زِنزانة
فَتحت عَينيها أَخيراً وأول شَئ تعرّفت عليهِ رائِحة المَواد الكِيميائية التي تُحيطها،المُغذي المَغروز في ظَاهِر يدها،جَلست في مَكانها تتفحّص النّائِمين حَولها،ابتسمت بِخمول تَرمِق يُونغي الذي يَنام على كَتف مِينجي،وجُونغكوك الذي يَنام على يمينها.
مَدّت يَدها ومررتها بِرقّة على بَشرتها لِيستيقِظ سَريعاً وعلّق:هِيلين!
وَقف وكوّب وجهها الذي عليه بعض الجُروح المُتفرقة،على شَفتيها،وجنتها اليُمنى،جَبهتها،وقدميها التي حولها ضِمادة،ابتسمت نَحوه وتمسّكت بيدهِ بِقوّة لكِنّه تَركها ونوّه:سَأطلب مِن الطبيب أن يَأتي ويَفحصُكِ.
تَلاشت ابتسامتها وهَمهمت بِتفَهّم،شَاهدتهُ يخرج ثُمّ تنّهدت بِضيق لِردّة فِعله،لَيست كَما توقّعت،نَقلت بَصرها حيث يُونغي الذي وقف بِسرعة واردف:هِيلين لَقد استيقظتِ،هَذا مُريح،أين جُونغكوك؟
هِيلين:في الخَارِج يَتحدّث مَع الطّبيب.
يُونغي:كَاد يَفقد عقلهِ،الجَميع ويَتضمنّهم الطّبيب يَهابونهُ،يَصرخ ويَأمر بِنقلك حَيث مَشفاكِ الخَاصّة لِضمان عِناية أفضل،كَان المَجنون حَتى أخذ حُبوب مُنومة وَسقط نائِماً قُربكِ،لا أعلم هل كَان خائِفاً أم غاضِباً.
دَخل الطّبيب أولاً وجونغكوك توقّف بِالخَارج رافِضاً أن يَدخل،وهِيلين التي كَان تتجاهَل فَحص الطّبيب لها وتَضع كُلّ تركيزها عليه،جذب يُونغي انتباهها وبِصوتهِ ونوّه:هِيلين الطّبيب يَتحدّث مَعكِ.
نَقلت بَصرها لَه ولم تَلاحِظ أنّه قد سَألها سُؤالاً مُسبقاً،قام بِإعادتهِ بِصيغة مُختلفة مُردِفاً:آنِسة هِيلين هل تَشعرين بِألم في أي مَكان يَتطلب فَحصكِ مُجدداً؟
هِيلين:فَحصي مُجدداً؟
لا أنا بِخير لِمَ يَتم فَحصُي مُجدداً؟
اقترب مِن أذنها ونوّه بنبرة هامِسة:ذلك الرّجل صَاحب الصّوت الصّارخ في الخَارج قام بتهديد المَشفى بِأكملها إن لم نَحرص على شِفائكِ في أَسرع وقت سَيقتلنا،هل هو زَوجكِ بالإجبار؟
أنا حَقّاً أعرف مُحامي جَيّد للغاية يُمكنه مُساعدتكِ للتخلّص مِنه،لقد حَادثت الشّرطة وقادمون في الطّريق الآن.
ابتعد يَتفحّص رَدّة فِعلها الفَارغة ثُمّ نوّهت بِهدوء:سَيدي الطّبيب،الرّجل صاحِب الصّوت الصّارخ في الخَارج هو الشّرطة.
اتسّعت عَينيهِ بقوّة وتَراجع يَخرج مِن الغُرفة مُسرِعاً حَتى سَألت هِيلين بِعدم تَصديق:يُونغي مَاذا فَعل بالمَشفى بِحق الجَحيم!
يُونغي:أخبَرتُكِ جَنّ جُنونهِ.
هِيلين:لِمَ كُلَ هذا؟
يُونغي:لا عَزيزتي فَقط حَبيبتهِ قَد تمّ اختطافها لِيومين ووجدها على الطّريق تَعرج كَالمَوتى الأَحياء.
هِيلين:رُبما أحدهم قَام استخدامي كَـ طُعم،مُجدداً.
يُونغي:ووشِيك قَد تدخّل.
اتّسعت عينيها بِقوّة واعتدلت في جَلستها مُتسائِلة:كَيف؟
يُونغي:أَكثر مَا يُغضب جُونغكوك هو الكِذب والتّمثيل،وذلك القَضيب تفوّق على نفسهِ وفَعل كِلاهما،لقد تمالك أعصابهِ بصعوبة قَبل أن يَنقَضّ عليهِ وأَخفى جُونغكوك أَثر كُلّ ما حَدث لكِ حَتى لا يَتم تحويل القَضّية للمَكتب الفِيدرالي.
هِيلين:جُونغكوك تَستّر على ما حَدث لِي؟
يُونغي:نَعم،ولا أَعلم لِمَ فَعل هذا حَقاً.
هِيلين:لِأنّه يُخطط لِشئ كَبير،مُرعِب،هَذا خاطِئ.
يُونغي:الشّئ الخَاطئ الوحَيد هُو مَا يحدث لكما.
هِيلين:أنا لا أُريده أن يُلطّخ يديهِ بالدّماء في سَبيل الإنتقام وعِندها سيفقد عَملهِ الذي يَتوق إليهِ ويخسر حياتهِ.
يُونغي:حَتى إن لَطّخ يديهِ،جُونغكوك بَارِع في أن يُلطّخ أيدي مَلعونين قد عَبثوا مَعه ويَخرج مِن كُلّ شئ نظيف الأيدي،هذا ما يِجيدهُ بِجدارة.
دَخل بعد دَقائق مِن التّحدث مَع طَبيب عَن حالتها الصّحية وبِمجرد دُخولهِ،وقف رَجُلان على الباب يَحرُسانها،جَلس قُربها يَتفحّصها بَأعين فَارِغة،صَامِتة حَتى راوده اتّصال جَعله يَقف ويَتركها مُجدداً،رَمَقت يُونغي الذي رَفع كَتفيهِ بِجهل.
كَتفت ذِراعيها تنتظرهُ يَعود وهو بِالفِعل قَد عَاد،وهذهِ المَرّة قَد اقترب وجَلس أمامها كَاشِفاً عَن ساقها يَتفحَصها،التَقط يَدها يُخبرها أن تَقف دون أن يُكلّف ذاتهِ في التّحدث مَعها،وَهذا قَد أثار غَضبها،وَقفت هي وبِدورها لم تتحدّث مَعه.
وقفت بِإعتدال دُون الحَاجة لِمساعدتهِ ثُمّ نوّه:إن كُنتِ تَشعرين أنكِ بِخير إذاً يَجب أن تَخرجي مِن المَشفى الليلة.
هِيلين:لِمَ؟
جُونغكوك:لَيس آمِن.
كَادت تَتحدّث حَتى سَمعوا صَوت الحُرّاس يَتحدّثون بالخَارج لِيولّوا اهتمامهم لَهما،تعرّفت هِيلين سَريعاً على الذي كَان يقف أمامهما وصَرّحت:إنّه تَايهيونغ.
ظَهرت على جُونغكوك مَلامِح الإنزعَاج والضّيق لكِن بِشكل غَير مُتوقّع قَد علّق:دَعه يَدخل.
دَخل تَايهيونغ وفي ذَات الوَقت قَابله جُونغكوك الذي خَرج على الفَور دُون أن يُعطي هِيلين سَبباً لِرحيله،وهَذا جَعلها تَشعر بالحُزن الشَديد،تَحرّك يُونغي ومِينجي خَلفهِ ثُمّ جَذب تَايهيونغ اهتمامها سَريعاً عَن الأَمر كَي لا تَنزعِج أَكثر وسَأل:هَل أنتِ بِخير؟
أومأت بِرأسها حَتى كَوّبت وجهها يَتفحّصها جَيّداً،رَمقها بِقلق عِندما شَعر أنّها على حَافّة البُكاء ثُمّ عانقها بِقوّة،بادلتهُ العِناق وكَانت تفتقد احتضانهُ للغاية،تَايهيونغ لَيس شَخص سَئ أبداً،لكِن بِوجود جُونغكوك حَولها،ظُهورهِ مُستحيل.
