ذَكاء
اعتدَل جُونغكوك فِي جَلستهِ وصَرّح بعدما كتف ذِراعيهِ:مَرَحَباً بالعاهر الذي خَدع حبيبتي لِسنوات.
تَايهيونغ:آخر مَرّة رَأيتك بَها كُنت تنعتها بالوَرقة الرّابحة،مَتى أصبحت حبيبتك؟
جُونغكوك:الوَقت لا يَخصّك أبداً،الأَهم أن تُدرك أنّ لِكل شئ حد،انتهى أمرك مَعها،رُبما امتلكتها في المَاضي لَكنّها الآن عادت إلى حَيث تنتمي،لن تحتاج إلى رَفيق مُزيّف كاذِب بَعد الآن.
تَايهيونغ:أتصِف نَفسك سَيّد جُيون؟
جُونغكوك:رُبما،لكن الفَرق بَيني وَبينك أنّها تُحِبّني،سَتمنحني مِئة فُرصة لِأصحح أي شئ فِعلته،فَقط أتسائَل،ألم تَكُن تَعرف مِن البَداية أنّها تُحبّني؟
أَكُنت تَظن حَقّاً أن الجِنس،المُداعبة،المُعامِلة اللطيفة،قد تَجعلك رائِع بأعين هِيلين؟
وبِسهولة قَد تتخَطّىٰ أمري ويَنتهي بِها الحَال مَعك؟
هَل كُنت مُغفّل لِهذهِ الدّرجة مُحامِي كِيم؟
تَايهيونغ:لَست مُغفّل،لكِنك قَبيح للغاية لِدرجة أنّ هِيلين مَهما كَانت تُفكّر بك،فقد تَمقت العَودة لَك،نَعم كَانت تَشتاق لَك،تشتاق كَم أَنتَ حَبيب مُثير،رائِع،لكِن يَنتهي حَبل أفكارها بكيف دَمّرت حَياتها،وأعني حَرفياً مُحقق جُيون،هِيلين تَعشقك،لكِن الحَقائِق صَعب للغاية أن تُمحى،هِي تَعلم أنّك أعطيت للجاني الحَقيقي فُرصة لِقتل والدها دَاخل السّجن،فُرصة لِموت أُمها الذي انتهى بِها الحَال مَيّتة في المَشفى لِحزنها على زَوجها،وهِيلين التي أصبحت يَتيمة وَحيدة،كُلّ هذا بِسببك،كَما هُِناك مِئة فُرصة لِأن تُسامِحك هِيلين مُحقق جُيون،هُناك مِئة فُرصة لِتتركك نِهائياً وتَبتعد عن أَكثر شَخص قد أذاها بِحياتها،ألا تَظن هذا؟
ابتَلع رِيقهِ وهو يَسمع الحَقيقة التي يَتهرب مِنها مُنذ عودة هِيلين لِحياتهِ،كُلّ مَا يَقوله تَايهيونغ هو حقيقة لَم يَفعل شئ سِوى أن كَان يَمقتها،لقد دَمّر حياتها بالفِعل،لكِنّه ينكر هَذا،لَيس هو فَقط،بَل هِيلين،اعتَصر قَبضتهِ ونَظّم أنفاسهِ حتى سَمعه يَستكمَل حديثهِ قائِلاً:فقط اعترِف جُونغكوك،أنّ لا فَرق بَينك وبَين الجَاني الحَقيقي،وكَأنّكما شُركاء جَريمة.
دَنى والتَقط السّلاح الذي اسفل سَريرهِ ووجّههُ نَاحية الآخر الذي قَهقة ودَسّ يدهِ في جِيوبهِ مُردفاً:لا تُخطئ التّصويب سَيّدي المُحقق.
جُونغكوك:صَدّقني أنا لا أُخطئ أَبداً.
تَايهيونغ:فَقط فُضول،دون إهانة،كَيف لِهيلين أن تَقع بِحُبك أعني،مَاذا وَجدت بِك؟
رَجل ذُو مَشاكِل غَضب،مُتسرّع،اندفاعي،مُسيطر،وعلاوة على ذَلِك...ضَرير،هل تُحب الألم الذي تَمنحه لها كُلّ يوم تقضيهِ مَعك؟
صَدّقني ستتخطّىٰ أمرك بِسهولة كَما تخّطه مُسبقاً بِصداقتنا ومُنفعتنا المُتبادلة.
جُونغكوك:فقط للتنوية،لقد تَمّ تدريبي عِندما كُنت مُحقق مُبتدئ،الرّماية بإرتداء عصبة،أذني حتى تستطيع سَماع صوت أنفاسك وحواسّي قد التقطت أين تقف تَماماً،لذا...
رَفع يَدهِ وقد ارتعش بَدن المُحامِي فور مَا تَمّ توجيه السلاح في وجههِ،فجأة فُتح البَاب لِتَظهر هِيلين مِن خلفهِ وبمُِجرّد ما رَأت مَا يَجري قد شهقت بصدمة وعلّقت:تَايهيونغ!
نَقلت أنظارها لِجونغكوك حَتّىٰ ابتلعت رِيقها بِرجفة وهَمست:سَـ سيد جُيون أرجوك.
جُونغكوك:مَاذا هِيلين؟
بأسوء الحالات قَتل خَطأ.
هِيلين:جُونغكوك أخفض سِلاحك.
بإبهامهِ قد سَحب جُونغكوك الزّناد لِتقف هِيلين في مَكان الهَدف وصرّحت بصعوبة:اسحب الزّناد إذاً.
جُونغكوك:هَل واللعنة أنتِ أمامهِ؟
هِيلين:إن أطلقت أي رُصاصة سَتخترق جَسدي أنا.
جُونغكوك:تَهّمكِ حَياتهِ؟
ألم يَستهن بِخاصتكِ وهو يَغرز السّكين في جَسدكِ إنتقاماً مُنذ سَبع سنَوات وأَكثر؟
هِيلين:كُف عَن تَعقيد الأُمور بِحق الجَحيم!
جَميعنا هُنا نَعلم كَيف حاولتما الإنتقام مِنّي وانتهى بِكما الأَمر كونكما أَهم شَخصين قابلتهما،كَفاكما تَدميراً لِحياتي وتعقيدها أَكثر مِن اللازم،ارحل تَايهيونغ ارحل!
لا تَجعلني أكرهك أَكثر فَقط ارحل،أَهذا صَعباً؟
تَايهيونغ:لَقد جِئت لِأتحدّث هِيلين،أتَحدّث مَعكِ.
هِيلين:حَقّاً؟
تنهّدت بِثقل واقتربت مِن جُونغكوك وأخفضت سِلاحهِ ثُمّ استدارت لِتايهيونغ قائِلة:تَعال مَعي.
جُونغكوك:إن فَكّرتِ في الخُروج مَعه الآن لقد انتهينا هِيلين.
هِيلين:مَاذا قُلت؟
هَـ هَل واللعنة فَقدت عَقلك؟
قَطع حديثهم دُخول يُونغي ومِينجي لتلتفت لَه بعدما التقطت ذِراع تَايهيونغ وعلّقت:انصَح صديقك قليلاً ودَعه لا يَتفوّه بحديث سَيندم عليه لاحِقاً،لقد سَئِمت مِن ابتزازهِ اللعين لِعلاقتنا واستخدامها كَورقة مُساومة.
