اغتِيال
تحرَكت سَيّارة الإسعاف مُبتعدة عن مَكان الحادِث وتَرّجل جُونغكوك يَتفحّص المَكتب المُكتَظ بِالعُملاء الفِيدراليين القادمين مِن الخَارج،اقترب عِندما خَرجت هِيلين مِن السّيارة وشَابَك يَدها بِقوّة يَدخل بِها المَكتب.
اقترَب يُونغي والتَقط يَد هِيلين اليُسرى عِندما لاحظ رَهبتها مِن المَكان،دَخلوا حَيث مَكتب جُونغكوك والذي لَم يَدخله أي شَخص في حَال عَدم تواجدهِ،ويُونغي أيضاً،أَجلسها على مِقعدهِ ومَسح على شَعرها مُردِفاً:أُريدكِ أن تُخرجي مُجلّد كِيم جُونهو وكِيم هَاندا الآن،بيدكِ،سَأقوم بِتسليمهِ للشَرطة،ولِأنهما مِن عائِلتكِ،سَيتوجّب عَليكِ الحُضور في كُلّ جَلسة مَحكمة.
فَتحت هِيلين الدّرج وأخرجت مَلّفات والدها وشَقيقتها التي جَمّعها جُونغكوك خلال فَترة تَحقيقهِ في قَضّيتهما،سَمعوا طَرق مُنتظم على بَاب المَكتب وَجذب انتباههم حَتى نوّه:تَفّضل.
دَخل شُرطي يَرمق جُونغكوك ويُونغي بِراحة وصرّح:لقد بَحثنا عَنكما كَثيراً،نُريد التّحقيق مَعكما بِشَأن لِي ووشِيك،بِما أنّكما آخر مُحققين قد تَواصل مَعهما قبل اختفائهِ.
جُونغكوك:نَعم،في الحَقيقة أنا أيضاً أُريد تُزويدكم بِمعلومات قَيّمة للغاية بِشأنهِ.
انحنى الآخر لَهما وَخرج حَتى التَفت لِيونغي ونوّه:نَحن على اتفاقِنا،كَلامُنا واحِد.
هِيلين:عَلى مَاذا اتّفقتُما؟
جُونغكوك:لقد قُمنا بتقسيم القَضايا بيننا،سأتحدّث عن قَضيّة جُونهو وجِيهون ويُونغي سيتحدّث عن قضيّة اختطافُكِ ومَقتل هَاندا.
هِيلين:ولِمَ هذا؟
جُونغكوك:سَترين عزيزتي.
اقَترب مِنها ودنى يُقبّل رأسها ونوّه:سَأذهب أنا أولاً.
بَعثر شَعرها وتحرّك مِن مَكانهِ تارِكاً إياها في قَبضة يُونغي الذي اقترب بِحذر مِن هِيلين الجَالسة بِشرود وصرّح بعدما جلس أمامها:أَحداث اليَوم كَانت كَثيرة عليكِ صَحيح؟
هِيلين:بِشَكل كَبير نَعم.
يُونغي:أنا آسف أنّه تعيّن عليكِ رؤية ووشِيك هَكذا.
هِيلين:لَست مُرتَعبة مِن الحالة التي رأيت ووشِيك عليها،أنا أرى أبشع مِن هذا يَومياً،أنا أُدير مَشفى أنسيت؟
يُونغي:إذاً لِمَ وعيكِ غائِباً؟
هِيلين:فَقط...
يُونغي:جُونغكوك؟
صمتت للحظة بتَردد ثُمّ صَرّحت بِعدما نَفت بِرأسها:لا لَيس جُونغكوك.
يُونغي:إذاً هو جُونغكوك.
لم تُجادله ورَفضت الإجابة على جُملتهِ حَتى استكمل:رأيتهِ على هَيئة أُخرى؟
هِيلين:عِندما نَظرت في وجههِ اليَوم تذكّرت عِندما خدّرني،رأيت في عَينيهِ ذات النّظرة اليَوم،فَقط شَعرت بـ...
توقّفت لوهَلة وتنهّدت طَويلاً تُكمِل حَديثها:شَعرت بالخَوف مِنه،بَدا لِي قَادِراً على فِعل أي شئ سَئ وخَطير،لا يَجب عليّ أن أَشعر بالخَوف مِن شَخص أُحبّه هَذا ليس صَحيحاً،لكِن لا أستطيع التّحكم بِمشاعري حَقّاً،وعلاوةً على ذَلِك،ووشِيك دَمّر حَياتهِ،حَياتنا،لقد قام بالإنتقام على كِلّ الأشياء البَشعة التي حَدثت لَه بسبب ووشِيك،لكِن الإنتقام دَفعه لِيُصبح شَخص مُختلف تماماً عَن سَيّد جُيون الذي كلُّما نَظرت بِعينيهِ شعرت بالآمان.
يُونغي:هَل هُناك فُرصة ليتلاشى شُعور الخَوف؟
هِيلين:لا أَعلم،رُبما سَأَفعل،عِندما أُعطي سَبباً لِما هو عليهِ الآن،قد يَتلاشى،فَقط خائِفة ألا يَعود الرّجل الذي أحببته أبداً،والسّبب هو ووشِيك،هَل تَظُن أنّه سَيعود كَما كَان عِندما ننتهي مِن كُلّ هذا؟
يُونغي:عليّ القَول أنّه يَجب عليكِ اكتَشاف هَذا بِمفردكِ،أنتِ الوحَيدة التي يَتصرّف نحوها بشكل مُختلف.
بَينما في الجِهة الأُخرىٰ قَد كَان يَجلس ببرود يُحدّق بِالشّرطي الذي أمامهِ وسَأله:نَعلم أنّك لَم تَكُن متواجِداً وقت عَودة السَيد لي بهذهِ الطّريقة البَشعة إلى المَكتب،لكِن أنت يُعتبر آخر شَخص قَد حادثه،لقد أخبرك بِتسجيل صَوتي أنه سَيكون خارِج المَدينة صَحيح؟
جُونغكوك:صَحيح.
قالها بِشكل مُختصر حتى استكمل الآخر:هَل أَخبرك تَحديداً أين كَان؟
ومَاذا يَفعل؟
جُونغكوك:لَم يُخبرني شَئ،فَقط يُنجز عَمل،يَبدو انّه عمل مُثير للِإهتمام.
قَال جُونغكوك جُملتهِ بِسخرية عِندما وَقعت عَينيهِ على هاتِف ووشيِك الذي يُعيد نَفسهِ مراراً وتِكراراً ثُمّ سَأل الآخر بِإستفهام:سَيّد جُيون،هَل تمتلك شَئ لِقولهِ؟
جُونغكوك:في الحَقيقة نَعم،أُريد تَوجيه اتّهام لِـ لِي ووشِيك،عِدّة اتهامات لِأكون دقيقاً.
اتّسعت عَينيهِ ورمَقه بتعجّب مُردفاً:سَيّد جُيون،السّيد لِي ووشِيك؟
جُونغكوك:نَعم السّيد لِي لَعنة ووشِيك،أظِن مُهمتّك في استجوابي انتهت،أُريد عَميل فِيدرالي لِأتحدّث مَعه،أعطهِ هذا.