جَعلها تستلقي وجَلس قُربها قائِلاً:مَاذا تَشعرين؟
مُتعَبة،هُناك شَئ يُؤلمكِ؟
نَفت حَتى تنهّدت بِرأسها وأَخذ يدَها يَمسح عليها حَتى سأَلت بصوتٍ مُنخفض:كَيف عَثرتم عَليّ؟
تَايهيونغ:كَيف خَرجتِ أنتِ على الطّريق هِيلين؟
ابَتلعت رِيقها وأغمضت عينيها بِشدة عِندما تَذّكرت الأحداث المُؤلمة،لقد بَقت يومين تتعذّب في الظّلام دُون أن ترى عينيها الضّوء،شَعرت بيدهِ تشدّ على أناملها أَكثر ثُمّ نَوهت:لَم أرى شَئ،كَان هُناك عُصبة على عيني،كُنت أسمع صَوت رِجال حَولي،يتحدّثان رَئِيسهم بِشأني.
تَايهيونغ:تَمكّنتِ مِن النّجاة وأَنتِ مَعصوبة العَينين؟
هِيلين:لقد وضَعت مُسدس أَسفل كُلّ قِطعة أثاث في المَنزل،بفَضل جُونغكوك،الكُرسي الذي كُنت مُقيّدة بِهِ تَمَكنت مِن التقاط المُسدس الذي أسفلهُ وأصبت واحِداً مِنهم،أتوقّع ثَلاثة رِجال.
تَايهيونغ:هَل تتذكّرين أين أصبتهِ؟
هِيلين:لا أَعلم حَقّاً،ذَاكرتي مُشوشّة،لكِن كُنت أسمع صَوت خَطواتهِ،مُتقطّعة،رُبما لِأنّه كَان يَجلس أمامهِ فقد أصبت أحد فخذيهِ.
تَايهيونغ:أنتِ رائِعة.
ابَتسمت ورَفعت كَتفيها بَعدم اكتراث مُردفة:هذهِ أقل قُدراتي تَعلم؟
وَقفت بالكُرسي وقُمت بِتَحريكه بِشكل عشوائي في الحَائِط وانكسر،خَرجت مُسرعة بَعدما نزعت العُصبة وحاولت الضّغط على زِر الإنذار لكِنّهم قَاموا بِتعطيله،أطلقت رُصاصة عليهِ وصدح صَوتهِ في المَكان جَاذِباً اهتمام القَضيبين الآَخرين،وثَلاثتهم قاموا بِمُلاحَقتي،حَتى خَرجت على الطّريق.
تَايهيونغ:لَو لَم تضربي الشّرطي،لم يكُن ووشِيك مُتضمِن في هذا.
هِيلين:مَاذا أَفعل السّيد جُيون أخبرني في أسوء الظّروف ألا أقع في يد الشّرطة قَبل أن أقع بيدهِ.
تَايهيونغ:ذَلِك الوَغد المَجنون.
هِيلين:مَاذا حدث؟
كَيف كُنتما مَعاً؟
كُنت أظن أنني أُهلوس.
تَايهيونغ:مَن كَتب الرّسالة التي كَانت أُرسِلت له؟
هِيلين:هذهِ الرّسالة...لَم أَكتبها،كان رَجل مِنهم،لكِنّي أمليت عليهِ النّص.
تَايهيونغ:كُنت أعرف،لَم تَكُن هذهِ طريقة كِتباتُكِ أبداً.
هِيلين:وهَذا المَنزل،كَيث عَثرتم عليّ بِهِ؟
لَقد اشتريتهُ مُؤخّراً.
تَايهيونغ:أخبرتني بِشراءهِ مُسبقاً،نَسيته تَماماً وبالكَاد تذّكرت موقعه،لقد استغرق الأَمر يَومين حَتى يَطرأ الأَمر في ذَاكرتي.
هِيلين:شُكراً على مُساعدتك،حَقّاً.
تَايهيونغ:أرغب بِإنتشالكِ مِن كُلّ هذا وأذهب بِكِ بعيداً عَن كُلّ الهَراء لكِنّي أعلم أنّ جُزءاً مِنكِ مَعه.
هِيلين:تَظُن أنّه لا يَستحق؟
تَايهيونغ:كُنت،قبل أن تتوضّح لِي الرّؤية.
هِيلين:أي رُؤية؟
تَايهيونغ:هو مُختل،مُضطرب،مشاكِل غَضب على هَيئة رَجل،لكِن هُناك شَئ بِشأنه،لقد كَان مُرتَعِباً،خَائِف،لا يَنام،ويَبكي في كُلّ مَرّة يَفقد الأَمل في العُثور عليكِ،لا أعلم ما الذي يَجذبكِ ناحيتهِ لكِن رُبما هُو مُختلف حَقّاً مَعكِ،ورأيت اختلافهِ في ضَعفهِ لِفقدانكِ،وكَأنّه فَقد قواه.
هِيلين:إذاً لِمَ يتَعامَل مَعي بِجَفاء؟
تَايهيونغ:رُبما لِأنني مَن عَثرتُ عليكِ عَوضاً عنه.
هِيلين:وهل هذا يَهم؟
لقد سَمعتهم يقولون أنّهم إذا رأوا أي شَخص يَقترب مِن المَنزل لن يَترددوا في قَتلهِ،حَتى إن عثرتم عليّ،لا فائدة أنتم أموات،كَان عليّ أن أَفعل شئ،كَان عليّ أن أَخرج مِن المَكان.
تَايهيونغ:أنا سَعيد بِنجاتُكِ حقَّاً،وسَعيد أيضاً بوجودي بِجانبكِ،أنا آسف على كُلّ شئ هِيلين،رُبما قُلتها مُسبقاً لِكن قولها مُجدداً يَمنحني شُعور جَيّد.
هِيلين:توقف عَن الإعتذار،ولِيبقى الأَمر على هَذا الحَال.
ابتَسم بِهدوء وأنزل بَصرهِ حَيث الخَاتم الذي يُزين اصبعها ثُمّ علّق:يَبدو جِدّياً في أمر زَواجكما.
هِيلين:أتعلم كَم كَان مُرهِقاً أن أُحافِظ على هذا الخَاتم وأنا مُختطفة؟
لم أَكُن أهتم لِنجاتي بِقدرألا يَأخذه هؤلاء الأوغَاد.
تَايهيونغ:مَاذا فَعلتِ إذاً؟
هِيلين:كُنت أُخفي يدي جَيّداً وأحاول جَعلها مُتورّمة كَي ينتفخ اصبعي ويَعلق الخَاتِم بِهِ.
قهقه تَايهيونغ أَثر خِطتها ونوّه بَين ضَحكاتهِ:مَاذا مِن قاموا بِقطع اصبعكِ أيّتها الغَبية!
شَاركَته الضَحك وعلّقت وهي تَضع الخَاتم قُرب وجهها بِفخر:لَم يَفعلوا!
لَم يُكلّفوا بِهذا،أعني تَعذيبي أو قَتلي،رُبما المَغزى مِن اختطافي هو تَذكيري بِما حَدث عِندما كُنت طِفلة.
تَايهيونغ:ألا زِلتِ لا تتذكّرين كَيف نجوتِ؟
هِيلين:نَعم،على أي حَال،أنا بِخير،وأُريد الخُروج مِن هُنا.
تَايهيونغ:لكِن يتملّككِ رِهاب التّقييد هِيلين،كَيف بِخير؟
هِيلين:بِإعتقادك كَيف نَجوت؟
لَيس لِأنني شُجاعة كِفاية لِقتال رِجال الواحِد مِنهم بِإمكانهِ حَملي بإصبع فَقط...كُنت ارتعِش خَوفاً مِن كَوني مُقيَدة كُلّ هَذا الوَقت،بَكيت وبَكيت حَتى سَئِمت،عَقلي كَان مَرعوباً وخَائفاً مِن أن يَتذكَر أن هُناك سِلاح أسفل الكُرسي الذي أنا مُقيّدة بِهِ،رُبما كان سيتَسنّى لِي النَجاة في السّاعات الأولى مِن اختطافي.
نَهضت مِن مَكانها بِمساعدتهِ ونَظرت ليدها التي تتصل بالمُغذّي لِتتنهّد مُردفة:أَتمنّىٰ ألا احتاج أن أبقى هُنا طَويلاً.
سَحبت مَعها عَامود المُغدي تَسير في أنحاء الغُرفة وتوقَفت أمام المِرآة تُحدّق بِنفسها طَويلاً،تنهّدت بِضيق وهي على حَافَة البُكاء لِيقف تَايهيونغ قُربها ونوّه:تِلك النّدوب التي على وَجهكِ ستزول قريباً،لستِ قبيحة.
