سَاعة
على مَلامحها الفَراغ،تُحدّق في المُضيفة طَويلاً ثُمّ علّقت بنبرة مَصدومة:لكِن...لديّ اجتماع هَام للغاية صَباح اليَوم،كَيف سَأذهب؟
صَعدت دَرجة لِتصل للحاسوب الذي أمامها تَقرأ الرّحلات المُتوجّهة لِألمانيا السّاعات القادِمة ثُمّ نوّهت بِخيبة:سَيّدتي للأسف أول رِحلة مُتوجّهة إلى ألمانيا مِن سول لـ برلين بَعد يَومين.
هِيلين:بَعد مَاذا!
شَاهَدت صَفّ الرّكاب الذين يَنتظرون دَورهم خلفها لتتحرَك سَريعاً مِن الصّف وَجلست على أحد الكَراسي بِفراغ،اهتزّ هاتفها مُعلناً قُدوم رِسالة مِن مُساعدتها؛سَيّدة كِيم أنا في المَطار لِإنتظاركِ،لَقد وصَلت طائِرتكِ لكِنّكِ لَم تَخرجي بَعد،هَل أنتِ بِخير؟
هِيلين:أعتذر مِنكِ سُونغمين رَئِيستكِ بالعَمل،فَتاة غَبية لَقيطة،عاهِرة،وضَريرة بالكَامِل لَم تَقرأ توقيت الطّائِرة جَيّداً وهي لازالت في سُول عَزيزتي،سيتوجّب عليكِ حُضور الإجتماع بِمفردكِ!
رَكلت الأَرض وتَصنّعت تَعابير بَاكِية تُخبّئ وجهها خَجِلة مِن تصرّفها غير المَسؤول،أدمعت عيناها قَليلاً لَكِن مَسحتهما سَريعاً ووقفت تَأخذ نَفساً عَميقاً ثُمّ جَهّزت كَلماتها لِتُرسل رِسالة صَوتية لِسونغمين قائِلة:اسَمعي سُونغمين،وأنا في طَريقي للمَطار تَعطّلت سَيّارتي وأقلعت الطّائِرة،لم أتمكّن مِن اللّحاق بِها،هَل يُمكنكِ أن تصليني للرّئيس كَي أتحدّث مَعه وأعتذر مِنه رَسمياً على تأَخيري؟
أنهت الرّسالة الصّوتية وَجلست مَرّة أُخرى تُحدّث نَفسها بِشُرود:بالطّبع لن أبقى اليَومين في المَطار يَجب عليّ العَودة،يا إلهي جُونغكوك حَذّرني مِن العودة وَحدي في سَيّارة أُجرة سَيقتلني!
خَرجت مِن البَوابة ورَفعت هَاتفها تُحدّق بِإسمهِ طويلاً،مُترددة في مُحادثتهِ،السّاعة ثانية والنّصف بعد مُنتصف الليل وهي تَقف تُحدّق نَحو اللا شَئ.
دَخلت البَوابة مُجدداً وقالت بِحزم:سَأنتظر صَباحاً حَتى أتمكّن مِن مُحادثتهِ،رُبما أُحادثهُ وهو ذاهب لِعملهِ أفضل مِن قَيادتهِ ليلاً وبِسرعة جُنونية للّحاق بي،هو مُختل ولن يُراعي حَتى أنّه كَان أعمى ويجب أن يكون حَريصاً على بَصرهِ ونفسهِ،السّاعة الثامنة سَأُحادثهُ،على الأَقل سَينال قِسطاً مِن الرّاحة لقد قَضى اليومين المَاضيين مُستيقظاً.
قَررت الجُلوس في مَقهى لِشُرب القَهوة وتَناول بَعض المَخبوزات والتّصفح قليلاً على هَاتفها،أَخرجت حَاسوبها تُراجع الحِسابات المَصرفية وتستكمل عَملها الذي كَان مِن المُفترض عليها انهائِهِ قبل السّفر،إنخَرطت في أمور المَشفى والفُندق واستَغرق الأَمر مِنها ثَلاث سَاعات،نَظرت لِساعة يدها وتنهَدت طويلاً عِندما وجدتها الخَامِسة والنّصف.
مَدّدت جَسدها وتثاءبت وبعدها وقفت تُغلق الحَاسوب ووضَعته في حَقيبتها،جَرّتها خَلفها تَسير في المَطار تتفحّص المَتاجِر التَرفة والفَخمة،لم تَمنع نَفسها مِن شراء قِطع ثياب جَميلة للغاية لِنفسها ثُمّ وقفت أمام فُستان كُحليّ اللون،مُطرّز ببعض القِطع البِلّورية الباهِظة،حَمّالاتهِ رفيعة مِن الحَرير،ظهرهِ يَمتلك الحِبال التي تُسحب ليضيق على الخَصر ويُعطي مَنظراً جَميلاً.
تَأمّلتهِ بِحُزن وهي تُفكّر لِتُردف بِخيبة:أَتمنّىٰ إن كُنت أستطيع إرتدائِهِ في زِفاف مِينجي ويُونغي.
ضيّقت عَينيها وكَررت جُملتها دُون أن تَفهمها فِعلياً:أَتمنّىٰ إن كُنت أستطيع إرتدائِهِ في زِفاف مِينجي ويُونغي....؟
توسّعت حِدقتيها بِعدم تصديق وعلّقت تضع يديها على رأسها بِصدمة:أنا أستطيع إرتدائِهِ في زِفاف مِينجي ويُونغي!
لقد فَاتتني الطّائِرة ويُعتبر الزَفاف اليَوم!
يُمكنني الذّهاب حَقاً!
أطلقت ضحكات صاخِبة بصدمة جَعلت كُلّ من حَولها يَرمقها بتعجَب،أخذت الفُستان ورَكضت بهِ حيث غُرفة التّبديل وكَان مِقاسهِ يُناسبها تَماماً،خَرجت بِسعادة وتوجّهت لِدفع ثمنهِ وبعدها قامت بِشراء حِذاء جَميل يَليق بِهِ،بالطّبع سَتُفاجِئ مُينجي ويُونغي وفَقط ستُخبر جُونغكوك بِعودتها.
قَبل أن تَجلس قَد لَمحت حَانة صَغيرة على يَمينها قَد سَاورها الفُضول نَاحيتها،هي بالتّأكيد لَن تَثمل،لقد وَعدت جُونغكوك ألا تَثمل في ألمانيا،أو في أي مَكان هو لَيس مُتواجِد حَولها بِهِ،نِسيانها المُخيف الذي يُهاجِمها فَور ما تَثمل هذا خطرٌ عليها وهي بالخَارج وَحدها.
دَخلت الحَانة وتفَحصت الجَالسين أمام السّاقي يَشربون كَأسهم أثناء انتظَارهم لِطائِرتهم ثُمّ أخذت مَكان قُربهم،خَطى السّاقي خُطوات نَحوها وابتسم بِلطف يَسألها:مَاذا يَجب أن أُقدم لكِ سَيّدتي؟
هِيلين:فَقط عَصير طَبيعي مِن فَضلك،فَقط.
انحنى لَها ثُمّ رَحل عَن بَصرها،كَالعادة قَد جَلست تتفحّص هاتفها والتَقطت أذنها هَمس فَتاتين قُربها حَتى قالت احداهما:نَعم هِي!
تِلك الفَتاة مِن المَحكمة!
تَبدو أَجمل عن قُرب!
أُنظري لِبشرتها وثيابها العَصرية الباهِظة!
ابتَسمت هِيلين بِجانبية وتصنّعت عدم السّمع لكِن عقدت حَاجبيها عِندما سَمعت الفَتاة الأُخرى تُرد:لَيست جَميلة على الإطلاق،لا أَعلم لِمَ ذلِك المُحقق واقِع بِحبها،تَبّاً إنّه وسَيم للغاية ومُثير،أراهن على مَاذا إنّه جَيّد في السّرير؟
رَفعت هِيلين رأسها بِشكل تِلقائي لِيصمتا سَريعاً عِندما اعتقدا أنّها قد سَمعت ما دَار للتو لكنّها فَقط أرادت شُرب العَصير الذي وضِع أمامها،ارتشفت القَليل مِنه وعادت تَفحّص هاتفها،زفرا هَواءهما بِراحة حَتى استكمَلت الفَتاة التي تَحدّثت بِالبِداية:بالطّبع هو جَيّد بالسّرير،هي مَحظوظة للغاية،قِيل أنّ والدهُ قِتل على يد والدها،لكِن رُغم هذا لم يُصدق شئ ودعمها وتزوّج مِنها وفي النّهاية،هو مَن اثبت براءة والدها،كَم هذا بُطولي!
شخرت الأُخرى بِسخرية وقالت تُشير بِرأسها على يد هِيلين:انظري لِيدها،لا ترتدي خَاتَم الزّفاف،رُبما انفصلا،إن كان هذا صحيحاً فَـ سأتربّص له وأذهب لِكل الأماكِن التي يرتادهِا وأقوم بإغواءهِ لِيصبح لِي أنا،عَوضاً عن هذهِ الغبية التي تَركتهُ،مُحقق فِيدرالي،قويّ،وَسيم،جَذّاب،يمتلك جَسد مِثل أجساد الآله الإغريقيين،تَبّاً.
رَفعت هِيلين رأسها ببطئ ورَمَقت الإثنتان طَويلاً وابتسمت ابتسامة بَاردة قائِلة:لديهِ عَجز جِنسي،مَاذا سَتأخذين مِن وسامتهِ وإثارتهِ إن كَان لن يُجيد إمتاع عاهِرة مِثلكِ،لا فائِدة همم؟
وقفتا بصدمة ثُمّ تَحرّكتا بَعيداً لِتضحَك هِيلين بقوّة ونوّهت بَين قهقهاتها:اللعنة هَذا مُمتع للغاية!
ضَحك رَجل قُربها ثُمّ قال بإحراج:أنا آسف حَقّاً على هَذا!
هِيلين:هَل سَمعت ما حَدث للتو؟
انفجر ضحكاً حتى قهقهت هِيلين بخجل وخَبّئت وجهها مِنه ثُمّ علّق:أنتِ لم تَمنعي مُغازلة،لقد دَمّرتِ سُمعة زَوجكِ!
هِيلين:أَتمنّىٰ أن يقوموا بِنشر هذا قَريباً كي لا يَتحدّث عَنه أحد بِهذهِ الطّريقة السّافلة،ومنَعاً لِتخيَّلات الإباحية حَوله.