خَرجت مَعه المُحامِي الخَاص بِها تاركةً جُونغكوك مَع مِينجي ويُونغي الذي تحدّث بِيأس:مَاذا فَعلت مُجدداً جُونغكوك؟
جُونغكوك:هَل بِحق الجَحيم ذَهبتِ مَعه وتركتني هُنا؟
يُونغي:ما كَان بينهما صَعب أن يُهدم بَين يَوم ولَيلة جِونغكوك أتمزح؟
أنت غَبي،ثِقتك بنفسك مُنعدمة تِغطيّها بالسّيطرة والتّسلط عليها،لديك مَشاكِل غَضب،خذلتها مِئة مَرّة وأحبتك هِي مِئة مَرّة،أحبّتك رُغم كُلّ شئ،وأَنت صَعب المِراس،وأنت ضَرير،وأَنت مُحقق وفي أقوى حالاتك وأسوءها،دَعها تُنجِز أمورها،توقّف عن التّحكم بِها هِي لَم تَعد مُراهِقة،لقد مرّت بالكَثير،لا تُصعَب عليها الأُمور أَكثر مِن هذا.
جَلس على طَرف السّرير يتنفّس بِإهتزاز لِيتنهد يُونغي وجَلس قُربهِ يُربّت على ظَهرهِ واستكمل:لا أعلم هل أنت تَغار أم قَضيب وتُضيّق عليها كُلّ الطّرق كَي لا تَذهب مِنك إلى أي مَكان لكِنّك حَرفياً تَدفعها بَعيداً،إن كَانت أرادت تَركك،لَفعلت هذا مُنذُ أن قابلتك مُجدداً.
بَعثر شَعرهِ حَتى سحب يُونغي المُسدس مِن يدهِ وردد:هِيلين حَقّاً مُختلفة تَماماً عن هِيلين مُنذ سَبع سَنوات،هَذا ظَاهِر على مَلامِحها،طِباعها،طَريقة تَفكيرها،سَترى هَذا قَريباً،لكِن ما أراه أنا،أرى امرأة قويَة،واثِقة،مَسئولة،ناضِجة وذَكية،لا تحتاجك كِي تملي عليها أوامِرك.
بَينما في غُرفة مَكتبها،تتفحّص الآخر الذي منذُ دُخولهما وهو صَامِت لا يَتحدّث،كَتفت ذِراعيها واستندت على الطّاولة مُردفة:هَل حَقّاً أتيت لِتتحدّث أم فَقط لِإستفزاز جُونغكوك؟
تَايهيونغ:ظَننتُ أنّكِ ستتواجَدين بالدّاخل.
هِيلين:أنا أعرفك تَايهيونغ،وأنا مُتأكدة أنّك كُنت تَعرف أنني لَست بالدّاخل،أنت فقط أردت زعزعة ثِقة جُونغكوك وتُزيحه عن طَريقي،ويُشكك في أنني قد أحببتهُ حَتى،لكِن إلى مَتى؟
لقد انتهينا تَايهيونغ،وَليس بسبب جُونغكوك،بل بَسببك أَنت،أنا لَن أؤذيك،رُغم أنني قادِرة على الإنتقام مِنك،ومِن جُونغكوك حَتى،تَعلم أنني عاهِرة عِندما يَتعلّق الأمر بالإنتقام والكُره،لديّ كُلّ الطّرق لِأثبت لَك أنني قَادِرة على مَحي اسم كِيم تَايهيونغ وكأنّه لَم يُوجد على الأطلاق،لِذا لننهي أمورنا هُنا،ودَعنا لا نتقابل مُجدداً.
تَايهيونغ:مَاذا عَن قَضّية جُونهو؟
هِيلين:أنا أَعمل مَع أقوى مِحققين فِيدراليين،لا أعتقد أنني سَأحتاج مُحامي،شُكراً على كُلّ شئ،سَنذهب لِدرب مُنفصل،لَم ولَن أُسامِحك أبداً،الفَرق بَينك وَبين جُونغكوك،ليس لِأنني أُحبّه،بَل لِأنّه كَان بين جَنّة ونَار،بَين حُبّي،وبين عمله والإنتقام لعائِلتهِ التي انتهت في لَحظة،أما أنت فَـ ماهو عذرك؟
عاشرتني لِسبع سَنوات وأنت تَعلم أنّ جُرحي مِن خذلان جونغكوك لَازال يُؤلمني ولم يَلتئِم ورأيت هذا بعيني وفَعلت الشّئ ذاته.
تَايهيونغ:ولا استَحِق الغُفران؟
هِيلين:الغُفران هُو أن تنتهي علاقتنا بِكلّ هدوء،شُكراً لِمَجهوداتك،لِدعمك،لِحبّك حتى وإن كَان مُزيف كُلّ هذهِ السّنوات،شُكراً لِبقاءك مَعي رُغم أنك قَد تَكون حَملت كُرهاً لِي عظيماً كُونني ابنة الرَجل الذي حَرمك مِن والدك لِأعوام طَويلة ووضعك في مَسئولية لَعينة،آسفة لِأنني ابنة جُونهو تَايهيونغ.
رأت الرّجفة في عَينيهِ،شُحوب وجههِ،الحُزن،النّدم،اقتربت ورفعت نفسها تُعانقهُ حَتى شَعرت بِهِ يعتصر جَسدها،هِي تَعلم أنّه يُحبّها كَثيراً،لكِنّها سَئِمت مِن إلتماس هذا العُذر،فَليتحمّل نتيجة أفعاله،ابتعدت وحدّقت بِوجههِ وصرّحت بِنبرة مُنخفضة:وَداعاً تَايهيونغ.
تَايهيونغ:أنا أكرهكِ حَقّاً.
هِيلين:أعلم هَذا.
تَايهيونغ:أَكره عودتكِ لهذا اللعين،أَكره كُلّ شئ يَتعلّق بِكما.
هِيلين:هذا طَبيعي تَايهيونغ،أنا ابنة جُونهو وهو ابن جِيهون،تذكَر أمرنا على هذا الوَضع،لا تتذكَّر كَيف دامت عِلاقتنا لِسنوات،لا تتذكّر أنّك كُنت صَديقي،شَريكي،لا تتذكّر أي شَئ مما كُنا عليهِ،هَذا سيُساعدك على التّخطي.
لَم يُجيبها بَل عاود احتضانها يَرفع جَسدها إلى الأعلى،بالكاد تتنفّس مِن ذراعيهِ التي تُقيّد حركتها،لكِنّها بادلته العِناق،وتنَاست أي شئ،تَايهيونغ رُغم أنّه أخفى الحقيقة عَنها،إلا أنّه لَم يُؤذيها،ومَنحها كُلّ شئ جَيّد،لقد سَاعدها في تَخطّي الألم،الصّعوبات،الحُزن،رمّم روحها التي كُسرت إلى فُتات،أنزلها بِرفق ورَمقها مُردفاً:سُحقّاً لَكِ.
تَراجَع واستدار يُعطيها ظَهرهِ وقَبل أن يَمسك بالمقبض قَد سَمعها تردد:إن سَأل السّيد دُويون عنّي أخبرهُ أنني ابنة جُونهو،أخبره الحَقيقة.
التفت لَها وأجاب بِهدوء:يَعرف،مُنذ أن مَاتت يُونهي.
