ثِقة

عَاد إلى مَنزلهِ بِوجهٍ شاحِب،لا يَستوعب أي شئ مما حَدث،دَخل المَنزل الذي أصبَح مِلكَاً لَه الآن،لا يَجب عليهِ أن يُعاني في عَمل جُزئي كَي يُجمع مَال الإيجَار،ابتسَم فَور مَا قَابل أمّهِ تِحضّر لَه العَشاء لِتستدير عِندكما لاحَظت وجُودهِ مُردفة:تَايهيونغ صَغيري،هَل كُلّ شئ على مَا يُرام؟



هَمهم مُقترباً مِنها لِمُعانَقتها ثُمّ جَلسا أمام بَعضهما قائِلاً:أين يُورا أُمّي؟



نَظرت نَحو غُرفتها ونوّهت:لقد خَلدت إلى النّوم،لَديها غَداً اختِبار المَدرسة،وسَتبدأ في التّقديم على الجَامعات.



هَمهم بِتفهّم ثُمّ فرك أصابعهِ بِتردد مُردفاً:هُناك شئ عليّ إخباركِ بِهِ أُمي.




هَزّت رأسها تنتظر مِنه التّحدث حَتى استكمل بصعوبة:لَقد اشتريت هَذا المَنزل.




اتسعت عَينيها وتَمتمت بِعدم تَصديق:بِمَ تَهذي تَايهيونغ؟




أَخرج العَقد أمامها ونوّه:إنّه مِلكٌ لِي الآن.





أمسكت الأوراق بَين يديها تقرأ بِتمَعّن شَديد ثُمّ صفعتها في الطّاولة التي أمامها تَصيح بِهِ:مِن أين لَك كُلَ هَذا المَال!




تَايهيونغ:أُمّي اهدأي مِن فَضلَكِ!




نَفت بَعدما أَلقت بصرها على السّعر واستَكملت مُعاتبتها لِإبنها:هَل تُريد أن تَلحق بِأبيك!
ما خَطبك بِحق الجَحيم!




تَايهيونغ:أُمَي أنا أَعمل لَدىٰ عائلة مَرموقة للغاية!
وطَلبت مِنهم شراء هَذا المَنزل مُقابِل العَمل لديهم مَدىٰ الحَياة.




جَلست بِجانبهِ مَرّة أُخرىٰ تنتظر مِنه سَرد بَقية القِصة حَتى تنهّد طَويلاً وردد:ثِقي بِي،لَن يَنتهي بِي الأَمر كـ أبي أبداً،ولِكي أُثبِت لَكِ هَذا،ستَجدين ما يَسرّكِ قَريباً،أُمَي أنا لَم أَخذلكِ مَرّة واحدة،دَعيني أتصرّف كَما يَنبغي عليّ،لكي أَحمي يُورا وأَحميكِ جَيداً،حَتى وصَيّة أبي.




أَدمعت عَيناها وَسحبتهُ إليها تُعانقهُ تَهمس:أنا فَقط خائِقة،أنتما كُلّ ما أَملك،لا تُخاطِر بِحياتك صَغيري.




تَايهيونغ:قَضاء بَقية حَياتي ذَليلاً هذهِ هِي المُخاطرة أُمّي،لنُغير حَياتنا عندما تسنح لَنا الفُرصة،هَا أنا أَفعل،كُلّ شئ سَيكون بِخير ثُقي بِي.

______________________


فَتح عَينيهِ على ظَلام حَتى شَعر بَيد تَتمسّك بِخاصتهِ،سَحبها بِحذر واعتَدل في جَلستهِ يَستوعب مَا حدث،هو يَعلم جَيّداً أن لا أَمل في استعَادة بَصرهِ،لقد انتهَىٰ الأَمر،لكِن شَقيقتهِ كَانت تستنجد بِأي أَمل،لكِي تُعيد حَياة أَخيها كَما كَانت،تَنهّد طَويلاً وهو يُريد مَعرفة أين ذَهبت حَبيبتهِ،يُريد الوصُول إليها




يَعلم أنّه دَمّر حَياتها بالكَامِل،ولا يَمتلك الجُرأة لِمواجهتها البَتة،قَلبهِ يَنشِق بِمجرد تَذَكّرها،يُريدها الآن أَكثر مِن أي وقت،سَيغدو بِخير رُغم قِلّة حِيلتهِ،وفُقدان بَصرهِ،ضَعف سَمعهِ،كُلّ شئ دَاخله يَفتقدها،صَوت مَبحوح نَاعِس لَم يَتمكن جُونغكوك مِن سَماعهِ:جُونغكوك؟



باغتتهُ لَمسة قَد جَعلت مِن جسدهِ يَقشعر لِيبتعد بِشكل تِلقائي فَوراً،نَفت بِرأسها واستقامت مِن الكُرسي تَجلس على طَرف السَّرير بِجانبهِ مُردفة:جُونغكوك عَزيزي أنا مِينجي،كَيف تَشعر؟



لَم يُجيب لِتدرك عَدم وجوُد سَمّاعتهِ في أذنهِ،فَتحت الدرج وأَخرجتها ثِمّ وضعتها بِشكل صَحيح مُرددة:جُونغكوك صَغيري على تَسمعني؟




هَمهم بِهدوء لِتتنهّد بِراحة وابتعدت مُجيبة:كَيف حَالك اليَوم،سَاقك بِخير؟




جُونغكوك:أَظن هَذا.





مِينجي:سَأُحاول تَسجيل خُروجك في أَسرع وَقت،أَعلم أنّك لا تَشعر بِالرّاحة هُنا،لقد تَعافيت بَدنياً كَثيراً،جَلسات العِلاج الطَبيعي كَانت مُفيدة لَك للغاية.



هَمهم بِملامِح فَارغِة ثُمّ سَأل بِهدوء:أَين هِيلين؟
هَل بَحثتِ عنها؟



مِينجي:جُونغكوك.




جُونغكوك:كَم أَكره عَجزي هَذا.





مِينجي:أَخي الصّغير هَذا لِأجلك.






جُونغكوك:لِأجلي،تدفعوها بِعيداً عَنّي هَذا لِأَجلي؟
كُلَ مَا فَعلتهُ لِأبقى مَعها تَلاشَىٰ؟




مِينجي:لا قَدر يَجمعكما عَزيزي،لِتتركها،سَتعانِي مَعك،كُنت حَبيب مِثالي رُغم هَذا...أنت لَست سِوىٰ ذكرىٰ سيّئة لَها،هي تَعلم أنّك تُحبّها كَثيراً،لكِن كُلّ شئ فِي حَياتها ذَهب مُنذُ ظَهورك لَها،إن كُنت تُحبها،دَعها تَذهب.





جُونغكوك:لا،هَذا مُستحيل.





مِينجي:هَذا الأَفضل لَها صَدّقني جُونغكوك،حَياتها انقلبت رأساً على عَقب مُنذ أن قَابلتك،قَلبها يُحبَك لَكِن عَقلها سَيرفض التشبَث بِك بَعد كُلَ ما حَدث،خَسرت والدها،خَسرت حُب حَياتها،خَسرت أمانها خَسرت استقرارها،امنَحها وقَت للتعافىٰ مِن كُلّ هَذا،فكّر أَرجوك صَغيري،هَذا لِمصلحتها ومَصلحتك.



نَفى بِرأسهِ بِقوّة مَع نزول دموعهِ بِغزارة يَمسحهما بِعنف حَتى اقتربت وكَوّبت وَجههِ تستكمِل:امضِ في حَياتك جُونغكوك،وكَأنّ شئ لَم يَكُن،وصَدّقني،إن كَان لَكما قَدر يَجمعكما،ستلتقيان مُجدداً،أَعِدُكَ بِهذا.




أَخذتهُ بَين أَحضانها بينما هُو يحاول كِتمان بُكائِهِ كَثيراً،تَشعر بِهِ ينفي بِقوّة ونكران وهَمس:لا أَستطيع مَنع نَفسي مِن البَحث عَنها!




