حُرِّية
هَيلين:تَـ تَايهيونغ كَيف
تَايهيونغ:كَيف أعرف؟
لقد عاشرتَكِ أكثر مِن مُعاشرتهِ لكِ،أعرف متى يَكون ذَهنكِ مشغولاً،مَرتاحة البَال،غاضِبة،حَزينة،مِشتتة،مِحتارة،سَعيدة،مُثارة واللعنة لقد رأيتكِ في كُلّ حالاتكِ،أنا أعرفكِ قلباً وقالِباً،ألا تَظنين أنني لن أُلاحظ نُفوركِ الزّائِد مِني؟
إن لم تظنّي هذا،فأنتِ غَبية ومُغفلّة.
هِيلين:ظَهر فَجأة تَايهيونغ،أنا حَتى لَم أكُن مُستعدة لِتواجده مُجدداً.
تَايهيونغ:حَقّاً؟
لَم تعتقدي أنّه يجب عليكِ اخباري بهذا؟
سُحقّاً لكِ.
هِيلين:لم أَرِد أن تتغيّر علاقتنا أنت تَهمّني.
ارتَجف صَوتها عندما ضَحك بِسخرية ووقف حتى لَحقته تَحجب الطّريق أمامهِ ونَفت قائِلة:أنا لا أُريد هذهِ النّظرة البَاردة التي تَعتلي وجهك،أنت صَديقي،عائِلتي،لا أُريد أن أَخسرك،لِأي سبب.
تَايهيونغ:وجودي في حَياتكِ وهو حولكِ خطَأ.
هِيلين:إن كُنت أعرف أن ما سَيحدث بيننا سَيدمّر صداقتنا،لَم أكُن لِأسمح بحصر علاقتنا بالجِنس فَقط.
تَايهيونغ:أنتِ حَقّاً مُتعِبة،أحقَاً علاقتنا كَانت مُنطوية على الجِنس فَقط؟
لقد كُنا نَتصرّف كَالحبيبين وأنتِ تعرفين هَذا جَيّداً.
هِيلين:صَدّقني لَم أَفعل،لقد اتّفقنا ألا يكون بيننا مشاعر،لقد وعدتُكَ وأنت وعدتني،تواجُدك في حَياتي الآن يعني أنّك حَقّاً تَهمني،لكِن ما مَغزى عِلاقتنا؟
ما نِهايتها؟
سَتقع بِحب امرَأة وأنا سَأقع بِحب رَجل آخر،هَل سَنبقى شُركاء جِنس بِتواجدهم؟
ستكون علاقتنا بلا مَعنى وخِيانة.
تَايهيونغ:رَجل آخر تعنين جُيون جونغكوك؟
ذلِك الرّجل الذي كَان يسَتغلّكِ للإنتقام.
هِيلين:لَم يَفعل،أنتَ تفهمهُ بشكل خاطِئ.
تَايهيونغ:بالطّبع،حُبّكِ المَلحمي،حُبّكِ الأول والأَخير،الذي سَيمنحكِ الدّفئ،والآمان،والجِنس الممزوج بِحب لا شَهوة،أنا فقط أتسائَل،هل عِندما يُضاجعكِ،سَيتذكّر أنّ هُناك رَجل آخر قد فَعل هذا قَبله؟
لِمدّة تزيد عن أربع سَنوات؟
هِيلين:تَايهيونغ راقِب ثَغرك.
امتعضت ملامحها رُغم أن وجهها مُمتلئ بالدّموع لكنّه أكمل يَقترب أَكثر مُنحيناً لِمستواها:سيكون حَقّاً مُخيب للآمال إن عاد لكِ،ظَننت أن المُحققين الفيدراليين أذكياء،مُتأكد أنه سَيشمئز كَثيراً.
هِيلين:كِيم تَايهيونغ!
صَاحت بِها وابتعدت قَائِلة:ارحَل مِن هُنا،الآن.
تَايهيونغ:سَبع سنوات مُقابِل سنة واحِدة مَع هذا العَاهِر؟
مَاذا فَعل لكِ!
اخبريني هِيلين مَاذا فَعل سوى أنه دَمّر حَياتكِ!
صَرخ بِها حَتى دَفعتهُ مِن أمامها وردّت بصوتِ عالٍ:قُلت ارحل واللعنة!
تَايهيونغ:علاقتنا تَقف هُنا،بِمجرّد عودَتكِ لَه،سَبع سَنوات أُرمم بكِ وبِحياتكِ التي كَانت على المَحك بسببهِ والآن أنتِ تسامحتِ بشأنهِ؟
بِكلّ بَساطة؟
ماذا عَن حَق والدكِ الذي نُحاول استرجاعه؟
أتظنين إن لم يكن جُونغكوك في حياتكِ وقتها كان جُونهو سَيُقتل في زنزانتهِ؟
والدكِ قُتل بسبب أن حبيبكِ المُحقق الفيدرالي وَضع الأصفاد في رسغهِ.
هِيلين:ارحَل ولا تَعُد مُجدداً.
سَحب مِعطفهِ بِغضب وتَرك لَها المَكان في حَين هِي بمجرد خروجهِ قد سَقطت أرضاً تَبكي،وضعت رأسهِا على الأريكة،وكأن تَايهيونغ قد ردّ على كلّ التّساؤلات في عقلها،وقام بِتأكيدهم لَها.
_________________
يمسك هاتفهِ بقوّة في يدهِ،ينتظره يهتز ويصدر صوتاً مُعلناً قدوم اشعار،طَرقت عِدة طَرقات ليرفع رأسهِ بلهفة لكِنّه تصنع الهدوء وَصاح:تفضّلي.
دَخلت وابتسمت فور رؤيتهِ يجلس مُتربّعاً على سريرهِ وقالت:جُونغكوك مَن كُنت تتطلّع ليأتي مِن هذا البَاب؟
جُونغكوك:مَاذا تَقصدين أنا لا أنتظر أحد مِينجي.
مِينجي:حَقّاً؟
لا تنتظر هِيلين؟
حادِثها،لقد اتصلت عليها بالأمس لكِنّها لَم تُجيب،أخبرتني أنكما ستخرجان اليوم.
جُونغكوك:لم تُحادثني بعد،ألم تتصل بِكِ هذا الصّباح؟
مِينجي:نَعم،وحادثت المَشفى وقالوا أنّها لم تأتي اليَوم.
وقف بفزع وصاح بإنزعاج:وكَيف لَم يطمئن أحد عليها!
رُبما مَريضة في مَنزلها ولا تمتلك أي شَخص حولها!
مِينجي:لِمَ لا تَذهب لَها؟
ارتخت ملامحهِ وَجلس مَرّة أُخرى حتى استكملت شَقيقتهِ:أنت مُتردد ألست كذلك؟
جُونغكوك:لا،فَقط أُريدها أن تأتي هِي.
مِينجي:شَريكها ذاك لا يَعيش مَعها،ولقد أخبرتك هي أنّ علاقتهما قد انتهت مُنذُ أن قابلتك،ثِق بِها،لا تَقلق لَن تَجدهما عاريان في غُرفتها.
عَبث بِأناملهِ بعدما سَمع ما قالتهُ ثُمّ صرّح:وكَأنني سَأرى هذا،أنا السّبب صَحيح؟
رُبما إن أخبرتها بِأمر الحَادِث مُنذ سبع سَنوات،وواجهتها بالحقيقة سَواء تَقّبلت عِلّتي أم لا،كَان كُلّ شئ سيتغيّر،على الأَقل تركت لها تختار،أن تَبقى مَعي أم لا،لكِنّي حرمتها مِن حُرّية الأختيار وتركتها مُعلّقة،لا عيب في أن تُحب،تعشَق،تُضاجع أي رَجل،لقد تخلّيت عنها،ولا داعي لِتبقى مُخلصة لِرجل خذلها أَكثر مِن مرّة.