فَتح البَاب وَخرج لِتدمع عينيها واسندت يديها على مَكتبها تتنفّس بِصعوبة بِقلبٍ مُرهَق ومَلامِح مَكسور لكِن سَمِعت صَوت طَرق على البَاب جَعلها تستدير سَريعاً ومَسحت دُموعها تُلهي ذاتها عن ما حدث للتو قائِلة:تَفضّل.
دَخلت مُساعدتها الشّخصية وعلَقت:سَيّدة كِيم،يَجب تَجهيز المَريض جُيون جُونغكوك للعملية،خِلال نِصف سَاعة.
خَرجت مَعها وتحرّكت مُتوجَهة لِغرفتهِ وَدخلت تتفحّصه تنوه:حَان الوَقت جُونغكوك.
نَبرتها هادِئة،مُتّزنة،وكَأنّها لَم تَقطع عِلاقتها بِصديقها المُقرب للتو،سَلّمت لَها المُمرضة حَقيبة صَغيرة وخرجت لتتقدم هِيلين وأمسكت يدهِ كَي يَقف حَتى سَحبها بِعنف لِتتنهدّ وصَرّحت بِأَكثر نَبرة بَاردة:أنا هُنا التي لديها الحَق التّصرف بِك حَتى وإن قُمت بِتفريغ المُسدس بِرأسك،لقد وقَعّت مِينجي على هذا،لا تتمرّد علي أنا المُتحكّمة هُنا،أعلم أنّ هذا يُغضبك لكِن هذهِ الحَقيقة،لِذا تَعاون مَعي قليلاً.
كَتم يُونغي ومِينجي ضَحكتهما حَتى رَفع يديهِ يُصفّق دُون صَوت لِهيلين التي رَفعت كَتفيها بِعدم اكتراث،وَقف مَعها بِحرج بسبب تَعاملها الحاد المُفاجِئ الذي لَم يَتوقّعه،وهي تَعلم أنّه سيرضخ،لِأنّه ببساطة يُحبّها،أخرجت هِيلين ثِياب العَملية مِن الحَقيبة وَقالت:لِتبدّل ثِيابك،إن كُنت تُريد مِنّي الخُروج ويُونغي
جُونغكوك:لا بَأس.
هِيلين:حَسناً إذاً.
يُونغي:سنَخرج أنا ومِينجي قليلاً ونَعود قبل دُخولك لِلغرفة.
هَمهم بِتفَهّم لِيشابِك يُونغي يَد مِينجي ورَفع ابهامهِ بفخَر لِهيلين التي ابتسمت وغمزت لَه،خَرجا وبقيا بمفردهما،سَحبت هِيلين ثِيابهِ العُلوية وَكادت تتحدّث إلا بِهِ يسبقها سَريعاً واردف:ماذا فَعلتِ مَعه؟
هِيلين:مَع مَن؟
جُونغكوك:تَايهيونغ.
هِيلين:لا شئ.
جُونغكوك:كَيف لا شئ؟
خَمسة عَشر دقيقة كُنتِ مَعه ولا شئ؟
هِيلين:كَيف حسبت هَذا؟
جُونغكوك:أَنتِ مُتلاعِبة.
هِيلين:لَقد انتهينا،أنا وَتايهيونغ انتهينا،أنهينا أمورنا،لَم يَعد المُحامي الخَاص بِي،لَن نلتقي مُجدداً،سَعيد الآن؟
عَضّ على شَفتيهِ يَمنع ظُهور ابتسامتهِ حَتّىٰ تابَعت حديثها:في النّهاية مُستحيل أن تستمر علاقتنا وأنت في حَياتي مُجدداً،سيكون الوَضع غَريب،وجب عليَ أن أختار بيَنكما،واخترتك.
وضعت ثِياب العملية عليهِ وتنهّدت قائِلة:لكِنّي أكرهك أتعلم هَذا؟
جُونغكوك:قُلتها كَثيراً ولم تَعنيها لِمرّة،تُريديني أن أُصدقّكِ الآن؟
هِيلين:ثِق بهذا إذاً،إن كُنت تَعرف أنني حَقّاً أُحبّك لا تفعل أشياء تَجعلني أشِك بِأنّك تثِق بِحبّي لَك،أنا صَبورة للغاية جُونغكوك،لكِن لَيس لوقتٍ طويل،رُبما هذا ما لَم تَره بِي أبداً.
جُونغكوك:لن تتَقابلا مُجدداً؟
هِيلين:لا،أبداً،ارتدي هذا الخُف.
انصاع لحديثها سَريعاً ثُمّ ضَغطت على كتفيهِ لِيجلس ورددت:لا تتحرّك مِن هُنا،سَأنادي الطّبيب وأعود سَريعاً.
خَرجت لتتحدّث مَع الطّبيب وَبقى هُنا يُحرّك قدمهِ بِتوتّر،لا يَعلم هل هو مُتحمِّس،أم قَلق،أم فَاقِد الأمل،خائِف مِن الإحساس اللعين الذي سَيطرح بِهِ أرضاً إن لَم تَنجح العَملية،دَخلت مَرّة أُخرى حيث غُرفتهِ وبِرفقتها الطّبيب الذي صرّح بِنبرة مُطمئِنة:مُستعد سَيّد جُيون؟
جُونغكوك:نَعم.
هَمهم وتفّحص بِتقاريرهِ ثُمّ علّق:إذاً،لَن تَشعر بِأي شَئ سَيتم تَخديرك كُلياً.
جُونغكوك:هَل يُمكنني أن أسأل عَن شئ؟
هِيلين:بالطّبع سَيَد جُيون.
جُونغكوك:هَل يُمكن لِهيلين الدّخول مَعي؟
اقتربت نَاحيتهِ سريعاً وشابَكت يدهِ تنتظر جَواب الطّبيب الذي نَوّه:نَعم،هِيلين،فَقط هِيلين.
جُونغكوك:نَعم،فَقط هِيلين.
شَدّت على يَدهِ تُطمئِنه حتى هَمهم يُحاول تَهدئة نفسهِ وبِدخول المُمرضين قد دخل يُونغي ومِينجي مَعاً وصَرّح الطبيب:استلقِ على السّرير واسترخِ.
استلقى على السّرير ويدهِ لازالت مُتمسّكة بِهيلين،تركها بَعدما شَعر بِالسّرير يَتحرّك بِهِ واستشعر اختلاف دَرجات الحَرارة،خَرجوا بِهِ للرّواق حَتى نَوّهت هِيلين بقلق:سَأعود سَيّد جُيون،فَقط سَأُبدّل ثِيابي لِثياب أُخرى مُعقّمة لِأتمكّن مِن الدّخول مَعك.
هَمهم وشَعر بيدها تُمرر على وجههِ ورَحلت مُسرعة،تَحرّكا يُونغي ومِينجي خلف سَريرهِ وقَبل دُخولهِ قد وقف الأَكبر وصَرح يمسح على شَعره:فَقط لِتعرف،إن كُنت ضَرير أم لا،لا زِلت بعيني ذَات الشّخص،لا أعرف على أي وضع سَتكون عِندما تَخرج مِن هذهِ الغُرفة،لكِن ثَلاثتنا مُستعدين لِتقبّلك بِأي حال أنت عليهِ،لأننا نُحبّك،أَنت أَخي الأَصغر،وسَأكون دائِماً متواجد لَك،نَوماً هَنيئاً جُونغكوك.
