وَعدُ الطُّفُولة

فَتَحَ عيناه ببطئ ونظر للتي بين ذراعيه نائمة بـ سلام مُتشبثةً بهِ بقوة،طَبَع قُبلة دافئة على جبينها واحتضنها يستنشق رائحتها بلطف قائلاً بنبرة أشبة بالهمس:إن علمتِ من تحدّث معي اليوم وأخبرني أنّكِ كل ما يملك.


رفَعت رأسها تُحدّق بهِ ثمّ قالت بنبرة ناعسة:من حبيبي؟


تفاجئ الآخر بإستيقاظها لكن سرعان ما ابتسم إبتسامة لطيفة مُسترسلاً:جُيون جونغكوك.


تبسّمت بإتّساع شديد وقالت:هل حقاً تحدّث معك وأخبرك بهذا؟


أومئ بنظرات جرو وتابع الحَدِيث قائلاً:إنّه سعيد أنّكِ لازلتِ مُتماسكة ويقول أنّه إشتاق لكِ كثيراً،صراحةً شعرت بالغيرة قليلاً.


قهقهت تايا بـ خجل ثمّ إستقامت بصعوبة بينما تُحاوط خصرها المُتأذّي مُتألّمة وقالت:هيا لتغتسل،سأساعدك.


جيمين:هل تعرفين كيف تسيرين لكي تُساعديني؟


تايا:أنا بخير أنت لا تستطيع السير بشكل صحيح بسبب اللعين الذي قام بغرز تلك السكينة اللعينة التي سوف أضعها بـ مؤخرتهِ الممتلئة الملعونة.


قهقة جيمين بقوة قائلاً:ألا تُلاحظِ أن الذي تلعنينه هو أنا؟


تايا:حتّى وإن كان جيمين الذي قام بضربك،سألعنه لأنّه أذىٰ جروي.


ملئه الخجل في وجنتيهِ المُتورّدتان لتكوّب الأخرىٰ وجهه مُبرزةً شفاههِ اللطيفة الممتلئة وقالت:والآن كفاك حديثاً وهيا لتغتسل.


أومئ بلطافة واستقام لكن سرعان ما إنعقدت ملامحهُ بسبب الألم الذي شعر بهِ في ساقهِ اليُسرىٰ لتردف تايا بينما تمسح على خصيلات شعرهِ:صغيري هل أنت بخير؟


جيمين:أنا بخير حبيبتي،الطبيب أخبرني أنّ السكين كانت بعيدة عن العظام،لذا سأتحسّن قريباً،لا تقلقِ.


إبتسمت لَهُ وأكملت مُساعدتهُ في السير إلى المرحاض.


كادت تخرج بعدما أدخلته لكن سحبها معه وحاوط جسدها على الحائط وعلى ثغرهِ إبتسامة خبيثة هامساً:أنا لدي ساق تُؤلمني،أحتاج للمساعدة في الإستحمام،لمَ لا تُساعديني في هذا؟


إتسعت عيناها خجلاً وتأتأت بعدم تركيز:جـ جيمين،تـ توقف،أسرع وأنا سأذهب إلى يونغي.


تحوّلت ملامحهِ مِئة وثمانين دَرَجة إلى الغضب،بينما قلب الأخرىٰ بدأ بالإرتجاف،جيمين يُمكِنه التّحول من ملاك إلى شيطان قادم من الجحيم عندما يغضب.


جيمين:جملة واحدة فقط سأنطقها،لن تذهبِ إلى أي مكان سوى معي،إبقِ بالخارج حتى آتي،إن خرجت ولم أجدكِ إستقبلي جحيمي الأسود،مفهوم؟


إبتلعت ريقها عندما وجدت كمّية الغضب والسواد الذي ملئ مقلتيهِ لتأومئ بتردد.


جيمين:وعندما أتحدّث أُريد منكِ رد،حسناً،هل فهمتِ؟


تايا:حسناً.

قالتها بخوف ليقترب وعلى شفتيهِ إبتسامة جانبية ليُقبّل شفتاها ببطئ وثغرهِ يتحرك ضد خاصتها بـ إثارة،فصلها مُصدراً صوتاً يدل على قوّتها وإلتحامها.


تعجّبت عندما فتحت عيناها ووجدته يبتسم بلطف شديد وينظر لها ببرائة وكأنّه لم يكن كالشياطين من خمس دقائق.


