ارتِياب
استَيقظت بِصعوبة وتربّعت في مَكانها تَمسك رَأسها ثُمّ التفتت تَبحث عَن عَشيقها،وقفَت بِترنّح واستَجمعت أغراضها المَنثورة ثُمّ وصلت للحمّام تَغتسل وعَقلها فَارِغ تَماماً ولا تتذكّر أي شَئ حَدث بالأَمس،وستنتظر حَبيبها لِيظهر ويُحادِثها.
لا تَعلم أنّه لَم يَنم البَتة وفور ما أشرقت الشّمس،قَد خَرج بَاكِراً للغاية يُجمّع مَعلومات بِقدر الإمكان قَبل أن تَستيقظ وَتشعر بِشئ،خَرجت مِن الحَمام تُجفف شَعرها وهي تَفكَر في سبب امتزاج رائِحة ثِياب أَمس بِالكُحول.
نَفت بِرأسها بِقوّة وإنكار تُردد:مُستحيل!
يا إلهي لَم أَفعل هَذا مُجدداً بالتأَكيد!
في مُنتصف انهِيارها العَصبيّ قَد دَخل الغُرفة وابتسم قائِلاً:قِطّتي صَباح الخَير.
هِيلين:جُونغكوك أنا في وَرطة!
أنا
جُونغكوك:هِيلين لا تَقلقي ثَملتِ مَعي.
هِيلين:حَقّاً فَعلت؟
جُونغكوك:نَعم صَغيرتي لَم يَحدث أي شَئ،أنتِ بأمانٍ.
زَفرت هَواءها بِراحة شَديدة وتَركت المَنشفة مِن يدها بِتذمّر مِردفة:إلى مَتى سَأظلّ خَرقاء لَعينة هَكذا!
أُريد أن أثمل بِشكل طَبيعي مِثل البَشر لِمَ عليّ أن أنسى يَوم كَامِل مِن حَياتي وأتذكرّه بَعد أيام!
كَم هذا مُرهِق وعاهِر!
اقترب مِنها ورَفعها مِن خَصرها يَحملها حَتى التَقطت سَاقيها جَسدهِ لتتسلَقه سَريعاً ثُمّ جَلس بِها يُفكَر قليلاُ مُردفاً:دَعينا نَستذكر مَاذا حَدث بالأَمس،لقد عُدتِ مِن العَمل،بِزُجاجة ڤودكا ذَات تَركيز كُحول جَحيمي،تّناولنا العَشاء،ثَملنا،وانتهى بِنا الحَال في أَجمل ليلة قَد قضيتها في بِرلين.
هِيلين:أَحسِدك حَقّاً أنت تتذكّر،أنا بالكَاد واعية الآن وكَأن تأثير الكحول لَازال في عَقلي.
جُونغكوك:لا بأس جَميلتي يَكفي أنني أتذكَر كَم كُنتِ رائِعة وخلاّبة ليلة أمس.
شَاهد احمرار وَجهها بِشّدة حتى اقترب وسَحب شَفتيها بِرغبة لَكِن فَجأة قد ابتعدت سريعاً وصَاحت:سَيَد جُيون الطّائِرة بِحق الجَحيم إنها العَاشرة!
كَادت تَقف لكِنّه أَجلسها مُجدداً وعلّق:سَنذهب بِطائِرة خَاصّة،وفي أي وقت نَرغب.
هِيلين:لِمَ؟
جُونغكوك:ولِمَ لا هِيليني؟
يُمكننا الذّهاب وقتَما نُريد،رُبما سَنذهب للتّسوق،سَمعت أنّ هُناك سُوق تُجاري رَائِع في مُنتصف المَدينة لِمَ لا نَذهب ونُلقي نَظرة؟
هِيلين:سَأَقتلك إن كُنت تَمزح سَيّد جُيون أنا أَعنيها.
جُونغكوك:هَل أبدو لَكِ كَذلِك؟
هِيلين:يَا إلهي!
عانقتهُ بِقوّة وقَيّدت يديها وسَاقيها حَول جَسدهِ حَتى ابتسم ومَسح على شَعرها بِلطف ويَحتويها،حَقّاً لَيس واقِعاً في حُب فَتاة واحِدة،واقِع بِحب طِفلة،امرأَة نَاضِجة ومُثيرة،زَوجة مُحقق شُجاعة وذَكيّة،واقِع بِحب فَتاة جَذّابة،قَوّية تُجيد الدّفاع عَن نفسها وهو ليس حَولها،تُجيد استعمال عَقلها واستعمال السّلاح كَمُحترفة،يَعلم أنّها أصبحت قادِرة على التّخلص مِن أي وَرطة دُون أن يَقلق بِشأنها.
ابتعدت وأخذت وقتها تتأَمّله،تُمرر أناملها النّاعِمة على وجههِ وهو استشعر الحُب،الدّفئ في لَمستها،نَظراتها،تَمنحه طَاقة حُب واكتفاء هائِلة لِيتحمّلها،سَاهَمت في غَلق الثّغرات التي تَركها والداه بَعد مَوتهما في مُراهِقتهِ،عوَضته عَن حَنانهما وحُبّهما،كَانت ولازالت كُلّ شئ لَه.
هِيلين:أُحبّك كَثيراً وبِجنون لا يُمكنك أن تتخيّله.
جُونغكوك:أستطيع تُخيله لِأنه ذات القدر الذي أَكنّه لَكِ رُبما أَكثر عُمقاً.
ابتسمت بِصدق وطَبعت قُبلة طَويلة على شَفتيهِ،وقفَت بَعدما بَعثرت شَعرهِ بلطف ونوّهت:سَأُغير ثِيابي.
جُونغكوك:جَيّد،سَنتناول فُطورنا بالخَارج اليَوم.
حَماسها قَد ازداد ووقفت أمام حَقيبة السَّفر المُغلقة وفَتحتها تلتقط بَعض القِطع المُريحة التي سَتُساعدها في التّسوق بشكل سريع وتكون مَرِنة في التّغيير،التفتت تَرمق حَبيبها الذي كَان يُحدّق في الفَراغ وكَادت تتحدّث إلا بِها تَرمق ثِيابهِ الرّسمية التي على جَسدهِ ثُمّ سَألت:جُونغكوك؟
نَبرتها،اسمهِ التي نَطقتهُ والتي ليس بالعَادة أن تُناديهِ بِهِ،جُونغكوك لَيست مُبشرّة بالخَير أبداً ويَنتظر سُؤال قَد يجعل قَلبهِ يتوقّف،ابتلع رِيقهِ وهمهم حَتى وَقفت أمامهِ تتفحّصه جَيّداً:هَل ذَهبت إلى مَكانٍ مَا؟
جُونغكوك:نَعم.
هِيلين:أين؟
جُونغكوك:السّفارة،يا إلهي هِيلين لقد اخبرتُكِ بالأمس أنني سَأذهب للسّفارة الكورية في الصّباح.
هِيلين:حَقّاً؟
أنا آسفة لَم أتذكّر،مَاذا فَعلت؟
جُونغكوك:كُلّ شئ رائِع،لقد قَاموا بِتحويل القَضّية للمَكتب الفِيدرالي في كُوريا وتواصلوا مَع يُونغي الذي وكَّل الأمر لي،سَأتولى القَضّية فَور عَودتي.
هِيلين:لكِن...مَاذا إن كَان ذلِك الرّجل هُنا؟
كَيف سَتعمل على قَضيّة والمُشتبة بِه في ألمانيا؟
جُونغكوك:صَدّقيني هُو في كُوريا،لقد كَان في زِفاف مِينجي ويُونغي هِيلين،بالطَبع سيهرب إلى كُوريا نَحن نُقيم في المَنزِل الذي كَان يستوطِنه ومُستحيل أن يُفكر في البَقاء في المدينة لِأنّه يعرف أنني فِيدرالي وسَأعثر عَليه،الشّرطة في ألمانيا سَتُساعدني وأنا أعمل مِن كُوريا،سَأَكون عَميل مُزدوج.