مِينجي:نَحن بَشر جُونغكوك،نَخطئ،لا دَاعي لِتؤنب ذاتك في أمر،هِيلين نفسها لَم تؤنبّك بشأنهِ،هِي الآن مُستعدة أن تَفعل كُلّ شئ لِأجلك،ما عرفته أن المُحامي هذا،قد ساندها في حياتها مُنذ أن فقدت عائِلتها،مَنحها كُلّ شئ،صداقة،قوّة،دَعم،مَشاعِر صادِقة،هو ليس رَجل سئ بعد كُلّ شئ،لقد صَنع منها فَتاة قويّة،وما تَفعله هِيلين الآن،هو أنها بِشكل غير مباشر،تُنهي علاقتها بِهِ لِأجلك،وهذا ليس سَهلاً أبداً،هذهِ نقطة لصالحها.
لَم يُجيب على حديثها ثُمّ نَكّس رأسهِ وجلس حَتى اقتربت وجلست قُربهِ تَعبث بِشعرهِ بِلطف مُردفة:عزيزي افعل ما يُملي عليك قلبك،أنت تَستحق هذا الحُب هِيلين تَسحق أن تمنحها قَلبك،رُبما هِي الإمرأة الوَحيدة التي وَجدت قَلبك بين قَبضتها وحافَظت عليهِ،أنت لَم تُحب زَوجتك السّابِقة بِهذا القَدر أبداً،هِيلين هِي حُبّك الحَقيقي،صَعب أن تَجدها مرّتين في حَياتك،اذهب لها صارِحها بكُلّ ما يَدور بِعقلك،لا بَأس،جَرّب.
__________________
تَستلقي على سَريرها وهي بالكَاد تعي أي شئ حولها مِن الصّداع المُزمن الذي يُلازِمها مُؤخراً،ضَغط نفسي،توتّر،العديد مِن الأشياء رَاودتها مُؤخراً وهَذا صَعب عليها،طَرق على بَاب غُرفتها جَعلها تَجلس مُعتدلة وعلّقت:تَفضّلي.
فُتح البَاب لِيظهر مِن خلفهِ لِتشهق بِعدم تَصديق ووقفت:سَيّد جُيون!
ابتَسم فَارِداً ذِراعيه لتقفز بَين أحضانهِ حَتى حملها فَحاوطت خَصرهِ بِساقيها،دَفنت رأسها في عُنقهِ تتنفّس بِصعوبة بَسبب عودة الغَصة إلى حلقها لكِنّها ابتعدت مُرددة:لا أستطيع وَصف كَم أنا سَعيدة بِرؤيتك الَيوم.
قَبّلت شفتيهِ بقوّة حَتى قَهقه وأنزلها يَمسح على شَعرها:أنتِ بِخير؟
لِمَ لم تَذهبي إلى المَشفى اليوم؟
ابتلعت رِيقها وَسحبتهُ لِيجلسا على السّرير مَعاً،شابَك أناملها عندما شَعر أنّها تُعاني مِن خطبٍ مَا ثُمّ كرر سُؤالهِ بصيغة أُخرى:أيتها الصّغيرة ما أمركِ؟
هِيلين:سَيّد جُيون.
قالتها قبل نُزول دموعها التي لا يراها لكِنّه استشعر نَبرة صَوتها ثُمّ تحسس وجهها مُردِفاً بِحدّة:مَا اللعنة مَن الذي تسبب في بُكائكِ!
هِيلين:لا شَئ فقَط...
ارتخت مَلامِحهِ وأنزل يديهِ يَسأل مرّة أُخرى ببرود:لَقد تَحدّثتِ مَعه؟
أليس كَذِلك؟
هِيلين:نَعم،ثَار وغَضب كَثيراً،ورَحل.
جُونغكوك:كَان بالنّسبة لكِ جِنساً لكِنّه كَان حُباً بالنّسبة لَه،تَبّاً لِهذا الأمر.
هِيلين:لا لَيس كذلك هو...يكرهك،لا يُريدك في حياتي،رُبما لا مَانِع لديه في أن تتوقّف عِلاقتنا بِتلك الطّريقة لكِنّه لا يُحبّذ تواجُدك في حَياتي مُجدداً.
جُونغكوك:ابن العاهِرة السّاقِط ومَا دَخله!
هِيلين:الجَميع كَان يُحذّرني مِنك سَيّد جُيون،لِأنهم أصدقائي،لا يَروا ما أراه بِك،لا يَعرفونك جَيّداً،كُلّ ما يَعرفونه عَنك هو أنّك مُحقق دَخلت إلى حياتي لِغرض الإنتقام،لا يَعرفونك جَيّد مِثلي،هو لا يَعرفك،لِذا لا يَثق بِك،وبصفته صديقي،رَفض أن تكون لَك مكانة في حَياتي مُجدداً،لقد سردت لَه كُلّ شئ،لِأنّه سيكون المُحامي الذي سَيترافَع بِقضية والدي،لِذا لم أِخفي عنه شئ.
جُونغكوك:في النّهاية ستخسرينه هِيلين،أنا لَن أترك مَجال لِرجل كَان يُضاجِع حبيبتي مِئات المَرّات في حياتها مُجدداً.
هِيلين:سَيّد جُيون.
قالتها بَعدما جُرِحت مِن جملتهِ حَتى عَض على شَفتيهِ ندماُ وصَرح:أنا آسف،لم أَقصِد هذا حَقّاً.
هِيلين:لِهذا لَم تَقُلها حتى مَرّة.
جُونغكوك:مَا هِي؟
هِيلين:أُحبّكِ،كُنت أُرددها لَك مُنذ أن عُدنا لِبعضنا لَكِنّك لَم تَقلها حتى مَرّة،أنت تَشعر أنني لم أعد أنتمي لَك صَحيح؟
خذلتك؟
أصبحت عاهِرة بِنظرك؟
جُونغكوك:ما اللعنة التي تَحدث الآن هِيلين هل فَقدتِ عقلكِ؟
هذا مُستحيل أنا لَم أفكّر بِكِ بهذهِ الطّريقة!
هِيلين:بَل فَعلت،أصبحت في عَينيك مُستهلكة،تمّ استخدامها عِدّة مَرّات مِن رَجل غيرك،لم أعد بِذات القِيمة بِعينيكِ.
جُونغكوك:أنا حقّاً سَأقتُلَك،تَبّاً لَتفكيركِ المُعقد،هل حقَّاً ظننتِ أنني قَد أترككِ وأتوقّف عن حُبّكِ لهذا السَبّب؟
هِيلين:أليس يَعنيك هذا؟
جُونغكوك:بالطّبع واللعنة يَعنيني!
أتظنيني سَأكون سَعيداً بَعدما قَضت حبيبتي سبع أعوام بِرفقة رَجل حَظى بالذي حَظيت بِهِ مِنها!
بالطّبع لَا!
لَكِن لا شئ يُمكنني فِعله لم نَكن على عِلاقة ببعضنا،لقد قُلتها هِيلين لقد كُنت خائِن وَقضيب بِعينيكِ لِمَ سَتكنّين الولاء لِقضيب!
هِيلين:لَكِنّك لَم تقلها لِي أبداً!
هذا لِأنك لا تَعنيها!
جُونغكوك:أيّتها الغبية أنا عاجِز عن قولها دُون أن أنظر بِعينيكِ!
صَاح بها لِيعم الصّمت فَجأة في المَكان،مَسحت هِيلين دُموعها وترقّبت استكمال كلماتهِ قائِلاً:عَيناي أحبتّكِ قبل قَلبي،أتظنين سَيكون مِن السّهل عليّ أن أقولها وأنا لا أعلم أين أنتِ وإن كُنتِ بين ذَراعِي؟
حَتى يَصعب عليّ التّحدث مَعكِ دُون مَراقبة ملامحِكِ ضحكتكِ تعابير وجهكِ،كُلّ هذا يَقتلني لِأن هذا اللعين استطاع رُؤية كُلَ هذا بِكلّ وضوح لِمدّة سَبع أعوام وأنا في مَنزلي أرى ظَلام.