وَقف ووضع عِدّة مَلفّات أمامهِ واسند يديهِ على المَكتب الخَشبيّ وصَرح:سَيَّد لِي ووشيِك قَتل والدي وكِيم جُونهو،لديك كُلّ ما يُثبت أمامك،أُريد ارسال قُوّات خاصّة للمَشفى الذي يُضاجِع نفسهِ بِها لِأنّه إن هَرب،أنا سَأقتلكم جَميعاً،سَآتي لِكُلّ واحِدٍ كَاللعنة المَلعونة واقتلكم،لِذا كُونوا حَريصين.
وَقف الشّرطي ونوّه بِنبرة شِبه حادّة:سَيّد جُونغكوك لا تَستخدم سُلطتك في التّحدث مَعي بهِذهِ الطّريقة.
جُونغكوك:نَعم أنت مُحق،سُلطتي أن أُغير مَكان مَقرّ ووشيك مِن غُرفة انعاش لِزنزانة لَعينة،اعتذِر مِنك.
انحنى بِهدوء وخَرج تَارِكاً الآخر بِصدمة وجَلس يتمسّك بِالمُجلدات التي سَلّمها المُحقق لَه،يَقرأ كُلّ حَرف بِها،شَهادة رِجل قد كُلّف بِقتل جِيهون في سريرهِ،وشهادة رَجل آخر كُلِّف بِقتل جُونهو داخِل زنزانتهِ بِسّم قاتِل،رَفع رأسهِ بحيرة ونوّه بِنبرة هامِسة:تَبّاً.
دَخل مُحقق آخر،أَكبر عُمراً،أَكثر رزانةً،ارتسمت على شَفتيهِ ابتسامة مُستمتعة وهو يُشاهِد تَعابير وجه الشّرطي الشّاردة والمُتحيّرة وقال بَعدما جَلس أمامهِ:أعتذر،أعني إن ارتكب المُحقق الذي قَبلي عدة حَماقات،في الحقيقة هو مُحقق ذَكي وذِراع ووشِيك الأيمن،والآن هو في طَريقهُ لِيقطع هذا الذّراع.
قهقه يُونغي بِقوّة عِندما شاهَد الذي أمامهِ وهو بِالكاد يَفقد عَقلهِ حَتى نَظّف حلقهِ سَريعاً وصَرّح:اعتذِر مرَّة أُخرى،أنا لَم أرى ووشِيك أبداً مُنذُ ما يُقارب ثلاثة أيام تَقريباً،عِندما قرر الرّحيل والتّحرش بِفتاة عشوائِية في المَلهى الليلي،لقد وضَعني أنا وجُيون لِتولّي المَكتب حَتى عودتهِ،غير هَذا،أنا لا أَعلم أين هو،وأيضاً أُريد رَفع قضّية عليهِ في الشّروع بِقتل كِيم هَاندا واختطاف شَقيقتها كِيم هِيلين مرّتين والتي عَلمياً زوجة المُحقق المُختل الذي كَان يَتحدّث مَعك قبلي لكِن عملياً ووشِيك كَان ألم في المؤُخرة ومَنع زواجهما عِدّة مَرّات.
قَال حديثهِ دُفعة واحِدة ولم يُعطي وقتاً لَه ليتَحدّث ثُمّ وضَع مُجلّدين أمامهِ ووقف مِردِفاً:انصحك بِالإستعانة بِعميل فِيدرالي لِأنّ هذا القضيّة تخَصّنا،ونَعم،يُمكنكم طَلب كُلّ المُتورطين مَعه وسَيأتون للشهادة ضِدّه،حَظّاً مُوفقاً.
انهى حديثهِ بِإبتسامة بارِدة ورَحل،خَلع الشّرطي نَظارتهِ الطّبية وتمسّك بِشعرهِ بِعدم تَصديق مُردفاً:مَا اللعنة!
دَخل يُونغي وفي هَذا الأثناء كَان يَتحدّث جُونغكوك عَبر الهاتِف وهو يَقف قُرب النّافذة ثُمّ استدار على الفوَر ورَفع هاتفهِ أمام عَينيّ الأَكبر الذي ابتسم بِجانبية،أغلق البَاب وجَلس قُرب هِيلين الذي لَم تَكُن تَفهم أي شَئ،أنهى المُكالمة وجَلس على مَكتبهِ يُنوّه:سَيتِمّ بَث القَضية على الهَواء مُباشَرةً،الجَميع سَيرى ووشِيك أثناء مُحاكمتهِ.
يُونغي:لَقد قَطعنا نَصف النّهاية.
جُونغكوك:لَيس تَقريباً حَتى،إنها البَداية.
طَرق مُنتظم على بَاب المُكتب حتى أذن جُونغكوك لَه بالدَخول،ظَهر رَجُل ضَخم مِن خلف البَاب وانحنى بِإحترام مُردفاً:َسَيّد جُيون،لقد أتيت للتو مِن المَشفى،لقد فَقد بَصرهِ في عَينهِ اليُسرى،كُسرت يدهِ اليُمنى،سَاقهِ كَذلك،لكِنّه على قَيد الحَياة،كَما أَمرت.
جُونغكوك:جَيَد،شُكراً لَك،ارسِل سلامي لِرَئيسك.
انحنى وخَرج ثُمّ التفتت هِيلين تتفحّص الإبتسامة المُنتصِرة التي على شَفتيهِ وملامحِهِ المُستمتِعة بِكلّ ما يَحدث،فَتح حَاسوبهِ المُتنقِّل وحرّك الشّاشة ليتمكّن يُونغي وهِيلين مِن مُشاهَدة هذا المَقطع
ووشِيك يتفّق مَع احد الرّجال،لِإختطاف هِيلين،مَقطع آخر بِقتل يُونغي،مِينجي،خططهِ السّابِقة في التّخلص مِن جُونغكوك،لقد وثّق كُلّ شئ عِندما طَلب ووشِيك مُقابلتهِ بعد استعاد بَصرهِ،يُردف بِحديث كان دليلاً كَافياً لِإدانتهِ بكُلّ حماقاتهِ حَقّاً،مَقطع تَحرّشهِ بِعدّة فَتيات في مَلهى،مُختلف تَماماً عن الذي بِحوزة الشَرطة الآن.
انتزَع جُونغكوك النّاقِل مِن الحَاسوب ووقف يَكِسر نَافِذة الغُرفة بِمسدسهِ وهَذا أصدر ضجيجاً وَصل للصّحافة التي تتلهّف للإفصاح عَن أي شئ يَحدث دَاخل المَكتب،توجَهت الكَامِيرات نَحوهِ ثُمّ بِكُلّ قوّتهِ رَمى النّاقِل الصّغير الذي داخِله كُلّ شئ لَعين قَد فَعلهُ ووشِيك وقَذف بِهِ أرضاً،سَقط لِتتجّمع الحُشود عليهِ لِإلتَقاطهِ.