هِيلين:حَسناً،أنت أدرى بِعملك بالطّبع،أنا أَثِق بِك.
جُونغكوك:وهَذا كُل مَا أُريدهِ قِطّتي.
رَاوده اتصال جَعله يَنتفِض ووقف سَريعاً قائِلاُ:يَجب أن أَردّ على هذا.
غَادر الغُرفة رُغم أنّه كَان بِإمكانهُ الرّد أمامها،كَتفت هِيلين ذِراعيها تُفكّر ثُمّ هزّت رأسها وبَدّلت ثِيابها سَريعاً كَي تمنح ذَاتها وقتاً لِلتسوق لِفترة أطول،مرّت بِجانب النّافِذة لِتجد حَبيبها يَقف أمام شُرفة المَنزل في ثَغرهِ سِيجارة،يتحدّث بِإنفعال،يُمرر أناملهِ داخل خُصلات شَعرهِ بِعدم صَبر،وهي فَقط تُراقبه بِأعين ثَاقِبة.
تَراجَعت ووقفت أمام المِرآة تَضع مُستحضرات تَجميل خفيفة لِتخفي آثار وجهها المُرهق بِسبب الڤودكا التي لَم تَعلم أن جُونغكوك جَعلها تتناول ما يَفوق السّبع كؤوس لِتثمل بِشكل كُلّي وتَنسى أي شئ حَدث لَيلة أمس تَماماً،لَملمت خُصلات شَعرها إلى الأَعلى وارتدت حَقيبتها وحِذائها ثُمّ نَزلت إلى الأَسفل.
وجدته يَرتدي حِذائهِ الرّياضي ثُمّ وقف يُعدّل ثِيابهِ وشعرهِ وابتَسم نَحوها مُنوّهاً:هَيا جَميلتي.
بَادلته الإبتسامة ثُمّ توجّهت للسيّارة بَينما هُو قَد ألَقى نظرة شَاردة على المَنزِل مِن الدّاخل قبل أن يُغلق البَاب وهَمس:أَرجوك جُونهو إن كُنت حَيّاً الجئ لِي لَن أَخذلك مُجدداً فَقط...عُد لِهيلين.
أَغلق البَاب ووجد هِيلين تتحدّث عَبر الهَاتِف وبِشكل تَلقائي قَد تَحرّك بِخطوات سَريعة اتّجاه السّيارة وَدخل يَسترق السّمع،لا يَدري إلى مَن تتحدّث لَكِنّه يَعلم أنّها لَيست مِينجي أو يُونغي،ارتعش قلبهِ عِندما ظَنّ هذا لِوهلة لكِنّها ذَكرت اسماً مُؤلفاً بِالنّسبة لَه جَعله يزفر هواءهِ براحة وتمسّك بِالمَقود وشغلّ السّيارة.
انهت هِيلين المُكالمة حَتى تحدّث جُونغكوك بِشكل طَبيعي وسَأل:مَن؟
هِيلين:آوه شَقيقة تَايهيونغ،يُورا،لقد حادَثتني أَكثر مِن مَرّة لِأنّها ظَنّت أنني بِكوريا وكَانت تُريد دَعوتي للعشاء مَع ودُويون وجِينا،لكِنّي هُنا الآن.
هَمهم بِتفهّم وسَلك الطّريق يَبحث بَعينيهِ عَن مَقهى حَتى جَذبت هِيلين انتباههِ قائِلة:لَن تَأتي مَعي للمَتجر صَحيح؟
جُونغكوك:نَعم صَغيرتي لَديّ عِدة الأشياء لأقوم بِإتمامها ثُمّ سَآتي لَكِ في أقرب وَقت،وأيضاً سَأذهب للمَطار لِتأَكيد بَعض أوراق السّفر حَتى نَرحل في أي وَقت.
هِيلين:حَسناً بِما أننا سَنذهب بِطائِرة خَاصة،إذاً سَأشتري عِدة أغراض لِمنزلنا في كُوريا.
جُونغكوك:كَما تَرغبين عَزيزتي.
هِيلين:وفُستان زِفاف.
التَفت وابتسم بِوسع ثُمّ توقّف أمام مَقهى وترجّل يُحضر القهوة وبعض الوجبات الخفيفة لَهما،قرر مُحادثة زوج شقيقتهِ مُستغلاً ابتعادهِ عن هِيلين لكِنّه يُونغي لَم يُجيب،تجعّدت مَلامِحهِ ثُمّ لَجأ للإتصال بِمِينجي لِيسئلها عنه وعَلَق سَريعاً:مَرحباً مِينجي.
مِينجي:سَعيد وأنت تُحاول التّفرقة بيني وبين صديقَتي؟
أعلم أنّها زوّجتك جُونغكوك لَكِنَك تماديت بِحق الجَحيم أين هِي!
جُونغكوك:أيَتّها المُختلة هِيلين كَانت ثَمِلة بالأمس كَيف سُتحادِثكِ؟
أين يُونغي هِيونغ؟
أحاول الوصول إليهِ لكِنّه لا يُجيب.
مِينجي:هو في الخَارج يشتري بعض الأَغراض،فَور ما يَعود سيُحادِثك.
جُونغكوك:حَسناً إذاً وداعاً.
مِينجي:جُونغكوك مَهلاً!
جُونغكوك:مَاذا؟
مِينجي:هل ستتزوّج هِيلين حَقّاً ؟
جُونغكوك:صَباح الخَير مِينجي،هِيلين ستذهب لِشراء فُستان الزّفاف اليَوم.
مِينجي:يا إلهي لا أُصدّق أنك ستتزوج،سأشتري فُستان الزّفاف مِن اليُونان أيضاً،أياك أن تَفعل شئ دُون أن نَعود أنا وزوجي.
جُونغكوك:أيّاً كَان وداعاً.
أنهى المُكالمة واستلم طَلبهِ مُتوجّهاً للسيّارة ثُم دلف إلى الدّاخل ووضع القهوة والشّطيرة بيدها مُردفاً:مِينجي تَبحث عَنكِ.
هِيلين:أعلم،لَن أُحادثها حتى أصل المَتجر وأُجرب عِدّة فساتِين،ورُبما سَأُسجل يَوميات وأعرضها عليها بَعد الزّفاف،سَأغلق ثَغري وأَكون غامِضة حَتى أعود.
ابتسم على وجهة نَظرها وارتشف القَليل مِن قَهوتهِ وشَخر بِسخرية:مُتأكدة سَتُغلقين ثَغركِ؟
ضَحكت وضربت كتفهِ بإنزعاج مزيّف ثُمَّ كَاد يشرع في القَيادة لكِنّها أخرجت سلاحها ووضعتهً في دِرج السّيارة حَتى صَاح جُونغكوك سريعاً:بِحق الجَحيم مَاذا تَفعلين؟
هِيلين:كَيف سأدخل المَتجر بالمُسدس سيّد جُيون؟
حَتى وإن كَان مُرخَصاً لن يسمحوا لِي بالمُرور مِن بَوابة الأَمن.
جُونغكوك:سيسمحوا،لَكِن إيّاكِ والسّير دُونه،إن فّعلتِ سَأقتُلكِ.
هِيلين،كَيف سَأُجرب الفَساتين وأنا بِحوزتي مُسدس؟
أول شَئ سَيفعلونه هو الإتصال بالشّرطة.
