سَجين
ارتَعشت قدميهِ بقوّة،وجههِ الضّعيف وأعينهِ الدامِعة قد وصفت هَول صدمَتهِ،وَقتها مِينجي لم تُفكّر في النّظر حَتى،ابتلعت ريقَها وسَألت يُونغي الذي كَان يُسند مِرفقيهِ على الطّاولة التي أمامهِ بعدما خَارت قِواه:أنا حَقّاً لست مُستعدة لِأي لَعنة يُونغي،لكِن وجه جُونغكوك...
شَابك يدها وحَبس أنفاسهِ ينتظرها تستدير بِجسدها ووقع بَصرها على والدها الذي يَقف يتفحّص ابنائِهِ بِحزن،وضعت كَفّيها على ثَغرها بِصدمة ونَفت بِرأسها بِقوّة تَلتفت سَريعاً تتفحّص أخيها الأصغر الذي كان يَتنفّس بِإضطراب وَكادت تَقف لِتصل إليه لِكنّه سَبقها وهَمّ بالرّحيل.
استخدم البَاب الآخر للخُروج بِخطواتٍ سَريعة مُبتعداً عَن المَكان بِأكملهِ بينما هِيلين كَانت تَركض نَحوهِ بقلق وخَوف،يتملّكها الرّعب بسبب رَدّة فِعل زَوجها الضّعيفة،تُحاول اللحَاق بِهِ تُنادي بِإسمهِ بشكل مُتكرر لكِنّه لا يَسمع أي شَئ.
كَان يتحرّك مُسرِعاً دُون أي يُلقي نَظرة على أي شَئ خَلفهِ،يُحاول البَحث عن مَكان ناءٍ وبَعيد ليذهب إليه عندما شَعر أنّ دموعهِ قد مَلئت وجههِ،تَسارعت خُطوات هِيلين خلفهِ راكِضة بعدما رَفعت فُستانها تَبحث عَنه بإرتباك حَتى عَثرت عليه يَسند جَسدهِ على الحائِط.
يَضع يديهِ على وَجههِ،وَقفت أمامهِ وأمسكت ذِراعيهِ تُنزل كفّيهِ عَن وجههِ لتتيح له التّنفس بِشكل صحيح لقد كَان يَتنفّس بِصعوبة شديدة،نَفت بِقوّة وكوّبت وجنتيهِ تَجعلهُ يَنظر لَها رُغماً عَنه ثُمّ علّقت:جُونغكوك التَقِط أنفاسك!
تُحادثه وهو في نَوبة هَلع،أَثر رؤيتهِ والدهِ،الذي مِن المُفترض أنّه مات منذُ سنوات طَويلة،لا يُمكنهُ حتى النظر إليها،تُصارع تشتيتهُ عن نوبتهِ لكن ضِيق أنفاسهِ يعُيقهُ عن كُلّ شئ،لا يُمكنها حقّاً مُساعدتهُ رُغم أنها قادرِة على مُعالجة نَوبات الذّعر لكِن المُختلف هذهِ المرّة أنّه زَوجها
تمسح دُموعهِ وعلّقت وهي تُصارع رغبتها فِي البُكاء:أرجوك حَبيبي اهدئ،أنتَ بِخير،مُنذُ متى حدث لَك شئ سئ وأنا هُنا مَعك؟
لا تقلق حَقّاً أنا بِجانِبك،انظر إلي!
بتشتت قد نَظر نَحوها وهي تُراقب عينيهِ المِحمرّتين وهَمست:أَنت بِخير،فقط نَظّم أنفاسك،خُذ نفساً عَميقاً وأخرجه،هَيا جُونغكوك.
بِتقطّع قد أخذ شَهيقاً وزفر الهَواء بِصعوبة،ابتسمت هِيلين أَخيراً بَين دُموعها واستكملت:أَحسنت عملاً،كرّر هذا مُجدداً وأنا هُنا قُربك.
كرر العمليّة حتى بدأ جسدهِ يرتخي بعد أن كَان مُتشنّجاً ثُمّ تدريجياً قَد أمتلأت عَينيهِ بالدّموع،أومأت وفَتحت له ذِراعيها حتى دفن رأسهِ في عُنقها يبكي بحُرقة وكِتمان ويضيّق يديهِ على جسدها،احتوتهُ هِيلين وهي تَمسح على شَعرهِ تَهمس:أُحبّك للغاية،أنا لَن أتركك أبداً مهما حَدث،أنت لِي،وأَعِدك،سَنحلّ كُلّ شئ،لَقد عَانينا الكَثير،كُن قويّاً لِهذا،كُن قويّاً لأَجلي،اُحبّك حَقّاً.
أومئ وشدّ على خصرها أَكثر مما جعلها تَمسح على شعرهِ وتهمِس له بكَلمات لطيفة ليتشتّت واستغرق الوضع دَقائق،ابتعد عنها حتى ابتسمت هِيلين نحوه وجففت عَينيه ثُمّ قبّلتهما مُردفة:يُمكننا الرّحيل أو البَقاء،كَما ترغب.
جُونغكوك:كَيف أرحل في مُنتصف هَذهِ الفَوضى؟
أبي الذي حاربتُكِ وحاربت والدكِ لأجله،كَان على قَيد الحَياة كُلّ هذا الوَقت؟
أبي الذي ماتت أُمّي في سَبيله ورُبما قُتلت أيضاً،وجُونهو قد قُتِل حامِلاً ذنب وخطأ موتهِ،ووشِيك الذي كَان يُطادرنا لِسنوات بسببهِ،كُلّ شئ حدث بسببهِ،والآن هو قد ظَهر بعدما انتهى كُلّ شئ وعانينا الكَثير!
ما اللعنة هِيلين ما اللعنة!
صَرخ بجُملتهِ الأخيرة لا شِعورياً حَتى هزّت هِيلين رأسها وردّدت:أتفهّمك حبيبي أنت مُحق،لكِن لا شئ مما تقوله الآن،قد يُغير ما حدث،لا شئ يُمكننا فعلهُ حَقّاً سوى أن نَسمع مُبرراتهِ.
جُونغكوك:مُبررات عديمة الفَائِدة ماذا سَأَفعل بِها الآن!
فليذهب إلى الجَحيم مِن حَيث أتىٰ!
أنا لا أمتلك أي أب لقد مَات مُنذ سَنوات وتخلّيت عَن مَشاعِر النّقص الذي بداخلهِ والتي أحدثها بِموتهُ المُزيّف!
اقتربت وعانقتهُ بقوّة تمسح على ظهرهِ وعلّقت:إن لم تَكُن مُستعداً لِأي من هذا يُمكننا الرّحيل،
ابتعد بِتعابير جِدّية ونوّه بِصعوبة:لا أَفهم،مَاذا تَقصدين؟
هِيلين:أينما سَتذهب سَأذهب،ما تَراه سَأراه،لِنذهب إلى أبعد مَكان في هَذا العَالم،لِنرحل جُونغكوك،لَقد حَاربنا كَثيراً،لا بَأس في الهَروب،لِمرة حَتى،لَن يَكُون جُبناً.
جُونغكوك:وعِندما أهرب،أهرب مِنه هِيلين؟
هِيلين:إذاً لا مَانع لَديّ حَقّاً في مُقاتلتهُ لِأجلك إن فَكّر في أذيّتك،تَعلم؟
بسببك،لَن أكن أنا على ما أنا عليهِ الآن،دُون حِمايتك لِي،حِمايتك هي ما تَجعلني أسير في أي مَكان دُون خوف،إن توجّب عليّ أن أترك كُلّ شئ خَلفي ونَرحل إلى الأبد حيث تُريد كَي لا تَشعر أنّك مُهدداً،لِنفعل،ولِنترك السّماء تَسقط على هذا الدّمار اللعين ونَرحل جُونغكوك.
