمة مِن مُسَاعِدهِ قائِلاً؛السّيد مِين قَد توقّف بِسيارتهِ وجَلس في مَقهى في وسط المَدينة،لا أعلم مَن يُراسل الآن لقد أعتقد أنّه يُراسل شَخصٍ ما.





ابتلعت هِيلين رِيقها بِصعوبة وخَرجت مِن الغُرفة مُسرعة وحَادثته بيدٍ مُرتَجفة وعلّقت بِصوتٍ مُنخفض:يُونغي ارحل،جُونغكوك يُراقِبك ويَعلم أين أَنت،ارحل الآن!





يُونغي:حَقّاً؟
ذَلِك السَّافِل.






هِيلين:رُبما يُراقِب هاتفك أيضاً،كَيف سنتحدّث؟







يُونغي:أمتلك هاتِف آخر جُونغكوك لا يَعرف عَنه أي شَئ،لِنُغيَر المَكان،سَأُحاول تشتيت مُساعده،وعِندما استقرّ في مَكانٍ مَا،سأُحادثكِ،يجب أن نتقابل قَبل الحَفل هِيلين،ضَروري.






هِيلين:حَسناً بالطّبع،احترِس أرجوك.






يُونغي:لا تَقلقي أنا بِخير،لَن يُصيبني أي شَئ،لِلمعلومة هِيلين،سُلطتي أقوى مِن جُونغكوك،لَن يَجرؤ على أن يتصرّف بِقذارة مَعي،وهو يَعرف هذا جَيّداً،وسَألقّنه دَرساً لَن يَنساه أبداً،فَقط عِندما ننتهي مِن هذهِ الأزمة،إلى اللقاء.





أنهت المَكالَمة واستدارت للعودة إلى الغرفة ودَفعت البَاب للدخول تَزامناً مَع خُروج جُونغكوك مِن الحَمام،ابتسمت ورفعت يدها تَسحب خُصلات شَعرهِ المُبتلّة ونوّهت:حَمام بَارد وسَريع؟





جُونغكوك:ورائِع أيضاً،يَبدو أنّها سَتكون ليلة طَويلة.






هَمهمت بِتفهّم حَتى صمتت لِلحظة وسَألت بِفضول:هَل حَادَثت يُونغي اليوم؟






توقّف لثانية عَمّا يَفعله ثُمّ استكمل يِغلق أزرّة القَميص مُردفاً:لِمَ تَسألين عَنه؟






هِيلين:لَيس لِسبب مُعين فَقط...اختَفى فَجأة،لِمَ تبدو غَاضِباً مِن سُؤالي؟





جُونغكوك:لَست غاضِباً،لكِن أَكره احتمالية انحيازكِ لِصفّهِ،في بَعض الأَحيان.






هِيلين:يُونغي؟
أنا أنحَاز لِصف يُونغي؟






جُونغكوك:ألستُما أصدقاء مُقرّبين؟







هِيلين:نَعم ولكِن أنتَ زَوجي،هُناك فَرق شَاسِع بَينكَ وبينه.






جُونغكوك:إذاً أنا أم هُو؟







ضَيّقت عَينيها تُحاول استيعاب مَا قَاله حَتى اقتربت أَكثر مِنه وسَألت:مَاذا قُلت؟






جُونغكوك:إن انقلب كُلّ مِنّا عَلى الآخر،صَف مَن سَتختارين؟






هِيلين:إن انقلبنا أنا ومِينجي على بَعضنا البَعض،مَن ستـ





جُونغكوك:أنتِ.






هِيلين:إذاً سَأختارك أنت،لا أَعلم ما الذي تَمرّ بِهِ مَع يُونغي،ولا أَعلم ما الذي يَجعلك مُتوتّراً للغاية وغَير مُتزن مُنذ الصّباح،لكِن هذا يَسلبك ثَقتك في جَميع مِن حولك،ثَقتك بِي،كلُ شَئ،هَذا يُزعجني كَثيراً،يُونغي صَديقي،أَنت زَوجي،كَما كَان تَايهيونغ صَديقي المُقرب وعائِلتي واخترتُكَ عوضاً عَنه،لا أَعلم كَم سَتأخذ مِن وقت حتى تثِق بِنا حَقّاً جُونغكوك.