جُونغكوك:هِيلين كُفِّ عن عِنادُكِ وافعلي ما أقوله دُون أي نِقاش.
قالها بِنبرة صَارمة دُون أن يَنظر نَحوها حَتىٰ لِتنزَعِج ووضعت المُسدّس في حَقيبتها مُتنهّدة تُنهي هَذا الجِدال الذي لَن يَنتهي إلا بِما أَمر بِهِ،دَقائِق حَتى شَعرت بيد على فَخذها الأَيسر تعتصره لِتحدّق نَحوه وأزاحت أناملهِ بِعنف لكِنّه قَد أعاد وَضع يَدهِ مُجدداً واحتلّ قَدمها لِتتنهّد طَويلاً هَامِسة:جُيون جُونغكوك.
ابتسم عندما انتصر عليها واستسلمت لَه،يَمسح على فَخذها الدّاخلي يَسحبها نَاحيتهِ،كَانت شَارِدة في النّافِذة تُحاول تذكّر أي شَئ حَدث ليلة أَمس لكِن عَقلها مُشوّش للغاية،توَقّفت السّيارة أمام السّوق التّجاري لِتنزل تَضع حَقيبها على جَسدها،خَرج جُونغكوك مِن السّيارة ورَمق المَكان واستدار على الفَور يُحدق بِطَاقم الشّرطة الذي انحنى لَه لِيأومئ دُون أن يَجعلها تنتَبه لهم.
وعلى بَعد أمتار يَميناً ويَساراً قَد ألقى نَظرة على الحُراس في كُلّ مَكان حَول السّوق،ولِأول مَرّة هِيلين لَم تُلاحِظ بِسبب إنشغالها بالهَاتِف،وَقف أمامها وحَاوط خَصرها يَتأملها بِهدوء لِتُردف:ظَننتُك سَترحل.
جُونغكوك:سَأَفعل.
هِيلين:إذاً ماذا تَفعل هُنا؟
ارحل.
جُونغكوك:ثَغركِ المُنحط هَذا،لِمَ لا تستوعبي أنني أفعل هَذا لِمصلحتكِ؟
هِيلين:استوعب لكِن لا تَكُن مُتسّلطاً،اللعنة تَمتلك نَبرة عاهِرة في إلقاء الأوامِر.
جُونغكوك:اخبرتُكِ أنني احترمكِ.
هِيلين:وأنا احترمك لِأنّك تحترمني.
تَبادلا النّظرات لِوهلة حَتى ضَحكا مَعاً وعانقتهُ سَريعاً،استكنت بَين ذِراعيهِ لِفترة ثُمّ ابتعدت ويديهِ لا زالتا حَول خَصرها مُردفة:هَيا أيها المُحقق،هَل سَتأتي لِتقلّني؟
جُونغكوك:تَبّاً بالطّبع.
ابتَسمت بِهدوء ثُمّ رَفعت أناملها تَعبث بِخصلات شَعرهِ الخَلفية حَتى أنزلته لِمستواها تَأخذ شَفتيهِ بِنعومة بَين خَاصتها،انسَجما لِوهلة مُتناسيان كُلّ شَئ حَولهما،أَمسك فَكّها وابتعد يُقبلّه طويلاً ثُمّ ردّد قائِلاً:هَيا عزيزتي سَأتمادىٰ كَثيراً.
هَمهمت وكَادت تَرحل حَتى أمسك يَدها سَريعاً يُعيدها لِمكانها لِتردف على الفَور:مَاذا هل سُتضاجعني الآن أم
جُونغكوك:أَلم أَقُل مُسبقاً أن ثَغركِ مُنحَط؟
أَخرج بِطاقتهِ الإئِتمانية ووضعها بِيدها مُردفاً:هَيا ارحلي.
هِيلين:هل بِحق الجَحيم أنّك رَجل يُعطيك الحَق أن تُنفق عليّ؟
جُونغكوك:أين أموالكِ عزيزتي؟
هِيلين:لديّ بِطاقَتي الإئتمانية واللعنة.
فَتحت حَقيبتها بَينما جُونغكوك قَد كَتف ذِراعيه يَرمقها بِإستمتاع حَتى صَاحت بِتذمّر:جُونغكوك!
جُونغكوك:إنّه زِفافنا لِمَ ستُنفقي عليهِ أيتّها الشّقية اللعينة؟
زِفافنا ومَنزلنا،لا تتصرّفي مِن تِلقاء ذَاتك مُجدداً وإلا سَأَقتلكِ،بِطاقتكِ الإئِتمانية مَعي،ولَن أُعطيكِ إياها أبداً.
هِيلين:يا إلهي مُتسلط لَعين.
جُونغكوك:وذلك المُتسلّط اللعين يُحبّكِ كَثيراً وَينتظر العَودة لِكوريا لِزّواج مِنكِ.
استدارت سَريعاً تُخفي تَعابير وجهها الخَجِلة وتصنّعت وَجه مُنزعِج والتفتت لَه قائِلة:حَسناً إذاً سَأذهب.
عُبوس تعابيرها المُصطنع قد جَعله يبَتسم بِلطف وكَادت تَذهب لَكِنّها عادت مَرّة أُخرى وكوّبت وجههِ تُقبّله سَريعاً ونوّهت بِنبرة غاضِبة:أُحبّك أيضاً!
قَهقة بِقوّة وبَعثر شَعرها لِتتحرّك مِن أمامهِ تدَخل السّوق ومرّت مِن أسفل البَوّابة الإلكترونية التي أصدرت ضَحيج لِمرورها ووقفت تَرمق الأَمن والحُراس الذين اقتربوا مِنها وعلّقوا بِإبتسامة صَغيرة ولَكنة إنجليزية:تفضّلي سَيّدة جُيون.
استدرات هِيلين بِصدمة لجُونغكوك الذي كَان يَستند على سَيّارتهِ يُحدق بها مُبتسماً ثُمّ أرسل لها قُبلة بِأنامله جَعلها تَرفع يديها تَضعها على قَلبها الذي كَان يَنبض بِجنون،دَخلت بَينما هو قَد استدار يَستدعي الشّرطة قائِلاً:المَداخل والمَخارِج مؤمّنة،لا أُريد أي شَخص يَقترب مِنها إنشاً واحِداً إلا بَعدما نتأكد مِن الهَوية جَيّداً.
التفت للحُراس وعلّق بِنبرة مُحذّرة:تصرّفوا بِشكل طَبيعي ولا تَجعلوا أنفسكم محلّ شُبهة لِأنّها ذَكية كَاللعنة وسَتعلم أنّكم حَولها،لا تَدخلوا مَتجر نِسائي خَلفها بَل انتظروها بِأي حِجة أمام المَتجر،حَارِس داخل المَتجر مَعها أعينه على مَن حولها،وآخر عِند المَدخل،والبَاقي مُنتشرون.
___________________
تَقف أمام المِرآة تتفحَص نفسها بالفِستان الحَريري الكَبير،بِقّفازات شَفافة،شَعرها مُنسدل على كَتفيها العاريين،فُستان بَسيط لِلغاية لكِنّها تُعطي لَه هَيئة أُخرى،جَاءت المُساعدة مِن خَلفها بِإبتسامة واسِعة:تَبدين خَلّابة حَقّاً بِهذا الفُستان.
بَادلتها هِيلين الإبتسامة واستدارت قَليلاً لِتتفحّص ظَهر الفُستان حَتى تحدّثت الأُخرى مُجدداً:والآن عليّ وضح الطّرحة بِحرص على رأسكِ.
