POST ||10


FIN⚘.

طوال طريق رحلته في الطائرة، كان يفكّر بما حدث له في الأيّام السابقة من توتر وضغط، كان سببه شخصٌ مجهول، والأغرب من ذلك أن الأمر انتهى في لحظة كما بدأ بالضبط.

الشخص المسؤول كان قد حدد مسبقًا متى يبدأ الأمر ومتى ينهيه، بدأه في الوقت المناسب وأنهاه في وقتٍ مناسب كما في الجريمة الكاملة، وعلى الأرجح أن ذلك الشخص هو من أعطاه بداية الخيط التي ستؤدي إليه.

بعد هبوط الطائرة ودخوله المطار استأجر سيارة واتجه إلى أقرب فندق وحجز ليومان، لم يكن مدير أعماله معه، فقد كان جدول خاص به، مدير الشركة بأنه ذاهب إلى بوسان لزيارة أهله لأمرٍ ضروري، وكم شعر بالراحة عندما انتهى الأمر دون معرفة المدير به.

وصله إشعار ما إن خلع سترته ووضع الهاتف على طاولة القهوة الصغيرة في الغرفة، التقطه مرة أخرى ثم فتحه، كانت رسالة من سونغ جي، محتواها هو عنوان لي جين في قوتشانغ، قطب حاجباه لوهلة مستغربًا، لكن زاوية فمه ارتفعت بسخرية، وفكّر أنها مازالت تؤدي عملها كمساعدة له بالرغم من أن عملها قد انتهى.

- كم أنت دؤوبة، لي سونغ جي.

كان يشعر بالتعب، كذلك عضلاته المتصلبة من الجلوس طوال وقت الرحلة أشعرته بالإرهاق.

بعد أخذه لحمامٍ دافئ أرتخت عضلاته، شعر بتحسن قليلًا، لكن النوم سيجعل طاقته لا حدود لها.

حينما استلقى على السرير، زارته العديد من الأفكار عن الأيّام السابقة، لكن كان هناك سؤالًا قد سأله لنفسه قبل أن ينسدلا جفنيه ويسقط في نومٍ عميق«كيف حصلت سونغ جي على العنوان؟»

بعد استيقاظه ودخوله الحمام وتبديله لملابسه، كانت الساعة الخامسة مساءًا، ما عليه إلا أن يذهب حيث عنوان منزلها، توتر قليلًا بينما كان يرتب بشعره أمام المرآة، وتخيّل كل شيء في لحظة، ذهابه، معرفته بالحقيقة، ربما يلتقي بالشخص المجهول ذاك، هز رأسه للجانبين ونفض تلك الأفكار عنه.

خرج من الغرفة بعدما تأكد أن هندامه ممتاز، بعد خروجه من الفندق أجر سيارة أجرة وذهب حيث عنوان منزل لي جين.

لم يصدق أن المنزل المهجور الذي يقف أمامه هو نهاية تلك القصة، أخبره الجيران أن أصحاب المنزل تركوه منذ عدة سنوات، ما المغزى إذًا من كل ما حدث؟

دخل المنزل، كان مليء بالأتربة وزواياه لم تخلُ من شباك العناكب، جال بنظره حول المنزل، وتأسى على حاله بدا وكأنه منبوذ.

تجول فيه، كل شيء فيه قد تم نقله، ولم يتبقى سوى جدران وأبواب، توجه نحو إحدى الغرف والتي أثارت فضوله، فقد علّق على بابها لوح مكتوبٌ عليه«غرفة جين+جي»، فتح بابها، لكنه تفاجأ بوجود امرأة هناك، تدير ظهرها له، وتنظر عبر النافذة المطلة على الشارع، ترجع يداها خلف ظهرها وتمسك دفترًا بأحدى يديها، بدى ظهرها مألوفًا.

اتسعت عيناه، وترك الباب يفتح على مهل، لقد فهم الآن كل شيء، نعم..تجمعت كل تلك المواقف أما ناظريه وكأنها حيّة أمامه، كل شيء، كل الخيوط أدت به إلى شخصٍ واحد، والذي نطق اسمه بصعوبة:

- لي سونغ جي!