كبّر المسافة التي بينه وبينها بعدما طبع قبلة دافئة على وجنتها اليُمنىٰ لتخرج هي بتوتّر وتشتّت،أغلقت الباب واسندت جسدها عليه بمنظر مُبعثر وهي تضع كفّها الصغير على يسراها مُردفة:اللّعنة عليك بارك جيمين،ماذا فعلت بي؟

________________

طرقت بشرود ويدها اليُسرى تتشبّث بـ خصر الآخر لتساعده على الوقوف،خائفة من ردّة فعل يونغي عندما يراهم بتلك الحالة،لن يصمت حتى يعلم ماذا حلّ بأصدقاء طفولتهِ.


دخلا عندما سمعا صوتهُ الحاد والغليظ يسمح لهما بالدخول،دفعت تايا الباب ودخلت زامّة على شفتيها خوفاً.


ترك يونغي الهاتف ووضعه جانباً ليشهق صدمةً حينما رأىٰ الواقفين أمامهِ وقال:ما اللعنة؟
ما الذي؟
ماذا حدث لكم؟


نبس كَلماتهِ بشكلٍ مُبعثر مُعبّرةً عن حالتهِ المصدومة لتردف تايا بهدوء:نحن بخير يونغي،لا بأس.


يونغي:أتمزحون؟
بارك جيمين من الذي فعل لك هذا؟
لقد قُلت مئة مرّة أن هُناك شئ ملعون يحدث معكم!


صرخ يُونغي بـ تايا في نهاية حديثهِ وهو يلوّح بيدهِ في الهواء وكاد يُكمل إلا بـ جيمين يتكلّم بحدّة قائلاً:لا تصرخ بها!
لا تلومها أنا من تأذىٰ.



صمت يونغي لثوانٍ مُحدّقاً بالجبيرة المُلتفّة حول خصرها وقال:وماذا عنها؟
إن لم تخبروني ما اللعنة التي حلّت عليكم،علاقتنا إنتهت.
ونهائياً رفاق.


جيمين:هيونغ!


قالها جيمين بتذمّر واضح ليردف يونغي:ذلك الهيونغ سيُقطّعك إلى أشلاء أنت عشيقتك،كفاكم لعنة وتحدّثوا.


تنهّد جيمين بقلة حيلة وذهب مع تايا نحو الأريكة القابعة بجانب سرير يونغي وأردف بنبرة تحمل العبئ والحزن والضيق:كل شئ بدأ من وفاة كيم تايهيونغ،عندما تحدّثت معنا لإخبارنا بـ موتهِ.



تمّ إرسال لنا طرد بهِ لُعبة الواقع الإفتراضي،هو بالفعل واقع،واقع تسبّب في موت جونغكوك والحادث على آذاك والذي فعل بنا هذا.


يونغي:لعبة؟
جونغكوك مات بسبب لُعبة؟


إنفجر يونغي ضاحكاً بسخرية على الأمر لكن صمت عندما رأىٰ تايا مُنكّسة الرأس بالكاد تتنفّس بسبب تلك الشهقات التي تُعيق إرتياح صدرها عن الصعود والهبوط والدموع أخدت خطوطها على بشرتها الصافية.


تايا:قتلته،أنا من قتل جيون جونغكوك،في اللعبة.


جيمين:كل ما يحدث في اللعبة ينقلب إلى واقع.


بعثر يونغي شعرهُ بغضب بينما يضغط على جانبي رأسهِ بقلّة حيلة فور ما إجتاحت ثناياه مشاعر مجهولة من عدم الفهم والرغبة بالبكاء.

عندما تذكّر جونغكوك الذي كان بـ مثابة طفلهِ الصغير قال بعدم تركيز:لحظة لحظة لحظة،تريثا على عقلي،أخبروني ماذا حدث من وفاة كيم تايهيونغ حتى وصولكم الى تلك الحالة الفوضاوية العارمة التي حلّت عليكم.

_________________

تساقطت دموع يونغي فور ما إنتهى جيمين وتايا بالحديث مُنكّسي الرأس وقال:من اللعين إبن الساقطة الذي قد يَستمتع بجعلنا نُعاني إلى تلك الدرجة حتى نفقد أعز ما نملك؟


جيمين:لا أعلم هيونغ،فقط لا نعلم،العديد من التلميحات تُعطىٰ لنا عندما نخوض أيٍ من تلك المراحل،سنُكمل حتى يتضح كل أمامنا كـ وضوح الشمس،كل ما علينا هو تتبّع أحلامنا لمعرفة من الضحية القادمة.