هِيلين:لا،أُريدها،فقَط...سَأُزيّن شَعري،الطّرحة سَتكون مُبالغ بها الفُستان كَبير بالفِعل،لا أُريد أن أواجه صُعوبة في الحَركة.
ابتسمت بِتفهّم وتَراجعت حَتى رنّ هَاتِفها والذي كَان بَعيداً عليها حَتى تحرّكت مُساعدتها وسَلّمت لَها الهَاتِف ثُمّ قالت هِيلين بِنبرة لطيفة:شُكراً لكِ.
رَمقت هِيلين المُتصّل وقالت بِتذمّر:يا إلهي لا يُمكنني أن أُغلق ثَغري حَقّاً!
أَجابت سَريعاً تَضعها على مُكبَر الصّوت:مِين مِينجي!
مِينجي:عاهِرة!
اشتَاق لَكِ أين أَنتِ!
هِيلين:أَقف أمام المِرآة،أُجرب فُستان الزّفاف الثَالث اليَوم.
مِينجي:لا أُصدّق هِيلين حَقّاً،جُونغكوك سيتزوّج،لَم أَكُن أعلم أنني سَأتواجد لِأَجله في هَذا اليَوم،ظَننت أنّنا سَنفترق إلى الأَبد ولَن يَتقبّلني،يُونغي هو مَن حَادِثني ووبّخني كَثيراً كَي أعود وأُقابله مُجدداً،كُنت اندافعية جِداً نَحوه وأُريد تَأديبهِ على كُلّ ما فَعله بِي في كَندا وَلم أتفهّمه أبداً،عِندما رَأت ضَعفهِ يوم اختطافكِ في الخُطبة،تناسيَت كُلّ ما حَدث بَيننا وأردت مُساندتهِ وألا أخذله مُجدداً.
هِيلين:جُونغكوك يُحبّكِ كَثيراً مِينجي تَعلمين؟
أنتِ عائِلتهِ،مَن كَان سَيبقى قُربهِ عِندما كَان ضَرير لِسبع سَنوات؟
أنا أَعرفه جَيّداً،رُبما سَئ في اظهار حُبّهِ لَكِ أو لِيونغي،لكِنّكما بمَثابة والديهِ،هو يَعلم هَذا.
مِينجي:لكَنِه جَيّد في إظهار حُبّهِ لكِ،اللعنة أَكاد أسمع صَوت نَبضات قَلبهِ وأنا بِجوارهِ حتى بِذكر اسمكِ.
قَهقهت بِقوّة تُخفي وجهها بِخجل ثُمّ نوّهت:السّنوات لَم وَلن تُؤثّر على حُبّي لَه أبداً،رُغم أنّه كَان يَتصرف بِغرابة صَباح اليَوم لا أدري ما يَجري مَعه.
مِينجي:هَل تشاجرا؟
هِيلين:مَن؟
مِينجي:يُونغي وجُونغكوك.
هِيلين:يُونغي وجُونغكوك؟
لا أَعتقد هَذا،لِمَ؟
مِينجي:إيّاك واخبار جُونغكوك بِما سَأُخبرهُ بِكِ الآن،يُونغي هدّدني ألا أُخبر أي شَخص لكِنّه لَم يَشملكِ أنتِ لا أَعلم هل سَيغضب أم لا لَكِن...اسمعي،يُونغي سيكون في كُوريا بِحلول الآن.
هِيلين:في شَهر العَسل!
لِماذا مَا الذي حَدث بَينكما!
مِينجي:لا شَئ حَقّاً لا أدري،في مُنتصف الليل بَدأ يَتصرّف بِجنون وقال أنّ هُناك شَئ خَطير يَخص قَضية يَجب أن يعود لِأجلهِ لكُوريا وحذّرني ألا أُخبركِ أو أُخبر جُونغكوك،تَبّاً لقد شَملكِ أيضاً يا إلهي سَيقتلني!
هِيلين:لا تَقلقي لَن أُخبر جُونغكوك وأتصنّع الجَهل،لكِن،هل الأَمر خَطير لِدرجة أنّه يَعود لِكوريا حَقّاً؟
وإن كَان يَخص العَمل،أليس مِن حَق جُونغكوك أن يَدري بِهذا؟
مِينجي:يُونغي شَدّد كَلماتهِ عليّ ألا أُخبر جُونغكوك تَحديداً،لَقد استقّل طائِرة الثّالثة بَعد مُنتصف الليل،مدّة الرّحلة إثنا عَشر سَاعة،سيصل الآن رُبما.
هِيلين:سَأُحاول استجواب جُونغكوك بِطريقة غَير مُباشرة.
مِينجي:أرجوكِ لا تدعيهِ يُحادثني!
لا أَعلم مَاذا أُخبره لَقد سَألني عن يُونغي!
اذهبا في مَوعِد تَضَاجعا اقتليهِ لكِن لا تُعطي لَه فُرصة في أن يُحادثني أنا سَيئة في الكَذِب وجُونغكوك يَكشفُني بِكلّ سهولة!
هِيلين:حَسناً حَسناً أخبرتُكِ لا تَقلقي،سَأنجح في إلهائِهِ،أنا دَائِماً أفعل.
___________________
توقّف بِسيّارتهِ للتو أمام السّوق التّجاري،لم يَترجّل ولم يتحَرّك إنشاً فَقط كَان صَامِتاً للغاية،يُفكر طَويلاً،لقد حَصل على اقرب تَسجيل كَامِيرات المُراقَبة التي التقطت الرّجل الذي أقام في المَنزل لِفترة طَويلة كَالطّفيلي،لقد شَاهد كُلَ المَقاطع،لم يَنجح في التِقاط أي مَلمح لَه.
كَان قَليل الخُروج،وإن خَرج فَيخرج مُلَثَماً،ثِياب داكِنة،قُبّعة على رأسهِ،وإن أراد شَئ،فَـ هو يَطلبهُ مِن خلال خِدمة التّوصيل،تُترك الطّلبية على شُرفة المَنزِل،وعِندما يُغادر عامِل التّوصيل يَفتح البَاب ويَأخذ طَلبيّتهِ،كَان هَذا شَيئاً مُحيراً للغاية حَتى لَم يَنجح أحد في التَقاط هَيئتهِ أو مَعرفة هويّتهِ أبداً وهَذا جَعلهُ كَالمَجنون.
رُبما هذهِ أول قَضّية يَعجز عَن حَلّها،مَسلوب الإرادة أمامها،فَعل كُلّ ما بِوسعهِ لِيعَرف هَل والد حَبيبتهِ حَيّ أم لا،وَقف أمامهِ أَحد الحُراس ونوّه:هَل أَدّلك لِزوجتك سَيّد جُيون؟
أومئ جُونغكوك بِهدوء وَأغلق سَيّارتهِ يَسير خَلف الحَارس،ألقى نَظرة على سَاعة يَدهِ التي تُشير إلى السّاعة الخَامِسة،هِيلين قَضت سَت سَاعات في السّوق التّجاري ولم تُحادِثه ويَبدو أنّها انشغلت للغاية حَتى لَم تعثر على فُرصة للإتصال بِهِ،بينما كَانت تَجد مُعاناة كَبيرة في حَمل الحَقائب التي بيدها قد سَقطت عَيناها عليه.
ابتسمت بِوسع وبِشكل تِلقائي حتى وقف أمامها قبل أن يحمل عنها الحَقائِب قد كَوّب وجهها يسحب شفتيها بِشوق كَبير،بينما هِي تَذوب مِن هذهِ القُبلة حَتى سحب كُلّ الوزن الجُنوني الذي يُرهِقها ويُرهق أناملها،زَمجر بعدم تصديق قائِلاً:سُحقاً هِيلين هَذا جُنوني مَاذا اشتريتِ بِحق الجَحيم؟
هِيلين:الأَساسيات سَيَد جُيون،إنها الأَساسيات.