تنهّدت وارتدت حَقيبتها وامسكت بـ حقيبة كَبيرة بِها كُلّ أغراضها التي ستحتاجها لَدى مِينجي ونوّهت:سَأذهب أنا أولاً،سَأتأخّر عليها.




استدارت للمُغادرة لِكنّه التَقط جَسدها سَريعاً يُعانقهُ مِن الخَلف وهَمس:لا تتركيني،أنا آسف.






هِيلين:سَيّد جُيون.





التفتت لِتبادله العِناق بِقوّة ونوّهت:جُونغكوك،إن خَذلك الجَميع وتركك،خانوا ثِقتك،أنا لَن أَفعل،أنا أُحبّك،إن انهار العَالم وسط الدّمار كُن واثِقاً أنني سَأبحث عَنك وأبقى مَعك للنهاية،لن أَخذلك،سَأسحبك دَائِماً مِن دوّامات تَفكيرك السوداوية،إن ضاق عليك كُلّ شئ،الجَئ لِي،أنا مَلجأك.





اعتَصر جَسدهِا بَين ذِراعيهِ وهي كَانت تَمسح على ظَهرهِ وتسمع تمتمتهِ المُتكررة لَها قائِلاً:أنا حَقّاً آسف،لقد خَرجت عَن صَوابي.






هِيلين:لا بَأس،أَعلم.






تَعلم أنّه يُحاول أن يَكون شَخص جَيّد لِأجلها،يُحاول جَاهِداً السّيطرة على غَضبهِ وجُموحهِ،يَفعل المُستحيل كَي لا يَضيع وَسط الشّك،الإرتياب،انعدام الثّقة،الخَوف،جُونغكوك لا يَخف مِن أي شَئ على وجه الأرض بقدر خوفهِ مِن نفسهِ.


_________________



توقّف أمام المَنزِل وتَرجل يُساعدها في حَمل الحَقائِب ثُمّ توقّفا لدى شُرفة مَنزل مِينجي،وضَع الحَقائِب أرضاً وعَانقها مُردفاً:حادثيني عِندما تنتهين مِن كُلّ شئ،سَآتي لَكِ مُسرعاً.




ابتسمت وابتعدت قَليلاً تكوّب وجههِ ونوّهت بنبرك رَقيقة:لِمَ لا تُجرّب وتُصالحها؟





جُونغكوك:لَيس اليَوم،توقِيتي سَئ.






هِيلين:أَلن تُحاول حَتى؟







نَفى بِرأسهِ حَتى تنهّدت وأومأت بِتفهّم قائِلة:حَسناً كَما تَرغب،قُد بِحذر،أُحبّك كَثيراً.






جُونغكوك:أُحبّكِ أيضاً،وداعاً قِطّتي.






فُتح البَاب وظَهرت مِينجي خَلفهِ تُراقِبهما بِهدوء بَينما تَرمِق جُونغكوك بِحقد،اقترب واحتوى شفَاه زوجتهِ وابتعد ماسحاً على شَعرها ثُمّ لوّح،ابتسمت بِحزن على حَالهِ ولوّحت له تُشاهِده يَرحل بسيّارتهِ بعيداً عَن المَنزِل،استدارت لِمِينجي ورَفعت كَتفيها بِقلّة حِيلة:أنا مُتأكِّدة،إن كَان سَفّاح لَيلي سَأعشقهُ.





مِينجي:لِأنّكِ مَجنونة،أنا بالفِعل كُنت أُريد قَتله الآن لكن وجودكِ يَمنعني.






هِيلين:أليس شَقيقكِ مِينجي؟
تَحمّليه قليلاً لِأجلي أرجوكِ.






أغلقت مِينجي البَاب وربّعت يديها بِإنزِعاج مُرددة:إن رَأيتِ الطّريقة التي دَخل المَنزل لَفضّلتِ رؤية سَفاح حَقيقي عَوضاً عَنه،إنه مِختلف حَقّاً،لا أُصدقّ أنّه ذات الرّجل الذي كَان يُقبلّكِ عند شُرفة منزلي الآن.




هِيلين:هَذا جُونغكوك الذي وَقعت بِحبّه.