اختَبئ بَين أحضانهَا،كَالطَفل الصّغير،أخرجت مِفتاح السّيارة مِن جَيبهِ وتَحرّكا مُبتعدين عَن المَكان بالكَامِل،دَخلا السّيارة وتوّلت هِيلين القِيادة،غَادرا البُقعة،وكَانت تتفحّص زَوجها الذي يَنظر نَحو اللاشئ في كُلّ لحظة مُنذُ دخولهما السّيارة،وجههِ فارِغ،شَاحِب،أنفاسهِ مُضطربة،صَدرهِ يَرتفع ويَنخفض بِشكل مَلحوظ،عَينيهِ رَطِبة وخامِلة.
هِيلين كَانت لا شعورياً تَبكي،كَونه يَتألم هَذا شعور يُزعِجها للغاية،ليست مُعتادة على حَبيبها بِهذا الشكل،حَتى أنّه لم يَغضب كَعادتهِ،فقط يبكي بِغزارة ويختَبئ بِجسدها،توقّفت لدى مَنزلها البَعيد عن المَدينة للغاية،تَرّجلت مِن السَيّارة وفَتحت بَابهِ تَرمقهُ طويلاً.
جُونغكوك:سَأَقتله.
تنهّدت بِأعين دَامِعة ومَدّت يَدها لِتمسح على وجههِ بلطف،حَتى نَفى بِرأسهِ وتحدّث بِحُرقة:لَم يَكُن ووشِيك مَن جَعل حَياتنا جَحيم،بَل هو.
هِيلين:سَيّد جُيون.
جُونغكوك:هو السّبب بِحق الجَحيم هِيلين!
إن فَقط تحمّل نَتيجة أفعالهِ ولَم يَهرب كَالقضيب اللعين لَن آخذ بالثّأر لَه مِن عائِلتكِ!
لَن أفقد بَصري،لَن أُحاربكِ ولَن أَكسر قَلبكِ ونفترق سَبع سَنوات!
لَن يَمت جُونهو وسَيبقى مَعكِ وحولكِ بَعد مَوت يُونهي!
ألم تُفكري بِكلّ هَذا!
الأَمر لَم يَبدأ مَن ووشِيك أَبداً بَل بدأ مِنه!
هو الشّيطان الحقيقي!
هِيلين:حَبيبي أَنت أقوى مِن كُلّ هذا.
جُونغكوك:أَنا فَقط خَائِف وهذا يُزعِجني للغاية أكره هَذا الشّعور!
عَانقتهُ بِقوّة وهو قَد أخذ جَسدها يُخفي نَفسهِ البَاكية بِه،قَبّلت رَأسهِ وابتعدت تَمسك بِيدهِ لِيخرج مِن السّيارة وَسحبته ليدخلا المَنزل،رَمقت بركة السّباحة والتي كَانت بِها بِرفقتهِ،قبل أن يَستعيد بَصرهِ،تذكّرت كَم كَانا سَعيدين للغاية،لكِن ها هُما الآن،يتخذّان المَكان كَـ مَهرب.
_________________
تَقف أمام والدها بِأعين دامِعة،مَصدومة مُتّسعة،وزَوجها فَقط يَقف على مَقربة مِنها ومستعد في أي لَحظة أن يَرفع السّلاح في وَجه الرّجل الذي اختفى لِسنوات وعاد مُدّعياً الإشتياق لِأطفالهِ،الحَفلة قد انتهت،يُونغي قد أَخلى المَكان بَعد خُروج جُونغكوك وهِيلين،والآن ثَلاثتهم يُحدّقون ببعضهم،قَالت مِينجي بِسُخرية وبضحكاتِ لا إرادية بين دموعها:أَنصحك بالعَودة مِن حَيث أتيت،جُونغكوك سَيقتلك حَقّاً!
جِيهون:مِينجي،أنا آسف،لَقد ضَاعت سَنوات حَياتي في الهُروب،لَيس مُجرّد هُروب،لقد كَان سِجناً،أنا آسف لِأنني لَم أمتلك الشّجاعة الكَافية لِمواجهتكما،أنا أمتلكُ أسبابي حَقّاً.
مِينجي:أسبابك لا تَعني لِي أي لَعنة،مَن فَضلك عُد لِأدراجك،لن أَجعلك تُفسد حَياة جُونغكوك مُجدداً،لقد فَعلتها مرّة،لَن تَفعلها مُجدداً.
غَادرت مِينجي وسَحبت زَوجها خَلفها وخرجا مِن المَكان،وقفت قُرب السيارة وتَزايدت دُموعها أَكثر حَتى أخذها بَين أحضانهِ يحتويها،ما رأته اليوم لَن يُمحى مِن ذاكِرتها أبداً،سيأخذها بَعيداً عَن المَدينة،بنفس طريقة هِيلين،هذا قَد يُساعد أبناء جُيون على تَصفية أذهانهما أَكثر،لا يَعلمان ما الذي سيحدث لِأحبّائهما.
_________________
تَمسح على شَعرهِ،تُشاهده نَائِم بِتعب،أعين مُرهقة ورُموشهِ مُبتلّة وجِفنيهِ كَانا يرتعشان في كُلّ مرةّ يُحرك جَسدهِ،أعصابهِ ضَعيفة،أحبالهِ الصّوتية مَفقودة،والذي يُؤذيهِ أكثر مِن أي شَئ،الخَوف الذي يَحتوي بَدنه بِشكل هِستيريَ،لقد غَطَ في النّوم بِعمق لَيس لِأنّه يَحتاجه،لكِن هذا تِلقائِياً مَا حدث بَعد لَيلة صَعبة للغاية.
أناملها كَانت رَقيقة وخفيفة كَي يستيقظ عليها،كَان يشَعر بِراحة،ممزوجة بإنزعَاج لِأنّه بدأ يستعيد لوعيه تَدريجياً،التَقط رائحتها،جَسدهِ بين ذِراعيها،نائِم دَافِناً رأسهِ في عُنقها وأصابعها تُمرر على بَشرتهِ بِلطف،فَتح عَينيهِ وتَمسّك بِخصرها رافِضاً الإستيقاظ،يَتمنّىٰ أن يَسقط في النّوم مُجدداً.
قَبّلت جِبينهِ وَجلسا قُرب بَعضهما،فَرك مِقلتيهِ وبَعثر شَعرهِ يَتنهدّ طويلاً،رَفع رأسهِ وحدّق بِها ثُمّ نوّه بصوتٍ أَجَشّ:تَبدين مُستيقظة مُنذ فَترة.
هِيلين:نَعم أنا كَذلك،فَقط أردت انتظارك حَتى تستيقظ.
جُونغكوك:أنا بِخير لا دَاعي لِمجَالَستي.
مِن وِجهة نَظرها،يَبدو أنّه استعاد رِصانتهِ جَيّداً،هو لا زال خَائف،لكِنّه سَيُخفي ارتعابهِ بِالغَضب،الهَيمنة،القَوّة،تصرّفات مُزعِجة ومُتقلّبة ومُلتوية للغاية،وقف وكَاد يَتوجّه للحمّام حَتى نوّهت هِيلين بِصدق:أنا لا أُجالسك سَيّد جُيون،أنا أُساندك.
جُونغكوك:نَعم،أرىٰ هَذا.
دَخل إلى الحَمام واختفى عَن مَرمى بَصرها،نَزلت هِيلين إلى الأَسفل وحَادَثت يُونغي بِقلق مُردفة:كَيف حَال مِينجي؟
يُونغي:تتصرّف بِشكل طَبيعي لِأنّها تنسى أنّه على قَيد الحَياة وأن الحَفل قَد سار على مَا يُرام لكِن فجأة كُلّ شئ يتغيّر،عَقلها يَرفض الفِكرة تَماماً.
هِيلين:أنا عُدت عَشر خُطوات إلى الخَلف،ظَهور جِيهون قد أفسدهُ،لِنفس دَرجة الفَساد التي رأيت بها السّيد جُيون عِندما قابلتهُ لِأول مرّة،وربما أسوء،ظُهور جِيهون حَقاً أَفسد لِي كُلّ شئ.
