دَم

بعد مُرور أربعة أيام مِن إعلان وفاة صديقها المُقرب،وكَأنها عادت سبع سَنوات للخلف،موت والِدها،والِدتها،أَصبحت مَسألة المَوت تُطارها طوال حَياتها،وعادت لِإكتِئابها مُجدداً،لَكِن تَايهيونغ لم يعد حولها مُجدداً،ستُعاني بِمفردها.




في يوم الجَنازة لم تظهر كّثيراً بسبب أنها قضت نِصف يومها بالحمّام تَبكي بعدما ألقت والدة تَايهيونغ كَلام لاذِع تتّهمها بموت ابنها الأكبر،وهذا ما تشعر بِهِ هِيلين بالفِعل،تهرّبت مِن عائلتهِ التي قلوبهم تحترق على رحيل،ابن وأَخ،بار،ذكي،مَحبوب،ناجِح.




جُونغكوك هو مَن أقام الجَنازة وحَرص على أن يتمّ كُلّ شئ كما يتوجّب عليه أن يُقام له،بَذل مَجهوداً ووقتاً في كُلّ شئ ليذهب قليل مِن تأنيب الضّمير الذي يَشعر بِهِ اتجاه تَايهيونغ،جُونغكوك لم يُورّطه لكِن جِي يُون لَجأت له للإنتقام مِن المُحقق وحبيبتهِ،وفي النّهاية تَمّ إلقاء مَوتهِ على عاتِق جُونغكوك وتحديداً هِيلين.




لم تتحدّث مَع أي شخص،ومُنذ عودتها مِن الجَنازة وهي بُفستانها الأسود القَصير بأكمامٍ طويلة،واستلقت على الأَريكة حتى اليَوم الذي يَليه،استيقظت بِدوخة شَديدة جَعلت كُلّ شئ بعينيها مُبهم،وقفت بصعوبة وفور ما اتضحت الرّؤية بالنّسبة لها قد حدّثت بِيونغي ومِينجي يستلقيان قُرب بعضهما على الأريكة التي أمامها وجُونغكوك في الكُرسي بِجوارها.




التقطت عُلبة سجَائر جُونغكوك والقدّاحة وخرجت مِن الغُرفة لشُرفة المَنزل تُشعل سِيجارتها ووضعتها في ثغرها،عينيها شاردة،عَقلها غائب،جَلست على عَتبة المَنزِل تُحدّق في الفَراغ،مِقلتيها فرُغت مِن الدّموع.




أنهت عُلبة السّجائِر بِأكملها ووعيها صَامِت،حَتى لَم تَبكي،لم تتحدّث مَع نفسها،مَاتت رَوحها عِندما ماتت رَوح صَديقها بين ذِراعيها،مُنذ أن مَات ولم يَسمع أحد صَوتها أبداً،فَقط تركوها تَفعل ما تَشاء،رُغم أن إنقطاعها عن الطّعام لِفترة طَويلة حَقَاً.




وكأن أُذنيها مَكتومتان،تَسمع فَقط صَوتهِ،صوتِهِ الذي يَتلاشَى وهي يَسرد لَها آخر ما كَان يَجول في خاطرهِ،يُريح رأسهِ على فَخذيها ويُحدّق نحوها بِإبتسامة صَادِقة رُغم ألمهِ،انكسرت للغاية،لَم تَسمع حَتى صَوت البَاب الذي فُتح مِن خلفها،لَم تستدير بل بَقت تُحدّق بالسّماء والغُيوم أعلاها.





يَد لَمست رأسها حَتى التفتت لِتجدهُ يَرمقها بِحزن ونوّه:حركَتكِ خَفيفة للغاية لَكِن شَعرت بِكِ.





جَلس قُربها حَتى قَذفت آخر سِيجارة كانت بَين اصبعيها وتنهّدت طَويلاً تُغلق عَينيها عِندما شَعرت بِنسمة هواء قَد اخترَقت خُصيلات شَعرها وبَشرتها،أخيراً قد أخرجت صَوتها وتحدّثت:هي تِلك العاهِرة صَحيح؟




تنهّد بِحزن وهزّ رأسهِ بالإيجاب مُعلّقاً:نَعم،هِي.





هِيلين:أُريدها،أحضرها إليّ.






نَفى وعلَق:هِيلين لَكِن






هِيلين:سَيّد جُيون إما أن تُساعدني أو ابقَ خارِجاً.





جُونغكوك:وأنا أُساعِدكِ هِيلين حَقّاً.






هِيلين:أنا سَأقتلها،أنا أَعنيها،الليلة،بِيداي.






جُونغكوك:لا تَفعلي أرجوكِ.






هِيلين:لا أُصدّق أنّ هذا الكَلام يَخرج مِنك أنت.






جُونغكوك:هَذا لَيس كَلامِي هِيلين هذا كَلامكِ أنتِ،لقد مَنعتني مِن قتل ووشِيك أنتِ هي الوحِيدة التي أطعتها ولَم أقتله.





هِيلين:قُل عَنّي مُتناقِضة لَعينة لكِنّي سَأذهب وأقتل لِي جِي يُون،هي رُبما خائِفة مِنك أنَك قد تأتي وتقتلها لِكنّها عليها أن تَخف مِني،روحها المُدنّسة ستنتهي على يدي،هَذا أَقل ما أفعله لَه.




جُونغكوك:هِيلين اسمعيني فَقط





وَقفت وَكادت تَدخل لكِنه التَقطت يَدها وأعادها لَه،يُحاول صُنع تَواصُل بَصري مَعها لكِنّها فَقط تَنظر لكُلّ مَكان عَداه،كوّب وجهها حَتى نَظرت له أَخيراً،عَينيها فَارِغة،مَيّتة،سَوداوية ليست التي اعتاد على رؤُيتها،أنزلت يَده وَدلفت إلى الدّاخل وتَركته ثُمّ صَعدت إلى الأَعلى.




رَاقبها بِضيق ثُمّ تنهّد طَويلاً يَجلس على الأَريكة يُغمض عينيهِ بقلق،أخذ شَهيقاً وزَفيراً وخَلع قَميصهِ بَعدما شَعر بالحَر ووقف مُتوجّهاً لِصنع قَهوتهِ الصّباحية،تَدريجياً قد استيقظ يُونغي واستقام بِحذر حتى لا تقلق مِينجي التي لم تَنم لأَيام،دَخل إلى الحَمام رُغم أن عَينيهِ كَانت تبَحث عَن هِيلين التي لَم تَكُن بِجوار جُونغكوك.





خَرج وتوجّه ناحية الأَصغر مُردفاً:أَين هِيلين؟






جُونغكوك:فِي غُرفتها.






يُونغي:هَل تحدّثت مَعها؟
هَل هِي بِخير؟






جُونغكوك:شَريكها مَات،كَيف سَتكون بِخير؟






يُونغي:هَل هذهِ نَبرة حُزن أم غِيرة؟
هَل تَغار مِن جُثّة؟






تنهّد طَويلاً ونظّم أنفاسهِ قائِلاً:لا،لا أَغار مِنه،فَقط أَكره حَالتها تِلك،أَكره أن تشعر بِأنّها كَانت السبب بِموتهِ،لقد تَمّ إقحامهِ بالأَمر،هِيلين لم تَطلب مِنه المُرافَعة عَن ووشِيك.





يُونغي:لكِنّك فَعلت.





جُونغكوك:لَم أَفعل في كِلا الحَالتين جِي يُون هي مَن طَلبت مِنه هذا،هِي مَن أدخَلته اللعبة.