قَطع حَديثهما رَقم هاتِف مَجهول يُحادِث هِيلين التي تَداركت الأَمر على الفَور وأجابت:مَرحباً؟





لَقد كَان يُونغي،مِن هاتفهِ الآخر،أجابها بِشكل سرّي لِأنّه يَعلم أنّها بِرفقة زَوجتهِ ونوّه:اجيبي بِنعم أو لا،أنتِ لدى مِينجي صَحيح؟





هِيلين:نَعم.







يُونغي:جُونغكوك رَحل؟






هِيلين:نَعم.






يُونغي:إيّاكِ واخبار مِينجي أو جُونغكوك أو شَئ،كِلاهما.






هِيلين:فَقط لِماذا؟







يُونغي:لاحِقاً هِيلين لاحِقاً،سأُرسل لكِ عُنوان مَقهى يبعد أمتار قليلة عن مَنزلي،فقط أُريدكِ نِصف سَاعة ويُمكنكِ العَودة لِمينجي بِأسرع وَقت،ولا جُونغكوك لا يُراقِب هاتفكِ،لَقد توقّف عن هذهِ العَادة مُنذ أن وَقع بِحُبّكِ،لقد تمكّنت مِن تخطّي حارسهِ الذي يُراقِبني وأنا الآن انتظركِ في المَقهى.






هِيلين:حَسناً،ودَاعاً.






أنهت المُكالمة بِشرود كَبير حتى وضعت مِينجي يدها على كَتفها مُردفة:هِيلين هل كُلّ شئ بِخير؟






هِيلين:فَقط هُناك مَريض في المَشفى،حَالتهِ سيئة للغاية،سَأذهب وأعود لكِ سَريعاً،هَل يُمكنني استعادة سَّيارتكِ؟






مِينجي:بالطّبع.







عانقتها هِيلين بِقوّة ثُمّ أخذت المِفتاح وتحرّكت مُسرعة للخارج،شَغّلت السّيارة وانطلقت كَي تتمكّن مِن الوصول والعَودة لِمنزل مِينجي في الوَقت،قَرأت اسم المَقهى وتَوقّفت خَلف سَيّارة يُونغي وتَرجلت تَدخله.





مَسحت المَكان بَعينيها حَتى وقع بَصرها على يُونغي الذي وقف فور ما تَعرّف عليها،قطعت مَسافة قَصيرة لِتصل لِبقعتهِ وسَألت:هَل أنت بِخير؟





يُونغي:نَعم أنا بِخير.






اقتربت هِيلين وعانقتهُ بِقوّة وهي تَشعر حَقّاً بِهِ مُشتت للغاية،جَلست بِجانبهِ ونَظرت لَه مُردفة:اخبرني كُلّ شَئ أنت عَاجِز عَن اخبارهِ آل جُيون.





ابتلع رِيقهِ وأخذ نَفساً عَميقاً ثُمّ سَأل:هَل تتذكَرين وجه الرّجل الذي قابلتهِ في المَطار؟






هِيلين:بِحق الجَحيم مَن هُو يُونغي!
لقد سَألني جُونغكوك أكثر مِن مرّة اليَوم عَن هذا الرّجل مَن هو!
لا،لا أتذكّره،فليُخبرني أحدكما مَن هو!




يُونغي:جُونغكوك لا يَعرف مَن هو لِأنني أَخذت المُجلد الذي يتضمن هويّتهِ قبل عَودتكما مِن ألمانيا.





هِيلين:لِمَ مَن هو؟






يُونغي:إنه...جُيون جِيهون.





راقَب مَلامِح وجهها المُتجمّدة ثُمّ بَدأت تَضحك بِقوّة وضَربت كَتفهِ مُردفة:لَم أَكُن أعلم أنّك خَفيف الظّل يُونغي!





يُونغي:إن كُنتِ تَعلمين حَجم مُعاناتي أسبوع زِفافكما،النّظر في أعين زَوجتي وشقيقها المَجنون،لن تتوقّعي أنني خَفيف الظّل هِيلين.





هِيلين:جُيون جِيهون،الرَجل الذي بِموتهِ شَبّت النّيران في حَياتي وحَياة أبي حَتى مَات حامِلاً ذنب مَوتهِ،الرَجل الذي تَرك ابن مُختل خَلفهِ،عَاشِق للإنتقام ويأخذ بالثّار لِموتهِ الذي كَان مُزيفاً مِن الأساس؟
جُيون جِيهون يُونغي!