يُونغي:إلى مَتى سَتبقيان في هذا المَنزل؟
هِيلين:لا أَعلم،حَتى أجدهُ مُستعدّاً كِفاية،يُونغي هَل تَظن...هَل تَظُن أن أبي على قَيد الحَياة أيضاً؟
لم تَجد رَدّاً على سُؤالها ولم تَرغب في تَكرارهِ مُجدداً لِذا التَزمت الصّمت حَتى قال بِهدوء:لا أَعلم،رُبما الإجابة مَع جِيهون.
أَنهت المُكالمة وتوتّرت للغاية،أَخذت وقت لِتستعيد قِواها واستدارت عِندما سَمعت صَوت خَلفها،كَان جُونغكوك،يَقف يُجفف شَعرهِ ورَمقها مُردفاً:ما الأَمر؟
هِيلين:لا شَئ،سَأُحضّر الفُطور.
تحرّكت مِن مَكانها بِإرتباك وتوجّهت للمَطبخ،رَاقبها بِأعين مَليئة بالشّك السّئ،لكِنّه التَزم الصّمت،وَضع المَنشفة بِجانبهِ على الأَريكة يُشعل سِيجارتهِ في ثَغرهِ ويَتأملها تتنقّل بعشوائيّة دَاخِل المَطبخ،فجأة توقّفت بِأعين مُتسعة وحدّقت بالفَراغ.
اسندت على الطّاولة الرّخامية ووضعت يَدها على ثَغرها هَامِسة لِنفسها:لَقد كَان هُو!
'سَعيد لِأرى امرأة تُسامح رَجل بَعد كُلّ شئ حَدث بَينهما،لا بُدّ أنّكما تُحبّان بِعضكما للغاية'
'إنّه لَيس مُجرد رَجل،إنّه جُونغكوك،حَتى عِندما كَان قَضيباً،ولَعيناً مَعي،كُنت أرى سَلام في فَوضتهِ،جَمال،يَجذبني بِشدة،أُحب كَوننا نَمتلك جَانب مُظلم بسبب عائِلتنا،أُحبّ فِكرة أنّ القَدر إن لَم يَجعله مُحقق في قَضية أنا ضَحيّتها،سَيجعله لِي النّهاية،جُونغكوك بِطبيعتهِ نابِش،وسَنتقابل،بسبب مَعرفة والدي بِوالدهُ مُنذ زَمن وصداقتهما التي أحدثت كُلّ هذهِ الفوضى،حَتماً سَنفعل،جُونغكوك لِي مِن البَداية'
'هَل قُمتِ بِلوم والدكِ قَبلاً؟
لِأنّ بسبب مَا فَعله في المَاضي مَع صديقهِ المُقرب،قَد أثّر عليكِ،عَلى حَياتكِ،عَرّض حَياتكِ للخَطر عِدّة مَرّات؟'
'أَبي كَان أقرب مِن أي شَخص لِي،رُبما أَكثر مِن أُمّي،مَهما فَعل،صَعب أن أَكرهه،أَعلم أن الأَحتيال لَيس رائِع،وكَان خَطأ كَبير مِنه أن يَتهرّب مِن العَدالة كُلّ هذا الوَقت،لكِنّه كَان يَهرب لِأجلي،لِأجل أن يَستكمل عَملهِ كَطبيب ويكوّن لِي حَياة يَحسدني الجَميع عليها،أنا كِيم هِيلين،هذا يَكفي،أبي بَنى لِي حَياة،سَأشكرهُ عليها دائِماً وأُنسِب لَه الفَضل'
'وجُونغكوك؟
هَل يتّفق مَعكِ في هذا بِشَأن والدهِ؟'
'لم أَمتلك الجَراءة الكَافية لِمرّة واحِدة أن أَسَأله عن والده،لكِن...أَعلم بِما يُفكّر بِهِ زَوجي جَيّداً،كُلّ هذا الإنتقام كَان بسبب الغَدر الذي حَلّ على جِيهون،يَكره أنّ والدهِ قَد حُرِم مِن كُلّ شئ ومَن نَجى هو جُونهو الذي فَضّل البَقاء صامِتاً وكَان له يد في مَقتل جِيهون في المَقام الأول،لِذا السّيد جُيون دَخل حَياتي فُضولاً لِأنّه كَان حاقِداً عليّ وعلى عائِلتي،"تِلك الفَتاة المُدللة،تَعيش حَياتها وشبابها،وأنا حَياتي قَد تدمّرت بسبب والدها الذي قَتل أبي وتكتّم على السّر وسَيأخذه مَع إلى قَبرهِ؟"
سَأعترف جُونغكوك كَان جَامِحاً وغَير رَحيماً حَقَّاً بِداية الأَمر،لكِنّي أُحبّه للغاية،حَقّاً أَعشقه'
'سَعيد حَقّاً أنّ والدكِ قَد امتلك ابنة لِتسامِحه على كُلّ أخطائِهِ،وسَعيد أن زَوجكِ بِقدر ما كَان صَعباً وغير رَحيماً في بَادِئ الأَمر،إلا أنّه قد حَصل على امرأة تُحبّه بهذا القَدر،أنا سَعيد للغاية أنّه عَثر عليكِ،رِحلة سَعيدة إلى أَلمانيا،أنا هُنا في كُوريا لِأُصحح الكَثير مِن الأَشياء تَركتها مُعلّقة'
اسَتدارت تُخفي دُموعها بِصدمة كي لا يَرى زَوجها هَذا،جففت بَشرتها جَيَداً وفُزعت عِندما كَان صَوتهِ قريباً مِنها مُردفاً:هِيلين.
زَيّفت ابتسامة على وَجهها والتفتت لَه قائِلة:نَعم.
تَفحّص تَعابيرها وسَأل بينما يَرمِقها بِشك:مَا الأَمر؟
هِيلين:لا شَئ مَاذا تَقصِد؟
جُونغكوك:هِيلين.
هِيلين:ما الخَطب سَيّد جُيون أنا بِخير،هَيا استرح،سَأُحضر الفُطور،وعِندما تَكون جَاهِزاً لنَعد للمَنزل،أخبرني،يِمكننا الرّحيل في الوَقت الذي تَرغب بِهِ.
استدارت تُحضر القَهوة حَتى شَعرت بَيدهِ حَول رِسغها يُعيدها لِبصرهِ قائِلاً بنبرة مُنخفضة لَكِن حادّة:كِيم هِيلين!
هِيلين:جُونغكوك أَرجوك لا تَفعل هَذا بِي!
صَمت وراقَبها تُذرف دُموعها بِإرهاق حَتى تَرك يَدها ونوّه:لِنعد،الآن.
استدار وقرر الصّعود للمغادرة لَكِنّها صَاحت تَجذب انتباههِ قائِلة:أنا حَقّاً أُحبّك سَيّد جُيون.
اقتربت مِنه واحتضنت جَسدهِ مِن الخَلف،طَبعت قُبلة طَويلة على ظَهرهِ،أراحت رَأسها واستَكملت:أنا هُنا لَك،دَائِماً.
اعتصر يديها والتَفت يَنظر نَحوها بِضعف،هي الوَحيدة التي يُمكنه النّظر لِها بِهذهِ الطّريقة،نَزل لِمستواها يُريح جَبينهِ على خَاصتها،ابَتلع رِيقهِ وتنفّس عَميقاً ثُمّ نوّه بِصدق:أنتِ سَبب بَقائي على قَيد الحَياة،أَنتِ عائِلتي،لا أمتلك شئ حَقّاً،أنتِ كُلّ ما أَملك.
هِيلين:أَعلم حَبيبي،أَعلم.
جُونغكوك:وأنا أَحتاجكِ الآن أَكثر مِن أي وَقت مَضى،لا تَذهبي بَعيداً أرجوكِ.
أومأت كَثيراً واحتوت وَجههِ تَمسح عليهِ بِنعومة،أَخذت شَفتيهِ تُقبّله بِلطف شَديد وابتعدت تَرمقه بِأعين برّاقة:إن كُنت لا تُريد العَودة،يُمكننا البَقاء هُنا.
جُونغكوك:إلى مَتى؟
هِيلين:لا أَعلم،حَتى تكون مُستعداً.
جُونغكوك:الأَمر لا يَتطلب أي استعداد،سَأُنهي الأَمر.
