تَفَهُّم
بَارت جِديد🖤
أتمنّىٰ تستمتعوا فيه زِين وتتجاهلوا الأخَطاء الإملائية🖤.
___________________
ضَيّقت عِينيها حَتى استوعَبت مِقصدهِ ورمقتهُ بِضِحكة سَاخِرة نَابِسة:لا سَيّد مِين والدي طَبيب جَراح وَليس مُجرم في أَفلام كُورية.
يُونغي:رُغم أَنّ الإسمان مُتماثلين،الفِيلم رائع والمُحتال خَبيث وذَكي.
هُيلين:المُحتالين لِيسوا بِهذا السّوء.
ألقت نَظرة أخيرة على جُونغكوك وغّمزت لَه حَتى ابتسم بوسِع ثُمّ صَعدت إلىٰ الأعلى لِيزفر هَوائهِ بِصعوبة وعلّق يُهسهس بِحنق:كَيف فَعلت هَذا!
يُونغي:مَاذا؟
طِفلتك ذَكية ومُغفلة في الوَقت ذاتهِ،تذكّرت الفيلم الإجرامي لِمحتال يُدعى كِيم جُونهو ولم تُلاحظ أن يُوجَد مِنه شَخصية واقِعية أيضاً ويَكون والِدها.
جُونغكوك:لا تَلعب بِأعصابها وبِأعصابي ولنختر طَريقة لِنسوّي الأمر،أنا أُحبها وكَثيراً هِيونغ!
يُونغي:أَيّها الجَامِح الغبي،تركت نِساء جِيلك وتركت نِساء ما بعد جيلك لِتقع بِحب فَتاة صَغيرة لم تُكمِل عامِها العِشرون بَعد،تَجعلني أنظر لك بِمنظور آخر أيَّها البِيدوفيلي الصّغير.
حرّك رأسهِ بِيأس وتحرّك بَعيداً عَنه مُتوجّهاً لِلمَطبخ بعدما أجرىٰ حديث عقيم هامِس مَع صَديقهِ،بَينما الأَكبر قَد تَمجلس على الأَريكة بِجلسة مَلكيّة واضِعاً سَجائِرهِ العتيقة بِين شَفتيهِ،نَزلت هِيلين بَعد مَا يُقارب عَشر دَقائق،في ثِيابها مِن اختِيار حَبيبها،بُلوزة أنوثية بَيضاء،طَويلة الأكمام وواسِعة في النهاية،عارية الكَتفين،ضَيّقة،بِنطال أزرق ضَيّق مُمزق،تَركت شَعرها مُنسدلاً.
ابَتسمت فَور مَا وجدتهُ قَد توقّف لِيتأمّلها،تحرّك مِن مَكانهِ واستكن أمامها هَامِساً:اللعنة جَميلة للغاية،أتعلمين؟
كُلّ شئ قد اشتريتهُ لَكي قد تخيّلتهُ على جَسدكِي أولاً.
هِيلين:لَكِن نصفها فاضِحة سَيّد جُيون،لَقد انتقيت أَكثرهم حِشمة.
جُونغكوك:لِأنني سَأكون مُتواجِد لَكي عِندما تُقررين ارتدائِهم صَغيرتي،لَن يَستطع أحد أن يَنظر نَحوكي طَويلاً،سَأقتلع عَينيهِ بأناملي،ارتدي كُلّ ما ترغبين،أنا جَيّد في القِتال،وأيضاً،تَعرفين أنني أُحب ألا يَستركي شئ لِذا أخترت أكثر قِطع ثِياب لَا تِغطي جَسدكي،سَيكون هَذا رائِع لِعيناي.
هِيلين:يَا إلهي جُونغكوك!
أمسكت وِجنتيهِ وأخذت شَفتيهِ في تلاحُم قويّ قَد أفقدهُ صوابهِ حَتى حملها مِن آخر درجة مِن السّلم وَحاوط خَصرها بَيد واليَد الأُخرىٰ حول رَأسها يُقرّبها نَحوهُ بِرغبة،تَناسىٰ وجود الآخر الذي كَان يَجلس على الأريكة يَتفحّصهما وكأنّه يُشاهِد فِيلم بِإستمتاع ثُمّ علّق:كُفّا عَن استكِمال هَذا المَقطع الإباحي أنا جَائِع.
تَركها جُونغكوك ثُمّ قَبّل جَبينها وشابك أناملها يَسحبها خَلفهِ،توقّف وسَألها بَينما يَتفحّص الأَكبر بِعدم راحَة:هل ستَبقين هُنا أم تُريدين التواجُد مَعي في المَطبخ؟
يُونغي:لن آكلها صَغيري جُيون،اتركها مَعي،سَندردش سَويّاً.
أنزلتهُ لِمستواها وهَمست قُرب أذنهِ بِنبرة مُطمئِنة:لا بَأس سَأكون بَخير،لا تَقلق،أُجيد التّعامِل أكثر مِن تتوقّع.
قَبّلت وجنتهِ حَتى أومئ بِتنهد وصنع ابتسامة صَغيرة على شَفتيهِ مُردفاً:أعلم هَذا.
تحرّك تارِكاً إياها بقلق مَع يُونغي الذي قَد أَطفئ سِيجارتهِ ثُمّ سَأل بِفضول:مَا الذي جَعلكي واقِعة لَه؟
هِيلين:جُونغكوك؟
لِأنّه جُونغكوك.
يُونغي:فَقط؟
هِيلين:ماذا تَعني فَقط؟
لا يَوجد سبب يجعلني لا أقع في حُبّهِ.
يُونغي:الحُب لا يَكون كَافي أحَياناً صَغيرتي.
هِيلين:لكِنّه أَكثر مِن كَافي بالنّسبة لِي.
يُونغي:مَاذا تَعرفين عَن جُونغكوك؟
هِيلين:مَاذا تَعرف أنت عَن جُونغكوك؟
يُونغي:يا إلهي لا يستطيع أحد أن يَأخد مِنكي جواباً نَافِعاً تَماما مِثله،تَعرفين كُلّ شئ؟
هِيلين:تَقريباً.
يُونغي:تَعرفين ما أقصد؟
هِيلين:رُبما.
يُونغي:جَيّد،أَتمنّىٰ ألا تَشعري بِالخِذلان لَاحِقاً.