سننهي تلك الدوّامة اللعينة حتى لو إنتهت بالخسارة لكن الشئ الأهم هو معرفة من تسبّب في كل هذا.


وأخفىٰ يونغي وجهه بين يديه غير راغباً بالكشف عن دموعهِ وقال:وكيف أمكنكم إخفاء عنّي كل هذا؟


جيمين:لأننا واللعنة إذا أخبرناكم يا إما سنتلقى السخرية إما الدخول الى تلك الدوامة التي الدخول بها دون مخرج،لهذا ولآخر مرة مين يونغي،إبقَ خارج الموضوع،ثمّ أنا أسف.


تايا:أرجوك؟
فقط يكفي ماحدث لنا وسنكمل،وكل شئ سيحدث جديد نعدك بأنّك أول من سيعرف بالأمر،ولأنني وُلِدت على يدك وكنت بـ مثابة أبي وصديق طفولتي الذي يمتلك قلب دافئ لطيفاً سأخبرك بكل شئ حديث،أنا آسفة.


تنهّد يونغي بعدما توقَف عن البكاء واسترسل بنبرة هادئة:
حسناً سأسامحكم،توقّفوا عن الإعتذار،سأسامحكم لكن بـ شرط.


جيمين:ما هو؟


يونغي:واللعنة يونهي تأخرت في مجيئها لذا حاولوا الإتصال بها،وإن تأخّرت أكثر من ذلك سأزيد عقابها ضعفين.


قالها بنبرة باردة مائلة للغضب وكبّل يداه ناحية صدرهِ مُتجاهل اللّذين يُقهقهان بقوة على طلبهِ ليردف جيمين بعدما مسح دموعهِ الضاحكة:حسناً حسناً،إحترس من إفتعال شئ معها،أنتم في مشفىٰ واللعنة.


أومئ يونغي بإبتسامة سكّرية كالقطط ليتشبّث جيمين بـ تايا عندما سار للخروج،خرجا متنهّدين بقوة وأردف جيمين:لم يكن علينا إخبارهِ،هذا بـ مثابة الدخول الى تلك اللعنة.


تايا:أهم شئ بالموضوع أننا خرجنا من البيت ولم يحدث لنا أي شئ هذهِ المرّة،أظنّ أن البيت ملعون وغير من المحبّب البقاء بهِ،لنغير حديثنا عن هذهِ اللعنة.


إبتسم جيمين بلطف وهزّ رأسهِ بالموافقة ثم قبّل وجنتها القطنية البيضاء مُردفاً:لو لم أكن مريضاً لكنت وقعتي بين يدي اليوم بلا رحمة،لا أعلم متى سأتزوّجكِ ونحن بهذا الحال.

________________

تايا:حبيبي هل أنتهيت من تحضير حقيبتك؟


إلتفت جيمين بلهفة عندما رآها بعد أن كان مُنهمكاً في تحضير حقيبتهِ،لقد مرّ شهران بسلام ولم يحدث أي شئ سئ،واليوم حان وقت عودتهم إلى منزلهم.


فَتَح ذِراعيهِ مُسْتَعِدّاً لإِسْتِقْبالها لِـ تَركُض الأخرىٰ بـ حماس وقفزت مُعانقةً أياه وقدماها تسلّلَت إلى خصرهِ الرجولي سريعاً فَـ أردَفَ جيمين بنبرة لطيفة رقيقة:جروتي تعافت جيداً،أنا سعيداً جداً.


قال جُملتهِ وبدأ يُربّت على مُؤخرتها بشكلٍ لطيف لتُقهقة الأخرىٰ بخجل وطبعت قُبْلة بريئة راطبة على شفتيهِ المُمتلئة بطريقةٍ سطحية وابتعدت وتُبعثر شعره الذّهبي بقوة.


جيمين:رفقاً بـ الذي يعشَقَكِ لا تفتعلِ تلك الأشياء مرة أخرىٰ.


أومأت بـ طاعة مُسترسلةً بعدما شدّت على قدميها التي تٰحيط خصرهُ بـ مثالية:هل ذهبت إلى يونغي؟


جيمين:همم،ذهبت أخبرني طبيبهِ أنّ كسرهِ ليس خطيراً ليجعله يمكث أكثر من هذا،شهرين آخرين وسينتهي الأمر.


تايا:حسناً إذاً،أنزلني.