سألها بِعدم تَصديق على وِجهة نَظرها:لكِن رُبما هذا حَقاً سينتشر عَنه،هل سَتكونين بِخير عِندما يُقال عَنه لديه عَجز جِنسي؟
هِيلين:سَأُنفي هذا،بِكلّ سهولة،وحتى وإن لم يُصدق أي شخص هَذا،سيكون كَافي بالنّسبة لي إبعاد العاهِرات مِن الوقوع في طريقهِ،وأنا بالفِعل أعرف أنّ زَوجي الوسِيم المُثير جَيَد في السّرير ويتمتع بِقدرات فائقة،أنا لَن أتركهُ أبداً،لِذا لا بأس إن صَدقوا ما قُلته وكَأنّه سَيُضاجِعهم جَميعاً لِيُثبت لَهم العَكس.
قَهقها بقوّة على حَديثها لِتستدير هِيلين تتفحّص الفتاتين اللتين تتحدَثان بعيداً وتتهامسان بِشأنها لكِن استدارتا بسرعة عِندما تَقابلت أعينهما مَع هِيلين،التي هَزّت رأسها بتعجَب مَع إطلاق ضحكات هِستيرية.
_________________
استيقَظ على رَنين هاتفه لِيستقيم سَريعاً ظَناً أنه سَيذهب للعمل لكِنه نسى تَماماً أنّ اليوم عُطلتهِ ليتجهّر لِزفاف صديق عمرهِ وشقيقتهِ،نَظر لِشاشة الهَاتِف يَقرأ رقماً مميّزاً لِيُجيب قائِلاً:مَرحباً.
ردّ عليهِ رَجل ذُو صوت ثَخين مُردفاً:سّيد جُيون جُونغكوك مَعك الشّرطي تَشوي هَا جُون،مِن شُرطة إنتشُون.
جُونغكوك:ما الأَمر؟
جُونغكوك كَان بالكَاد يسمع مِن الضّجة التي حَول الشَرطي حَتى علّق الآخر:بِحوزتنا زَوجتك كيِم هِيلين.
جُونغكوك:مَاذا قُلت!
كِيم هِيلين!
بِحق الجَحيم لِمَ هل هِي بِخير!
هَا جُون:مُحقق جُيون بالطّبع هِي بِخير فـ هي المُعتدية،لقد أعتدت على فتاتين بالضّرب في حَانة مُتواجِدة في مَطار إنتشون،تمّ مصادرة مُمتلكاتها في المَطار لِذا يَجب عليك المَجيئ لِنتّخذ الإجراءات اللازمة فيما حَدث.
بالكاد يَستوعب أي شَئ يَجري حَولهُ لِيرتدي ثَيابهِ سَريعاً بعدم تَصديق والخَوف والتّوتر غالبين على أمرهِ،نَزل إلى الأَسفل وكَالمَجنون كَان يَبحث عن مِفتاح سَيّارتهِ ورَكض للخَارج،قَاد بِسُرعة فَائِقة للمَطار ولم يستغرق سِوى أربعين دَقيقة للوصول رُغم أن المَسافة بَين سُول وإنتشون سَاعة تَقريباً.
توقّف بِسيّارتهِ وخَرج مِنها مُسرعاً للمَركز يبحث عَنها بَعينيهِ،وجَدها تَجلس مُقَيّدة بِالأصفاد خَلف ظَهرها مُنكّسة الرّاس حَتى علّق بِرجفة يُناديها:هِيلين!
رَفعت رأسها على الفَور وابتسمت بِأعين دامِعة بعدما وَقفت هَامِسة:َسّيد جُيون!
اقترب نَحو الشّرطي الذي تجلس على مَكتبهُ وعلّق بِنبرة آمرة:انزَع عَنها الأصفاد.
وَقف الآخر ونوّه بنبرة هادِئة:مُحقق جُيون هَذا غَير قَانوني هِي هُنا مُتّهمة ولَيست زَوجتك.
جُونغكوك:قُلت انزع عَنها الأَصفاد،الآن،أنا لَن أُكرر حديثي مُجدداً.
تنهّد الآخر بِإنزعاج واقترب مِن هِيلين التي كَانت بِالفِعل تَشعر بالإختناق ورَغبة عارِمة بالبُكاء بسبب الأصفاد التي تُقيّدها لكِنها تَكره أن تَبكي أمام أَحدهم،نَظرت نَحو يَديها لكِنّها تَناسَت كُلّ شئ عِندما اقتَرب جُونغكوك مِنها وأخذها بَين أحضانهِ بِقوّة.
كَاد يَعتصر جَسدها مِن الخوف والقلق وتفحّصها جَيَداً يَسأل:صَغيرتي هل أَنتِ بِخير!
هَل هُناك شَئ يُؤلمكِ!
مَاذا حَدث أَخبريني!
نَكّست رَأسها وتَحاشت النّظر نَحوهِ ثُمّ رَمق الفتاتين اللتين تتحدّثان بإندفاع بعيداً في الهَاتف وتفحّص شَعرهما المُبعثر ومُستحضرات التّجميل غير مُرتبة وعلى وجهيهما المِحمرّ والمُنتفخ،نَظر لِهيلين بِأعين مُتّسعة وسَأل يُشير لَهما:هَل أَنتِ مَن فَعل هَذا!
كَانت تُنظر لِكُلّ شئ عدى عَينيهِ،تَنهّد وسحبها للجُلوس أمام الشّرطي الذي زَفر هواءهِ وتَمتم:قُلت أنّها المُعتدية.
فَتح المَلف وَكاد يَنطق إلا بِجونغكوك يُحادثها قائِلاً:مَاذا حَدث؟
بِكلّ صِدق كِيم هِيلين.
رَفعت عَينيها الدّامِعة بِإتّجاههِ ونوّهت وهي تَعبث بِأناملها:فَقط...قالت الفَتاتان شَئ أزعَجني للغاية.
جُونغكوك:حَقّاً؟
هِيلين أنتِ لا تَغضبِ بِسهولة أبداً،بالتّأكيد فَعلتا شئ لِإستفزازكِ.
هِيلين:عِندما كُنت في الحَمام،فَتاة مِنهُنّ قَامت بِتصويري.
جُونغكوك:انتَهت القِضية لِمَ هي هِنا واللعنة؟
هَا جُون:اعتداء مُحقق جُيون.
جُونغكوك:أَليس هَذا المَنطِق؟
بالطّبع يَجب عليها أخذ حَقّها لِمَ ستقوم فَتاة بِتصويرها وتَصمت على هَذا؟
هَا جُون:مُحقّق جُيون،القَانون لا يَسير بِالعُنف،كَان بِإمكانها مُحادَثتك أو مُحادَثة الشّرطة لِيكون لَها حَقّ التّصرف وطَلب التّعويض،السّيدة جُيون قَد أهدرت حَقّها بِالطّريقة التي أخذته بِها.
جُونغكوك:أعذرنا للِحظة.
نَهض وأمسك يدها يَسحبها خَلفهِ ووقفا بَعيداً عن الضَجيج وسَأل بِكلّ هُدوء:انظري نَحوي،أنا لَست غاضِب،أنا فقط لا أَفهم أي شَئ مما يَجري ولست مُقتنِعاً البَتّة بِأن الفَتاة فقط قَامت بِتصويركِ.
هِيلين:أنا أقول الحَقيقة جُونغكوك.
جُونغكوك:لَيست كَاملة هِيلين،مُتأكد أن هُناك شَئ قد أثار غضبكِ أنتِ بَاردة الأعصاب للغاية،أخبريني ما حَدث حتى أستطيع التّحدث بوضوح أمام الشّرطي وإخراجكِ مِن هُنا.
هِيلين:فَقط...
جُونغكوك:مَاذا عَزيزتي؟
أعدكِ لن أغضب.
كَان يَستدرجها ويُعطيها الأَمان بِكلامٍ مَعسول لِتقترب مِنه أَكثر مُتسائِلة:حَقّاً جُونغكوكي~؟
جُونغكوك:جُونغكوكي؟
تَباً نَحن في ورطة،لِنُحادث مُحامي الآن كَي يَنتشلكِ مِن الإعدام هَيا!
سَحبها مَعه للدّاخل لَكِنّها قَالت بِصوتِ عالٍ بِتذمّر:قُلت أنّك عاجِز جِنسيّاً!
هُدوء في المَركز،جَميع الأعين تَوجّهت نَحوهما،استدار جُونغكوك بِصدمة وعلّق بِرجفة:مَـ مَاذا قُلتِ؟
لا أَفهم.
عَضّت على شَفاهها واقتربت مِنه تَقف أمامهِ تَردّ بِحُزن:كَانت الفَتاتان تتغزّلان بِك،مُثير،رائِع،وَسيم،كَرهت هَذا حَقّاً،أردت قَتلهما لكن تَمالَكت أعصابي،ذَهبت إلى الحَمام ووجدتّهما يَتّحدثان دون عِلم أنّني دَاخل مِرحاض عَن مَعرفتهما بِعنوانك وأنّهما يتربّصان لَك في كُلّ مَكان،العَمل،مَنزلي مَنزل مِينجي،جَنّ جُنوني حَقّاً،مَنزلك لم أَكُن أعرف عُنوانه حَتى،لقد كَان عُنوان مَنزلك الجَديد،وَقالت أيضاً أنّها سَتفعل المُستحيل لتتخلّص مِنّي،رَغم هَذا خَرجت مِن المَرحاض وقررت أن أتصرّف بشكل طبيعي لكِنّها قامت بِتصويري في خِلسة،وانزعجت للغاية عِندما سَمعت حديثهما عَنك لِذا قُلت أنّك...
خَجلت مِن قَولها لَه مُجدداً ثُمّ رَفع بصرهِ لِيحدّق بالجَميع الذين استمعوا لحديثهما وبِمجرد رؤيتهم عينيهِ النّاريتين قد فُزِعوا وعاد المَركز للعَمل خَوفاً مِن نَظرات المُحقق المُرعبة،رَمقها ونوّه بِهدوء رُغم أنّ هِيلين ارتعشت مِن هذا الهدوء الغَريب بَعد الذي قالته:إلى السّيارة.
هِيلين:لكِن سَيّد جُيون
جُونغكوك:حَالاً.
تَحرّكت مِن أمامهِ بعدما مَدّ لَها مِفتاح السّيارة وجَلس أمام الشّرطي الذي كَان خائِفاً كِفاية لِيمنع جُونغكوك مِن إخراج هيلين مِن المَركز،قَال الآخر بِهدوء لكِن عَينيهِ حادّتين:أولاً،أوجّه لهما اتّهام التَعدّي لفظاً على زوجتي،التّربص لِي في منزلي ومُراقبتي ومُراقبتها،التّخطيط لِنصب فخَاً لَها،مُضايقتها في مَكانٍ عام،ويُمكننا أيضاً تفريغ كَاميرات الحانة للتَأكّد مِن صَحة ما قالته هِيلين.