هِيلين:مِن مَاذا؟
يُونغي:لا أحد يَعلم،لكِن أي حَبيبين قَد يَسوء بَينهما الأَمر في أي وَقت،يَجب ألا تصَعدي لِعمرهِ لِتتفهّمي وضَعهُ قَليلاً،لا أستهِن بِنُضجكي،قَد ترين أن الفارق ليس مُهماً طَالما هُناك حب لكِن قَد يُشكل عَقبة أحياناً،أنتِ ولدتِ في مُراهَقة جُونغكوك،يَعرف كَثيراً مما تعرفينهُ أنتِ،لِذا إن بَدر مِنه شيئاً لا تتصرّفي قَبل أن تَصلي لِعَقلهِ وتعرفين ما السبب.
هِيلين:جُونغكوك يُحبّني،وإن عَجزت في الوصول لِعمرهِ سَيصل هو لِعمري.
يُونغي:أَحياناً تَكون الظّروف والحَقائِق تُخرج كُلاكما مِن العقلانية ويَعجز كِلاكما عن تَفهّم بَعضكما البَعض،أَعني...لِنقلب المَوازين قَليلاً،مَاذا إن كَان والدكي هو المُحتال؟
وجُونغكوك بِوضعهِ الحَالي،ضَابِط ومُحقق ذَكي وقويّ في التّحقيقات الفِيدرالية وكُلّف بِمهمة القَبض على والدكي،وهَذا افتراضاً لا تتفهّمي حَديثي بِشكلٍ خَاطِئ.
هِيلين:أتفهّمك.
يُونغي:مَاذا إن عَجز جُونعكوك عَن التّخلي عَن قَضيّتهِ وأُرغم على تَسليمه للعدالة دُون الإكتراث أنّه والدكي لكِن في ذَات الوَقت،يُحبّكي بَل يَعشقكي،هَل سَتصعدين لِعمرهِ لتتفهّمي طَبيعة عَملهِ؟
أم ستشكّين في حُبّهِ لَكي وتَرغمينهُ على التّخلي عَن كُلّ شئ لِأجلكي؟
وأيضاً يُمكنكِ العَكس،مَاذا إن كُنتِ أنتِ المُحققة ووالِده المُجرم؟
شَاهد تَشتت مَلامحها وضَياعها،وَليس وحدهُ مَن يُراقِبها،بَل جُونغكوك،يَتأملها تفكّر عَميقاً بتعابير مُشتتة،سَاور قَلبهِ القَلق،وكأنّها إشارة لِردة فِعلها مُستقبلاً على ما سيَدور،رَفعت هِيلين رَأسها وهَمست:لِمَ تنتظر مِنّي إجابة على افتراض صَعباً كَهذا وغَير حَقيقي؟
يُونغي:لِأن الحَياة تَضعنا في مواقِف صَعبةٍ أَحياناً آنسة كِيم،قَد تُرغمكي على فِعل أشياء كَثيرة،بِقسوة،وغَصب،الحَياة مَا هِي إلا اختبارات نُضع بِها.
هِيلين:لكِن الحَياة تمتلك إختيارات أيضاً،يُمكنني أن أُغير نَتيجة هَذا الإختبار بِأن أختر قَرار حَكيم ومَدروس.
يُونغي:أحياناً لا تتوفّر إختيارات عَادِلة بَل حيّرة كَالجَحيم،وسيتوجّب عليكي اختيار قَرار أَقل ضَرراً،ويكون الضّرر قاتِل،لكِن على الأقل نَجوتي.
هِيلين:كَلامك يُخفيني مِن المُستقبل.
يُونغي:لا شَئ يُخيف أكثر مِن مستقبل مُبهم يا صَغيرة،لكِن ما عليكي سِوىٰ الإنجراف،وتُحاولين تَعديلهُ بِإختيارات منحتها لكي الحَياة،واستخدامها بِشكل صَحيح،ولا تَحكمي على الأشخاص بِشكل خَاطِئ،لا تَري الأمر مِن منَظوركي أنتِ فَقط.
نَصائحهِ حادة،مُخيفة،لكِن قَيّمة،لَم تسمعها هِيلين فَقط،بَل جُونغكوك أيضاً،أحياناً يَشعر أنّ يُونغي حديثهِ قاسي،عديم المَشاعِر،لكِن عِندما يَقع في مَأزق ويلتحما عقلهِ وقلبهِ في قرار،يلجأ لَه،أَتىٰ بِالطعام بَينما عَينيهِ كَانت تتفحّص هِيلين،التي كَانت هادئة على غَير العادَة.
وَقف يُونغي وتحرّك لِلمائِدة بينما جُونغكوك قَد أوقف هِيلين وشابَك أناملها مُردفاً:صَغيرتي أنتِ بخير؟
هِيلين:نَعم بالطّبع.
سَحبها لتستقر بين ذِراعيهِ طَويلاً،تَشعر بِقبلاتهِ على رأسها،حَبستهُ بين يديها تُقيد خَصرهِ وهَمست:أُحبّك كَثيراً.
جُونغكوك:لَيس أكثر مِنّي هيلين.
______________________
يَقفا أمام البَاب لِتوديع صَديق جُونغكوك،ابتسم يُونغي وعانقهُ مردفاً:حَظاً موفّقاً،أراك غَداً.
هَمهم جُونغكوك يُبادلهُ العِناق ثُمّ ابتعد يُونغي يرمق حبيبة الآخر ونَبس:تَشرّفت بِمعرفتكي هِيلين،لِنتقابل مُجدداً في المُستقبل،بِرفقة حَبيبكي بالطّبع.
هِيلين:بالطّبع سَيّد مِين،الشّرف لِي أيضاً،قُد بِسلام.
هَمهم ولوَح لَهما واستدار مُغادراً بُقعتهما،استقرّت يديّ جُونغكوك حَول جسد هِيلين وأغلق البَاب،وَقفا في مُنتصف الغُرفة ثُمّ رتّب خُصلات شَعرها وأخذ ابهامهِ يمسح على كَتفها العاري وسأل بِنبرة دافِئة:هِيلين،لِمَ تبدين وكأنّك تُعانين مِن خطبٍ مَا؟
هِيلين:أنا بِخير سَيّد جُيون حَقّاً.
جُونغكوك:لَا أعلم لِمَ أشكّ بِهذا،هَل أخبركي هِيونغ كَلام أزعجكي؟
هِيلين:لا،لكِن كَان...
جُونغكوك:مُخيف؟
هِيلين:نَعم،كَثيراً،جَعل قَلبي مُنقبضاً.