هِيلين:كَيف؟
صَمت طويلاً ثُمّ طَبع قُبلة أُخرى على شَفاهها ونوّه:سَأصعد لِأبدّل ثِيابي ونَرحل،لَم يَكُن عليّ أن أكون هُنا مِن البَداية،لِنعد.
هِيلين:إن كُنت مُتردد أو مُضطرباً فَلا بَأس بالبقاء جُونغكوك.
جُونغكوك:مُضطرباً؟
هَذا حَقّاً مُضحك،قُلت لِنعد هِيلين،لا تُناقشيني،انتهينا.
صَعد إلىٰ الأَعلى وتَركها تَرمقهِ بِقلق،أَخرجت هَاتفها وابتعدت قَليلاً تُحادثهُ مَرّة أُخرى،قالت فَور ما رَدّ على مُكالمتها:لقد تَذكَرته،جِيهون هُو مَن قابلني في المَطار صَحيح؟
يُونغي:نَعم،لا يجب أن يَعرف جُونغكوك هَذا،سَيذهب لِيقتله.
هِيلين:كَيف يُمكن للوَضع أن يَزداد سوءاً في كُلّ لَحظة!
يُونغي:الوَضع سَئ مُنذ البَداية هِيلين،حَظّاً مَوفقاً مَع جُونغكوك.
هِيلين:هَل ظَهر جِيهون مُجدداً؟
يُونغي:لا،حَتى الآن.
هِيلين:نَظرتهِ لِي،تَبّاً نَظرتهِ لِي،وكَأنّه يَعرفني مُنذ زَمن،أَكره أنّه يَتشارك ذَات النّظرة مَع جُونغكوك.
يُونغي:سَتكونين في حَالة تشتّت لا تَعلمين مَن تَقصدين عِندما تُنادي بإسم سَيّد جُيون أصبحا اثنان الآن.
هِيلين:يا إلهي،سَأُحادِثك عِندما نَعود للمنزل.
انهت المُكالمة بتنهّد طويل مِن هِيلين حَتى كَادت تَصعد لِكنّها وَجدت سَيّارة تتوقّف أمام المَنزل،أَخرجت سِلاحها مِن ظهرها واخفتهُ ثُمّ فَتحت البَاب،خَرج مِنه وَجه مَألوف حَتى زَفرت هواءها بِراحة عِندما تَقدّم وانحنى نَحوها واردف:مَرحباً سّيّدة جُيون،أنا مُساعد مُحقق جُيون.
هِيلين:أوه نَعم دَايُونغ آسفة لقد أَخذت وقت لِأتعرّف عليك،كَيف أتيت إلى هُنا؟
دَايونغ:لقد أرسل السّيد جُيون هذا العُنوان لِي لِأسلّمه هَذا.
التَقطت هِيلين المُجلّد وابتسمت قائِلة:شُكراً لَك،سَأعطيهِ لَه هو لَيس مَوجود الآن.
انحنى لَها ورَحل مُبتعداً عن البَيت حَتى دَخلت هِيلين وأغلقت البَاب دُون أن تَصدر أي ضَجيج قد يصل لِمسامِع جُونغكوك،فَتحت المُجلّد حَتى وَجدت سِيرة ذَاتية لِمواطِن ألماني،والذي هو جُيون جِيهون
'سِيرتهِ الذّاتية على مَكتبي الآن،لكِنّي لست مُتفرّغ لِهذا،أعني إن وصل بِي الأمر لِمُحادثتهِ وشُكرهِ بنفسهِ على الإعتناء بِزوجتي وتسليمها لِي'
هِيلين:جُونغكوك سَيعرف يا إلهي،لكِن لَيس الآن،لِنُماطِل قليلاً حَتى نَصل لِلمدينة.
صَعدت إلى الأَعلى وَقامت بِتبديل ثِيابها بينما هو كَان يَجلس في شُرفة الغرفة،يُدخن بِكثافة كَعادتهِ،وَقفت خَلفهِ وأراحت يَدها على كَتفيهِ مُردفة:لَقد انتهيت حَبيبي،هَيا.
دَنت وطَبعت قُبلة طويلة على وَجنتهِ حَتى وقف وَشابك يَدها،نَزلا إلى الأسفل وخَرجا مَعاً،وهِيلين تأكَدت مِن تَرك السّيرة الذّاتية لوالد زَوجها الألمانية والمُزيفة في المنَزِل وستعتمد على إخبارهِ استناداً لِمَعرفتها،فَقط تنتظرهِ أن يَستجمع قِواه العَقلية ويلملم شِتاتهِ لِيُفكر مَاذا سَيفعل بِوالدهِ.
وَقفا أمام السّيارة ورَمقته طَويلاً مُردفة:أَظن أنّك لا تَحتاجني بِقدر حَاجتك لِمِينجي،قد تَفهمان بَعضكما أكثر مِن مقدرتي على فِهمك،يَجب أن تتحدّثا،مَا رأيك أن نَذهب لمِينجي ويُونغي قَبل عودتنا لِلمنزل؟
جُونغكوك:حَسناً.
قَالها بِذبول لتبتسم بِلطف وأخذته في أَحضانها،بادلها العَناق يُنظَم أنفاسهِ المُضّطربة وتراجع قَليلاً ويَمسح على شَعرها ونوّه:هَيا.
أومأت بَعدما مَسحت على وَجههِ بِرقّة ودَخلا السّيارة،تحرّكا مِن المَكان وسَلك جُونغكوك الطّريق حَتى وجدها تتثاءب بِنعاس لِيردف:كَان عليكِ النّوم جَيَداً،عَوضاً عن الإستيقاظ لِمراقبتي طوال الليل.
هِيلين:لَم اشتكي،هذا كَان أفضل بالنّسبة لِي مِن النّوم.
ابتسم بِهدوء ثُمّ ردد مُقترحاً:قَيلولة حَتى نَصل؟
هِيلين:رُبما،أُحبّك،قُد بِحذر،وإن شَعرت أنّك غَير قادر على القَيادة اخبرني.
جُونغكوك:أنا أيضاً هِيلين.
ابتسمت وتَدريجياً قَد اغمضت عَينيها،هِي حَرفياً لَم تَغفل،أخذت وَقتها تُراقبه الليلة السّابِقة لِتمنحه الرّاحة والآمان،سَقطت في النّوم سَريعاً وعَميقاً حَتى ابتسم جُونغكوك لِوجهها النّائِم ومَسح عليهِ بلطف،استَكمل طَريقهِ بِملامح شَارِدة حَتى رَفع هاتفهِ لِإجراء مُكالمة سَريعة.
تحدّث فَور مَا سَمع صَوت مُساعدهِ قائِلاً:انظر دَايُونغ،لقد غادرت المَنزل الآن وسَأعود للمَدينة،لا دَاعي لِتأتي،يُمكنك تَسليم المُجلد في مَنزلي الذي تَعرفه.
دَايُونغ:لكِنّي اعطيتك المُجلد مُحقق جُيون.
جُونغكوك:مَاذا تَقول أنا لَم أحصل على أي شَئ مِنك.
دايُونغ:لَقد أعطيتهُ لِلسيّدة جُيون هِيلين،زَوجتك.
جُونغكوك:حَسناً إذاً،شُكراً على جُهودك.
أنهى جُونغكوك المُكالمة واعتصر المِقود بِعنف وزَفر أنفاسهِ بِغضبٍ مَكتوم:أَعطيتهُ لِجيون هِيلين،زَوجتي،هِيلين.
رَمقها طَويلاً واستَكمل قِيادتهِ،كُل شَئ سينتهي بِمجرد عَودتهِ للواقع،ليس مِن شَيمهِ الهَرب،يَعشق المُواجهة والقِتال،لا يُحب الإختباء طَويلاً،ولن يَصمت إلا عِندما يُشعل النّيران في كُلّ شئ قد يُعكّر صَفوهِ،جُونغكوك لَعنة عِندما يَستهدف شَخصاً مَا للإنتقام،ينفعه هذا في عَملهِ لَكِن في حَياتهِ اليَومية فَـ هو انتحاريّ.