جُونغكوك:هَل عَثرتِ على فُستان مُناسِب؟
هِيلين:أَنت خَبيث،لا تَسأل هَذا السّؤال مُجدداً.
قَهقه بقوّة ثُمّ اقترب يرتطم بِخفة في جَسدهِ قائِلاً:وجهكِ يُخبرني أنّكِ فعلتِ!
أنا مُتشوّق بالفِعل!
هِيلين:أحد العامِلين في المَتجر سَيأتي اليوم لِيُسلّمهُ لِي حَتى يمكنني أخذه قبل أن نُغادر،مَتى سَنعود؟
جُونغكوك:لا أَعلم،لكِن الأيّام القَادِمة،وفي أي وَقت،هل تُريدين العَودة لِكُوريا سَريعاً؟
هِيلين:العَمل،أشعر أنّ هُنا أَغلال حَول يدي وعُنقي تَمنعني مِن الهروب إلى أي مَكان بَعيداً عن الفُندق والمَشفىٰ.
جُونغكوك:سَأفعل كُلّ مَا بِوسعي لِنعود،وفي النّهاية سيتوَجّب عليكِ أخذ عُطلة شهر العَسل،الزّفاف في ذَات الأسبوع الذي سنصِل بِهِ.
توقّفت بفراغ تُحدّق بهِ يبتعد عَنها حَتى التفت بِإستفهام مُتسائِلاً:هَل أنتِ بِخير؟
هِيلين:مَاذا تَعني في ذَات الأسبوع سيّد جُيون؟
جُونغكوك:يَعني أننا سَنبدأ في التّحضير لِزواجنا بِشكل رَسمي في اليوم الذي ستطئ بِهِ قدمنا كُوريا.
لَن أنتظر أَكثر مِن هَذا سَأفقد عَقلي.
هِيلين:جُونغكوك.
كَان يُشاهِد تشتتها الكَبير ورَهبتها فيما قاله،هِي سَعيدة للغاية وهَذا كَان واضِعاً على مَلامحها،لامَس كَتفها يجعلها تتيقّظ مِن غَفلتها وابتسم مُردفاً:هَيّا صَغيرتي.
سَارت خَلفهِ تُخفي وجهها الشَاحِب مِن مُجرد التّفكير،نَعم هِي للتو قد اختارت فُستان زِفاف أَخيراً،لكِن لَن تستوعب إلا إذا أتى يَوم الزّفاف،إذا وَجدت نَفسها تَسير الممر الذي يَقف حَبيبها في نِهايتهِ،وَصلا حَيث السّيارة وأَدخل جُونغكوك الحَقائِب في الكَابينة الخلفية لِتُعلّق هِيلين بِإنزعاج:لَم استخدم المُسدس إذاً لِمَ جَعلتني أمتلكه؟
جُونغكوك:للطّوارِئ صَغيرتي.
دَخلا السّيارة وأمسك بِالمقود ليتحرّك لكِنّه شَرد قليلاً يُفكّر في مُحادَثة يُونغي حتى التَقط هَاتفهِ لكِنّه فُزع عِندما صَرخت هِيلين سَريعاً وصَاح بِعدم تَصديق:هِيلين هَل جُننتِ ما اللعنة!
هِيلين لا شَئ فقط...أردت الصّراخ،مُجرّد تفريغ طاقة تَعلم.
جُونغكوك:أنتِ مَجنونة يَا إلهي.
تَرك الهَاتف وشَرع في القِيادة لِتزفر هواءها بِراحة وجَلست بِإعتدال حَتى تَذّكرت شَئ جَعلها تُفكر طويلاً،كَأن عَقلها فاقِداً ذِكرى مُهمّة جِداً وتُحاول عَصرهِ لِلعثور عليها وبَعدها تذكّرت جُملة مِينجي؛هَل تَشاجَرا؟
التفتت تَرمِق جُونغكوك ثُمّ سأَلت:لقد تَحدّثت مَع مِينجي قَبل سَاعات.
جُونغكوك:لا أَعلم أين يُونغي هِيونغ،لقد حَاولت مُحادَثته عِدة مَرّات لكِنّه لا يُعاود الإتصال بِي.
هِيلين:هَل هُناك شَئ مُهم؟
أخذ جُونغكوك ثَوانٍ لِيرد ثُمّ قال:لا،لا شَئ،فَقط اطمَئِن،أُريد أن أعرف مَتى سَيعودان،وعلى أساسهِ سَأضع مَوعِد للزّفاف.
هِيلين:رُبما علينا أن نَجعلهما يَأتيان قَبل انتهاء شَهر العَسل.
جُونغكوك:لَن أنتظر شَهر آخر،يجب عليهُما المَجيئ ويُمكنهما العَودة في أي وَقت،مَنزلي مُتاح هُناك.
هِيلين:سَأسير بِمفردي في الممر حَتى أجدك تنتظرني،هَذا كَان حُلم هِيلين ذات العِشرون عاماً.
ألمه قَلبهِ كَثيراً عِندما سَردت ما تَشعر بِهِ حَتى قَرر البَوح بِكلّ شَئ عَن طريق كَلِمات هادِئة مُردفاً:لَقد عَثرنا على تَسجيل لِمَن كَان يعيش في المَنزِل.
هِيلين:حَقّاً!
كَيف!
جُونغكوك:عَثرنا على أقرب كَامِيرات مُراقبة وقُمنا بِتفريغها،سَأعرضها عليكِ.
هِيلين:بَالطّبع.
___________________
يَجلسان قُرب بَعضهما،يَضع جُونغكوك الحَاسوب على الطّاولة المُربّعة أمامهما،وَضع يدهِ يَضغط على لوحة المَفاتيح لِيشتغل التّسجيل،لقد شَاهدهُ مِئات المَرّات والآن هو يَجلس يُراقِب تَعابير وجهها التي لَم تتغيّر،إن كَان جُونهو،ستتعرّف عليهِ سَريعاً،فَـ هو والدها.
قَام بِتشغيل عِدّة مَقاطع أُخرى بِزوايا مُختلفة لكِنّه لَم يَجد مِنها ردّة فِعل أبداً،جَلست بِإعتدال ونَفت بِرأسها قائِلة:جُونغكوك كَيف تنتظر مِنّي أن أعرفه؟
يَبدو كَالقاتل المَأجور،لَا شَئ ظَاهِرٌ مِنه.
جُونغكوك:رُبما هو على عِلاقة بِجُونهو،صديق له في ألمانيا،ودَعاه للبقاء في مَنزلهِ في المَدّة التي يَتواجد بِهِ في كُوريا.
هِيلين:مُستحيل،أبي لَن يَفعل هَذا،مَنزلنا هذا مُقدّس بالنّسبة لَه لقد عاشَت بِهِ هاندا طُفولتها،عِندما كَان يُريد تَذكّرها كَان يَأتي إلى هُنا،لَن يَسمح لِأي شَخص بالبَقاء بِهِ وطَمس ملامح عائلتنا،وأيضاً سَيّد جُيون،لِمَ صَديق أبي أو أي لَعنة سَيأتي لِزفاف يُونغي ومِينجي؟
يَأخذ صُور لَنا،واللعنة كُلّ صُورنا بالمَحكمة كَانت مُعلَقة هُنا،لِمَ سيفعل هَذا؟
أسئلتها المُتفرقة قد حَيّرته أَكثر،وسّعت مَداركهِ وشَكِّهِ في كلّ شئ،أغلقت الحَاسوب وكوّبت وجههِ تتمعّن النّظر بِعينيهِ ونوّهت:مَا الذي يَحدث لَك تَبدو مُشتت لَلغاية جُونغكوك.