قَالتها بِأعين قد امتلئت بالدّموع حَتى أخذها بَين أحضانهِ،كِلاهما في المُنتصف،أحبّائِهما والدهما قَد عَاد للحياة،ولا يَمتلكان طَريقة لِإخبارهما،هِيلين ويُونغي في ورطة،يَحملان سِر كَبير،قد يُدمّر صفو حياة أربعتهم،وما يُرعبهُما،أن جُونغكوك على مَقربة مِن اكتشاف هَذا السّر.

__________________



ابتسمت بسعادة مُصطنَعة مِن النّافِذة بَعدما توقّفت سَيّارة زَوجها خَارج المَنزِل لِيأخذها حَيث الحَفل الكَبير،التفتت لِمِينجي وأعلنت:مِينجي هَيا،جُونغكوك هُنا.





كَادت تتحرّك مِن مَكانها لَكِن سيَّارة أُخرى قَد توقّفت،سَيّارة يُونغي،ابتلعت رِيقها وخَرجت مِن المَنزل برفقة شَقيقة زَوجها وقالت بِنبرة هامِسة:يا إلهي يُونغي هَل تَمزح مَعي!




مِينجي:يا إلهي يُونغي!





هَرعت مِينجي بِسعادة لِحبيبها الذي لَم تتوقّع أن يَأتي ويَقلّها ثُمّ طَبعت قُبلة رَقيقة على شفاههِ وعانقتهُ بقوّة،كَان جُونغكوك يَرمقهما طَويلاً بِنظرات غير مَألوفة حَتى جَذبت هِيلين انتباههِ مُردفة:هَيا سَيّد جُيون.





دَخل إلى السّيارة دُون أن يتحدّث إلى الأَكبر أو زَوجتهِ وتحرّكت السّيارتان لِمَكان الحَفل،كَان جُونغكوك صَامِتاً طوال الطّريق لكِنّه تَفحّصها قليلاً مُنوّهاً:تَبدين خَلّابة عَزيزتي.




شَابكت يَدهِ الفارِغة وقَبّلتها طويلاً مُعلنة:أُحبّك كَثيراً،أَتمنّىٰ أنّك انتهيت مِن العَمل غير المُنتهي صحيح؟




تَلاشت الإبتسامة مِن ثَغرهِ وصَرّح بِهدوء:لا،لَيس رُبما،لكِن أعِدكِ،عَملي سَينتهي الليلة،حَتماً.






كَانت نَبرتهِ سوداوية للغاية جَعلت مِن أطرافها تَرتعش،دقائِق ليست كَثيرة ووصلوا أربعتهم لِمكان الحَقل الكَبير،الذي تمّ إقامتهِ تَكريماً وَتشرفياً لِمدير مَكتب التّحقيقات الفيدراليّ الجديد،والذي أتى اليَوم مُصطَحباً حُب حَياتهِ وذِراعهِ الأيمن المُحقق جُيون جُونغكوك وزَوجتهِ الأَنيقة.






دَخلوا مِن البَوابة الكَبيرة مَعاً وحِينها قد صَفّق جَميع المُتواجدين في القاعة لِوصُول صاحب الحَفل،جَلسا جُونغكوك وهِيلين قُرب بَعضهما بَينما يُونغي ومِينجي قَد وقفا يَترأسا المَكان،مُتعانقين.




رَفع يُونغي كَأسهِ ونوّه:شُكراً لِمجهودكم في اقامة هَذا الحَفل لِأجلي،وأقدّر تواجدكم هُنا تَقديراً لِمكانتي التي لَم أصل لها إلا بِمساعدة المُحقق جُيون جُونغكوك،الأَمهر والأشد ذكاءاً في المَكتب بِأكملهِ.




رَفع جُونغكوك كأسهِ لِيونغي بِإبتسامة جَانبية وارتشف القليل مِن نَبيذهِ العّتيق ويدهِ مُتمسكة بَزوجتهِ المُتوترة مِن أي شَئ قد يحدث عَكس التّوقعات،استكمل يُونغي بِثقة وسط جَميع الحاضرين:وبِمُساعدة مَعنوية وصَبر مِن زَوجتي جُيون مِينجي،وصديقتي المُقربة جُيون هِيلين،نُخبكم جَميعاً.