شَحب وَجه الفَتاتان حَتى اقتربت احداهما ونوّهت بِرجفة:هَـ هَذهِ ليست حَقيقة
جُونغكوك:حَقّاً؟
أَخبرتني هِيلين أنّها قامَت بتسجيل ما دار بينكم،سيّد تُشوي هل يُمكننا استخدام هَذا كَدليل؟
هَا جُون:نَعم سيّد جُيون.
جُونغكوك:هَذا رائِع،إذاً قُم بمُطالبتهما بِتعويض لكِيم هِيلين،عن الضرر الذي حدث لها،لقد فاتتها طائِرتها،تَمّ التّعدي لفظياً على سُمعتها والتّربص لها ولِزوجها،هِيلين لَن تَرضى بأي مبلغ.
نَظرت الفتاتان لِبعضهما وابتلعتا ريقهما بصعوبة حتى علّقت الأُخرى:نَعتذر حَقاً على كُلَ شئ،لم نضع عواقب أفعالنا في الحُسبان.
هَا جُون:هل سَتُطالب بالتّعويض مُحقق جُيون؟
فكّر جُونغكوك قليلاً ثُمّ وقف مُتنهّداً ونوّه:لا،لِننهي الأَمر هُنا،لقد سئِمت،لديّ يوم طويل لا أُريد أُهدر طاقتي مِن بدايتهِ لذا،نَكتفي بِإقرار عَدم تَعرض لِي أو لِزوجتي وإن حَدث العَكس حَقاً سَأتّخذ كُلّ الإجراءات القانونية بِشكل رسمي،عَدم تَعرّض حرفي،لا كلام فارِغ عبر مُواقع التّواصل الإجتماعي،لا مُلاحقة وتربّص.
هَا جُون:حَسناً مُحقق جُيون،وقّع هُنا وسَينتهي عَملك وعمَل السّيدة جُيون هُنا.
التَقط جُونغكوك القَلم ووقّع على المَكان المُشار إليهِ ثُمّ تحرّك مِن مَكانهِ وقبل أن يتّخطاهما قَد قال بِنبرة منخَفضة يُحاول كتم ضِحكتهِ:هِيلين لم تُسَجّل شئ.
غَادر المَركز وتفَحصها تَجلس داخِل السّيارة وعلى وجهها علامات التّوتر بالفِعل،دلف إلى السّيارة دُون أن يتحدث قاصِداً أن يعبث بِأعصابها بِشكل غير مُباشِر،جَلست بِإعتدال وراقَبت وجههِ المُرتخي ولم تفعل شئ سوى أنّها قالت بتردد:حَقائِبي في المَطـ
جُونغكوك:أرسلت شَخص لِيأخذهم ويذهب بهم للمنزل.
قَطع حَديثها لِتصمت بعد هَذا،هو بالفِعل يمتلِك عدة أسئلة في عَقلهِ لكنّه لم يتحدّث،بعد لَحظات قد نادت اسمهِ بِنبرة حَزينة:سيّد جُيون لم أقصِد أي شئ مما حَدث اليَوم،فَقط...لن تَفهم،لَن تَفعل.
وجَهت بصرها اتّجاه النّافِذة،وَضعت رَأسها على الزّجاج وأَخرجت هَاتفها تفتحهُ لِتُهاجِمها كَمّ رَسائِل كَبير مِن المَشفى،ومِن سُونغمين،مِينجي التي تُشاركها مُخططاتها لليوم،تنهّدت وَضغطت على الرّسالة التي ارسلتها سُونغمين لها مُرفقة بِرقم رَئِيس الشّركة.
انتظرت اتّصالهِ حَتى علّقت سَريعاً وبِنبرة مُتّزنة:أَعتذر حَقّاً على عَدم مَجيئي اليَوم،الطّائِرة القَادِمة بعد يومَين،سَأَفعل مَا بِوسعي لأَكون بِها.
رَاقب مَلامِحها المُتوترّة حَتى صمتت لِلَحظة وعلّقت:شُكراً حَقّاً على تَفهّمك،وأعتذر مُجدداً.
أنهت المُكالمة وزَفرت هواءها بِقوّة تسَند رأسها على يديها بِتعب ولَم يَتحدّثا نِهائِياً طَوال الطّريق،وَصلا حَيث مِنزلها وترجّلت هِيلين وَلم تَلتفت حَتى لِتُلقي نَظرة عليهِ،لقد غَادرت بِهدوء،وَصلت لِشُرفة المَنزل لِتسمع صَوتهِ يُناديها،استدارت وكَتفت ذِراعها تَرمقهُ ثُمّ نوّه:أين كُنتِ كُلّ هَذا الوَقت؟
هِيلين:مَاذا تَقصد؟
جُونغكوك:طَائِرتُكِ الثّانية بعد مُنتصف الليل،والآن السّاعة الحادية عَشر صَباحاً،أين كُنتِ؟
مَتى حَدث الشّجار؟
هِيلين:السابعة تَقريباً،السّابعة والنّصف.
جُونغكوك:لِمَ لستِ بِألمانيا الآن واللعنة؟
أَخرجت التّذكرة مِن جَيبها وسَلّمتها لَه حَتى التَقطها وتَفحّصها جَيدّاً ثُمّ وقعت عَينيهِ على التّوقيت ونوّه:هِيلين الثّانية بَعد الظَهيرة ليست الثّانية بَعد نِصف الليل.
هِيلين:بالظَبط.
جُونغكوك:سُحقاً.
لَم تنبس ببنت شَفة واستدارت للدّخول لكِنّه أوقفها سَريعاً ونوّه:كَان بِإمكاني العَودة لك لِمَ لم تُحادثيني وَقتها؟
هِيلين:حَدث مَا حَدث.
جُونغكوك:إذاً أنتِ الغَاضِبة الآن؟
هِيلين:هَل أبدو لك غاضِبة سَيّد جُيون؟
جُونغكوك:مِن اثنَان بَعد مُنتصف الليل حَتى الآن،الحَادية عَشر،مَاذا كُنت تَفعلين لِمَ استَغرقتِ كُلّ هذا الوَقت لِمُحادثتي؟
لَم أَكُن لَأسمح لَهم بِوضع أصفاد بِيدكِ.
هِيلين:أنا بِخير،شُكراً لَك علىٰ اليَوم.
فَتحت البَاب لكِنّه أَمسك يَدها ووَقف أَمامها،مَسح على وَجنتها ثِمّ تنهّد بِإنزعاج مُردفاً:عَجز جِنسي هِيلين؟
حَقّاً؟
هِيلين:لَم أَكُن أُفكّر بِشكل صحيح،كُنت غاضِبة،واللعنة كُنت جَالسة في شُئوني ولَم يتوقّفا عن الحَديث بِشَأنك،كَم أنّك رائِع،وسِيم مُثير،جَيد في السّرير،بِحَق الجَحيم كَيف تَعرف!
يا إلهي كَان عليّ أن أَكسر رَقبتها الطّويلة تِلك الزّرافة الطويلة اللّقيطة!
إن توجّب عليّ القَول أنّك لا تَمتلك قَضيباً سَأقول هَذا كَي تَمحيك مِن عَقلها القَذر!
فَقط كَان يُراقبها وهي تَهدئ تَدريجياً ثُمّ أنَفجر ضَاحِكاً جَعلها تَنزعج حَقّاً وعلّقت:أَنت حَقّاً لَعين،إن كُنت في مَوقفي لَكنت أفرغت مُسدسّك بِرأس أي شَخص تحدّث عَني بِطريقة جَنسية.
جُونغكوك:نَعم هَذا صَحيح.
زَفرت هواءها بِقلة حِيلة ثُمّ استكملت:لقد تَركتُك قليلاً لِتَنم،لقد كُنت أرتَجف خَوفاً في عَودتك إلى المَنزل لِأنني أَعلم كَم كُنت مُرهقاً بالأَمس،لَم تَذهب إلى فِراشك لِأيام ولم تَعد للمَنزل وبَقيت في مَكتبك،لَم أَرغب في أن أجعلك تَعود للمَطار مُجدداً لِأَجلي،لذا كُنت سَأنتظرك في المَطار،حتى تَرتاح قَليلاً وقبل أن تذهب للعمل كُنت سَأُحادِثك،لكِن هاتان العَاهِرتان يا إلهي،قَضيت السّاعات المُتبقيّة في المَركز حَتى طَلبت مِن الشّرطي أن يُحادثك.
جُونغكوك:غَبيّة،أَنتِ حَقّاً غَبية،أنا اليَوم عُطلة،يُونغي هِيونغ أعطى المَكتب بِأكملهُ عُطلة للتجّهيز للزفاف.
اقتَرب وعَانقها بِقوّة،تنهّدت بِراحة وحَاوطت خَصرهِ تَضع رأسها على صَدرهِ،قّبّل جَبينها وابتَعد يُكوّب وجهها مِردفاً:سَعيد أن غَباءكِ قَد جَعلكِ مُتواجِدة في زِفاف مِينجي ويُونغي.
هِيلين:أنا أيضاً،لَقد اشتريت الكَثير مِن الأشياء الرّائِعة كُنت أَتمنّىٰ أَن تَكون مِينجي هُنا لِأُريها!
لا تُخبرهما،سَتَكون مُفاجَئَة.
جُونغكوك:حَسناً،اصعدي للنّوم قَليلاً،ولا تَستغرقي وَقت طَويل،سَآتي لِأخذكِ.
هِيلين:هَذا مِثالي،شُكراً لَك،لكِن أَتمنّىٰ أن تَأتي الحَقائِب قَبل وقت الزّفاف.
ابتسم بِشَكل غامِض حَتى قَهقهت بِإستفهام وعلّقت:تِلك الإبتسامة الشّقية خَلفها شَئ لَعين صَحيح؟
جُونغكوك:اصمتِ قليلاً وكُفِّ عَن حَشر أَنفكِ الجَميل في حَياتي.
استَدار للرّحيل وكَاد يَفتح البَاب إلا بَها تُردف سَريعاً:جُونغكوك!
جُونغكوك:تِسعة وسَتون لَعينة،مَاذا؟
رَسمت على ثَغرها ذَات الإبتسامة المَريبة حَتى ضَحك دُون وَعي وصَرّح:مَاذا الآن!
هِيلين:عِندما كُنت في ألمانيا،عَقلي كَان مُنشَغِلاً في الإجتماع،بِك والمَسافات التي كَانت بَيننا كَانت فُرصة رائِعة للتفكير.
