١٥"النهاية"
إنهَا السادسة صباحًا، وانا فقط جَالسة بصمت أُحدق بالبَاب.
"اللعنة.."
كان هذَا يونجِي بِصَوته النَعِس، كعادتهِ يستيقظ صبَاحًا بحثًا عَن الطعَام وبمجرد أنْ يملأ معدته يعُود للنَومْ.
"إنهَا السادسة صباحًا!" تحدث بِحدة وَاضعًا يديه بخصره.
لُمْ أُعطهِ ردًّا لذَا زَفرْ الهوَاء بضيق.
"لَقَدْ فقدتِي عقلك بسبب ذَلِك الفتَى"
ومع هذَا هُو عَاد إلَى غُرفته.
وعُدت كمَا أنَا أضَعُ كَامل تَركِيزِي بالبَاب.
أشعرْ أَنْ الوَقتْ لا يَمضِي للأمَام، وبكُل ثَانية تَمُر أفتقدهُ أكثر.
لَقَدْ مَر إسبُوع مُنذ أن أتممت طَلَبِي، ولا معلُومات.
أخشَى أنهُ قد تَعَرض لمكرُوه.
لذَا أجلسُ مُنتظرٍة إيَاه كُل يَوم.
شعرتُ بجسدٍ مَا بقُربِي وكَان يُونتان الذِي قفز فَوق ساقَاي وأتخذ مكَانًا لهُ.
"أنت أيضًا مُتحمس لتقابله؟ سيكُون لدَيك والد رائع" دَاعبته بخفة ونَمَت لدَي ابتسامة صغيرة حِين تَخَيلت رد فعل تايهيُونج عِند رؤيته ليُونتان.
سيكُون هذَا لطِيفًا.
-
المزِيد من السَاعات وانا فقط بمكَاني.
بدأتُ أشعر بجفَاف بحلقِي بالفعل، لَا أتنَاول الطعَام بشكلٍ مُنتظم هذه الفترة.
نهضتُ لأُحضر كُوب مَاء، ثُم طُرِق البَاب جاعلًا منِي أبصق كُل ما بفمي.
القيت يونتان بعيدًا، حملتُ ردَاء نومي بيدي وركضتُ بكُل ما أُوتِيت من قوة تجَاه البَاب.
"يونجي! ساعدنِي في إدخَال الصندُوق!" صِحت وانا أُشاهد الصندُوق الضَخم أمَام بَاب منزلِي بسعادة بَالغة.
وكأن عَالمِي كَاملًا يُوجد بدَاخله.
وجدتُ يونجِي يأتِي راكضًا وهو مشهد نَادر لا أراه كثِيرًا.
لدَى تايهيُونج تأثِير كبِير علَى كلانا.
"ماذا إنْ لَم يكُن هو؟" ناظرنِي يونجِي بقلقٍ بعد أن نجحنَا بنقل الصندُوق للدَاخل.
"فلتصمُت"
ذهبتُ لجلب كُرسِي لأتمكن مِن الوصول لقمة الصندُوق ثُم بدأت بفتحه، وبدأ قَلبِي ينبض وكإننِي أركض بماراثُون.
تَذكرتُ ذَلِك اليَوم حِين وجدتهُ.
وصلتُ لنهاية الصندُوق أخيرًا ثُم دفعتهُ لأرَى جسدًا مألُوفًا.
ينَام كرضِيع كالمرة الأُولَى.
لَم أتمكن مِن وضع المزِيد من القيُود لمنع دمُوعِي، لا مزِيد من القوة.
اتجهت يدِي لتستقر فَوق وجنته، ثُم أخذتُ أفحص كُل جزء به إحَاول الإكتفاء منه بقدر تِلك المُدة التِي قضيتهَا بدُونه.
إشتقتُ إليه لَا تَصف مَا أشعُر، أتِلك هيَّ اللَوعة؟
ابتعدتُ للخلف كمَا فعل يُونجِي حِين بدأ تايهيُونج يتحرك، أعتدل في جلسته ثُم استطَاع الوقُوف، وبدأ بمسح المنزل بعَينيه إلَى أن رأني.