هِيلين:لِهذا أُريدك أن تَخضع للعملية في أقرب وَقت،سَأتحدث مَع طبيب مُمتاز لديّ في المَشفى،وأنا أنبش في المَشفى التي كُنت تُعالج بِها وقت الحَادِث أحاول العُثور على الطّبيب الذي أخبرك أن لا جَدوى في استرجاع بَصرك.
جُونغكوك:صَدّقيني إن لَم يَعد بَصري لَن أهتم كَثيراً.
هِيلين:ألست مُتشوّق لِرؤيتي؟
أعني لقد تَغيّرت كَثيراً عن الفَتاة ذات العِشرون عاماّ التي كُنت تُواعِدها.
جُونغكوك:عَزيزتي فِكرة أنّكِ أصبحتِ امرأة،عامِلة،تَحمل مَشفى والدِها بِمفردها،هذا يُثيرني كَثيراً،أتطلع لِرُؤية مَلامِحكِ النّاضِجة لكِن لَا أتوقّع مِنكِ أن تكوني قبيحة،أنتِ جَميلة،جَميلة بالقَدر الذي كَان يُؤرقني في نومي بِجانبكِ لِأني كُنت عاجِز عن النَّظر إلى أي مَكان سِواكي.
عَضّت على شَفتيهِا بِخجل ثُمّ وقفت تصرخ بِكتمان تُبعثر شَعرها بِكلماتهِ التي أَخجلتها حَتى علّق بين قهقهاتهِ:والآن أنتِ تقومين بِإستغلال عيني التي لا تُبصر على انفعالاتُكِ اللطيفة هذهِ،مَاذا تَفعلين تعالي إلى هُنا!
اقتربت وتربّعت أمامهِ ثُمّ صرّحت:عاجِز عن استخدام عينيك،استخدم يديك،قُلتها لِي سابِقاً.
هَمهم ورَفع يديهِ يَمررها على وجهها،بلطف قد التَمس عينيها نزولاً لِوجنتيها وأنفها،توقّف لدى شَفتيها وشَعر بإبتسامتها،وَصل لِعُنقها وتوقّف ثُمّ لَفّ أناملها حَول جلدها وسَحبها لِتسقط بِحضنهِ،قَبّلت وجنتهِ لكنّهما على ذَات القُرب،يَشعر بِأنفاسها لكِنّه عاجِز عن الوصول لَها.
هِيلين:أنا هُنا،اشعر بِي،لا تنظر،لا تحتاج لِهذا،انتظر.
وقفت وهو جَهل وِجهتها وجلس في مَكانه يسمعها تتحرّك في أرجاء الغُرفة،جَلست مَرّة أُخرى قُربهِ ثُمّ امسكت يدهِ،رفعتها حيث عينيها لكِنّه استشعر شئ يُغطي مِقلتيها،عُصبة،ابتسم تدريجياً والتقطت هِيلين يده وطَبعت عليها قُبلة طَويلة مُردفة:أنا لا أرى أي شئ أيضاً،تماماً مِثلك،لكِن يكفيني أنّك هُنا،مَعي،أَشعر بِك.
جُونغكوك:سَأخضع للعملية.
لم يَرى شَئ سوى أنه قد سَمع صَوت ضحكاتها السّعيدة وارتمت بَين أحضانهِ تلتقط شَفتيهِ في قُبلة حميميّة،عانَق جَسدها بِالكَامِل بِذراعيهِ وكان يَشعر بِإبتسامتها ضِد ثَغرهِ،ابتعدت بعدما سَحبت سُفلتيهِ بلطف وهَمست بِصعوبة:وأخيراً تخليّت عن عِنادك لِمرة سَيّد جُيون.
جُونغكوك:لِأجلكِ سَأفعل هذا دائِماً.
هِيلين:أعلم،أثِق بِك،إذاً،أُحبّك سَيّد جُيون،وأتوق لِقضاء عُمري مَعك،تكون أنت رَجلي والشَخص الوَحيد الذي وجودهِ في حَياتي مُهم أكثر مِن أي شئ،سَعيدة أنّ القَدر قد منحنا فُرصة أُخرى،لِنستغلّها جَيّداً هذهِ المَرّة.
فَرّقت سَاقيها وجَلست على فخذيهِ تُعانقه بِقوّة تُريح رأسها على كَتفهِ،تَشعر بِأصابعهِ تُمرر على ظَهرهِا،أجسادهما قَريبة للغاية،وكَان هذا يَجعله يَشعر بالدّفئ،يديها المُلتفة حَول عُنقهِ تقيّد حركتهِ لِقوّة عِناقها وكَأنّه سيَهرب،ذِراعيهِ التي تُحاوط خَصرها،ابتسم فَور ما تَذكّر،أنّه سيتسنّى لَه رُؤية العالم مُجدداً،رُؤية هِيلين،الذي بفقدان بَصرهِ لازال يَعجز عن تَخيّلها حَولهِ.
هِيلين:لَحظة لَدينا مَوعِد اليَوم.
ابتعدت سَريعاً ووقف ليعتدل جُونغكوك في جَلستهِ وعلّق:كُنت بِصدد إلغائِهِ.
هِيلين:لِمَ؟
نَحن بِخير ما الذي يَمنعنا عَن الذّهاب إلى موعدنا الأول مُنذ سَنوات؟
والآن دَعني أتفحَّص ثِيابك كَي أبحث عن ذات الألوان.
كَان يَرتدي بِنطال أزرق،بِرفقتهِ تِيشيرت أبيض وأعلاه مِعطف جِلدي وَلِحسن هِيلين،لَقد وجَدت ذَات الملابِس وتشبهه،لكِن التيشيرت ليس فِضفاضاً بَل ضَيّق كما البِنطال أيضاً،وضَعت الثَيّاب بِجانبهِ على السّرير وأعلنت بِتنمّر:سَأُبدّل ثِيابي وأنت هُنا ولَن تستطيع إعطائي نَظرات مُتحرّشة كَما تَفعل دَائِماً،أيّها الرّجل الأعمى المُثير.
ضَحك ووقف مُتّجهاً نَاحِيتها وأردف:لَا أعلم لِمَ أنتِ دَائِماً خَجِلة مِن ارتداء ثِيابكِ أمامي بَينما أنتِ أَحياناً تُساعديني على خلعها،بَل أنا مَن يَخلع كُلّ ثيابُكِ ويُلقي بِها أرضاً لا أعلم لِمَ الأُمر يُشكّل لَكِ فَرقاً لهذا الحَد.
هِيلين:لِأنّك تُطيل النّظر ولَن يكُن لديك مَانع في أن تُلقي بِجسدي على السّرير مَرّة أُخرى،لا تَكترث لِعمل،مَواعِيد،أي لَعنة.
جُونغكوك:وِجهة نَظر صَغيرتي.
ارتَدت ثِيابها وَجلست أمام طَاولة التّزيين تَضع بَعض مُتسحضرات التّجميل الخَفيفة ووقفت مَرّة أُخرى بَعدما انتهت وَتفحّصته يَجلس يَنظر نَحو اللا شئ ثُمّ نوّهت:هَيا سَيّد جُيون،لقد انتهيت.
هَمهم ووقف ثُمّ مدّ يدهِ يبحث عن خاصتها مُعللاً:لا أعرف هذا المَنزل لِذا لن أعرف كيف أتحرّك بِهِ بِأريحية لذا...
هِيلين:بالطّبع،هَيا،أنا معك،حبيبي لَن تحتاج يَدي طَويلاً،سَأُحادِث أشهر وأقوى الأطباء لدي في المَشفى لتخضع إلى العملية في أسرع وَقت.
قَبّلت وِجنتهِ وسحبته خلفها ولَم يتسنّىٰ لَها رُؤية وَجههِ الأَحمر خَجلاً مِن حَركاتها المُفاجئِة،هو لا يَخجل بِسهولة،لكِن،هِيلين تصرّفاتها قد تغيّرت تماماً عن سَبع سَنوات،أصبحت هِي مَن تُبادر بِكّل شئ،وجونغكوك بِدورهِ لا يستطيع رؤية أي شئ تُقدم عليهِ فَيتفاجَئ،بِلمساتها،وقُبلاتها على وجههِ ويدهِ،وهذا يَجعل قلبهِ يخرج مِن مَكانهِ مِن شّدة النّبض.