هِيلين:أنا فَقط...منتَجات العِناية بالبَشرة التي أبذل عليها جُهداً وأموالاً طائِلة وتظهر تِلك الحبّة الذّهنية اللعينة في مُنتصف وَجهي؟
لِمَ!
أيتها السّاقِطة العاهِرة زواجي قادِم!
تَايهيونغ:تَبَاً لكِ لقد ظَننت أنَكِ على حَافّة البُكاء.
هِيلين:هَذا فَعلياً ما يَحدث!
وَقف جُونغكوك على البَاب يُرمقهما بنظرات حَارِقة لكِن يلتزم بالصّمت،ثلاثتهم صنعوا تواصل بَصري مَع بعضهم البَعض حَتى اقترب تَايهيونغ مِنها ومَسح على شَعرها قائِلاً:سَعيد أنّكِ بِخير،إلى اللقاء.
هِيلين:إلى اللقاء تَاي،شُكراً مُجدداً.
ابتسم يُأومئ ثُمّ سار بِإتجَاه البَاب للذهاب وجُونغكوك بالفعل كَان يَسد عليهِ المَجال لِيخرج،أمسك ذِراعهِ ورمَقه ببرود يُنوّه:لا تَأتي هُنا مُجدداً،وشُكراً،لَست ناكِراً للجَميل.
تَايهيونغ:تُغلق بِوجهي كُلّ الأبواب التي قد تَجعلني أرى بِها مَاذا وَجدت بِك هِيلين.
جُونغكوك:لا تَرى شَئ كُيم لست مُهتم بالرّجال.
شَخر تَايهيونغ بِسخرية وألقى نظرة على هِيلين التي تُراقِب الوضع بِتوتّر ثُمّ هزّ رأسهِ ينَفي بِعدم تَصديق وخَرج،دَخل جُونغكوك وتَفحّصها بَعينيهِ حَتى كَتفت هِيلين ذِراعيها ونوّهت:لقد اخترت فُستان زِفاف،إن أصبحت مُثاراً وقتها لا تَغضب.
رُغم أنّ ما قالته للتو قد يَدفعه للضحك بِقوّة لكِن لا يَمتلك القوّة لِهذا لِذا اكتفى بالإبتسام بِهدوء،اقترب نَاحيتها ورَمقها مِن الأَسفل إلى الأَعلى ثُمّ نوّه بنبرة مُنخفِضة:عودي إلى سَريركِ.
هِيلين:لا.
جُونغكوك:هِيلين أنا بِالكَاد أقف على قَدماي لِذا مِن فَضلكِ لا تختبري صَبري،فقط افعلي مَا أُمليهِ عليكِ،عِنادك اللعين هو ما وَصل بِكِ هُناك.
كَلماتهِ الحَادة لا تتناسب مَع صوتهِ الهَادِئ حَتى نوّهت هِيلين بِذات النّبرة:وهَل سَألزم الفِراش طَوال حَياتي؟
جُونغكوك:أعطنِ يَوم،أَهذا صَعباً؟
كَانت تَشاهِد الظلام في عَينيهِ لِتنفي بِرأسها ونوّهت:لا تُخاطر بِعملك،بِحياتك،واستخدم القَانون،لديك كُلّ الأدلة لِتطيح بِهِ أرضاً لا تُعطيهِ الفُرصة لِيَسحبك مَعه في القَاع سَيّد جُيون عُد لِوعيك،أَتعلم ماذا يَعني مُحقق يَقتل مُدير أمن مَكتب فِيدرالي؟
سَأخسرك إلى الأَبد،أنت لَن تنتقم مِنه فقط.
لَم يُجيبها بَل اكتفى بالتّحديق بِها طَويلاً ثُمّ استكملت:عِدني.
جُونغكوك:بِماذا هِيلين؟
هِيلين:لَن تَخرج رُصاصة واحِدة مِن مُسدسك وتستقرّ بِجسدهِ.
جُونغكوك:ومَن أخبركِ أنني سَأستخدم مُسدّسي؟
بُرود مَلامحِهِ وَظلام وجههِ لا يَفعل شئ بها سِوى أنّ الخَوف يَنهشها ويُرهقها،رَفعت عَينيها لتلتقي بِخاصتهِ مَرّة أُخرى وعلّقت:إذاً مُحقق جُيون،لِتدع انتقامك يتفوّق على قَلبك للِمرة الثانية وتتخلّىٰ عنّي،للمرّة الثّانية،المرّة الأولى ذَهب بَصرك وَسمعك المرّة القادمة سَتفقد حَياتك،وحِينها أنا لَن أُسامِحك.
جُونغكوك:تقولين أنّكِ تعرفيني لكِنّي أستطيع رُؤية النّظرة المُتحيرّة،الخائِفة،الغريبة في عينيكِ نَحوي،هذا هو جُيون جُونغكوك الحَقيقي،لقد جَرفكِ للحافّة ووضع في يد والدكِ الأصفاد،حتى وإن كَان جُونهو بريئاً لكِنّي لَم أهدئ حَتى دمّرت كُلّ شئ له حَتى ابنتهِ التي تَقف أمامي رُغم أنني أعشقها،لكِي أن تتخيّلي الآن،ووشِيك طَليق في الخَارج،قَتل والدكِ،قَتل والدي،اختطفكِ للمرة الثّانية،قَتل هَاندا هِيلين.
هِيلين:مَاذا قُلت؟
أدَمعت عَينيها حَتى نفَى بِرأسهِ بِأسى واستَكمل:كَانغ تَاي هو،ذَهبت لَه بِنفسي،لقد قَام ووشِيك بِتهديدهِ لِقتل هَاندا أو على الأقل يَجعلها تخرج مِن الحادث بِعَجز،لَكِنّه قَتلها،أي عَدل وقانون قد جَعل مُجرم مِثله يَهرب هذهِ السّنوات ويُسلّط الضوء على جُونهو فقَط؟
دَنى بجسدهِ وقَابل وجهها بِشكلِ قريب ونوّه:لا تتدخّلي مُجدداً،كُفّي عَن عِنادكِ اللعين وقدّري حَياتكِ أَكثر،حَتى إن لَطّخت يدي بِدمائِهِ سأربح،لَن أُقحِمكِ في أي جَحيم مُجدداً،هَذا جَحيمي أنا.
يُونغي:هل واللعنة قُمت بتهديد الطبيب لِيأمر بِإخراج هِيلين اليَوم؟
ظَهر يُونغي لدى البَاب لِيتنهّد جُونغكوك طَويلاً وخَرج حَتى بقت هِيلين مَع يُونغي وأردفت:ذَلك الأناني اللعين!
يُونغي:بَطيئة الاستيعاب،الجَميع يَعرف هذا لا أَعلم لِمَ ادركتِ هَذا الآن.
هِيلين:على مَاذا يَنوي؟
يُونغي:لا يُمكنني اخباركِ حَقّاً.
هِيلين:تَعلم مَاذا؟
تَبّاً لَكما،لم أعد أهتم إن خسر وظيفتهِ،ووشِيك تَخلّص مِنه،تَخلَص مِنَي،تَخلَص مِنّا جَميعاً،وبسبب مَشاكِل غَضبهِ اللعينة،جُونغكوك لَيس بِوعيه،وما يُخطط لَه لَن ينتهي بِخير،أحدهما سَيقتل الآخر،لقد قَتل انسانيتهِ وهو الآن يُشبه القَاتِل المَأجور،أنا لَست خائِفة مِنه بقدر أنني مُتأكدة أنّه ليس الرّجل الذي أُحبَه،عَينيهِ مُختلفة.
يُونغي:لقد قُلتها هِيلين هو لَيس بِوعيهُ حَقّاً،أعلم مَا يدور برأسهِ،هو يَلوم نفسهِ على ما حدث لَكِ،يساوره النّدم أنّه عاد لِحياتكِ حَتى.
هِيلين:لَقد سَئِمت يُونغي،فَليفعل ما يُريد،لَقد اكتفيت مِن هذهِ اللعبة القذرة،جُونغكوك يتَحّكم في كُلّ لَعنة بِحياتي وكأنني كالدَمية حَتى أنّه يُريد أن يُخرجني مِن المَشفى قَبل موعدي!
دَخل مُجدداً وتفحّصها تَنظر نَحوهُ ببرود ونوّه:سَتخرجين اليَوم.
هِيلين:نبرة الأمر اللعينة تِلك.
قَالتها بِحنق وتَوّجهت جَالسة على السَرّير مُردفة:أين ثِيابي؟
جُونغكوك:تَقصدين التي عليها دِمائك مُختلطة بِدماء القَضيب الذي كَان يَحتجزكِ؟
لدى الطَبيب الشّرعي،هذهِ الخِزانة بِها ثِياب جَديدة ونَظيفة.