شَدّت في عِناقها وقبّلت رأسهِ مُرددة:أنا هُنا،لن أبرح مَكاني،تَركتُك ونَدمت كَثيراً،والآن أنا هُنا لِأُصحح كُلّ شئ،وتعود الأُمور لِنصابها الصحيح.

___________________


دَخلت سَيّارتها ووضَعت أغراضها في المِقعد الخَلفي لكِن فَجأة فُتح الباب الذي يِجاورها لِتسحب حَقيبتها وبَدأت تَضرب مِن يُحاول الدّخول بِصراخ لِيتأوّه الآخر يَصيح بِها:إنّه أَنا واللعنة!



حَدّقت بِوجههِ واردفت بِغضب:تَبّاً تَايهيونغ تَباً!




تَايهيونغ:ما خَطبُكِ بِحق الجَحيم!




تنهّدت طَويلًا وَأخذت أنفاسها بِتوتّر تَمسك المِقود بِقوّة وسَألت:مَاذا لِمَ أَنتَ هُنا!




تَايهيونغ:أَتيت لِأُعطيكِ ردّي على عَرضكِ.




هِيلين:ومَا هُو؟




كَاد يَتحدّث إلا بِها تَصيح بِصوتٍ مُرتَفِع:لِمَ لا نَذهب لِمنزلك!




تَايهيونغ:لا وألف لا!




هِيلين:لِمَ؟
أَتمتلك حَبيبة؟




تَايهيونغ:لَـ لَست أَفعل لكِن...هَذا لا يَبدو صَحيحاً.





هِيلين:لا بَأس تَايهيونغ،دَعني أُلقي نَظرة على عائِلتك اللطيفة،وَبعدها نَذهب للسير في إجراءات خروج والِدك.



تَايهيونغ:هِيلين،لا دَاعي لِإخبار أُمّي الحَقيقة،اختَلقي قِصة،أي قِصة،لكِنّها لن تَقتنع بِأمرنا ولَن تَبقى بالمَنزل لَحظة واحِدة.




هِيلين:أَهي صَعبة المِراس مِثلك؟




تَايهيونغ:لَست صَعب المِراس،أنا فَقط لا أَثِق بِكِ.




هِيلين:تَظننّي أثِق أنا بِك؟
لا أَثِق بِشَخص يَعلم ما هي وَظيفة جُيون جُونغكوك الحَقيقية واختار أن يبقَ صَامِتاً كُلّ هذهِ المُدّة.





تَايهيونغ:لا أُحب التدخّل في شُئون لا تَعنيني.






هِيلين:تَمزح؟
جُونغكوك عَميل سِرّي،لا أَعتقد أن الأمر عام لِتتدخّل بِهِ،أنا لَم أعلم أنّه مُحقق إلا عِندما أخبرني بِنفسهِ،لقد كَان حَريصاً للغاية.





تَايهيونغ:يَبدو أَنّه يُحبّكِ،لِيُخبركِ بِحقيقتهِ.





هِيلين:وكَأنّه راقِص تَعرّي،عَميل فِيدرالي مَا الخَطأ بِهذا؟
فَقط هو...قَضيب،استغلالي،لِنرحل مِن هُنا،وأَعِدك،سأختلق قِصّة لِأسردها لَها،لَن تعرف أي شئ عَنّي.

____________________

فَتح تَايهيونغ البَاب وأَدخل رأسهِ الأَول يَتفحّص المَنزِل ثِمّ فَتحه بالكَامِل ودَخلا مَعاً،خَرجت أمّهِ مِن الغُرفة بِإبتسامة مُتّسعة لِحضور ابنها لكِن ضَيّقت عَينيها تتفحّص هِيلين وسألت:تَايهيونغ عَزيزي،مَن هَذهِ الفَتاة؟




اقترب نَحوها وعانَقها بِقوَة،انفصَل عنها وأشار لِهيلين التي تَقدّمت بِإبتسامة صَغيرة ومدّت يدها لِمصافحة والِدة تَايهيونغ،بِمجرد ما أن لامَست يدها قد انحنت ونوّهت:مَرَحباً سَيّدة كِيم،أنا كِيم هِيلين،صَديقة تَايهيونغ،في الجَامِعة.




أومأت بِتفهّم وتعجّبت بِبَسمة لِإبنها:لَم أتوقّع أنّك تَمتلك فَتاة تُصادِقها،على كُلِّ،أنا جِينا،كِيم جِينا،تَفَضلي،تُفضّلين شئ لِشربهِ؟




هِيلين:قَهوة،مِن فَضلكِ.





هَمهمت ودَفعت تَايهيونغ نَحو هِيلين وأمرت:أَجلسها فِي غُرفة الضيّوف،هَيا.




أومئ ووجّهه هِيلين أمامهِ والتي هَمست:أُمّك شَبابية مُثيرة.



كَتم ضِحكتهِ وأدخلها إلى الغُرفة،جَلست هِيلين تتفحَّص المَكان جَيّداً،مَنزِل صَغير،لكِن دافئ،مُنظّم،ومُريح للأعصاب،نوهّت بِإبتسامة صَادِقة:أنا أُحِب المَنازِل الصّغيرة ذات التّصميم الكَلاسيكي.





تَايهيونغ:سُأحاول أخذ هذا كَمَدح.






هِيلين:صَدّقني،أنا لا أُنافِق،عِندما يَخرج أي كلام مِنّي تَأكّد أنّه صَادِق،وللمعلومة،جِينا لَن تُحبّني،أو رُبما...لَن تَطمئِن لِي،قَلب الأم.




فَرُغت مَلامحِهِ مِن التّعابير حَتى سَمعا طَرق على البَاب وَظَهرت مِن خَلفهِ شقيقة تَايهيونغ،وَقعت عَينيها على هِيلين بِلمعة إعجاب بِمظهرها وهَيبتها،مَالت جَسدها عليهِ وهَمست:كَيف لِعائِلتك أن يكونوا لِطفاء هَكذا؟
أُنظر كَيف اتّسعت عَينيها لِرُؤيتي.



تَايهيونغ:تَفضّلي يُورا.




اقتربت نَحوهُ ثُمّ وقف وعانقها بقوَة يُقبّل وجنتها وسأل:هل للتو عُدتِ مِن المَدرسة؟




يُورا:نَعم أَخي،هل تِلك حَبيبتك؟




هِيلين:سيكون مُحظوظاً إن كُنت كَذلِك عَزيزتي،لكِنّي لست كَذلك.




وقفت هِيلين وصافَحت يُورا التي دون وَعي قد قالت:كنت أتَمنّىٰ أن أكون مِثلية حَقّاً،أَخي أَحمق بِحق.




هِيلين:أَحمق صَحيح؟
لا بَأس صَغيرتي،سَتريني في الأَرجاء كَثيراً.




تَايهيونغ:هَل أنا طَرف ثالِث هِنا؟





جَلس ثَلاثتهم علىٰ الأَريكة ولاحَظت هِيلين أَعيني يُورا التي كَانت تُحدّق نَحوها بِإنبهار،لِثيابها وأناقتها لِتنوّه لها:لا تَغرّكي الثّياب،هُناك الكَثير مِن البَشر يرتدون أشياء بَاهِظة لكِنّهم مُجرد قُمامة،احسني تَقدير البَشر،لا الثّياب.




تَايهيونغ:وأَخيراً قلتِ لَها شيئاً مُفيداً عَوضاً عن التُراهات.




دَخلت جِينا عليهم وتوسّعت عَينيها قليلاً فَور مَا رأت هِيلين تَجلس بَين يُورا وتَايهيونغ لكِنّها نَظّفت حلقها واردفت:القَهوة،تشرفنا بِقدومكِ.




هِيلين:الشَّرف لِي سَيّدة كِيم،شُكراً لِترحيبكِ بِي.





جَلست جِينا بجانب تَايهيونغ وسحبتهُ نَاحيتها أَكثر قائِلة:سَأدخل في صُلب المَوضوع،آنسة كِيم.





هِيلين:هِيلين مِن فضلكِ،أنا أصَغر عُمراً مِن ابنكِ حتى،لا داعي للرسميات.