ابتسم جُونغكوك بِراحة وبعدها دَخل إلى الغُرفة وبمجرد ما أُغلِقت وَشعر بالهدوء التّام،أذرفت عينيهِ دُموع غَزيرة،تملّكه الخوف،الرّهبة،القلق،حَتى اقترب الطّبيب مِنه ونوّه:لا أعلم أين نَوع مِن الأشخاص أنت سَيّد جُيون،لكِن هِيلين اكتفت بِوصفك لِي،أنّك أقوىٰ وأذكى رَجل قد عرفته،لِذا لا داعي للقلق،أؤكّد لَك نَجاح العملية،ودَعني أحدّثك دُون رَسميات،تَسمح لِي؟
جُونغكوك:نَعم.
قالها وهو يُحاول إيقاف دُموعهِ الغَزيرة وتسائَل بِرجفة:أَ أين هِيلين؟
لِمَ لم تأتي حَتى الآن؟
اعتصر ثِيابهِ بقوّة حتى ردد الطّبيب:هي بِغرفة التّعقيم،سَتأتي الآن.
بمجرد ما أنهى جُملتهِ قد دَخلت هِيلين الغُرفة وقالت:مَرحباً سَيّد جُيون.
جُونغكوك:هِيلين لقد أتيتِ،لِمَ استغرقتِ كُلّ هذا الوَقت؟
هِيلين لَم تَغِب سِوى دَقائِق معدودة،لكِن شَعر بِأنهُ يَحتاجها للغاية،جَلست قُربهِ وشابَكت يدهِ تُقبّلها بِقوّة تَمسح دُموعهِ ونوّهت:حَبيبي أنا هُنا،عُدت بِأقرب وَقت مُمكن.
جففت وَجههِ مِن الدّموع واستكملت بِنبرة مُتّزنة:لا تقلق لَن أتركك أبداً،أنا أُحبّك،سَأُراقِبك طوال مُدة العَملية وَلن أبرح مَكاني أبداً،فقط رَخّ أعصابك،استسلم.
جُونغكوك:أنا خَائِف هِيلين.
هِيلين:فَقط أغمض عَينيك جُونغكوك،تَثِق بِي صحيح؟
ابتلع رِيقهِ وتوالت دُموعهِ أَكثر وهَمس:نَعم أَفعل.
وَضع الطّبيب قِناع التّخدير على ثَغرهِ ثُمّ استَكمل بِصعوبة:أنا أَيضاً خائِف أنّكِ قد تَسئمين مِن طِباعي يَوماً،لِهذا أَكره أن يَحدث شئ دُون عِلمي فَقط لِأطمئِن أنّكِ لَن تذهبي أيَ مَكان بَعيداً عَنّي مُجدداً.
عَضّت على شفتيهِا ووضعت ذِراعها على فمّها تَكتم شَهقاتها وهَمست:أعلم سَيّد جُيون،لكِنّي لَن أتركك مُجدداً بَعد الآن،أُقسِم لَك،فقط خُذ نَفساً عَميقاً،لِتنم،وعِندما تستيقظ،ستَجدني أمامك.
جُونغكوك:أنا أُحبّكِ كَثيراً هِيلين.
هِيلين:أنا أَيضاً جُونغكوك،فقط لا تَنم طَويلاً،كي تستيقظ وتَضع لِي خاتَم خُطبَتِنا،لم يَتسنّى لِي ارتدائَه أبداً.
كَانت تنتظرهُ يُجيب لكِنّه أغمض عينيهِ بِإستسلام وارتخت قبضتهِ عَن يدها،غطّ في النّوم أثر التّخدير الكُلي الذي جعلهُ يغيب عن الوعي،ابتعدت هِيلين ووقفت قُرب الحَائِط تبَكي بِصمت،لقد دَخلت العديد مِن العمليات الصّعبة،المُعقدة،والتي تنتهي بِموت أو نَجاة،لكِن هذهِ المَرّة مُختلفة،فَحبيبها هو الآن بَين يدي الطّبيب.
سَقطت أرضاً لا تَرغب بِرؤية أي شئ يَجري لَه،ضَعيفة للغاية لِترى هَذا،لقد قضت مَا يفوق أربع سَاعات ونِصف في رَهبة وتوتَر مِن العَملية التي تُجرى لحبيبها وهي بالدّاخل مَعه،حازمة على أن يكون أول وجه يَراه هو وجهها.
__________________
عَاد الوَعي لِعقلهِ،وتدريجياً فد استيقظت حَواسهِ،وإلى الآن لَم يَفتح عينيهِ،مَصيرهِ مُتعلّق بِهذهِ اللحظة،جَلس على السّرير وقَرر ألا يَفتح مِقلتيهِ،يدهِ تشعر بدفئ يدها،بِرفق قَد سَحبها وأخذ نَفساً عَميقاً،كَان يَبحث عن سَماعة أذنهِ بتفحَص الطّاولة التي قُرب السّرير حَتى وَصل لها.
التَقطها ووضعها في أذنهِ ثُمّ أراح قدميهِ على أرضية الغُرفة،بِحذر قد وَقف يحاول الوصول إلى الحمّام مُستعيناً بذاكرتهِ ثُمّ فَتح البَاب وأغلقهُ خلفهِ،استقرّ أمام حَوض الإغتسال يُهيّئ نَفسهُ،أخَفض رأسهِ وفَتح ثَغرهِ يأخذ نَفساً عَميقاً ثُمّ رَفع رأسهِ مُجدداً يَستعد للحظتهِ المُنتظرة.
فَتح عينيهِ ببطئ شَديد ووجَد ظَلام دامِس،رَفع كتفيهِ بِيأس وصَرّح:بالطّبع،ماذا كُنت مُتوقّع؟
أن أُبصر بِكّل سهولة وحَظّي قضيب؟
تنهّد طويلاً وفَتح صُنبور المَياة يَغسل وجههِ كَثيراً،بِإرهاق وتَعب،على الأقل أرضى ضَميرهِ اتجاه نفَسهِ،سَمع صَوتها مِن الخَارج تُنادي عليهِ ودَخلت تفتح الأضواء والبَاب لتتجعّد مَلامِحه بِقوّة وعينيهِ تِحاول الأعتياد على الضّوء السّاطِع ورَأى جَسد يقف أمامهِ.
سَارت نَحوهِ وكوّبت وجههِ بينما هو كَان يَرمش بِكثرة ثُمّ علّق:هِيلين؟
هِيلين:هَل تُحاول التّعرف على وَجهي أم صّوتي؟
جُونغكوك:لا أَعلم رُبما...كِلاهما.
تدَريجياً بَدأت تتّضح الرّوية وأخذته هِيلين خارج الحمَام تَقف بِهِ في مِنتصف الغُرفة وابتعدت عنه قليلاً مُردفة:ركّز بِإلتقاط صورتي واستجماعها في عَقلك حتى وإن كَانت الرّؤية مُشوشة.
ضَيّق عينيهِ والأمر أشبة بِضعيف البَصر وهو يُحاول توضيح رُؤيته المطموسة،شَيئاً فَ شئ نَجح في التقاط مَلامحهِا،بَعدها جَسدها،المَحيط الذي حولها،ابتلع ريقهِ وهَمس:هِيلين أنا...
صَمت وشَعر بَعينيهِ تَبكي بِكثرة ثُمّ نوّه بِصعوبة:أ أنا أراكِ،بِكُلّ وضوح.
هِيلين:تَعال إليّ إذاً،اعثر عليّ،عانقني.