هِيلين:وكَأنك تَهتم.
جُونغكوك:حَظَكِ أنّني لم أَنم كَثيراً مؤخراً ولا طَاقة لي للمُشاجرة حَقّاً مَعكِ.
هِيلين:جَيّد،تَبّاً لَك أيها المُختل،الإندفاعي،غير مُبالي،ممتلِئ بمَشاكِل غَضب،ونَرجسي مُهيمن.
جُونغكوك:انتهيتِ؟
عَشر دَقائِق،إن لَم أجدكِ سَآتي لَكِ أنا أعنيها،هَيا يُونغي.
هِيلين:لِننفصل جُونغكوك.
جُونغكوك:حَسناً لننفصل،أُمهِلكِ عشر دقائِق حَقّاً،لا تسيري دُون حُراس بَعد الآن.
تَحرّك يُونغي مِن أمامها ورَفع اكتافهِ بِقلة حِيلة،بَعثرت شَعرها بِغضب وَصاحت قَبل أن يخرج هُو ويُونغي:أنا حَقّاً أَكرهك.
جُونغكوك:إن كررتها سَأُصدّقها وسَأبتعد عَنكِ نِهائياً،أنا أعني كَلامي.
هِيلين:أنا
رَمقها طَويلاً حتى شَاهد اهتزاز دُموعها في مِقلتيها ثُمّ تنهّد ونوّه:تَعلمين ماذا وجَدت وأنتِ نائِمة في هَذِهِ الغرفة؟
تسع كَامِيرات،بالكَاد تُرى،هل سَتُضحّين بِنفسكِ بالبَقاء لَيلة أُخرى في هَذا المَكان؟
لا أُعاملكِ كَالطّفلة،لكِنّي ظننت أنّكِ أذكى مِن هذا.
خَرج وتَركها تُحدّق في الفَراغ طَويلاً ودُموعها على وِجنتيها،دَقائِق مَرّت حَتى مَسحتهم بِخشونة ووقفت تُلملم أغراضها مِن حولها ونَزعت المُغدي عَنها،خَرجت بِثياب المَشفى بَعدما ارتدت حِذائِها ولم تَهتم لِمُناداة الأطباء والمَرضى عليها بسبب الحُراس المُلتفين حولها،رُغم أنّ هذا يِضايقها لكُنّ جُونغكوك دّب الرّعب في قلبها للغاية.
خَرجت لِتجد جُونغكوك ويُونغي يستندان على السّيارة حَتى اتجّهت أعينهما نَحوها،ضَيّق عينيهِ لثِياب المَشفى التي لازالت على جَسدها لكِنّه لم يُعلّق،استدار وَدخل السّيارة وتَوّلى القَيّادة حَتىٰ نوّهت:ما الذي تَفعله أخرج دَع يُونغي يَقود.
أمسك يُونغي يدها يُعيدها حَيث بُقعتها وصرّح:لا بَأس هُو بِخير.
هِيلين:كَيف واللعنة سَيتّوتّر للغاية وسيفقد تَركيزهِ.
يُونغي:مَن برأيكِ قَاد السَيارة عِندما عَثرنا عليكِ؟
هِيلين:السّيد جُيون؟
كَيف؟
يُونغي:خَائِف،جُونغكوك يَفعل أي شَئ عِندما يَكون خَائِف.
تنهّدت بِضيق ثُمّ حدّقت بِهِ دَاخل السّيارة يَتحدّث في هاتفهِ ثُم ترجّلت في المِقعد الذي يُجاورهِ وبمجرد دُخولها قَد أنهى المُكالمة،ضَيّقت عينها وسَئلت على الفَور:لِمَ أنهيت المُكالمة عِندما دَخلت؟
جُونغكوك:لَم أَقتله بَعد،أعصابكِ.
هِيلين:بَعد؟
شَغّل المُحرّك وانطلق بَعدما تحرّكت سَيَارة يُونغي وبرفقتهِ مِينجي،رَبّعت يديها وأغلقت عَينيها تُحاول تَصفية عَقلها لكِنّه سَأل:كَيف لَكِ ألا تُخبريني عن المنزل هذا؟
هِيلين:أي مَنزل؟
ذَلك المَنزل؟
اشتريته مُنذ وَقت طَويل.
جُونغكوك:لا أكترث مَتى اشتريته بَل كَيف لَم أكُن أعلم بِوجودهِ؟
هِيلين:لَم أظنّ أنّك مهتم بِمعرفة مُمتلكاتي.
جُونغكوك:لكِن كِيم مُهتم؟
هِيلين:كَيم كَان مَعي وَقتها،تَعلم حَبيبي القَضيب هَجرني وَظنّ أنني سَطحية لعينة عِندما أعرف أنّه فقد بَصرهِ وأتركه إلى الأبد،المَرّة القَادمة سَأُخبرك بِما أملك.
جُونغكوك:نَسيتِ مَن أنا حَقَاً هِيلين.
هِيلين:رُبما،ذكِّرني.
رَمقتهُ بإبتسامة بَاردة ثُمّ أغلقت عَينيها مَرّة أُخرى،تُثير غضبهِ للغاية،وهي مُتأكدة أنّه لَن يُؤذيها،وهذا يَستفزهُ لأنّه يَتركها تتحدّث بِطريقة لا تُعجبه،المَشفى كَانت قَريبة نَوعاً مَا مِن مَنزلها لِذا لَم يسَتغرقا وَقتاً طَويلاً حَتى اقتربا مِن مَدخل المَنزِل ووجدت هِيلين سَيّارات شُرطة مُنتشرة أمامهِ وسَألت:سَيد جُيون مَا الذي يَحدث في مَنزلي؟
جُونغكوك:أنّهم مَعي،لا تَقلقي،لكِن مَا ينتظركي في الدّاخل رَجال مُختلفون،يُريدون التّحقيق مَعكِ بِشأن الشُرطي الذي قُمتِ بتعدّي عليهِ أثناء أداء عمله.
هِيلين:أخبرتني ألا أقع بيدهم قَبلك.
جُونغكوك:وَأنا شَاكرٌ لكِ في المرّة الوحيدة التي اتّبعتِ بِها حَديثي،وتنوية أنتِ لَم تَقعي بِيدي أنتِ وَقعتي بَيد كِيم.
هِيلين:يا إلهي لقد سَئِمت مِن هذهِ الطَّريقة.
توّقفت السّيارة عِندما أشار شُرطي لِجونغكوك بالوقوف واعتدل في جَلستهِ قائِلاً:جُيون هِيلين،مَعي.
هِيلين:كِيم هِيلين.
تحيّر الشّرطي مِن حديثهما لكِنّه انحنى وصرّح:مُحقق جُيون نَحن نَعتذر مِنك لَكِن يَجب التّحقيق مَع زَوجتك في مَا حدث أثناء هُروبها،نَعلم خُلوّها مِن أي شُبهه جِنائية لكِن يَجب أن يتم استجوابها،في النّهاية لقد تعدّت على شُرطي وأفقدتهُ وَعيهُ مما أدى إلى شِبة ارتَجاج.
هَمهم جُونغكوك وَدخل بِسيارتهِ إلى المَنزِل حَتى علّق:لَم أكُن أتوّقع أنّ قبضتُكِ قويّة.
هِيلين:تُريد أن تُجرّبها؟
جُونغكوك:أنا فقط فُخور بِكِ أيّتها اللعينة.
هِيلين:أيّاً يكُن،عليّ أن أوفّر طاقتي لِمن يَنتظرني في الدّاخل.
توقّف وخَرجا بعدما سَحب جُونغكوك حقيبتها وَدَخلا المَنزِل،رَمقت غُرفة المَعيشة طَويلاً وشَعرت بِراحة غَير طبيعية،أخذت نَفساً عَميقاً واستدارت عِندما صَوت رُجولي مُختلف عَن صَوت حبيبها يَقول:سَيدة جُيون،الشُرطي سُوجون،أنا هُنا لِأسأل عِدّة اسئلة.
هِيلين:أنا لديّ عِدة اسئلة على اللقب الذي للتو دَعوتني بِهِ.
اقترب مُبتسماً بِجانبية ونوّه بعدما رَمق جُونغكوك وهِيلين:حسب أقوال الشُرطي الذي تعدّيتي عليهِ لقد صَرختِ قائِلة؛''زَوجي المُحقق الفِيدرالي جُيون!''