كَتف ذِراعيهِ بِإستمتاع يسمع أصوات الصّحفيين تتعالى ثُمّ أغلق السّتائِر ودَخل،وقف أمام يُونغي وهِيلين ونوّه:فقط لِلمعلومة،مَقطع ووشِيك الجِنسي لَيس مُفبركاً،إنّه حَقيقي مِئة بالمِئة،رَئيس العصابة الذي ارسل لِي رِجالهِ لِإلتقاط جُثتهِ القَذرة هو نَفسهُ صاحب المَلهى الذي سجّل ووشِيك وهو كَاد يَغتصب امرأة تَرقص،وابن العاهِرة هذا كَان سَيُلفّق ويُفبرك هذه المَقاطع لِي أنا ويُشوّه صورتي.
يُونغي:لَقد اشعلت الإعلام ووسَائِل التّواصل الإجتماعي بسبب ما فَعلتهُ للتو.
جُونغكوك:أليس هَذا المَطلوب؟
فَضح جِيهون وجُونهو في العَلن وكُنت بِالكَاد استطيع الخُروج للعالم وبِسبب ما حدث خَسرت الكَثير،هِيلين الجَميع كَان يُعاملها كَاللعنة بسبب والدها المُحتال الذي مَات شَنقاً بِزنزانتهِ،العَدل لم يُجلب لِي حَقّي،لقد أخذت حَقّي وسأضعه بِيد العَدالة.
هِيلين:اختفيت طَوال النّهار لِتفعل كُلّ هذا؟
بِمفردك؟
جُونغكوك:اليوم ذِكرى وفاة جُونهو صَحيح؟
لقد كُنت أتأكّد أن يَنتهي كُلّ شئ اليَوم،لقد دَمّرني في ذات اليَوم مُنذ سَبع سَنوات،فَقدت بصري وسَمعي،دمّركِ بَقتل والدكِ،لَا شَئ مما يَحدث حَولنا لَم يكُن مُخطط لَه.
__________________
وَقف أمام المَنزِل بِسيّارتهِ وتنهّد طَويلاً،رَمق هِيلين التي كَانت نائِمة على المِقعد المُجاور،مرّر أناملهِ على وجنتها حَتى استيقظت سَريعاً وابتعدت بِفزع لِيُردف بِتعجب:هِيلين إنّه أنا.
رتّبت خُصلات شَعرها وابتلعت رِيقها تَأخذ أنفاسها ثُمّ اعتدلت في جَلستها،تفحّصت المَنزِل بِشرود وهَمست:وَصلنا؟
تَثاءبت والتَقطت هاتفها وكَادت تَترجّل حَتى امسك يدها يُعيدها،جَلست مَرّة أُخرى واخفضَت رأسها تَعبث بِأناملها وترمق يدها التي بَين خاصتهِ حَتى نوّه بِهدوء:انظري إليّ.
اسَتجمعت قِواها وبادلتهُ التّحديق،قَرأ عَينيها على الفَور ونوّه بِفراغ:أنتِ خائِفة،مِنّي.
هِيلين:لست كَذلِك.
جُونغكوك:تَعلمين مَاذا تذكَرت؟
تذكّرت نَظراتُكِ لي،مُنذ سَبع سَنوات،تذكَرت كَيف اعتدتِ على الخَوف مِنّي.
هِيلين:سَيّد جُيون لَست خائِفة.
جُونغكوك:إذاً مَاذا تُفسّرين تجّنب عَينيكِ طوال الوَقت لِي؟
هِيلين:أرجوك دَعنا مِن هَذا الآن،أُخبرتك لن نتحدَث عَن أي شَئ يَخُصّنا حَتى ننتهي مِن كُلّ هذا،لا وَقت لِجُونغكوك وهِيلين الآن،إنّه وَقت ابن جِيهون وابنة جُونهو.
جُونغكوك:أنا آسِف.
هِيلين:سَيّد جُيون.
قَالتها بِيأس وأشاحت ببصرها بَعيداً حَتى ردد جُونغكوك:آسف حَقّاً،على الأصفاد التي وَضعتها بِيدكِ،على طريقتي الخَشِنة مَعكِ والجَافَة في الفَترة الماضِية،لكِن أكثر شَئ يُثير غَضبي هُو شُعوري بالخَوف،كِدت افقد عَقلي عِندما قام بإختطافكِ يَومين،كَانا يَومين مِن الجَحيم،كُنت أرتجف خَوفاً أنا أَعنيها،شَعرت بالعَجز وأنا أتسائَل أين أنتِ ولا يُمكنني الوصول إليكِ.
كَانت تستمع لِنبرة صَوتهِ فَقط،لا تَرى سِوى يدهِ التي لازالت مُتمسّكة بها ثُمّ استكمل:لم أَتحمّل فِكرة الشّعور بِالخَوف طوال حَياتي،أَكرهه للغاية،وجودكِ حَولي يَمنحني هذا الشّعور،كونَكِ دائِماً مُعرضّة للخَطر هَذا يَجعلني أفقد صوابي
أَحياناً أَكره كَم أُحبّكِ،هذا يَضعني تَحت ضَغط دائِماً أن أتأكد أنّكِ بِخير كَي لا أَشعر بالخَوف،أَكره تأثيركِ عليّ،كُنت أَشعر أنّه إذا أخبرتني ألا انتقِم مِن ووشِيك،كُنت سَأستجيب لِطلبكِ،وهو لَا يَستحق المَغفِرة،أَكره فِكرة أنّكِ تجعلني ضَيعفاً،لهذا قيّدُتكِ بالسّرير،حَتى لا تقفي في طَريقي.
هِيلين:هَل ترى أن فِكرة انفصالنا صَحيحة؟
تَرك يَدها ونَظر أمامهِ لوهلة ثُمّ أَجاب:نَعم،رُبما،هَذا الأَفضل لكِ.
هذهِ المَرة الأُولى التي تنظر له دُون أن ينظر لها،ابتلَعت رِيقها ونوّهت بهدوء رُغم رجفة صوتها:إذاً ما الذي نَفعلهُ هُنا مَعاً؟
جُونغكوك:لا أَعلم حَقّاً،رُبما لا تَزال حِمايتي لكِ هي أُولىٰ أولوياتي،نَحن عَالقين مَعاً،حَتى ينتهي كُلّ هذا.
هِيلين:لَيلة سَعيدة.
جُونغكوك:فَور ما يستيقظ ووشِيك كُوني مُستعِدة للذهاب إلى المَحكمة،ليلة سَعيدة.
هِيلين:ألن تدخل؟
جُونغكوك:لا،أَظن أنني أُريد البَقاء هُنا،في حالة إن كَان لديهِ خِطة انتقامية.
هِيلين:عَلى راحِتك.
خَرجت مِن السّيارة وصَفعت بَاب السّيارة بِقوّة حتى نوّه بِحقد مُزيف مُتنهّداً:تِلك التّسعة وسِتون الشّقية اللعينة.
كَانت تسير بِخطوات عَنيفة على الأرض تَعبيراً لِغضبها وسخطِها مِن شئ قد طَلبتهُ مُسبقاً،وهي الآن مُنزعِجة أنّه قد لَبّى هذا الطّلب بِكًلّ سهولة،دخلت المنزل وتأكد جُونغكوك من هَذا بَعدما فتح هاتفهِ يُشاهدها عَبر كَاميرات المُراقبة التي في كُلّ مَكان.