جُونغكوك:أَعلم،عِندما عُينت في المَكتب،كُنت ثلاثة وعِشرين عامَاً،حولي العديد مِن الرجال المخيفين،مسئولين،الوحَيد الذي كَان يمدّني بالنّصيحة لِمدة عشرة أعوام كَان يُونغي،حديثهِ كَان لاذِع،قاسي،يَجعلكي تقضين ليلكِي بأكملهِ تُفكّرين بِهِ،لكِن في النّهاية،تدركين أن كُلّ نصائحِهِ هي لَيست سِوىٰ أحداث لِما سَتقابلينهُ بِمستقبلكِي،هو فَقط يُؤهلّكي،يُجهزّكي.
هِيلين:صَراحة...يَبدو ألطف مما توقّعتهُ.
جُونغكوك:يُونغي هِيونغ سَئ بِإنطباعهِ الأول.
هِيلين:نَعم،مِثلك.
جُونغكوك:ومِثلكِي أيضاً يا تِسعة وستون.
هِيلين:لا!
لَقد تَقابلنا قَبلها عِندما انتقلت اتذكر؟
جُونغكوك:كَالجارة الشّقية والمدللة،أتيتِ وتفحصّتني بِكل جراءة وعبثتِ بِكلماتكي.
قَهقهت وحاوطت عُنقهِ حتى حَملها يَلّف ساقيها حَول خَصرها يَصعد بِها إلىٰ الأَعلى،دَخلا إلى الغُرفة ووضعها بِرفق على السّرير وكَاد يَأخذ شَفتيها بِرغبة لِكنّها أمسكت كَتفيهِ ونَفت قائِلة:يَجب أن أدرس جُونغكوك.
جُونغكوك:لاحِقاً هِيلين!
هِيلين:إن لَم أنجح بِهذهِ المَادة لَن تُدرسّني الفَصل الدّراسي القادم،لديّ اختبار صَغير غَداً!
جُونغكوك:اللعنة حَسناً اسرعي!
قَهقهت هِيلين وحَملت حَقيبتها تَضعها على السّرير وتربّعت تَجلس بِمنتصفهِ،تفحّصها مُتنهداً ثُمّ أخرج سَيجارة ووضعها بَين شفتيه مُشعلاً القدّاحة على طَرفها،رَاقها مَنظرهِ المُثير لِذا تأمّلتهُ في خِلسة وهو يَفتح نَافِذة غُرفتهِ يُسقط تَبغ سِيجارتهِ المُحترق في الخَارج،رَنين هَاتفهِ قَد كَسر الصمت في الغرفة حَتى اعتدل في وقفتهِ وعلّق بِنبرة دافِئة:سَأتلقّىٰ هذهِ المُكالمة وأعود صَغيرتي.
هَمهمت هِيلين بإبتسامة لطيفة وراقبتهُ يَتحرّك خَارِج الغرفة ثُمّ عَادت تُركّز على دِراستها،نَزل إلى الأَسفل وأَجاب على المُكالمة قائِلاً:مَا الأَمر يُونغي هِيونغ؟
يُونغي:أنا في الخَارج ولا تَخبر هِيلين بالأمر.
اقترب نَحو البَاب وخَرج لِمقابلة الأَكبر،سَاورهُ القَلق،لا يَعلم لِماذا لكِن شَعر أنّ عِلاقتهِ بِهيلين مُهددة بالخَطر،وقف أمامهِ وسأل يُخفي توتّره بِبراعة:هَل كُلّ شئ بِخير؟
يُونغي:هِيلين،تُحبّك،كَثيراً.
ابتَلع ريقهِ تحت انفاس مُضطربة وأومئ مُردفاً:أَعلم.
يُونغي:ومَاذا بَعد؟
جُونغكوك:سَأتقدّم لِخطبتها.
يُونغي:مَاذا تَقول؟
جُونغكوك:سَأتزوّجها،أنا أُحبّها.
يُونغي:وقضيّتك أيها الإنتحاريّ!
كَم أنت ضَعيف ومُهمل ولست أهل للمسئولية.
جُونغكوك:سَأُنهي قَضّيتي وأتزوّجها!
يُونغي:سَتقبل الزّواج مِن رَجل سَيضع الأصفاد في يديَ والدها ويدفعهُ للأعدام!
جُونغكوك:سَأُخبرها بِكل شئ قريباً أُقسم!
يُونغي:الفوضىٰ تتزايد وتنتشر حولكما جُونغكوك،اقتلها قَبل أن تَقتل كِلاكما سَتشب النِّيران بِكما.
جُونغكوك:رُبما إن تزوّجنا لَن يبدو لَها استِغلالاً.
يُونغي:غَبي،ويَنقصك مَن يُوجّهك حَقّاً.
صَمت وبَعثر شَعرهِ بإضطرات ثُمّ علَق:لَن أتركها في الأَعلى بمفردها أَكثر مِن هَذا يَجب عليّ العَودة.
يُونغي:كُن صَريحاً جُيون،خَائِف عليها مِن التّاريخ؟
جُونغكوك:مَاذا تَقصد؟
يُونغي:تَرى بِها جُونغكوك المُراهِق الذي سُلبت مِنه حَياتهِ في لَمح البَصر أَثر بسبب والدهِ،تَشبهك،أنتما نَفس الشئ،خائف أن عليها مِن أن تمرّ بما مررت بِهِ مُنذ سَنوات بَعيدة،تَراها رَقيقة،لا تَستحق هَذا؟
لا تَستحق أن يعيد التّاريخ نَفسهِ عليها.
استَدار جُونغكوك سَريعاً بَعدما سَمع ما سَمعهُ يُحاول اخفاء دُموعهِ التي تَوالت بِالسّقوط،تنهَد يونغي طَويلاً ثُمّ استكمل:أَحببتها افعل الصّالح لَها،تَعرف أنني دائِماً أُريد مَصلحتك مُنذ أن رأيتك في المكتب ولَم يَفكّر أحد أن يعرض عليك مُساعدة،يَجب أن تَعلم أنني مُلم كَم عَملنا صَعب
لكِن هِيلين تَبدو قَويّة،مُدللة قَليلاً لِحب والدها لها،غَنيّة وجَشعة،وتمتلك كُلّ شئ،عائِلة،أموال،لَا تَجعلها تسلب عَملك مِن يديك،عَملك الذي جَاهدت عَقد كامِل لِتصل لَه،رأيت شَغفك وبقاءك مُستيقظاً على قَضايا في مَكتبك طَوال الليل،لا تَجعل كُلّ هذا يَضيع هباءاً.