__________________
فَتحت عَينيها تَدريجياً،السّيارة مُتوقّفة،تَجلس بِمفردها لَكِن جُونغكوك يَقف خارج السّيارة يُدخّن،حَاولت فَتح البَاب لكِنّه مُغلق،نَظرت حولها،مَكان مَجهول،لَيس مَنزلها الذي تُشاركه مَع زَوجها،يتوقّفان أمام مَقهى،وجُونغكوك يَتحدّث في الهَاتِف،طَرقت على الزّجاج لِتجذب انتباههِ حَتى رَمقها طَويلاً وابعد هَاتفه يَقف أمام نَافِذتها.
عَبث بِهاتفهِ حَتى اهتزّ خاصتها مُعلناً قُدوم اتّصال مِنه،أَجابت بِحدَّة وعلّقت:بِحق الجَحيم ألن تُغير عادتك اللعينة هذهِ!
جُونغكوك:لَم أقيّدكِ.
هِيلين:أنت تَستمتع بِإبقائي سَجينة لديك،سُحقاً لَك،لِمَ أنا مَحبوسة هُنا!
جُونغكوك:لِأنّكِ مُخادِعة صَغيرة،لا تتصرّفي بالنّيابة عَني مَرّة أُخرى،أَعلم أنّكِ أخذتِ المُجلد مِن دَايُونغ،وأعلم أنّ جُيون جِيهون هو مَن قابلكِ في المَطار،ابقي هُنا،لَن أتأَخّر،ولا تُخفي عَنّي شَئ مَرّة أُخرى هِيلين،أنا لَن أُمررها لَكِ مُجدداً.
كَلامه كَان حادّ،صَارِم،مَلامحهِ مُنزعِجة وغاضِبة،كَانت تُحدّق بِهِ مِن خِلال الزّجاج الذي يَفصلهما عَن بَعضهما وقالت هِيلين مُتصنّعة البَكاء:سَيّد جُيون أَرجوك!
على الأَقل أخبرني مَاذا نَفعل هُنا!
جُونغكوك:أراكِ لاحِقاً.
أنهى المُكالمة وما زال يَتفحَصها داخل السّيارة حَتى ضَربت الزّجاج بِإنزعاج وضَربت الأرضية بِقدميها بِتذمّر مُردفة:أَنت قَضيب لَعين!
ابتسم بِجانبية بَينما يَبتعد عَنها تَدريجياً حَتى قَرأ شِفاهها قائِلة:أَكرهك!
جُونغكوك:تِسعة وسِتون لَعينة.
رَفع اصبعهِ الأوسط لَها وغادَر بُقعتهِ يَدخل المَقهى،جَلس وانَشغل في الهَاتِف حَتى جَلس أمامهِ مَن كان ينتظر وصولهِ،رَفع جُونغكوك رَأسهِ بِبطئ وابتسم بِجانبية قائِلاً:مَرحباً جِيهون،أتيت لِأسويّ الأمر مَعك.
أَخرج جُونغكوك دَفتر الشّيكات الخَاص بِهِ وكَتب مَبلغ مهول مِن المَال تَحت اسم حسابهِ ووضع الورقة أمام الآخر،ردد بِسُخرية وبكُلّ جَراءة:أموال نَظيفة لَيست قَذرة،أعني لَقد كَسبتها مِن عملي لَم أحتال أي مَكان وهرِبت،هذا المَبلغ مُقابل عَودتك إلى الجَحيم الذي أتيت مِنه،صَدّقني أنا حَقّاً لَطيف لِأنني أعرض عليك هذا العَرض،حَتى لا تَنتهي حَياتك على يَدي.
جِيهون:جُونغكوك،ابني.
جُونغكوك:يا إلهي جُونغكوك وابني وهذا الكَلام المُبتذل!
لَست ابنك ولا أُدعى جُونغكوك!
لا تَرفع الكُلفة!
أخبرتك أنني الآن لَطيف،استغلّ هذا قبل أن أفعل شئ قد لا يسرّك،لا تَقترب مِن اختي وزَوجها،لا تَقترب مِن زوجتي التي عَبثت مَعها في المَطار،لا تَقترب مِنّي ولا تُثير الضّجة،عُد لِألمانيا جِيهون،أَعطيتُك مَال قَد يُكفيك للسّنوات القادِمة وأتمنّىٰ أن تنتهي حَياتك في أَسرع وقت ولا تستمتع بِهذا المَبلغ.
وَقف جُونغكوك وكَاد يَهمّ بِالرحيل لكِنّه توقّف عِندما تحدّث الآخر:إذاً لِمَ انتقمت لِي؟
جُونغكوك:لِأنّك كُنت أَكبر مَكانةً في عَيني عِندما كُنت مَيّتاً،على الأَقل مُت غَدراً ولم يَتسنّىَ لك الدّفاع عن نفسك،وفرّت لِي مِيراث ضَخم لكِن في المُقابل قُتِلت أُمّي،تَركتني أُختي،التي أرسلتها بَعيداً لِأنّها عَرفت حَقيقتك البَشعة،رُغم هَذا سَامحتُك،وقَاتلت زَوجتي وعائِلتها ولِأنتشل حقّك مِن صديق عُمرك الذي اكتشفت أنّه يَستحق هذا الهواء الذي تتنفّسه أنت الآن،جُونهو فَعل المُستحيل لِيحيى لِطفلتهِ،لم يُزيّف مَوتهِ لِيهرب مِن حُكم العَدالة ونظّف سَيرتهِ وأمّن لِهيلين حَياة رائِعة.
أنتما أَصدقاء لكِن لا تمتلكا شَيئاً مِن بَعضكما،جُونهو قُتل في السّجن لِأنّه تَم إدانتهِ بِمقتلك وأنت كُنت بِالفِعل حَيّ!
جُونهو كَان سَيحيى إن تَخليّت عن جُبنك وأنانيّتك وواجهت عواقب أفعالك لِمرّة واحِدة في حَياتك!
هَربت واكتفيت بِمشاهدة أطفالك وابنة صَديقك الذي أعطيتهُ كِلمتك بِحماية ابنتهِ لكِنّك جَبان،بِحق السّماء جَبان،وظَننت أنّك تَركت ابناً صَالحاً يَنتقم لَك لَكِنّي كُنت أنتقم لِهِيلين وجُونهو،لَيس لَك.
جِيهون:جُونهو كَان يعرف أنني على قَيد الحَياة،هو مَن مَنحني مَنزِل وهويَّة جَديدة في ألمانيا،قام بِتهريبي وزيّف مَوتي لِأبدأ حَياة جَديدة،جُونهو كَان يرعاني حَتى دَلف إلى السّجن.
جُونغكوك:صَدّقني إن عرفت هِيلين هذا سَتكرهك أضعاف كُرهي لَك،أنا سَعيد أننا نُسخة أكثر أخلاقاً مِنكما،لَحظة،أنا قَاتِل،تَعلم مَن قَتلت؟
ووشِيك،أنا مَن فَصلت رَأسه عن جَسدهِ،بِأناملي،سَمعت صَوت فَقرات عُنقهِ وهي تتحطّم في يدي،لا مَانع لديّ في أن أُعيد الكَرّه عليك.
جِيهون:جُونغكوك.
قالها لِيوقفهُ عن السّير لِلمغادرة لكِن جُونغكوك فَقد صَبرهِ وأَخرج سِلاحهِ ووضعه في عُنق الآخر مِن الأَسفل وهَذا أثار فَزع كُلّ مَن في المَقهى وخَرجوا مِن المَكان مُسرعين حَتى علّق جُونغكوك بِنبرة قاتِلة:مُحقق جُيون،ابتعد عَنّي لا وتَظهر مُجدداً،لَديك يَومين،ارحل مِن كُوريا ولا تُفكر في العَودة،لِأنني سَأصطادك،وأقتلك،تماماً كَما قَتلت عدوّك.