نَزلا بِحذر على السلم والتقطت هِيلين مِفتاح سَيّارتها ثُمّ خرجا مِن المَنزِل،توقّفا أمام السّيارة واستند جُونغكوك عليها قائِلاً:إذاً،مَا هِي وجهتُكِ؟
هِيلين:مَا هِي وجهتك أنت؟
جُونغكوك:فقط لِنذهب إلى أي مَكان.
هِيلين:لَست مِينجي ولَست يُونغي،يُمكنك اخباري بِأي مَكان تُريد الذّهاب إليه وتَشعر بالعَجز لِإخبارهما،تحدّث مَعي وكَأنّك تتحدّث مَع نفسك.
فَكّر طَويلاً ثُمّ ردد دُون وَعي:أُريد الذّهاب إلى مَكان لا يعج بِالبشر،فَارِغ،حَتى استطيع أن أسقط،أقف اتحرّك،دُون أن أشعر بالإحراج،أُريد أن أركض وأسقط وأفعل الأمر مِراراً وتكراراً.
هِيلين:فَهمتك.
فَتحت له البَاب وحَرصت على ألا يرتطم رأسهِ في سَقف السّيارة ثُمّ أغلقت الَباب بِحذر وَركضت حَيث مَقعدها،لا مَانع في أن تفعل هَذا طَوال حَياتها إن كَان هذا يَعني أنّها سَتبقى مَع جُونغكوك،جَلست في مَقعدها وكوّبت وجههِ تُقبّله بِقوّة ثُمّ ابتعدت مُردفة بِحَماس بينما تِصفّق:هَيا لِنذهب لِموعدنا الأَول مُنذ سَبع سَنوات!
قَهقه على لَهفتها وَحماسها ونوّه:لديكِ الوِجهة،هيا لِنذهب.
هِيلين:وِجهة رائِعة،لن يَتواجَد بِها كَائِن حي واحِد،سِوانا،فَقط هواء مُنعِش ونَضيف،وَسلام.
___________________
وَقفت أمام المَنزل الكَبير ثُمّ علّقت:سَيّد جُيون لَقد وَصلنا.
جُونغكوك:استغرق الطّريق إلى الأبد ورغم أنني ضَعيف السّمع إلا أن صوتكِ المُزعِج الذي كَان يِغنّي مع المُوسيقى قَد دمّر طَبلة أُذني لِمدة سَاعة مُتواصِلة.
قهقهت وخرجت مِن السّيارة تَركض نحوه وفتحت الباب تَلتقط يدهِ كَي يتحرّكا نَحو المَكان،تَسائَل بِفضول وهو يَشعر بِصوت الأشجار،وأمواج،وخَرير مَاء:أين نَحن؟
هِيلين:اشتريت هذا المَنزِل أخيراً بعدما عملت لأربع سَنوات،لديه مَسبح وَبحر خَاص،خاص بِي أنا فقط،وكُلّ أغراضي التي جمّعتها مِن مُراهقتي،صُورنا،ذِكرياتي مَعك،ثِيابك،فُستان خُطبتنا،الخَاتم،كُلّ ما اشتريته لِي،اللعنة رُبما كُلّ شئ يَخصنا،بالدّاخل،لم أفكّر في دخولهِ أبداً إلا عِندما أشعر أنني بِحاجة إليك،بِحاجة لِلشعور بِك حَولي،ويُصادف أنني مُنذ اشتريته،في كُلّ عطلة أسبوع أختفي بِهِ،أغلق هاتفي،أصُفّي ذهني بِتذكّرك.
كَان يستمع لِحديثها وفي النّهاية قد ارتسمت على ثَغرهِ ابتسامة مُضطربة لِحديثها،يُخفي توتّرهِ،وسعادتهِ المُفرطة،كَونها كَانت تتذكّره،كَما كَان يَفعل،رَفع يدها التي تُشابك خاصتهِ وقبّلها طَويلاً،سَحبتهُ خَلفها نَحو المَدخل وفتحته يَدخلا،كَان المَنظر شديد الإبهار تمنّت لَو أنّ جُونغكوك يستطيع رُؤية هَذا،لقد أخذها للعديد مِن الأماكن الجميلة،والآن حان دَورها.
تَسير بِهِ بينما هو قَد يَشعر بِإنتعاش بسبب الهَواء الذي كَان يَلفح بشرتهِ وشَعرهِ،يَتحرّك مَعها وهو مِرتاح،واثِق أنّه لَن يُصيبه شَئ،لَن يَشعر بالحُزن،بالإرهاق،فَقط سَعادة،دَخلت المَنزل وتَركت حَقيبتها على الأَريكة مُردفة:اسمعني،لِنعد بالزّمن قليلاً.
جُونغكوك:مَاذا تَعنين؟
خَلعت سُترتها ثُمّ خَلعت عنه خاصتهِ،أصَبحت تَقف حَافية الأقدام،ضَحكت فور ما تَفحَصت تَعابير وجههِ وهي تخلع عَنه بَقيّة ثِيابهِ حَتى علّق بين قهقهاتهِ:صَدّقيني أنا لَن أُضاجِع حبيبتي وأنا ضَرير!
هِيلين:وأنا لَم أَقل سَتُضاجِعها،يا إلهي سَيّد جُيون تَفكيرك بَالغ لَعين!
قُلت لِنعد بالزّمن.
خلعت آخر قِطعة عُلوية مِن على جسدهِ لِيغدو عاري الصَدر وصَرّحت:لِعمر التَسعة عشر،ليس أنا فقط،كِلانا،دُون قُيود،دون عَمل نقلق بِشأنه،فقط مُجرد مُراهقين،كِلانا مررنا بِمُراهِقة عاهِرة،خَسرنا بِها والدينا،لِنعد كَشباب مُجدداً،لِنخلق ذِكريات جديدة،لا نَقلق لِمستوانا الدّراسي،إن أخطائنا،إن ضَعنا،الوقت لن يَلحقنا،نَحن مُراهقان،لِنتصرف هكذا لِوهلة،مُراهقان يستكشفان ما هُو شعور الحَياة والحُب الأول،يَستكشفان الحُرية.
ابتسم بِصدق وشَعر بِقلبهِ يُرفرف ثُمّ سُحب مِن قبلها للخارج مُجدداً لِينزع حِذائِهِ وجوربهِ مُستشعراً أرضية بَارِدة للغاية،دَفعتهُ هِيلين قَليلاً وشعر أيضاً بِحافّة شئ وكأنه سيَسقط،سَأل وعلى ثَغرهِ ابتسامة مُتعجّبة:نَحن أمام المَسبح؟
هِيلين:نعم،أتثق بِي؟
جُونغكوك:أَكثر مِن نفسي.
هِيلين:إذاً،اقفز سيد جُيون.
ابتلع رِيقهِ وشَعر بِالأدرينالين يَرتفع في عُروقهِ ودمهِ لِيتراجع خطوات كَبيرة ثُمّ خلع بِنطالهِ،اخذ نَفساً عميقاً وهِيلين كَانت تتفحَصّه بِهيام وبدأ يركض،ليس خائِف إن تعرقل وسَقط،لن يَشعر بِالإحراج لِأنّها ببساطة هِيلين،قفز لِيسقط في المَسبح البَارد وشَاهدت جسدهِ ينغمس عميقاً داخل المَاء مُبتسمةً بِوسع.
تَعرف أنّه لِن يَخرج على السّطح بِسهولة،فَهو يتمتع بنفسٍ طويل،أشبه بِحوري البحر الذي حُرم مِن الأعماق وقتاً طويلاً وتسنّت له العَودة،خَرج يسحب شَعرهِ المُبتل إلى الخلف وبدأ يَضحك بعدم تصديق لِشعورهِ بالرّاحة والإستمتاع الشّديد وصَاح بِسعادة:هِيا هِيلين!
هِيلين:لَن أنزل إلا عنِدما تُجيبني بِصدق.