دَخل إلى المَنزل ومَسح دُموعهِ سَريعاً لَكِن ظَهر عليهِ الإرهاق،صَعد إلى الأَعلى وفَتح البَاب،لم تُلاحِظ دُخولهِ بسبب مُذاكرتها حَتى استند على الحائِط يتفحصها،أَعين مُرهقة،حَزينة،رَفعت هِيلين رأسها وابتسمت لكِن تدريجياً قَد احتَل القلق وَجهها،وقفت بِهدوء وتوجَهت نَحوهِ ثُمَ استكنت أمامهِ.
رَفعت أناملها ومررتها على وَجههِ،هَمست بِإسمهِ بصوتٍ خَافِت ثُمَ نَفت بِرأسها،ابتسم بِضعف وأومئ لتسحبهُ مِن عنقهِ سَريعاً،احتوت رأسه تَدفنهُ في تَجويف صَدرها،يديهِ قَد حَاوط جسدها بِأكملهِ،أناملها تمرر على شَعرهِ ذِهاباً وإياباً،ثَغرها يُتمتم بِكلمات لطيفة،ومع ترددها،شَعرت بِجسدها يُرفع أعلى.
بَلطف قد وضَعها على السرير واعتلاها،يُريح رأسهِ على صَدرها،يديهِ أسفل ظَهرها،يتنفّس بِإضطراب حَتى سَألت بِهدوء:هل لديك مُحاضرات غَداً؟
هَز بالإيجاب ثُمّ ابتسمت مُعلقة:جَيَّد،لِنذهب مَعاً،أُحب هَذا،عِندما نَذهب بِرفقة بَعضنا للجامعة.
جُونغكوك:أنا أيضاً،هِيلين.
هِيلين:مَاذا حَبيبي؟
نَبض قلبهِ للقب الذي صَنع فَراشات داعبت مِعدتهِ لِيرفع رأسهِ وسَأل:إن تَقَدمتُ لوالديكي مَرَة أُخرىٰ لكِن لِأطلب يدكي مِنهما،هَل سَيُوافقان؟
اتّسعت عَينيها وعلّقت بِصدمة:جُيون جُونغكوك!
ابتَسم بِهدوء ورفع نفسهِ يطبع قبلة طويلة سَطحية على شَفتيها المُتفرقتين بعدم استيعاب،ابتعد وترك واحدة على جبينها ثُمّ هَمس:أُحبّكِ،كَثيراً،حَقّاً،وسَأتزوّجكي رُغماً عَنكي.
قَهقهت هِيلين بِسعادة وكوّبت وجههِ تقبّلهُ بقوّة ثُمّ اعتلتهُ،توسّعت حِدقتيها في بَادئ الأَمر وشاركها القهقهة وبادلها بِرغبة،ابتسامَتهما كَانت تتلاحم بِحب،شَغف ولُطف،يرتَشف مِنها دُون تَوقّف،وكَأنه يَومهما الأَخير مَعاً،يَأبى تَركها مِن ذَراعيهِ لكن ابتعد يَمنحها هَواء قَد فَقدته أَثناء تِلك القُبلة المُميتة،اسند جبينهِ بِخاصتها وعلّق بِتلاعُب:المُذاكرة صَغيرتي؟
ضَحكة أنوثية صَدرت مِنها ونَفت بِرأسها مُرددة:هَذا أَهم واللعنة!
_________________________
ابتسمت تُشاهِد انعكاسهِ خَلفها مِن المِرآة،يجلس على طَرف سَريرها،يسند يديهِ على الفِراش حَتى علَق بِتذمّر:أَخيراً انتهيتِ!
هِيلين:لا،تَبقّىٰ لَي أَحمرّ الشّفاة،لن أَضعهُ الآن لأنّك ستأتي وتفسدهُ.
جُونغكوك:ذكيّة كَاللعنة صَغيرتي،تَعالي هُنا إذاً.
رَبّت على فَخذيه حَتى ابتسمت وفرّقت ساقيها واستقرت ساندة يديها على صدرهِ،مَسحت على وَجههِ ثُمّ ضَحكت قائِلة:أُواجه صُعوبة في رُؤية مَلامِحك،لا أَرتدي نَظارتي الطّبية.
قَهقة أَثر هَذا وخَلع نظارتهِ ثُمّ ألبسها إياها،أومأت بِقوّة مُردفة:هَذا أفضل بِكثير.
جُونغكوك:تَبدين جَميلة.
هِيلين:شُكراً لَك،سَيّد جُيون.
جُونغكوك:عَفواً صَغيرة جُيون،هَيا؟
هَزّت رأسها حَتّىٰ قرّب وَجهها وتَرك قُبلة طَويلة على شَفتيها،وقفا مَعاً تَحرّكا خَارج الغُرفة للرحيل،دَخلا مَعاً إلى السّيارة وشَرع في القيّادة يَتفحّصها كلّ لَحظة تُراجِع بِتوتَر،ربّت على يدها يُطمئِنها لِتبتسم بِهدوء وأومأت،مرّ على أول مَقهى قد قابلهُ ثُمّ توقّف قائِلاً:سَأعود سَريعاً،أمامكي سَاعة قبل الإمتحان صحيح؟
هِيلين:نَعم،أَهناك خَطب مَا؟
جُونغكوك:دَقائق.
خَرج مِن السّيارة ودَخل المَقهى،لَحظات حَتى عَاد وبيدهِ حَقيبة صَغيرة وكُوبين مِن القَهوة،فَتحت النّافِذة ومدّ لَها الأَغَراض مُردفاً:لَم تتناولي شئ صَحيح؟
تناول هَذهِ الشّطيرة،والقهوة سَتنبّهكي جَيَداً للإختبار.
ابتسمت بِهدوء وتفحصّتهُ يتحرّك لِيعود لِمكانهِ واضِعاً حِزام الأمان،كاد يستخدم المِقود للقيادة لِكنّها قَد تركت قُبلة على وَجنتهِ اليُمنى وتركت أثر عَميق بِقلبهِ حِينما قَالت بِصوتٍ صادِق:أُحبّك،كَثيراً.
جُونغكوة:لَن تُصدَقيني إن اخبرتُكِ أنا أَكثر صَحيح؟
هِيلين:لا،سَأُصدّق.