جُونغكوك:ألمانيا تَمتلك سِجناً في إنتشُون؟
قَهقة على سُخريتها على حالها وقالت بَينما تَقترب أكثر وأَكثر:لقد مَنحتني وَقت كَافياً وأخذت وَقتي هُناك لِأفكّر في عَرضك سَيّد جُيون،ولديّ إجابتي.
ارتَخت مَلامِحه عِندما أدرك تَلميحاتها واعتدل في وَقفتهِ حتى وَقفت أمامهِ ونوّهت بِإبتسامة جَميلة:أَقبل الزّواج بِك،حَقّاً هَذهِ المَرّة،أَنا أُحبّك كَثيراً،عِندما كُنت في المَطار وأراك تَذهب بَعيداً،أردت تَرك كُلّ شَئ خَلفي واللّحاق بِك،اجتاحتني رَغبة في البَكاء وأنا أُشاهِدك تَرحل ونحن للتّو افترقنا لكِن أشعر أنني سَأفتقدك للغاية،أنا حَقّاً أُحبّك سَيّد جُيون،وفِكرة ابتعادي عَنك فَقط لِساعات أرهَقتني كَثيراً،كَان هَذا مُؤشِراً،إن ذَهبت لِألمانيا،سَأذهب بِرفقتك.
راقَبت تَعابير وجههِ المَصدومة حَتى نَوّهت سَريعاً:يَا إلهي قُل شَيئاً أنا أُريد الإختفاء.
جَسدهِ بالَكامل كَان مُصاب بالشَلل،ابتلَع ريقهِ واستند على سَيّارتهِ في حِين هِي قَد صرّحت وهي تَنفي بِرأسها:حَسناً ودَاعاً أراك لاحِقاً.
كَادت تَركض لِمَنزلها لكِنّه التَقط يَدها سَريعاً ونوّه:بِحق الجَحيم إلى أَين ذَاهِبة!
بِهذهِ السّهولة!
مُستحيل!
هِيلين:تَبّاً هَذا مُحرِج للغاية!
كوّب وجهها يقَطع حَديثها يَأخذ شفَتيها بِقوّة بَين خَاصتهِ،استَكن جَسدها وتَمسّكت بقَميصهِ بَعدما جَذبها نَاحيتهِ،ابتعد سَانِداً جَبينهِ على جبينها وهَمس بِلهاث:هذهِ المَرّة لا تَراجُع هِيلين،مَهما فَعلتِ،لَن تَهربي مِنّي إلى أي مَكان،لا تَنفصلي عَنّي أبداً وَلن أسمح لكِ بِهذا.
هِيلين:أَرجوك لا تَفعل.
حَاوطت عُنقهِ وطَبَعت قُبلة طَويلة على وجنتهِ واحتضنتهُ بشدّة،أراح رأسهِ على كَتفها ولفّ ذِراعيهِ على خَصرها يستنشِق رائِحتها الجَميلة والقَريبة مِنه،قَال بِشكل عَشوائي وسَريع:تَعالي مَعي.
ابتعدت وحدّقت بِهِ مُتسائِلة:إلىٰ أين؟
فَتح لَها بَاب السّيارة ثُمّ دَخلت بِإستفهام وترَجّل خَلفها،تَحرَّك لِوجهة تَجهلها هِيلين لكِنّها تَثِق بِهِ،كَان يَساورها التّوتر،الحَماس،أحدَاث اليَوم كَانت كَثيرة للغاية،مِن المُفترض أنّها الآن في ألمانيا،تَحضر اجتماعها،جُونغكوك ويُونغي ومِينجي يَستعدّان للزّفاف الذي لَن تحضرهُ.
خَمسة عَشر دَقيقة ووصلا لمَنزِل كَبير توقّف أمامهِ جُونغكوك،خَرجا مَعاً حَتى تَأملتهُ هِيلين وهَمست لِنفسها:هَذا هُو.
جُونغكوك:مَا رأيكِ؟
هِيلين:جَميل،كَبير للغَاية.
جُونغكوك:نَعم،الأَكبر والأَكثر هُدوءاً في الحَي.
هِيلين:إذاً تِلك السّاقِطة كَانت تَعرف مَكان مَنزلك الجديد وأنا لا أَفعل!
جُونغكوك:مَنزلِنا الجَديد.
صمتت قَليلاً تَستوعب الأَمر حَتى سَحبها خَلفهِ للدّخول،شَهقت لِجمالهِ مِن الدّاخل وعلّقت:إنّه مُريح للأعصاب للغاية،هذا المَنزِل لقد انتقَلت لَه مُؤخراً؟
جُونغكوك:مُنذ أن استعدت بَصري،وكَان أمري مَعكِ مَحسوم حَقّاً،سَأتزوّجكِ،لَم أرغب بالعَودة لِمنزلي القَديم،مَنزلكِ المَليئ بِذكريات شريككِ المَيت،أردت مَنزل نَظيف،جَديد،خالي مِن كُلّ الذّكريات ويَترك لَنا المَساحة لِصنع ذَكرياتنا الخَاصّة،ذِكريات حَياتنا،التي سَنتشاركها للأبد.
عَضّت على شَفتيها تَمنعها مِن الإنشقاق مِن شِدة الإبتسَام وتَفحّصتهُ مُجدداً،تَشابكا الأيدي وَسارا مَعاً حَول المَكان الجَديد على هِيلين،لكِن جُونغكوك قَد انتقَل إليهِ مُنذ شَهر تَقريباً،صَعدا إلى الأَعلى حَيث غُرفة النّوم،المَكتب،وعِدة غُرف لِلضّيوف،وبالأَحرى هُم يُونغي ومِينجي،غُرف إضافية.
توقّفت هِيلين عِند أحدهم ونوّهت بـ تَهديد:سَتلقي مَصيرك في هذهِ الغُرفة إن فَكّرت بِإزعاجي بِشأن أي شَئ.
جُونغكوك:لَن يَحدث،لَن أُزعِجكِ أبداً.
ابتسمت بِجانبية ورددّت تُربّت على رأسهِ:فَتى جَيّد.
التَفتت لِتستكمل جَولتها لَكِنّه لَفّت يدهِ حول خَصرها يُعيدها لِمكانها أمامهِ وهَمس قُرب أذنها وهي تَشعر بِتفاصيل جَسدهِ ضِدّ ظَهرها:مَاذا إن إزعَجتني أنتِ هِيلين؟
تَعلمين مَاذا سَأَفعل؟
هِيلين:شُكراً لا أُريد أن أَعرف.
جُونغكوك:لَن تَذهبي إلى أي غُرفة إضافية،بَل سّتبقين حَبيسة غُرفتنا،لَن تَخرجي مِنها حَتى أرضى.
هِيلين:أَشكرك مُجدداً لن يَحدث.
جَذبته مِن يدهِ التي تُقيد خَصرها تَسير أمامهِ كَي لا يَرى تَعابير وجهها المُتوهّجة ثُم وصلا حَيث غُرفة النّوم،فَتحها جُونغكوك أولاً وابتسم مُنتظراً ردّة فعلها عليها،دَخلا مَعها حَتى شَهقت هِيلين عِندما وَجدت حَقائِبها ومُمتلكاتها التي تَمّ التّحفظ عليها في المَطار في غُرفة جُونغكوك،َقهقهت بِعدم تَصديق وصَاحت:كَيف!
جُونغكوك:قُلت أنني أمرت بِنقلها لِمنزلكِ،هَذا هو مَنزلكِ.
كَانت تطلق قهقهات سَعيدة واقتربت تُعانقهِ بِقوّة وقبّلت وجنتهِ ثُمّ وقعت عَينيها على الحَائِط،الذي عليهِ صور عديدة لَهما،وقفا أمامهم يُحدّقان بالصّور التي تُظهر السّعادة الغامِرة على مَلامحهما قُرب بَعضهما،ابتسم بِهدوء ينتظر مِنها أن تَفهم تِلقائِياً،فقط يَنقصهم صُورة واحِدة.
نَظرت نَحوهِ سَريعاً وتوسّعت ابتسامتها بَعدما فَهِمت مَقصدهِ ثُمّ أومأت بِقوّة،تحرّكا مِن أمام الصّور حَتى جَلس جُونغكوك على طرف السّرير والتقط يد هِيلين يمسح عليها بِلطف ونَبس:في كُلّ مرّة قد عَرضت عليكِ الزّواج بِها كَانت تَحدُث كَارِثة،كَان تَوقيتي خاطِئ للغاية،رُبما لَم يكُن فقط توقِيت،بشكل كَانت فُرص،لِأصحح كُلّ شئ،وأطلب الزّواج مِنكِ في وقتٍ مِناسب حَقاً هذهِ المَرّة.
سَحبها لِتسقط على فَخذيهِ حَتى جَلست بعدما فرّقت ساقيها وقَالت:وفي كُلّ مرّة سَأَقبل بِك،أنا لَن أُحب غَيرك حَقاً،كُلّ شئ حولي كَان يتغيّر عدا حُبّي لَك.
ابتَسمت ومَسحت على وجههِ تتأمّلهِ طويلاً،تسرّح شَعرهِ بِأناملها وهي تَشعر بيدهِ تسير على فَخديها ثُمّ علّق:أُحبّكِ كَثيراً.
هِيلين:أَعلم.
دُون مُقدّمات قَد بادَرت بِتقبيلهِ وكَانت جَذّابة لِلغاية في وجهة نَظرهِ عِندما وقفت على رُكبتيها لِيتسنّىٰ لها احتوائِهِ أَكثر،تأخذ شفاههِ العُلوية وهو يَأخذ خاصتها السَفلية ويديهِ لا تتوقّف عَن العَبث بسائِر جَسدها،يَرفع عَنها قَميصها الصّيفي الخَفيف،كَان لا يَفعل شئ هي مَن كَانت تُقبّله بِكّل شغف وجراءة.
ابتعدت أخيراً راستقرت على فخذيهِ لِيُردف بينما يتنفّس بسرعة:أنتِ حَقاً لا تَمتلكين أي فَكرة عَن نَتيجة عَبثكِ أيَتها الشقية،لدينا يوم طويل وأنتِ تُخططين إهدار طاقَتنا في بدايتهِ همم؟
هِيلين:هَل تَظُن أن هذا إهدار طَاقة؟
جُونغكوك:بالطّبع لا قِطتي هذا عَبث،يُمكنني أن أُريكِ ما هو إهدار الطّاقة حَقَاً.