جَلست على رُكبتيها نَحو الحافَة وسَحبت يدهِ ليقف أمامهِ وسَألت:ما هو شُعورك الآن؟
جُونغكوك:أنا سَعيد،حَقّاً أعنيها.
ابتسمت بقوّة ثُمّ وقفت بِإعتدال تَخلع ما تَبقّى مِن الثّياب التي لَن ترغب في أن تبتل وقفزت إلى المَسبح،تُعوم إلى الأعماق ثُمّ وصلت إلى جَسد حَبيبها وخَرجت إلى السّطح،تَمسّكت بِعنقهِ أزاحت شعرها عَن عينيها تتنفّس ثُمّ الصقت جبينها بِخاصتهِ هامِسة:وأنا رُبما أَشد سَعادة مِنك،إنّه أنت،دائِماً أنت،كَان يَجب عليّ أن أكون واثِقة بِهذا.
ابتسم وأخذ شِفاهها بقوّة بَين خاصتهِ بينما يمسك مُؤخرة رأسها ورفعها لِتلتف ساقيها حول خصرهِا،ابتعدت فَجأة رُغماً عَنه وقَالت:جُونغكوك.
كوّب وجهها يقبّلها دُون أن يترك لَها مَجال في أن تُتابع حديثها لكِنّها ابتعدت مرّة أُخرى وصرّحت بينما تلتقط أنفاسها:أَنا أُحبّك كَثيراً،إيّاك أن تَشك بِهذا.
جُونغكوك:مُستحيل.
هِيلين:ألن تُقولها إذاً؟
جُونغكوك:هَل قولي يُهِـ
هِيلين:نَعم يُهمنّي كَاللعنة فَقط قولها!
جُونغكوك:عَلى جُثّتي.
__________________
وَصلا حَيث المَنزِل لِتردف بعدما تنهّدت طَويلاً:لَقد وَصلنا سَيّد جُيون.
ابتسم بِهدوء وتَعب بعدما كَان يُريح رَأسهِ على المِقعد:شُكراً لكِ،لقد استمتعت،هذا أفضل مَوعِد حَظيت بِهِ على الإطلاق هِيلين.
هِيلين:أنا لَم أَفعل شئ،أنا فَقط سَعيدة لِأنّنا حظينا بِفرصة مَعاً مُجدداً،ولقد أخبرت الطّبيب بِشأن موافقتك،سُيرتّب لَك موعد عملية قريباً،وعِندها لَن تَشعر بي فَقط،سَتراني بعينيك،أنت تَستحق رُؤية كُلّ شئ رائِع وجَميل سَيّد جُيون.
جُونغكوك:رؤيتكِ تَكفيني.
خَرج مِن السّيارة حتى اتبعتهُ ووقفت أمامهِ تُشابِك يَدهِ قائِلة:لَيلة سَعيدة،سَآتي هُنا غداً،ومُبكراً،لن أذهب للعَمل،لا شئ مُهم ينتظرني.
جُونغكوك:لِمَ لا تَبقي هُنا؟
هِيلين:أبقى هُنا؟
في مَنزلك؟
جُونغكوك:نَعم،فَقط هذهِ الليلة.
هِيلين:دَعني أُفكّر قليلاً.
قالتها وهو تُضايقه حَتى سَحبها مَعه رُغماً عنها لِتقهقة ثُمّ أردفت سَريعاً:حَسناً حَسناً دَعني أحضر حقيبتي وهاتفي مِن السّيارة وسآتي.
ضَحك بِكتمان ثُمّ سحبت يدها مِن قبضتهِ ورَكضت نحو السّيارة تلتقط أغراضها،عادت تُشابك أناملهِ مُتوّجهة لِلمدخل وَدخلا بِرفقة بَعضهما،الجو كَان هادِئ حَتى نوّه جُونغكوك:أظن أنّ مِينجي نائِمة،أَشعر بِتأنيب الضّمير ناحيتها كَثيراً،رُبما تُريد العَودة لِزوجها السّابق لكِنّها لا تستطع كي تعتني بِي.
هِيلين:أنا هُنا للإعتناء بِك سَيّد جُيون،وأيضاً قريباً سَتُبصر ولن تَحتاج لِمساعدتي أو مُساعدتها،مِينجي إن أرادت العودة لِزوجها سَتفعل،لَكِن يَبدو أنّه قَضيب،لا يَستحق العَناء كَثيراً،وبِما أننا فتاتان،سَأتحدّث مَعها لِأعرف حَقيقة مَشاعرها اتجاههِ،وسأُخبرك.
هزّ رأسهِ وَصعدا مَعاً وقبل دُخولهما الغُرفة قالت هِيلين:وبِما أنّ حبيبي المُتسلط قد أرغمني على البَقاء بِمنزلهِ ولم أُجلب أي شئ لِذا سأستعير ثَوب نوم مِن شقيقتهِ،سأعود على الفور.
هَمهم يَلحقها إلى الدّاخل حَتى سَارت هِيلين بِحذر وفَتحت البَاب كَي لا تُزعج مِينجي النّائِمة لكن عينيها قد اتّسعت فَور ما وجدت يُونغي يَقف عاري الصّدر مُتمسك بِسيجارتهِ قُرب النّافذة والتقت مِقلتيهما،ابتلع ريقهِ وفي ذات الأثناء خَرجت مِينجي مِن الحَمام وحول جسدها مِنشفة حتى هَسهست هِيلين:لا أُحاول إهانتك سَيّد مِين لكِن جُونغكوك سَيقتلع قضيبك الذي تِضاجع بِه شقيقتهِ إن علم بالأمر،هذا حبيبي وأعرفه جَيّداً.
هرع نَحوها وأغلق الباب يُطفئ سِيجارتهِ وهَمس بِترجٍ:هِيلين أتوسلّ
هِيلين:كَيف لَك أن تُخفي هَذا عن صديقك عُمرك يُونغي عار عليك!
قاطعته وقالتها مُتصنّعة تقززها حتى نَفت مِينجي وعلّقت:هِيلين لا تُخبري جُونغكوك أرجوكي!
هِيلين:بالطّبع لن أفعل!
سَأترك لَكما المَجال لِهذا،لكِن مِنذ مَتى بدأ الأَمر؟
لَحظة...صحيح لقد كُنتما تتواعدان في الجَامعة وانفصلتما!
أوه...حَسناً لا تَشرحا شئ،آسفة كوني ظَهرت كَالآم المُؤخرة.
مِينجي:هَل احتجتِ شيئاً؟
هِيلين:ثوب نَوم،نظيف مِينجي،نَظيف.
شددت على كلمتها الأَخيرة حتى أومأت مِينجي بِإرتباك وتحرّكت نَحو خِزانتها لِتردف:أي نوع تُريدين؟
هِيلين:شقيقكِ ضرير إن أمسيت عارية بِجانبهِ لن يُلاحِظ للأسف،لِذا أعطني أي لَعنة أمامكِ،جُونغكوك يرفض أن يَلمسنى حتى يُبصر،وكأنّني شبح،هيا اسرعي قَبل أن يُلاحِظ غيابي طويلاً ويعرف أنني أحدّق في جسد صديقهِ العاري وعندها لن يَنتظر العملية ويقتلع عيناي لِيعيش بِهما.
سلّمت الثّياب لِها لِتخرج وأغلقت البَاب خلفها ثُمّ أمالت رأسها بِتعجب هامِسة:يُونغي ومِينجي؟
تَبّاً لقد شككت بِهذا مُسبقاً.
نزلت إلى الأَسفل لِإحضار هاتفها لتتفاجئ بوجود رَجل مُقنّع مَجهول،تبعدهما أمتار،ابتلعت هِيلين رِيقها ورَفعت يديها إلى الأعلى قائِلة:لن أَصرخ،لن أقل أي شئ،لكِن لمصلحتك،ليس ذَكاء مِنك التسلل إلى مَنزل بِهِ عميلين فِيدراليين أقوياء،في كُلّ رُكن في هذا المَنزِل كَاميرا مُراقبة،أنصحك في أن تتصرّف بِشكل حَكيم،وتخرج مِن هُنا،وأعدك،لن يَعرف أحد شئ.