يُونغي:مَات في سَبيل هِيلين،ضَميرها يُؤلمها،مِن حُبّه لَها لقد انخَرط في شُئونها،لو لم تلتقِطه هِيلين مِن ضَمن ألف طالب قَانون،لن يَمت،هَذا ما تُفكّر بهِ هي الآن،دَعها تُريح ضَميرها وتَفعل ما تُريد،ألم تَسمع ما قالته والدته لها في الجَنازة؟
كَلِمات ساحِقة كاللعنة لا أعلم كَيف تحمَلتها.




تنهّد طَويلاً ومرر أناملهِ داخِل شعرهِ مُردِفاً بِيأس:إلى مَتى سَيظل الموت يُطارنا هَكذا؟




يُونغي:أتمنّىٰ أن تنهَض هِيلين حَقاً هذهِ المرّة،لقد شهدت على مَوت أربعة في حَياتها،هَاندا،جُونهو،يُونهي،تَايهيونغ،جَميعهم قد ماتوا أمام عَينيها،حاول ألا تَجعلها ترى هذهِ المَشاهِد مُجدداً جُونغكوك،لقد اكتفت.





جُونغكوك:سَأرى مَا يُمكنني فِعله،لكِن مُشكلة هِيلين...يا إلهي لا يَمكِنني استيعاب إلى أي مَدى سَتكون عَنِيدة وبَارِدة هذهِ الفَترة.





يُونغي:لن تتَغلب عليكَ في هذا.






جُونغكوك:صَدّقني سَتفعل،هِي أسوء مِنّي في مَسألة الغَضب،على الأَقل أنا أَصرخ،أخرج الجَحيم مِنّي على كُلّ مَن حَولي،لكِنّها حَقّاً بَشِعة،سَتُمارس الصّمت العِقابي علينا وعلى نَفسها وَلن تتحدّث كَلمة واحِدة إلى أن تهدئ،سَترى هَذا بِعينيك،ستَرى كَيف يُمكن لِإمرأة أن تَكون بَارِدة،سَاقِطة،صَعبة المِراس،لَقد جَربتها،تَبّاً.




نَزلت بَعدما غَيّرت ثِيابها مُتوّجهة إلى الباب للخروج حَتى قَال جُونغكوك بَهمس ثُمّ ارتفعت نَبرتهِ عندما نادى على اسمها:تَبّاً إلى أين ذاهِبة تِلك؟
هِيلين!




رَكض مُتوجّهاً نَاحيتها بَينما الأَكبر قَد تصنّع البُكاء وعلّق:يا إلهي مُشاجرة صَباحية وزَوجتي نَائِمة!





وَقف أمامها ورَمقها يُحاول التِقاط أي شُعور يَفهم بِهِ ما يَحدث دَاخلها،لكِن كَالعادَة فَاشِل،هو يَفهم تَصرّفاتها،لكِن عندما تَكون صامِتة،سَاكِنة،لا يعرف مَاذا يَفعل،نظّف حلقهِ وسَأل مُجدداً:إلى أَين أنتِ ذَاهِبة؟





هِيلين:إلىٰ مَكانٍ مَا.






جُونغكوك:وأين هو المَكان مَا؟







تنهّدت واستدرات للرّحيل لكِنّه التَقط يَدها يُعيدها للوقُوف حَتى صَرّحت بِنبرة باردة:يَدك.





جُونغكوك:لا تَذهبي بِمفردكِ،حتى على الأَقل اخبريني بِوجهتكِ.





هِيلين:يَدك جُونغكوك.






كَانت تُحدّق بِعينيهِ بِحدة كَرهها جُونغكوك لِوهلة حَتى كرر:أين سَتذهبين هِيلين؟






هِيلين:سَأكسرها حَقّاً أنا أَعنيها،يَدك عَني،الآن.





ابَعد يَدهِ ثُمّ وَقف أمام البَاب يَمنعها مِن الخُروج لتتنهَد وعلّقت بِسخرية:هَل تَظن أنّ هَذا حَقّاً يُجدي نَفعاً مَعي؟





جُونغكوك:ومَا تَفعلينه أيضاً لا يُجيةدي نَفعاً هِيلين تَوقّفِ،فَقط اخبريني أين سَتذهبين،هَذا كُلَ ما أُريده حَقّاً.





هِيلين:لا أَعلم،فَقط سَأخرج مِن هُنا،يُمكنك إرسال حُراسك خَلفي وعِندما استقرَّ في مَكان يُمكنهم اخبارك،والآن.





تَبادلا التّحديق لِوهلة ثُمّ تحرّك جَانِباً لِتمسك بِمقبض البَاب وَخرجت مِن المَنزل،رَمقها تَدخل سَيّارتها وغادَرت المَنطِقة،تنهّد بِإجهاد وأغلق البَاب ونَظر لِيونغي الذي تحدّث:نَعم صَدّقتك،أسوء مِنك،أو رُبما في ذَات المُستوى لَكِن بِشكل مُختلف،والمُخيف في الأمر،صَوتها المُنخفض والذي يَحمل نبرة تَهديد لم أتوقّعها أن تَخرج مِن امرأة.





جُونغكوك:ولَيست مُجرّد امرأة،إنها هِيلين.






مِينجي:أيمكِنكما فَقط أن تَمنحاها مِساحتها؟
يَا إلهي تَبدوان كالأبوان.






يُونغي:تَقريباً،أليست الأَصغر سِنّاً؟
لِنُحافِظ على مُؤخرتها حَتى تِصل لِعمرنا.





حَادِث تِلك التي للتو استيقظت مِن نَومها بسبب ضجيج حبيبها وشَقيقها ثُمَ وقفت بَعدما هزّت رأسها وتحرّكت للحَمّام،في هَذهِ الأثناء قَد أمر جُونغكوك حُراسهِ بالذّهاب خَلف هِيلين ويُحاول تَهيئة نَفسهِ للتّعامِل مَع طِباعها الحَادّة وسَريعة الغَضب هذهِ الأَيام.




بَينما هِي كانت دَاخل سَيّارتها تَسير دُون وِجهة،لكِن اختَارت واحِدة فَور مَا أتى بِعقلها،وَقفت أمام المَقابِر،خَرجت وسَارت بَين الشّجر،ولم تستغرق وقتاً حَتى وقفت،أمام شَاهِد قَبرهِ،جَلست على رُكبتيها ومررت أناملها على حُروف اسمهِ وهِي لا تتذكّر سِوى شَئ واحِد؛



يَجلسان على الأَريكة،يُشاهِدان مُسلسلِهما المُفضل بِحَماس،تَستَلقي هِي،قَدميها على خاصّتهِ،تُريح رأسها على صَدرهِ،بَينما هُو كَان يُحاوِط جَسدها ويُشاهِد التّلفاز ويديهِ تُمرر على فَخذها العَاري جَراء سِروالها القَصير،تحسس النّدبة التي بِقدمها اليُسرى.



لَاحظت شُرودهِ وابتسمت بِضيق بَعدما اعتدلت في جَلستها وامسكت بَيدهِ التي على فَخذها:لقد كَان السّيد جُيون،عِندما كَان يكرهني في بِداية الأَمر،لقد استأجر رَجل مَجهول لِكي يُخفيني،لقد نَجح،أخرج الجَحيم مِنّي وقاتلته لكِنّه جَرحني هُنا،وقتها أخذني السّيد جُيون وأدخلني مَنزلهِ،وعِندها قَد تولّىٰ الأَمر.