تَناول الحَاضرين مِن كُؤوسهم الفاخِرة واقتَرب يُونغي وزوجتهِ مِن طاولة هِيلين وجُونغكوك وجَلسا عليها حَتى قال الأصغر بِنبرة خَبيثة ومَاكِرة للغاية:فَقط أتمنّىٰ أن تَكون مُلائِم لمَكانتك التي وَصلت إليها هِيونغ.





مِينجي:جُونغكوك راقِب ثَغرك.






يُونغي:دَعيهِ مِينجي،للتنوية جُونغكوك،أنت مُحقق مَاهِر لكِنك الأسوء في التّخمين والثقة عِندما يَتعلّق الأَمر بالبَشر وسُوء الظّن بالغَير،سَريع الحُكم على جَميع مَن حَولك دُون دليل فَقط لِكونك كثير الشّك،واعَتقد أن زوجتك الأكثر دِراية بهذا الأَمر صحيح هِيلين؟





اعتصر جُونغكوك قَبضتهِ بغضب وكَاد يَقف لكِن هِيلين قد أمسكت بِذراعيهِ وأعادته لِمقعدهِ مُردفة بينما تَمسح على وجههِ:حَبيبي اهدئ،تَحكّم بِغضبك ولِنجعل هذهِ الليلة تَمرّ بِسلام،فَقط لِأجلي أرجوك.




تنهّد بِحنق وارتخت قَبضهِ واستغلت هِيلين هذا والتَقطت يدهِ تُشابكها وتُلاطفها بِأناملها ثُمّ تحدّثت قُرب اذنهِ لِيتمكن مِن سَماعها وَسط ضجيج الحَشد:أنا هُنا،أنت بِكامل سَيطرتك على ذَاتك ولا شئ سَيجعلك مَهزوزاً وَغاضِباً أبداً حَتى وإن كَان يُونغي.




أومئ مُتفّقاً مَع كَلامها وطَبع قُبلة سَريعة على شَفاهها لِتبتسم ثُمّ مَسحت على شَعرهِ قائِلة:هَا أنت ذا!





يُونغي ومِينجي يَتحدّثان بِعشوائية،كَما الأَمر مَع جُونغكوك وهِيلين،هِيلين ومِينجي يَعلمان جَيّداً أن أزواجهما يودّان أن يقفا ويُقاتِلان بَعضهما بوحشية لكِن ما لا تعرفه مِينجي،أن يُونغي يَعلم شئ قَد يُغير حَياتها بالكَامِل،ووحدها هِيلين تدري بالأَمر،لذا كَانت هِي ويُونغي يتبادلان النّظرات بِشكل سِرّي كَي يتحدّثان بالخَارج بَعيداً عَن آل جُيون لكِن...






هِيلين لاحَظت وَجه مَألوف يَعبر البَوابّة ودَخل القَاعَة عَينيهِ تَمسح المَكان،ضَيّقت مِقلتيها بِقوّة عِندما طَرأت ذِكرى في عقلها بِشكل مَفاجئ جَعلت جَسدها بِأكملهِ يتجمّد ورددت بِجملة واحِدة بينما تُحدق بالذي يَبعد عَنهم أمتار قليلة:سَـ سَيد جُيون!





جُونغكوك بِشكل تِلقائي قَد نَظر لِزوجتهِ لكِن لم يَجدها تَنظر نَحوه،لقد كَانت تنظر لِأحدِ بِأعين مُتسعة ودامِعة،وليست هِي فقط،يُونغي أيضاً،التَفت ليصل لِما تُراقبه هِيلين وتجَعّدت مَلامحهِ قليلاً لكِن أخيراً،ارتعشت،تشتّتت،فَرُغ وجههِ مِن التّعابير ونطق جُملتهِ برَعشة:أَ أبي؟

____________________

انتهى البَارت🤍.



آسفة على التّأخير،لكِن بوعدكم البَارت الجاي بحدّث فيه بأسرع وقت،كيف كَان البَارت مَعكم؟




١/وش بيكون لَقاء جُونغكوك مَع أبوه؟
٢/إدراك جُونغكوك للهرجة اللي صارت بينه وبين يُونغي؟
٣/تتوقّعوا جِيهون ينوثق فيه؟
٤/توقّعاتكم للبارت الجَاي🤍؟



أشوفكم المرّة الجاية كُونوا بِخير لِحينها🤍.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top