مَلامحهِ غير مَألوفة على الإطلاق،وكُلّ ما تذكّرتهُ هِيلين في هذهِ اللحظة هو كَلام جُونغكوك،الذي لازال في ذِهنها مُنذ سبع سنوات؛كَعميل فِيدرالي،شَئ طبيعي أن أكون مُهدد بالقَتل،أنا أتعامَل مَع أسوء طَبقات المُجتمع،مُجتمع الوحوش،القَتلة،والسّفاحين،لِهذا،في كُلّ رُكن مِن منزلي،يحوي على سلاح،أسفل الأَثاث،السّجاد،في كُلّ بُقعة،لِأن قضيّتي إن نَجحتها لن تنتهي بالنّسبةِ لي،هَذا مُستحيل،سَيأتي مَن يَنتقم مِنّي،وإن لم أِكن جاهِزاً،وداعاً جُيون جُونغكوك.
تراجعت بِخطوات بَطيئة نحو أقرب طاولة،داعية أن يبقى جُونغكوك مُتمسك بِكلماتهِ رُغم أنّه الآن ضَريراً،بينما الآخر قد أقترب سَريعاً وأسقطها أرضاً يُحاول حَملها رُغماً عنها بَينما هِي تُسارع حَتى أخيراً أخرجت صَوتاً تَصيح بِإستنجاد:جُيون جُونغكوك!
هذا جَعلهُ يُسرع في حملها وأوقفها على قدميها ثُمّ بحركة سَريعة قَد ضَربتهُ بِمرفقها في بطنهِ وانحنت تمد يدها تَبحث عن أي مُسدس لتتسع عينيها عِندما وجدت واحِد أسفل الطّاولة ووجّهتهُ نَحو الآخر،جُونغكوك لا يَسمع شئ أثر سمّاعة أذنهِ التي خلعها،ومِينجي ويُونغي في الغُرفة عازلة للصوت لا يسمعا أي شئ مما يَحدث بالخَارِج.
تُصارع رَجل مَجهول بِالأسفل وحدها،تَشعر أنّها على حَافّة البُكاء،لكِن الأدرينالين كَان يَحثّها على القِتال،أخرج سِكّين صَغير مِن جيبهِ ثُمّ قام بِرميهِ على فخذها يَخترق لَحمها،سَقطت أرضاً هِيلين صارِخها لِكنّ بيدها اليُسرى قد أخرجت رُصاصة لتستقر بِساق الآخر،والرّصاصة كَان صَوتها عالي لِدرجة أنّها اخترقت مَسامِع ضَعيف السّمع وَجعلتهُ يتيقّظ سريعاً ووضع سمّاعتهِ مُنحيناً يَلتقط المسدس الذي أسفل سريرهِ.
فَتح البَاب تزامناً مَع باب غُرفة مِينجي وعلّقت:جُونغكوك ما الأمر!
جُونغكوك:هِيلين!
لا أعلم ما الذي يَحدث!
نزل يُونغي مُسرعاً وأخرح سِلاحهِ لِيجد الذي يَزحف على الأرض وهِيلين التي تِحاول اللّحاق بِهِ بِفخذٍ ينزف،نزل جُونغكوك وهو لا يَرى شئ سوى أنّه يسمع أنين رَجل مَجهول وتأوّهات هيلين المُتألمة،صَاح بِصوتٍ مُرتفع بينما يُوجّه سلاحهِ لأي مَكان بِعجز:ما اللعنة التي تَحدث!
هَرع يُونغي نَحو المُتسلل وضربه على مُؤخرة رأسهِ ليفقد وَعيهِ ثُمّ رَكض لِهيلين وعلّق:هيلين خذي نَفساّ عَميقاً!
أومأت بِهلع تَمسح الدُموع العالِقة في مِقلتيها بينما مِينجي قَد أمسكت بِيد جُونغكوك الذي كَان يَقف بِصدمة لا يستوعب أي مما يَحدث سِوى أنّه يشعر بالعَجز كَونه لم يسمع أي صوت ولا يَرى ما حدث مع حَبيبتهِ،لِحسن حظ هِيلين الجُرح لَم يَكُن عميقاً رُغم أنّه السّكين كان حاد للغاية وكان مُباشر لِإرتدائها سِروال قصير يِظهر فَخذيها،وّجهت مِينجي جُونغكوك ليقترب يَتفحّص حبيبتهِ المُصابة على الأرض.
نَظرت هِيلين لجُونغكوك وقالت بَين ابتسامتها المُزيفة:سَيّد جُيون أنا بِخير لا تَقلق،لقد قَاتلتهُ،صَحيح يُونغي؟
يُونغي:أنتِ رائِعة هِيلين،أحسنتِ.
قام يُونغي بِلف قِطعة قُماش حول فَخذها ووقف قائِلاً:اضغطي على الجُرح جَيّداً حتى أجلب صُندوق الإسعافات وأعود على الفور.
وأومأت وضَغطت هيلين على مَكان الإصابة بأناملها وبيدها الأُخرى مَسحت على وَجه جُونغكوك مُرددة:لقد نَجوت بِفضلك،تذكّرت كُلّ ما قُلتهُ لِي مُسبقاً وبِفضل مسُدسك الذي كان أسفل الطّاولة،تمَكنت مِن طرحهِ أرضاً،شُكراً سَيّد جُيون.
قالت هَذا لِتخفف عنه،لا تَدري أنّ هَذا قد زاده ضِيقاً وَعجزاً،حملها ووضعها على الأريكة وفي ذات الأثناء عاد يُونغي ومَعه صندوق الأسعافات الأولية وحبال كثيرة،علّق يِحاول تَلطيف الأجواء:حرّك مُؤخرتك وتعال لِنُقيّد ابن العاهِرة هذا ونعرف مَن خلفهِ،هِيلين بِخير الجَرح ليس عَميقاً،لقد كَانت شُجاعة كِفاية لِتنجو.
هِيلين:بالطّبع أنا حبيبة مُحقق.
صمت جُونغكوك كَان يُخيف ثلاثتهم،لا يَمتلكوا شئ لِقولهِ لِذا يُحاولون تسهيل الأمر لكِنّهم يعرفوا أنّ الأمر لا يُجدي،تَعابير جُونغكوك جامِدة للغاية،لا يُمكن التّعرف عليها،غير مَفهومة،ارتعشت مِقلتيّ هِيلين عندما وَقف جُونغكوك وتحرّك قُرب صوت يُونغي كَي يِساعده في تقييد هذا الرّجل المَجهول والذي قام يُونغي بِنزع قناعهِ رغبةً في التّعرف عليهِ لكنّه عجز عَن هذا،حَتى هِيلين،وجه جديد غير مَألوف،رُبما دُمية مِن دمى الجاني الحقيقي.
تولّت مِينجي تَضميد جُرح هِيلين بينما جُونغكوك ويونغي قد تولّا أمر الآخر،الذي بسبب ضربة يُونغي قد سَقط فاقِداّ الوعي لِفترة ليست بطويلة،مسلوب الإرادة،لَفت مِينجي لفافة القُطن حول فَخذ هِيلين بعدما طهَرت المَنطِقة،انتها مِن تقييدهِ،ترك جُونغكوك كُلّ شئ وَصعد دُون أن يتحدّث حتى،تاركاً حبيبتهِ المُصابة،والمُتسلل،وشقيقتهِ وصديقهِ ينظرون لِبعضهم في حِيرة وقلق.
صَعد يُونغي خلفهِ سريعاً يلَحقه حَيث غُرفتهِ،فَتح البَاب وأغلقه خلفهِ يَسأل:مما أنت هاربٌ جُونغكوك؟
جُونغكوك:اتركني وحَدي هِيونغ إن سَمحت.
استدار جُونغكوك سَريعاً يُخفي دُموعهِ حتى اقترب الأكبر ووقف أمامهِ وعلّق:هِيلين بِخير.