جُونغكوك:أنا فَقط...أُريد مَعرفة مَن هُو.
هِيلين:سَتفعل،يَا إلهي سَيّد جُيون لَقد فَعلت أصعب مِن هذهِ القَضيّة بِمراحِل،لِمَ تقلق بِشأن أي لَعين كَان يَعيش هُنا؟
جُونغكوك:يَعرفنا هِيلين،قَريبٌ مِنّا لَلغاية،كَما كَان ووشِيك قَريباً.
هِيلين:كَان يَعيش هُنا لِسبع سَنوات،مُنذ مَوت أبي،أتت لَه مِئة فُرصة لِيُدمّرنا مَع ووشِيك لكِنّه لَم يَفعل،لا أَعلم مَن هو لَكِنّه لَم يُؤذينا.
جُونغكوك:لَن أَنتظر مَعرفة نَواياه هِيلين بِحق الجَحيم أنا أُريد العُثور عليهِ.
هِيلين:إذاً لَن تعثر عليهِ هُنا،هو لَيس بألمانيا،مُستحيل،لِأنّه إن كَان قريباً مِنّا،فَـ هو يَعرف أنّك فِيدرالي،سَتعثر عليهِ على الفَور.
جُونغكوك:إذاً لِنعد لِكوريا الآن،حَالاً.
هِيلين:يا إلهي سَيّد جُيون اهدئ.
عَانقتهُ بِقوّة تُهدئ مِن روعهُ تَسحبه ناحيتها تَمسح على شَعرهِ،قَبّلت جَبينهِ ورددت:لا شَئ سَيحدث لَنا،لقد مررنا بالأَسوء.
__________________
عَاد مِن كُوريا اليَوم،ومُنذ عَودتهِ،يبدو صَامِت بِشكل مُريب،وزَوجتهُ تَرمقهِ بقلق،وقع بَصرهِ عليها حَتّىٰ ابتسمَ بلطف ومَدّ يدهِ يلتقط خَاصتها،جَلست قُربهِ ومررت أناملها على وجنتهِ قائِلة:حَبيبي يُونغي،تَبدو مُرهق التّفكير للغاية،فقط أَخبرني ما الذي يَجري مَعك؟
يُونغي قَليل الكلام في الطّبيعي لَكِنّه مُختلف تماماً مَع مِينجي،والذي لاحَظت هذا مُنذ وصولهِ،يُراقِبها ويبتسم لكِن وجههِ ظاهرٌ عليهِ كُلّ شئ،نَفى بِرأسهِ واقترب يَحبس شَفتيها بَين خَاصتهِ لِوقتٍ طويل ثُمّ ابتعد يُقبّل جَبينها مُردفاً:أنا بِخير فَقط مُتعب مِن السّفر.
مِينجي:لكِن هُناك مَا يُثقل كَاهِلك،تهرب مِن صديقك،مِن هِيلين،ظننتكما أصدقاء مُقرّبين،إن كَان هُناك شَئ لا يُمكنك اخباري بِهِ،حَادِث هِيلين.
يُونغي:تُحضّر لِزفافها صَحيح؟
مِينجي:نَعم،لقد حَادثتني أمس عِندما كَانت في السّوق التّجاري،تنتقي فُستان،وأخبرتني أنّه عند عَودتهما لِكوريا،سَيُقيمان زِفاف أَخيراً.
يُونغي:سَأنتظر حَتى يَنتهي الزّفاف،ووقتها يُمكنني التّحدث.
مِينجي:بِشَأن ماذا يُونغي؟
يُونغي:مِينجي أَرجوكِ.
مِينجي:يُمكنني تَفهّم أي أمر اخبرني حَبيبي.
يُونغي:لا يُمكنني،لا يُمكنني الآن صَدّقيني.
مِينجي:حَسناً لا بَأس،عِندما تَكون مُستعداً،أَعِدك أنني سَأكون جَديرة بِالأَمر،لا تتردّد أبداً،تَعلم أنني أُحبّك كَثيراً يُونغي،وسَأُساندك مَهما حَدث.
عانقتهُ بقوّة حتى دَفن رَأسهِ بُعنقها يهرب مِن التّفكير المُزمن الذي لازمه بِجنون،حَالهما حَال جُونغكوك وهِيلين،جُونغكوك يَشك بِأن جُونهو على قَيد الحَياة،ويُونغي مُتأكد أن جِيهون هو الشّخص الذي استوطن مَنزل هِيلين في ألمانيا وعَاش بِهِ لِإثنين وعِشرون عاماً هارِباً مِن مَصيرهِ تَارِكاً خلفهُ طِفليهِ.
تَارِكاً خلفهِ كُلّ شئ في فَوضى عَارمة واختار نفسهِ وهَرب،بِجنسية أخرى،هَويّة أُخرى،بَلد مُختلفة،يُريد تَنبيه جُونغكوك لكِن مُستحيل أن يُؤذي رَجل طِفلهِ الذي يُرتّب لِزفافهِ مَع حبيبتهِ صَحيح؟
وفي ذات الوَقت،هو لا يَثِق بِجيهون،فَـ مَن هو في حَياتهم جَميعاً مُنذ سَنوات طَويلة،لِمَ سيظهر الحُب والحنان لِأطفالهِ ويَحميهم بينما هو قد اختفى واختار نفسهِ والهُروب؟
ابتعد عَن مِينجي سَريعاً ورَاقبته يقف ويُحادِث شَخصاً مَا على الهَاتِف حَتّىٰ نوّه:جُونغكوك هُناك شَئ يَجب أن تَعرفه.
بَينما في الجِهة الأُخرى،جُونغكوك التزم الصّمت وتَرك مِساحة للأَكبر للحديث لكِنّه استَجمع ذَاتهِ وابتلع رِيقهِ مُردفاً:لا،لا شَئ،سَأُخبرك لاحِقاً.
جُونغكوك:مِينجي حَولك؟
يُونغي:نَعم.
جُونغكوك:حَسناً.
يُونغي:هَل هِيلين مَعك الآن؟
جُونغكوك:لا،إنّها في الحَمّام،لقد كَانت تَشك بِكلّ شئ واللعنة.
يُونغي:وماذا حَدث؟
جَعلت مِنها ثَملة؟
جُونغكوك:نَعم بِالطّبع،أين كُنت هِيونغ؟
يُونغي:كُنت اشتري بَعد الأَشياء التي تَنقص المَنزِل،وأُحضّر لِزفافك أيّها الوَغد.
جُونغكوك:هَل أطلب مِنك مَعروفاً هِيونغ؟
يُونغي:نَعم مَاذا تُريد؟
خَرج جُونغكوك مِن المَنزِل بالكَامِل وأشعل سِيجارتهِ يَشهق مِنها الكَثير ثُمّ نَوّه:سِر بِهيلين في الزّفاف،أنا زَوجها،مِينجي إشبينتها،لا تَمتلك شَخص آخر غَيرك،وجُونهو لا أَعلم هَل هُو حَقّاً على قَيد الحَياة أم لا أنا فَقط أتكهّن لا أمتلك دليلاً لَعيناً مَلموساً،إن كَان حَيّاً فَـ هو بِالتّأكِيد يَعرف أنّ زِفافها قد اقترب،مَتى سَيظهر؟
يُونغي:بالطّبع جُونغكوك،هِيلين مِن عائِلتي،سَأعتني بِها،لكِن الأَهم مِن كُلّ هذا،مَاذا فَعلت؟
جُونغكوك:قُمت بِتفريغ كَامِيرات المُراقبة في كُلّ مَكان،لكِنّه حَقَاً مُلّثّماً،يَرتدي قُفّازات،قُبعة،قِناع،لا يَظهر مِنه أي ملامِح بَشرية،لا يَراه أحد ولا يَرى أَحد،وكَأنّه بِـ مَنفى.