اتّسعت عينيها وشَعرت بالإحراج عندما تفحّصت ابتسامة جُونغكوك الخفيّة حَتى جَلست واخفضت رأسها،جَلس بِجانبها بينما الشُرطي قد استقر أمامها بِمسافة ليس كبيرة،أمسك جُونغكوك ذَقنها وردد:رأسكِ إلى الأعلى،ولا تَقولي شَئ إلا مِن بداية هُروبكِ،وما لا تُريدين قوله لا تفعلي.
ابتلعت ريِقها وأومأت بتردد ثُمّ نوّهت:عِندما خَرجت مِن المَنزل،أَطلقت بالمُسدّس نَحو جَرس الأنذار الذي بالخَارج قُرب البَاب.
سُوجون:مِن أين لكِ المُسدس؟
جُونغكوك:يَخُصها،مُرخّص.
سُوجون:مُحقق جُيون لقد سَألتها هِي.
هِيلين:هُو زَوجي يُمكنه الإجابة عَنّي.
سُوجون:ظَننتُكِ للتو أنكرتِ هذا.
هِيلين:لا،هُو زَوجي،لا تَمنعه مِن الرّد فَ هو يَفوقك ويفوق قَانونك.
كَتم جُونغكوك ضَحكتهِ وأمسك يدها يضغط عليها وضمّها نَحوها ثُمّ علّق بِفخر:حَسناً سَأدعها تتحدّث،أكملي سَيّدة جُيون.
أطلقت هِيلين ضِحكة مَكتومة ثُمّ اعتدلت في جَلستها سَريعاً ونوّهت:نَعم لديّ ترخيص سِلاح،كان في مَنزلي وفي أي مَنزِل يَخصّني لِذا لا دَاعي للقلق.
سُوجون:حَسناً إذاً سيّدة جُيون،لِمَ هربتِ مِن الشّرطة؟
هِيلين:زَوجي مُحقق لِمَ سَأستعين بِشُرطة وهو مَعي بالفِعل؟
سُوجون:لقد قُلتها للتو،شُرطة،لا مَافيا.
جُونغكوك:لقد أخبرتها إن وَقعت بأي مُشكلة لا تَلجأ لأي شَخص سِواي.
سُوجون:والشّرطة أيضاً؟
جُونغكوك:والشّرطة أيضاً.
سُوجون:وهَل أخبرتها أيضاً أن تعتدي على شُرطي وتُفقدهُ وعيهِ وتفرّ هاربة؟
هِيلين:سّيدي أنا أملك مَشفى،لَم أُؤذي أي جِهاز مِن أجهزتهِ الحيوية وَفقط كُنت أعلم أنّ السّيد جُيون سَيأتي لِي،أنا أَفضل حَوله،وأيضاً كُنت مُمتلِئة بالدَماء،ومَعي مُسدس،ألم أبدو مُجرمة في نَظرهم؟
سُوجون:لَكِنّكِ سَتذهبين مَع الشّرطة،حتى إن كُنتِ مُجرمة سَنتأكّد مِن سلامتكِ لِمَ الهُروب لزوجكِ الفِيدرالي؟
جُونغكوك:قُلتها،زوجكِ الفِيدرالي،قضيّتها تَنتمي لِمحقق فِيدرالي الآن،لا دَاعي لتدخّل الشّرطة،إن أردتم رَفع شكوى لِترفعوها عليّ،أنا أتحمّل كَامل المَسئولية،لقد أخبرتها ألا تَلجأ للشرطة أبداً وتَهرب مِنهم إن تطلب الأمر،لِأسباب سِرّية للغاية،لَن تُهم مَركز الشّرطة بَل تَهمنّي أنا،لقد تحدّثت مَع الشّرطي المُتضرر وتنازل عَن كُلّ شئ،زَوجتي حُرة،وأرى أنك استجوبتها جَيّداً،شُكراً على وَقتك.
وَقف جُونغكوك ومدّ يدهِ لِمصافحتهِ حَتى رَمقهُ بِسخط خفي وبادله المصافحة وتَركهما بَعدما تَرك نَظرة عليهما،خَرج لِتبقى هِيلين وأعينها على جُونغكوك الذي نوّه:السّيدة جُيون الصَغيرة الشّقية.
هِيلين:أنتَ تُثير غَضبي حَقّاً.
جُونغكوك:إذا لَم تَصرّفتِ وكَأنكِ أردتِ اخلاء المَنزِل والتوسَل إليّ لِأُطارحكِ الفِراش؟
زوجي الفِيدرالي؟
تَبّاً هِيلين.
هِيلين:أنا وأنت ضِد بَعضنا البَعض بِمفردنا لكِن أمام الجَميع،نَحن مَعاً،نُدمّر العَالم ولا يَقدر أحد على تدميرنا.
جُونغكوك:صَدّقيني أنا أُريد أن أُخفيكي مِن العَالم والجَميع حَتى لا تُكابدي عَناء تَدميرهم.
هِيلين:لا شئ يسير مُثلما تَقول سَيّد جُيون،هَذا مُتسحيل.
جُونغكوك:لا شَئ مُستحيل عليّ.
تنهَدت طَويلاً مِن عِنادهِ واستلقت على الأريكة ترتاح قَليلاً رُغم أنّها قد نامت كَثيراً في المَشفى لكِن جَسدها مُرهَق،استغرق وَقتاً يَرمق وجهها المُتعب،جَذب صَوت خلفهُ ينُاديهِ لِيلتفت فَوراً فوجدهُ يُونغي الذي علّق:تَعال مَعي.
خَرج جُونغكوك مَع يُونغي لِيتقدم شُرطي مُبتدئ وبَحوزتهِ حَاسوب نَقال حَتى قال الأكبر:لقد قُمنا بَتحرير الصَندوق الأسود لسِيَارة الشّرطة التي وَقفت لِهيلين،وشُرفة مَنزلها،وَالطَريق التي خَرجت عليهِ.
رَأى كُلَ شَئ بَعينيهِ،رَكضها،خَوفها،صُراخها عِندما قَيّدها الشّرطي على سَطح سَيّارتهِ،تَصرخ بِكنيتها تُجذب انتباههم بِقولها اسمهِ وكونها تنتمي لَه،تَضرب الشّرطي وتَهرب وبِكلّ جَراءة تُدافع عَن نفسها حَتى توقُّف سَيارتهم وخَارت قِواها.
أغلق جُونغكوك الحَاسوب وابتلع رِيقهِ هَامِساً بِإهتزاز:بِقدر شَجاعتها وجَراءتها،تَماسكها وَثباتها،لكِنّي لَن أضعها في مِثل مَأزق كَهذا مُجدداً،مُستحيل،في كُلّ مرّة أشعر أنني أخيراً سَأكون مَعها يَحدث لَها لَعنة قَد تَجعلني أتردد مِئة مَرة في أمانها مَعي.
يُونغي:هِيلين قويّة للغاية.
جُونغكوك:لَيس مُبرر لِأجلها تُعاني بِهذهِ الطّريقة.
يُونغي:أعلم،ما خِطّتك؟
جُونغكوك:لقد بدأت هُيونغ.
ارتعش قَلب يُونغي لحديث الأَصغر وشاهدهُ يَدخل المَنزل مَرّة أُخرى وأغلق الباب خلفهِ،توقّف أمام جَسدها يَتفحَصها بِعمق أخيراً،بِوجهها الغافِل عن الأعين التي تُراقبها،جَلس على رُكبتيهِ أمامها،وجُيون جُونغكوك لا يَتقدم بِالمِثول أمام أي شَخص البَتة،فقط مرّة واحدة،عِندما التَقط جَسد أمهِ وسَقط بِهِ على الأرض بسبب بنيتهِ الضّعيفة،وهذهِ مَرَتهِ الثّانية.
أخذ يَدها يُقّبلها طَويلاً ووضعها على وجنتهِ يُغمض عينيهِ براحة،اقترب أَكثر واسقط شَفتيهِ على خاصتها،تَدريجياً قَد شَعر بِمبادلها بِسبب يدها التي سَحبت رأسهِ لَها أَكثر وخُصلات شَعرهِ الطّويلة كانت بَين أناملها،احتدّت لمساتهما عِندما حاوط جُونغكوك خَصرها وأجلسها لِيتسنّى لَه احتواءها بِشكل أَكبر.
جَلس قُربها وأدخل يدهِ البَاردة أسفل قَميص المَشفى الذي يغُطي بشرتها،وصولهِ حيث أماكِن حَساسة وَجعلت جسدها يرتعش حتى ابتعدت ونوّهت بعدما اسندت جَبينها بِخاصتهِ بِلهاث:أكره عِندما تتصرّف مَعي بِلؤم.