حِينا:حَسناً،أُجزم أنّ كُلّ شئ تَغيّر في تَايهيونغ أنتِ السّبب بِهِ صحَيح؟





تَايهيونغ:أُمّي.





هِيلين:أنا فَقط أُريد المُساعِدة سَيّدة كيم.






جِينا:فَتاة بِعمركِ أي مُساعدة سَتطلبيها مِن ابني الذي لَم يتخرج بَعد ويَعمل بِثلاث وظائِف جُزئية غير ميسور الحَال يتطلب مِنكِ شِراء هَذا المَنزِل بِأسمهِ؟




هِيلين:أتفهّم اندافعكِ سَيّدتي،لكِن أُودّ استغلال ذَكاء تَايهيونغ في استعادة مَشفى والدي،مُؤخراً،مَات أبي وتَرك مِيراثهِ مُبعثر،وتَزاحم اخوتهِ على المِيراث،أنا وأُمّي نُريد هَذهِ المَشفىٰ بِأي ثمن،أبي قَد كَتبها لِي،لكِن ضَاعت الأوراق التي تُثبت مُلكيتي،لِهذا،بِحكم مُستوى تَايهيونغ الدّراسي وذكائهِ في حل أي قَضَيّة،أُريدهُ يَعمل لِعائِلتي.




جِينا:وفعلتِ كُلّ هَذا لَه؟




هِيلين:وأَكثر،المَال هو النّفوذ سَيّدة كِيم،هو النّفوذ والقُوّة،سَأمدّ تَايهيونغ بالمَال،النّفوذ،كُلّ شئ لِيغدو مَعروفاً،ويُصبح أقوىٰ وأَشهر مُحامِي في كُوريا،وفي المُقابل،يستعيد المَشفى لمِلكيتي الخَاصّة.




جِينا:وما الذي سَيجعلني أثِق بِكِ وأَنّكِ لن تبتزّي ابني بالأموال التي أَعطيتها لَه؟
المَنزِل التي قُمتِ بِشرائِهِ؟





فَتحت حَقيبتها وأَخرجت عِدّة أَوراق ووضعتها أمام تَايهيونغ وطَلبت مِنه بهدوء:اقرأ هذا العَقد،يُشير بِأنني لَم أتدّخل في عَملية بيع وشِراء المَنزِل أبداً ولن يَكُن لِي الحق في طَلب المَال أو استعادتهِ،بل العَملية تمّت بِمال كِيم تَايهيونغ وبَيع المالِك المنزل لَه،وابنكِ ذَكي لِيعرف هل العقد هذا مُزوّر أم لا.




دَقائِق مَرّت وتَايهيونغ قَد انتهى مِن تفحّص الأوراق ورفع رأسهِ لِأمهِ وأومئ،ابتسمت هِيلين واردفت بِكلّ هدوء:سَيّدتي،يُمكن لِتايهيونغ الإنسحاب في أي وقت،ولن استعد المَنزِل أو أي مَال أنفقتهُ عليهِ،صَدّقيني لَا أُريد مِنه شئ سِوىٰ أن يكون مُخلص لي وفي عملهِ مَعي،ويفعل المُستحيل لِأستعادة المَشفى.





شَعرت بِإهتزاز هَاتفها ثُمّ وقفت ونوّهت:أعتذر مِنكم،سَأردّ على هذِهِ المُكالمة،وأعود على الفَور.





أومئ تَايهيونغ وابتسم نَحوها وخرجت مِن الغُرفة،ألقى بصرهِ على أُمّهِ وصرّح:أنا أَثِق بِها حَقَاً.





جِينا:أنا لَست كذَلك.






تَايهيونغ:أُمّي أرجوكِ،إن كُنت لا تثقِ بِها ثِقِ بِي وبِقراري.





جِينا:تَايهيونغ،أَرجوك لا تُكرر خَطأ والدك،لا تتركنا أنت الآخر.





تَايهيونغ:لَن أخذلكِ،أعدكِ بِحياتي.





يُورا:وافقِي على هذهِ المُثيرة أُمّي أرجوكِ.





قَهقها بِخفوت على تَعليق يُورا حَتى اقترب وجلس أمام سَاقيّ جِينا وقبّل يديها مُردفاً:أعدكِ سَأُصلِح كُلّ شئ،أنا أعرف هِيلين.





جِينا:الأَهم مِن كُلّ شئ ألا تَندم.





تَايهيونغ:لَن أَفعل.





دَخلت هِيلين مَرّة أُخرىٰ وابتسمت نَحوهم جَميعاً واردفت:يُورا،أمتلك شئ لَكِ.




ضَيّق تَايهيونغ عَينيهِ وسأل:مَاذا تَقصدين؟





خَرجت يُورا بِحماس مَع هِيلين وتمسَكت بيديها وخرج تَايهيونغ وجِينا خلفهما،طَرق على باب المَنزِل حَتى تَقدّم تَايهيونغ لِيفتحهُ،انحنىٰ رَجل مَجهول لَه لِتردف هِيلين:ضَع الأشياء هِنا مِن فَضلك.





دَخل ووضع عِدّة حَقائِب على المِنضدة وتراجع يَنحني لِهيلين التي نَوّهت:شُكراً لَك سَيّد يُون.





تَايهيونغ:مَا كُلّ هذا؟




هِيلين:أعذروني،يَجب عليّ الرّحيل الآن،أُمّي تنتظرني في المَنزِل،إلى اللقاء سّيدة كِيم،إلىٰ اللقاء أيتها الجَميلة.



لوّحت يُورا لَها بِإبتسامة بَلهاء حَتى طَلَبت هِيلين بِلطف:تَايهيونغ،هَل لي بِكلمة مَعك في الخَارِج؟





هَمهم وخَرج مَعها مُغلقاً البَاب وسَارا نَحو سَيّارتها ثُمّ اردف بِإنزعاج:لَم يَكُن عليكِ شِراء شئ لِعائِلتي،لا يَحتاجوا شئ،أنا أفعل مَا بوسعي لِتلبية حَاجاتهنّ.





هِيلين:أولاً هذهِ أموالي أنا ولديّ كَامل حُرية في التّصرف في انفاقِها،وعلاوةً على هذا،أنا لم اشتري شئ لَك،كُلها لِيورا،إنّها فَتاة صَغيرة،ستبدأ حَياة جديدة،تَحتاج العديد مِن الأشَياء،وصدّقني الأغراض التي اشتريتها لَها إن عملت بِعشر وظائِف جُزئية لَن تتمكّن مِن الحصول على ثَمنها،لا إهانة عزيزي،لكِنّها هدية مِن فَتاة لِفتاة،لم اشتري شيئاً لَك لأنني صَراحةً...لا أعرف ما هو ذَوقك،تَبدو مُلل للغاية.





تَايهيونغ:سُحقاً لَكِ.





هِيلين:على الرّحب عزيزي،على أي حَال،مَا رأيك في القِصة التي اختلقتها؟




تَايهيونغ:ذَكية لِأكون صَريح.




هِيلين:إذاً،حَتى تتخرّج،ستذهب لِدورات تدريبية بِدراسة القَانون،لِتمتلك الخِبرة الكافية لِتعمل فَور تخرّجك،سأحرص على مدّك بِالمَعلومات والدّورات المُفيدة،وبالطّبع لَن تحتاج لِلعمل في وظائِف جُزئية،لهذا سَيكون لديك مُتّسع الوَقت لِلذهاب للدورات.





يسَتمع لِكلماتهِا بِهدوء ثُمّ أومئ بِوجهٍ فارِغ لِتسأل هِيلين:مَا خطبك؟




تَايهيونغ:لا شئ،فقط...لا أعلم كَيف انقلب بِي الحَال...هل تَفهميـ لا لن تَفعلي،انسِ،أنا بِخير.