دَفعه بِعنف وغَادر جُونغكوك مِن المَقهى يَبحث عَن زَوجتهِ حَتى وَجدها في السّيارة كَما تَركها،رَمَقتهُ بغضب حَتى رَفع مِفتاح السّيارة اللاسِلكي وفَتحها،خَرجت هِيلين بِغضب ونوّهت بإنزعاج:أَنت قَضيب ولَعين ولا أَهتم مَاذا كُنت تَفعل لـ
فَور ما اقترب قَد أخذ شَفتيها بِقوّة يَحَملها لِمستواه،ضَيّقت هِيلين عَينيها بِتّشتت وحَاوطت عُنقهِ تَمسح على شَعرهِ وهي تَشعر بَجسدهِ البَارد والمُرتَجف،ضمّته لَها واحتوت وَجهه تُلاطِفه بِرقّة،ابتعد وعانقها بِقوّة يَهرب مِن ضَعفهِ،لا يَعلم كَيف واجهه،لكِن تمتلّكته قوّة رَهيبة في حِماية زَوجتهِ عِندما أدرك أنّها كَانت قَريبة مِن والده للغاية،قَبل أي شَخص.
هِيلين:سَيَّد جُيون حَبيبي.
انفصلا قَليلاً ورَمقته بِحُزن تنوّه:كَان بِإمكانك اخباري على الأَقل،كُنت سَأتواجد لِأجلك.
جُونغكوك:لا أَثِق بِهِ لَتكوني حَوله.
هِيلين:لكِن جُونغكوك
جُونغكوك:هَيا هِيلين.
شَاهدته يَسير لِمَقعدهِ حَتى تنهّدت ودَخلت السّيارة بِتعب،سَلكا طَريقهما في العَودة لِلمنزل،وعِندما توقّفا أمام الشّرفة،جُونغكوك قَد تحدّث بِهدوء بَعدما وَضع بِطاقة عَملهِ حَول عُنقهِ:سَأُنجزعِدّة أشياء في المَكتب وأَعود.
هِيلين:سَيّد جُيون.
جُونغكوك:مَاذا هِيلين؟
مَا الذي يَدور بِرأسكِ؟
هِيلين:يُونغي،مَا الذي يَجري بَينكما؟
جُونغكوك:هِيلين أنا مُتأخَر عَن عَملي،لا وَقت لِي لِأسئلتك عَن صديقكِ المُقرب.
قالها بِنبرة مُنزعِجة حَتى تحرّكت بِيأس ونَزلت مِن السّيارة تَجرّ أقدامها للمنزِل،استدرات تتفحّصه يُغادر وتلاقَت أعينهما حَتى تحدّثت مُتأملة أن يَقرأ حَركة شِفاهها:أُحبّك.
ابتسم بِهدوء وردد:وأنا أيضاً.
لوّحت لَه ودَخلت المَنزل بِإرهاق،جَلست على الأَريكة تحتضن الوسَادة بِشرود،لَحظات واهتزّ هاتفها داخل جَيبها لِترمق المُتصل،تنهّدت طويلاً وأجابت:مِينجي،كَيف حَالكِ؟
مِينجي:لست بِخير،هَل أنتِ مُتفرّغة؟
هِيلين:بالطّبع،هل تُريدين القُدوم؟
مِينجي:نَعم،جُونغكوك حولكِ؟
هِيلين:لا،ذَهب للمَكتب.
مِينجي:يُونغي سَيأتي مَعي.
هِيلين:هَذا رائِع،انتظركما.
__________________
طَرق على بَاب مَنزلها قَد جَعلها تُرتّب ثِيابها المُبعثرة وتقف مُتوجّهة نحوه،فَتحت البَاب وَرمقت مِينجي وَاحتوتها بَين أحضانها سَريعاً،تَشعر بِشهقاتها المكَتومة في صَدرها حَتى نوّهت هِيلين بِنبرة دافِئة:أنتِ بِخير،جَميعنا بِخير،سنحلّ الأَمر أعِدُكِ.
قَبّلت جَبينها وسَحبتها للدّخول وَأجلستها ثُمّ ابتسمت لِيونغي بإرهاق ونوّهت:مَرحباً يُون.
بادلها الإبتسامة واقترب يُعانقها بِقوّة،عانا كَثيراً مَع أبناء جُيون،والآن جِيهون قَد أتى ودمّر كُلّ شئ،رَبّت على شَعرها وابتعد يَرمقها طَويلاً وسَأل:أَنتِ بِخير صَحيح؟
أومأت بِحزن حَتى جَلسا قُرب مِينجي،شابكت هِيلين أناملها وسَألت:كَيف تَشعرين؟
مِينجي:فَقط...لا أُصدّق،أَنّ كُلّ الفَوضى التي حدثت حولنا لِسنوات طَويلة،انتقام أخي لِمقتل أبي الذي كَان حَيّاً كُلّ هذهِ المُدَة،جُونغكوك يَكره الخَيانة،الخِداع،أنا لا أهتم لِي بِقدر خوفي على جُونغكوك.
هِيلين:جُونغكوك مَعي مِينجي،أنا أَفعل مَا بِوسعي لِترميم كُلّ شئ لَه،لكِنّه...مُنذُ الصّباح وهو هادِئ على نَحو مُرعب،وقبل عَودتنا لقد تَركني محبوسة في السّيارة ودَخل مَقهى لا أَعلم مَن قابل في الدّاخل!
يُونغي:إنّه جيهون،بالتَأكيد.
هِيلين:بِحق الجَحيم لا أعلم،جُونغكوك يَرفض يدي لِأساعده هو فقط يَفعل ما يدور في عَقلهِ،أنا أُريد أن أتواجد لِأجلهِ لكّنه يَمنعني!
يُونغي:هو لا يُريد إدخالكِ في هذهِ الفوضى مُجدداً هِيلين،أنا أَفهمه.
تنهَدت طَويلاً وأخذت مِينجي في أحضانها حَتى اهتزّ هاتفها على الطّاولة،نَظروا ثلاثَتهم عليهِ بِأعين مُشتتة حَتى قررت هِيلين الرّد،فَتحت مُكبر الصّوت ونوّهت:كِيم هِيلين.
اتّسعت أعينهم عِندما سَمِعوا صَوت جِيهون في الجِهة المُقابلة مُردِفاً:هِيلين،أنتِ كُلّ ما أمتلك الآن للعودة لِأبنائي،زَوج مِينجي يَمنعني عن رُؤية ابنتي مُجدداً،جُونغكوك يرفض النّقاش،أنا أُريد توضيح كُلّ شئ،وعِندها يُمكنكِ أخذ المَبلغ الذي أعطاه لِي جُونغكوك وَسأرحل إلى ألمانيا دُون أي مُساعدة،إلى الأبد،ويُمكنكم اعتباري مَيّتاً،كَما كُنت.
هِيلين:زَوجي لَن يَسمح لي بِمقابلتك،لا أحد يَثق بِك،كُلّ شئ حَدث لنا كَان بسبب هُروبك،إن لَم تُزيّف مَوتك،كَان لن يَذهب إلى السّجن ويُقتل هُناك،لَن يقع جُونغكوك ضَحيّة لِووشيك،لَن يفترقا أطفالك سَنوات يَكِنّان لِبعضهما الكُره،هُناك الكَثير مِن الأشياء بَدأت مُنذ هُروبك جِيهون،لا تتوقّع أن ننسى كُلّ هذا فَقط لِأنّ الطّريق إلى كُوريا أصبح آمن لك للعودة،أُذكّرك أنّ جُونغكوك لَن يَرحمك،أنا أعنيها.
جِيهون:فقط لِنتقابل،للمرّة الأخيرة،وعِندها،سَأترك ابني لِزوجة أنا مُتأكد أنّها تُحبّه وتَمنحه كُلّ شئ عَجزت عن اعطاءهِ،وابنتي لِيونغي الذي كَان يَعتني بِأطفالي كُلّ هذا السّنوات،يُمكننا المُقابلة في حُضور حُراس،مُحققين،لكِن أريد أن يَسمعني أحدٌ مِنكم،أرجوكِ هِيلين،افعلي هَذا لوالدكِ،كَم كَان يَتمنّىٰ أن أعود لِهما حَقّاً.