أتى صوتها دون أن تلتفت له:

- أوه! لقد كُشفت.

كان في نبرتها شيئًا من السخرية، نعم..من حقها أن تسخر منه، فهي من بدأت كل هذا وهي من أنهته.

التفتت له ثم قالت:

- بالرغم من أن هذه أول مرة تزور منزلي فيها، ألا أنني لا أستطيع أن أستضيفك، فكما ترى..

جالت حدقتاها حول الغرفة حركةً منها لتقول له«أن لا شيء في المنزل.»

- منزلكِ؟

تحركت من مكانها نحو أحد الجدران وقالت:

- نعم..وهذه غرفتي..لا..أعني غرفتنا،  أنا..و..جين جي.

أراد التحدث لكنها لوحت بيدها ليبقى صامتًا، حتى تتحدث، استنشقت بعمق وزفرت الهواء بروية، أشارت إلى الجدار أمامها بسبابتها ثم قالت:

- هنا كان مكان خزانة ملابسنا..

أشارت إلى جدارٍ آخر وأضافت:

- هنا كان مكتب الدراسة الخاص بنا، بجانبه كانت سرائرنا، لا فائدة ترجى من تذكر هذه الأمور، ألا توافقني الرأي؟

توجهت نحوه وتقربت منه بخطوات هادئة، أظهرت ذلك الدفتر أمامه وقالت:

- هذا..دفتر مذكرات جين جي، تركته خلفها عندما ماتت، كان بمثابة المكان الآمن التي تستطيع أن تبوح بكل شيء له دون الاستهزاء بها أو السخرية منها.

انهمرت دموعها فجأة بالرغم من محاولتها في إقصائها، مدت له الدفتر، محفزة إيّاه ليأخذه، أخذه ثم تصفح صفحاته بفضول.

تنهدت سونغ جي، ثم قالت:

- بعد موتها بفترة وجدت هذا الدفتر في أغراضها، قرأته لأعرف ما كانت تعانيه، لقد كانت كتومة ومغلوبٌ على أمرها، كانت تعاني الأمرّين في حياتها، جين جي..كان لديها مرضٌ في القلب، اكتشفناه بوقتٍ متأخر، بالرغم من أن والداي قد عزموا على فعل أي شيء لتشفى، لكنها أبت..لأنها كانت تعرف أن مهما حاولنا فأننا نضع أموالنا في النار فقط دون فائدة.

صمتت ثم نظرت له، كانت عيناه مليئة بالأسى واللوم، ربما الشعور بالذنب أيضًا بعدما قرأ بعض مما يحتويه الدفتر، وفهم منه أن ذلك الكلام الذي كان ينشر مع المنشورات ما هو إلا اعتراف جين جي، والذي كتبته في مذكراتها بدلًا من أن تقوله له.

- ليس ذنبك، ليس خطأك..

تحركت عنه بخطوات وأكملت:

- جين جي كانت جبانة ولن تعترف لك حتى وإن بقت على قيد الحياة، فعلتُ ذلك..لأحقق لها ما كانت تحلم به، ربما الطريقة كانت خاطئة، لكن كان عليّ أن أفعل ذلك دون أن أجعلك تعرفني، لكن..

سكتت ثم التفتت إليه وأضافت:

- صرت مديرة أعمالك فقط لألازمك، وأعرف شخصيتك، أعرف ذلك الشخص الذي أحبته جين جي إلا أن ماتت، اعتقدتُ أنك لئيم أعتقدتُ أنك ربما قد عاملتها بطريقة سيئة لم تستطِع أن تذكرها بمذكراتها، لكنني..

تنهدت ثم أكملت:

- أحببتك..

تلاقت عيناهما، أكملت:

- نعم..والخطة التي خططت أن أفعلها بعد أسبوع من توظيفي تأجلت وتأجلت حتى ترددت في فعلها، فكرت في بعض الأحيان أن لا أفعلها، لكن صورة جين جي كانت تظهر لي كلما فكرت بذلك، وتأكدت أن لا ذنب لك، والخطأ كان خطأها، عند تنفيذي لخطتي وإرباكك بها، جعلني ذلك أشعر بالضيق، هناك الكثير من رسائل الاعتراف لك، ولم أنشر إلا القليل لأنك قلقت وتشوشت ولم أحتمل أن أراك كذلك.