جُونغكوك:أنا أُحاول ألا أفعل.
هِيلين:وَجاف أيضاً،بارد المَشاعِر.
جُونغكوك:صدّقيني مَشاعري تنصَهر بِمجرد النّظر لكِ،فقط عِندما يَنتهي كُلّ هذا،لن امنعكِ شئ،سأطََمئِن وأعود لِذلك الرّجل الذي وَقعتِ بِحبّهِ،لكِن مَعكِ أشعر أنني ضَعيف للغاية تَجعلني أشك في قُدرتي على الإنتقام مِن هذا اللعنة.
هِيلين:لكِن سَيّد جُيون
جُونغكوك:هِيلين،أنتِ مُتعبة،تَعالي مَعي.
تَنهّدت طَويلاً ثُمّ تمسّكت بِعنقهِ عندما تَقدّم لِيحملها،أراحت رأسها على كَتفهِ تشم رائِحة عُنقهِ الرّجولية وتَشعر بالخُمول والرّاحة الكَبيرة في سَائِر جسدها،وَصل حَيث غُرفتها وَفتح البَاب يَضعها بِرفق على السّرير،كَاد يَبتعد لكِن يدها كَانت تتمسّك بِقميصهِ،التَقط أناملها بِلطف وقبّلهم طَويلاً يُنزلهم بِهدوء،ثُمّ رَفع الغِطاء ووضعه على جَسدها.
مَسح على شَعرها وخَرج بعدما أغلق البَاب،أَخذَ نَفس عَميقاً ونَزل إلى الأَسفل،أَخرج سِلاحهِ مِن جيبهِ وتبّدلت مَلامِحهِ بالكَامِل،ظَهر لِيونغي وكَان يتحدّث مَع الشّرطي الذي للتو كَان يُحقق مَع جُونغكوك وهِيلين،تَركه سريعاً وتوجّه للأصغر الذي لاحَظ مَلامحهِ الحادّة والتي لا تُبشّر بالخَير بتاتاً.
أمسك يدهِ وصرّح بإستنكار:أَين سَتذهب مُحقق جُيون؟
جُونغكوك:سَأتأخّر،لازِم قُرب هِيلين،لا تتركها حَتى أعود،يُمكنك التّواجُد بِرفقة مِينجي بِقدر ما تَرغب لكِن لا تَذهبا إلى أي مَكان بَعيد عَن هِيلين.
يُونغي:لَم تكن هذهِ الإجابة التي انتظرها.
جُونغكوك:سَأُنجز عَمل.
يُونغي:أَي عَمل؟
جُونغكوك:فَقط تذكّر أنني قَبل أن أَكون مُحقق فِيدرالي أنا ابن مُحتال مُحترف،سَأُكمل ما بَدأه.
يُونغي:جُيهون لَم يَقتل.
جُونغكوك:أنا أَفعل.
دَخل سَيَارتهِ تَارِكاً يُونغي في حِيرة وقَلق،تَحرّك جُونغكوك مُبتعداً مِن بُقعتهِ وهو يَعرف وجهتهِ جَيّداً،مَكان بَعيد،ناءٍ،لا تقربه أي نُقاط تَفتيش أو شُرطة أو حَتى بِهِ كَاميرات مُراقبة،وَقف أمام المَبنى الكَبيرة وخَرج يُشعل سِيجارتهِ واضِعاً إياها دَاخِل ثَغرهِ،أخرج مِفتاح صَغير لِفتح القِفل الكَبير الذي يُغلق بوابة المَبنى.
دَخل بين الضّوء الضّعيف حَيث غُرفة أُخرى،بِقفل آخر على الباب،وفَتحه يَدفع البَاب بِقدمهِ،أغلقه خلفهِ ووقف يُحدّق بالأجساد الضّخمة المَحبوسة في ثَلاثة زِنزانات عازِلة للصوت،دَخل على واحِدة مِنهم وابتسم بِجانبية ونوّه:فَكّرت فيما قُلته لَك؟
استيقظ الآخر على الفَور ووقف يَتقدم نَحوه لكِن قدميهِ مُقيّدان بالحَائِط،تَألم وسَقط عِندما تَألم مِنهم،فَـ قِيودهِ حادّة،إن قَاوم أَكثر سَتنحر لَحمه وعِظامهِ،تأوّه وردد مُقترباً مِن المُحقق:سَأَفعل كُلّ شئ،أي شَئ تطلبه مِنه مُقابل أن تُنزع عنّي هذهِ القُيود،لا مَانِع لدي في أن أبقى هُنا طَوال حَياتي لَكِن أنا أموت بالبَطيئ!
سَحب جُونغكوك كُرسي وَجَلس أمامهِ مُشابِكاً أناملهِ وأَجاب:وإن أَخبرتُكَ أنني سَأقوم بِإخراجك مِن هُنا سَليماً،وسَتعيش حَياة مُختلفة وأفضل بِكثير مما عِشتها.
ترقّب حديثهِ وتوقّف عَن المُقاومة لِوهلة مُردفاً:ماذا أَفعل في المُقابل؟
جُونغكوك:تَشهد ضِدّه،في المَحكمة.
ابتلع ريقهِ وتَراجع وَهمس:سَيقتلني،ووشِيك سَيقتلني.
جُونغكوك:مُستحيل،لن يَفعل،سَأقتله قبل أن يَقتلك.
ارتعشت عَينيهِ وعَاد مُقترباً مِن الحَائِط وهَمس:ووشِيك سينجو مِن أي لَعنة ويَسعى خَلفي.
وَقف جُونغكوك وتَقدّم نَحوه وجَلس القُرفصاء أمامهِ ووضع ثلاث جَوازات سَفر،بِخوف قَد سَحبهم وتفحّصهم مُردفاً بِرَجفة:هَـ هَذا...
جُونغكوك:لِعائِلتك،لِطفلك وزَوجتك،إن حدث وهَرب ووشِيك مِن يدي وفَكّر في مُلاحِقتك وهذا مُستحيلاً لِأنّه لَن يهرب مِنّي فَقط،سَيهرب مِن العَدالة،عِندما تَذهب لِتشهد ضدّهِ سيكون في السّجن أو مَيّتاً.
رَمق جَواز سَفر طفلهِ كَثيراً وَرفع بصرهِ مُجدداً يَسأل:مَاذا إن...مَاذا إن فكّر في أذيّتهم وهو داخل السّجن؟
يَستأجر أي عِصابة لِتسعى خلفي؟
جُونغكوك:أن يرتَكب مُحقق قوي تَابِع للشرطة الفِيدرالية قَضايا بَشعة مِثل التي ارتكبها ووشِيك سَيُحرم مِن كُلّ حقوقهِ،لَن يزورهُ أي شَخص حتى عائِلتهِ،سَيغدو نَكرة،وسيُعدم،لَن يتسنّىٰ له حَقّاً الإنتقام مِنك،سَيهتم بِالنَّجاة بِنفسهِ فقط،هُناك الكَثير سيشهدوا ضِدّهِ مِن بَينهم زَوجتي التي اختطفتها أنت تَلبيةً لِطلب ووشِيك.
شَدّد على جُملتهِ الأَخيرة وهَذا دبّ الرّعب في بدنهِ وعَلّق:حَـ حَسناً،سَأشهد ضِدّهِ،مَتى؟
جُونغكوك:عِندما يَحين الوَقت سَأُخرجك،إن حاول ووشِيك فِعل أي شَئ لَعين سَأُحادِثك لِتهرب مِن كُوريا بَأكملها وتذهب بَعيداً أنت وعائِلتك،إن نسى أمرك فَلن تَحتاج جوازات السّفر هذهِ،فَالنّهاية لست وَحش مِثله.
وَقف جُونغكوك أَخيراً واستدار للخروج حتى استوقفه شَيئاً والتفت مَرّة أُخرى لَه ونوّه:إن فَكّرت،مُجرد التّفكير،أن تَهرب،تتواطَئ مَع أحدهم،عِندما كُنت فاقِداً للوعي بسبب الرّصاصة التي فِي جسدك حَتى الآن والتي اطلقتها هِيلين زَوجتي،بِها مَادّة سَامّة للغاية،إن خَرجت بِطريقة خاطِئة سينتشر السّم في دماءك ولَن تتمَكّن مِن النّجاة،إن تحلّيت بالصّبر،سَأُشرف على حالتك بِنفسي ولن يُصيبك شئ.