_______________________
تَرجَلا مِن السّيارة مَعاً وتَشابكا الأَيدي،أَصبحت عِلاقتِهما رَسمية،يَسيران أمام الحَشد والأَعين تتفحّصهم بِخلسة،أعين حاقِدة،أُخرى غيورة،أُخرى أيضاً مُتفاجئة،مُعجبة،وقَفا أمام باب قاعة اختِبار هِيلين الذي كَان تتنفّس بِإضطراب حَتى شَابك أناملها وعلّق:لا دَاعي للقلق،لقد ذَاكرتِي جَيّداً الليلة المَاضية و
هِيلين:مُتأكد؟
لقد كُنت أسفلك الليلة المَاضية سَيَد جُيون.
جُونغكوك:تَباً هِيلين أنتِ ذكية وقَد درستِ هذهِ المادة مِن قبل لا داعي للهلع!
هِيلين:نَعم لكِن أشعر بِالخوف.
جُونغكوك:لا بَأس،الخوف طَبيعي للغَاية،فقط لا تَجعليهِ يتملَّك مِنكي،لَقد رأيت اختبار هذهِ المَادة.
هِيلين:وَلم تُخبرني!
جُونغكوك:سَهل أُقسِم!
هِيلين:أَنتَ مُعيد بالطّبع سَيكون سَهلاً لك!
أوقف كَلامها بِقُبلة على شَفتيها ثُمّ ابتعد ببطئ مُصرحاً:أهدأي،سَتبلين جَيّداً حَقَّاً،أثِق بِكي.
تنهدّت طويلاً حَتى عانقها بقوّة،تراجع مُستذكراً شَئ وأخرج مِن جيبهِ مِفتاح ووضعهُ في يدها قائِلاً:هَذا مِفتاح مَكتبي،إن انتهيتِي مِن اختباركي وشعرتي بالتّعب ورغبتي بِأخذ قيلولة صَغيرة ابقي هُناك حَتى أنتهي مِن مُحاضرتكي وآتي.
هَمهمت بِتفهّم ثُمّ ابتسمت عِندما مَسح على شَعرها وتَمنّىٰ بِصدق:حَظ مُوفق حَبيبتي.
أَدخلها القاعة وتفحّصها تأخذ مَكاناً بَين الطلاب ثُمّ غادر مِن مرمى بِصرها،مَرت ثَلاث سَاعات وأبلت هِيلين جَيّداً بِهِ،خَرجت بِحماس شَديد،تَبحث عَنه،لكن أدركت أنّه لازال في مُحاضرتهِ،دَخلت حيث غُرفة والدتها وابتسمت مُردفة:كَيف حَالكي أُمّي؟
يُونهي:بِخير جَميلتي،كَيف سار اختِبار اليَوم؟
هِيلين:سَهل للغاية!
كَما قَال جُونغكوك!
يُونهي:جُونغكوك؟
قابلتِهِ؟
هِيلين:نَعم،لَقد ذَهبنا للجامعة مَعاً.
يُونهي:هل يُعاملكي جَيّداً؟
هِيلين:نَعم بالطّبع،أنا جَيّدة في تَقدير نَفسي،لَن يتكرر أمر أُختي مُجدداً أُمّي،أثق بِجونغكوك،والأَكثر مِن هذا،جُونغكوك يُحبّني.
يُونهي:أَنتِ كُلّ ما تَبقّىٰ لي هِيلين،أَتمنّىٰ أن يَكون جَديراً بِهذهِ الثّقة.
وَقفت هِيلين وابتسمت بِدفئ وعانقتها بقوّة مُردفة:أنا بِخير حَقّاً،لا تَقلقي،سَيقلّني ونَعود مَعاً للمنزل،إلى اللقاء،أوصلي سَلامي لِجونهو الوَسيم.
هَمهمت الأُخرى ولوّحت لَها تُراقِب طِفلتها الوَحيدة تقفز في مَشيها للخارج بِسعادة،في طَريقها لِدخول مَكتبهِ لكِنّها هَيئة مَألوفة،رَجل مَجهول،يَقف يُراقِبها مِن مَسافة بَعيدة،تذكّرتهُ على الفَور،لا يُمكنها نِسيان طَاعِنها،تَراجعت قَليلاً وارتجف جَسدها بِقوّة عِندما حدّق نَحوها ببرود واختفى عَن الأنظار.
تَبدّل حالها،بالكَاد تستطيع الوقوف،استندت على الحائِط تلتقط أنفاسها،لَم تَفعل شئ سِوىٰ أنّها بدأت تَبحث عَنه كَالمَجنونة،شَرعت دُموعها بالسَقوط بِغِزارة وبخوف،دُون طَرق قَد دَخلت لِقاعة مُحاضرتهِ وحدّقت بِهِ بهيئة ضَعيفة،لا تَعرف ولَم تَكُن مُكترثة كَثيراً لِسول وجِي يُون المُتواجِدتين في المُحاضرة بَل كَانت تُحدّق بِهِ وعينيها تستنجِد بِهِ.
قَطع شَرحهِ واستدار حَتى اتّسعت عَينيهِ يَتفحَصها ثُمّ هَمس:هِيلين؟
هِيلين مَا الأمر!
هَرع نَحوها مُتناسياً أنّهما يَقفان أمام أكثر مِن خَمسون طَالب،كوّبت وَجهها يَمسح دُموعها ثُمّ هَمست بِصعوبة:لَـ لَقد رأيتهُ!
ذَ ذلك الرّجل!
نَقل بِصرهِ لِطلابهِ ثُمّ صَاح سَريعاً:المُحاضرة انتهت،يُمكنكم الرّحيل.
شَابك أناملها وتحرّكا لِمكتبهِ بِسرعة،دَخلا وأغلق جُونغكوك البَاب ثُم فَتح زُجاجة مَاء وَجلس على رُكبتيهِ أمامها يُساعدها بِشربها بينما أناملها ترتجف بِعنف،ارتشفت القَليل وهَذا ساعدها على تَرتيب حُروفها لِتُخبره:ذَلك الرّجل الذي طَعنني في ساقي قَبلاً.
جُونغكوك:مَا اللعنة!
كَيف!
هِيلين:لا أَعلم حقَّاً،ألم ننتهي مِن أمرهُ؟
جُونغكوك:لَقد انتهيت هِيلين،لا تَقلقي،لَن يمسّكِي بِسوء،أَنا هُنا،لَن يُفكر في فِعل شئ.
هِيلين:لِمَ يُراقِبني إذاً؟
مَاذا فَعلت أنا؟
وقَف وقبّل جَبينها يضعها بَين أحضانهِ وصرّح:إنّه مُختطف عاهِر،المُختطفون لا سَبب لديهم للخَطف،لا تُفكَري بِشئ،مَاذا فَعلتِ في الأختبار؟
ابتسمت رُغم رَجفتها واستقرت رأسها على صدرهِ تستمع لنبضات قَلبهِ وعلَقت:سَهل،كَما اخبرتني.