هِيلين:بل أنا مُتفهّمة أَمرك تَايهيونغ،أنتَ مُتفاجئ،كَيف تَغيرت حَياتك بِتلك السّرعة؟
هل هذا التّغير سيُؤثر بالسّلب أم حَقّاً حَياتك شَقّت طريقها للنَجاح والحرّية،الشّباب الذي اضعتهُ مِن يدك؟
الحَياة التي يَنبغي أن تَعيشها،مَاذا أُريد مِنك أَكثر مِن المُقابل الذي أخبرتُك بِهِ لأَفعل كُلّ هذا لك،أَمُخطِئة أنا؟



لَم يُجيب عليها لَأنّه لا يُريد أن يَرى انتصارها في قولها كلُّ ما يدور بِرأسهِ تماماً،ابتمست بِهدوء واستدارت بَعدما فَتح السّائِق لَها السّيارة واردفت:طَابت لِيلتك كِيم.




دُون وَعي قد لوّح لَها وتَراجع لِكي يتسّنىٰ للسائِق التحرّك بالسّيارة،كَاد يَنطلِق إلا بِتايهيونغ يَطرق سريعاً على النّافِذة خاصَتها وصَرّح:جُيون جُونغكوك.




تلاشت ابتسامتها فَور ما سَمعت اسمهِ وترقّبت كَلماتهِ القادِمة لِيرُدف:أمتلكت الفُضول نَحوكما،بَعدما قَبّلتهِ في الجَامعة أمام الطّلاب،اتّبعتهُ بَعد الجَامِعة ورأيتهُ يرتدي بِطاقة عملهِ وتوقّف أمام المَكتب الذي يَعمل بِهِ،هَذا فَقط مَا أعرفهُ عنه،أنا فُضولي لا نِهائي،وأحياناً...أتذّخل في أمور لا تَخصّني ويضعني هذا في العديد مِن المَشاكِل.



أراحت جَسدها وأنزلت رأسها تَعبث بِأناملها ثُمّ حدّقت بِهِ مَرّةً أِخرىٰ قائِلة بِإبتسامة قد استشعر تَايهيونغ بِها الرّجفة والحُزن:ظَننتُك أَخبرتني مُسبقاً أنّك لا تُحب التدخّل في شئون الغَير لَكِن شُكراً على صَراحتك مَعي،وأَخبرني رأي يُورا وجِينا.




تَايهيونغ:طَابت ليلتُكِ هِيلين.




هَمهمت ثُمّ أغلقت النّافِذة سَريعاً كَي لا يَرىٰ دُموعها التي تَوالت بالنّزول،مَسحتها سَريعاً واقتربت مِن السّائِق مُردفة:هَل بِإمكانَك القِيادة لِمنزلي الآخر؟




التَفت لَحظياً واستجاب لِطلبها مُردداً:أمركِ آنستي.



دَخل إلى مَنزلهِ وشاهَد أختهِ تَصرخ بِسعادة في أَرجاء الغُرفة ثُمّ رَكضت لِمعانقتهِ سريعاً،ضَيّق عينيهِ حَتى أردفت:شُكراً لَك.




تَايهيونغ:عَلام ماذا؟





ابتعدت والتَقطت ورقَة صَغيرة مَكتوب عليها
'كِيم يُورا،تِلك الهَدايا مِن شَقيقكِ الأكبر كِيم تَايهيونغ،أنا فَقط سَاعدتهُ في انتقَائِها،أرجو أن تُعجبكِ الأَغراض،الثَياب والأَحذية الجَميلة تأخذكِ لِأماكنِ جَميلة،أَتمنّىٰ أن تَذهبي لِأمَاكن عَجزت مُخيّلتُكِ عّن وَصفها،لِنلتقِ مُجدداً،كِيم هِيلين'



اقترب تَايهيونغ وتفَحّص الأَشياء،هَاتِف،سَاعَة ذَكية،حَاسوب مُتنقّل،والعديد مِن الثّياب والأحذية البَاهِظة،عقلهِ بالكَاد يستوعب أن الهَاتِف الذي كَان يَدّخر مَاله شُهوراً لِيشتريهِ لِأُختهِ قد وضعتهُ هِيلين هُنا وتركتهُ ورَحلت،ابتسم بِهدوء وعانَق أُختهِ مرّة أُخرىٰ مُردفاً:أَتمنّىٰ لَكِ عامَاً دِراسياً رائِعاً جَميلتي،أنتِ تستحقّي هَذا.

_______________________


وَصلت حَيث المَنزِل،تتجوّل دَاخلهِ،أغمضت عينيها وومضت كُلّ الأحداث التي كَانت تَجمعهما مَعاً،صَعدت إلى الأَعلى،تَفحّصت السّرير التي كَان يَستلقي عليهِ بِجانبها،يِعانقها،يُقبّلها،يُلاطِفها،وقَفت أمام النافِذة تُحدّق بِنافِذة مَنزلِهِ المُقابِل،المُظلم،وكأنّها تراه يقف أمامها،يبَتسم ابتسامة جَذّابة سَاحِرة.



هاجَمتها ذِكريات دافِئة لكِن بَات دِفئها ناراً،نَاراً تَحترق حُزناً على والدها الذي انتهى بهِ الحَال مُنتحِراً في زِنزانتهِ،وحَيداً،تَارِكاً لَها ولوالدتها قَتيلاً آخر بعد أُختها،وكَأنّ حُكم عليهم بالمَوت واحِد تِلو الآخر،خَرجت مُسرعة،لم تَعد تتحمّل البَكاء في هذَا المَكان مُجدداً،قَريباً سَتعرضهُ للبَيع،وتنتهي مِنه ومن وذِكرياتهِ المُؤلمة والمُؤذية إلى الأَبد.




توقّفت أمام السّيّارة واستندت عليها تَبكي بِكَتمان وحُرقة،على كُلّ ثانية أضاعتها بِبقائِها برفقتهِ،الوثوق بِوعودهِ الكاذِبة،لقد حَطّمها،إلى أشلاء،لاحَظت توقُّف سيّارة أمام منزلهِ ووقوف شخص مِن بَعيد يُحدّق بها،دَلفت إلى داخل سيّارتها سَريعاً وتحرّكت بينما هو كان يُنادي بِأسمها بِجنون،شَاهد سيّارتها تبتعد شَيئاً فَـ شئ،ابتلع رِيقهِ وَهمس بِيأس:لقد كَانت تَبكي أَنا مُتأكد،هِي لا زالت تُحب جُونغكوك،لِمَ تهرب إذاً؟




دَخل إلى مَنزل صَديقهِ يُجمع أغراضهِ المَتروكة مُنذُ اليَوم المَشؤوم،ثِياب مَمزوجة بِرائِحة نِسائِية،أيقن أنّها تَعود لِحبيبتهِ السّابِقة،التي رَكضت للتو مِنه،أشيائها بين مُمتلكات جُونغكوك،أدرك كَم أنّها كَانت تَشغل الكَثير في حَياتهِ،القدر لم يَكُن في صَفّهما البتة،أخرج جَميع ثِيابهِ ووضعها في حَقيبة كَبيرة،لكِن وجد في الخِزانة عِدّة صَور،صور لَه هو وهِيلين،صور لِهيلين فَقط،مِن تصويرهِ.




رُبما عشر صور تَجمعهما وخمس صور لِهيلين بِمفردها،وأَخيراً،صُورة عائِلتهِ في إطار صَغير،العائِلة التي لَم يَتبقى مِنها سوىٰ فردين،تنهّد بِضيق على حال صَديقهِ الذي فَقد شَخص آخر،شَخص لا يَستطيع تخطّيهِ،ليس بِتلك السّهولة.

__________________


طَرق على بَاب الغُرفة،حَتى فُتح مِن الجِهة الأُخرىٰ لتبتسم في وجههِ ونوّهت:لقد أتيت،أَخيراً.


بَادلها الإبتسامة بهدوء ودَخل يَتفحّص جُونغكوك الذي يُحاول التأقلم على السّير بالعُكّاز الطّبي،اقترب يُونغي سَريعاً وأخذ بيدهِ اليَسرىٰ حَتى ردد:هِيونغ لقد أَتيت.