جُونغكوك:لكِنّي لست بِخير هِيونغ!
مُحقق سَابِق ضَرير!
عاجِز لعين لا يَفعل أي شئ مُفيد!
حبيبتهِ تأذت أمامهُ وهو لَم يَسمع صَوت صُراخها ولم يسمع أي لعنة أنا بالكَاد على قيد حياة!
يُونغي:لكنّها شُجاعة ونجت بمفردها.
جُونغكوك:كُنت أتمنّى لو لم يَحدث هذا!
دوري هو حِمايتها مِن المَخاطر هذا ما يَجب عليّ فِعله!
أحميها مِن أي لَعنة تِلاحِقها لِأنني رَجلها لكنّي أشبة بالأحياء الأموات عديم فَائِدة أمسك مُسدس أُصوّب نَحو اللا شئ!
صَرخ بها بَين دُموعهِ حتى اقترب يُونغي وعانقهُ بقوّة يُحاول تهدأنهِ لِيردف بِهمس:هذهِ لِأول مَرّة كان شُعور أنني ضَرير مُؤلم إلى هَذا الحَد!
هذا حَقّاً شعور لَعين يُونغي!
يُونغي:أعلم جُونغكوك أعلم،اهدئ أنا هُنا،قَريباً سَتخضع للعملية،وسَتحمي هِيلين مِن أي شئ،وسَيستقبل المكتب عودة أقوى مُحقق وُجِد على الأطلاق.
كَان يشّد في عناقهِ وابتعد يكوّب وجه الأصغر ومَسح دموعهِ مِردفاً:لا تَكُن قَضيب وتكسر بفرحة هِيلين كونها أطاحت بِعاهِر داخل مَنزلِك أيها المُحقق،فبفضل سلاحك الذي كان أسفل الطّاولة لما تَمكّنت مِن اسقاطهِ أرضاً،هيا لِننزل،ولا دَاعي لِتشعر بالعجز فـ قريباً سيَعود بَصرك،كُن مسُتعداً لِهذا أكثر مِن وَقت،والآن هيا،دَعك مِن الحديث الفَارِغ الضّعيف هذا.
سَحبه مَعه إلى الأَسفل وكان الأَصغر يمسح دُموعهِ في كُمهِ ونزلا إلى الأَسفل حَيث مِينجي وهِيلين وقد قطعا حديثهّن السَري،بِحذر قد اقترب جُونغكوك ووصل حَيث هِيلين وسأل:بِماذا تَشعرين؟
هِيلين:أنا بخير حَقّاً سَيّد جُيون فقط ألم طَفيف وَسيرحل.
جُونغكوك.أنا آسف حقّاً،لقد نَزعت السّماعة لِأني كُنت أبدّل ثِيابي.
هِيلين:قَريبَاً لن تحتاجها،كُلّ شئ سَيكون بِخير مَعك جُونغكوك لا تَقلق،حتى عِندما تُبصر،سَتدرك أن جُرحي هذا ليس واضِح،أنا صَحيحة البَدن تماماً.
يُونغي:مِن حُسن حظّها أنني هُنا،نجاتُكِ كَانت بسببي يَافتاة،كوني مُمتنة.
جُونغكوك:شُكراً لَك هِيونغ أنا حَقّاً مَهلاً لَحظة.
تداخلت جُملتيهِ مَعاً ثُمّ استكمل مُضّيقاً عينيهِ:لِم واللعنة أنتَ هُنا؟
اتسعت أعين ثِلاثتهم في ذَات الوَقت حتى قالت هِيلين بِنبرة مُرتَجفة:لـ لقد طَلبت مِنه المَجيئ جُونغكوك،لقد عَثرت على اسم الطّبيب الذي كَان يُشرف على حالتك وقت الحادِث،وكُنت سَأتحدّث مَع يُونغي بِشأن هذا الأَمر.
صمت بِشك لِكنّه أومئ حَتى اقترب يُونغي وهَمس قُرب اذن هِيلين:حقّاً؟
أومأت لَه ثُمّ وّقفت بمساعدة يد جُونغكوك حول يدها وخصرها وبَدأت تسير بِعرجة صَغيرة وصاحت:لا بَأس،سيكون الأَمر مُؤقت.
أنين مكتوم صَادر مِن المُقيّد بالكُرسي حَتى توجّهت كُلّ الأعين عليه،اقترب يُونغي وَجَلس القُرفصاء أمامهِ مُردفاً:عُقوبتك سَتصل إلى الإعدام لِمحاولة قَتل حبيبة مُحقق فِيدرالي واغتيالهِ دَاخل منزلهِ،لِذا رُبما سَأُخفف عنك الحُكم إن اخبرتني مَن أرسلك.
ضَغط يُونغي على الرّصاصة المُرتكزة داخل سَاقهِ حتى صَرخ بِعلوٍ مُتألماً واستكمل:هذا حقّاً لا شئ مما سَتقابلهُ عِندما تُؤخذ ليتم تَعذيبك داخل السّجون حَتى تعترف،فقط اخبرني سَأحميك مهما كَلّفني الأمر.
بِطريقة مَا تمكّن مِن إخراج يدهِ اليُمنى ودَسها داخل جيبهِ يُخرج مُسدس لِيرفع يُونغي مُسدسهِ الخاص في وجههِ لكنّهم شَهقوا عندما وضع المُقنّع المسدس قُرب عُنقهِ وسحب الزَناء واخترقت الرَصاصة جسدهِ،ارتجَفت أبدانهم جَميعاً مِن بشاعة المَنظر حتى سأل جُونغكوك:انتحر صَحيح؟
توقّعت هذا.
يُونغي:مُخلص ابن العاهِرة.
في ذات الوقت قد أتت الشّرطة التي استحضرها يُونغي،مَنزل جُونغكوك ومِينجي أصبح مسرح جَريمة،بِحركات ضَعيفة قليلاً هِيلين قد سَحبت مِينجي وجُونغكوك قُربها بَعيداً عن مَجموعة الرّجال التي أتت تصور الجُثة ومَكان الحادِثة بينما يِونغي كَان يتحدّث مَع شُرطي يَشرح لَه الوَضع،عَرضت علَيهما فِكرة قائِلة:يُمكِنكما البَقاء في مَنزلي اليَوم،أعني لَيس مِن الجَيّد النّوم وهناك جُثة بالأسفل.
مِينجي:شُكراً لكِ هِيلين،سَأجُمّع بعض الأغراض وأنقلها للسيّارة.
هِيلين:حَسناً وأنا سَأتولّى أمور السّيد جُيون مِن هُنا.
همهمت مِينجي وَصعدت مُتقززة بالفعل مِن المَكان،تمسّك جُونغكوك بِخصر هِيلين وعلّق بِهدوء:هيا،سَأُساعدكِ.
هِيلين:أنا بِخير،يُمكنني السّير بِشكل صَـ
جُونغكوك:لِمَ صعب عليكِ تَفعلي مَا أقوله؟
كَلامه لَم يَكُن حادّاً أبداً لكنّه يُظهر كَم هو مُنزعج،حَاد المِزاج،هذا طَبيعي للغاية بعدما تمّ التّعدي على حبيبتهِ في وجودهِ،تحرّك بها نَاحية السّلم وهيلين بالفِعل كَانت مُتألمة لَكِن لا يسَعها فِعل شئ أو إظهار هذا،دَخلا إلى غُرفتهِ وأغلقتها هِيلين خلفها ثُمّ فَتح خِزانتهِ يُحضر حقيبة صَغيرة ووضعها على السّرير،كَان هادِئ لِدرجة مُخيفة لِتقف هِيلين بِجانبه وصَرّحت:دَعني أساعدك.
جُونغكوك:اجلسي.
هِيلين:جُونغكوك إذاً لَم صَعدت مَعك على الأقل
جُونغكوك:اجلسي،الآن.