أنزل ظَهر مِقعدهِ وأراح جَسدهِ وفي ذات الوَقت كَان يختبِئ،لا شُرطة حَول المَنزِل،فَقط هو،تَدريجياً قَد غَفى وبيدهِ هَاتفهِ،سَيّارتهِ السّوداء كَانت تُخفي أي شئ قد يَظهر لِمن بالخَارِج كَان هَذا جَيّداً،لَم يُدرك أنّها مرّت ساعة كَامِلة نائِماً إلا عِندما سَمع طَرق على النّافِذة.
استيقظ بِفزع ورفع مُسدسهِ لكِنّها كَانت هِيلين،زَفر هواءهِ بِراحة وأنزل الزّجاج مُردفاً:مَاذا هِيلين؟
لَم تَنامي بَعد؟
هِيلين:أخرج.
ضَيّق عَينيهِ وخَرج مِن سَيّارتهِ يَتفحّصها جَيّداً،أمسكت ذِراعهِ وسَحبتهُ خَلفها،يَسير مَعها داخل المَنزل بِإستفهام،صَعدا مَعاً حَيث غُرفتها وبِمجرد مَا فَتحت البَاب قَد اتّسعت عَينيهِ عِندما وَجد رَجل فاقِداً وعيهِ على الأَرض مُقنّع وبيدهِ سكّين،أَخرجت حُقنة مُخدرة ورمتها أرضاً قُربهِ.
تنهّدت طَويلاً وصَرّحت:هل كُنت تَظن حَقّاً أنّ كُلّ شئ سَينتهي بِتسليم ووشِيك؟
يَبدو أنّه لديهِ خِطّة لِقتلنا جَميعاً حَتى في وجودهِ بالسّجن.
جُونغكوك:كَيف دَخل؟
دَنى يدسّ يدهِ في جَيب الآخر والتَقط هاتفهِ،فتحه ببصمة اصبعهِ وبدأ يَعبث بِصندوق الرّسائِل،مُحادَثة بَينه وبَين رَقم مَجهول،رسالة مِن مَن يُراسله يُردف؛'اقتُلها بِشتّىٰ الطّرق،وفي غَفلة عِندما تَكون بمُفردها'
'تمّ،هِي بِمفردها،سَأَدخل مِن البَاب الخلفي'
وَقف يتفحّصها جَيّداً وتَأكد أنّها بِخير،لَم يُصيبها شَئ،أصبحت سَريعة البَديهة للغاية،حَريصة،وقويّة بَدنياً،كوّب وجهها يِحدّق نَحوها بِإرهاق حَتى ابَتسمت:لا تَقلق،سَأَقتل كُلّ من يُحاول قَتلي،رُبما القَتل شئ جيّد في حالتنا هذهِ.
كَانت أوّل مرّة ترى بِها جُونغكوك خائِفاً،مُرتَعب،اقتربت وعانقتهُ بِقوّة ونوّهت تُربّت على ظَهرهِ:أنا بِخير.
_________________
دَخلا المَحكمة،المُحاكَمة الأولى،يتمسّكان بيد بَعضهما،الكَاميرات والأضواء نَحوهما،ابتسما نَحو يُونغي الذي كَان يَجلس في أول صَف واستقرا قُربهِ،يَتم بَث المُحاكمة وجَميع الحَاضرون يَنتظروا القَاضِي
كَانت مُتّوترة للغاية وهَذا يَجعلها بَالكَاد تستوعب أي شئ،رَفعت رَأسها عندما سَمعت صَوتهِ يُردف:رُبما لازال يَتملككِ الخوف ناحيتي،لكِنّي هنا،لا شئ قد يَحدث لكِ وأنا هُنا،ليس مُجدداً،أعدكِ.
أومأت بتفهّم وابتلعت رِيقها تُغطّي وجهها بالقُبعة السّوداء التي على رأسها،وَقف الجَميع لِدخول القَاضي ثُمّ جلسوا مُجدداً لِينوّه:أين المُدعي عليهِ؟
فُتحت البَوابة ودَخل مِنها الجَاني،لِي ووشيِك،على كُرسي مُتحّرك،ضِمادة كبيرة على سَاقهِ ويدهِ،وأُخرى على عينهِ التي فَقدها،وأخرى بالكَاد يَرى بِها،ابتسم جُونغكوك بِجانبية لِيُردف يُونغي بصِدمة:تَبّاً جُيون.
جُونغكوك:كُنت أندم أَحياناً أنني لَم أُفقدهِ عينهِ الأُخرى لكِن الآن أنا سَعيد،لِأنّه سيتسنّى لِي النّظر بِعينهِ جَيّداً قَبل الحُكم الأَخير،يَبدو مُضحك للغاية يُشبه القَراصِنة.
عندما مرّ بِجانبهم قد رَمقهم بِحقد،كَانت تَعابير هِيلين كَارهِة عَندما التقت بِهِ ثُمّ أشاحت ببصرها بِعيداً،توقَف ووشِيك أمام القَاضي الذي تحدّث:أنا هُنا لِإدانتك بِقتل جُيون جِيهون،كِيم جُونهو،كِيم هَاندا،واختطاف كِيم هِيلين والتّحريض على قَتلها وقَتل جُيون جُونغكوك عِدّة مرّات.
ووشِيك:هَذا خَاطِئ.
فَتح القَاضي المَلف الذي أمامهِ وصرّح:كِيم هِيلين،تفّضلي بالتّقدم،لِنأخذ بِشهادتكِ.
بالكَاد قَد تركت يد جُونغكوك ووقفت،تعالت أصوات الكَاميرات عندما انحنت للقاضى واستدارت للجمَيع قائِلة:أنا كِيم هِيلين،ابنة كِيم جُونهو،وشَقيقة كِيم هَاندا.
ابتَلعت رِيقها بصعوبة بِتوتَر واستدارت للقاضي ثُمّ اعتدلت في وقفتها تَخلع قُبعتها مُردفة:ووشِيك قَام بِإختطافي وقَتلي عِدة مَرّات.
القَاضي:كَيف تَعلمين هذا؟
هِيلين:الرجال الذي قام بِتحريضهم على اختطافي،كَانوا يَتحدّثون عنه حَولي كَثيراً.
القَاضي:وكَيف هربتِ؟
رُغم أنّ القَاضي يَعرف كَيف هربت،لكِن يُريد التّأكد مِن تطابق أقوالها مَع ما قَالته مُسبقاً،أجابت بِكّلّ هدوء:كَسرت المِقعد وأطلقت رُصاص على رجُل مِن رَجاله وأشعلت جَرس الإنذار،تمكّنت مِن النّجاة بسبب ظهور سَيّارة جُيون جُونغكوك على الطّريق.
القَاضي:زَوجكِ؟
أومأت بِرأسها ثُمّ التفتت تُحدّق نَحوه ليبتَسم نَحوها ثُمّ نوّهت:نَعم،رفضّت الذّهاب مَع الشّرطة خَوفاً أن أقع بورطة مع ووشِيك،الجَميع يَعلم أنني على علاقة بِمُحقق فيدرالي وسيتم تحويل قضَيّتي لِمُدير مَكتب فيِدرالي،لي ووشِيك،كُنت سَأقع بيدهِ مُجدداً،لِذا فَضّلت أن أتواجد مَع زوَجي أفضل،واعتذر للشّرطي الذي ضَربته يوم الحَادِثة،لقد كُنت خَارِج وعيي تَماماً.