يُونغي:وَكيف لَا أَفعل؟
بالطّبع سَآتي،إنّه يَوم خُروجك،لقد أحَضرت كُلّ ثيابك مِن المنزل مُنذ فَترة بِالفِعل.




جُونغكوك:لِمَ أَحضرتها؟
لَن أَترك مَنزلي.




يُونغي:جُونغكوك لَقد تحدّثنا بِهذا الأَمر مُسبقاً،سَتبقى بِمنزل مِينجي لِفترة،وسأبقى مَعك حَتى تتعافى،وحِينها سنتركك تَفعل كُلّ ما تَرغب.




جُونغكوك:وأنا لا أُريد تَرك مَنزلي!




صَاح بَها بِإنزعاج،بَات سَريع الغَضب،رَافضاً إعاقتهِ بِشكل قاطِع لكِنّه لَم يَقُل هذا مُطلقاً،يَكره كَونهُ مَحط مُساعدة،سيشعُرون بالشّفقة إتجاههِ،يُساعدونه،يَعتبر هذهِ المُساعدة إهانة،جُونغكوك هو الذي كَان يَمد يَد المُساعدة،لَم يَمد لَه أحد يَدهِ لأنّه لَم يَحتاج لِهذا،كَان قَوي للغَاية،قادِر والجَميع يَهابه،ذَكي،الآن،يَشعر أنّه لا شئ فِي هَذا العَالم،رُبما بَدأ يتَقَبّل عَدم وجود هِيلين مَعه،لا يُريد مِنها أن تتولّىٰ أمره،سَتُعاني حَياتها مِن علّتهِ،وهي لازالت صَغيرة،لَم تَعِش مَا عَاشهُ.



تَأقلم أن لَن يَحتاج لِشريكة بعد هِيلين،لَن يحَتاج لِهيلين مِن الأَساس،سَيشعر بالشّفقة على نَفسهِ وعليها،لن يفَرض وضَعهِ وعلتّه عليها،بَات يَعتقد أن بُعدها عَنه أَفضل لَها،تَفهّم الأمر،لكِن الشّئ الوَحيد الذي لَم يَستوعبهُ حَتى الآن،الظّلام الحالِك الذي أمامهِ.



اقتربت مِينجي وتحدّثت بِنبرة مُتسائلة:جُونغكوك مَنزلي هو مَنزلك،وأيضاً لا داعي لِتشعر بالإحراج،يُونغي سيَكون مَعك.




جُونغكوك:لا أَحتاج أيّ منكما.





يُونغي:أنا حَقَاً فَرغت مِنك جُونغكوك!
تَقّبل الأَمر!
أَعلم كَم صَعب عليك هذا لكِنك لا تَمتلك أي اختيار سِوىٰ تَقبّل هَذا،شيئاً فَـ شَئ ستقوى حواسك الأُخرىٰ وَسيكون مِن السّهل عليك التّعرف على كُلَ شئ حولك،لَن تحتاجني،لكِن في هذا الوَقت،أَنت تَحتاجني،دَعنا نُساعدك،أَنت لَست ضَعيفاً،حَتى الآن أنت لست كذلك.





كَان فقط يَستمع لصوت يُونغي الذي لَم يَكن واضِحاً لكِنّه تَفهمه،يظن أنّ المُساعدة ضَعف،لكِنّه يعرف أن يَمتلك مَكانة كَبيرة في قَلب يُونغي،يُونغي رُبما بِمثابة أخيهِ الأكَبر،لِكنّه كَان كَالأب بِالنّسبة لَه عِندما كَان مُجرّد شاب صَغير امتلك المُؤهلات لِيكون عَميل فِيدرالي،استَكمل يُونغي تربيتهِ بعد وفَاة والديهِ،استجمع قِواه لِيؤَهّل فَتى في الثّالثة والعِشرون،خائِف،جَاهِل،غَير مُؤَهّل،وَحيد في هَذا العَالم




وُرغم أنّ مِينجي اختفت في أسوء ظروفهِ،لكِنّه يُحبّها،مَع أنّه لا يُظهر هَذا،هو يَجد صُعوبة في استخراج الحُب مِن قلبهِ،لكِنه استخرجهُ لِمرّة،لِهيلين،وَلم يَندم على هَذا،حَتى زوجتهِ السّابِقة لَم يُحبّها كَما أحب فَتاة مُراهِقة للتو أكملت عامها العِشرين.



سَحب يُونغي يَد جُونغكوك وتمسّك بها جَيّداً،قَبّلت مِينجي جبينهِ طويلاً واردفت لِيونغي:اذهبا،سَآتي بِأغراضهِ واتحدّث مَع الطّبيب.



هَمهم بِتفّهم وتقدّما عَنها،تراجعت ودَخلت غُرفتهِ تلتقِط حَقيبة مُتوسّطة الحَجم بِها الأغراض التي استخدمها جُونغكوك طوال مُدّة بَقائِهِ هنا،طَرق على الغُرفة جَعلها تستدير لِتدخل المُمرضة وسَلّمتها حَقيبها صَغيرة قائِلة:هذهِ ثِياب سَيّد جُيون وبَعض الأَغراض التي تَخصّه وَجدناها في الحَادِث.



مِينجي:شُكراً لَكِ.




استلمتها مِينجي وخَلصت على السّرير تتفحّص الحَقيبة،مُحفظتهِ،هاتفهِ المُحطم،الذي لَا تّعرف هَل هُو يَعمل أم لا،بِطاقاتهِ المَصرفيّة والهَوية،وخَاتمين،خَاتِم خُطبتهِ هو وهِيلين،وَخاتمها،يَبدو أنّه كَان ينوي على هَذا قَريباً،لكِن القدر مَنعهُ مِن هَذا،للمرة الثّانية بَعد أن اختطفت في المرّة الأولى.


عَلقت الدّموع في عَينيها ثُمّ وقفت تُجمّع كُلّ شئ في حَقيبة واحدة وتحرّكت،تنهّدت بِضيق وأغلقت البَاب،خَرجت مِن المَشفى ووصَلت حَيث السيّارة،وتَفحَص يُونغي ظَلام وجهها،رَكبت في المِقعد الخَلفي ورَفع رأسهِ يحدَق بِإنعكاسها يحاول سُؤالها بِطريقة مُبهمة.



جُونغكوك:الأَكثر أهمية مِن تَقبّلي بَصري هو مُعاملتي بِشكل طبيعي،عَوضاً عن استغلال هذا والتّحدث عَن شئ يَخصني تعتقدان أنّه ليس مِن المفترض أن أعرفه.



قَطع جُونغكوك تواصلهما البَصري لِيُردف يُونغي بِإنزعاج:أَخبرتك أنّك ذَكي كِفاية للتخَطّىٰ أمر فُقدانك حاسّة لِأنّك قوي في بَقية حواسك.



مِينجي:لَقد أعطتني المُمرضة بعض الأغراض التي تَخصّك،وجِدت في الحَادِثة وداخل ثِيابك التي كُنت ترتديها والتي تناثرت بَعيداً عَن مَكان الحَادِث قَبل انفجار السّيارة.



جُونغكوك:وهَل تَظنّي أنني لَيس مِن المُفترض أن أَعرف هَذا؟
اسمعا جَيّداً،إن رَغبتما بِمساعدتي حَقّاً،لا تستغلّا علّتي في اخفاء أي شئ،لِأن هذا لا يَجعلني مُثير للشفقة أمام نفسي وأمامكما،وفي النّهاية سَأعرف ما تُخفيان.



مِينجي:حَسناً جُونغكوك،أعدك أننا لَن نَفعل هَذا مُجدداً.




يُونغي:خَبيث لِلغاية.




ابتسم جُونغكوك بِهدوء وتِلك مَرّتهِ الأولى مُنذ استيقاظهِ مِن الغَيبوبة،ابتسما ورائِهِ على الفَور ثُمّ بَعثر يُونغي شَعر الأصَغر وبدأ في القِيادة،أسند جُونغكوك رأسهِ على النّافِذة،شَارداً،لَا يَعلم أنّه يَمر الآن على مَنزلهِ هو وهِيلين،ولا يَمتلك أدنىٰ فِكرة أن هُناك لافِتة أمام مَنزلها
'المَنزل للبَيع'



انكسر قَلب مِينجي لِلغاية،حَزينة على هِيلين التي تدمّرت حياتها،وجُونغكوك الذي خَسر كُلّ شئ،تحدَث كَاسِراً الصّمت:إن سَلكت الطّريق الأَقرب،سَنمر على مَنزلي ومَنزِل هِيلين.



