" 3 "

" أنظري أمامك أيتها القاتلة "

و عند سماعي لجملته بدأت رؤيتي مشوشة و هذا أنذرني بأن دموعي على الحافة ، للحظة توقفت عن الشعور بأي شيء ، فهناك كلمة واحدة تتردد في مسامعي قاتلة.. و عند عودتي للواقع و رؤيتي لذلك الوجه الذي يحمل إبتسامة مستفزة على محياه لم أستطع تمالك نفسي ، حيث صفعته لشدة النار التي أوقدها بداخلي ..

صحيح أن من حقه أن يتضايق مني و لكن ليس لهذا الحد ، فأنا أكتفيت من نظرات اللوم لقد طعنني في قلبي بهذه الكلمة  .

"يا أنت .... ما الذي قلته بحق الجحيم ؟؟ " سمعت صياح مار بينما حافظت على التواصل البصري بيني و بينه .

أرمقني بنظرة حادة مع أبتسامة جانبية تذل على استهزائه و لكن غضبي في هذه اللحظة كفيل لتخطي سخريته .

حول نظره على مار ليرمقها بنظرة حادة هي الاخرى و لكن صديقتي لا تخاف بسهولة فصاحت مجددا "أوستن ما الذي فعلته ؟؟ لما عليك إلقاء اللوم على جودي هي لم تفعل شيئ و اختك من اختارت الركوب معها " .

عند ذكرها لماهي شعرت برغبة بالبكاء بشدة ، أعلم بأنني على الحافة لذلك قررت الانسحاب قبل أن أعلن ضعفي .

" لعلمك هناك بشر ثأتيرهم أقوى من ألف قنبلة لانهم بالفعل أينما يتواجدون تحل المصائب و أنت على رأسهم أوستن " هذا أخر شيء تمكنت من سماعه من صراخ مار قبل أن أدلف لداخل المنزل بسرعة .

كنت أضع يداي على وجهي في محاولة لأخفائه بينما سمعت دانيل ينادني و لكنني لم التفت له و قررت التوجه لغرفتي مباشرتا مع علمي الشديد بأنه لن يتركني و شأني خاصتا بعد سماعه لصوت شهقاتي .

وقبل دخولي لغرفتي بثواني أمسك أخي بمعصمي ليجبرني على التوقف ، رفعت رأسي لأقابل نظراته القلقة بينما إنهال هو علي بالأسئلة " جودي ما الذي يجري معك ؟ .. من قام بمضايقتك ؟ .. جو" 

قررت مقاطعته بأخباره أنني على ما يرام  بنبرة حادة و علمت من عيناه أنه لم يصدقني و خاصتا بعد رؤيته لسعادتي بالذهاب للمدرسة صباح اليوم ، كنت فقط أريد بعض الخصوصية .

و قبل مغادرته قال بهدوء "لا تجعلي أحد يؤثر عليكي سلبا لانه غالبا يكون لأجل نزع ثقتك أو أحباطك جودي "

و من ثم هم بالذهاب لجامعته على أمل ان يعود و يجدني في حالة افضل من الان !

دخلت غرفتي و أخدت أفكر بكلامه و وجدت أنه من الافضل لي عدم إلقاء لعنة لاعتقادات الناس و تصرفاتهم فأنا أعلم من أنا و هذا يكفي !

 و يجب أن أعود قوية كما كنت سابقا فأنا حقا إكتفيت من زيارت المستشفى و تعاطي المهدئات .

كنت قد بدأت أشعر بالملل من المكوث بالغرفة فقررت مشاهدة التلفاز .

فتحت التلفاز لأغير مزاجي السيئ لولا مقاطعت جرس المنزل لي .

تسألت في نفسي من قد يأتي في هذا الوقت فالساعة الحادية عشر صباحا و بالتأكيد أصدقائي  لا يزالون في المدرسة و أمي و أبي في العمل و في العادة يعودون عند الرابعة مساء فمن يكون يا ثرى.. منذ الحادثة و انا منعزلة عن العالم و لا أحب التحدث مع أحد .

لدقيقة تذكرت ما قاله أخي و ذهبت لأجل فتح الباب ...و عندما فتحه صدمت برؤيت .

" أ..اوستن " نطقت بتوتر و تنهدت لأصيح بحنق  " ماذا تريد بحق الج.." لقاطعني صوته الاجش بقوله .