القَاضي:أَين مُحامي الجَاني والمَجني عليها؟
وَقف مُحامي هِيلين وجُونغكوك لكِن مُحامي ووشِيك لَم يكُن مُتواجِداً،طَرق قويّ على بَاب المَحكمة حَتى فُتح وَظهر مِن خَلفهِ المُحامي الذي جَعل وجه هِيلين شَاحِباً عِند رُؤيتهِ،نوّهت بِصعوبة وهي بالكَاد تَقف على قَدميها:كِـ كِيم تَايهيونغ!
تقّدم الآخر وانحنى للقاضي مُتحاشِياً النّظر لِهيلين وأفصح:كِيم تَايهيونغ،مُحامي المُدعي عليه لِي ووشِيك.
اقتربت هِيلين مِن مَقعدها وحدّقت بِجونغكوك الذي كَان يرمق تَايهيونغ بِهدوء مُريب،وكَأنّه توقّع هذا،هَمست هِيلين لِجونغكوك ويُونغي بِعدم تَصديق:ما اللعنة!
وَقف جُونغكوك أخَيراً وتوجه ناحية القَاضي مُردفاً:سَيّدي،أنا جُيون جُونغكوك،ابن جُيون جِيهون،مُحقق فِيدرالي ودِبلوماسي سَابِق.
القَاضي:أَعرف مَن أنت مُحقق جُيون،لكِن لَم تَكن لديّ فكرة أنّ هُناك علاقة تَجمع طِفليّ جِيهون وجُونهو،لطالما كَان شَريكان مُقرّبين،لقد مَاتا وتَركا أطفالهما يتزوّجا خَلفهما،مَاذا لَديك مُحقق جُيون؟
جُونغكوك:أنا مَن رَفع قضيّة على ووشِيك،بِتهمة قَتل أبي،وجُونهو أيضاً.
تَايهيونغ:اعتراض سَيّدي القَاضي اتهام دُون دَليل.
جُونغكوك:مُحامي كِيم أنا أملك دليل قَاطِع على إدانتهِ.
فُتح البَاب وَظهر مِن خَلفهِ ثَلاثة رِجال،واحِد مِنهم يَعرج،وجههِ مُنتفخ مِن شِدّة الضّربات،ضّيّقت هِيلين عَينيها عِندما تعرّفت عليهِ ونَظرت لِجونغكوك بِإستفهام،بَادلها النّظرات ثُمّ تفحّص الآخر مُردفاً بنبرة هَامِسة:حَظّاً موفّقاً خَارج البِلاد.
وقَف الشّاهِد أمام القَاضي وابتلع ريقهِ بِإرتعاش مُنوّهاً:أنا مَن اختطف كِيم هِيلين،تحت تَهديد لي ووشِيك.
ووشِيك:هَذهِ المرّة الأولى أراك بِها.
تَايهيونغ:يُمكن أن يَكون مُجرد رَجل قام أحدهم بِرشوتهِ لِيأتي ويتّهم مُوكّلي.
اقترب الشّاهِد أَكثر ووضع الهَاتف أمام القَاضي لِيصدع صَوت ووشِيك في الهاتِف يَقول:هُناك مَنزِل لَها على طَريق بَعيد،الجَميع سيبحث عَنها في كُلّ مكان عدا هذا المَنزِل لِأنه ببساطة مِلكها،لن يُفكّر أَحد في أنها قد تَكون هُناك،سَيأخذوا وقت طويل حَتى يعثروا عليها،لا تَقتلوها،لَيس الآن،سَأقتلها مَع جُونغكوك،فقط بِث الرّعب في قَلبها،إنّها تَمتلك شئ لعين اتّجاه القُيود.
ضَحكت هِيلين بِسخريّة ثُمّ وقفت عِندما طَلب مِن القاضي بالتّقدم للتعرف على الشّاهِد،تحرّكت واستكَنت أمامهِ تُحدّق نحوه بِتقزز:نَعم،هُو.
وقفت بِجانب جُونغكوك ثُمّ رَمقت ووشِيك بِطرف عينيها وبِحركة غير مُتوقّعة قد اقتربت ولَكمتهُ بقوّة قَد جَعلتهُ يسقط بالكُرسي وحِينها وقف القَاضي وطَرق بالمِطرقة مُردفاً:توقّفي!
أمسكها جُونغكوك قَبل وصُول الحُراس والشُرطيين لها يَمنعها مِن الإنقضاض عليهِ وأَخذها بِعيداً يُعانقها مِن الخَلف يحملها بسبب حركتها تُحاول الإبتعاد عَنه،هدأت بَين ذِراعيهِ وأتى عِدة رِجال لِمساعدة ووشِيك على الجُلوس وقاموا بِإخراجهِ من ساحة المَحكمة.
جَلس القَاضي وصرّح بِحدّة:تصرّف خاطِئ قد يَحرمكِ مِن كُلّ حقوقكِ آنسة كِيم!
جُونغكوك:أعتذر حَقّاً سَيّدي.
وقفت هِيلين بٍإعتدال ومَسحت دُموعها العالِقة عينيها والتفتت تَرمق تَايهيونغ بِكره ثُمّ نوّهت:آسفة،لكِن عَثرت على شئ، لا عِلاقة له بإختطافي لكِنّه قد يُساعد.
أراد سؤالها لكِنّه يَثق بِها،أنزل قبضتهِ عَن جَسدها وجَعلها تتقدّم،أخرجت مِن جيبها جِهاز تَسجيل قَديم ووضعته لَدى القَاضي،عادت لِتقف قُرب جُونغكوك وانتظرت القَاضي يُشغل التسّجيل.
'لا أَعلم هل سَأكون حَيّاً عِندما يَصِل هذا التّسجيل لَك جِيهون،لكِن إن مات أحدنا أولاً،اعتنِ بِأطفالي رَجاءاً،اعتنِ بِهاندا،بِطفلتي الرّضيعة هِيلين،بِيونهي،وإن أتى قَدرك أولاً،أَعِدك أنني سَأعتني بِزوجتك وبِمِينجي وجُونغكوك،أتعلم ماذا عرفت مُؤخراً؟
هَاندا ومِينجي تتقابلان،أَليس هَذا رائِعاً؟
دَعنا نتوقّف عن كُلّ شئ سئ نَفعلهُ لِأجلهم جَميعاً،هذهِ آخر عملية جِيهون فَهِمت،لا أَكثر،إلى اللقاء صَديقي'
هِيلين:هَل هَذا تَسجيل رَجل رغب يَوماً بِقتل صديقهِ؟
ووشِيك قَتل كِلاهما،وشَقيقتي.