هَمهم بِحُزن وانزل شَفتيهِ يُقّبل النّدبة طَويلاً ثُمّ ابتعد مُردفاً:أنا آسف.





نَفت بِرأسها ومَسحت على شَعرهِ قائِلة:عَلى مَاذا تَايهيونغي؟
هَذا لَيس خَطئك،أنا بِخير،لقد مرّ وقتٌ طَويلٌ بِالفعَل.





أومئ وشَابك أناملها وكرر جُمّلتهِ:فَقط آسف على مَا عانيتهِ أنتِ مُسبقاً،لَيتني كُنت مَعكِ وقتها ومَنعت هَذا مِن الحُدوث.




هزّت رأسها بِقوّة وابتسمت بِصدق قائِلة:بالطّبع،أنا مُتأكِدّة أنّك سَتكون مُتواجِد،شُكراً لِأنّك كُنت دائِماً مُتواجِد.





تَايهيونغ:أنا مُمتن لِأنّكِ هُنا،مُمتن لِأنّكِ أتيت لِي،مُمتن لِكُلّ شئ حَدث بَعدما رَحل جُونغكوك.





هِيلين:أُحبّكَ كَثيراً تَاي.






تَايهيونغ:لَيس أَكثر مما أَفعل.






كوّب وجهها وتَأملها طَويلاً ثُمّ التَحمت شِفاههما مَعاً وقيّد جَسدها بِذِراعيهِ،لَم يَكُن كَاذِباً أبداً وَقتها،لَم يَكُن كَاذِباً في أسفهِ اتجاة النّدبة التي كَان السبب بِها وهي لا تَعرف،كَانت تُقبّل الرّجل المَجهول الذي قام حَبيبها السّابِق بِإستئجارهِ لِيعتدي عليها،كَان صَعباً عليهِ حَقّاً أن يُخبرها أنّه هُو ذَات الرّجل.





أومأت بِقوّة وعلّقت بِنبرة مُرتعِشة:أَقبل أسفك حَقّاً إياك وأن تَشعر بالذّنب أَفهِمت؟
أُسامِحك على كُلّ شئ،وسَامِحني إن لَم أَقول هَذا وأَنت حَي،لكِنّك لَم تَكُن مُزيّفاً أبداً أنا أُحبّك للغَاية،آسفة أنني كُنت السّبب في مَوتك،أَتمنّىٰ لو لَم تَعرفني أبداً تَايهيونغي،كُنت أَفضل دُون وجُودي حَولك،كَان عليك الفِرار مِنّي،أيها المُغفّل الوَسيم.




لَم تَسمع صَوت مُحرّك السّيارة التي تَوقّف أمام المَقبرة لكِنّها سَمعت صَوت امرأة تَصرخ مِن بَعيد وعندما التَفتت قد خَافت للغاية،وَقفت بِتوتّر عِندما أدركت مِن التي قَادِمة نَحوها وعلَقت:جِينا!





جِينا:ابتعدي عَن قَبر ابني فَوراً!






هِيلين:أ أنا آسفة حَقّاً فَقط






جِينا:لا تَأتي إلى هُنا مجدداً!
ألا يُمكنكِ تركهِ حَتى بَعد موتهِ!
لا تُؤذي رَوحهِ بوجودكِ مَرّة أُخرى أنتِ تَحرمينه مِن الرّاحة!





اقتربت وَصرخت في وجهها حَتى وقف زَوجها بينهما وعلّق:جِينا لا تَصرخي بهذهِ الطّريقة يكَفي!




جِينا:دُويون هل جُننت!
تِلك الفَتاة وعائِلتها قَد قاموا بِتدميرنا!
والدها وضعك في السّجن وعانينا لِأعوام بسبب هَذا والآن هي سَلبت رَوح ابني!





دُويون:يُورا ارحلي بِها الآن!





جِينا:لا دُويون!
أخرجها هِي مِن هُنا!
واللعنة لقد كُنت أشك بِأمركِ مُنذ البَداية!
ماذا اتوقّع مِن ابنة جُونهو الحَقير!




دُويون:يُورا هَيا!





سَحبت يُورا امها التي تَبكي بِحرقة وتحرّكتا تَستقلا بالسيّارة،بَقى دُويون الذي تنهّد طويلاً واستدار لِهيلين مُردفاً:أنا آسف لِأنني لم أمنعها مِن أي شئ قد قالته يوم الجَنازة،كَان كَلاماً لاذِعاً للغاية،تملّكني الحُزن على ابني ولم أَكُن بِوعيي،اعذريني ابنتي.




نَفت بِرأسها ورَمقت قَبر تَايهيونغ طَويلاً وهي تَشعر بِرغبة عارِمة في البُكاء،أمسك بيدها وَسحبها خَلفهِ لِيرحلا مِن المَقابر وجَلسا على احدى المَقاعِد المُتواجِدة على جَانبي الشّارع،علّق بِصعوبة لكِن على شَفتيهِ ابتسامة صَغيرة صَادِقة:شُكراً للغاية.




هِيلين:شُكراً؟
حَقّاً سَيّد كِيم؟
مَا اللعنة!





قالتها بِنبرة مُرتفعة وعَدم تصديق حتى أمسك يدها بقوّة يَمسح عليها وقال:أَشكركِ لِأنّكِ مَنحتي ابني كُلَ شئ جَميل.





هِيلين:مَنحته المَوت.






دُويون:هَذا قَدرهُ هِيلين.






هِيلين:أرجوك لا تَقُل هذا مُجدداً أنت بِهذهِ الطّريقة تقتلني بِالذّنب أَكثر.






دُويون:قَدره أن يَعرفكِ،قَدره أن يقضي ثَمان سَنوات مِن السّعادة،والمُتعة،والحُب،أَخرجتني مِن السّجن،أعدتني حَيث عائِلتي،ساعدتِ ابني في صُنع أموال يَتمتع بِها،نَسكن في مَنزِل كَبير جَراء ما فَعلتهِ لِتايهيونغ،قُمتِ بِحلّ مُشكلة دُيوني.





هِيلين:سيّد كِيم،أبي هُو مَن وَضعك في السَجن،وأبي هو مَن جَعلك غارِق في الدّيون.






دُويون:مَا أعرفهُ أنّه والد حبيبكِ هو الذي وَضعني في السّجن،أليس هَذا صحيحاً؟





هِيلين:تَعرف حَبيبي؟






دُويون:أعرفهُ وأعرف والدهِ،أليس هُو مَن أقام الجَنازة؟
جِيهون هو مِن أدخلني السّجن،مَا أعرفه أنّ جِيهون هو الذي قَام بِآخر عَملية وَحده،جُونهو كَان مُنخرِطاً في عملهِ بالمَشفى،وتَربية طِفلتهِ.






أراحت هِيلين ظَهرها تَسمع لحديثهِ بِشرود طَويل وضِيق حَتى استَكمل:عِندما أخبرني تَايهيونغ أنّكِ ابنة جُونهو،نَعم،لقد غضِبت كَثيراً،لكِنّكِ كُنتِ مُجرد طِفلة،لم تَختاري أن يَكون والدكِ مُحتالاً صَحيح؟
لِمَ سَأُعاقِبكِ على هذا؟
وعلاوةً على ذَلِك،ابني اخبرني أنكِ لا تَعلمين أي شَئ،ومَع ذَلك قد أخرجتني مِن السّجن،ساعدتِ ابني في شَبابهِ وجعلتهِ يَشعر بالسّعادة،حَتى وإن كُنتما مُجرد شُركاء جِنس.