تحدث جونغكوك بعد صمتها وقال:

- ألم يكن من الأفضل لو أريتيني الدفتر؟ عندها كنت سأتفهم..

قاطعته وقالت:

- أن أحبك..لم يكن بالحسبان، لقد عملت فقط على أن أبقى بجانبك، ولم الاحظ أنك لست مهتم بي حتى، وعندما لاحظتُ ذلك، كان عليّ أن أهرب بعيدًا عنك حتى لا يتأذى قلبي أكثر، لذلك عمدت على تنفيذ خطتي، فورما قارب عقدي معك على الانتهاء..

- لكنكِ..لم تهربي..

ابتسمت بحزن ثم قالت:

- موعد رحلتي قد اقترب، كان عليّ أن أخبرك من وراء كل ذلك وأشرح لك الأمر بشكلٍ مباشر حتى تنام بارتياح..

اقتربت منه ثم عانقته ببطئ وقالت:

- أنا آسفة، أنا آسفة حقًا، السنوات التي أمضيتها معك جعلتني أحبك أكثر وأكثر فقط، كنت مستهترة ولم أسيطر على مشاعري جيدًا، سأكذب إن قلت لك أنني بقيت بجانبك لأجل جين جي، بقيت بجانبك لأنني أنانية، أردتُ أن أبقى بجانبك وحسب..

أنهت العناق وابتعدت عنه، ثم توجهت نحو الباب لتخرج، التفت لها جونغكوك وقال:

- ألا يمكنكِ أن تبقي وحسب؟

تحدثت دون أن تلتفت له:

- لقد سببت لك معاناة، حتى وإن كانت لوقتٍ قصير، لكنك عانيت بسببي، فات أوان بقائي، ليس عليك أن تكون لطيفًا معي..

ذهبت سونغ جي عن المكان، نظر إلى الدفتر الذي بين يديه، كان يعلم أنها تعمدت أن تتركه عنده، ربما ليتذكر ما فعلته به، لكنه لم يكرهها، بعد كل شيء، لم يشعر بأي ضغينة نحوها أو حقد، لأنه لم يكن خطأها، إنه ليس خطأ أي شخص، بالعودة إلى السنوات التي قضتهن معه،  كانت كريمة جدًا ولطيفة، ساعدته وتحملته، كانت ملجأه عندما ينزعج، كل ما فعلته له خلال تلك السنوات جديرٌ بأن يغفر لها، أليس كذلك؟

«وأيضًا، إنها تحبني.»

كانت سونغ جي تركب سيارة أجرة في طريقها إلى المطار عندما سمعت صوت إشعار من هاتفها، أخرجته من حقيبتها، ثم فتحته، كانت رسالة من جونغكوك، فتحتها وقد كانت:

«أنا أُصر على عودتكِ، سونغ جي، لديّ ما أقوله لكِ.»

ابتسمت بخفة ثم كتبت له:

«لا أريدك أن تندم على إصرارك.»

أرسل لها بعد دقائق:

«لا بأس.»

قرأت الرسالة ثم تنهدت وقالت:

- لن أفعل شيء حيال ذلك، ما دمت مصرًّا.

وجهت كلامها إلى السائق وقالت:

- أيمكنك أن تعود من حيثما أخذتني، رجاءًا.

- حسنًا..سيدتي.

النهاية💖.

_________

رايكم بالبارت؟

رايكم بالنهاية؟ تلوق للقصة؟

أرجو أنكم استمتعم بهاي القصة.

متابعة حلوةTAMY-97 وفوت وكومنت حبايب قلبي.

حسابي على الأنستا أنزل فيه إيديت أو تصاميم على الصور، إللي يريد يتبعني يجيني على الخاص حتى أنطيه اليوزر نيم🥀🌸.

ألقاكم بقصة أخرى، باي💋💔.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top