ابتسمت ابتسامة بَريئة يعلم جُونغكوك أنّ خلفها خُبث هو يَعشقهُ،اقتربت قَليلاً واسقطت شفاهها على فكَهِ تُقبلّه ببطئ مُثير،نزلت تُقبل عُنقهِ لكِن شَعر بهاتفهِ يَهزّ داخل جَيبهِ وعلّق سَريعاً:إنّه يُونغي هِيونغ.
ابتعدت ونَظرت بَأعين فُضولية حَتى قال جُونغكوك بَعدما أجاب على الأَكبر:صَباح الخَير!
جَاهِز!
يُونغي:لَيس حَقّاً،مِينجي مُتوتّرة حَقّاً ونَقلت تّوترها إليّ.
جُونغكوك:لِماذا؟
هَل هُناك شَئ يَنقصها؟
يُونغي:لا،كُلّ شَئ مِثالي،يَجب عليك المَجيئ بَاكِراً،هِيلين لَيست مَوجودة وسَتفقد عَقلها حَرفياً.
تَبادلا التّحديق حَتى قَال جُونغكوك دُون تَفكير:لديّ شَئ أُريد إخبارك بِهِ.
نَفت بِقوّة ثُمّ اقتربت وعَضّت عُنقهِ بِشّدة حَتى تأوّه وعلّق سَريعاً بِزمجرة:سُحقاً هِيلين!
يُونغي:مَاذا قُلت؟
هِيلين؟
جُونغكوك هل أَنت مُثار؟
وَضعت يَدها على ثَغرهِ ونَفت تُحذّرهُ بَعينيها حَتى أنزل كَفّها وقَال:نَـ نَعم.
يُونغي:اللعنة عَليك،اغرب عَن وَجهي!
جُونغكوك:اسمعني!
سَآتي قَريباً،لَن أتأخّر!
يُونغي:لا تَأتي،تَأوّه بِأسمَها بَعيداً،لديَنا يوم مُهم للغاية.
جُونغكوك:ودَاعاً هِيونغ،حَصلت عليها أيّها الشّقي.
يُونغي:أَيها الـ ماذا؟
أنَهى جُونغكوك المَكالمة سَريعاً ورَمق هِيلين ثُمّ حَملها سَريعاً ووضعها على السّرير مُردفاً:أيّتها المُتمرّدة اللعينة كَيف فَعلتِ هذا وأنا أتحدّث!
بَدأ يُدغدغها ويَسمع ضَحكاتها ثُمّ اعتلاها وشَابك أناملها أعلى رَأسها قائِلاً:هَيا،لَدينا يَوم طَويل.
هِيلين:لكِن أمامنا سَت ساعات حَتى يَبدأ الزّفاف،لِمَ سنبدأ بالإستعداد الآن؟
جُونغكوك:إنّها الثّانية عَشر الآن،لدينا ثلاث سَاعات نَوم،وبعدها نَستيقظ لِنبدأ في كُلّ شَئ،سَنذهب لَهما بَاكراً،لِنستقبل الجَميع،يُونغي ومِينجي سَيكونان بِالأعلى لِذا لَن يَعلما أي شَئ عَن وجودكِ حتى يَنزل هِيونغ أولاً.
هِيلين:مُتشوّقة لِردة فِعلهِ كَاللعنة.
ابتسم ودَاعَب أنفها بِخاصتهِ ثُمّ وَضع قُبلة رَقيقة على ثَغرها ووقف يَسحبها مِن يدها مُردفاً:بَدَلي ثِيابكِ،حَتى أُنهي عِدة أشياء في العَمل،ونَرتاح قَليلاً.
هَمهمت وجَلست تُراقبه يَبتعد حَتى كَاد يَخرج مِن الغُرفة إلى بها تُناديهِ سَريعاً مُردفاً:جُونغكوكي!
ابتسم والتَفت يَنتظرها تتحدّث لِتردف بِوجهٍ مُتوهَّج:أُحبّك للغاية.
عَاد بِسرعة وسَرق مِنها قُبلّة قويّة ورَكض إلى الخَارج أسفل ضَحكاتها العَفوية،جَلست على الأَرض وفَتحت حقيبة سَفرها تُخرج أغراضها مُجدداً،لَيست كُلّها،فقط الأساسيات التي ستَحتاجها،هي بالفِعل سَتضعهم مُجدداً لَديها رِحلة بَعد يَومين،أَخرجت فُستانها مِن الحَقيبة ووضعتهُ في الخِزانة مَع ثِيابهِ،ابتسمت بِهدوء وتنهّدت بِراحة.
وضعت حِذائها ذُو الكَعب بِحذر والتَقطت ثِياب التي كَانت تَلبسها في المَطار،تَدريجياً قَد شَحبت مَلامحها عِندما استنشقتها ووجدت رائِحة كُحول قَويّة،يُراودها الشّك،القلق،لكِنّها تِجزم أن لا شَئ سَئ حَدث،خَبّأتها داخل الحَقيبة جَيّداً والتَقطت مَنامة حَريرية،اَغتسلت جَيّداً وبَدّلت ثِيابها،خَرجت لِتجدّه مُستلقياً عَاريّ الصّدر على السّرير وَعلى قدميهِ الحَاسوب،بيدهِ اليمُنى سِيجارتهِ.
تَأملها قَليلاً وأغلق الحَاسوب على الفُور مُردفاً:هَيا صَغيرتي،ثَلاثة ساعات فَقط،لِأنّكِ حَتماً مُتعبة.
هَمهمت وَتحرّكت للإستلقاء قُربهِ حَتى أطفئ سِيجارتهِ واردفت:مَاذا كُنت تَفعل؟
جُونغكوك:أَقرأ تقرير أرسله لِي مَعمل التّشريح،قَضية اغتيال.
هِيلين:يَبدو هَذا خَطير للغاية.
جُونغكوك:هَذهِ القضية قَد سَلّمها لِي يُونغي هِيونغ قائِلاً أنّها مُجرد قَضيّة بَسيطة سَتنتهي في غضون يَومين.
هِيلين:قَضية بَسيطة!
ضَحك ثُمّ سَحبها لِتسقط في أحضانهِ وَأراحت رأسها على صَدرهِ تتنهّد طَويلاً قائِلة:لا أُصدّق أي شَئ مما يحدث الآن حَقّاً.
جُونغكوك:لِمَ قِطّتي؟
هِيلين:كَان مِن المُفترض أن أكُون في ألمانيا بِحلول الآن،اتجهّز لِإجتماعي،لكِن أنا هُنا مَعك،لَن اتجهّز للإجتماع بَل لِحضور زِفاف صَديقتي وشقيقة حبيبي.
جُونغكوك:زَوجكِ،لَيس لِأنّني لَم أُعطيكِ الخاتم حَتى الآن أنني حَبيبكِ،نَحن مُتزوجين،وَقريباً سَنُقيم زِفاف حَقيقي،لَن يُعيقهُ شَئ،سَنتزوّج.
هَمهمت وهي تَشعر بِالنّعاس حَتى رَفع الغِطاء على جَسدهِ واعتدل في نَومتهِ يَسقط في النّوم،كَان يومٌ شاقّ عليهما،وبعد كُلّ الأحداث غير المُتوقّعة،الآن هي نائِمة بِعمق على صدرهِ بِكل أمان،وجُونغكوك رائِع ومُثالي لِإحتوائها أَكثر مِن أي شَخص.
_____________________
ابتَسمت عِندما أتى لِيعانقها مِن الخَلف وهي تأخذ صُورتها في المِرآة،لَفّ ذِراعهِ حَول خَصرها ووجههِ لَم يَظهر بسبب الهَاتف الذي يُغطّي على مَلامحه،صَرخت بعفوية ووضعت الشّاشة بِوجههِ وقَالت:يَا إلهي سَيّد جُيون أنظر!
ابتسم بِلطف ثُمّ دَنى يُقبل رَأسها ونوّه:هَيا صَغيرتي،تَأَخّرنا.
هِيلين:لكِن أليس عَليك الذّهاب أولاً؟
جُونغكوك:لِمَ؟
سَنذهب مَعاً ويُمكنكِ البَقاء في مَكتبكِ،حَتى أُحادثكِ لِمقابلة يُونغي أولاً.
هِيلين:حَسناً،هَيا إذاً.
أَمسك يَدها يُشابكها وتَحرّكا خَارِج الغُرفة،لَم يَستغرقا دَقائِق ووصلا إلى الفُندق،نَزل جُونغكوك أولاً ثُمّ رَمق هِيلين التي استقرّت في السَيّارة للحظات بِشرود حتى سَار لِمكان مَقعدها وَفتح البَاب سائِلاً بِقلق:هَل أنتِ بخير؟
هِيلين:نَعم،فَقط...مُتوتّرة،ومُتحمّسة للغاية لِردّة فِعلهما.
جُونغكوك:تَعالى إلى هُنا.
بِحرص قَد أمسك يَدها يُخرجها ثُمّ ثَبّتها بَين ذِراعيهِ ضِدّ السّيارة ونوّه بِفضول:مَاذا سَتفعلين في زِفافنا إذاً عَزيزتي؟
هِيلين:لا يُمكنني التّخيل حَقّاً،لكِن سَعادتي سَتُمحي كُلَ شَئ،سَأتزوّجك مِنك.
جُونغكوك:سُحقاً أنا أُحبّكِ.
قَهقهت ورَفعت نفسها لِمعانقتهِ تَلّف يَدها حَول عُنقهِ وعلّقت:أنا أيضاً!
حَاوط خَصرها ودَخلا مَعاً إلى الفُندق وبمِجرد دُخولها قَد تَقدّم مُساعدها يَلتقط مِعطفها ونوّه:مَرحباً سَيّدة كِيم،مَرحباً سَيّد جُيون.
ابتسما نَحوهِ ثُمّ ابتعدا قَليلاً حَتى وصلا إلى المِصعد واردفت هِيلين:مَكتبي في الطّابق الأَخير،إن أردت أن تُلقي نَظرة قَبل الذّهاب لِيونغي.
جُونغكوك:بِحق الجَحيم هَل تسألين؟
قَهقهت ثُمّ سَحبتهُ عِندما فُتح بَاب المِصعد وأُغلق عَليهما،كَاد يَقترب مِنها لكِنّها أشارت على الكَامِيرات،رَفع كَتفيهِ بِعدم اكتراث واقترب أَكثر يُحاصرها ضِد الجِدار حَتى قهقهت ونَفت بِرأسها مُردفة:أنت مَجنون.
حَاوطت خَصرهِ لكن يدها التَقطت المُسدّس الذي في جَيبهِ الخَلفي وقَالت:لِمَ تمتلكهُ؟
جُونغكوك:لا أَثِق بأي شَخص،الزّفاف سَيحضرهُ العَديد مِن النّاس،لا أعَرفهم،لا نثِق بِهم،ويُونغي أصبح مُدير مَكتب تَحقيقات فِيدرالي،ومُهم للغاية،لَن أسمح بِأي شَئ خَارج التّوقّعات اليَوم لَيس مُجدداً.