قالتها بِأعين لامِعة وفَتحت ذِراعيها لِيتحرّك نَحوها وحَملها يَدور بِها يبكيان بِأحضان بَعضهما،هذهِ اللحظة لَم يَنتظرها لِيوم حَتى،كان يِائِساً عكس هيلين التي تشوقّت لِعودة بَصرهِ مُنذ أن رأته،تتملّكه رَهبة مُخيفة عندما يَرمش كَونه مُرتعب مِن فِكرة أن يفقد رؤيتهِ مُجدداً في كُلّ مرّة يغلق عينيهِ.
أنزلها وحدّق بِعينيها طويلاً ونوّه:إنَها أنتِ حَقّاً!
أومأت وكوّبت وجههُ تقبّله بِقوّة وابتعدت تَمسح على وجههِ حَتى هَمس بِصعوبة:أَنتِ جَميلة للغاية!
ابتسمت بَين دُموعها وسَحبته لِخارج الحَمّام وفي ذات الوقت قَد دَخل يُونغي وتجَمَد في مَكانهِ فَور ما وَجد الأَصغر يُحدّق بِهِ بِأعين مُبتلّة وَصرّح بِصعوبة:هِـ هِيلين هل هِو بِخير؟
أومَأت بِقوّة وصَاحت بنبرة سَعيدة مُتلهّفة:إنّه يَرى!
اقترب بِخطوات بِطيئة ووقف أمامهِ وهَمس:مَاذا تَرى جُونغكوك؟
جُونغكوك:لَقد كَبرت كَثيراُ هِيونغ،تَبدو عَجوزاُ للغاية.
يُونغي:أيها الشّقي اللعين!
احتضنهُ بقوّة لتبتسم هِيلين وهي تُشاهِد دُموع يُونغي لِأول مَرّة،بَينما جُونغكوك كَان يُعانق صَديق عُمرهِ يدهِ لازالت مُتشبّثة بِيدها،يُراقبها بِعينيهِ أَخيراً وهي تُحدّق نَحوه ومِقلتيها لا تتوقّف عن إذراف الدّموع،قَبّلت ظَاهرها طَويلاً وابتسمت لَه تُردف دُون أن تُخرج صَوتها:أُحبّك كَثيراً.
دَخَلت مِينجي ومَعها الطّبيب ولا تدري شئ عن أخيها الذي يَقف بِكامل قواه وقالت:جُونغكوك؟
هَرعت نَحوه ليبتعد يُونغي وابتسم نَحوها يَهزّ رأسهِ بالإيجاب وعلّقت بِصدمة:حَقّاً؟
يا إلهي أَخي!
أخذته بَين أحضانها تَمسح على شَعرهِ ببكاء وهَمست:أَخيراً!
قَبّلت رأسهِ لتبتعد ثُمّ حدّق بِها ومَسح دُموعها لِتردف سَريعاً:قيّم مَظهري مِن واحد لِعشرة،هل أبدو جَميلة؟
جُونغكوك:دَعيني أتفحّصكِ.
أمسك يدها وجعلها تستدير ونوّه:مِئة.
ابتسمت وعانقته بقوّة تُقبّل وجنتيهِ حَتى صاح بِتذمّر:يَكفي يَكفي!
مِينجي:أيّها اللعين وإذا كُنت هِيلين هل ستنزَعِج لهذهِ الدّرجة!
جُونغكوك:لا لَن أنزَعِج.
مِينجي:تَبّاً لَك إذاً.
اقترب يُونغي مِن الطّبيب وسَأل:هل هُو بِخير بشكل كَامِل؟
أخذت هِيلين يدهِ ودفعتهِ ليجلس على السّرير عِندما فَهمت ما سَيقدم عليه الطّبيب الذي علّق:دَعني أرى جُونغكوك.
اقترب مِنه وأخرج مِصباح ضوئي يدوي ووجّهه ناحية عينيهِ الذي انزعجت سريعاً لهذا الضّوء الذي تمّ تسليطه على مِقلتيهِ،أنزل الطّبيب المِصباح ونوّه:حرّك بَصرك مَع حركة يدي جُونغكوك.
وضَع أصبعهِ أمام عينيهِ وبدأ يُحرّكها يميناً ويساراً،أعلى وأسفل،وبِسرعات مُتفاوتة،استجابتهِ للحركة سَريعة،وطبيعية للغاية،هَمهم الطّبيب ورأت هِيلين على وجههِ الإرتياح وصَرّحت:هَل يُمكِنك التّحدث مَعك مِن فَضلك؟
أومئ الطّبيب وتحرّكت هِيلين مَعه لكن جُونغكوك قد التقط يدها سَريعاً حتى عادت لَه وقالت:سَأعود على الفَور لا تقلق.
اقتربت واستقرت شَفتيها على خَاصتهِ طويلاً ثُمّ ابتعدت وحدّقت بِيونغي وكادت تتحدّث إلا بِهِ يَسبقها ونوّه:لا تطلبي مِنّي أن أعتني بِهِ لقد أصبح قَادِراً على هذا.
هِيلين:أتعلم يُونغي؟
سُحقاً لَك.
يُونغي:على الرّحب عزيزتي.
خَرجت تَلحق بالطّبيب ودَخلت مَعه غُرفتهِ وجَلس قائِلاً:هو بِخير هِيلين مما أنتِ قلقة؟
هِيلين:فَقط...هَل هُناك أي احتمالية فُقدانهِ لبصرهِ مَرّة أُخرى؟
وَضع بَعض الأوراق أمامها ونوّه:هَذا مُستحيل،جُونغكوك لا يُعاني مِن أي ضُمور في الأشارات القادِمة والعائِدة مِن شبكيتهِ لعقلهِ،حتى حالتهِ لم تَكن عمى كُلّي،لقد كَان أشبه بِضعيف البصر الذي وصل لِأسوء المَراحل ولم يَعد يَرى شئ،لم يَكن ضَريراً،فقط كُوني صَريحة مَعي هِيلين،جُونغكوك كَان بِمشفى سَابِقة تعالج بَها قبل سَبع سَنوات ولا أعلم أي طبيب مُختل لَم يعالج بَصرهِ،قَد تَكون هذهِ شُبهة جِنائية،ماذا يَعمل؟
هِيلين:محقق فِيدرالي.
اتّسعت عينيهِ وأومئ سَريعاً قائِلاً:بالطّبع،هذا مَنطقي،إن أردتِ مِنَي إبلاغ الشّرطة قَد
هِيلين:لا دَاعي لِهذا،هو سَيحل أمورهِ الآن،أصبح قادر على هذا.
همهم وبدأ يُدوّن على ورقة وسَلّمها إياها قائِلاً:هذهِ بعض الأدوية التي يَجب أن يأخذها،قَطرات للعين،والأهم مِن كُلّ هذا يَجب عليهِ تَجنّب اشعة الشّمس والضّوء الشّديد،وإن خرج صَباحاً يجب على يرتدي نظّارة،ونوع مُعين.
هِيلين:لَن يَخرج في الصّباح،لن أسمح لَه،شُكراً لَك حَقّاً،على كُلّ شئ.
ابتسم وربّت على يَدها قائِلاً:اشكري جُونهو،لقد انقذ طِفلي في يومٍ من الأيام،عندما تزورين قَبرهِ ارسلي لَه سلامي.
هِيلين:سَأَفعل،أمرك.