استدارت للرَّحيل واتّبعها جُونغكوك سَريعاً،أًضيئت الكَاميرات مُجدداً بَعد أن صَوّرت كُلّ هذا،دَخلا السّيارة مُسرعين قَبل وصول الصّحافة لَهما،تحرّكا مِن مَقرّ المَحكمة بعيداً،سَلك الطّريق حَيث مَنزلها وتوّقف بعدما وَصل،نَزل مِن سَيّارتهِ وتوّجه لِمِقعدها مُردِفاً:هِيليني.
خَلعت قُبعتها وورَفعت رأسها لَه حتى نوّهت بِنبرة مُرتعِشة:هل أَفسدت الأَمر؟
جُونغكوك:لَا لَم تَفعلي،أحسنتِ صُنعاً.
هِيلين:سَيّد جُيون لا تَقُل هذا.
جُونغكوك:مَنحت لَكِ فُرصة لِإخراج الجَحيم مِنه في مِنزلي القديم لكِنّكِ تركتها وجَرفكِ الغضب أمام القَاضي؟
أنتِ مُختلة.
هِيلين:مِثلك.
جُونغكوك:ليس شئ رائِع أن تكوني مِثلي هِيلين،تَعالي إلى هُنا.
وقفت أمامهِ وجففت مِقلتيها تُحدّق نَحوهِ وعلّقت:وَجدت هذا التسّجيل لَدى أُمّي،لِهذا تكلّف أبي بِكُلّ ما يَخص مِينجي بَعد جِيهون.
جُونغكوك:مُنذ سَبع سَنوات،عِندما قابلت جُونهو لِآخر مرّة،قَد أخبرني أنّه هو الذي أبعد الصّحافة عَنّي عِندما عرف الجَميع أنني ابن مُحتال،وقام بالتّكتم على الأَمر عِندما كُنت دِبلوماسي في كَندا،بِشكل غَير مُباشر كَان يُرسِل حُراس لِحمايتي لَكِن عِندما أصبحت مُحقق لِم يَقدر على الوصول لِي،مِينجي أَخبرتني أنّه يعلم مَن أنا،لكِنّه لم يَكُن يَعلم أنني سَأنتقم مِنه،لم يَكُن يعلم أي شئ.
لَمعت عَينيها بِشّدة حَتى أَخذها بَين أحضانهِ يُعانقها بِقوّة،قَبّل جَبينها ونوّه:أنا آسف،لِأنني وَضعتُكِ بِكّل هذا وكَان مِن المُفترض أن أحميكِ،أنا آسف حَقّاً.
هِيلين:أُريد مَهرب،مِن كُلّ هذا،لم أَكُن مُستعدة أبَداً لِسماع صَوته.
جُونغكوك:أعلم.
هِيلين:أُريد الرّحيل مِن هُنا،عِندما يَنتهي كُلّ هذا.
جُونغكوك:لِتفعلي هَذا،لا تَنظري للخلف،لا تَنظري لِي،أرحلي بَعيداً،لكِي لا يتمكّن أي انسان مِن الوصوُل لَكِ،حَتى أنا،سَأُكمِل المُحاكمة مِن هُنا.
ابتعد قَليلاً ورتّب خُصلات شَعرها يَأخذها للدّاخِل،صَعدا إلى الأَعلى ثُمّ نوّه:اغتسلي،احصلي على حمامٍ دافئ،سَأنتظركِ بالخَارِج.
هِيلين:لَن تَرحل صَحيح؟
جُونغكوك:لا،يُونغي سَينوب عنّي.
دَخلت الحَمام حَتى تنهّد طويلاً بِتعب وَجلس على السّرير،شَعر بِإهتزاز هاتفهِ في جَيبهِ ليلتقطهِ وصَرّح:ماذا يُونغي هِيونغ؟
يُونغي:زَوجتك على التّلفاز وصُورها في كُلّ مَكان وهي تَضرب ووشيِك،سَتُحرم مِن دُخول المَحكمة ولن تَحضر إلا المُحاكمة الأَخيرة،حَتّىٰ أنّ الشّرطة قد احتفظت بِسجل لها بعدما قَاتلت الشّرطي،والآن امتلكت الشّجاعة لِتضرب ووشِيك أمام القَاضِي!
جُونغكوك:لَن يقدر أحد على أذيّتها مُجدداً،سَأحرِص على هذا.
يُونغي:وكِيم لعين تَايهيونغ؟
جُونغكوك:لا تَقلق،سَأتولّىٰ أمره،كَيف سَتُحرم مِن التّواجد في المُحاكمة؟
فَهي المَجني عليها.
يُونغي:سَتحضر فَقط لإدلال شَهادتها،وستَرحل على الفَور،وستتواجد الشّرطة مِن أجلها في سَاحة المُحاكمة كَي لا تُقدم على أي شئ لعين.
أنهى المُكالمة بِسخط وانزعاج وعلى الفَور قد حَادَث الآخر انتظر الوصول إليه ونوّه:اعتراض،أنت قَضيب.
قَهقة الآخر وصرّح:عثرنا على وَرقتنا الرّابحة؟
دَخل عليهِ المَكتب لِيقف الآخر وصرّح:لم أُصدّق ما قالتهِ المُساعِدة،جُيون جُونغكوك؟
بِنفسهِ؟
للقاء شَريك جِنس زوجتهِ السّابقِ؟
جَلس المُحقق أمامهِ ووضع سِيجارتهِ في ثَغرهِ مُردفاً:أُريد مُساعِدتك تَايهيونغ.
تَايهيونغ:كُلّي آذان صاغية لَكِن ما المُقابِل؟
جُونغكوك:أي شئ عدى هِيلين.
قهقه تَايهيونغ بقوّة وعلّق على الفَور:أَنت مُضحك للغاية،حَسناً لا أهتم،ما المُساعدة التي تُريدها مِنّي؟
جُونغكوك:لِي جِي يُون.
تَايهيونغ:اسم مُدّنس لَعين،ماذا بِشأنها؟
جُونغكوك:سَتأتي لَك لِتكون مُحامي والدها.
تايهيونغ:وتتوّقع مِنّي أن أَكون قَضيباً وأُدافع عن ابن العاهِرة هذا؟
جُونغكوك:دافِع عّنه،أنت ورقتهِ الرّابِحة،دَعه يَحصل عليك،لِيظن أنّه بِهذهِ الطّريقة فَاز،هما يَعلمان أنّك صديق هِيلين،ويعلمان جَيّداً العلاقة التي كَانت تجمعكما،لذا كونك أصبحت بِصفّهما،ستكون ضربتهِ القاضية،الخَائِن الذي كَان يَوماّ حليفاً،وسيظن أنّه بِهذهِ الطّريقة قَد حَصل علينا وكَسرنا.
تَايهيونغ:جُونغكوك أنت تَعلم أنني مُحامِي قوي لِدرجة أنني قَادر على إخراجهِ مِن السّجن إن أردت صحيح؟
جُونغكوك:أعلم،جِي يُون سَتمدّك بالمَعلومات لِتُساعد والدها،اعطنا هَذهِ المَعلومات،وسنستخدمها ضِدّهِ.
تَايهيونغ:واخسر أنا شَرفي كَمحامي؟
جُونغكوك:لا تَقلق،سَنفعل شئ بالنّهاية،سَتُحافظ على مِهنتك،سُمعتك،بالعَكس سَتجعلك بَطلاً في عَين الجَميع،سَأستعين بِالإعلام.