أتخذ عدة خطوات سريعة تجَاهِي ليضعنِي بعنَاقه قائلًا "مرحبًا هِيلين"
تذكرتُ كَيف كُنت غلِيظة حِين اتَى لمنزلِي للمرة الأُولَى، وبكُل مرة عَانقنِي بهَا، وشعرتُ بالذنب يأكلنِي حيَّة إلَى أن تصاعدتْ الدمُوع بعينَاي وتَحَشرَج صوتِي
"افتقدتك" أحطتهُ بذرَاعاي لأُغلق المسافة بيننا، دفنتُ وجهِي بالكَامل دَاخل سترته مُتناسية وجُود يُونجِي كُليًا، كَانْ تَايهيُونج هُو كُل ما يُهِم.
برفقٍ هُو أحَاط خَصرِي بيد، وأخذتْ يدهُ تُربت فَوق ظهري بخفة، ولَم يُساعد هذَا بالتخفيف من بُكائِي، بَل بكيتُ أكثَر،وتَشبثتُ به أكثَر خشيَّتًا من أن يَذهَب مرة أُخرَى.
وبعد عنَاقٍ طَويل هو ابتعد عنِي ليُلاحظ يُونجي.
"من يكُون؟" أشَرَ باتجاه يُونجي الذِي اتسع فاهه.
"أحقًا فقد ذاكرته مِنْ جَدِيد؟" صَاح يونجِي عاقدًا حاجبيه بينما ينظُر لِي.
استقرت أنظَار تايهيُونج المُرتبكة تجَاهي لذَا أمسكتُ بيده "لا تستمع له"
ابتسمتُ له ففعل المثل وشعرتُ بإبهامه يتحرك برفق ضِد يدِي.
إلهِي كَم أُحبه.
نظرتُ إلِى يده حِين كُنت علَى وشك تركهَا ووجدت ندبة زرقَاء بهَا.
اعتلَى القلق معَالِم وَجهِي حِين لاحظتُ ندبة أُخرَى علَى رَسَغِه.
خلعتُ سترتهُ عَنْه فوجدتُ تِلك الندبات مُنتشرة بكلا ذرَاعيه.
"ماذا فعلوا بك.."
ابعدنِي يونجِي عَنْ تايهيونج، ثُم أرشدهُ إلَى غُرفتِي.
وبعد دقائق عاد يونجِي من دُونه.
"هدئي مِن روعك، كَان علَيه أنْ يُعَاني ليتمكنُوا مِن محوكِ مِنْ ذكرياته، لا بُد أنهُ أرَاد الإحتفاظ بهَا" حدثنِي بهدُوء ثُم ارتفعت يدهُ لتستقر فَوق كتفِي.
كَانت الرؤُية مشوشة بالنسبة لِي بسبب عينَاي المُمتلئة بالدموع، ولكننِي استطعتُ ملاحظة وجه يُونجِي الحزِين.
بعد دقائق هو عانقنِي برفق "مَا يُهم أنهُ هُنا الأنْ"
وهذا شيء أخر لَم يحدُث ابدًا، لدَى تايهيونج تأثير كَبير بالفعل.
-
حَلْ المساء، كان يونجي قَد ذهب ليأخذ قيلولته، وتايهيُونج ما يزال بغُرفتي.
فقط أنَا ويونتَان الصغِير.
أمضيت عدة ساعاتٍ بمُفردِي لأستجمع شُتَاتْ نَفسِي.
تَايهيُونج لا يتذكر شيئًا، لا يَعلَمْ سوَى أننِي هيلين، حَبيبته.
لَقَدْ فَقَدْ كُل ذكرياتنَا بالفِعل، ماذا عسَاي أنْ أفعل؟
مَاذَا إن فقدْ مشاعره تجَاهِي للأبد؟
تنفستُ بعُمق وقررتُ الذهَاب لغُرفتي، فقط لأجلس بقُربه.
وجدتهُ يقرأ شيئًا ما وفَور أن دخلت وضعهُ جانبًا.