كَتمت هِيلين الصّوت وَقد مَسحت دُموعها التي تكثَفت في عينيها وسَألت:مَاذا أَفعل؟
يُونغي:القَرار لكِ عَزيزتي.
أخذت نَفساً عَميقاً ورفعت الصّوت مُردفة:سَنتقابل في نَفس المَقهى الذي قَابلك بِهِ جُونغكوك،يُونغي سَيأتي مَعي.
جِيهون:شُكراً لَكِ حَقّاً.
أَنهت المُكالمة ونَظرت لِيونغي مُردفة:أنا آسفة لَم أرد سَحبك في هذهِ الفَوضى لَكِن أَنت أول شَخص قَد فكّرت بهِ.
يُونغي:هيَا هِيلين،لكِن حادِثي جُونغكوك أولاً.
هِيلين:لا يَجب أن يَعرف أنني خَارج المَنزل،سَيُرسل خَلفي حُراس،سَنذهب،ونَعود قَبل عَودتهِ،لكِن قَبل هذا،يَجب أن أعرف مَتى سَيعود.
حادَثتهُ وتَركت المُكالمة على مُكبر الصّوت،تحدّثت سَريعاً تَسأله:هَل كُلّ شئ بِخير؟
جُونغكوك:تنتظرين مِنّي اخباركِ أنني قَتلته؟
لَيس بَعد،لقد أعطيتهُ يَومين،إن لَم يَرحل سَأقتله،الآن أنا أُنهي بَعض القَضايا.
هِيلين:ستتأخر؟
جُونغكوك:رُبما،لا أَعلم،هَل تُريدين شئ؟
يُمكنني إرسال حُراس لِيُوفّروا لَكِ احتياجاتكِ،أَعلم أن المَنزل لا زال يَنقصه عِدّة أشياء.
هِيلين:لا،أنا بِخير،فَقط اطمئن،إلى اللقاء،قُد بِحذر عِند عَودتك.
جُونغكوك:حَسناً،أُحبّكِ.
تنهّدت مُبتسمة بِلطف وردّدت:أنا أيضاً جُونغكوك.
أَنهت المُكالمة وأراحت ظَهرها قائِلة بَينما تُمرر أناملها في شَعرها بِإجهاد:أعتقد...أعتقد أنّه يجب إلغاء مُقابلة جِيهون،جُونغكوك لَيس بِوعيه هذهِ الفَترة،مَاذا إن عَلِم بالأَمر؟
سيقتلنا جَميعاً.
يُونغي:لكِ الأَختيار،وأنا هُنا.
وَقفت وهي تَشعر بالضّغط الكَبير مِن كُلّ شئ،زَفرت هواءها بِإجهاد وقالت بِحُزن:لكِنّي سَمعت أبي،سَمعت لَه،جِيهون يَستحق أن يسمعه أحد.
مِينجي:تَظّنين هَذا حَقّاً هِيلين؟
هِيلين:لا أَعلم لكِنّي مُلمّة أن لا أحد يَثق بِهِ،لكِن على الأقل،أُريد أن أفهم،أنا أيضاً ضَحيّة لُعبة الأحتيال التي دَخلها مَع أبي،أنا أُريد تَفسير مِينجي،أحتاجه،أُريد أن أفهم لِماذا كَان يُقيم في مَنزلنا في ألمانيا؟
هَل أبي هو مَن مَنحه الإذن،أم لم يَكُن يدري؟
نَظرت لِيونغي الذي وَقف والتَقط مَفاتيح سَيّارتهِ وردّد:انتظركِ في السيّارة.
هِيلين:شُكراً لك.
خَرج يُونغي وَجلست هِيلين قُرب مِينجي تُعانقها بِقوّة وابتعدت تُشابِك أناملها مُنوّهة:كُلّ شئ سَينتهي اليَوم،سَأعود سَريعاً أعدكِ.
قَبّلت وَجنتيها ووقفت مُردفة:أنتِ في مَنزلكِ،لَن نتأخر.
تحرّكت هِيلين مُسرعة للمُغادرة ودَخلت سَيّارة يُونغي وسَألها بِهدوء:مُستعدة؟
هِيلين:نَعم لننتهي مِن هذا الأَمر في أَسرع وَقت.
__________________
وَصلا إلى المَكان،وَسقط بَصرهما عليهِ يَجلس يُحدق في الفَراغ،ابتلعت هِيلين رِيقها وعِندها يُونغي قَد التَقط يَدها يَسحبها نَحوه وردد:يُمكننا العَودة إن أردتِ هذا.
هِيلين:لا أنا بِخير.
تقَدّما نَحوه وَجلسا أمامهِ حَتى اقترب جِيهون بِمقعدهِ ونوّه:شُكراً على مَجيئكِ،أنا أُقدّر هَذا حَقّاً.
هِيلين:أَتمنّىٰ أنّ يكون وجودي هُنا لَه نَفع،وأَتمنّىٰ أَن تكون أسبابك تستحق أن يستمع لَها ابناءك.
جِيهون:لا يُمكنكِ تصوَر مَدى سَعادتي بِأنني أَنظر الآن لِإبنة جُونهو،والتي هِي الآن زَوجة ابني،كُنتِ صَغيرة للغاية هِيلين،عِندما أتى والدكِ لي وهو يَحملكِ ويُخبرني أنّه رزِق بِإبنتهِ الثّانية،المُدللة الصّغيرة،سَعيد حَقّاً بِأن هذهِ الفَتاة،أصبحت لجُونغكوك.
رأت عَينيهِ التي تُشير بِأنّه يَحبس دُموعهِ بِشِدة،ورَفع رأسهِ بِصعوبة قائِلاً:أنا لَم أَكُن أعلم أن جُونهو مَات،لَم أَكُن أعرف أي شَئ حَقّاً.
هِيلين:مَاذا تَقصد؟
قالتها هِيلين وهي على حَافة البُكاء حتى اسند جِيهون مِرفقيهِ على الطّاولة واستكمل:العَملية الأخيرة،التي كَان بَعدها الخَلاص،سنتفرّغ أنا وجُونهو لِأطفالنا وحَياتنا،ارتكبت خَطأ بَسيط،وكُشفت،عِندما اصطدمت بالسّيارة وذهبت للمَشفى التي كَان يَعمل بها جُونهو،هو مَن أَخبرني أنّه سَيحقنني بِحُقنة بُروقين وجُرعة زائِدة قد تَقتلني لَكِنه سَألني؛هَل تَثِق بِي جِيهون؟
توقّف جِيهون عن الحَديث لوهلة وابتسم بِإنكسار ووضع يدهِ على قُبّعتهِ ضاحِكاً:قُلت لَه؛بالطّبع أيها اللعين أثِق بِك هل فَقدت عَقلك!
جُونهو أبطئ ضَربات قَلبي بِشكل خَطير وجُنوني وأدخلني في غَيبوبة،جَعلتني أشبه بالمَيّت،وهذا قَد حَدث،كَتب هو تَقرير الوَفاة،وقَام بِتسليمهِ للشُرطة،لكِنّه كَان ذَكيّاً كَاللعنة،رُبما أذكى مِنّي،زّيف في التّقرير،ولِينتقم مِن ووشِيك ويَصنع مِنه قاتِلاً،جَعل سَبب وفاتي اختِناق أثر نقص الأكسجين على المُخ،هذهِ بمثابة شبهة جِنائية.
نَظر يُونغي لِهيلين لِأنّهما يَعلمان أن هذا صَحيحاً،لقد قَرئا التّقرير بِنفسهما عِندما استوعبا أن كُلّ شئ بسبب ووشِيك في المَقام الأول.
جِيهون:جُونهو فَعل هذا ليبدو أنّه تَمّ قَتلي بكتم أنفاسي أثناء الغَيبوبة ولا يَكون هو مَن فَعل،وأن إدانة ووشيك لِجُونهو تَكون دليل براءتهِ لِأن القاتِل أول شئ سَيُقدم عليهِ هو إلقاء اللوم على شريكي في المَقام الأول،جُونهو وَضع شُبهة جِنائية كامِلة حول ووشِيك وتمّ تنظيف سِيرتهِ وأقوالهِ وعَاش.