وَصلا حَيث الطّابِق المَقصود وفَتحت هِيلين المَكتب،الذي يَمتلك جِدار زُجاجي كَبير للغاية،يُطلّ على المَدينة مِن الأَعلى،شَهدا الغُروب بِإبتسامة مُريحة واستدارت هِيلين سَريعاً عِندما سَمعت صَوت هَاتِف المكتب وردّت قائِلة:هَل هُناك مُشكلة في الزّفاف؟
ردّ المُتّصل في الجِهة الأُخرىٰ مُجيباً:سَيّدة كِيم،هُناك عِشرون حارِساً خَارج الفُندق،عَشرة مِنهم يُريدون تَأمين الفُندق بالكَامل،والبَاقي سيتواجدون في غُرفة المُراقَبة،أَعلم أن الزّفاف هام للغاية،لكِن هل لديكِ عِلم بِمَجيئ هَؤلاء؟
أنزلت الهَاتِف قليلاً وسَألت بِإستفهام:جُونغكوك؟
هَل أرسلت حُراس؟
جُونغكوك:نَعم،هل وَصلوا؟
هِيلين:نَعم،بالأَسفل،هل أسمَح لَهم بالدّخول؟
جُونغكوك:لَيس قَبل أن أتأكّد مِن هويتهم،سَأذهب بِنفسي.
هَمهمت بِتفهّم ثُمّ وضعت الهَاتِف على أذنها مُردفة:نَعم،أنا على عِلم بِمَجيئهم،زَوجي المُحقق جُيون جُونغكوك سَيُدخلهم إلى الفُندق،دَعهم يَنتظروا دَقائِق قَليلة.
أنَهت المُكالَمة وَسألت بِتعجّب:عِشرون حَارِس؟
جُونغكوك:هَذا أَقل شَئ حَقّاً.
أَخرج هاتفهِ ووضعهُ يُقابل وجهها حَتى تفحّصت شاشتهِ،التي تُوضّح صُور مُتفرّقة لِكاميرات المُراقبَة للفُندق بِأكملهِ.
هِيلين:هَل للتو اخترقت جِهاز الفُندق الأَمني؟
جُونغكوك:تتذكّرين خُطبتِنا صَحيح؟
اختطفكِ ووشِيك وأنتِ بِغرفتكِ،وأنا وجُونهو ويُونهي ويُونغي هِيونغ بالخَارِج،بِكلّ سُهولة،هَل أَجعل لكُلّ هذا مَجالاً ليحدث مُجدداً؟
ولِأُختي في زِفافها؟
حَقّاً؟
هِيلين:لكِن على الأَقل أخبرني.
جُونغكوك:ظَننتُ أنّكِ ذَهبتِ إلى ألمَانيا،هِيلين هَل أنتِ غاضِبة؟
استَدارت ونَظّمت أنفاسها تُجمع شِتات حَالها والتفتت مُجدداً قائِلة:أنا آسفة حَقّاً أعلم أنّك تَفعل هذا لِغرض جَيّد أنا فَقط مُتوتّرة.
جُونغكوك:اقتربي.
اقتربت ثُمّ ارتَمت في احضانهِ مُبتسمة بِهدوء بَينما هو كَان يُربّت على ظَهرها بِلطف،ابتعد قَليلاً ومَسح على وجهها قائِلاً:لا دَاعي للتوتّر حَقّاً،كُلّ شئ بِخير،نَحن بِخير،يُونغي ومِينجي أوشكا على الإنتهاء،وأنتِ هُنا،حَيث نَحتاجكِ للغاية،أنا شَاكراً على كَونكِ بَلهاء لِعدم مُلاحَظتَكِ التوقيت الفِعلي للطّائِرة.
قَهقهت ونوّهت بَين ضَحكاتها:لا تتخيّل مَدى سَعادتي عِندما استوعبت الأَمر.
جُونغكوك:وأنا أيضاً،عِندما حادَثني الشّرطي كُنت كَالمَجنون،بِقدر قلقي كُنت سَأصرخ مِن السّعادة لِمعرفتي أنّكِ على ذات الأرض التي أنا أعيش عليها.
ابتسمت وغَرزت أناملها داخل شَعرها وجعلتهُ يَدنو لِتقّبله بِقوّة،اعتصر جَسدها بِذراعيهِ بِراحة ويغمرهُ شُعور جَميل يُداعِب مِعدتهِ،عَقلهِ يَستمتع بِهذا الشّعور والمَشهد الذي يَعيشهِ،لكِن كُلّ هذا قَد انتهى عِندما سَمع صَوت هاتفهِ داخل جَيبهِ ليبتعد عَنها بِصعوبة ونوّه بِلهاث:جَيّد،كُنت على مَشارف العَودة إلى المَنزِل دُون حُضور هَذا الزّفاف.
ضَحكت بِقوّة ثُمّ ابتعدت قليلاً مُردفة:يَجب أن ترد على هذا المُكالمة التي نَعرف جَيّداً مِن مَن.
رَمق جُونغكوك المُتصّل وهَزّ رأسهِ بالإيجاب ثُمّ علّق:أنا في الفُندق هِيونغ.
يُونغي:أيّها القَضيب اللعين إذاً لِمَ لا يُمكنني العُثور عليك!
جُونغكوك:سَأكون لديك الآن.
اعتدلا في وقفتهما وأنهى جُونغكوك المُكالمة مُجيباً:يَجب عليّ الرّحيل،انتظري اتّصالي.
هَمهمت بِإبتسامة صَغيرة حَتى قَبّل ظَاهِر يَدها ورَحل أمام عَينيها،تنهّدت طَويلاً ثُم وَقفت أمام الجِدار الزّجاجي تُحدّق بِهِ،أَخذت نَفساً عَميق تُحاول تذكّر أي شَئ،هِي خائِفة أن يَكتشف الأَمر،بَطريقةٍ مَا أو بِأِخرى،قَلبها بالكَاد يتوقّف مِن شّدة التوتّر،هوس جُونغكوك بِها أحياناً قَد يَدفعهُ لِيكون فُضولياً بِشكل شديد نَحوها مُخترِقاً خُصوصيتها دُون عِلمها.
هِي تَثِق بِهِ بالطّبع،لكِنّها تَمتلك أشياء تُخفيها أيضاً،لَيس لِأنّه حَبيبها أو زَوجها،يَعني أن تُخبرهُ بِكلّ شَئ حَرفياً،مَا حدَث في الحَانة قَبل شِجارها مَع الفَتيات،هِي لا تتذكَره حَتى،وتُريد مَعرفة وتذكّر مَا حَدث قَبل أن يَفعل جُونغكوك،سَتُفكّر كَيف ستتصرّف،كَيف سَتُخبرهُ،مَا دَوافِعها،كَيف آلت الأمور لِهذهِ الطّريقة.
هِيلين:واللعنة أنا لا أتذكّر أي شَئ،تَبّاً أُريد رُؤية يُونغي،لكِن اليَوم زِفافهِ،لا يَجب أن أجعل حَياتهِ تَدور حَولي أنا وجُونغكوك،لَيس كُلّ مُشكلة أستعين بِهِ،ليس عليهِ أن يَتدخل في هذهِ الأُمور ويُعاني مَعنا فَقط لِأنّه صَديقنا،هذهِ أنانية لَعينة،لا،لَن أطلب مُساعدتهِ،لكِن أطلب مُساعدة مَن؟
جُونغكوك فُضولي كَالجَحيم ولن يَدعني وشَأني حَتى يَعرف،لا أمتلك نُفوذ في الشّرطة السّاقِطة سِوى هذين الأثنين،وتَايهيونغ مَات.
جَلست على مَكتبها بَعدما قَالت كُلّ ما يَدور في رأسها دُفعة واحِدة ثُمّ زَفرت هواءها بِرهبة،أغَلقت عَينيها بِقوّة تُحاول التقاط أي شَئ مُنذ جُلوسها في الحَانة،ذَكرياتها أصبحت مُشوشة،هي حَتى خائِفة أن تُخبر جُونغكوك أنّها لا تتذكّر ضَربها للفَتيات في الحَمام،لا تتذكّر سِوى أنّها عِندما وصلت مَركز الشّرطة في إنتشُون قد غَفت،أو بالمَعنى الدّقيق،قَد فقدت الوعِي مِن الثّمالة،في الحَجز المُغلق عليها.
عِندما استيقظت وجدت نَفسها في زِنزانة مُغلقة ورأت مِن خلال القُبضان رَجل يَجلس أمامها على المَكتب ويُخبرها بِصوت غليظ:أنتِ زَوجة المُحقق جُيون،مُجدداً،أنتِ هُنا لِتعدّي على فَتاتين في المَطار،وبما أنّكِ استيقظتِ،هل نُحادث المُحقق جُونغكوك أم شَخصاً آخر؟
بالطّبع حادَثته استنجاداً بِهِ،وفي فَترة مَجيئهِ قد أخذت وقتها لِتستجمع بَعض الذّكريات المُشوشة لِهذا اليَوم،وما تذكّرتهُ هو فَتحها لِحقيبة سَفرها تلتقط بَعض الثّياب لتّبدلها بالثّياب المُمتلِئة بِرائِحة الكُحول القَويّة في الحَمّام،الذي سَمعت دَاخله صوت نميمة الفتاتين عَنها وعَن حَبيبها،وهُنا قُطع حَبل ذاكرتها،وعَادت للمركز.
تنهّدت بقوّة واستندت على يديها تُفكر بِشرود،مرّت دَقائِق لَم تَشعر بِهم وراودها اتصال مِنه قد أخذت وقتاً طويلاً لِترد وهي تُهيئ نفسها وعلّقت:سَيّد جُيون.
جُونغكوك:عَزيزتي،يُونغي هِيونغ في البهو،يُمكنكِ مُقابلته،وأنا الآن في طَريقي لِإلهاء مِينجي،أراكِ لاحِقاً،أُحبكِ.
هِيلين:أنا أيضاً سّيّد جُيون.
أنهت المُكالمة ووقفت تُشتت نفسها والتّركيز على شَئ واحِدٍ،يُونغي،خَرجت مِن المَكتب ووصلت للمِصعد،نَزلت حَيث البَهو تَبحث عَنه بَعينيها حَتى ابتسمت فَور ما تَعرّفت على ظَهرهِ وشَعرهِ المُصفف،نَقرت كَتفهِ ليستدير واتّسعت مِقلتيهِ بِصدمة هَاتِفاً:كِيم هِيلين!