تَايهيونغ:تَعلم أن جِي يون قَد أتت صَباح اليَوم؟
جُونغكوك:حَقّاً؟
هذا رائِع،نَحن على الطّريق الصّحيح،لَن أُخبر هِيلين أو يُونغي.
تايهيونغ:بالطّبع لَن تُخبرها،أتت لَك الفُرصة لِتدمير سُمعتي أمامها.
جُونغكوك:سَأُخبرها بِنهاية المَطاف أيها الأحمق أنا فَقط أُريد مِنها ردّة فِعل حقيقية على دُخولك وقت المُحاكَمة،حتى يُصدق ووشِيك وجِي يُون هذا.
تَايهيونغ:سَأرى مَا يُمكنني فِعله.
جُونغكوك:نَعم بالطّبع عَثرنا على ورقتنا الرّابِحة،إن أخبرتك أي شئ جِي يُون لا تتردد واخبرني على الفَور.
تَايهيونغ:لا تَنسى إعلام هِيلين،أعلم أنّك قَضيب ولن تَفعل.
جُونغكوك:لَست وَغد لِأفعل هَذا،سَأتحدّث مَعك مُجدداً.
أنهى المُكالمة وتنهّد طَويلاً يُلقي بجسدهِ على السّرير،هَمس لِنفسهِ بِتعب وعلّق:اكَتفيت مِن القِتال يا إلهي.
خَرجت بَعد دقائِق ووجدتهُ يغفى على السّرير،جَلست قُربهِ ومَسحت على شَعرهِ المُبعثر بِضيق،اشتاقت لَه كَثيراً،لكِن حَياتها أصبحت مُزدحمة للغاية لِدرجة أنّها تناست كُلَ ذَرّة حُب هي تَملكها لَه،تُريد العَودة بالزّمن،حَيث كَانت عائِلتها مَعها،وهو كَان مُجرد مُحقق وَغد،تورّطت بِحُبّهِ،وكَان يُخطط للزواج بِها،كانت تَحلُم بِإستكمال الخُطبة التي لم تَنتهي على خِير بِإختطافها.
تمّنت أنّه ليس ابن جِيهون،وهي ليست ابن جُونهو،كِلاهما مُجرّدان مِن الهَوية،لكِن هذا صَعب تَحقيقه،استلقت بِجانبهِ وترى في ملامحهِ الرّاحة،السَلام،والإرهاق أيضاً،لَم يَدخل هذهِ الغُرفة أبداً مُنذ اسبوعين،وكَان أول لِقاء لَهما عِندما أتى لِأخذها مِن المَحكمة،وأدرك أنّها كُلما كَانت بَعيدة عن مُحيطهِ كَانت بِأمان أكثر،عِندما استنشق رائِحتها القوّية فَتح عَينيهِ على الفَور.
رَمقها بهدوء وبَصرهِ يَحوم حَول سائِر وجهها،تحدّث بِصعوبة وهو يَعلم أنّ كُلّ ما يَقولهُ صَحيحاً لكِن صَعب إخراجهِ بِصوتٍ عالٍ:علاقَتنا سَيّئة،أنا قَد أقتل لِأجلكِ،وأَغدو في النّهاية وَحشاً تَهابينهُ،هَذا سَئ،لا يُمكنني مَنع نفسي مِن القَتال لِأجلكِ،حتى وإن كَان يُؤذيني ويُؤذي عملي،ويُؤذيكِ أيضاً.
هِيلين:إذاً حُبّنا يَستنزفُنا بِشكل خَاطِئ،لا يُمكنني فِعل هذا بِك.
جُونغكوك:أنتِ مُحقَة.
هَمهمت بِرجفة وهي قَريبة للغاية مِن وجههِ ونوّهت:كُنا دائِماً كَذلِك.
جُونغكوك:ولَن نتغيّر أبداً.
هِيلين:أَعلم.
كَانت أنفاسهما مُختلطة حَتى اقترب جُونغكوك وسحب شَفتيها بقوّة،أخذ جَسدها فَوق خاصتهِ وَجلس بِها يَضعها على فَخذيهِ،تَلاحَمت أجسادهما للغاية،رُغم أنّ حديثهما كَان بِمثابة إنهاء لعلاقتهما،لكِن رَغبتهما ببعضهما قوية،وفور ما يَعودان لِوعيهما،يَنفران بِشكل مَلحوظ.
تَخلع عَنه سُترتهِ،قَميصهِ،وتمسّكت بكتفهِ العاري وشَعرهِ تسحبه ناحيتها،يتوق إليها،وكُلّ شئ ضِدّهما،شَخصيتهِ المُلتوية القِيادية،شَخصيتها القويّة والتي غير قادر على الهَيمنة والسيطرة عليها بتاتاً،يمتص ثَغرها بِنهم يُقيّدها بِيديهِ التي حَول جسدها،ابتعد يترك قُبلاتهِ في مَكان آخر على عُنقها بِعدما خلع قَميصها عَنها يَكشف عن جَلدها.
رَفعت رأسها كَي يَتسنّى لَه التّقرب أَكثر وَسمعت صَوتهِ بِأنفاسهِ المُتسارعة ضد جِلدها:هِيلين هذا خَاطِئ.
تعمّقت قُبلاتهِ على جلدها أَكثر وزادت تَنهيداتها وهَمست بِصعوبة:إذاً تَوقّف سَيّد جُيون.
جُونغكوك:أَجعليني.
صَعد يُقبّل زوايا فمّها ينتظرها تُوقِفه،هِيلين لديها عِدة طُرق لِإيقاظ جُونغكوك مِن أي غفلة يَقع بِها،لكِنّها ببساطة لا يُمكنها مُقاومته الآن،طَبع قُبل مُتفرقة على فَكّها وذَقنها ثُمّ أَخذ شفتيهِا بَين خاصتهِ،حَاوطت عُنقهِ ووقفت على رُكبتيها تقترب مِنه أَكثر،رُبما كَانت هذهِ مرّتهِ الأُولى في رُؤيتها شَغوفة نَحوهِ بهذهِ الطّريقة.
ابتعد مرّة أُخرى ونزل حَيث عُنقها ولَم يُنقذهما سِوى صّوت هَاتِف هِيلين،انفَصلا وابتلعت رِيقها تَلتقط أنفاسهاووقفت سَريعاً بَعدما كانت على ثَغر حبيبها،أو حبيبها السّابِق،أو خطَيبها السّابِق،ورُبما زَوجها الذي أصبح يُناديها الجَميع بِإسمهِ،زَوجة جُيون جُونغكوك.
التَقطت هاتفها وأجابت بَعدما تعرّفت على المُتصل ونوّهت:مِينجي،هَل كُل شئ بِخير؟
مِينجي:نَعم،فَقط كُنت أطمَئِن عليكِ.
فَتحت هِيلين مُكبّر الصّوت والتَقطت قَميصها ترتديه قَبل أن يَسوء الأمر بينهما ثُمّ استكملت مِينجي:رُبما ما حَدث بالمَحاكمة قد اشفى غليلكِ قليلاً؟
هِيلين:لا أَعلم رُبما.