جُونغكوك:لِنذهب في نُزهة اليَوم،لكِن سَأمرّ على المَكتب قبلها ونَذهب.
هِيلين:أُريد الذّهاب برفقتك.
جُونغكوك:تَقصدين...مَكتب التّحقيقات؟
هِيلين:نَعم.
جُونغكوك:لا أُحبذ هَذا،لن يُعجبكي المَكان.
هِيلين:حَبيبي أَرجوك لِنذهب مَعاً أَمتلك فُضول قاتِل!
جُونغكوك:هِيلين لا يَعني لا،لَن أكررها،لَست ذلك الرّجل الذي يُدخل امرأتهِ هَذهِ الأماكِن!
_______________________
دَخلت قَبله بِحماس تستكشف المَكان بينما هُو قَلّب عينيهِ بملل ثُمّ صَاح بِنبرة تحذيرية:أيّاكي وترك يدي!
شَابكت أناملهِ سَريعاً ثُمّ قبّلت وجنتهِ،سَارا مَعاً للمكتب حَتى فَتحه جُونغكوك برقم سَرّي ودخلا،اتسّعت عينيها لِفخامة المَكان،التّصميم الأنيق،المُريح للبصر،تفحّصت هِيلين طَاولتهِ الفوضاوية المُنتشر عليها أوراق كَثيرة،اقتربت مِنه ووقفت أمام صُورة امرأة كَبيرة بالعَمر لكِن جَميلة للغاية.
انحنت هِيلين لِتبصر على مَلامِح وجهها وهَمست:إنها...
جُونغكوك:أُمّي.
هِيلين:لَم تترك مِنها شئ حَقّاً سَيّد جُيون.
جُونغكوك:أَعلم،لقد كَانت تُخبرني هَذا كَثيراً.
ابتسمت بِلطف ورَفعت رأسها مرّة أُخرىٰ تتفحَصهُ قائلة:جَميلة،جَميلة حَقّاً.
هَمهم مُتفقاً مَعها حَتى جذب انتباههما طَرق على البَاب ليتحرّك جُونغكوك مِن مَكانهِ وفَتحهُ لِيدخل الآخر بِنبرة مُوبّخة:أَلن تترك عملك الجَامعي اللعين هَذا و
توقّف بتعجّب عِندما وجدها تَجلس على الطّاولة الخاصة بِمكتبهِ وعلّق بِصدمة بِعدما استوعب:أخبرتها!
ضَيّقت عينيها عِندما قَال يُونغي هَذا حَتى رفَع جُونغكوك يَدهِ ووضعها على ثَغرهِ وصرّح بِنبرة هَامِسة:لا لَم أَفعل ثُمّ واللعنة اصمت!
هِيلين:مَاذا تَقصد؟
أبعد يُونغي يد جُونغكوك بِعنف ثُمّ هسهس بِحنق:عرفت أنّك قَضيب خائِف ولن تخبرها الآن لهذا كُنت مُتفاجئِاً.
اقترب يُونغي مِنها وردّ على سُؤالها بعدما استَعان بِذكائِهِ:أَخبرني أنّه سَيتقدّم لِخطبتُكي.
ابتسمت هِيلين أَثر هَذا وحدّقت بِجونغكوك الذي تَقدّم نَحوها وحاوط خصرها مُردفاً:لَقد أخبرتها لكِن لَم أُخبر والديها بَعد.
يُونغي:نَعم جُونغكوك يَجب عليك اخبارهما وبالأَخص والدها.
رَفعت نَفسها قَليلاُ وتَركت قُبلة صَغيرة على وجنتهِ ثُوّ وقفت تتجوّل في أَنحاء الغُرفة وانشغَلا جُونغكوك ويُونغي في الحَديث قُرب البَاب،وَقعت عينيها على القَضايا السّرية وجَذب انتباهها ملف،مَكتوب اسم والدها على واحِدٍ مِنهم،اقترب قَليلاً تُحاول قِراءة المَزيد.
بَينما كَان يُونغي يتحدَث حَتى سَقطت عينيهِ على هِيلين التي كَان تُضيق حِدقتيها للقراءة لكِنه صَرخ بعلوٍ مما جَعلها ترتجِف وتبتعد ثُمّ علَّق بِتوتَر:صَحيح جُونغكوك المُدير يُريدك الآن!
ليس لديك قَضايا اليَوم يُمكنك العودة إلى للجَحيم الذي أتيت مِنه!
جُونغكوك:حَـ حَسناً،اسبقيني للسيّارة هِيلين وسَأمر على المُدير وآتي لكي.
هَمهمت هِيلين بِشك وتركت آخر نَظرة على المَلف وغَادرت،وضع يونغي يديهِ على وَجههِ وصَرّح بِعدم تَصديق:هَذهِ حَقّاً نَتيجة طِفل يَتولّىٰ أمر طِفلة!
جُونغكوك:لَم يَأتي ببِالي حَقّاً هِيونغ!
يُونغي:لَم يَأتي ببالك أن تدخلها مَكان بِهِ كُلّ شئ يخصها ويخص عائِلتها!
مَا لَعنتك جُونغكوك!
ماذا أخبرتك تِلك المرّة لِتنصاع خَلفها!
حَبيبي لَعيني عاهري!
كِدت تَخسر عَملك يا ثُقب المُؤخرة!
جُونغكوك:كُفّ عن تَأنيبي أخبرتك أُحبها!
يُونغي:تَباً لَك حَقّاً،لا أَعلم لِمَ أنا مُنخرط بِتراهات طِفل لا يَعرف مَصلحتهِ.
استدار وَحدّثه أخيراً بِهدوء:تذكّر فَقط،ليتك تتذكّر.
رَفع شَارة جُونغكوك الخَشبية الَمنحوت عليها اسمهِ وصرح:تَذكّر كَم عانيت لِيُصنع لك واحِد،لكِن تَعلم؟
أُريد تَغييرهُ لِلقب؛جَرو كِيم هِيلين.
جُونغكوك:حَسناً أنا الآن...في وَرطة.
يُونغي:ومَا الجَديد؟
جُونغكوك:الجَديد أنّها وَرطة حَديثة.
يُونغي:اتَحفني جُونغكوك،اعطِني مَا لديك.