صَمت لِوهلة وَشعر بِعينيهِ تدمعان مُردفاً:كُنت أتمنّىٰ أن يَخدمني ذَكائي وأَخبرها بِكلّ شئ قبل أن يختطفها ووشيك ويُنفّذ خِطتّهِ،أنا السَبب في كُلّ هذا،رُبما،كُنت أَعلم أنني لَن أَخسرها وحدها،كُنت أَعلم أن لا رِبح مِن بعد فُقدانها،لم أَحميها مِنّي،لم أحمي والدها،لم أفَعل أي شئ مما وعدتها بِه.




يُونغي:وأُريد أن أخبرك أنّ هِيلين ليست أول وآخر امرأة على هَذا الكَوكب.




جُونغكوك:بَل هِي كَذلك.





يُونغي:فَقط تَخطّى،أتوسّل إليك أيها القَضيب.






ضَحك على هذا اللقب واعتدل في مِقعدهِ ثُم شَعر بِتوقفَ السّيارة،وَصلوا حَيث مَنزِل مِينجي،قد اشترتهُ واشترت الأثاث وكُلّ شئ كَان جاهِزاً بِه،لكِنّها لَم تبقى بهِ أبداً،قَضت حَياتها في كَندا،ولم تُفكّر أنّها سترغب في العودة إلىٰ كوريا حَتى عَلِمت بِقضيّة كِيم جُونهو وهِيلين،تَرجّل يُونغي سَريعاً مِن السيّارة يَهرع نَحو جُونغكوك الذي نَزل ووقف دُون مُساعدة أحد.




وَقفت مِينجي بِجانِب يُونغي وَهمست:يَبدو أنّه سيَرهِقنا بِعنادهِ.




يُونغي:لقد أرهقني بالفِعل مِينجي،أنتِ لَم تُجربي جُونغكوك البَالِغ بَعد،مَرحباً بِكِ في أَكثر فَرد مِن آل جُيون عِنداً.



تقدّم يُونغي وتمسّك بيدهِ يَقودهِ نَحو المَدخل واقتربت مِينجي لِتفتح البَاب واردفت:لقد استبدلت المِفتاح الإلكتروني بِلوحة أرقام بارِزة لِتستشعرها عِندما تفتح البَاب.



هَمهم بِتفهّم ودَخلوا المَنزِل لِيخلع يُونغي سُترتهِ ووضعها الأريكة ونوّه:سَأعود للسيّارة لِإحضار الحَقيبة.




مِينجي:حَسناً شُكراً لَك يُونغي.




خَرج وكَادت مِينجي تَمسك يد شَقيقها إلا بِهِ يُبعدها وأردف:أُريد التّعرف على المَنزل،قومي بِوصفهِ،بالإتّجاهات،وأنا سَأُحاول الوُصول لِوجهتي.



مِينجي:حَسناً عَزيزي،أمامَك الآن غُرفة جُلوس مَفتوحة،نَحن داخِلها،على يَمينيك الأريكة والتلفاز،وعلى يسارك الدّرج،الذي يقودك إلى الأعلى،حيث خَمس غُرف،غُرفة لِي وغُرفة لك وغُرفة لِيونغي،وغُرفتين إضافيتين.


اقتربت وتخطّا غُرفة الجُلوس ودَخلا حَيث شق آخر مِن المَنزل،غُرفة مَعيشة مُريحة وعَصرية للغاية قد شَرحتها مِينجي له بكل تفاصيلها،لم تترك بُقعة في المنزل إلا وذَكرتها في حَديثها،وقفا أمام الدّرج حَتى ردّد بتردد:أُريد الصّعود بِمفردي.




مِينجي:أنا هُنا مَعك جُونغكوك،سَاقك سَتؤلمك.




جُونغكوك:أُريد أنا أَحفظ هَذا المَنزِل أيضاً،سأُحاول،لَن تضر المُحاولة،لقد قُلتِها،أنتِ هُنا.




مِينجي:أنا دائِماً هُنا جُونغكوكي،إذاً،ضَع قَدمك على أول خُطوة.




وَضع كل ضَغطهِ على العُكاز ورفع جسدهِ يضع قدمهِ على أول الدّرج،بِحذر قَد بدأ يصعد ومِينجي كَانت قُربهِ خائِفة،لكِن قوّتهِ البدنية ساعدتهُ على الصَعود،ابتسم بِخفوت بسبب نجاحهِ في هذا،شَدّت مِينجي على يدهِ بسعادة وصرّحت:أَحسنت،تحرّك إلى اليَمين قَليلاً،واعتمد على بَقيّة حواسك،سيكون الأَمر سَهل عليك جُونغكوك،كُنت دائِماً أخسر أمامك الغميضة،أنت رائِع في هَذا.





بدأ يتحسس الجُدران حَتى وَضع يدهِ على مِقبض البَاب،دَفعهُ وفتَحهُ حَتى ابتسمت مِينجي بِصدق مُردفة:هَا قَد وصلت لِغرفتك،والآن استرح،سأضع أغراضك في الخِزانة.




جَلس على السَّرير ووضع عِكازهِ بِجانبهِ،أخرجت مِينجي بَعض الثَيّاب التي كَان يرتديها جُونغكوك في المَشفى،أغلبها لَم يلمسها حتى،لقد بقى فَترة طويلة بِثياب المَشفى،وقع بصَرها على هاتفهِ المُحطّم وامسكتهُ مُردفة:سَأعود لَك على الفَور.




خَرجت مِن الغُرفة وتحرّكت لِغرفتها تضعهُ على الشّحن رُبما يَعمل،أُضيئَت الشّاشة تُعلن وصول الكَهربا رُغم تَحطّمها،البّطارية مُنخفضة للغاية،وأغلق الهَانِف لِفترة طَويلة،رُبما هَذا سَيأخذ وَقت طويل حَتى يُفتح،توجّهت لِغرفة جُونغكوك وفي ذات الوقت قابلت يُونغي يَصعد بِالحقيبة ودَخلا مَعاً،فَتحت مِينجي الحقَيبة بعدما وضعتها بشكل أفقي على الأرضي.



بدأت تُخرج ثَيابهِ بينما تَسمع حديث يُونغي:يُريد ووشِيك المَجيئ لِلإطمئِنان عليك.




جُونغكوك:أتعلم ما الشئ الوحيد المُفرح بشأن فُقداني بَصري؟
أنه لَن يتسنّىٰ لِي رُؤية ثُقب المُؤخرة هذا مَرّة أُخرى.




يُونغي:أعلم أن رُؤيتهِ لَعنة بِحق،أخبرتني ألا أُخفي شيئاً عَنك صَحيح؟
لقد جَمّعت كُلّ أغراضك مِن المَكتب،تَمّ إغلاقهِ ولن يدخلهُ أحد بعدك.





تلاشت ابتسامتهِ ثُمّ أومئ بِتفهّم وردد:حَسناً لا بَأس.





يُونغي:وهُناك شئ آخر،هِيلين.





رَفع رأسهِ فور سماع اسمها وليس هو فقط،مِينجي توقفّت أمام يُونغي تنتظر مِنه التّحدث حَتى استكمل:لقد غَيّرت رَقم هاتفها،لا أعرف كَيف أَصل إليها،ولَم تَقطن بُمنزلها الذي يُجاور مَنزلك أو حَتى قَصرها القَديم،لقد ذَهبت قبل خُروجك بشهر،فَتحت لِي العامِلة،ولم تكن متواجِدة وقتها،بالأمس ذَهبت مرّة أُخرىٰ،امتلكت عائِلة أُخرى القَصر.



