POST ||6
_____________________________________
استغربت الآنسة لي من اتصال صديق جونغكوك هوسيوك في وقتٍ يعلم جيدًا أن جونغكوك سيكون مشغولًا فيه، لم ترد أول مرة لكنه ألحّ في الاتصال كثيرًا، في النهاية ردت رادفة:
- مرحبُا سيد جونغ، هل هناك خطبٌ ما؟
اقتضب هوسيوك ردّه وقال:
- هل يمكنكِ تمرير الهاتف لجونغكوك؟ أحتاجه في أمرٍ مهم.
القت الآنسة لي نظرة على جونغكوك، فقد كان الأخير منشغلًا مع المصور في مناقشة حول الوضعيات الأنسب وكذلك حول طريقة التصوير، زمت شفتاها إلى الداخل ثم قالت:
- أعتذر سيد جونغ، لكن السيد جيون مشغولٌ الآن..
وقبل أن تكمِل قاطعها هادرًا:
- قلت لكِ أنه أمرٌ مهم، أعطيه الهاتف.
تنهدت ثم قالت:
- حسنًا، كما تريد.
أخفضت الهاتف منزعجة من طريقة كلامه معها، حسنًا، إن كان قد واجه يومًا عصيبًا، فهي ليست الشخص المعني بالأمر، وعليه أن يخرج طاقته السلبية على شخصٍ آخر وليس عليها.
توجهت نحو جونغكوك وما إن وقفت بجانبه اقتربت منه وهمست:
- هناك اتصالٌ من السيد جونغ، يقول أنه أمرٌ مهم.
ثم أعطته الهاتف وتنحت جانبًا، استأذن من المصور رادفًا:
- بعد إذنك، عليّ الرد على الاتصال.
هزّ المصور رأسه سامحًا له بذلك، ابتعد قليلًا عن المصور ثم رد:
-ماذا هناك؟ ما هو الأمر المهم؟
ردّ هوسيوك بصوتٍ عميقٍ وهادئ:
- يؤسفني أن أنقل لك هذه المعلومة، لكن..
توقف قليلًا ثم أكمل:
- تلقيت معلومة بعد أن شغلني كثيرًا أمر ذلك الحساب، طلبت من صديقٍ لي في الشرطة الالكترونية أن يتتبعه ويعرف مكانه، لكن..الأمر الصادم..
تنهد بضيق وكأنه لا يستطيع إخراج الكلمات بينما أنصت جونغكوك له بحذر دون مقاطعة، أكمل:
- الأمر الصادم..أن الحساب موقعه في روسيا وليس كوريا، هذا يصعّب علينا مسألة إيجاده بسهولة، أخبرني صديقي أنه يمكن لأي شخص في كوريا تغيير الموقع عبر أي تطبيق VPN، أو ربما يكون منشيء الحساب في روسيا لكن من يستخدمه في كوريا وذلك عن طريق بيع الحساب، لكن هذا لا يستبعد أنه ربما قد يكون في روسيا حقًا.
طارت الكلمات من عقل جونغكوك واحتمال الرد صار ضئيل، أرجع خصلات شعره إلى الخلف بأصابعه الطويلة، حركة تدل على إنزعاجه مما تلقّاه، وقد لاحظت ألآنسة لي ذلك من تجهم وجهه الذي بدا دون تعابير تُفهم.
لا يعرف جونغكوك كيف أنهى الأتصال، لكنه أنهاه، وأخفض الهاتف، بدا عليه أنه لا يستطيع إكمال العمل، دنت منه الآنسة لي ثم قالت بصوتٍ خفيض:
- هل يمكنك إكمال العمل؟ هل أطلب منهم تأجيله وألغي بقية المواعيد لهذا اليوم؟
هزّ برأسه موافقًا رأيها، سامحًا لنفسه بأخذ استراحة.
في وقتٍ لاحق من مساء ذلك اليوم اتصل به صديقه تيهيونغ؛ يقنعه حتى ينضم لهم في مقهى نامجون، لكنه اعتذر عن ذلك مفسرًا عدم ذهابه بتعبٍ قد أصاب جسده.
بعد أن أنهى الاتصال عاد لما كان ينظر له في الهاتف ألا وهو المنشور السادس الذي نشرته تلك الفتاة، كرره مرّات عديدة؛ ليتذكر ذلك الموقف الذي جمعه بها، والذي تحدثت عنه في منشورها.
كان المنشور كسابق المنشورات، صورة له وبالتحديد صورة لظهره، التقطت من الخلف عندما كان ينظر من النافذة إلى فناء المدرسة الأمامي، في الصورة كانت الشمس ترمي بخصلاتٍ من شعرها عليه، بان بذلك لون شعره البني بوضوح.
أما ما كتب تحت المنشور فقد كان:
«أتذكُر؟ عندما جمعنا فريق واحد في مهرجان الذكرى السنوية لمدرستنا، كان فريق الموسيقى، كنت بارعًا في العزف على الكمان بينما كانت آلتي الموسيقية هي الهرمونيكا، كان تسلسل فريقنا الأخير، وكان أداءنا هو ختام المهرجان، فريقنا متكون من ستة أشخاص، وكنت القائد بالرغم من أننا لم نرشحك حتى، لكن صرت كذلك بتلقائية، وبدا الجميع موافق دون اعتراض، بعد أداءنا كان علينا تنظيف المكان، وقد ساعدتني بحملك آلة الكنترباس عني، انحنيت لك وشكرتك، بالمقابل تلقيت ابتسامةٍ منك وتلويحة صغيرة بيدك رافضًا شكري لك مبررًا أن لم يكن هناك داعٍ، في تلك اللحظة تمنيتُ لو رفعت غرتي ونظرت لك جيدًا، وأشبعتُ مقلتاي من تلك الابتسامة، لكن إن فعلت، حينها ستكتشف أنني أحبك، كان ذلك واضحًا، وكنت غير قادرة على إخفائه، أتذكُر؟»
قال جونغكوك مفكرًا:
«أتذكّر المهرجان، أتذكر الحفل، لكن..تلك الفتاة»
اتسعت عيناه وشهق بصوتٍ منخفض عندما تذكّرها، نعم! لقد تذكرها، مع كل تلك المواصفاتِ المذكورة، استحضر ذكرى ذلك الموقف من أعماق عقله، لقد حدث ذلك فعلًا، لكن، الفتاة التي يتذكرها لم تبدو من النوع الذي كان معجبًا به، لم تبدو كذلك أبدًا.
«لكن..»استطرد«ما الفائدة من ذلك وهو غير قادر على إيجادها، تذكّره لها ليس له معنى.»
بدت له فكرة أن يتحدث معها في خاص حسابها فكرة سديدة، لذا بادر بفعل ذلك، كتب لها مرسلًا:
«مرحبًا! لقد تذكرتكِ، ما رأيكِ أن نتقابل؟ سأكون مسرورًا بذلك.»
«هذا أفضل، سترد لا محاله.»
______
#تامي.
رايكم بالبارت؟
ما راح احجي عالتفاعل لأنه محبط.
___
#إيجابية«تأكد أن الله يراقبك، ويسمعك، ويراك، أينما كُنت، ينتظر استغفارك وتوبتك.🥀💖»
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top