هِيلين:أَخبرك عَن هذا أيضاً؟






دُويون:أنا وتَايهيونغ كُنا قَريبين قَليلاً،وهِيلين،لا يُوجد شُركاء جِنس بهذهِ الطّريقة،يَصعب وَصف علاقَتكما بِحق،حَتى أنّكما لَم تكونا واقعين بِحب بعضكما،يربطكُما شئ قويّ،نَوع مِن الإنسجام،السّلام،التّفاهم والمُتعة،لِعلمكِ.





هِيلين:ألا تَكرهني حَقّاً سَيّد كِيم؟






دُويون:أكرهكِ على مَنحكِ ابني السّعادة في سَنواتهِ الأَخيرة؟






هِيلين:سَيَد كِيم!







قَالتها بِإنزعاج وهي تَشعر بأن وَقع الجُملة على حلقها مُؤلم ورددت:أنا قَتلت ابنك!





دُويون:أنا أعلم أنّكما ذَهبتما إلى طَريق مُنفِصل عندما عُدتِ للمُحقق،واخبرتهِ بِشكل قاطِع أن تنتهي عُلاقتكما لكِن تَايهيونغ كَان عنيداً للغاية وتشَبث بِأموركِ حتى انخَرط بِها،هُو يُحبّكِ،أنا أعلم هَذا،تَايهيونع انتحاري عندما يَتعلّق الأَمر بالحُب،كَما دَفن شبابهِ ومُراهقتهِ لدفع دُيوني لِإخراجي،كَما كَان يُوفّر أي شَئ لأمهِ وشقيقتهِ،هو يعتبركِ مِن عائِلتهِ.




شَاهد لَمعان عَينيها حتى ابتسم وكوّب وجهها يمسح عليهِ وقال:انسِ أي شئ جِينا قالته،هِي تُصبح عديمة السّيطرة أثناء حُزنها،شُكراً لَكِ مُجدداً،رُبما جُونهو كَان شَخصاً سَيئاً،لكِنّه أحسن تربية طِفلتهِ،أنتِ فتاة رقيقة،مُراعية،مُعطاءة،كُوني هَكذا دِائِماً،وفَخّور بكِ لِأنّكِ لَكمتِ هذا الحَقير في المَحكمة.




ضَحكت هِيلين رُغماً عَنها حَتى قَرّبها نَحوهِ وعانقها بِقوّة واستكمل:أنا بِمثابة والدكِ،وجِينا ستَهدئ،عِندما تُدرك كَم أمسى تَايهيونغ بِوجودكِ،ستعرف هَذا،فَقط هِي أُم،تَعرفين تَصرّفات الأُمهات التي كُلها بِدافع الحُزن والأَلم،لديكِ مَنزلي،في أي وَقت أردتِ الهُروب،مِن الحَياة،مِن كُل شَئ،غُرفة ابني مَوجودة،ثِيابكِ في خِزانتهِ.





هِيلين:لكِنّها قَديمة،قَبل أن يَنتقل تَايهيونغ لِشقتهِ الحَالية.






دُويون:تذكّرت،يُورا سَرقتها.






قَهقهت هِيلين بَين دُموعها وبادلتهُ العِناق بقوّة ثُمّ ابتعد يَمسح على شَعرها ونوّه:أنتِ مِثل يُورا وَتايهيونغ،وكُنتِ وسَتكونين دائِماّ،سَأتولّىٰ أمر جِينا،هِي تُحبّكِ للغاية لَا تنسي هذا.





هَمهمت حتى جفف دُموع عَينيها ثُمّ وقفا مَعاً لِتُردف هِيلين:حَقّ تَايهيونغ مَعي،تِلك العاهِرة التي قَتلته سَأفعل مَا بَوسعي لِأجعلها تَلحق والدها.

__________________



يَجلس على الأَريكة،يَستدير مُنذ ساعتين تَقريباً،يُحدّق بالبَاب مُنذ رَحيلها،هو يَعلم أين هِي،لكِن لا يستطيع الذّهاب لها،رُغم أنّه يَتوق لِرؤيتها تَبكي لَه،تَحكي لَه عن أي شئ يُحزنها حَتى إن كانت ذِكريات تَجمعها بِشريكها في الجِنس السّابِق،سَيشتعل غَضباً لكِنّه سَيُخمد هذهِ النّيران لِأجلها ويَنتظرها تَلجأ له




سَيُحاول تَهدئة أعصابي لَيسمع أي شَئ سَيخرج مِنها،لكِنّها لَم تتحدّث مَعه سِوى كَلمات مَعدودة مُنذ أن مَات تَايهيونغ،وهَذا يَقتله دَاخلياً،فُتح البَاب حَتى اعتدل في جَلستهِ يَتصنّع اللامُبالاة،دَخلت وتفحّصت الغُرفة بَعينيها تَجدهُ يَجلس على حَاسوبهِ ثُمّ كَادت تَصعد لكِنّها توقّفت وسَألت:أَين يُونغي ومِينجي؟




جُونغكوك:ذَهبا لِيُأجلا مَوعد الزّفاف.






هِيلين:هَذا ليس ضَروري حَقّاً.






قالتها بنبرة هامسة لكن تمكّن مِن سَماعها حتى تنهّدت وصَعدت إلى غُرفتها،وَضع الحَاسوب بِعُنف على الأَريكة وصرّح:تَبّاً،كَيف لَها أن تَكُون بِهذهِ الطّريقة!




وَقف بعد عِدة دَقائِق مِن التًفكير وسَار بِحَزم يَصعد إلى الأَعلى وَكَاد يَفتح بَاب غُرفتها لكِنّه أَخذ نفَساً عَميقاً وطَرق،هذهِ ليست عادتهِ أبداً مَع ذَلِك هو دائِماً يَتصرّف عَكس عاداتهِ مَعها،سَمحت لَه بالدّخول وكَانت تَقف في مُنتصف الغُرفة،نِصف عارية،بِثيابها الدّاخلية،مَشهد لَم يتوقّعه أبداً وَصارع النّظر إلى أي مَكان سِواها.





رَمقتهِ بِتعجّب ثُمّ خَلعت المُجوهرات التي حول
رسغها وأناملها ووضعتها على مِنضدة الزّينة،رَمقته مِن مِرآة المِنضدة وسَألت بِنبرة مُتّزنة:هَل تُريد شَيئاً؟





جُونغكوك:فَقط...






قالها وصَمت عِندما وَقعت عَينيه على جَسدها،ابتلع ريقهِ وأخذ نَفساً عَميقاً ثُمّ طَرح سُؤال جِدياً لَعلّه يَجد إجابه تنتشلهُ مِن التشتيت المُستمر الذي يَحدث لَه بسببها:هَل أنتِ بِخير؟





ابتسمت ابتسامة طَفيفة واستدارت تستند على المِنضدة بِميل قد أفقد جُونغكوك السّيطرة على نفسهِ،لم يراها بهذهِ الطريقة مُنذُ فترة،المَحاكمات،الخِلافات،الإنفصال،تناسىٰ حتى إنها قالت مُنذُ ثوانٍ بسبب انشغال تفكيرهِ:الآن أتفهّم لِمَ أنت تغضب مِن هَذا السّؤال،لكِن نَعم أنا بِخير كَما تَرىٰ.