قال جُملتهِ دُون أن يَلتفت لَها حَتى ووضع بَعض الثّياب في الحَقيبة لِتتراجع هِيلين بِصعوبة بسبب قدمها وحَادثت سائِقها الخاص كَي يَأتي ويَقود السّيارة عنها،تحدَّث بِسُخرية دون أن يوَجه لها أي كلام لكِنّه كَان يَقصدها:تقول أنّها بِخير وهي تآن وتعرج في كُلّ خطوة تخطيها.
هِيلين:سَيّد جُيون هذا مُجرد حادِث،وارد جِداً أن يَحصل لِمَ تُعقَد الأمور؟
جُونغكوك:بالطّبع عزيزتي لا أُعقّدها حَبيبتي التي بَدأت تَنبش في مَاضي والدي وتُحاول العُثور على جَاني نَجح في الهروب وتنظيف سِيرتهِ لِمدّة تفوق عن الخَمسة وعِشرون عاماً،وبِالصّدفة هُناك قَضيب لَعين مجهول الهوية لم يُفكّر في استهدافي حتى بَل بكُل سهولة أراد اختطافها وهو يَعلم أنني لن أسمع صُراخها لِأنني ضَعيف السّمع وَيعلم أيضاً أنني ضَرير لِذا لن أتعرّف عليهِ ودَخل إلى مَنزل مُحقق بِكلّ سهولة،عوضاً عن كُلّ هذا نَعم هِيلين هذا مُجرد حادِث وارد الحدوث.
قال خِطابهِ في نَفس واحد وأغلق باب الخِزانة بِقوّة،شكّل يدهِ بقبضة ثُمّ زفر هواءهِ ينظم أنفاسهِ ويُهدئ أعصابهِ حَتى علّق:هَيا هِيلين،لِنرحل مِن هُنا،كُلَ شئ عديم الفَائِدة الآن.
ارتدى حقيبتهِ ومدّ يدهِ ينتظرها تمسكها حَتى التقطتها بِهدوء دون أن تتحدّث،لَفّ يدها حول عُنقهِ وتمسّك بها ويدهِ الأخرى قد تَمسّكت بِخصرها،تمتم بِحنق وهو يَعلم أنّها تَسمعه:ترتدي ثِياب فَاضِحة وسروال قَصير بِالطبع سيستهدف فخذيكِ العاريان.
هِيلين:سَيّد جُيون!
قالتها بِتذمّر حَتى نفّض رأسهِ ونزلا مَعاً،حتى وَقفت هِيلين أمام يُونغي واردفت:عائِلة جُيون اللعينة ستبقى لديّ اليَوم،تولّى أمر التّحقيق،وعندها لِتأتي لِتتناول في منزلي الغَداء.
يُونغي:حَسناً عزيزتي أُريد لَحم مُدخّن،نَبيذ فَاخر
هِيلين:هل أعمل لديك واللعنة؟
على أيّه حال،أخبرنا بِهوية هذا العاهر ومَن أرسله.
أومئ بِتفهّم ثُمّ بحذر قد أخرج هاتف هِيلين مِن جيبها وقال دُون أن يصدر أي صوت:حادثيني عندما تتسنّى لكِ الفُرصة.
هزّت رأسها وتحرّكا للخارِج بينما مِينجي قد نزلت تتفحص هِيلين وجُونغكوك اللذان توجّها للسّيارة ثُمّ وقفت أمام يُونغي تِحاوط عُنقهِ قائِلة:هل ستأتي لِِمنزل هِيلين؟
يُونغي:نعم حَبيبتي عِندما يسنح لِي الأمر،في كلا الحالتين لديّ الكَثير مِن الأشياء لِأناقِشها مَع هِيلين،لذا أعدك سَآتي للأطمئنان عليها وعليكِ.
أخذ شفتيها في عِناق عميق وابتعد يمسح على شعرها قائِلاً:أُحبّكِ،قودي بِحذر.
همهمت وتركت يدهِ تلوح له وخرجت تتفحّص أمر هِيلين وجُونغكوك،وقفا قُرب السيّارة أمام بَعضهما ثُمّ سألت هِيلين بِهدوء:تُريد الذّهاب مَعي أو مَع مِينجي؟
جُونغكوك:لَن يُشكل الأمر فارِقاً،مِينجي.
قَالها داعياً أن ترفض مِينجي لِأي سبب أو تتمسّك بِه هِيلين لكنّ تحدّثت شقيقتهِ مُردفة:حَسناً جُونغكوك هَيا.
عضَ على شَفتيه بندم على ما قاله وسحبته مِينجي حيث سَيّارتها ودَخل بتذمّر صافِعاً الباب بقوّة لتردف مِينجي:السّيارة جديدة تَعامِل بلطف يا قليل الأدب!
تمتم بِسخرية يُقلد حديثها ثُمّ كّتف ذِراعيهِ بغضب لِتستدير مِينجي ترمق هِيلين بِقلة حِيلة:أصبح طِفلكِ الآن لترويضه،خَرج عن مَسئوليتي.
هِيلين:أصبح لديكِ طِفل آخر لترويضهِ،طِفل إن علم جُونغكوك بطبيعة علاقتكِ بِه سيقتلكِ ويَقتله ويقتلني مَعكما.
مِينجي:تصنّعي عدم المعرفة،وسَنتولّى أنا ويُونغي هذا الأمر.
هِيلين:حَسناً إذاً،الرّقم السّري للمنزل هو تَاريخ مِيلاد جُونغكوك،في حَال وصلتما قبلي.
همهمت مِينجي ورَحلت بينما هِيلين قد القت نظرة تتفحّص جُونغكوك الذي كَان على وجههِ الإنزعاج والإمتعاض حتى ضحكت مُردفة:لطيف.
ظَهر صَوتٍ مِن خلفها قَد أخرجها مِن شرودها يَقول:أي لطافة قد استطعتي رُؤيتها في هذا القضَيب صعب المِراس هذا!
هِيلين:أحبه،أليس هَذا سَبباً كَافياً؟
يُونغي:قد يَكون كذلك،على أية حال،لقد عَثرت على هوية من كَان يُلاحقكِ،وجدت ملفّهِ بين أغراض جُونغكوك القديمة،رُبما هو يَمتلك كُلّ ما يَخص الجَاني لكِن عجزهِ يمنعه عن هَذا،اسمعيني جَيّداً،سَأُرسل طاقِم حراسة لمنزلكِ لِحمايتكم،الفَترة القادمة،نحن سنَدخل حرب ضِد خِصم،لا نَعلم هويّتهِ حتى،وهو يَعلم أن جُونغكوك قادراً على تدميرهِ وسيمنعه مِن أن يَخضع للعملية كَما مَنعه مُنذ سَبع سَنوات،وعودتكِ إلى حياتهِ،هذا يَمنح لِأي عدو لعين أن يَكسر شَوكة جُونغكوك،وأيضاً.
تفحّص هاتفهِ طويلاً بِتركيز ثُمّ رفع عينيهِ نحوها مُجدداً مُردفاً:لقد أنا مَن سيتولّى مُراقبة اتصالاتُكِ،أنا مُتأكد أن هاتفكِ مُراقب،سمعا مُحادثاتنا،وكُلّ شئ،دعينا لا نقل شئ مُهم سوى وجهاً لِوجه،سيكون أفضل لَنا،انتظري.
توجّه ناحية سَيّارتهِ يَلتقط مَلف في المِقعد الخلفي وتحرّك بإتجاهها يقف قُربها يَفتحان المَلف مَعاً،اتسعت عينيها فور ما وقع بصرها على اسمهِ،استندت على سَيارتها وَهمست بِرجفة كَبيرة:كِـ كِيم تَايهيونغ!
_________________
البَارت انتهى🤍.
١/كِيف كَان معاكم؟
٢/توقَعتوا أنه كان له دُور قبل لا تظهر هيلين في حياته عمداً؟
٣/إذا هاذي الحقيقة،تتوقعوا وش كان دافِع تايهيونغ حَتى يعتدي عليها من زمان وقت ما كانت صغيرة؟
أشوفكم البَارت الجاي واتوّقع بيكون يوم عيد سُو كُلّ عام وانتم بِخير مُقدّماً🤍.
بَاي نُجوم بانقتان🤍.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top