وقفت وانحنت لَه ثُمَ خَرجت مُتلهفة للوصول حَيث غُرفتهِ،دَخلت لتنتقل أنظارهِ لا إرادياً نَحوها واعتدل في جلسهِ يستغرق النّظر لَها،جَلست قُربهِ وأمسكت يدهِ مُردفة:لَقد طَمئَنني الطّبيب،أنتَ بِخير تَماماً،فقط هناك بَعض التَعليمات التي يَتحتّم عليك اتّباعها وعندها ستعش الحَياة التي يَتوجّب عليك عيشها.
جُونغكوك:لا شئ مُخيف صَحيح؟
لا تُخفين شيئاً؟
هِيلين:لا سَيّد جُيون،أنت بِخير.
رَاقب مَلامِحها الصادقة يَمتعّن بِها طَويلاً وتنهّد براحة،شُعور مُختلف وهو يَتفحص وجهها المُستكين والمُريح لِمقلتيهِ التي تجرّعت بِالشَفاء حديثاً،نَقلت بَصرها حيث يُونغي وصَرَحت:فقط هُناك بَعض العَقاقير التي يَجب عليك أخذها لِإستكمال علاجك،لن تسير أسفل ضوء الشّمس،اضاءة قوية،لا تنظر مُباشرةً ناحية أي مَصدر ضَوء قوي،هَذا ما أخبرك بِهِ الطبيب صحيح يُونغي.
يُونغي:نَعم،مَصاص دَماء،دَعيني أرى إن كان لديهِ أنياب.
قَهقهوا على تَعليقهِ الذي غَيّر الأجواء لِيُردف جُونغكوك:سَأتظاهر بِأنني لم أسمع مِنكِ شئ.
هِيلين:وَأنا سَأتظاهر بِأنني لَم أسمع منك شئ أيضَاً،عَلى أي حَال يُونغي مُحق،ستغدو مَصاص دِماء لِأنَك لن تذهب إلىٰ أي مَكان حتى تتعافى بِشكل كَامِل،إن أردت شئ يُمكِنك انجازهِ في الليل،وإن أردت مِنّي انجاز أي عمل قذر لَك في ضوء النّهار سأفعل.
جُونغكوك:على جُثّتي.
هِيلين:أي جُزء مما قُلته للتو على جُثّتك؟
جُونغكوك:لن أُقحِمكِ بأي عمل قَذر.
هِيلين:عزيزي أنا العمل القَذر،أليس ما حدث لك،ما حدث لي،وما يحدث الآن بسبب أنّك أردت إثبات براءة أبي؟
كُلّ هذهِ الفوضىٰ،انفصالنا،تَايهيونغ،بسبب كِيم جُونهو والذي هو أبي؟
كُلّ شئ يتمحور حولي وصعب الهُروب مِن هذا.
جُونغكوك:لَن أسمح لِأي شخص إيذائكِ بعد الآن،هذا مُستحيل.
هِيلين:هَيا إذاً،أنظر للشيطان في عينه،ستجد صدمتهِ بإبصارك،هو يعلم أنّ بعودة رؤيتك لن يسلم مِن قبضتك لكِن لِنرىٰ إلى أين سَتؤول الأُمور.
أَخرجت السّلاح مِن ظَهرها وعلَقت:هَذا مَعي.
يُونغي:تعالي هُنا إذاً أنتِ تَحملين سِلاح دُون ترخيص.
جُونغكوك:جَرّب فقط الإقتراب مِنها،سَأقتلك.
هِيلين:مُرخّص واللعنة،أنا أُجيد استخدامهِ وهو يَخصّني.
جُونغكوك:هَل حدث شَئ جَعلكِ تَلجأين لِإستخدامهِ؟
هِيلين:حَتى الآن لا،لَكِن مُتأكِدة أنني سَأفعل مُستقبلاً.
جُونغكوك:لَيس بَعد الآن.
هِيلين:سَيّد جُيون!
يُونغي:سَأستعيد رُخصة عَملك،ورَسمياً سيَعرف ووشِيك أنَك بِخير،المَشفى مُؤمّنة ولن يَحدث شَئ.
جُونغكوك:شُكراً لَك هِيونغ.
يُونغي:أشكرني عِندما تَأخذ بالثّأر لِعائِلتك،مِن الشّخص الصّحيح هذهِ المَرّة.
جُونغكوك:حَدّثني عن هَذا.
يُونغي:إذاً،سَنذهب أنا ومِينجي لِنجلب كُلّ ما كُتِب بِهذهِ الوصفة الطّبية،استمتعا بِوقتكما جَيّداً.
غَمز لَهما ووقعت عينيهِ على هِيلين التي كَان على وجهها الإمتعاض ثُمّ علّق:ماذا؟
عَين حبيبكِ قد أبصرت أتريديني أن أفقدكِ خاصتَكِ لا تَنظري نَحوي بِتلك الطَريقة.
وقفت ودَفعتهُ للخَارج لِيضيّق جُونغكوك عينيهِ وصَرّح بِحِدة:ما الذي يَجري بَين هذين الإثنين قَبل أن أقتلكم جَميعاً؟
مِينجي:يا إلهي لِمَ ينتهي بِي الأَمر مَعه بِمفردي!
بَينما في الخَارج هِيلين كَانت تصِيح بالأَكبر قائِلة:كُف عَن جَعلهِ غاضِباً أَكثر سَيذهب لقتلهِ حَرفياً!
يُونغي:أَليس هَذا هو المَطلوب؟
هِيلين:إنّه في طريقهِ لإستعادة حَقّهِ يُونغي لا تَجعله يَفسد هذا بِمشاكل غضبهِ،لِنلعب هذهِ اللعبة بَعدلٍ كَما يَنبغي وبالقانون.
يُونغي:وهَل كَان مِن العدل أن يُعيد ووشِيك عليكما التّاريخ ويجعلكما أيتام بسبب ألعابهِ القَذرة؟
أتظنين هذا عَدل وَقانون؟
سُحقاً لَهما إذاً.
هِيلين:وكَيف سَتُديران الأَمر وأول شَئ سَيفعلهُ جُونغكوك إن رأى ووشيك يَقتلع عينيهِ؟
يُونغي:عَزيزتي ألا تَعلمين ما هو تَعريف المُحققين الفِيدراليين؟
نَحن نتعامَل مَع ألعن،أقذر،والفِئة الأَكثر عُهراً وفُجراً في التَاريخ،القَتلة والسّفاحين والمُحتالين ذُو الذَكاء الخَارِق،وأَحياناً مِن كَثرة التّعامل مَعهم،نَكتسب مِنهم هذا الذَّكاء المَرضي،يُمكنني أن أَجعلكِ قاتِلة جِيهون وجُونهو في يَومٍ وليلة إن أردت،لِذا دَعيني أنا وجُونغكوك نُنجز هذهِ القَضّية،وسنكون بِخير.
زَفرت هواءها تُحاول تهدئة نَفسها لِيمسك كتفيها يَجعلها تستدير ونوّه:أدخلي ومَتّعي نظرهِ بَطلّتكِ اللعينة وأرسلي لِي حبيبتي لِنستنشق بعض الهواء النّقي بَعيداً عن اللعين الذي بالدّاخل.
هِيلين:هُو لَيس لَعين.
يُونغي:نَعم لِأنّه لعين مَلعون.