مِينجي:فَقط...أردت اخبارك،كونكِ أنتِ صديقتي الوَحيدة.
هِيلين:تفضّلي مِينجي.
مِينجي:يُونغي عرض عليّ الزّواج!
هِيلين:حَقّاً!
يَا إلهي هذا رائِع!
مِينجي:صحيح!
أنا لا أُصدّق أنني سَأتزوّج حبّي الأول،وبعد كُلّ هذهِ السّنوات!
هِيلين:يُونغي رَجل صالح حَقّاً،سَينجح بِإسعادكِ.
مِينجي:الزّفاف بَعد المُحاكمة الأَخيرة.
هِيلين:مِيعاد مِثالي
مِينجي:وهِنا سأطلب مِنكِ،هل يُمكِنك أن تُصبحي إشبينتي؟
لا أمتلك صديقة أفضل مِنكِ لتصبُحي وصيفتي.
هِيلين:مِينجي هذا لُطف مِنكِ!
لا أُصدّق حقّاً!
بالطّبع!
مِينجي:أُحبّكِ للغاية،وأَتمنّىٰ حَقّاً أن تجتمعا أنتِ وجُونغكوك بعد أن يَنتهي كُلّ هذا،أتمنّىٰ أن تتزوّجا،سيكون أمر لَعين أن تفترقا بَعد كُلّ هذا هِيلين.
اقشعرّت أجسادهما بِمجرد التّفكير حَقاً،بِنبرة مُتزّنة رُغم رغبتها العارِمة في البُكاء قد قَالت:أِحبّكِ أيضاً مِينجي،مُبارك لَكما.
مِينجي:ليلة سَعيدة.
هِيلين:لكِ أيضاً.
انهت المُكالمة وحدّقت بِجونغكوك الذي تنهّد ووقف يُلملم ثِيابهِ وعلّق بعدما استقرّ أمامها:تَايهيونغ بِصّفنا.
اتسعت عَينيها بقوّة وعلّقت:مَاذا؟
كَيف؟
جُونغكوك:أشبه بالجَاسوس،سيُساعدنا كونه مُحامي يَتعامل بِشكل مُباشر مَع ووشِيك ويتصنّع مَدى كُرههِ لنا.
فَتح الخِزانة والتَقط قَميص فِضفاض لِيرتديهِ وتوّجه لدى البَاب حَتى نوّهت سَريعاً:أين سَتذهب؟
جُونغكوك:إلى السّيارة.
هِيلين:لِمَ لا تَبقى هِنا؟
جُونغكوك:هِيلين أنتِ شقيّة ولا تُساعدي.
هِيلين:لَن يَحدث شَئ،أَعدك.
جُونغكوك:أنا مَن سَيحدث.
هِيلين:سأمنعك،فَقط فكّر عِندما انفصلت عنك،تتذكّر؟
جُونغكوك:هِيلين صَدّقيني هَذا لا يُساعِد،لا يَفرق مَعي أي لَعنة إن لَم ترغبي بي يَوماً لن أنفصل عنكِ أنتِ عالِقة مَعي وَلن تهربي مِنّي أبداً،وبِما أنني في وعيي ولم أفقده بَعد اهربي،اهربي بَعيداً عَنّي حَتى لا أَعثر عليكِ،قَبل أن أُدرك كَم أُحبّكِ وسَأبحث عَنكِ حَتى أُقيّدكِ في السَرير إلى الأَبد،لا تَنسي أنني ذات المَخصي اللعين الذي قيّدك لِتسع سَاعات بالسّرير.
قرأ تعابيرها التي شَحبت وابتسم بِهدوء عندما لاحظ عَينيها التي ارتعشت فور ما ذَكر الأمر،لقد خافت،اختلفت نَظرتها عِندما تذكّرت وتحوّلت عينيها مِن عَين راغِبة،لِعين مُرتعبة،استدار وَكاد يُغلق البَاب حَتى قالت سَريعا:على الأَقل كُن في المَنزِل.
جُونغكوك:حَسناً سَأفعل.
_____________________
تَقف بِشرود في المَطبخ،تسكب قَهوتها،جذب انتباهها هاتفها الذي اهتزّ وقرأت اسم المُتصِل حتى ابتسمت على الفَور وأجابت:تَايهيونغي!
تَايهيونغ:مَرحباً صَغيرتي،كَيف حَالكِ؟
هِيلين:بِخير،اشتقت لَك كَثيراً.
تَايهيونغ:وأنا أيضاً،لا أُصدّق أنني أتحالف مَع جُونغكوك.
هِيلين:كَونك اكتسبت السّيد جُيون حليفاً لَك أمر لَا يُصدّق.
تَايهيونغ:يَبدو وَغد ذَكي.
هِيلين:أَعلم،كَيف جَرت مُحاكَمة اليَوم؟
تَايهيونغ:لقد أتى الشّاهد الذي ارسله ووشِيك لِقتل جُونهو،وَشهد ضِدّه،وأيضاً كَان هُناك كَاميرات في مَطبخ في السّجن،قَد صَوّرته وهو يَضع السُمّ في صَحنهِ،لا أعلم كَيف أتى جُونغكوك بِهذا المَقطع لَكِنّه رائِع.
هِيلين:أليس هَذا يُؤذيك تَاي؟
تَايهيونغ:على الإطلاق،انتظري حتى المُحاكمة الأَخيرة،سَنُفجّر قُنبلة،والآن،افتحي البَاب.
ضَيّقت عينيها ووضعت كوب القهوة وتوجّهت تفتح البَاب حَتى وجدتهُ أمامها يَقف قُرب سَيّارتهِ،ابتسمت بِقوّة وانتظرت مِستندة على البَاب تُشاهِده يَسير،صَوت إطلاق نَار قويّ قَد صَدع المَكان،رَصاصة قاتِلة قَد استقرّت داخِل جَسدهِ ثُم سَقط أرضاً.
______________________
نِهاية البَارت🥹.
نِهاية غِير مُتوقّعة بالمرة،واعتذر مِنكم إن كَانت أحداث البَارت مُشوّشة لِأني كَتبته بِسرعة عشان اختباري،وفُوقها انا في العموم ما أحضر لِأي بَارت أكتبه،سو واجهت صعوبة شويتين وأنا أَكتبه،بعوضكم إن شَاء الله❤️.
وش رأيكم بالبارت؟
١/تَايهيونغ بِيموت؟
٢/هِيلين وجُونغكوك بِيرجعون لِبعضهم؟
٣/مِنو اللي أطلق الرّصاص على تَايهيونغ؟
٤/على وش بتنتهي المُحاكمة؟
أتمنّىٰ اني ألقى وقت أكتبلكم البَارت الجَاي وعقلي يكون فيه أَفكار لع،بس تَلميح،الرّواية نهايتها مو قَريبة،توّنا ما خَلصنا💀.
كُونوا بِخير لِحينها والله يوفقنا ووفقكم ولا تَنسوا أهل فلسطين في صلواتكم،ودعواتكم،الله يرحمهم بِرحمتهِ ويسخّر جُنود الأرض للمُقاتلة مَعهم🇵🇸.
بَاي نُجوم بَانقتان🤍.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top