جيمين:لا.


تايا:جيمين!


جيمين:لا.


تايا:أُحبّك.


جيمين:لا...مـ ماذا؟


تأتأ بتعلثم عندما أدرك كلمتها التي أوقفت قلبهِ للحظات واضطربت أنفاسهِ وقال بتخدّر:أتعلمين أنني لم أسمعها لمدة شهرين وخمسة عشر ساعة وإثنان وأربعين دقيقة،تايا لقد تأخّرنا بـ زواجنا حقاً،أنا لا أمزح،عندما يخرج يونغي لنتزوج باليوم التالي.


أومأت بإبتسامة هادئة ليقترب مُقبّلاً أياها بلطف ولكن فُتح الباب دون سابق إنذار ليتشتّت جيمين وترك جسد تايا فسقطت على مؤخرتها مُتأوّه.


كانت الممرضة مُبتسمة غير دارية عمّا كان يدخل قبل دخولها وقالت:حان موعد خروجكم،سيدة جيون هل أنتِ بخير؟


إستقامت بصعوبة بعدما ضربت جيمين ضربة خلفية بقدمها وقالت مُجبرة طرفي ثغرها على الإبتسام:نـ نعم أنا بخير،وسنذهب الآن.


إنحنت الأخرىٰ بإبتسامة صغيرة وأغلقت الباب بهدوء لتعبس تايا سريعاً وأدارت نفسها بغضب.


جيمين:جروتي؟
أنا آسف،همم؟


تايا:سأسامحك بشرط.


جيمين:كل شئ لـ صغيرتي.


قال جملتهِ مُعطياً إياها عناقاً أياها عناق خلفي لـ تُكمل بهدوء:أُريد رؤية أخي،أُريد الذهاب إلى جونغكوك.


أدارها ناحيتها وابتسم بلطف قائلاً:في أي وقت.


إحتضنتهُ كابتةً رغبة البكاء التي إجتاحت حلقها المُتألّم فأردف:أعلم أنّكِ تُريدين البكاء وأريدكِ أن تُطلقي تلك الغصة لكن لا أُريدكِ ضعيفة.


أومأت بـ طاعة ليُكمل هو سريعاً:أرجوكِ فالنسرع بالذهاب له حتى لا يأتي الليل،يومها أنا من سيبكي.

________________

جاثيان على رُكبتيهما بهدوء يلعبان بأصابعهما والشمس مُنعكسة على مقلتيهما المتلألأة دموعاً لتردف تايا بنبرة مائلة للبكاء:صغيري،كيف حالك؟
هل أنت سعيد بالأعلى؟


مسح جيمين دموعهِ ببطئ واقترب مقبلاً جبينها بلطف وشابك يدها لـ تكمل تايا حديثها بخفوت:إشتقت لكَ كثيراً جونغكوك.


نظرت إلى قبُور تايهيونغ وسول المجاورة لجونغكوك واسترسل باكية:ولكما أيضاً رفاق.


جيمين:عناقك لطيف صغيري أنا سعيد بـ سعادتك،نحن آسفان لم نقم بـ زيارتك منذ ذلك اليوم.


سرعان ما اختفت إبتسامة جيمين عندما تذكّر أنّه في المقابر مرّة الأخرىٰ التي خرجوا منها بصعوبة بالغة ليُكمل بفراغ:ذلك اليوم.


نظرت تايا له بـ إستفهام واستنكار وأردفت:ذلك اليوم؟


صمتت تايا لثوانٍ عندما إلتقت مقلتيها مع خاصة جيمين الضائعة وقالت بتعجّب:ذَلِكَ اليوم...اللعنة.


نطقتها بصدمة وخوف ليقفا سريعاً وبدئا يركضوا بقوة خائفين من ينعاد الطريق الملعون مرة أخرىٰ وأن يتم إغلاق البوابة مرّة أخرىٰ.


ولكن لحسن الحظ لم تُغلق ليضحكا بسعادة بعدما خرجا واحتضن جيمين تايا وبدأ يدور بها عدّة مرات قائلاً بصوت مرتفع سعيد:إنتهينا من ذلك الكابوس وأخيراً.

________________

عادا إلى منزلهما الدافئ واللطيف يُقهقهان بلطافة بعدما أحضرا ما يحتاجونه من المتجر من الوجبات الخفيفة ومأكولات شَهِية.