دَفعها لِتدخل وفور ما رأته قَد ابتسمت وصَرَحت:فَقط كُنت...أتحدَث مَعه،مِينجي،أَيُمكِنكِ مُرافقة يُونغي؟
أومأت سَريعاً هاربةً مِن نَظرات شقيقها الأَصغر المُخيفة ثُمّ جَلست هِيلين بِقُربهِ مُردفة:سَأتحدّث مَع الطَبيب وأسأله عَن مَوعِد خُروجك.
جُونغكوك:عَمّا تَحدثتِ أنتِ ويُونغي هِيونغ؟
تتهامَسان بَعيداً عَنّي وَكَأنـ
كَاد يَستكمل جُملتهِ إلا بِها ترتمي بَين أحضانهِ تُقبلهِ بِقوّة،تَعلم أنّ هذهِ طَريقة فَعّالة للغاية لِإلهاءهِ لكِن ليس لوقتٍ طَويل،حَاوط خَصرها وسَحبها لِتجلس على فَخذيهِ
تَنسجِم مَع حَركاتهِ أَكثر،يديهِ التي تَعبث بِثيابها،أناملها المُغروزة في خُصلات شَعرهِ النّاعِمة،يَغلق عينيهِ تارة ويَفتحها تَارة أُخرى،يَستغرق كُلّ ثانية لِيتفحّصها وكَأنّه سيفقد بَصرهِ الثانية التي تَليها.
سَعيد للغاية أنّها كَانت أول شَخص أبصر عليهِ،وجهها مُريح لعينيهِ للغاية،ابتعدت تَدريجياً ثُمّ عانقتهُ بِشدة،احتوى جَسدها بالكَامِل بَين ذَراعيها وهَذا مَنحها راحة شَديدة،تَدفن رأسها في عُنقهِ،يدهِ تَسير على ظَهرها واليَد الأُخرى تستقر على خَصرها،جَلسا في هدوء،وأخيراً استوعب أنّها حولهِ،كَان عليهِ أن يَتأكد بَعينيهِ
الأمر بالنّسبة لَه كَان أشبة بالحِلم،أو الغيبوبة التي قَضى بِها وقتِ طويل واعٍ ويسمع كُلّ شئ يَجري حولهِ لكِنّه نائِم،في سُبات عَميق،ابعدها قَليلاً لِيتسنّىٰ لَه رُؤيتها أفضل وكَانت على وجههِ ابتسامة تَنُم على راحَتِهِ،والسّلام الذي وجدهُ في عينيهِا.
أَخيراً حصل على الفُرصة التي جَعلتهُ يَرى كَيف هِيلين تَنظر نَحوه،كَم كَان يَتلّهف لِمراقبة لُغة جَسدها نَحوه،هِي الآن سَعيدة للغاية،هذا واضِح بِعينيها،وجهها،يديها التي تَعبث في بشرتهِ وكَأنها تتأكّد إن كَان هُو حَقيقي أم لا،اقتربت وقبّلت عينيهِ طويلاً ثُمّ أنهتها بِقُبلة على ثَغرهِ.
سارت أناملهِ على فخذيها يعتصرهما وصرّح:أظنني لَن استخدم صوتِي كَثيراً،عيناي تتحدّث بالفِعل.
هِيلين:لا سَيّد جُيون،أريدك أن تَصِف لِي كَيف تراني.
جُونغكوك:أنا أرى امرأة،مُختلفة تماماً عن آخر مّرة قد رأيتها بِها.
تَجعدت مَلامِحها وصاحَت بصوتٍ عالٍ:مَاذا تَعني!
أتقصد أنني قّبيحة!
جُونعكوك:سُحَقَاً هِيلين أَقصد امرأة لا فَتاة!
مَلامِحكِ كَانت طُفولية مُسبقاً،أعني الآن أنتِ تتمتَعين بِجمالٍ أَكثر مِن السّابِق.
هِيلين:تَركتني صَغيرة حَقّاً سَيد جُيون،ومررت بِالكَثير دُونك،أَشعر أنّه مَرّ سَنوات طَويلة على رُؤيتك،وكأنني عُدت لِروحي الذي تركتها مَعك.
جُونغكوك:صَدّقيني أنا قبل اليَوم لَم أَكُن أصّدق أنّكِ هُنا،صَوتكِ لَم يَكُن واضِحاً،ضَرير ولا استطيع رُؤيتكِ،جَسدي يَتذكَركِ لَكِن أَعجز عن استيعاب هذا.
هِيلين:والآن؟
شَاهدَت ابتسامة تَشّكلت على ثغرهِ حَتى سَحب فكّها والصق شَفتيهما مَعاً،التفّت يديهِ حول خَصرها لكِنّه تَوقّف عَن تَقبيلها وأمسك بِالمسّدس الذي خلف ظَهرها وصَرّح:هِيلين ذُو العِشرون عاماً لَم يكن بِحوزتها مُسدس.
هِيلين:هُناك الكَثير مِن العاهِرين حولنا وأولهم كَان تَايهيونغ،لَن أُخاطر وأثق بِأي شَخص مُجدداً،وأنا حَبيبة مُحقق وابنة مُحتال سَابِقاً،ومَحبوبة للغاية.
قالتها بِسخرية قَليلاً حَتى كَوّب وجهها ونَوّه:أعدكِ لَن يُؤذيكِ أي أحد بَعد الآن.
هِيلين:لا تَقتل.
جُونغكوك:وهذا ما لا أعدكِ بِهِ.
هِيلين:جُونغكوك!
جُونغكوك:هَذا عَملي هِيلين.
هِيلين:لا لَن تَفعل هَذا.
جُونغكوك:الحديث عَن هذا مضَيعة للوقت أنا حَتى لا أعلم مَتى وَكيف سَآخُذ إذن بالعَودة إلى العَمل مِن الرّجل الذي أفقدني بَصري ودمّر حياتي.
هِيلين:يُونغي سَيّتدبّر هذا الأمر.
جُونغكوك:يُونغي كَان يُدبر الأَمر لِسنوات،يَكفي إلى الآن،شَعرت بالعَجر حَتى وقتٍ طويل.
هِيلين:كُلّ شئ بِخير الآن،عائِلاتنا قَد انتهت بِسبب شَخص حُر طَليق،كَان يُريدنا أن نَقتل بَعضنا،نَحن آخر أفراد في عائِلة كِيم وجُيون،لِنفعل مَا كَان سَيفعلهُ جُونهو وجُيهون،المُحتالان،الذي بسبب طُرقهما المُلتوية وذَكائِهما الخَارق،تَمّ تسليم قضيّتهما لِمُحققين فِيدراليين،لِنلعب بِذكاء هذهِ المَرّة جُونغكوك،ونُطيح بِووشيك أرضاً.
جُونغكوك:ووشيِك يَعلم جَيّداً أننا كَشفناه،أو رُبما لا،سَأرى هذا بوجههِ عِندما نلتقي.
هَمهمت وحدَّقت بَعينيهِ الواسِعتين طَويلاً مُبتسمة ثُمّ سَرحت خُصلات شَعرهِ ونَوّهت:تتفحّصني طَويلاً لَكِنّك نَسيت تذكَر وجهك سَيّد جُيون.
جُونغكوك:لا يَهمنّي هَذا الآن،اقتربي قَليلاً.
حَرّك جَسدها لتتقارب وجوههما أَكثر ثُمّ اسندت يديها على صَدرهِ وهي تَشعر بِأنفاسهِ ترتطم بِبشرتها،عَلّق بِنبرة سَاحِرة وهو يَحدق بِعينيها:أُحبّكِ كَثيراً كِيم هِيلين،حَقّاً أعنيها.