هِيلين:مَاذا عَنك؟
جِيهون:قَام بِتزييف جَنازة،جُثّة،كُلّ شئ لِيُغطّي على مَوتي،زَيّف لِي جَواز سَفر،هويّة ألمانية،ومَنح لِي مَنزلهِ هُناك،أعلم أنّ عَملي كَان قذِراً للغاية،لكِن لَم يَكُن بالقَذارة التي جَعلتني مُحتال في ألمانيا أيضاً،عندما استقرّيت في ألمانيا،تَارِكاً خلفي زَوجتي المَقتولة،طِفلي المُشرد والذي تَركت لَه كُلّ أملاكي بِإسمه لِيمنح نفسه كُلّ شئ عظيم،كُنت سَأعود حَقّاً،كُنت أنوى العَودة بعد أن تهدأ الأوضاع وجُونهو كَان يَزورني كَثيراً في ألمانيا ويَطمئِن على أحوالي ويُخبرني بِأحوال جُونغكوك.
صَمت قَليلاً وتنهّد مُستكملاً:كانت هُناك عَملية احتيال مُنفردة،قُمت بإنتحال شَخصية رَجل أَعمال كُوري ألماني وقمت بِنهب عِدّة بُنوك قويّة في كُوريا وهَذا حَتى قبل الحادِثة التي انتهى بِها كُلّ شئ،قبل العَملية الأَخيرة والتي سبب دَماري،لقد تعرّفت عليّ الشّرطة الألمانية،وَقامت بِسجني وإدانتي بِـ عِشرون عاماً مَع السّجن المُشدد،هَربت مِن السّجن في كُوريا ليتم وَضعي بِآخر في ألمانيا،يا لسُخرية القدر،هُنا أدركت مَدى قذارة أفعالي.
تمّ التّعرف عليّ لِأن السّلطات الكُورية قَد أبلغت عَنّي للشّرطة الألمانية وتمَ تَبرئة الرّجل الذي قُمت بِإنتحال شَخصيتهِ وقام بِرفع عليّ قضايا قَام جُونهو بِتخفيفها لِي حَتى وصلت عِشرون عاماً فَقط،للأسف،لم أَعد لِجونغكوك،تَركته في فَوضى،كَان جُونهو يَزورني في السّجن،لَم يَتركني أبداً،ووعدني أنّه سيحمي جُونغكوك مِن أي شَئ ويَمدّ لّه يد العَون دُون أن يَشعر،يرعى مِينجي في كَندا،لقد فَعل الكثير مِن أَجلي
لم أَكُن أَشعر بالحِقد عليهِ أبداً،أنا وجُونهو كَالأشَقّاء،لَم يَتركني أبداً واهتم بِأطفالي،كُنت عازِماً على أن أرد لَه كُلّ شَئ عِندما أخرج مِن السّجن،قَضيت خَمسة عَشر عاماً،وفَجأة،انقطعت الأَخبار عَنه بِالكامِل،ظَننت أنّه انشغل مَع طَفلتهِ الوَحيدة في كُوريا وتَوّقف عن الإكتراث لصديقهِ السّجين في دولة بَعيدة،لم أَكُن أعلم أنّه مَات حَتى،أكملت أربعة سَنوات وتمّ الإفراج عَنّي قبل المَوعد،لم يَكُن مَعي شئ سِوى مِفتاح مَنزِل جُونهو.
بقيت هُناك،لِثلاثة أعوام،كَالمُشرّد،حَتى عَملت في مَكتب صَحافة كُوري هُناك،أُحاول تَرميم حَياتي البَائِسة،لا أمتلك مَال لِأعود لِكوريا،لا أمتلك شَئ،بالكَاد استطعت تَحمّل تكلفة الطّعام وضرائب المَعيشة هُناك،حَتى تولّيت مَنصباً جَيّداً لِذكائي المُعتاد،وأصبحت أتقاضى مُرتّباً لا بَأس بِه،حَتى هذا العَام،تَابعت التّلفاز في مَكان عَملي،لقد كَانوا يَعرضون قضيّتي،قَضيّتي أنا وصَديقي،وَكانت الشّاهِدة كِيم هِيلين،والمُحقق المَسئول عَن القَضيّة كَان ابني!
قالها بيَنما يَضحك بِعدم تَصديق وعينيهِ مُمتلِئة بالدّموع ثُمّ استكمل بِإنفعال:قُلت بِصوتٍ صاخِب بِلهجة كُورية بِلهاء؛إنّهم ابنائي!
هَذا ابني،وهذهِ ابنة جُونهو أخي!
ومِينجي تُساند جُونغكوك!
كُنت كَالمَجنون،كَانت هذهِ المُحاكمة الأَخيرة والتي تمّ اعدام ووشيك بِها،لم أَكُن أصدّق أن المُحقق اللعين الذي دمّر حياتي قَد أُعدم،وابني هو الذي حّقق في القضيّة وانتقم لِي،ومِينجي وجُونغكوك مَعاً،حياتي قد عادت لِي أَخيراً.
كَانت هذهِ مُكافئتي حَقّاً،وَصدمة حَياتي عِندما استوعبت وجُودكِ مَع ابني،لم أَفهم لِمَ أنتِ هُنا،كُنت مَصدوماً أن جُونهو مَات،تحطّم قَلبي للغاية،لكِن كُلّ شئ أصبح هيّناً عليّ لِأنني وَجدتُكِ قُرب ابني،ويُونغي مَع مِينجي،كُنت أَعيش كُلّ هذهِ السّنوات أتسائَل عن أحوالكم،سَعادتي لم استطع وَصفها.
اقترب جِيهون والتَقط يَد هِيلين التي كَانت تَبكي بِصمت ولامسها بِلطف مُنوّهاً:رأيت بِكِ جُونهو،حَنانهِ ووفائِهِ،ورأيت بِجونغكوك نَفسي،قُلت دَاخلياً؛نَحن لَم نمت جُونهو،تَركنا لِأنفسنا إرث ثَمين،تَركنا ابناء فَعلوا المُستحيل لِيأخذوا بالّثأر لَنا.
لَم أتخلّىٰ عنكِ،لَم أتخلى عن مِينجي أو جُونغكوك،لقد كُنت سَجيناً لِأخطائي البَشعة
المَكتب قَد علم بِقصّتي،وَقاموا بِتجميع أموال طائِلة لِي،كَي أعود لَكم،وقابلتُكِ في المَطار،لِأول مرّة،لقد كَانت مُصادفة حَقّاً،رُغم هذا كَان قدر بِالنّسبة لِي،لكِن لم أجد مَجال لِنتحدّث وكنتِ في فَوضى عارِمة وسَط شِجاركِ مَع فَتيات يتغزلنّ بِجونغكوك وعادات ثمالتكِ السّيئة،لقد كُنت أجمّع عنكم مَعلومات مِن أصدقاء المَكتب الصّحفيين الذين كَانوا يَذهبون إلى كُوريا والجَميع كَان يَتحدّث عنكِ أنتِ وجُونغكوك،وتَركت لَكما الصّور في المَنزل في ألمانيا لِتعثرا عليّ.
صَمت جِيهون يَتفحّص وجه هِيلين ويُونغي الشّارِد،الشّاحِب،مِن كَثرة المَعلومات التي طَغت عليهما،رَفع جِيهون رَأسهِ ونَظر بِإتّجاه مَدخل المَقهى لِيجده يَقف يُراقِبهم بِحدّة،تحدّث بِصعوبة بينما يُحدّق بِإبنهِ:جُونغكوك!
______________________
انتهى البَارت،أَخيراً كِل شئ صار واضح وعرفنا القِصة مِن وجه نَظر جِيهون
١/تتوقّعوا وش ردة فِعل جُونغكوك على هِيلين ويُونغي؟
٢/جُونغكوك بيسمع لِجيهون مرّة ثانية؟
٣/تتوقّعوا،يمديهم يثقون بِجيهون ويصدّقون سالفته؟
٤/توقَعاتكم للبارت الجَاي؟
أشوفكم البَارت الجَاي،كُونوا بِخير لِحينها🤍.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top