" 19 "
بعد مدة بسيطة من الوقت كنت أجلس على سريري أمسك بدفتري و أسمع شتم مار لأوستن ، لانني أخبرتها بما فعله في ذلك اليوم ، و الان هي تعتقد بأنني بدلت الفستان بسببه بينما في الحقيقة ، لم يعجبني انا ، لذلك بدلته .
" اين داني ؟ " سألت مار لألاحظ هدؤها المفاجئ في الحقيقة هدا غرضي من السؤال لانها بالفعل توترني بحركتها العشوائية .
" سوف ألقي نظرة بالاسفل " هتفت مار و هي تفرقع بأصابعها و الابتسامة لم تفارق شفتاها ، رمشت لثانية و كانت مار قد أختفت من الغرفة .
جلست أمام حاسوبي و ألقيت نظرة على الساعة الحائطية أمامي و التي كانت تشير على الخامسة ،مما يعني أقتراب وقت الحفلة و يجب أن أحضر نفسي ، و لكن لا بأس بتصفح الانترنت قليلا .
.
.
" وجدته بالفناء الخلفي يتكلم في هاتفه ، و أعتقد بأنه يحادث والديك " نطقت مار فور اقتحامها الغرفة لتذهب و تجلس على سريري .
" حقا ، ياله من خائن ، كان عليه إخباري بأنه سيتصل بهم " خرجت نبرتي مستنكرة مع أني أعلم بأنهم سيعودون غدا و لكن لا بأس بسماع صوتهم و الاطمئنان عليهم . رأيت مار تقهقه على ملامحي المتأففة و هي تلعب بشعرها .
.
.
" جودي " نطقت مار لتقاطع الصمت الذي طغى على المكان ، فهمهمت بتملل .
" كما تعلمين حفلة نهاية السنة أقتربت ، و يجب أن أجد شخصا يذهب معي " تكلمت بنبرة مهتزة و كأنها تود قول شيئ و مترددة من ردة فعلي .
" أعلم ، اعتقد بأن كودي سيقترح عليك الذهاب معه ، لذلك لا تقلقي حيال الامر " نطقت بهدوء بنبرة صادقة لأراها تقلب عيناها بتملل " و لكني لا أرغب بالذهاب معه " وضحت بجدية و هي تستقيم من جلستها " اق..أقصد..ان..انتي.. اووه " ثلعتمت لارمقها بنظرة خبيثة .
" وضحي كلامك عزيزتي ، لا أستطيع فهمك " تهكمت بسخرية بينما أبتسامة واسعة تحارب للظهور .
" حسنا ، اريد الذهاب مع دانيل " صاحت بأنفعال و قد أغلقت عيناها تجنبا لرؤية نظرتي و التي كانت ستبدو ساخرة لولا دخول أخي المفاجئ .
" الى أين يا صغيرة " تكلم داني بمزاح لتفتح مار عيناها و سرعانما أصطبغ وجهها باللون الأحمر .
" أعتقد بأن الاشخاص الطبيعية تطرق الباب قبل الدخول ، أليس كذلك !! " تهكمت ببرود و أنا ارمق اخي بنظرة قاتلة ، و أعتقد بأني أنقذت مار من الموقف أيضا .
حول داني نظره إلي ليرفع حاجباه و يتهكم ببرود " أنت أجبتي بنفسك ' الاشخاص الطبيعية ' و هل أبدو لك أحدهم ؟ " ابتسم بأنتصار في أخر الجملة لأضحك على حماقته " في الحقية لا ، نقطة لك دانيل " أجبت بسخرة و القيت نظرة خاطفة على مار التي كانت تضحك بصمت .
" بالمناسبة أتيت لأخبرك بأن والداي لن يعودوا غدا " قال أخي و هو يستند على الجدار .
" ماذا !! و لكن لما " أستقمت بأنفعال من كرسي ليوضح لي بهدوء " شغل اضافي ، هكذا اخبرتني السيدة مارتن " ابتسم في نهاية الجملة بينما اومئت بتفهم و عدت للجلوس بعد مغادرة أخي للغرفة .