جُونغكوك:سَابِقاً،عِندماً كُنت حَاقِداً على هِيلين،لقد أرسلت لها رَجل أشبة بِرجل العِصابات،ليس لِأن يختطفها،لا أَعلم،رُبما لِيشفي غليلي مِنها ومِن والدها،يَجعلها تَشعر بِالرّعب،لا أعرف كَيف كُنت حَقير وعاهر هَكذا وجَعلتهُ يؤذيها،لكِنّه أخبرتهُ لِيأتي مَرّة واحِدة لِيخيفها فَـ تَلجأ لِي وفَعلت.
يُونغي:يا إلهي مُجرم بِحق،الآن إن قام احد بأذيّة هِيلين سَتقلب العالم رأساً على عقب،أين المُشكلة إذاً؟
جُونغكوة:لَقد رأتهُ اليوم،يُراقبها في الجَامِعة.
يُونغي:مُستحيل والدها،جُونهو لَن يَفَعل هَذا بِطفلتهِ،أبداً.
جُونغكوك:أَعلم.
يُونغي:إذاً؟
مَن تعتقد؟
جُونغكوك:لا أَمتلك أي لَعنة حَقّاً.
يُونغي:حَسناً حَسناً!
اذهب لِطفلتك الآن قبل أن تُقابل وو شِيك عَن طريق الخَطأ ونذهب جَميعنا للجَحيم.
خَرجا مَعاً وسَارا في الرّواق لِيجدا هِيلين تَقف أمام امرأة تفوقها طُولاً،تتحدّث مَعها بِخُبث جَعلتهما يِردفان بِصدمة:مِينجي!
رَفعت بِصرها مِن الفَتاة الصّغيرة لِهما وابتسمت بِجانبية وتوجَهت نَاحيتهما مُجيبة:مَرحباً،مَرّ وَقت طَويل هَمم؟
تقدّم جُونغكوك نَحوها ووقف أمامها مُردفاً بِنبرة بَاردة:مَاذا مِينجي؟
لِمَ عُدتِ؟
مِينجي:اشتَقت لِأخي،مَا الصّعب بِهذا؟
جُونغكوك:يَا إلهي هَذا مُضحك!
عُودي مِن الجَحيم الذي جَلبكي،لا اشقّاء لديكي هُنا،ابحثي عَن مُغفلين تنطلي عليهم مَزحاتك.
مِينجي:لَن تُعرفّني عَلى حَبيبتك على الأَقل؟
صَغيرة عليك جِداً جُونغكوك،لَم أَكُن أعرف أنّك تُحب القَاصِرات،أَهي حَامِل أم مَاذا؟
تخَطّاها ثُمّ أَخذ هِيلين مِن يديها وخَرجا مِن المَكان،استدارت حَيث يُونغي الذي رَمقها بِبرود وتقزز وغَادر بُقعتهِ بعدما ارتطم بِكتفها بِعنف.
كَانت هِيلين الوقت تتفحّص جُونغكوك،تَدريجياً،بَدأت تَشعر ولِأول مَرّة أنّها لا تَعرف عَنه أي شَئ،كَانا صامتين طَوال الطّريق بَعد نزولهما،يُحاول تَرتيب حُروف لِشرح لَها كَم الفَوضى التي جَرت بالأَعلى،وهي تهاب سُؤالهِ عن أي شئ،حَتى لا تتوتّر العِلاقة.
تَوقّفا أمام مَطعم فَاخِر،نَبست هِيلين بِهدوء بَينما تتفحّص المكَان:لا أظن أنّ ثِيابي لَن تِلائِم المَكان،بِنطال ضَيّق مُمزّق،كِنزة صُوفية سَوداء تُظهر مِعدتي،ألا تعتقد وكأنّه يجب أن أعود للمنزل وارتداء شَئ يَتماشى؟
شَابك أناملها وسَحبها ليلصق شِفاههما مَعاً طَويلاً ثُمَ ابتعد مُنوَّهاً:صَدّقيني عَزيزتي أنتِ تُلائِمين أي مَكان.
ابتسمت هِيلين بِإطمئنان ثُمّ ترجَلا مَعاً،دَخلا بعد استقبال عامِل وكَان المَطعم فارِغاً كُلّياً،تعجّبت هِيلين وسألت بِفضول:هل قُمت بِتأجير المَطعم؟
جُونغكوك:نَعم،لِنحظى بِوقتٍ جَيد مَعاً.
لمَعت عَينيها وشَابكت أناملهِ بقوّة،جَلسا على أريكة مُريحة كَبيرة،أمامها مَائِدة،قُرب بَعضهما وجُونغكوك كَان بالفِعل قد طَلب طَعامهما وهو في قيد التّحضير،يَعرف مُفضّلاتها،يتبادلان التّحديق وعلى علم تَماماً مَا يَدور في رأسها،تنهّد أخيراً مُقرراً البَوح بِأمرهِ مُردفاً:إنّها أُختي.
هِيلين:تِلك الإمرأة؟
جِونغكوك:نَعم،جُيون مِينجِي،تَكبرني بِعامين ونِصف تَقريباً.
هِيلين:لِمَ لَم تَكُن في الصّورة العائِلية؟
جُونغكوك:وقت الحَادِثة كَانت تَدرس في الخَارِج،الصورة العائِلية أُخِذت في عامي الثمانية عَشر،مِينجي كَانت في كَندا بالفِعل.
لَم تَرغب بِطرح أسألة أُخرى رُغم أن فُضولها يَنهشها لكِنّها اكتفت بالهمهمة وعبثت بِأناملها حَتى ابتَسم جُونغكوك وعلّق:ما الذي يَدور في عَقلكي صَغيرتي؟
نَفت بِرأسها حَتى كوّب وجهها وجعلها تُحدّق بِهِ وصَاح:هِيلين أنا أعرفك جَيّداً.
تنهّدت بِقوّة ثُمّ سألت:لِمَ يَبدو وكَأنّك...
جُونغكوك:أَكرهها؟
أومأت حَتى اجاب فوراً:نَعم،لِأنها عاهِرة.
كَتمت ضَحكتها وأنزلت رأسها سريعاً ثُمّ شاركها الضّحكات وسَأل بِفضول:هل ظننتِ هذا أيضاً!
هِيلين:لديّ نَظرة في العاهِرات لِذا نَعم!