بدئا يتجوّلان في المنزل مُبتسمين بهدوء عندما لاحظا إختفاء اللعبة،شدّا على عناق بعضهم بشكل أقوى من السابق ليردف جيمين براحة:لنعود كما كُنّا وأفضل بكثير،وأظن أنّه يجب عليّ المُحافظة عليكِ أكثر من الممكن بما أنني لم أتمكّن من حماية جونغكوك.


قبّلت تلك الندبة التي على فكّهِ ولم تُشفىٰ بَعدْ أثر حادثتهم وقالت:وجودك معي أكثر شئ يُمكنني أن أواصل حياتهِ لأجله،بارك جيمين فقط.


إبتسم كالأبلة لها وحملها وكأنّها دمية وصعد بها بينما يُداعب أنفها بخاصتها ثم وضعها على السرير برفق وذهب لإغلاق الستائر وعاد لها كالثعلب لتردف تايا بخوف:جـ جيمين ماذا تنوي أن تفعل؟


خلع جيمين قميصهِ سريعاً وسرعان ما ارتسمت على ملامحهِ إبتسامة خبيثة واسترسل مُقترباً ببطئ:كونكِ أمامي ونحن بـ مفردنا دون مشاكل أو أي شئ هذا ما كنت أنتظره بالضبط.


لُعبة ملعونة،شهران ملعونان،عطلة جحيمية بين القبور والأموات،جيون تايا وبارك جيمين مُزيّفين،لنمرح قليلاً قبل أن يعود كابوساً آخر ينتشلنا من ذلك النعيم.

________________

فرّق جفنهِ السفلي عن العلوي مُعلناً إستيقاظ النائم بكسل خمول ليجد نفسهِ في وسط طريق إضائتهِ خافتة غير واضحة ليصعب له رؤية أي شئ بوضوح كما ينبغي.


صوتها دبّ بقلبهِ الأمان ونظر بجانبهِ ليجدها تنظر له بخوف واقتربت تحتضنه بقوة وأردفت:أنا خائفة جيمين.


حاصر جسدها بـ ذراعيهِ قائلاً بنبرة دافئة مُطمئِنة:أنا معكِ جروتي،لا بأس.


سارا قليلاً بعيداً عن موضعهما،لحظات مرّت ولم يحدث شئ مخيف أو أي شئ.


ضيّقا أعينهما قليلاً عندما وجدوا شيئاً ما يركض ناحيتهم ليمسك جيمين بيدها عندما أدرك من القادم نحوهم،مُهرّج مرعب كـ المسخ يركض بشكل هستيري إتجاههم.


تايا لديها مرض كولروفوبيا،أي رهاب المُهرّجين،تخاف من المهرجين إلى درجةِ قد تصل إلى الأنهيار العصبي،لا أحد يعلم بالأمر سوىٰ عائلتها وجيمين،حيث تعرّضت في طفولتها إلى حادث كاد يؤدي إلى الموت.


في طفولتها عندما كان أباها على قيد الحياة وبجانبها،ذهبوا إلىٰ مدينة الألعاب حيث تقبع مهرجانات ترفيهية لطيفة لإسعاد الأطفال الصغار أمثالها،قام مُهرّج يدّعي اللطافة والسلام بأن تذهب معه لـ رؤية الألعاب النارية التي بالخارج.


ذهب بها خارج المدينة بأكملها وقام بإختطافها وأوشك على قتلها،ولكن بعث الإلهة لها مُساعدة حيث كان هُناك من رأوا حادثة إستدراج تلك الطفلة،السيد بارك والسيد مين.


آباء جيمين ويونغي،لقد تمّت رؤية الحادثة من قبلهما هم الإثنان وقاموا بإنقاذ تايا من بين أيدي ذلك المجرم الذي يقوم بإستدراج الأطفال،لكن قبل ذلك قام الرجل بـ وضع السكين على صدر تايا حرجها بشكل طولي مُشوّهاً وتاركاً ندبة مدىٰ الحياة.


ذهبا السيد بارك والسيد مين لجلب جيمين ويونغي من الداخل قبل أن يُصيبهما أي ضرر،إلتقي السيد جيون مع الآخران وذهبوا بـ تايا إلى المشفىٰ وتضميد جرحها العميق.


وتمّ القبض على المهرّج الذي كان يدعي اللطف والبرائة،إلتقيا الطفلان بـ التي دخلت في حالة صدمة تامّة صامتة،أصبحت صداقة الثلاثة قوية لا مثيل لها،صداقة نقيّة لطيفة خالية من أي شرٍ أو ضرر.