جلستُ بمُقابله ولاحظتُ وجهه الخَالِ مِن أي تَعبِير.
"ماذَا كُنت تقرأ؟"
هُو أعطاني المُذكرة الصَغيرة بيدِي.
"كَي لا انساكِ" كَان هذَا مَا كُتب بالصفحة الأُولَى.
شعرتُ كمَا لَو أن الدمَاء تَوقفت عَن السَير بعرُوقِي مرة أُخرَى، كمَا لَو أن الهَواء هَرَب كُليًا منِي.
كَانت صفحَات تِلك المُذكرة مُمتلئة بكُل شيء عنِي.
وبكُل خُطة أرَاد تايهيُونج أن يفعلهَا مَعي.
وبالنهَاية وضع نُسخة مُصغرة مِن الصُورة التِي التقطتها مُسبقًا لِي.
"لا تبكِ" شعرتُ بيده فَوق رأسِي.
نظرتُ لوجهه العَابس، وقَدْ كَان يبكِ بالفعل هُو الأخر، رأيتهُ يتنهد ثُم اقترب منِي ليعُانقنِي بحنُو وبدأت يدهُ تَتحرك صعُودًا ونزولًا فَوق ظهري برفق.
حِين يتعلق الأمر بالعناق، تايهيُونج هُو الأفضَل
"انا أعتذر، أنَا لَم أقصد التخلِي عَنك" أخبرتهُ بصوتٍ بالكَاد يُسمع، شعرتُ بالذَنب مرة أُخرَى لذَا وضعتُ يدَي فوق وجهِي غَير قادرة علَى مواجهته.
"انا أيضًا أعتذر، أُرِيد بعضًا من الوقت، رُبما لا أذكُر شيئًا، ولكنْ إنْ أحببتك مرة فسأحبكْ للمرة الثَانية"
ربت تايهيُونج برفق علَى رأسي قَبلْ أنْ يَفصل العنَاق وكَاد أنْ يُكمل حدِيثه ولكنهُ وجد جسدًا صغيرًا يقفز فوقه.
"رحب بطفلنا يُونتَان" أخبرتهُ مُبتسمة وأنَا أمحُو دمُوعِي.
أصدر تايهيونج شهقة لطِيفة تَصحبها ابتسَامة واسعة وهو يحمل يُونتَان بَين بديه.
"متَى سننتقل إلَى منزلنا؟" سألنِي بعد أن أنتهَى من مُداعبة يُونتَان.
"نَعَم متَى سننتقل، لقَدْ جهزتُ حقائبِي"
التفتُ تجَاه باب الغُرفة المَفتُوح لأرَى يونجِي مع حقائبه.
"أنت لَست قادمًا برفقتنا!" أخبرتهُ بغيظ عَاقدتًا يدَاي.
"بلٕى إنهُ أتٍ، ويستطِيع يونتَان أن يمكُث بغُرفة الطفل" نهضت تَايهيُونج عَنْ سريرِي حاملًا يُونتان.
"هيَا إحزمِي حقائبك" أخبرنِي تايهيُونج قَبلْ أَنْ يُتركنِي وحيدة بُغرفتِي ليُساعد يُونجِي بتجهيز الأغرَاض.
إن كَان يَستطِيع أن يُحبني مرتين، فأستطِيع أن أحبهُ مئَات المرات، مُجددًا ومجددًا دُون أن أسأم.
____________________________
تمت.
تعديل الكاتبة : القصة دِي كَانت من أولى تجاربي في الكتابة، سو عذرًا لو كان فيها أخطاء عديدة، جميع الفصول بيتم مراجعتها وتعديلها حاليًا 🙆♥️
رأيكم بالقصة كَـكُل؟🙆♥️
انطباع او شيء تركتو القصة داخلكم؟🙆☘️
اكتر شخصية حبيتوها؟💆💕
فضلًا تَابعوُا باقي القصص♥️
هفتقدكوا جدًا حقيقي وهتفقد الستوري.💜💜
بيس آوت، الابيو☁️💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top