جُونغكوك:لَا أَعلم لِمَ أتت لَكِن هَذا لا يُبشّر بالخَير أبداً،أعني...عِندما مَات أبي وعُرف كُلَ شئ عنه،لَم تَأتي للجَنازة،ولم تكترث حَتى لِحضور جَنازة أمي،كُلّ أقاربنا ابتعدوا عَنّا،كَان يَجب أن تَكُون مَعي،قُربي،لِنساند بَعضنا،لكِنّها لم تكترث لي حَتى،تركتني أُعاني هُنا،تزوّجت وعاشت حَياتها،الآن هِي ماذا تَفعل هُنا؟
هِيلين:حَسناً هل هِي عاهِرة سَيئة؟
لَيست كُلّ العاهِرات سيئات.
جُونغكوك:عاهِرة سيئة حَقّاً،هل تحدّثت مَعكي عَن شئ؟
هِيلين:كَانت تَسألني عَن سبب وُجودي في المَكتب،أخبرتها أنني مَعك،وسألتني إن كُنت زَوجتك،سُوهي.
جُونغكوك:لا أَعلم لِمَ تتدخل في أموري بَعد كُلّ هذهِ السّنوات لِتلك الدّرجة.
هِيلين:لِمَ لم تُخبرني أنّك تمتلك شَقيقة؟
جُونغكوك:وهل كَانت لي شَقيقة هِيلين؟
هل فَعلت أي شَئ يَجعلني أُناديها بأُختي؟
تركتني أنهار وأُحارب كُلّ هذهِ الفوضى وحدي وتُريديني أن أُخبركي عَنها؟
بِصفتها مَن؟
تنهّدت هِيلين واقتربت تِعانقهُ بقوّة حَتى ابتسم وبادلها بِهدوء وسَمع همساتها الدّافِئة:لَن أتوقّف عن اخبارك كَم أنتَ قوي بِنظري سَيّد جُيون،يَجب أن تَعلم أن مُنذُ أن اخترتك أَنت لِأُحبّك،لَن أُحب غَيرك،لن أختر غَيرك،لن أعِش سِوىٰ لك ومَعك،لَن تحتاج إلى أي شخص آخر.
جُونغكوك:وصدّقيني لَا أحتاج سوى لكي أنتِ.
أناملهِ التي تتراقَص على ظَهرها العاري أسفل الكِنزة القصيرة الصّوفية،أصابعها المَغروزة في شعرهِ تسحبهُ ناحيتها أَكثر لِيتسنى لَها ضمّهِ لَها حَتى قالت أخيراً بَعدما ابتعدت والصقت جَبينها بِخاصتهِ:أُحبّك سَيّد جُيون،أُحبّك حَقّاً.
شَعرت بِأنفاسهِ السّاخنة قد اضطربت لِتبتسم أَثر هَذا،ردّد بِهيام وهو بالكَاد يُقاومها في هَذا المَكان رُغم أنّه فارِغ في الحَقيقة:أُحبّك أيضاً،بَل أعشقكِ.
تَمَرّد بِسرقة شِفاهها بِرغبة،ساحباً جَسدها على فخذيهِ،يعتصر خَصرها الصّغير تارِكاً عليهِ علامات حمراء مِن قوّة اصابعهِ،يشعرا بِإبتسامة بَعضهما أثناءها،ومَضت ذكرى على عَقلها جَعلها تبتعد سَريعاً،اسكنت أمامهِ بِتعابير شَاردة حَتى نادى اسمها:هِيليني؟
هل كُلّ شئ بِخير جَميلتي؟
هِيلين:جُونغكوك؟
لِمَ...لِمَ كَان اسم والدي على أحد الملفات في مكتبك؟
وُسِعت حِدقتيهِ بِتفاجئ وابتلع رِيقهِ يُهيئ ذاتهِ للإجابة على سُؤالها،بتوتّر قد شَدّت قَميصهِ بِأناملها التي تسند على صدرهِ،تحدّث بِصعوبة يُخفي ارتباكهِ:لَـ لا شئ،لكِن،الطّبيب الذي قَتل والدي،هو أحد الأَطباء المُتخرجين مِن ذات عام تَخرج والدكي،لِذا أنا ابحث في مشفاه،أنا أبحث في كُلّ المراكِز الطّبية،وأتى الدور في البَحث على مَشفى كِيم جُونهو.
هَمهمت بِتفهّم ثُمّ سَألت بِهدوء:عَثرت عليهِ؟
جُونغكوك:لَم أُنهي البَحث بَعد.
ضَجّة في الخَارِج،جعلتهما يستقيمان سَريعاً،شَقيقتهِ التي اقتحمت المَكان ووقفت أمامهما بينما الحُراس يمسكون يديها مِن الخلف حَتى صاح جُونغكوك:مَاذا تُريدين مِينجي!
كُفّي عن مُلاحقتي كُلّ عام وكلما سَنحت لكي الفُرصة!
تركاها الحُراس وتراجعا لِتتقدم نَحوه ورمقت هِيلين طَويلاً وقالت:أتيت لِإخبارك أنني أعلم مَن هو قاتِل أبي!لَست بِحاجة للبَحث أَكثر مِن هَذا،وهو يَعلم جَيَداً أنّك تَبحث عنه،ويُخطط لشئ كَبير،ورُبما يَترك بِرفقتك طُعم،يَنهشك بِهِ حتى يَلتهمك،أتيت لِأُحذّرك،هو يَعلم كُلّ شئ،ويتلاعَب بِك.
___________________
البَارت الجَاي مَرّة ناري سو كُونوا مُستعدين زِين💕
إيش رأيكم بالبَارت💕؟
تَسجيل دُخول لِأخت جُونغكوك النّارية،أتوقّع بيكون ليها دور الأحداث القادِمة،صراحةً،سَبب تأخيري في التّحديث الي جانب مَرضي اني حتى مادري وش اكتب في الفُصول،يعني أحداث البارت الجاي مادري عنها شي الأفكار تجيني بشكل عشوائي،ومافي أي رواية مِن رواياتي كنت ارتبلها أحداث كل شي يجي عشوائي،لِذا أعتذر عن التأخير،الشّي الوَحيد يلي أعرفه أن البارت الجاي حماسي💕.
أي سُؤال💕؟
تتوقّعوا هاذي جِد حقيقة جُونغكوك؟
ما يَخفي عنها شي ثاني؟
السؤال الأَهم والمِعتاد؛في جُزء مفقود في القِصة؟
بِمعنى أصح ثغرة؟
أشوفكم على خير في البارت الجاي كُونوا بِصحة وسلام نفسي لِحينها💕.
بَاي نُجوم بَانقتان💕.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top