" يا إلاهي نجوت بأعجوبة " تنهدت مار بعمق لتردف و هي تضع أحدى يديها على قلبها لتنظم تنفسها المضطرب ، تدكرت بأنها كاذت ان تكشف لأجد نفسي أقهقه بسخرية على حالتها .
" مار ، لما لا تخبريه و تنهي الموضوع " نطقت بجدية بينما اتابعها بنظري ، لاحظت ملامحها تتجعد بتأفف لتردف " وااو يالا أفكارك الرائعة " تنهدت بنفاد صبر و أكملت " بالتأكيد ، سأقف أمامه و اخبره بكل بساطة أن يصطحبني كحبيبته الى حفلة نهاية العام ، حتما سيظن بأنني فقدت عقلي " أنخفضت نبرتها في نهاية الحديث تزامنا مع فتحها لدولابي و إخراجها لفستانها .
" و ماذا إن وافق ببساطة ، أتعلمين أفضل الصراحة عوضا عن الغموض حتي و لو كانت النتيجة صفر لصالحي " تكلمت بصدق و أنا أستقيم و أتوجه للخارج تاركة لها المجال لأرتداء فستانها .
.
.
" جودي احضري لي كوب ماء من فضلك " سمعت تأمرات أخي المجعزة فور وقوفي بجانب الكنبة تحديدا امام التلفاز و بجانبه " حسنا " رديت بضجر و أنا أتجه نحو المطبخ .
" تفضل أيها الاحمق " تكلمت بمزاح و انا اناوله كوب الماء لأتخد مكانا بجانبه " داني " نطقت بهدوء لأسمع همهمته بمعني ماذا " لا شيئ " في الحقيقة كنت سأسئله عن شيئ و غيرت رأي في اخر لحظة و طبعا أجابتي لم ترضي فضوله ليوجه نظره نحوي و يردف بأهتمام " بحقك جودي ، ماذا تريدين هيا أخبريني " زيف ملامح الطفل الضائع لاجد نفسي أقهقه لا إراديا .
" حسنا ، كما تعلم حفلة نهاية العام قريبة .. " قاطعني بتأفف " لا تخبرني بأنك تأخدين الاذن مني " .
" بالتأكيد لا " صحت بأنفعال و من ثم تنهدت بعمق لأعدل جلستي و التفت نحوه بينما أحتضن تلك الوسادة التي سحبتها من جانبي و أردف " لنفرض أن فتاة تريد منك أصطحابها هل ستوافق ؟ " خرجت نبرتي مزيج بين التردد و التوتر من سماع اجابته.
" اتلمحين لشيئ ما جودي ؟! " أستفهم و ضيق عينيه نحوي بشك ..
" لا مجرد سؤال " بررت بثقة لاسترسل " عموما انسى الامر " نهضت من جانبه لاتجه نحو الدرج و لكن صوته أوقفني و هو يقول " كما تعلمين أكره هده الحفلات و ايضا سبق و خضت هده التجربة ، و حقيقتا لا أود أعادتها مجددا " أنهى جملته و بدأ بتقليب القنوات بعشوائية ، أما أنا حزنت قليلا لأجل مار لأن إجابته واضحة جداا .
" هل أستطيع الدخول " استأذنت خلال طرقي لباب لأسمع صوتها الدي يخبرني بالدخول .
" ياالاهي تبدين جميلة للغاية أنسة مار " تكلمت بصدق و أبتسامة واسعة اخدت طريقها لوجهي عندما رأيتها تقف أمام تلك المراة بفستانها الوردي ، الذي كان طويل من الخلف ليتدرج في الطول و يصل فوق ركبتيها بقليل من الامام لقد كانت مذهلة حقا ، أما بالنسبة لشعرها فرفعته لأعلى بربطة شعر وردية و تركت بعض الخصلات حرة لتغطي وجهها من الامام ، أعتقد بأن أخي اذا علم بأن مار الفتاة التي أقصدها لم يكن ليفكر بالرفض بتاتا .