جُونغكوك:هِيلين،أَخبريني أي شَئ يَدور بِرأسكِ،أنا هُنا لكِ.





هِيلين:لا شَئ يَدور في رأسي حَقَّاً جُونغكوك لا تَقلق.






جُونغكوك:مَاذا عَن زَعمكِ على قَتل جِي يُون؟







صَمتت قَليلاً ثُمَ وَقفت تلتقط ثِياب مِن الخِزانة لِيتحرّك ويستقرّ أمامها يمسك كَتفيها واردف:لا تُلوثّي يدكِ،دَعيني أنا أَقتلها،سَأقتلها لِأجلكِ.





هِيلين:يَا إلهي سَيّد جُيون أنا






جُونغكوك:هِيلين أرجوكِ،دَعيني أَفعل هَذا.







تنهّدت ونَفت بِرأسها ثُمّ علّقت:لَن أَقتل أي شَخص،أنا أُريد أن أُرغِمها على الإنتحار،كَما فَعلت بِمي يُونغ.






أظلَمت مَلامحهِ فَور ما استوعب الأمر ثُمّ ابتعد تَدريجياً عنها لِتستكمل:لِنَجِد طَريقة لِهذا،أنا سَأدفعها للجُنون،سَأجعلها تُقدم على الإنتحار دُون أن تَشعر.





جُونغكوك:كَيف؟






أَخرجت مِن خِزانتها عُلبة بَلاستيكية صَغيرة ووضعتها بَين يَديهِ مُردفة:مُخدر هِيروين،مَا لا تَعرفه عَن هذهِ السّاقِطة،أنّها كَانت مُدمِنة مُخدرات،في الثّانوية،سُول أَخبرتني،حَتى احتجزها ووشِيك في مَصحة،وبقت داخلها سنة أو ما يُقارب سَنة ونِصف،وعِندما تعافت قد استكملت دِراستها وأصبحت في ذات عامي الدّراسي رُغم أنّها تكبرني بعامين.





جُونغكوك:سَتدفعينها نَحو الحَافّة.





قالها بِإدراك حَتى أومأت بِرأسها وتَابعت حَديثها:صدّقني أنت حَقّاً ستضع القليل في طَريقها وهي مِثل مَصاص الدّماء ستتذكّر ما هِي مُتعة استنشاق مُخدر قَوي يُرسلها للجَنّة،ولن يَكون ووشِيك حَولها لِينقذها مِن نفسها الضّعيفة.




أَخذ العُلبة وأومئ بِتفهّم مُردفاً:سَأرىٰ ما يُمكنني فِعله.






هِيلين:يُمكنني إحضار كِمّية أَكبر.






جُونغكوك:لا تَنخرطي في هذهِ الأُمور،لكِن فَقط لِتعلمي،جِي يُون إن تَمّ القَبض عليها،سَتُدلي شَهادتها كَمُدمِنة،والقَانون لا يَعترف بِشهادة الغائِبين عَن الوَعي.





هِيلين:سَيعترف.






جُونغكوك:هِيلين.







هِيلين:أَمتلك عيّنة مِن دِماء جِي يُون.







جُونغكوك:مَا اللعنة؟







هِيلين:يُمكِنك اعتباري طَبيبة وصَدّق ما أَقول سَيّد جُيون،أمام القَانون سَتكون واعِية تَماماً،جِي يُون كانت تعرف ما فَعلته بِتايهيونغ جَيّداً،كَانت غَبيّة كِفاية لِتذهب لِمشفاي وأعطت دِمائها لِلخضوع لِإختبَار حَمل،دِمائها التي لا تَحتوي على مُخدّرات،بَعد يَوم مِن وفَاة تَايهيونغ،أي طَبيب شَرعي مُبتدأ سَيعرف وقت خُروج هذهِ الدّماء مِن عروقها المُدنّسة إلى العيّنة التي بِحوزة المَشفى.




صَمتت قَليلاً وابتسَمت بِجانبية ثُمّ استكملت:دمائها سَتثبت أهليّتها أمام المَحكمة أنّها كَانت بِوعيها تماماً عِندما استأجرت رِجال للتخلّص مِن مُحامي والدها،لا يَهمنّي الحالة التي سَتصل إليها بَعدها،لكِنّها ستُقدم على الإنتحار،حتى وإن فَعلت سأُدينها بِقتلهِ وهي مَيّتة.





جُونغكوك:سَأجد طَريقتي في جَعلها تَعود لِهذا الطّريق مُجدداً.





ابتسمت بِجانبية وعلّقت:هَكذا أَنت تُساعدني،أَعلم أنّك ذَكي للغاية وبالأَخص عِندما يَتعلّق الأَمر بِالإنتقام.




وَضعت ثِيابها على ذِراعها ودَخلت إلىٰ الحَمام حَتى تنهّد طويلاً وجَلس على السّرير يُفكّر،رَفع هاتفهِ مُردفاً:هُناك شَئ يَجب أن تَفعله الليلة،أَخبر رئِيسك أن يُرسِل لِي رجالهِ،إلى موقع سَأرسله لَك الآن.





أنهى المُكالمة ووقف عِندما سَمع صوت سَيّارة تتوقّف خَارج المَنزل ثُمّ نَزل مُسرعاً،أخرج مُسدسّه وفَتح البَاب حَتى وجد يُونغي ومِينجي يتحدّثان قُرب السّيارة ورَمقوا جُونغكوك بتَعجّب،تحدّث الأَكبر بِإستفهام:مَاذا ما الأَمر؟
هَل هِيلين بِخير؟





جُونغكوك:أُحاول أن أُبقيها في وعيها قَبل أن تَقتلنا جَميعاً،ماذا فَعلتما؟





مِينجي:لا شئ،قُمنا بِتأجيل الزّفاف،لكِن ينتظروا مُوافقة وتَأكيد مِن مَالِكة الفُندق.






جُونغكوك:هِيلين؟






أومئا حتى فرغ لهما مُساحة لِيدخلا المَنزل،جَلس يُونغي بَعدما خَلع سُترتهِ وسأل:هَل عرفت أين كَانت؟





جُونغكوك:في المَقابر،وقابلت أُم تايهيونغ اللعينة ووالدهِ،ذَهبت إلى المَشفى ثِمّ عادت إلى هُنا.






يُونغي:أَنت مُخيف،هَل عِندما يَنتهي كُلّ شئ ستبقى تُرسل رِجالك خلفها؟





جُونغكوك:فَقط عِندما ينتهي كُلّ شئ وقتها أُفكر ماذا سَأفعل بعدها.



رنّ هاتفهِ حتّى أجاب يَستمع للرد وتوجّه ناحية البَاب وأغلقه خلفهِ،وقف أمام السّيارة الكَبيرة المُرتَكِزة أمام المَنزِل وخَرج مِنها سِتة رَجال،فَتح هاتفهِ ووضع صُورتها أمام أعينهم وعلّق:ابنة ووشِيك،عدو رَئيسكم،مُدمَنة سابقة،أيمكنكم جَعلها فاقِدة لِأهليّتها بالكَامِل؟





أخرج العُلبة التي بِها مُخدر الهيروين ووضعها بيد أحدهم ثُمّ علّق:هذهِ المَرأة،سَأرسل لَكم موقع مَنزلها،لديّ طريقة سهلة جِداً لأضعها في طريقكم وعندها،سَأترك لَكم البَاقي.