تَدريجياً قد احمرّ وجهها وابتسمت بَين دُموعها مما جعلهُ يَحتضنها بِقوّة وهو الآن يَعرف أنّها هِي،أمامهِ أخيراً لن يتوجّب عليهِ اقناع نَفسهِ أنّها لَيست هلاوس بَل حَقيقة،فَقط فقدان بَصرهِ كَان يُعيق استيعاب عودتها.
ابتعدت ووجهَت حَديثها لَه مُرددة:وأنا أيضاً أُحبّك جُونغكوك،لِذا إيّاك والذّهاب إلى أي مَكان بَعيداً عَنّي،دُون بَصر،دون سَمع،دُون قَضيب واللعنة لَن أكترث بَعد الآن.
قَهقه بِقوّة ووقف بِها يَحملها ويَسير في أَنحاء الغُرفة مُتسائِلاً:عِندما ننتهي مِن هذهِ القَضيّة اللعينة،أَتريدين الذّهاب لِمكانٍ مَا؟
نَفعل أي شئ؟
حَاوطت عُنقهِ وفكّرت طَويلاً ثُمّ صَرّحت:لِنذهب إلى كُلّ مَكان في هذا العالم،لِنبتعد بِقدر الإمكان عن كُلّ شئ.
جُونغكوك:أمرُكِ.
هِيلين:إن خَرجت الليلة،لِتبقى مَعي،في مَنزلي.
أومئ بِرأسهِ مُنوّهاً:ورُغماً عَنهم سَأخرج الليلة أنا أكره المَشفى.
هِيلين:سَأرى مَا بِمصلحتك،أخبرتُكَ أنا هُنا المُتحكّمة لا أَنت.
جُونغكوك:شَخصيّتكِ لم تتغيّر البَتّة.
أَنزلها أَرضاً وابتعد يَفتح الخِزانة يَتفحّصها ثُمّ نزَع ثِياب المَشفى سَريعاً مُتمتماً:يا إلهي أَكره هذهِ المَلابس.
هِيلين:لِهذا أَخبرت يُونغي أن يُحضر لَك ثِياب مُريحة،وسَأتحدّث مَع الطّبيب إن أمكن أن تَخرج اليَوم.
اقتربت نَاحِية النّافذة لِغلقها لِكنّها وَقفت فَجأة عِندما وَجدت سَيّارة سَوداء تقف أمام المَشفى تُحدّق بَها لِتبتسم بِهدوء وَصرّحت:جُونغكوك،إلقِ نَظرة.
اقترب ووقف قُربها عاري الصّدر يتفّحص السّيارة المُتوقفة ونوّه:الحُراس الذي طَلب مِنهم يُونغي القُدوم؟
نَفت بِرأسها وعلّقت:أعرف كُلّ واحدٍ مِنهم،إنّه ووشِيك،أرسلهم.
جُونغكوك:بالطّبع سَيفعل.
ابتسمت هِيلين نَحوهم ورَفعت اصبعها الأوسط لِيقهقة جُونغكوك بِقوّة ثُمّ أَخرجت مُسدسها توّجههِ نَاحية السّيارة حَتى علّق:لا تُخطئي التّصويب.
هِيلين:مُستحيل.
أطلقت هِيلين على الإطار بمسدس كَاتم للصوت لِيهرعوا سَريعاً مِن أمام المَشفى،صَفّق بِفخر ونوّه بعدما شَابَك يديها:زَوجة مِثالية حَقّاً لِمُحقق.
هِيلين:أترىٰ هَذا؟
هَمهم وطَبع قُبلة طَويلة على ثَغرها لكِن ابتعدا يُحدّقان بالبَاب الذي فُتِح بهمجية مِن قبل يُونغي الذي رّمقهما بِخبث لِتتنهّد هِيلين بِإنزعاج ورددت:الطّرق يُونغي!
يُونغي:إن رَأيت شَئ جديد سَألقي عليكما دُولاراً،الجَميع قد رَأى فِيلم الجَميلة والَوحش مِئات المَرات صَحيح؟
قَهقهت مِينجي واقتربَت نَحو جُونغكوك تُبعثر شَعرهِ مُردفة:لقد أَخبرنا الطّبيب أنّك سَتخرج اليَوم.
جُونغكوك:حَقّاً!
هِيلين:هَذا مُثالي.
مِينجي:لكِن سَيتطلب المُراجَعة،يجب أن يَذهب للفحَص كُلّ أسبوعين حَتى نتأكد أنّك بِخير تَماماً.
جُونغكوك:لا بَأس بِهذا إذاً.
_________________
دَخل إلى المَنزل مُهرولاً وقابلها مُردفاً:ما اللعنة التي حَدثت!
وجدها خائِفة ترتعِش،لا يَعلم مَا خطبها سِوى أنّها حادثته بِرعب،رددت بِتوتَر:جُونغكوك مَفقود مُنذ الصباح،لا أَعلم أين هُو يُونغي!
يُونغي:فَقط اهدَأي بِحق الجَحيم هِيلين رُبما فَقط يُنجِز بعض الأشَياء.
هِيلين:جُونغكوك وَعدني أنّه لَن يَذهب إلى أي مَكان دُون أن يُخبرني!
يُونغي:ألم تَعرفيه حَتى الآن؟
إذاً أنتِ بالتّأكيد تَعرفين أين هو فَقط...
هِيلين:يَنتظرني أن أعثر عليهِ.
قالتها بإدراك بَطيئ وَحدّقت نَحوهِ طَويلاً ثِمّ نوّهت:مَنزلهِ القَديم!
مَنزل عائِلة جُونغكوك القَديم!
بالتّأكيد هُناك!
رَكضا للخَارِج،تَرجلا داخل السّيارة وانطلقا مُسرعين،الطّريق فَارِغ بالفِعل،الشَوارع مُظلمة،السّاعة رابِعة بعد مُنتصف الليل،وجُونغكوك مَفقود مُنذ السّاعة التّاسعة صَباحاً،لَم يخبر شقيقتهِ،صديقهِ المُقرب،أو حَتى هِيلين.
وَصلا حَيث المَكان المَقصود وخَرجا يهرعان نَحو البَاب،طَرقت هِيلين تنتظر مِنه إن يفتح وأمسكت بالمِقبض لَكِن فَجأة،فُتح الباب،رَمقت يُونغي بِتوتّر وَدخلا مَعاً،خَبّئها خَلفهِ كَي لا يُصيبها أي مَكروه وَتقدّما ناحية غُرفة المَعيشة.
شَهقت هِيلين عندما وَجدت جَسد ووشِيك على الأرض،مُقّيد،ينزف بغزارة مِن كُلّ مَكان،وتحديداً،عينيهِ،وجُونغكوك جَالِس أمامهِ يرتشف مِن سِيجارتهِ المُستقرّة بَين اصبعيهِ،واضِعاً قدماً فوق الأُخرى،ويَرمقه بِإستمتاع.
___________________
انتهى البَارت🤍.
١/وش فَهمتوا من آخر جُزئِية؟
٢/تتوقّعوا وش هو انتقام جُونغكوك يلي يَحضّرله؟
٣/تتوقّعوا دُور تَايهيونغ انتهى؟
٤/ما رح يصير شي جديد لَجونغكوك وهِيلين؟
ترقّبوا الأحداث القادِمة كُونوا بِخير لِحينها🤍
بَاي نُجوم بَانقتان🤍
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top