Austin's POV

عدت للبيت و فكرت فيما قلت لجودي و رأيت أنني فعلت الصواب ،  فهي من تسبب بمقتل أختي ماهي و منعي من رؤيتها للأبد ، فبالتأكيد تستحق تلك المعاملة ..
:
:
ففي يوم جنازة ماهي وعدت نفسي بأن أنتقم من الفاعل ، و عند علمي بأن جودي هي من أصرت على ماهي للركوب معها لاجل الحصول على مغامرة و ما إلى ذلك من طيش مراهقات... عاهدت نفسي بتحطيمها للابد .

يجب عليها العيش مع الذنب مدى حياتها فهي سببت في تذمير مشاعر عائلة و اللعنة !

جلست أراقبها و عندما لاحظت ترك صديق طوفولتي دانيل المنزل لم أعد قادر على البقاء دون فعل شيئ و خاصة لانها قامت بصفعي صباح اليوم  .

خرجت من المنزل و توجهت لبيتها ، ضغطت على الجرس عدة مرات متتالية ، إنتظرت قليلا فهي تأخرت و ظننت بأنها لن تفتح الباب و عند تراجعي للخلف قليلا سمعت الباب يفتح .

" أ..أ.وستن " قالت بثلعتم و عند رؤيتي لملامح التوتر ممزوجة بنظرات الخوف على وجهها ، شعرت بأنقباض قلبي لا أعلم لما حقا !! .. أنا لست هنا ﻷجل صفعها بل لم أفكر بفعل ذلك حتى! كما هي تعتقدت على الارجح ، و كل ما جئت ﻷجله هو أجزعجها بكلامي و جرحها أكثر حتى لا تفكر بالخروج مجددا .

" ماذا تريد بحق الج ... " صاحت لاقاطعها بقولي بنبرة متهكمة " أهكذا تستقبلون الضيوف ؟؟ "

و من ثم أرمقتها بنظرة خبيثة لأكمل بأبتسامة جانبية مستفزة تعمدت إظهارها " أتسمحين لي بالدخول أريد التحدث معكي ؟ "

Judy's POV

لما يظن بأنني قد أدخله للمنزل بعد ما قال صباح اليوم ياله من مغرور !! خاطبت نفسي بغضب  .

"لا يمكنك ذلك " قلت بصرامة تزامنا مع دفعي للباب لأغلقه في وجهه ، و لكن شيئا ما منعني و عند إلقاء نظرة أيقنت بأنه قام بوضع قدمه بين الباب ..

"ما الذي تفعله بحق اللعنة ".. صرخت في وجهه بغضب شديد

"ستستمعين لي شئتي أم أبيتي ؟؟"  اجاب بنبرة باردة تحمل الكثير من التهديد

فأطررت لفتح الباب و لكن لن اسمح له بالدخول ..

"ماذا تريد ان تقول و أرجوك بسرعة لأنني مشغولة"

"أوه مشغولة !! لا عليك فلن أخد من وقتك الغالي كثيرا" همس باستفزاز ، لأقرن حاحباي بتملل .

"عموما جئت لاخبرك" اعتلت الجدية ملامحه مما جلب انتباهي اكثر

"انا أعدك يا جودي أرجنت مارتن بأن تعيشي أسواء أيام حياتك طالما أنا على قيد الحياة ، و ستندمين على ما فعلته بأختي و على صفعي أيتها القاتلة أتعلمين , انت من كان عليها الموت بدلا من أختي لانك تستحقين ذلك ، انا لن أغفر لك فعلتك و لن أتركك و شأنك أبدا بل سأذمرك " كانت كلماته كالسكين تمزق قلبي إربا .

"و أنا أوستن أقسم بأن أجعل الذنب صديقك المقرب " و لم يكتفي بتمزيق قلبي فمزق عقلي أيضا كم ألمني سماعه يقول هدا لطالما كان أخا لي و لكن الزمن يظهر حقيقة الاخرين .

"جودي مارتن أتمنى لك الموت " و هذه كانت الضربة القاضية بالنسبة لي  شعرت باللوم الشديد بل استرجعت شعوري في الشهر و النصف الفائت .

" أوه قبل أن أنسى ، لا تفكري باخبار دانيل لانك ستندمين مدى حياتك البائسة مفهوم ؟ " لم أستطع   سماع اخر شئ قاله لانني بالفعل كنت قد إسترددت شعوري في الفترة السابقة ، لا.. لا ما الذي يجري معي يجب عليا عدم الاكتراث و لكن للاسف تمكن من جرحي مجددا بل تذميري و خاصة بعد جملته الاخيرة بانه يجب عليا الموت !
.
.
Austin's POV

بعد إنهائي لاخر جملة تفاجئت برؤية الباب يفتح على مصرعه لأجدها ..

يتبع ..
_____________________________________

لطفا فوت و تعليق على الفقرات و سأكون لكم ممتنة :-) .

طابت أيامكم .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top