_____________________


في عَودتها لِمنزلها برفقة سائِقها،المَكان كَان مُظلم،عَينيها التقطت مَجموعة مِن الشّباب في مَكان يبعد عن مَنزِلها أمتار قَليلة،انزعَجت لِأن هذا يُفسد شكل مَدخل بَيتها بِتصرّفاتهم حتى قالت بِنبرة ساخِطة:انزل وأخبرهم أن يَرحلوا مِن هُنا!




أوقف الآخر السّيارة وخرج لَهم لِتنزل النّافِذة تحاول مَعرفة ماذا يَفعلون،كَانوا مَجموعة مِن الشّباب المُختلّين يتعاطون المُخدرات بِكميات مَهولة،خافوا للغاية عندما كَشفهم السّائق وأخذوا كُلّ شئ مُهرولين،ومن سُرعتهم أسقط أحدهم ظَرف بلاستيكي صغير،بهِ مادّة بَيضاء.





نَزلت بِفضول ودنت لِتلتقط الكِيس الصّغير ورمَقته طَويلاً،وَضعته في جَيب سُترتها ودَخلت إلى سَيّارتها سَريعاً،وضعت الظّرف في حقيبتها بَعدما رَمقته لِفترة طَويلة،وَصلت حَيث المَنزل وخرجت مِن السّيارة تَصعَد لِغرفتها.





جَلست على سَريرها وفَتحت حَقيبة يَدها تمسك بالمَادّة البَيضاء،وتستغرق النّظر بَها،وقفت وتوجّهت حَيث مَكتبها واستكنت أمامهِ تَضع الكَيس البَلاستيكي أمامها،أخذت نَفساً طَويلاً وهي تُفكّر.




وَقفت مَرّة أُخرىٰ بِعزم تُنهي هذهِ المَسألة،ألقته في سَلة المُهملات وخَلدت إلى النّوم،لكِنّها مَضغوطة للغاية،تَشك بحَملها مِن رَجل مَجهول الهَوية هِي حتى لا تتذكّره،في مَلهى قَد ثملت بِهِ وقَضت يومها في أحضان رَجل غَريب،لَيس وكَأنّها مرّتها الأُولى أن تُضاجِع رَجل في ليلة عابِرة،لكِن هذهِ المرة كَانت ثَملة،لا تتذكّر أي شئ،وأيضاً،زَوجها خَارج البِلاد،كَيف ستَحمل ويَكتشف هَذا الأَمر؟





وطَرق في عقلها،كَيف كَانت تَشعر عِند استنشاقها هَذهِ المَواد المُخدّرة التي كَانت تُرسلها للجنّة ثُمّ تعود،تُريح عَقلها،تَصلها للنّشوة،وَقفت مُجدداً ورَفعت الكَيس مِن السّلة هَامِسة لِنفسها:فَقط هَذهِ المرّة،لَن أُكررها،وأبي لَن يَعرف.





فرّغت ما بِداخل الكَيس على الطّاولة وأغلقت فَتحة مِن فتحات أنفها ثُمّ أسقطت رأسها تستنشق بَعض مِنه،أعتصرت عَينيها بِقوّة عِندما اجتاحتها رَعشة قويّة،سَرت في عقلها،لسعة ممتِعة،ابتَسمت بِخُمول وعلّقت:يَا إلهي اشتقت لَهذا بِحق!

__________________


صُوت طَرق بَاب على غُرفتها بَينما هِي كانت تَجلس أمام طَاولة الزّينة خاصتها شَاردة حَتى سَمحت للطّارق بِالدّخول،التفتت لِتردف على الفَور:يُونغي؟
ظَننتُكَ رَحلت مَع مِينجي لِمنزلكِما.




يُونغي:لِمَ رفضتِ طَلب تأَجيل الزّفاف هِيلين؟






هِيلين:فَقط،هَكذا،دُون سبب.







يُونغي:هِيلين،أُريد تَأجيل الزّفاف.







هِيلين:قُلت لا،سَيُقام الزّفاف اليَوم الذي حُدد لَه،لقد قُمت بَترتيب كُلّ شئ،لا تَجعل تَعبي يَضيع هَباءاً.






يُونغي:إذا تَمّت إقامتهِ في مَوعدهِ،هَل سَتأتين؟







صَمتت طَويلاً وعَبثت بِإناملها حَتى هزّت كَتفيها:لا أَضمن لك.






يُونغي:إذاً عَدمهِ أفضل،أُحب رُؤية حَفل زِفاف دون زَوجين،مُثير للِإهتمام.





استدار لِيرحل حَتى قالت هِيلين بِأنزعاج:يُونغي انتظر!






تنهّدت طَويلاً عندما لم يَستمع لَها،وَقفت وخَرجت مِن غُرفتها ولَحقت بِهِ ثُمّ التَقطت ذِراعهِ مُردفة:يُونغي استمع لِي ودَع كُلّ شئ يسير كما خُطط لَه.





يُونغي:أنتِ حَقّاً خارِج عَقلِكِ.






هِيلين:ألا تَظن أنّ زِفافك بعد أن تنتهي فَوضى ووشِيك مُريح للأعصاب بِحق؟






يُونغي:وأنتِ حزينة على تَايهيونغ وفي عقلكِ تَعملين على التّخلص مِن جِي يُون؟
زِفافنا أنا ومِينجي يَحدث بَين كُلّ هذا؟
شَقيقها مُنخرط في انتِقام آخر وصديقتها والتي ستَكون وصِيفتها عقلها غائب مِن حُزنها على شَريكها وعينيها بالكَاد ترى شَئ سِوى تَدمير جِي يُون،اتعتقدين أن مِينجي تُريد هَذا يَوماً؟
أحقاً تعتقدين أنني أُريد هَذا لَها؟





هِيلين:لا،أُريدكما أن تَكونا سَعيدان حَقّاً،إذا لَم يَكُن أنا وجُونغكوك،على الأقل أحدنا سَيحصل على نِهاية سَعيدة.






يُونغي:أُفضّل نَهاية سَعيدة بَعيدة عن كارثة قَريبة.







تحرّك مِن أمامها حتى زَفرت هواءها تُخرج هاتفها مِن جيبها،وحَادثت فُندقها مُردفة بِتعب:قُمت بِتأجيل موعد زِفاف بِإسم مِين يُونغي وجُيون مِينجي لوقت غَير مُحدد،أغلق القَاعة حتى أُخبرك بِالتّرتيبات القادِمة.





أنهت المُكالمة وسارت مُتوجّهة لِيونغي ثُمّ علّقت:أَين السّيد جُيون؟





يُونغي:تتذكّرين أمره؟







هِيلين:لِمَ سأنسى؟







يُونغي:جُونغكوك مُنذُ الأَمس وهو خَارج المَنزِل.






هِيلين:مَاذا؟
مَاذا تَعني خارج المَنزل؟
أين ذَهب؟






يُونغي:ظننتُكِ تعرفين.







هِيلين:لا واللعنة لا أعلم!






رفعت هَاتفها تَبحث عن رقمهِ ثُمّ حادَثته،لا رَد،بدأت تتوتّر وقالت بَعدم تصديق:كَيف لَك ألا تُخبرني هَذا!





يُونغي:للتو فقدتِ تَايهيونغ هل سَأدخل عليكِ وأُخبركِ حبيبكِ السّابِق اختفى؟
لا دَاعي للخوف عليه بل عليكِ أن تخافِ على مَن مَعه،لَن يَحدث لَه شئ لا تقلقي.





هِيلين:يُونغي!