الطفل ذو السبع سنوات بدأ ينجذب لتلك اللطيفة التي أمام عينيه وأصبح يكنّ لها مشاعر بريئة نقيّة،كان يتمنّى تقبيل أنفها الوردي ووجنتيها القطنية طوال الوقت،بالنسبة له كانت النجمة المُضيئة في عالمهِ الوحيد.


'FB'

يُراقبها عن بُعد بـ صُحبة وجنتيهِ المحمرّتان بينما في تُأرجح نفسها على الأرجوعة وتقهقة بلطافة عندما يُداعب الهواء بشرتها ليبتسم بإنكسار لعدم إخبارها حتّى الآن بسبب خوفهِ الشديد من رفضها له.


نكّس رأسهِ بـ حزن واستدار ليدخل إلى المنزل بعد أن كان يُشاهدها في حديقة البيت وشقّ طريقهِ لغرفة صديقهِ.


وجد ذا الحادية عشر من عمرة مستلقي على الأريكة يقرأ كتابهِ المُفضّل بـ تركيز ليتوتّر الآخر أكثر من السابق ودلف إلى الداخل ثمّ جلس على طرف السرير بحزن.


قال وأنامله لم تكف عن العبث ببعضها البعض:هـ هيونغ؟

ترك صاحب البشرةِ الشاحبة وهمهم مُتربّعاً على السرير ليُكمل الأخر بنبرة حزينة لطيفة:أُحبّها.


أمال الشاحب رأسهُ بتعجّب مُقترباً من الآخر:من؟


وقف بتوتّر وقالها بصوتٍ خافت:جيون تايا،كثيراً.

قهقة ذو الإبتسامة السّكّرية بلطافة وسأله بـ حيرة رافعاً أحد حاجبيهِ:إذاً لمَ وقفت هكذا؟
كان يُمكنك قولها وأنت جالس جيمين أتعلم؟

أومئ الأصغر بحزن وجلس مُقترباً بـ مسافة كبيرة منه ثمّ تأتأ ببرائة:حـ حسناً،ولكن..مـ ماذا؟


قال كلماتهِ بـ تبعثر ثمّ فرك شعرهِ بتذمّر لطيف:فقط أنا خائف إن رفضتني،ماذا أفعل؟


إبتسم الأكبر إبتسامة أبوية لطيفة وقال:أسرع قبل أن يتم سرقتها منك.


إتسعت أعين الآخر بعدها وأردف بنبرة مائلة للبكاء:مَـ ماذا تعني؟


ضحك ضحكة شريرة خبيثة مُسترسلاً:من الممكن أن يأتي فتى آخر ويعترف لها بحبّه،وعندها لن تصبح جيون تايا من ممتلكاتك.


إستقام بفزع وخرج من الغرفة سريعاً متجاهلاً ضحكات الأكبر الجانبية ونزل لها بخوف مُطيعاً كلمات ذي البشرة الشاحبة ثم اتجة إلى الحديقة.


وجدها ترتجف برداً وهي تسير ليركض لها الصغير بسرعة ونزع معطفهِ مُتجاهلاً إنخفاض درجة الحرارة القوي واداره حول جسدها قائلاً بنبرة موبخة:أخبرتكِ تايا،لا تخرجِ في هذا البرد القارص،وإن فعلتِ قومي بتدفئة نفسكِ جيداً.


حدقت بهِ تايا بإبتسامة لطيفة وأردفت:جيمي~


صوتها في قول إسمه جعلت من يسراه ينبض بقوة وهمهم بتوتر لتقترب منه بخطوات وقبّلت وجنتهِ الناعمة وقالت:شكراً لك.


نظر لها بصدمة شديدة وبـ فاهٍ مفتوح لتنطق هي بحزن وخوف:هـ هل فعلت شيئاً خاط...


جيمين:أُحبّك.


رفعت رأسها بخجل مُبتسمة بإتساع وضحكت بوجنتان زهريّتان ثمّ قالت:و وأنا أيضاً جيمي.


جيمين:أنتِ ماذا؟


تايا:أُحبّك.


تقدّم منها مقبّلاً جبهتها التي يسقط عليها خصيلات شعرها البنّية ثم وصل لأنفها يُقبّله بلطف شديد مُردفا:لـ نصنع وعد،عندما نكبر سنتزوّج أنا وأنتِ،سأقوم بـ تسميتكِ جروتي،حسناً.