_________________
خَرجت مِن غُرفتها بَعدما اغتسلت وتخلَصت مِن ثياب المَشفى وتَشعر أنّها أفضل بِكثير،الأَجواء في المَنزل كَانت هادِئة مما جَعلها تطمَئن قليلاً لكِن عينيها تَبحث عَنه،نزلت إلى الأَسفل حَتى وَجدت يُونغي ومِينجي يَستلقيان قُرب بعضهما على الأريكة نائِمَين.
وقفت قُرب النّافِذة وتفحّصت سَيّارات الشُرطة والحِراسة التي تُحَاوط المَنزِل بالكَامل وهذا يَخنقها،تنهدّت وتَراجعت لِلصعود حَيث غُرفتها والقَلق يُساورها عَليهِ،خَطواتها بَطيئة،مُحَبطة على السُّلَّم،سَمعت صَوت البَاب يُفتح حَتى استدارت فَوراً ونَزلت تَركض عِندما تَقابلت أعينهما،ارتمت في أحضانها حَتى ابتسم بِتعب وحَملها لِتحاوط قدميها خصَرهِ.
أخذت شَفتاه بِشوق ثُمّ ابتعدت هَامِسة:لقد تَأخّرت،كَثيراً سَيّد جُيون.
جُونغكوك:آسف،أَعلم.
هِيلين:لِمَ؟
رَمق يُونغي ومِينجي بِتقزز ثُمّ نوّه بِخفوت:لِنصعد حَيث غُرفتنا.
قهقهت بِنبرة مُنخفضة وصَعدا إلى الأعلى،جَلس على السّرير وهي على فَخذيهِ وتفحّصها جَيّداً قائِلاً:هل أنتِ بخير؟
لا تُعاني مِن شئ؟
هِيلين:نَعم،رُبما لَم تَكُن بِغايتهِ أذيتي بِقدر تَذكيري أنّه قادر على أن يُكرر ما حدث لِي سَابِقاً،عِندما كُنت طِفلة.
أومئ بِضيق ومرر أناملهِ على بشرتها النّاعِمة كررت سُؤالها بِفضول:أين كُنت؟
جُونغكوك:لقد ظَهرت نَتائِج الطّب الشّرعي والحِمض النووي،عثرنا على الرّجل الذي أطلقتِ عليهِ.
هِيلين:بهَذهِ السّرعة؟
وماذا حَدث؟
جُونغكوك:لقد اعترف على شُركائِهِ،وغَداً سَأُحقق مَعهم جَميعاً وأعرف مِنهم إن كَان ووشِيك.
هِيلين:لَم يَقع بيدك؟
جُونغكوك:مَاذا تَعنين؟
هِيلين:سَيّد جُيون أنت لا تتحدّث أنت تَلكم،لقد جربتُك في الإنتقام سَابِقاً،لا أُحاول أن أجعلك تَشعر بالذّنب هذا كَان مُنذ وقت طَويل،لكِن الهُدوء والتّفهم لَيس مِن شيمك،أنت تَلَجأ للعنف دائِماً،ولا داعي لهذا حَقّاً ووشِيك هو مَن استأجرهم،إن أردت أن تلجأ للعنف على الأَقل تعامل مَعه.
زَفر هواءهِ طَويلاً وقَرّبها أَكثر لَه،يَد تتلمّس فخذها ويد تُسرّح شَعرها،كوّبت وجههِ وابتسمت بِهدوء مُردفة:تَعلم؟
جُونغكوك:مَاذا سَيّدة جُيون؟
توسّعت ابتسامتها أكثر وحاوطت عُنقهِ تَعبث بِشعرهِ مِن الخَلف ونوّهت:رُغم الفَوضى التي كَانت في عِلاقتنا سَابِقاً،عِندما كُنت استاذي في الجَامعة،مُشاجراتنا،نِقاشتنا وحُبّنا الغير مَفهوم،لكِن أتوق لِهذهِ الأيام بِحق،كُلّ ما كُنت أقلق بِشأنهِ هو مُراقَبتك مِن النّافِذة واكتشاف ماذا تَفعل.
جُونغكوك:حَصلتِ عليّ،فُزتِ في النّهاية هِيلين.
هِيلين:أُحبك كَثيراً،حَقّاً أَفعل.
أنزل يدهِ لتتمسّك بِعنقها وأخفضها يَأخذ شِفاهها بِقّوة بَين خاصتهِ،ابتسمت ضد ثَغرهِ ثُمّ خَلعت سُترتهِ السُوداء ووضعتها بَعيدًا ثُمّ دفعتهُ ليستلقي على ظَهرهِ وتركها تَعتليهِ،وَقفت على جَسدهِ ونوّهت:أتعلم أنّه لَم يسبق لِي أن أكون فَوقك؟
لَطالما كُنت مُهيمن لَعين.
جُونغكوك:لَم تَطلبي هَذا عزيزتي.
هِيلين:وهَل تِلك السافلة التي كانت تعتليك مُسبقاً طَلبت هذا؟
جُونغكوك:أي سَافِلة؟
هِيلين:يَبدو أنّك عاشرت الكثير قَبلي لِدرجة أنّك لا تتذكّر أي سافلة سَاقِطة حقيرة مِنهنّ.
جُونغكوك:تقصدين تِلك السّافلة السّاقطة الحَقيرة التي ضاجعتها أمام النّافِذة عِندما كُنا كَالنّار والوقُود؟
فَعلت هذا أمامكِ فَقط لِمضايقتكِ،لَم يَحدث شَئ بيني وبَينها لَقد أخذت مَا أُريدهُ مِنكِ،لقد أثرت غضبكِ.
هِيلين:حَقّاً؟
لَم تُعاشِرها؟
جُونغكوك:لا صَغيرتي لَم أَفعل.
دَنت واستجمعت خُصلات شعرها تَضعها على كتفها ثُمّ دَاعبت أنفها بِخاصتهِ هَامِسة:هَذا أَفضل.
جُونغكوك:أَنتِ مَجنونة حَقّاً.
قَهقهت وقَالت قَبل أن تأخذ شِفاههِ:بالطّبع أنا كَذلك ألست حَبيبتك؟
جُونغكوك:زَوجتي.
أخذت ثغرهِ ويدها تَعبث بِأزرة قَميصهِ تنزعها عَنه وكَشفت عَن صَدرهِ،ذراعهِ المُلتف حَول خصرها يَخلع بُلوزتها الخَفيفة لِتبتعد هِيلين عَنه كَي تُعطيهِ المَجال وينزع القَميص بَعيداً لكِن لاحَظت بُقع دِماء على الأكمام،ابتلعت رِيقها وعينيهِ كَانت مُتشتتان للغاية حَتى أمسك ذَقنها ونوّه:صَغيرتي هل أَنتِ بِخير؟
همهمت بِعدما ابصرت نَحوهِ تُحاول اخفاء صوتها ونظراتها المُرتجفة،لن تتحدّث مَعه مُجدداً بِشأن هذا الأمر،تَصنّعت الجَهل،وأَكملت ليلتها مَعه،رُغم أن قلبها لَم يَطمئِن أبداً.
__________________
لَم تَنم لِلحظة،حَتى عِندما استيقظ هو قَبلها قد تصنّعت النّوم كَي لا تتحدّث مَعه،وفي ذات الوقت ستتعامل بِشكل طَبيعي،وتَبدأ في مُراقَبتهِ عن بُعد،وَقفت تُزيح الغطاء عَن جَسدها وتنهّدت طَويلاً،أخذت ثِيابها مِن الخِزانة وَدخلت الحَمّام رغبةً في جعل المِياة الدّافِئة تَسري في جسدها
لَم تستغرق لَحظات حَتى خَرجت بِثياب جَديد ونَظيفة وشعر جاف،رائِحتها عَطرة،ومُرتّبة،ارتدت خُف المنزل وفَتحت باب غُرفتها تَخرج للبَحث عن حَبيبها في الأرجاء،سَمعت صَوتهِ بالأسفل وحَاولت أن تسترق السّمع عِندما لاحظت تجَعُد ملامحهِ مِن الأعلى.
التقطت اذنها جُمل صادِمة،بنبرة لم تَسمعها مِنه مِن قَبل:سَأرسِل لَك المَوقع الذي ستقود بِهِ هذا اللعين لِهناك،أفقده وعيهِ حتى تتهشم رأسهِ لا أَكترث،الأَهم مِن كُلّ هذا لا تَقتله،أنا مَن سيَفعل،سَأكسر عُنقهِ بِأناملي،ضَعه مع الثّلاثة رِجال الذي تَواطَئ مَعهم لِإختطاف زَوجتي،هُناك زِنزانة كَبيرة،مُخصصة لَه فَقط،امنحني سَاعة وربما أَقل وسَأكون لديك.