صَمت عِندما لاحَظ اهتزاز مَلامِحها وفَزعها الشّديد،اقترب وأمسك يَدها يمسح عليها قائِلاً:سيَأتي،لَن يَقدر أحد على جُونغكوك،أقرب مِثال،ووشِيك.






ابتلعت رِيقها وَمسحت الدّموع العالِقة في عَينيها والتي لا تتوقّف أبداً،يدها ترتعِش للغاية ويَستشعر يُونغي خَوفها وهلعها الشَديد،هِي لن تستطيع تَحمّل مَوت آخر،فُقدان آخر،حَتى تَبقى هي وَحيدة،فَقدت عائلتها بالكَامل،صَديقها الوَحيد،فَقدت حبيبها سَابِقاً وليست مُستعدة أبداً أن تفقدهُ مُجدداً.





تتنفَس بِسرعة وَجلست تُحاول تَنظيم اضطراب قَلبها،حَبست أنفاسها عِندما سَمعت صَوت البَاب يُفتح،ظَهر مِن خَلفهِ حَتى وَقفت وقَالت بِإهتزاز:جُـ جُونغكوك؟




مِن كِثرة دُموعها لَم تتمكّن مِن رؤيتهِ حتى جففت عينها لِتجده يُحدّق بِها بِقلق وصاح:هِيلين هَل كُلَ شئ بِخير؟
يُونغي ما الأَمر؟





تَحرّكت بِإتجاههِ وارتَمت بِأحضانهِ تُعانقهُ بِقوّة،بادلها العِناق يُحاوط خَصرها ويُربّت على رَأسها،اعتصرت جَسدهِ وهي تَبكي بِصمت،لقد فُزِعت أثر اختفائِهِ المُفاجِئ،اقترب يُونغي وهَمس قُرب أذنهِ:مُذكرة الإعتقال سَلّمها لِي وسَأذهب للقَبض على تِلك السّاقِطة،فقط اخبرني عِندما تَكونا مُستعدّين.




هز رَأسهِ بتفهّم لِيُغادر يُونغي تاركِاً الإثنان خَلفهِ،وَقف بِإعتدال عِندما شَعر بإرتخاء ذِراعيها حَول عُنقهِ وكوّبت وجهها مُتسائِلاً:لِمَ تَبكين مَا الأمر قِطّتي؟
هل هُناك شَئ يُزعجكِ؟




هِيلين:أَين ذَهبت؟






تنهّد وَشابَك أناملها يَسحبها خلفهِ ثُمّ أَجلسها على الأَريكة وهو قد جَثى على رُكبتيهِ أمامها،سرّح خُصلات شَعرها وابتسم بِهدوء قائِلاً:عَثرت على قاتِل تَايهيونغ،الذي أَرسلتهُ جِي يُون،اعترف على كُلّ شئ لي،وكُلّ شئ مُسجَل،وسَتكون هُناك مُحاكَمة واحِدة لِجي يُون،مُحاكمة الإتهام والنّطق بالحُكم،ثُمّ الإعدام،وتَسبق والدها.





هِيلين:يَومين جُونغكوك؟







جُونغكوك:بربّكِ ألا تُريدين مُشاهَدة جِي يُون وهِي تَركض خَلف تُجّار المُخدّرات لِتأخذ فَقط كَم صَغير؟






هِيلين:هَل نَالته؟






جُونغكوك:أرسلت لها واحِد،أَتمنّى ألا تَمت قَبل أن يَتم إعدامها،سَأُشرف على هَذا بِنفسي.





هِيلين:لِنتوقّف عن كُلّ هذا،دَعنا فَقط نَعِش.






هزّ رأسهِ بِتعجّب وعلّق يَمسح على وجهها:هل أنتِ خائِفة؟





هِيلين:أنا فَقط...سَيّد جُيون أَرجوك.






جُونغكوك:صَدّقيني هِيلين إن توقّفنا هم لَن يَتوقّفوا،ثُمّ هَل أشفقتِ على جِي يُون واللعنة؟






هِيلين:لا تَختفي هَكذا مُجدداً.






جُونغكوك:هِيلين،مَا الأَمر؟








شَابك أناملها يَنتظر مِنها ردّاً على سُؤالهِ لكِنّه استوعَب الأَمر تَدريجياً،نَفى بِرأسهِ وصاح على الفَور:جِي يُون لَن تَقدر على قَتلي،لا أحد يَقدر على هَذا،إن اختفيت،سَيكون بأرادتي،لن أَجعلكِ تَفقدين أحد مُجدداً هِيلين،هَذا مُستحيل،لَست خائِف مِن المَوت بِقدر خَوفي على تَرككِ بَعد مَوتي،سَأفعل كُلّ ما بِوسعي لِأبقى على قَيد الحَياة لِأجلكِ.






كوّب وجهها وصَعد لِيجلِس قُربها مُردفاً:سَأَكون دَائِماً هُنا،حَتى وإن رَحل الجَميع.





هِيلين:لا تَفعل أي شئ يُعرّضك للخَطر مُجدداً.





جُونغكوك:أعِدكِ.







مَسح دموعها حَتى نوّهت بِإحراج:لَم أتوقّع أن تَعدني،لِأنك تَعلم أنكَ لَن تفِ بِوعودك.




جُونغكوك:هذهِ المَرّة سَأفعل،أعدُكِ أن كُلّ شَئ سَيكون مُستقراً،وآمان ولن تَشعري بالخَوف بَعد الآن.






تأمّلته بِضعف طَويلاً ثُمّ تَقاربا تَدريجياً،التَقط شِفاهها بِلطف شَديد وكَان هَذا أول تَلامس جَسدي يحدث بِشكل مُباشر بَينهما مُنذُ ما يُقارب أسبوعين،اشتاق لها حَقّاً لكِنّه يعلم أنّها لم تَكُن في حالة تَسمح للتحدّث عن حياتهما الخاصّة،ابتسمَ براحة وأخذها لتصعد وتستقرّ أعلاه.





تمتَص شفاههِ بإشتياق مُبهم،لهفة شديدة،حُب شديد،يدهِ تتحسّس سائِر جسدها،يُدخل يدهِ أسفل قَميصها يشدّها نَحوهِ،ابتعدا عِند احتياجهما للهواء واستقرّت هِيلين فوقهِ،رَمقت ابتسامتهِ طويلاً وعلّقت بِخمول:سَيّد جُيون.





هَمهم ورَفع أناملهِ يلتمّس مَلامحها وشَفتيها حَتى استكملت:ما الذي كَان سَيفعله تَايهيونغ في المُحاكمة الأَخيرة؟





تنهّد طَويلاً ثُمّ أجاب:لَن يَأتي وَقتها،لن يَكُن مُتواجِداً في المُحاكمة الأَخيرة وكَان سَيترك ووشِيك دُون مُحامي،حتى وإن استعانت جِي وون بِمُحامي آخر لكِنّه لن يُجيد التّرافع عَن أبيها بِقدر مَا كان سيفعل تَايهيونغ.






شَردت بِحزن حَتى جَلس بِها وتمَسك بِجسدها مُردفاً:لا شَئ مِن هَذا كَان خطئكِ.





هِيلين:لِمَ الجَميع يَظن هذا؟
لا دَاعي حَقّاً كُنت أنا السبب في جَعله يُوافِق على عَرض جِي يُون.