قَهقهت بِقوّة حَتى اقترب يُعانقها بِشّدة حامِلاً إياها ثُمّ ابتعد يُحاول استيعاب مَا يَحدث حَتى قال:مَا اللعنة كَيف أَنتِ هُنا!
هِيلين:قِصّة طَويلة للغاية،سَأنتظر عَودتكما مِن شَهر العسل،وسَأسرد لَكما كَم أَنا لَقيطة غَبيّة.
ضَحك على طَريقة سَردها ثُمّ أخذ وجنتها يَعتصرها بِإصبعيهِ وصَاح:يا إلهي مِينجي سَتفقد عَقلها عِند مُقابلتكِ،مَهلاً لَحظة جُونغكوك عندما تَحدّثنا هل كُنتما...
هِيلين:لا بِحق الجَحيم لا!
لَقد كَان يُحاول إفساد المُفاجَئة!
لِذا قُمت بِعضّهِ.
يُونغي:أَين تَحديداً؟
هِيلين:يا إلهي كَيف تمتلك الجُرأة لِتسألني هَذا السّؤال؟
يُونغي:تأوّه جُونغكوك بِإسمكِ بِحق الجَحيم!
سُحقاً هِيلين!
تَباً لا يُمكنني التّخيل حَتى.
هِيلين:يُونغي اصمت أرجوك!
يُونغي:حَسناً حَسناً!
أنا فقط أُشتت ذاتي،إن لاحَظت أنني مُتوتّر سَأركض للخَارج وأترك الزّفاف.
هِيلين:حَسناً...تُريد مَصدراً للِإلهاء؟
مِثل مَاذا؟
يُونغي:هَل هُناك قَضية قَتل؟
احتيال؟
اغتيال؟
قَضية ضِد مَجهول؟
غَير مَحلولة حَدثت مُؤخراً؟
هِيلين:نَعم،لديّ قضيّة غَير مَحلولة،وأحتاج مُساعدتك،أنا جِدّية.
يُونغي:لِمَ لم تَطلبي مُساعدة حَبيبكِ؟
هِيلين:جُونغكوك هو الوَحيد الذي يَجب عليه ألا يَعرف أي شَئ عَن هَذا الأَمر،سَأقع بِمشكلة كبير للغاية إن عَلم بِالأمر.
يُونغي:هِيلين لا تثُيري قلقي.
هِيلين:اليَوم زِفافك،اذهب لزوجتك واللعنة!
يُونغي:لا بَأس يُمكنكِ اخباري!
قَطع حديثهما مَجيئ جُونغكوك حَتى صمتت هِيلين وابتسمت نَحوه عِندما أتى ووقف قُربها يُقبّل وجنتها مُردفاً:ما رأيك في المُفاجأة هِيونغ؟
هَل رأيت هذا قادِماً؟
يُونغي:لا،أبهرتني حَقّاً هِيلين.
هِيلين:مُبارك لَك يُونغي،أنتَ تستحق السعادة.
اقتربت لِإحتضانهِ حَتى تبادلا العِناق ونوّهت هِيلين:مَتى سيتوجَب عليّ رُؤية مِينجي؟
يُونغي:عِندما تدخل القَاعة،ستقفين أمامي حتى لا تتمكَن مِن رؤيتكِ أثناء سيرها مَع جُونغكوك،ستتفاجَئ عِندما تستقّر في الجِهة المُقابِلة.
هَمهمت بِتفهُّم حَتى قال جُونغكوك:هل استقبلت الجَميع هِيونغ؟
يُونغي:نَعم فَعلت،علينا الذّهاب لِتمهيد دُخول مِينجي،هَيا.
جُونغكوك:هِيلين سَتكون بِرفقتك،اعتني بِها جَيداً.
التَقطت هِيلين ذِراع يُونغي تَلف ذِراعها حَولهِ ليبتسم جُونغكوك نَحوها ونوّه:أُحبّكِ صَغيرتي.
هِيلين:وأنا أيضاً.
ابتسمت بِتوتّر حَتى رَحل ودَخل يُونغي وهِيلين،لم تمتلك فِكرة أن هُناك صَحافة،فَقط اثنان،قَاما بِتصوريهما عِدة مَرّات حَتى قَالت هِيلين قُرب اذن الآخر:هَذا غَريب،هَل أدخلت الصّحافة؟
يُونغي:نَعم.
هِيلين:لَيس مِن عاداتك أن تُثير غِيرة أحدهم،لكِنّه حَتماً سَيرى هَذا.
يُونغي:أَنتِ ذَكيّة للغاية.
هِيلين:شُكراً لك،وزَوجها السّابق سيشتعل،صَدّقني لقد اخبرتني مُسبقاً عَنه وأن وجودها حَولك كَان يُغضبهِ بِشِدّة،لذا خيّرها،بَين عودتها مَعه إلى كَندا وتَرك جُونغكوك الضّرير خَلفها،كَان يُريدها أن تتخلّىٰ عن شقيقها الوَحيد لِيُبعدها عَنك،هذا المُختل.
وَقفا في المُقدمة قُرب القُس حَتى هَمس يُونغي قُرب أذنها مُردفاً:أحَقّاً لن تُخبريني بِما حَدث؟
هِيلين:لا أتذكّر ماذا حدث بِحق الجَحيم.
يُونغي:هَل كَان الأَمر يَضم رَجل؟
نَظرت نَحوه بِصدمة لِيُردف بِأعين مُتًسعة:حَقّاً؟
تَبّاً هِيليني أنتِ في وَرطة،سّأُقيم لكِ جَنازة لائِقة،أَنتِ مَيّتة.
هِيلين:أَرجوك لا تُخيفني أَكثر.
فُتحت البُوابة وظَهر مِن خَلفها جُونغكوك بَيدهِ مِينجي الرّائِعة،بِفُستانها الجَميل مِن اختيار هِيلين،ولم تُلاحظ حَتى الآن وجود صَديقتها،الذي نَزلت خُطوة كَي لا تَكون واضِحة،ابتسم جُونغكوك نَحو شَقيقتهِ والتَقط يَدها يُقّبلها وقال:مُبارك لَكِ مِينجي.
تَعانقا بِقوّة ولم تتمكّن مِن رؤية هِيلين التي كَانت تُعطيها ظَهرها،تَبادل هِيلين وجُونغكوك الإبتسام بلطف ثُمّ صَعدت مِينجي خُطوة لِتقف في مُستوى حَبيبها وشَهقت بِصدمة عِندما وقعت عَينيها على صَديقتها التي تُشابك يَد حَبيبها وصَاحت:هِيلين!
يا إلهي أنتِ هُنا!
قهقهت هِيلين واقتربت لِتتعانقا بِقوّة،دُون وَعي قد أذرفت مِينجي دُموعها بِتأثَّر حَتى نَفت الأُخرى بِقوًة وقالت:لا تُفسدي مَظهركِ أرجوكِ!
مِينجي:أنا سَعيدة حَقّاً أنّكِ هُنا لا يُمكنني استيعاب الأَمر!
احتضنها بِقوّة مرّة أُخرى لِتمسح هِيلين على ظَهرها ونوّهت:لا يُمكنني أن أتركِّكِ في هذهِ الليلة الخَاصّة،مُبارك لَكِ جَميلتي.
ابتعدت ومَسحت دُموع مِينجي وبحذر قَد ساعدتها على الوقوف أمام يُونغي بِشكل مُناسب وعدّلت فُستانها،تراجعت ووقفت قُرب حَبيبها الذي حَاوط خَصرها وقَبّل وجنتها بقوّة هامِساً:لَنا يَومنا صَغيرتي،لا أُطيق الإنتظار.
هِيلين:لدينا الحَياة بِأكملها،سَنتزوّج رُغماً عَنك.
ضَحك ووقف خَلفها يَضّم جَسدها نَحوهِ أَكثر،نَظرا لِيونغي ومِينجي الذي يَتم إعلانهما كَزوجين بِشكل رَسمي أمام الجَميع،اقترب مِنها يُقبّلها أَخيراً في نِهاية المَراسِم وتَزامن مَع هَذا جُونغكوك وهِيلين،التي استدارت لَه وحَاوطت عُنقهِ تُقبّله بِقوّة،ابتعدت لِإلِتقاط أنفاسها ونوّهت:هَذا يُذكّرني عِندما قَبّلتك في الجَامعة أًستاذ جُيون.
ضَحَك بِخُفَة وأومئ مُتفّقاً مَعها،وجّها بَصرهما لِيُونغي ومِينجي اللذان قَد نَزلا لِيكونا في مُستوى الثّنائِي،اقترب الأَكبر وَقرص ذِراع جُونغكوك قائِلاً:هَيا،استعد أيها القَضيب!
جُونغكوك:هِيونغ هَذا مُؤلم!
انتظر اللحظة المُناسبة بِحق!
هِيلين:لست مُتسرّعة،لِنفعل كُلّ شئ بِهدوء.
جُونغكوك:بِكلّ هُدوء؟
تَقصدين أنكِ لا تُريدين الزّواج مِنّي!
تَعالى صَوت المُوسيِقى حتى قَرصته هِيلين في ذَات المَكان وقالت:اخرس وارقص مَعي!
أخذ يُونغي مِينجي بَينما هِيلين قَد سَحبت جُونغكوك لمُنتصف القَاعة وقَالت بِحماس:هذهِ هي مَرّتنا الأُولى في الرّقص مَعاً!
لَم نَفعل هَذا أبداً!
جُونغكوك:لِنعتبرها تَدريب للزّفاف؟
أومأت بِقوّة ثُمّ أمسك يدها اليُمنى لِيجعلها تَدور وأعادها لِصدرهِ،كَان هذا شُعور جَيّد يدفعها للضّحك بإستمتاع كَالطّفلة التي يُراقِصها والدها للمرّة الأُولى،وفَجأة قَد تحوّل كُلّ شئ،يُونغي قَد أخذ بَيد هِيلين بغتةً وجُونغكوك قَد كَان يُراقِص شقيقتهِ.
ابتسم يُونغي ونوّه:مَرحباً مُجدداً سَيّدة جُيون.
هِيلين:لا أُصدّق أن ذلك الرّجل المُخيف،الذي كَان يتحدّث مَعي بِكُلّ حُدّة ويُحاول إبعاد حَبيبي عَنّي هو الآن صَديقي المُقرّب ويُراقِصني في زِفافهِ.
يُونغي:أَنتِ مُحقّة كَاللعنة.