أومأت الصغيرة ببرائة وإنتهىٰ إعترافهما بـ صنع وعد طفولة بينهم يوعد كلاً منهما بالزواج عند الكبر،لكن الأمر إنقلب للجدية حيث قد وصل حب جيمين لدرجة التضحية بالنفس من أجل جروتهِ .

'FBEND'

صرخ جيمين بـحدّة عندما حاولت تايا النظر إلى الخلف بإستمرار:لا تتوقّفِ ولا تنظرِ إلى الوراء فهمتِ تايا؟


تايا:جيمين فلنواجهة مصيرنا،لا يجب علينا الهروب كـ كُل،لـ نُحارب من أجل العيش.

جيمين:لن أترككِ تضيعين مِنّي تايا،ليس مجدداً أرجوكِ.


توقّفت تايا فجأةً لتّتسع أعين جيمين ثمّ توقّف أمامها بقلقٍ شديد ولكن لم يجد شيئاً،لكنّه فجأة ظهر من العدم لتتجمّد الأخرىٰ عندما وقع بصرها على ذلك المهرج مُرتدياً ملابس الآخر الذي قام بإختطافها عندما كانت صغيرة.


إقترب راكضاً لهم ليأخذ جيمين تايا من يدها وبدأ يجري بها بـ قوة ولكن شعر جيمين بخطواتها الثقيلة في السير فـ أدرك كُبر صدمتها من إسترجاع ذكريات تمنّت لو لم تحدث يوماً.


جيمين:تـ تايا،حبيبتي هيا لنتحرك سريعاً قبل أن يأتي،هـ هيا.


تايا:ذَلِكَ الرّجل،أودّ قتله.
الآن.


جيمين:تـ



لم يُكمل جملتهِ بسبب إقتراب ذلك المهرّج منهم بقوة ولكن لم يكن بحوزتهِ أي شئ حاد قد يُؤذيهم وكان يرتدي قناع.




إستشاط جيمين غضباً عندما إقترب منها لينقض عليه يضربه بقوة على الأرض بينما تايا تبكي وتحاول سحب جيمين من ثيابهِ مُسترسلة:جـ جيمين،توقّف.


لا يعلم الأخر من أين أتت تلك السكين ولكن لم يبالي بل أخذها ثم قام بغرزها في صدر الآخر صانعاً ندبة وجرح كبير كـ خاصة تايا ليشعر بالإنتصار عندما أخذ حق عشيقتهِ.


ترك جيمين السكين لاهثاً بقوة وكاد يستقيم إلا بعيناه تسقط على يد ذلك المهرج المُكبّلة ليقوم بخلع القناع عن وجهه تدريجياً فـ تَرَاجعَ جيمين صدمةً بينما تايا سقطت على باكيةً على ما رأته.


نامجون،هو من كان يُلاحقهم،لم يكن يُلاحقهم بنيّة القتل،ولكن بنية الإستنجاد بهم حيث كان هناك شريط لاصق موضوع على ثغرهِ مانعاً إياه من التحدث،وجة مشوّة حرفياً أزرق اللون وكأنه شُنِقَ بحبل حتى الإختناق والموت.


نظر جيمين بـ صدمةً تامّة وهو يصوّب مقلتيهِ الحادّتان إلى يداه التي يتساقط منها قطرات الدماء بغزارة،نَدِمَ جيمين أشدّ الندم عندما لم يشعر بما شعرت بهِ تايا عندما قتلت أخيها بيديها،لقد عاش ما عاشته هي بالضبط.


إستقامت تايا وسريعاً وكوّبت وجة جيمين تُحدّق بأعينه وبدأت تقول بتعلثم:جـ جيمين،أنت لم تقتله هاه؟
حبيبي أنت لم تفعل شئ،هذا وهم،فـ فقط لنعد قبل أن يحدث شئ.


صوت رنين هاتف بات بعيداً عنهم لتتمسّك تايا بيد جيمين الذي لم يبكي ولم يفعل أي شئ سوى عيناه التي تحكي كل شئ عن حالهِ أشبة بالموتىٰ.


ركضت بهِ نحو آخر الطريق بينما جيمين كـ الضائع لم يستوعب أي شئ حتى أغلقا أعينهما بتعب وقاموا بـ فتحها مرّة أخرى ليجدوا أنفسهم على الفراش لاهثين بقوة ليبدأ جيمين بالبكاء عالياً دون توقّف.