جُونغكوك:هِي لا تَعرف أي شئ مما حَدث لِي صحيح؟




يُونغي:بالأَحرىٰ لا.





أومئ وأنزل رأسهِ يحاول تجاهُل الرّغبة في البُكاء،وقف يُونغي كي يَترك لجُونغكوك مِساحة مع أختهِ ونَبس:سَأذهب لِشراء بعض الأغراض مِن المَتجر للغَداء،أعلم أنّك سئمت مِن طعام المَشفى.



لَم يَستجيب جُونغكوك لِكلامهِ واكتفى بالصّمت،تَحرّك يُونغي مِن مَكانهِ وخرج بينما مِينجي قَد تحدثت سَريعاً وخرجت خلفهِ:لحظة واحدة جُونغكوك،هُناك العديد مِن الأشياء لَم أحضرها مِن السّيارة.



همهم لِتركض خَلف يُونغي ونزلت إلى الأسفل مُلتقطة يدهِ مُردِفة بِنبرة خافِتة:هل هذهِ الحقيقة أم اختلقت هَذا؟




يُونغي:لا مِينجي،الحَقيقة،هِيلين اكتفت،فقط لِنتركها،لقد رأيتها مرّة أخيرة عِندما ذهبت لِضب أغراضهِ مِن منزلهِ ووجدتها هُناك،في مَنزلها،تَبكي،كِلاهما يُحبان بعضهما لكِن تَحطما لِأشلاء في سَبيل هَذا الحُب،فَقط لنتوقّف عن هذا.




مِينجي:مَاذا إن كَان جُونغكوك يُريدها حَقّاً يُونغي؟




يُونغي:بالطّبع سَيفعل مِينجي،هِيلين حُب حَياتهِ،لكِن جُونغكوك كرامتهِ لن تسمح له بالرّكض خلفها بعد فُقدانهِ بصرهِ،كُوني شُجاعة كِفاية،وأسأليهِ،هل إن سَنحت له الفُرصة لِيعود لِهيلين هل سَيفعل؟




لَم تُجيب مِينجي لِيرفع يُونغي كتفيهِ بِقلة حِيلة وخَرج،صَعدت إلى الأَعلى مَرّة أُخرىٰ لكِن توجّهت لدىٰ غُرفتها،هَرعت للهاتِف حِينما رأته مُضيئاً والتقطه،لكي تفتحهُ يجب عليها وضَع الرّقم السري الذي لا تَمتلك أي فكرك عَنه،أخرجت هاتفها وحادثت يُونغي حَتى أجاب فأردفت:هل تَعرف مَاهو الرّقم السّري الخاص بِهاتِف جُونغكوك؟




يُونغي:لا أعلم لِأكون صَريحاً،لكِنّي سأرسل لَكي رقم،رُبما يَكون هُو.




مِينجي:حَسناً.




أنهت مِينجي المُكالمة واستغرق الأمر دقيقة حَتى شَعرت بٍإهتزاز هاتفها،كَتبت الرّقم على الهاتِف حَتى اتسعت عينيها عِندما فَتح،راودتها مُكالمة مِن يُونغي الذي سَأل على الفَور:هو؟




مِينجي:كَيف عرفته؟





يُونغي:لم أعرفهُ،لقد خمّنت هذا،إنّه يُوم مِيلاد هِيلين.




تنهّدت مِينجي بِضيق وردّت:حَسناً،سَأعاود الإتصال بِك.



صَبّت كامِل تركيزها على الهاتِف وبمجرد التقاطهِ الشّبكة قد راودتهُ العديد مِن الرّسائل المُتفرقة والمُكالمات،والتي لَم تَكُن سوى مِن هِيلين؛


'جُونغكوك هل أنت بِخير؟'


'أَين ذَهبت؟'


'لقد مَرّ أسبوع،جُونغكوك أنا لَن أُقم بِإيلامك بِما حدَث لِأبي،لقد كَان قرارهِ وَحده،لا داعي أن تُفكر بِتلك الطّريقة أعلم أن لا ذَنب لك بِهذا'



'أرجوك عُد أنا أحتاجُك هُنا مَعي،أُريد البُكاء لَك للغاية،أُريدك حَقاً سيّد جُيون'



'لقد ذَهبت إلى المَكتب اليَوم لكِن لا يوجد أحد بِهِ،لا سيّد مِين ولا أنت،لا أَعلم كَيف أصل لِمينجي،لقد بَحثت عَنك في كُلّ مَكان،لا تَذهب أَنت أيضاً،يَكفي رَحيل أبي'



'مرّ أسبوعين،لا أَعلم أين أنت،ولم تُحادثني،لم تَسأل عَني،اشتقت لَك،وأَكره قَول هَذا حَقّاً،كَان يَجب أن تَكون مُتواجِد لِأَجلي،لقد خَذلتني'



'جُونغكوك'



'هَل أنت حَقّاً في كَندا؟'



'أَكُنت حَقّاً طُعم؟'



'هل كُنت قَضّية كَسبتها وترقّيت لِأجلها؟
هَل ذَهبت حَقّاً عِندما حَصلت على مَا تُريد مِني؟'



'الجَميع كَان يُحذّرني مُنك،تَباً لَك!'



'أيها الإستغلاليّ اللعين،لن أُسامِحك أبداً،أبداً جُيون جُونغكوك،تَعفّن في الجَحيم'



'لَقد أحببتُك بِصدق،ألم يَكُن هَذا كَافياً لتتراجَع عن أي لَعنة سَتفعلها بِي وتَرحل؟
هَل كُنت كاذِباً عِندما قُلتها،أُحبّكِ؟'



'سَأكرهك،حَقّاً أفعل،سَأكرهك بِمقدار حُبّي'


'قَلبي يَتألم أَيّها اللعين،كلّ هذا لِأنني وثقت في رَجل خَذلني مرّة وسامِحته،حَظّاً ملعون في كَندا أيّها المُحقق،لا تستحق أن أُودّعك،لم تمنحني وداعاً مُناسِباً،سَأتوقّف عن البُكاء لِأجلك كُلّ ليلة على وسادتي،سَأتوقّف عن حُبّك جُيون جُونغكوك'




دُون وَعي أجَهشت مِينجي في البُكاء،ظَنّت أن هِيلين لَم تُحاول البَحث عَنه،وتناست أمرهُ،بَل كَانت تُحادثهُ وتبحث عَنه في الأيام التي مِن المُفترض أن تَبكي بِها على فُراق والِدها،أَدركت كَم أن هِيلين تَستحق كُلّ شئ فَعله جُونغكوك لَها،كُلَ شئ حَرفياً،وهي فقط مُجرد فَتاة صَغيرة،خَسرت الكَثير وتَحملت ما يفوق عُمرها ووقعت بِحب أخيها.



أَخذت الهَاتف وقررت أخيراً أن تفتح أطراف الحديث مَع شَقيقها بِشأن هَذا الأَمر،تحرّكت مِن مَكانها وخرجت مِن غُرفتها مُتوجّهة لخاصتهِ لكِنّها وقفت فور مَا وجدته يمسك بِخَواتم خُطبتهما،يشعر بِهما،ويحدّق أمامهِ في فَراغ،وهو لا يرى دُموعهِ التي مَلئت وجههِ لكن يشعر بِدفئهم على بَشرتهِ.



وقفت أمامهِ وجلست قُرب رُكبتيهِ وقالت:جُونغكوك حَبيبي.



جُونغكوك:سَأتركها تَذهب،لن أبَحث عنها،هَذا الأَفضل لَها ولِي،لا تستحق أن تتحمّل علّتي،وأنا مَن دمّر حَياتها،أنا أُحبّها،سَأعترف بِهذا،أنا سَعيد بِأنّها آخر شَخص رأته عيناي،لكِن يَكفي إلى هُنا،سَتكون غَبيّة بِحق إن عادت لِي وأنا سَأكون غَبي إن فكرت في استعادتها،هِيلين،كِيم هِيلين،لن يكُن هُناك امرأة على الأرض مِثلها،أبداً،تستحق رَجل أَكثر مِني صَراحة،صِدقاً،وتقديراً لها،لكنّه لَن يُحبّها أَكثر مِنّي،هِي أَجمل حُلم قد عِشتهُ،وأجمل ماضي سَأحيا لِأتذكرهُ.