يُونغي:مَن هو بِإعتقادك؟
جُونغكوك:كُلّ الأَدّلة تُشير بِأنّه كِيم جُونهو،مَن وَضع تَقرير تَشريحهِ وموتهِ داخل دِرج المَكتب غَيره؟
مَن كَان قريباً مِنّا كُلّ هذا الوقت ونَقل كُلّ الصّور إلى ألمانيا؟
كُلّ شئ يُشير بِأنّه جُونهو،لا أَعلم هل سَيبقى قَضيباً لِآخر لَحظة ويفوته الزّفاف،أم سَيظهر حِينها؟
يُونغي:لا تتأَكَد كَثيراً جُونغكوك،رُبما لَن يكُون جُونهو.
جُونغكوك:مَاذا تَقصد؟
يُونغي:أَقصد لَيس لِأنّه والدها يَعني أنّه لَن يُؤذينا،نَحن السبب في كُلّ شئ حدث لَه تتذكّر؟
لِذا لا تَثق لِأنّك زَوج ابنتهِ لن يُؤذيك،احترس،احمِ هِيلين،وعُودا لِكوريا بِأسرع وَقت.
جُونغكوك:سَنعود غَداً.
يُونغي:رائِع،نَحن أيضاً.
جُونغكوك:مَاذا؟
أنتُما في شَهر العَسل.
يُونغي:يُمكننا التّأَجيل،في النّهاية زِفافكما سيكون قَريب للغاية ويجب علينا حُضورهِ.
جُونغكوك:شُكراً لَك،أراك في كُوريا.
أنها المُكالمة واستدار يُونغي لِيُلاحِظ تَعابير مُينجي المَصدومة ووقفت بِصعوبة مُردفة:كِـ كِيم جُونهو حَي؟
__________________
أسبوع طَويل للغاية،مَليئ بِتصرّفات جُونغكوك ويُونغي،كِلاهما يَعتقد أنّ أحد الأبوان على قَيد الحَياة وهذا مَصدر كَبير للإرتياب حَقّاً،حَولهما حِراسة خَاصّة لا يَشعر بهم عَشيقاتهما،يُونغي يُخفي حَقيقة جِيهون على مِينجي،وجُونغكوك يَخفي احتمالية وجود جُونهو.
لكِن كُلّ التّوتر والقَلق يجب أن يَتلاشىَ اليَوم،الزّفاف المُنتظر مُنذ سَنوات،كِلاهما في غُرف مُنفصلة،يَتجهَزان جَيّداً ويُحاولان جَاهِداً دَفع كُلّ القَضايا وحلولها المَجهولة خَلف ظَهورهما اليَوم،لكِن الشّخص الوَحيد الذي كَان مُتوتّراً أكثر مِن اللازم وربما أَكثر مِن الثّنائي المَقصود بالزّفاف هو يُونغي.
يَتصنّع ابتسامات مُزيّفة وحَديث مَازِح يُحاول بِهِ إزاحة القلق والفَزع الذي يُلازِمه طَوال اليَوم،لَم يَنم الليلة المَاضية مِن شِدّة تَفكيرهِ،عقلهِ يسترجع كُلّ ما حَدث في خطبتهما مُنذ سَنوات وهذا يَدفعه للجُنون وَجعله يُرسل شُرطة بَعدد مَهول وحِراسة مُشددة حَول المَكان بشكل أَكبر مما سار الأَمر في زِفافهِ،لا صَحافة،لا أشخاص مَجهولين.
يَمتلك سَمّاعة في أذنهِ يسمع كُلّ شئ يدور في قاعة الزّفاف والذي يُتليها عليهِ مُساعِد لَه لِيُنّبهه بوجود أي شَخص مُشتبه بِهِ قد وَلج إلى المَكان،اقترب بإبتسامة صَغيرة وعَدّل رَبطة عُنق جُونغكوك وبِدلتهِ السّوداء ومَسح على كَتفيهِ بِشرود،أخذه بَين أحضانهِ يُعانقهِ بِقوّة مُنوّهاً:أَخيراً جُونغكوك.
جُونغكوك:أَخيراً هِيونغ،عَاد إلى بَصري،قوّتي،عَملي،كُلّ شئ،وسأتزوّج مِن هِيلين اليَوم،قَتلنا ووشِيك،تَخلّصنا مِن جِي يُون و...
يُونغي:تَبّاً لقد شَعرت بالذّنب؟
كُنت أعرف مَاذا سَتقول.
جُونغكوك:بِقدر ما كُنت أَكرهه لكِن أُقدر أنّه مات في سَبيلها،هَذا شَئ جدير بِحق تَايهيونغ تَعلم؟
كُنت أتمنّىٰ أن يَكُون هُناك لِأجلها،لتَكتمل سَعادتها.
ابتعد يُونغي ورتّب خُصلات شَعر الآخر يربّت على ذِراعيه مُردفاً:لا تَمنح ذَاتك طَاقة سَلبية اليَوم جُونغكوك،لِيرقد في سَلام،تَبدو وَسيم للغاية.
جُونغكوك:شُكراً لَك هِيونغ،أنا أَعنيها،وليس لليوم فَقط،لِأَنّك هُنا لِأجلي،بَل لِأنك كُنت دائِماً هُنا،تَشاجَرت مَع مِينجي وانقَطعت عِلاقتكما لِسنوات رُغم حُبّكما الشّديد لِمُغادرتها لِكندا وتَركها لِي.
يُونغي:لكِنّي أنا مَن استرجعتُها مِن كَندا تَذكُر؟
جُونغكوك:شُكراً لَك،لِأنّك رمّمت علاقتي بِها مِن جديد،ولم تتركني عِندما كُنت ضَرير،وسَاندتني،وكُنت تعتني بِهيلين أحياناً رُغم كُرهك لها في بِداية عَملي على القَضيّة،مُساعدتي عِندما كُنت مُحقق مُبتدأ،أنا آسف إن كُنت قَضيباً مَعك.
يُونغي:إن؟
تَشك؟
أنت دَائِماً قَضيب جُونغكوك.
قَهقها وتَعانقا مَرّة أُخرى وبينما كَان يُونغي يَمسح على شَعر الأَصغر قد علّق جُونغكوك بِنبرة مُنخفضة:شُكراً لِأنّك كُنت أباً أثِق بِهِ وأَلجئ لَه.
فَرُغت مَلامِح يُونغي مِن التّعابير وشدّ على جَسد جُونغكوك وعقلهُ يَنهشهُ مِن شَدّة التّفكير،بينما في الجِهة الأُخرى مِينجي كَانت تَقف تُحدق بِصدمة في جَمال هِيلين الجَذّاب بَعدما انتهت المُساعِدة مِن الفُستان وتَعديله،انتهت مِن وَضع مُستحضرات التّجميل،عُقد بَسيط وخلّاب على عُنقها العارِيّ،تُحدّق في خَاتِم زِفافها بِإبتسامة صَغيرة ونوّهت:كَيف أبدو مِينجي؟
مِينجي:جُونغكوك سَيفقد عَقلهِ تَماماً أنا أَعنيها.
هِيلين:أنا أُريدهُ واعي تَماماً.