تَراجعت بعدما وَضعت يدها على ثَغرها وَدخلت غُرفتها سَريعاً،دُون أن تقصد قد ارتطم البَاب بصوتٍ قد تَمكّن جُونغكوك مِن سماعهِ،دَخلت الحَمام وأغلقت الباب على نَفسها تُحاول إخراج كَلماتهِ الدّموية مِن رأسها،مَرّت دقائِق وارتجف جسدها مِن طرقهِ على البَاب وسَمعت صوت مُختلف تماماً عن ما سَمعتهُ صَوت دافِئ لطيف للغاية مُردفاً:صَغيرتي هل أنتِ بخير؟
هِيلين:نَـ نَعم أنا بِخير فَقط...لا عَليك سَأخرج الآن.
غَسلت وجهها عِدة مَرّات وخَرجت لَه لِتجده يُغيّر ثِيابهِ ثُمّ سَألت:هَل سَتذهب لِمكانٍ مَا؟
جُونغكوك:نَعم هِيليني،لكِن فقط سَأقضي مَعكِ الوَقت وأذهب.
هِيلين:حَظّاً موفّقاً.
ابتسم واقترب مِنها وابصرت عينيها على أكمامهِ النّظيفة،ابتلعت رِيقها وحدّقت بِهِ يُلاطِف بَشرتها ثُمّ نوه:أُحبّكِ هِيلين،ضَعي هذا في عَقلكِ.
لا يسعها سِوى أن ترسم ابتسامة مُتوتّرة وارتعشت عِندما قَبّل جَبينها ونزل يَأخذ شفتيها،بادلتهُ بِصعوبة ولا يَمكنها أن تَسمع شئ سِوى صوتهِ المُرعب في المكالمة الهاتِفية وهي مُتأكدة أنّه ليس يُونغي.
ابتعد سَاحبِاً سُفلتيها بِرفق ثُمّ نَقر أنفها مُبتسماً وعلّق:سيتعيّن عليكِ انتظاري اليَوم،لا يُمكنكِ الذّهاب إلى أي مَكان وكُفي عن عِنادكِ.
هَمهمت بِطاعة حَتى حَاوط خَصرها ونَزلا إلى الأَسفل مَعاً،يَعلم أنّ هُناك شئ خاطِئ يَجري مَعها لكِن سيلتزم الصّمت وهو متأكد أنّه سينجح بِقراءتها،بِمجرد نُزولهما قد رَاودهُ اتّصال ولاحَظ تشتت انتباهها حَتى نوّه:لَحظة صَغيرتي.
هَمهمت بِإرتباك وَجلست على الأَريكة تتصنّع الإنشغال بِالهاتِف وابتعد عَنها هو يَدخل غُرفة أُخرى،نَهضت هِيلين مُسرعة لتقف قُرب الغُرفة تحاول فِهم أي شَئ،تحدّث جُونغكوك بِنبرة يتسللها الخُبث:هل أنتهيت الأَمر؟
حَقّاً؟
بِهذهِ السّرعة؟
إذاً،يُمكنك المُغادرة،سَأتولّى أَمرهِ أَنا.
عَادت هِيلين لِمقعدها عندما أنهى المُكالَمة لِيجدها تَجلس وتتفحّص هاتفها،دَنى وقبّل وِجنتها مُردفاً:آسِف قِطتّي،يَجب عليّ الرّحيل،طَرأ أمر مَا بالعمل،سَأطمِئن عليكِ دائِماً،إن احتجتِ أي شئ حادثي يُونغي أو أي حَارِس مِن الحُراس في الخَارج.
وَقفت عِندما استدار وصاحت بِأسمهِ سَريعاً:جُونغكوك!
التفت بِإستفهام حتى اقتربت مِنه وأراحت يديها على صدرهِ قُرب أيسرهِ ونوّهت:اعتني بِنفسك،وإن فَعلت أي شَئ سيتسبب في ضررك وله تأثير سلبي لَعين على حَياتك لَن أُسامِحك حَقّاً،فَكِّر بِي أولاً،لا تَفعل أي شئ تندم عليهِ لاحِقاً،كُن أنانياً وقدّر حياتك وفكّر بِكل عاقِبة فِعل ستُقدم عليهِ.
فُرغت ملامحهِ وأظلمت ولَم يُعطها أي ردّة فِعل تقرأها لتفهم هل هو تقبّل ما قالته للتو أم لا،أنزل يديها ونوّه بِنبرة بَارِدة:وداعاً هِيلين.
تحرّك مِن أمامها وتركها فخاب أملها حَقّاً في استرجاع أي فِعل قد يُقدم عليهِ،أغلق البَاب خَلفهِ حَتى هرعت إلى الأعلى تَبحث عَن مِفتاح سيارتها ونزلت مُسرعة وبيدها هاتفها تُحاول الإتصال بِيونغي لمُساعدتها،خَرجت مِن المَنزل تَبحث عن سيّارتهِ التي فقدت أثرها،بعثرت شَعرها ثُمّ راسلت يُونغي ولم تُكمل رِسالتها حَتى.
شَعرت بيد تَلتف حَول خصرها حتى استدارت سَريعاً ونَظرت بعينيها،نَفى بِرأسهِ بخَيبة وصرّح:اخبرتِكِ ابتعدي عَن طريقي هِيلين،لا يَليق بِكِ حقّاً.
هِيلين:سيّد جُيون!
كَادت تُكمل جُملتها لكِنّه غَرز مُخدّر في عُنقها وتَدريجياً قَد استسلمت بين ذِراعيهِ،جَلس بِها على الأرض وقَلبهِ يتألم على مَا حدث للتو،أُجبر على هذا ليِنتهي مِن هذهِ القضّية التي تستنزف طاقتهما.
حَملها ودَخل المَنزل يَصعد بِها إلى الأعلى حيث غُرفتها،وضَعها على السّرير والتَقط هاتفها الذي شَعر بإهتزازهُ في يدهِ ليجد اتصال وارد مِن يُونغي،أغلق الهَاتف ووضعه بَعيداً عن مكان سَريرها.
كَانت السّاعة التّاسعة صَباحاً،وظنّت هِيلين أنّها بدأت يَومها الهادِئ مَع حبيبها بعد قَضاء ليلة رائِعة مِن الحُب لكِن مُختلطة بالقلق والتّوتر مِن قبلها،تركها على حَالها،لا يَعلم أنّها سَتُفزع عِندما تستيقظ بالطّريقة التي تَركها عليها.
__________________
طَرقت مِينجي على البَاب تنتظر مِن هِيلين أن تأتي وتفتح لَها الباب،ساورها القلق اتّجاه صديقتها وحَبيبة أخيها التي لَم تَسمع عن أي شئ مُنذ الصّباح،والآن السّاعة السّابعة مساءاً،حادثت مِينجي حبيبها سَريعاً وعلّقت:يُونغي مَا هو الرّقم السّري لمنزل هِيلين؟
يبدو أنّها لا تسمع شئ.
يُونغي:يَوم مِيلاد شقيقكِ،هِيلين حادثتني صَباحاً لكِن بعدها هاتفها أُغلِق،يبدو أن جُونغكوك يَأخذ كُلّ وقتها،حتى أنني لم أتحدّث مَعه مُنذ الأَمس.
مِينجي:سَأطمَئِن عليها وأُعاود الإتصال بِك.
انهت المُكالمة ودَخلت تُنادي بِإسمها لكِن دُون جَدوى،صعدت حَيث غُرفة هِيلين ودَفعت البَاب تَدخل حَتى شَهقت لِرؤيتها هِيلين مُقيّدة بالسّرير بالأصفاد تَبكي ويديها مُتورّمة،اقتربت نَحوها واردفت بِصدمة:مَن فَعل هذا بِكِ هِيلين!
هِيلين:إنه جُونغكوك!
__________________
انتهَى البَارت،طوّلت فيه شوي أتمنّى يَعجبكم🤍.
١/تَصرّف جُونغكوك صَح وتتوقّعوا هِيلين بتسامحه؟
٢/وجهة نظر مِين تفوز،هِيلين أو جُونغكوك؟
٣/تتوقّعوا كيف انتهى بووشيِك في بيت جُونغكوك القديم؟
٤/وش بيصير البَارت القَادم مَعهم؟
أشوفكم في بَارت جديد حَماسي كُونوا بِخير لحِينها🤍.
باي نُجوم بَانقتان🤍.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top