ابتسمت نَحوهُ عِندما لَفّها سريعاً وأعادها نَحوه وعلّق يُنّبهها:لديكِ فُرصة،سَتكونين غبية إن لَم تّنجحي في اغتنامها.
هِيلين:مَا هِي؟
يُونغي:سَنذهب لِشهر العَسل غَداً،آخر فُرصة لَكِ مَعي اليَوم،مَاذا حَدث؟
هِيلين:تبّاً!
لقد ثَملت مَع رَجل مَجهول،لم يُحدث شئ أنا مُتأكدة،لكِن يُساورني القَلق،ولا أُريد الإستعانة بِجونغكوك،الحَانة بِها كَاميرات كَثيرة،لا أُريد مِنه رؤية شئ أولاً،أُريد أن أعرف أنا.
يُونغي:لديّ عِلاقاتي،سَأتحدّث مَع أَمن المَطار وأطلب مِنهم تَحرير الكَاميرات،وتسليمها لِي،سَأَرسل كُلّ شَئ لكِ،في النّهاية لَن نستغرق وقت طويل وسَنعود لِكوريا،إن احتجتِ مُساعدتي أَخَبريني،ثُمّ أين كَان عَقلكِ؟
كَيف فَعلتِ هَذا؟
هِيلين:أُريد التّذكر حَقّاً يا إلهي!
يُونغي:لِنُناقِش هَذا في وقتٍ مُناسب،وجُونغكوك لَن يَعرف شَئ،لا تَقلقي.
هِيلين:شُكراً لَك يُونغي،حَقّاً.
نَقر أنفها وبِحركة سَريعة وجَدت نفسها بَين ذِراعيّ حَبيبها،قَهقهت تَستوعب الأَمر لِيقبّل يدها ونوّه:مَرحباً.
هِيلين:مَرحباً مُجدداً،سَنذهب غَداً للمَطار مَع يُونغي ومِينجي صَحيح؟
جُونغكوك:نَعم غَداً،لكِن قَبل هذا،لدينا مَوعد اليَوم.
هِيلين:مَوعِد؟
والزّفاف؟
جُونغكوك:بَعد الزَفاف.
هِيلين:إلى أَين؟
جُونغكوك:لَن أُخبركِ الآن،لكِن هذا شَئ أردت فِعله مُنذ وقت طَويل.
ابتسمت وهزّت رَأسها قائِلة:إذاً،لِنذَهب،أنا مُوافَقة.
___________________
وَقفوا أربَعتهم في الرّواق وفتح يُونغي الجِناح ثُمّ استدار قائِلاً:شُكراً لَكما على وجودكما الليلة،كُلّ شئ سَار كَما نَرغب.
ابتسمت هِيلين والتَقطت يَد مِينجي تَمسح عليها بأناملها ونوّهت:هَذا لا شئ،تستحقّا أَكثر مِن هَذا.
مِينجي:مَجيئكِ اليَوم جَعل الزّفاف مِثالياً هِيليني،مُمتنة لِوجودكِ قُربي حَقّاً،أُحبّكِ كَثيراً.
اقتربت وعانقتها بَينما هِيلين قَد بَرزت شفاهها السّفلية بِتأَثّر وهي تَنظر لِجونغكوك ويُونغي بِأعين لامِعة،ابتعدت وامسكت كَتفيها وقالت:وسَعيدة لِعودتَكما لِبعضكما أَخيراً،أتمنّىٰ أن يَكون الأَمر جدّياً هذهِ المَرة.
جُونغكوك:صَدّقيني حَتى إن إنفصلنا مُجدداً سَتعود لِي،لَن أتركها تَذهب إلى أي مَكان بَعيداً عَنّي.
هِيلين:لا أدري هل هَذا مُخيف أم رُومانسيّ.
يُونغي:هَذا هَوس عَزيزتي.
ابتسم جُونغكوك وتحرّك بإتّجاه هِيلين قَائِلاً بَينما يُحاوط خَصرها وقَبّل رَأسها:سَأذهب لِإحضار السيّارة مِن المَوقف وأعود سَريعاً.
هَمهمت وشَدّت على يَدهِ وعِندها ابتَعد بَعدما غَمز بِخُبث لِيونغي ومِينجي ونوّه:استمتعا بِوقتكما.
رَفع يُونغي اصبعهِ الأوسط لَه جَعلهم يَضحكون جَميعاً،فور ما استقلّ بالمِصعد قَد أَمسك يُونغي يد هِيلين ودَخل بِها الجِناح برفقة مِينجي الذي كَانت تَرمقهما بِتعجّب حَتى قال سَريعاً:لقد عَثرت على مَقاطع الڤيديو التي تمّ التَقاطها لكِ،أمامي دَقائِق حَتى تُرسَل إليّ.
هِيلين:حَقّاً!
يَا إلهي هَذا موتّر للغاية!
يُونغي:كَان الأَمر صَعباً للغاية بِسبب أن الشُرطة بِالفِعل قَد طَلبت تَحرير الكامِيرات وقت المُشاجَرة وذهابكِ للمركز،كَيف لَم تُخبريني بِشأن المُشاجَرة هِيلين؟
مِينجي:أي مُشاجَرة هِيلين؟
هِيلين:مَا حَدث وقت ثَمالتي أهم بِكثير مِن المُشاجَرة مَع عَاهِرات يُونغي.
يُونغي:عَجز جِنسي بِحق الجَحيم؟
أنا بِالفِعل مَصدوم أنكِ لستِ حامِل بِحلول الآن،جُونغكوك لديهِ القُدرة على جَعلكِ حامِل بِمُجرد النّظر إليكِ،عَجز وجُونغكوك في ذَات الجُملة؟
أنتِ حَقّاً مُضحِكة.
مِينجي:حَسناً أنا لا أمتلك أي أدنى فِكرة عما يحدث الآن.
هِيلين:أنا سَأنفجر مِن الخَوف.
يُونغي:لا تَقلقي لا شَئ قد يَحدث،أنتِ عُدوانية اتّجاه أي رَجل عدا أنا وجُونغكوك.
هِيلين:لَم أَكُن واعية يُونغي!
كُنت ثَملة بِحق الجَحيم!
يُونغي:حَسناً حَسناً،سَنكتشف الأَمر،يُمكنني تأَجيل السّفر يَوم أو يَومين،ونحلّ المُشكلة بَعيداً عَن جُونغكوك.
هِيلين:بِرأيك،مَاذا سَيحدث إن...يا إلهي،مَاذا يُمكن أن يَفعل السّيد جُيون إن علم بِالأَمر؟
رَفض أن يُجيبها واستند على الحَائِط يُفكّر طَويلاً حَتى صَرخت بِفزع عِندما رنّ هاتفها داخِل حقيبتها لِيردف يُونغي بِتذمّر:اللعنة وتّرتني للغاية!
مَاذا هل سَيقتلكِ أم يَقتلنا جَميعاً!
ابتلعت رِيقها وأجابت بِنبرة مُتّزنة تُخفي صَوتها المُرتجف:سَيّد جُيون.
جُونغكوك:لَقد أحضرت السّيارة،هَيا صَغيرتي يَومنا طَويل.
هِيلين:حَسناً،في طَريقي لَك الآن.
أنهت المُكالمة ونَظرت لِيونغي بِفراغ قائِلة:إما أنّه لا يَعرف شَئ،إما أنّه يستدرجني ليَقتلني.
يُونغي:حَادثِيني إن نَجحت في الهُروب مِنه.
هِيلين:حَسناً،أتمنّىٰ أن تَحظيا بِأمسية جَميلة.
استدرات لَكنّ يُونغي قّد اردف بِإسمها سَريعاً ووقف أمامها ثُمّ دَنى يَحتضنها يُربّت على ظهرها وابتعد قائِلاً:حَظّاً مُوفّقاً.
هِيلين:هَل هذا العِناق الأَخير؟
يُونغي:هل تُشاهدين الكَثير مِن الدّراما؟
هَيا ارحلي مِن هُنا سَريعاً ولا تَجعليهِ ينتظر طَويلاً،لا تُزيدي مِن مصائِبُكِ مُصيبة.
لوّحت لِمِينجي بِتوتّر ورَكضت بعدما رَفعت فُستانها إلى الأَعلى،التَفت يُونغي لِمينجي التي تُحاول استجماع الأفكار مِن أي شَئ قِيل للتو وقالت:ما الذي يَحدث!
يُونغي:جُونغكوك وهِيلين،ما يَحدث.
خَرجت مِن المِصعد رَكضاً ووصلت حَيث سَيارتهِ المتوقّفة بالخَارج،فَتحت البَاب ودَخلت بَينما هُو قَد ابتَسم وشغّل السّيارة،سَلك الطّريق المَقصود حَتى قَالت هِيلين بِفضول:إلى أين سَنذهب؟
جُونغكوك:تذكُرين عِندما تَمّ اختطافكِ؟
وأنتِ بالسّوق التّجاري؟
هِيلين:نَعم،للأسف،لِماذا؟
جُونغكوك:كُنت قَد اشتريت يَخت كَبير،وجَهَزت لَنا أمسية رائِعة لإستقبالكِ بهِ،لكِن كُلّ شئ قد تدمّر.
أومأت بِتعابير حَزينة ونوّهت:تَعلم أنه لَيس علينا التّفكير في المَاضي كَثيراً جُونغكوكي،ما هو في المَاضي،فليبقَ في المَاضي.
جُونغكوك:لكِن يُمكننا إعادة صِياغتهِ قليلاً،تعديله،وَقبلها.
أبطئ مِن سُرعة السّيارة وتوقّف على جَانب الطّريق،فَتح دِرج السّيارة الذي يُقابِل مِقعدها وأَخرج سَاعة،في الوَاقِع هذهِ السّاعة لَها،مُلتف حَولها بِطاقة ورقيّة مَكتوباً عليها؛وقتاً مُمتعاً للغاية،وسُررت بِلقاءكِ سَيّدة جُيون،لكِن نَسيتِ سَاعتكِ،احترسي مِن فُقدان أغراضكِ الباهِظة وخاصةً في حَانة يدَخلها العَديد.
___________________
نِهاية البَارت🤍.
١/منو هذا الرّجال اللي هِيلين ما تتذكر شَي عَنه حَرفياً؟
٢/وش صَار بَينهم؟
٣/تتوقّعوا بيكون فيه خِيانة؟
أو كُلّ هذا خِدعة والحَقيقة بِتظهر؟
٤/الڤيديوات اللي بيحصّل عليها يُونغي،بيعرفوا مِنها الحَقيقة؟
أو هِيلين بتتذكّر؟
٥/توقّعاتكم للبارت الجَاي؟
أشوفكم المرّة الجَاية كُونوا بِخير لِحينها🤍.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top