فُستانها كان يَمنحها مُرونة في الحَركة حَيث كَان بَسيطاً وَلم يَكُن كَبير وثقيلاً لِيُقيّدها،فَقط رَفعته قليلاً لِترتدي حُذائها ووقفت أمام المِرآة مُجدداً،شَعرها المُنسدل والمُصفف،عَينيها البّراقَتان،اقتربت مينجي نَحوها وعانقتها بِقوّة مُردفة:سَعيدة أنّكِ الفَتاة التي اختارها أَخي،سَعيدة حَقّاً أنّكِ المَرأة التي سَتبقى مَعه لِبقية حَياتهِ،سَأضمن سَعادتهِ مَعكِ دُون شَك.
كَانت لَحظة تَقدير لِوجودهم فِي حَياة بَعضهم البَعض،مَن كَان مَعك في أصعب الأوقات والظّروف التي قد تَمرّ بِها،سَتضمن وجودهِ وتقدرّه في أهم وأسعد لحظة في حَياتك،وهذا ما فعله الأربعة،كَانوا يَمقتون بعضهم واشتركوا في الإنتقام الجَماعي لِكن أنتهى بِهم الأَمر كَعائِلة قَوّية،حُب مُتبادل،ثِقة صَعبة الكَسر،صَداقة كَانت مُستحيلة لكِن أصبحت وطيدة،كَعلاقة هِيلين ويُونغي،كَعلاقة جُونغكوك ومِينجي التي انتهت وكُسرت لِسنوات لكِنّها عادت وتَمّ ترميمها مِن جديد
يُونغي ومِينجي اللذان كَانا يَشتركان في شَخصٍ وكَان جُونغكوك،الذي أخذ يُونغي صَفّهِ وتشاجر مَع مِينجي لِأجله،لو لَم يَتشاجرا،لن تتزوّج مِينجي شَخصاً آخر وكَان سَيكون يُونغي مُنذ سَنوات،كُلّ شئ حَدث مَعهم جَميعاً لِسبب،في النّهاية،يُونغي تزوَج بِمينجي،واليوم جُونغكوك والذي كَان ضَريراً ويَلزم فِراشهِ وغُرفتهِ لسنوات،قد أبصر على عشيقتهِ التي فَقدها وظَنّ أن علاقتهما انتهت إلى الأَبد.
طَرق على البَاب،جَعل مِينجي تَذهب لِفتحهِ سَريعاً وَظهر مِن خلفهِ زَوجها حَتى اردفت:جُونغكوك سَيكون خَارج التّخطية حَقّاً.
اتسعت عَيناه عِندما وَقعت على هِيلين التي ابتسمت نَحوه وعلّقت:مَرحباً مُحقق مِين.
يُونغي:سُحقَاً هِيلين جُونغكوك مَيت.
قَهقهوا بِقوّة حَتى سَألت بَعدما التَقطت بَاقة الوَرد الخَاصّة بِها:أين هُو؟
يُونغي:بالأَسفل،هَيا أيتها الجَميلة لقد انتظر طَويلاً.
مَد ذِراعهِ لتلتقِطه هِيلين وتحرّكوا خَارج الغُرفة،مَسافة قَصيرة وتوقّفوا عِندما تَحدّثت مِينجي سَريعاً:انتظرا!
سَأدخل أولاً!
فَتحت البَاب وَدخلت قبلهما،أَخذت هِيلين نَفساً عَميقاً وقد انتظر يُونغي استعدادها للدّخول حَتى علّقت:هَيا.
فُتح البَاب مُجدداً لَهما ورَفعت هِيلين رَأسها لِيسقط بَصرها على زَوجها الذي يَنتظر في نِهاية المَمر،شَدّت هِيلين بشكل تِلقائي على ذِراع يُونغي لِيُحدق نَحوها هَامِساً قِرب أذنها:مَاذا؟
هَل أنتِ بِخير؟
هِيلين:قَبل عامِين،هذا كَان آخر مَشهد قَد أتخيله.
يُونغي:صَدّقيني هَذا المَشهد لم أَكُن أتخيّل غَيره.
ابتسمت نَحوه وصرّحت بِصدق:شُكراً على إيمانك بِنا.
يُونغي:عَلى الرّحب عَزيزتي.
على شِمال هِيلين قَد وجدت يُورا،جِينا،دُويون،عائِلة تَايهيونغ،الذين دَعتهم هِيلين بِنفسها فور وصولها كوريا،لوّحت مُبتسمة بِإمتنان على تواجِدهم جَميعاً في يَومها المُهم،ودون وَعي قَد تَخيّلت تَايهيونغ يَجلس بَينهم،يبتسم نَحوها بِلطف،هذا هزّ مَشاعرها لِكنّها التفتت لِزوجها الذي يَنتظرها في النّهاية.
سَحبت يُونغي وأنزلته لِمستواها مُردفة:هَل تُؤيّد أول شَئ يَأتي في عَقلك؟
حَتى وإن كَان مَجنوناً؟
دُون أن تُفكّر مَرتين؟
يُونغي:بالطّبع عَزيزتي،هذا شِعاري.
قد فَهم يُونغي ماذا تَقصد على الفَور ثُمّ تَرك يدها لِترفع فُستان زِفافها ورَكضت نَحو جُونغكوك،قهقة والتَقطها يَحملها بَين ذِراعيهِ يَدور بِها،أنزلها يُعانقها بِقوّة،كوّب وجهها وأخذ شَفتيها يَحبسها بَين خَاصتهِ ليُصفّق الجَميع حِينها،وقف يُونغي بِجانب مِينجي يُعانق خَصرها وقَبّل وجنتها مُردفاً:أشعر وأن أبنائي تزوّجا اليَوم.
قَهقهت تَأومئ مُتفقة على حَديثهِ،فجأة أذنهِ قد التَقطت مُساعدهِ يُردف:سَيّد مِين،هُناك رَجل مُشابة للمواصفات الذي ذَكرتها لِي مُسبقاً،أطلب مِنك المَجيئ على الفَور.
تشتت يُونغي وأنزل سمّاعتهِ يُخفيها ونوّه لِنفسهِ:لا،لَيس اليَوم،لَن أَسمح لَك.
التفت يُونغي لِمينجي وعلّق سَريعاً:نَسيت شَئ في سَيّارتي بالخَارِج.
مِينجي:الزّفاف سَيبدأ يُونغي.
يُونغي:سَأُسرع.
خَرج راكِضاً يَبحث عّن مُساعدهُ ويَمسح المَكان بِعينيهِ،توجّه نَحو رَجل مُلَثّماً،يَرتدي ثِياب سَوداء،يَقترب نحو موقِع الزّفاف،أمسك يُونغي ذِراعهِ بقوّة وأَخرج سِلاحهِ يوجّهه قُرب رَأس الآخر مِن الخَلف ونوّه:توقيتُك كَان دَائِماً خَاطِئ سَيّد جُيون ألا تَظن هَذا؟
أنت تَعلم أي نوع مِن الرّجال قد ربّيت،أَنت مَيّت بِالنّسبة لَه،ألم تُفكَر أنّه إن اكتَشف أنك حَيّاً لا مَانع لديه في أن يَقتلك كَما قَتل عدوّك؟
_________________
نِهاية البَارت🤍،كِيف كَان مَعكم؟
-سؤالكم المُتكرر كِل بَارت،مَتى بتنتهي الرّواية؟
صَراحةً مادري،بس أنا أدري متى بَخلصها وكيف،لكِن عدد البَارتات مُو كِثير
١/عِرفنا إن جِيهون حَيّ،تتوقّعوا جُونهو حَي؟
٢/جُونغكوك وهِيلين بُيعرفوا؟
٣/مِينجي تَدري؟
٤/وشَ بتكون ردّة فِعل جُونغكوك؟
٥/توقعاتكم للأحداث القادِمة؟
أشوفكم البَارت الجَاي كُونوا بِخير لِحينها🤍.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top