هَمهمت مُينجي واقتربت تُعانقه بقوّة،حَتى أَخيراً،أطلق عَنان دُموعهِ الحَبيسة،وبدأ يبكي كَالطّفل بَين ذِراعيهِ،لم يشعُرا بالذي وصَل ويقف على باب الغُرفة يُحدّق بِهما بِقلبِ مَجروح،جَلست بِجانبهِ تُربت على رأسهِ وتَمسح عليهِ تتركهُ يَبكي بِالقدر الذي يُريح أيسرهِ،يد على رأسهِ والأَخرىٰ تتمسَك بيدهِ البَاردة التي تتشبّث بالخَواتِم.

____________________


رَفعت هَاتفها لِتحادَثه على الفَور واردفت:أُخرج الآن،أنا أمام مَنزلك.



صَرخ بِفزَع مُجيباً عليها بَعدما استقام مِن سريرهِ:مَاذا!
الآن!
مَا الذي حَدث هِيلين!




هِيلين:لا شئ،فَقط يَحتاجون مُحامِي لِقضيّة والدك،لم أَجِد أكفئ مِن ابنهِ،أسرع تَايهيونغ.




تَايهيونغ:لَحظة ماذا؟





هِيلين:سَأذهب دُونك.





تَايهيونغ:حَسناً حَسناً،دقائِق!





أنهى المِكالمة وهرع لِخزانتهِ يُخرج حُلتّهِ السّوداء يرتديها سَرَيعاً،دَخلت أُمهِ وسَألت:هل كُلّ شئ بِخير بُني ما الأَمر؟




تَايهيونغ:مَوعد مُهِم للغاية.





جِينا:مَع هِيلين؟






تَايهيونغ:كَيف عرفتِ هذا؟






جِينا:هِي بالخَارج،مَع يُورا.





تَايهيونغ:سأُرتّب مَظهري وسَآتي.





هَمهمت وخَرجت مُغلقة البَاب ودخلت غُرفة الجُلوس تتفحّص يُورا التي تتحدّث بِشغف مَع هِيلين والأُخرى فقط مُنصِتة بِإبتسامة صَغيرة وتأومئ في كُلّ جملة يُورا تَقولها،ضَيّقت جِينا عينيها وسَألت بِنبرة خافِتة:مَا خَطب تِلك الفَتاة التي دخلت إلى حَياة أطفالي وَجعلتهما فاقدين السّيطرة على أنفسهما حولها؟



رَفعت هِيلين رأسها واعتدلت في جَلستها مُبتسمة لِجِينا ثُمّ كادت تسَأل عن تَايهيونغ لِكنّه ظَهر مِن خَلف أمّهِ يُقبل رأسها وأردف:وَداعاً أُمّي،ودَاعاً يُورا.



يُورا:هَل ستذهبين بِهذهِ السّرعة؟



هِيلين:أعذريني أيّتها الجَميلة،سَآتي مُجدداً بِرفقة تَايهيونغ حَتماً،إلى اللقاء سَيّدة كِيم،هَيا تاي.




هَمهم واقترب مِنها وتحرّكا خارِج المَنزِل ثُمّ دَخلا السّيارة،وقفت جِينا وابنتها على الشّرفة حَتى صَرّحت يُورا بِهيام:زَوجة أخ مِثالية.





جِينا:زَوجة مَاذا!
هَل فقدتِ عقلكِ!
بالطّبع لَا!




بينما في السيّارة عدّل تَايهيونغ ثِيابهِ حَتى ألقت هِيلين نَظرة على حِذائِهِ وصَرّحت:ينقصك شئ.



تَايهيونغ:ماذا؟



مدّت يدها للمِقعد الخَلفي والتقطت حَقيبة تُخرج مِنها عُلبة حِذاء جديدة ونوّهت:كُلّ الشّكر لِيورا،سَاعدتني في العُثور على مقاس حِذائك.




تَايهيونغ:لَن أَقبل هذا.




هِيلين:إذاً كُلّ شئ اتفقنا عليهِ سيُلغى ولن يَخرج والدك مِن السّجن،أبداً.




تنهّد وانتشل مِنها الحِذاء وانبهر بِشكلهِ،ابتسمت هِيلين لِردة فعلهِ حَتى خلع حذائِهِ القديم البَالي وارتدى زوج الأحذية،رددت هِيلين بِإستمتاع:مِثالي،لكِن ينقصك شَئ أيضاً.


التَقطت حَقيبتها وأخرجت مِنها ساعة باهِظة ووضعتها حول رسغ يدهِ اليُسرى،وأخرجت أيضاً زُجاجة عِطر رِجالي ورشّت مِنه على ثيابي،صفّقت هِيلين بِسعادة ونوّهت:الآن أنت جَاهِز!


تحرّكت بالسّيارة للمَكان المَقصود ورَأى تَايهيونغ هِيلين تتخَطًىٰ المَركز حَتى نَوّه:هِيلين،لقد فَوتّنا المَركز.


هِيلين:أَعلم،سأتوجّه لمكان مَا أولاً.


توقّفت هِيلين أمام مَبنى سكني وخَرجت بينما تَايهيونغ يِحاول جَدياً استيعاب أي شئ تَفعلهُ لَكنه لا يَفهم،خَرج بِرفقتها حَتى استقلا مِصعد ليقترب نَحوها وسأل:بِجدية هِيلين ما الذي يَحدث؟




هِيلين:أَتثِق بِي؟




صَمت تَايهيونغ طَويلاً لكنّه قال في النّهاية:نَعم أفعل.




توقّف المَصعد في الطابِق المَقصود وتمسّكت يدهِ تسحبهُ خَلفها،توقّفا أمام شَقّة وقالت هِيلين بَينما تِشير لَها:تَعلم أننا كُنا نَعمل مَعاً على قَضية والدك،نتفاوض مَع المَحكمة لِنُسدد الدّيون لِيخرج في أقرب فُرصة ممكنة وننتظر ردّهم،لكِنّي طّلبت مِنهم شئ واستخدمت عِلاقات والدي لِأكون صَريحة،وطَلبت مِنهم الإفراج عَن والدك وأن يبقى في شِقة مُراقبة مِن قبل الشّرطة لِحين الإنتهاء مِن تسديد الدين والإجراءات القانونية.




تَايهيونغ:لكِن ألم تُخبريني أن الطّلب رُفِض؟





هِيلين:لقد كَذبت عليك،وقمت بِتسديد الدين دُون مَعرفتك،وكان والدك بالفِعل قَد خَرج مِن السّجن،رُفعت المُراقبَة عَنه،وهو حَالياً حُر.




فَجأة فُتح البَاب مِن قبلهِ وحدّق بِهيلين أولاً مُبتسم لَها ثُمّ نَقل بصرهِ لِإبنهِ،صُدم لِرؤيتهِ بينما تَايهيونغ قَد رَمقه ورَمق هيلين التي أومأت بالإيجاب،ضَحك بِعدم تَصديق وعَينيهِ بالكاد تستوعب وجود والده أمامهِ حُراً،ارتمى في أحضانهِ أمام هِيلين التي تَشعر بالضّيق والنّقص قَليلاً أَثر هَذا،لكِنّها سَعيدة لِشخص مِثل تَايهيونغ،لقد عانى الكَثير،ويسَتحق نِهاية سَعيدة،على الأَقل أحدهم يَحظى بِنهاية سَعيدة بَعد كُلّ ما يَحدث حولها.

_____________________

بَارت طُويل،رح آخذ وقت لِين أراجعهُ كله،سو،وش رايكم في الأَحداث؟


عِلاقة هِيلين وجونغكوك انتهت؟


تتوقّعوا أي موقف تحديداً حسيتوه مُدبّر؟



صِدق المُقابل هو ان هيلين تبغى تَايهيونغ يكون هو المُحامي الخاص فيها؟



أشوفكم البَارت الجاي.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top