سحبته تايا إلى صدرها وقبّلت جبينهِ بخفة قائلة:هـ هيا صغيري،لنذهب له قبل حدوث شئ.


أومئ بإرتجاف واستقام سريعاً ثم لحقته الأخرى في خطواتها ونزلا وخرجا من المنزل بـ عَجَلة في أمرهم فدخل جيمين إلى السيارة وأخرج مُفتاح السيارة لكن يدهِ خانتهِ وسقط المفتاح لإرتعاش يدهِ الشديد.


خرجت تايا من السيارة وذهبت ناحية باب جيمين وقامت بإخراجهِ ثم توّلت هي أمر القيادة .

_______________

ترجّلا من السيارة بسرعة كبيرة عندما وصلا إلى بيت نامجون،طرق جيمين بقوة بينما يُنادي بإسمهِ صارخاً ليُفتح الباب من قبل السيدة كيم التي فُزِعَت من منظرهما وملامحهما المُتعبة والميتة.


قالت تايا بعدم تركيز وتوتّر:مرحباً أُمّي،هل نامجون بخير؟
أقصد هل متواجد الآن؟


تعجّبت السيدة كيم من أمرهما وأشارت لهم بالصعود له في غرفتهِ بالأعلىٰ ليركضا الإثنين سريعاً إلى الأعلىٰ وقاموا بـ فتح الباب عليهِ ليُفزع نامجون وقام بتغطية جسدهً حيث كان لتوّهِ خارجاً من المرحاض بعد أن تحمّم بـ مزاجٍ مُعتدل.


تحمحم جيمين بخجل وقام بتغطية أعين تايا قائلاً:آسفان،أظننا أتينا في الوقت الخاطئ،لكن هل يُمكِنَك إغلاق نافذك جيداً وباب المنزل أيضاً؟


أومى نامجون بتوتّر لينحني جيمين بأدب لطيف وأغلق الباب وأنزل يده عن أعين تايا فأردفت:ماذا حدث جيمين؟


جيمين:كان عارياً...بالكامل،هل كُنتِ تُريدين الرؤية أيتها المنحرفة؟


شخرت تايا بسخرية وقالت عندما ربّعت يدها قائلة:هل أنت جيمين الذي كان يبكي منذ دقائق؟
ثمّ ألا تثق بي،أنت تعرف أنني لا أنظر لأحد غيرك يا أنت؟


كاد جيمين يتحدّث إلا بـ ضربة تسقط رأسيهما معاً فنظرا للتي تقف أمامهم قائلة:أنا حقاً أُريدكم أن تحظيا بـ طفلٍ لكي يُعلّمكُما معنىٰ المسؤولية،هو من سيقوم بتربيتكم.


هيا إلى المنزل للنوم قبل أن أقوم بقذفكم بـ نعال البيت كلَها،هيا.


أمرتهم ثمّ قامت بضربهم على مؤخرتهم بخفة ليسرعا خارجين من المنزل مُبتسمين بـ راحة تامّة ليردف جيمين بنبرة دافئة:جروتي؟


نظرت تايا له بحب فـ عانقها جيمين وهو يسير وقال:والدة نامجون مُحقّة،أُريد أن أحظى بطفلٍ أو طفلةٍ مِنكِ أنتِ.


تايا:جيمي نحن لم نتزوج بعد.


نظر لها مُبتسماً عندما قالت تلك الكلمة المُحبّبة لقلبهِ وقال:يا إلهي تلك الكلمة لطيفة عندما تقولينها،سأتزوّجكِ رغماً عن أي شخص،وعدنا الطفولي كان كلمة قالها كل مِنّا للآخر،لكن هذا الوعد أقسمتُ على جعلهِ حقيقياً،حتى وإن توقّف العالم سأزوّجكِ بارك تايا.

__

"كلّ شئ فِي الحياة له بِداية ونهاية،نِهاية سعيدة أو حزينة،لا تتعجّب من حالنا الآن،رغم وجودنا في هذا المكان،إلا أنّه كـ النعيم والنسبة لي ولها حيث إنتهى كل شئ،عندما إعتقدت أن ذلك المشوار الطويل لا نهاية له"


_________________

يَتبَع...

رأيكم💛؟


تايا💛؟

جيمين💛؟

توقّعاتكم💛؟

أشوفكم البارت الجاي💛.

بٓاي نجوم بانقتان💛.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top