جُونغكوك:لِمَ ستتحمّلي اختيارات مَن حولكِ؟
واللعنة لَم تَذهبي وتُخبري تَايهيونغ أن يتصنّع كُرهنا،لِمَ أنتِ تُريدين تَلقيّ اللوم مَوتهِ بِحق هِيلين؟
هَذا كَان قَرارهِ لِمَ ستتحمّلي مَسؤلية فِعل لَم تُقدمي عليه؟





هِيلين:قَراره كَان لِأجلي.







جُونغكوك:هَل حَقّاً إن مُت لِأجلكِ سَتلقين اللّوم على ذَاتكِ؟
لَحظة مَن أسأل أنا؟
بالطّبع سَتفعلين.





هِيلين:سَيّد جُيون.





قالتها بِتعب حَتى تنهّد وعانقها بِقوّة فِي حِين هِي قَد حَاوطَت رَقبتهِ وزَفرت هواءها بِضيق ثُمّ علّق:أَعِدُكِ،أنّه لَن يَتوجّب عليكِ القَلق على أي شَئ مُجدداً،حَسناً؟





هَزّت رأسهِا لِيمسح على شَعرها ونوّه:تِسعة وسِتون شَقيّة.





هِيلين:هَل يُمكنني الذّهاب بِمحاكَمة ووشِيك الأَخيرة؟







ابتعد يرَمق تَعابير وجهها ثُمّ ردّد:تُريدين هذا؟







أومأت بِالإيجاب حتى ابتسم وقال على الفَور:بالطّبع،لقد تحدّثت مَع القاضي،لقد سَمح لكِ بالمَجيئ حتى رُغم ضَربكِ لِووشِيك،صَراحةً لا يُمكن لِأحد أن يَلومَكِ.


______________


دَخلوا أَربعتهم،جُونغكوك يُشابِك يد هِيلين،خلفهِ يُونغي ومَعه مِينجي،جَلسوا قُرب بَعضهم يتحدّثون بِشكل عَشوائي وبِحماس،اليَوم مُحاكَمة ووشِيك الأَخيرة،وأَكثر شَئ ممتِع النّسبة لَهم،جِي يُون لَم تَحضر،لَم تحضر المُحاكمة التي سَيتم الإفصاح بِها عَن كُلّ أفعال ووشِيك الشّنيعة.




لَيس لِأنّها حَزينة على أبيها،فَقط هِي مُنشغلة بِما هو أَهم،مُستمتعة بِالمُخدر القويّ الذي تدفع لِأجلهِ أموال طائِلة لِنشوة سَاعة واحِدة فَقط،تمّ إدخال ووشِيك،وعندما استدار جُونغكوك وهِيلين لِيُحدّقان بِهِ بإبتسامة جَانبية حَتى علّق جُونغكوك عِندما مرّ قُربهِ:مَرحباً أيّها القُرصان المَخصي،انتظرني في غُرفة الإعدام،سَتجدني انتظرك،كَما وعدُتك مُسبقاً،اللعنة تنتهي بِموت صَاحبها،وأنا لَعنتك ومَوتك.






تَوقّف ووشِيك في جِهة الإتهام وهو صامِت بشِكل مُريب،دَخل القَاضي لِيقف الجَميع وانحنوا لَه ثُمّ تفحّص هِيلين وعلّق:أتمنّىٰ ألا تَفعلي شَيئاً آنِسة هِيلين.






هِيلين:أعِدك سَيّدي القَاضي،لا شَئ سَيحدث بَعد الآن.






رَمقت ووشِيك بِتقزز ثُمّ جَلسوا جَميعهم،وقف مُحامي جُونغكوك وهِيلين بَينما لِووشيك لَم يَقف أحد،نَظر القَاضي في أوراقهِ وسأل بِتعجّب:المُحامي كِيم تَايهيونغ؟
ذَلِك المُحامي الذي قُتل...أُقدّم التّعازي للسيّد لِي ووشِيك على المُحامي الخَاص بِهِ،ولِعائِلتهِ إن كَان لَهم وجود في قاعة المَحاكمة.






شَعرت بِغصّة قويّة وأنزلت رأسها بِضعف تُخفي وجهها بالقُبعة السّوداء ثُمّ جففت عينيها سَريعاً عَندما قال القَاضي:اليَوم،كَما أتطلعنا على كُلّ الأوراق والأَدلة الجِنائِية وشَهادة الشّهود،أن يَتم إدانة المُتّهم لِي ووشِيك بِقتل كِيم هَاندا،جُيون جِيهون،كِيم جُونهو والد هَاندا،وإدانتهِ بإختطاف كِيم هِيلين عِدّة مَرّات وتَدبير حادِث جُيون جُونغكوك مما أسفر عَن عِدة إصابات بالغة وضَرر كَبير لَه.





جُونغكوك:القَاضي بالكَاد يَلتقط أنفاسهِ لا يَعلم مِن أين يَبدأ حَقّاً.





اسَتكمل الآَخر بَعدما رَمق ووشِيك:وبعيداً عَن المُحقق جُيون وزوجتهِ نحن سَنتحدث عَن حوادث التّحرش والإغتصاب التي أقدم السّيد لِي ووشِيك عليها في مَلهى لَيلي مُرفق بالعُنوان وقَد قام بِفبركتهِ لتَلفيق التّهمة لجُيون جُونغكوك،هذهِ قضيّة أُخرى،رُغم أن المَجني عليهن هِنا،لكِن سَنكتفي بِإدانتهِ للسبب الذي جَعلنا نُقيم هذهِ المُحاكَمة عليهِ الآن.





وَقف القَاضي وجمّع الأَوراق ونظّف حلقهِ قائِلاً:دَقائِق وسننطِق بالحُكم.




غَادر القَاعة حَتى وقف جُونغكوك لِتمسك هِيلين بيدهِ على الفَور،التَفت لَها واقترب قُرب أذنها هَامِساً:لَن أتأخّر،فَعلت سَأفعل ما كَان عليّ أن أَفعلهُ مُنذ وَقت طَويل.




قبّل وجنتها طَويلاً،تحرّك قُرب ووشِيك لتتعالى أصوات الكَاميرات التي تُصوّر جُونغكوك الذي خفض جَسدهِ وجلس أمامهِ مُردفاً:لن أسمح لهم أن يَتم اعدامك بِكُلّ سُهولة،لن تَمت قبل أن أقتلك أنا،أُقسم لك أن آخر وجه سَتراه قبل أن أسلب رَوحك هو وجهي.





دَخل القَاضي الذي أردف على الفَور لِجونغكوك:سَيّد جُيون أنصحك ألا تُكرر خَطأ زَوجتك وتَراجع الآن.




رَفع جُونغكوك يديهِ وعلّق:لم أفَعل شئ سَيّدي،لَم ألمسه حَتى.





ابتسم يُونغي لِجونغكوك بِجانبية وجلس الأَصغر قُرب هِيلين وضمّ جسدها نَاحيتهِ يستعدّان للنطق بِالحُكم،جَلس القَاضي واقترب يتحدّث في الميكروفون:حُكم على لِي ووشِيك بالإعدام شَنقاً.

___________________

لولولولي،اليُوم عِيدنا عِيدين🤍



١/تتوقّعوا وش رَح يصير البَارت الجَاي مَع ووشِيك،جِي يُون؟
٢/جِونغكوك وهِيلين أخيراً بيرجعوا لبعض؟
تتوقّعوا بيصير مُصيبة بتضيع كل شي؟
٣/توقّعاتكم للبارت الجَاي؟




All eyes on Rafah



كُونوا بِخير لِحينها🤍.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top