" لا تبالغي فأبدو عادية للغاية " نطقت مار و هي تتفقد مظهرها أمام المرأة " يالا التواضع " تهكمت بسخرية و انا اتقدم نحوها لأمسك بديل الفستان ، و ارجعه للخلف قليلا " سموا الاميرة مار ، هل تستطعين انتظاري بالخارج ريتما اغير ملابسي " تكلمت بمزاح لاراها تبتسم في نهاية جملتي لتتمتم بينما تضع اللمسات الاخيرة على شعرها " سأنتظرك بالاسفل " و من ثم همت بالخروج من غرفتي و لكني أدركت بأنني لن أفوت ملامح داني فور رؤيتها و وجدت نفسي أصيح " أنتظري " .
لحقت بها او يمكنني القول سبقتها و الان انا اقف بجانب أخي الذي لايزال كما تركته قبل قليل عدا انه وضع أقدامه فوق الطاولة ' هيا مار ' همست لنفسي بضجر لانها تنزل ببطء شديد كالسلحفاء المريضة و السبب واضح، حدائها ذو الكعب العالي يعيقها في الحركة .
بعد ثواني نزلت مار بهدوء و هنا قررت لفت أنظار اخي بصراخي " مارلين تبدين رائعة حقا " ألتفت أخي بملامح مجعدة نظرا لارتفاع صوتي المبالغ فيه ، و لكن أختفت ملامحه الغاضبة فور وقوع نظره على مارلين و تبدلت لابتسامة جانبية .
" أوه مار ، أتعلمين أفكر بسحب كلمة صغيرة من قاموسي " نطق أخي بمزاح و نبرة لطيفة و هو يستقيم بينما لاحظت خجل مار بابتسامتها الرقيقة ، التي و حقيقتا أول مرة أراها تبتسم بهدا الشكل .
" سيكون أفضل بالنسبة لي " تمتمت مار و هي تلعب بأصابعها بتوتر بينما أنا لم تفارقني تلك الابتسامة الخبيثة .
" أعتقدت بأنك ستقول تبدين جميلة مار و ليس هدا الهراء ، أخي النبيل " تهكمت بسخرية لترمقني مار بنظرة أخترقتني من شدة حدتها لأحرك كتفاي لأعلى بمعني ' ماذا فعلت ' .
" هي دائما جميلة لذلك أعتقد بأن أمرا كهذا لا يحتاج الإقرار " قاطع نظراتي كلام أخي و الذي و اللعنه كان لطيف و شاعري للغاية .
لاحظت أحمرار وجنتي مار و خاصتا و أن داني بدأ يتقدم نحوها بخطوات بطيئة ليردف " أليس كذلك يا فتاة ؟ " غمز في نهاية الجملة و إقترب ليقف أمامها مباشرة .
كنت سأقاطع المشهد الدرامي ببعض التهكم لولا الفضول الذي يجبرني على متابعة المشاهدة بصمت تام و رؤيت ما سيفعله دانيل .
رفع يده لرأسها لينزع ربطة شعرها و يهمس بنبرة خافتة " هكذا أفضل " ترك شعرها ينسدل بعشوائية على كتفيها و تحرك للأمام تاركنا في ذهول مما فعل " أتعلمين ، حقا تبدين أفضل هكدا " اعقبت بجدية و لكن متأكدة بأن مار تعتقد بأنني أمزح بسبب ضحكاتي التي تعالت بالأرجاء.
" هل يجب أن أشكرك الآن ! " تهكمت بسخرية لأردف " لنودع الأميرة مار و نستقبل صديقتي الوقحة مارلين " سخرت بمزاح من بين ضحكاتي لتبتسم مار نحوي و تردف بهدوء " كفاك هراء و أذهبي لترتدي ملابسك ، الساعة السادسة و النصف عزيزتي " فور أنهائها لجملتها وجدت قدماي تجري لوحدها بإتجاه غرفتي .
.
.
بعد ما يقارب النصف ساعة إنتهيت من إرتداء فستاني الذي يصل طوله فوق الركبة بقليل ، إلتقطت سترة خفيفة من على السرير لارتديها بينما تركت شعري منسدل للخلف و خرجت من الغرفة أحمل بأحدى يدي حقيبة سوداء صغيرة وضعت بها هاتفي قبل قليل .
نزلت للأسفل و لاحظت أنسجام مار بالحديث مع داني لدرجة أنهم لم يلاحظوا وجودي " أحم أحم " حمحمت لجلب أنظارهم و بالفعل إلتفت كليهم " اللعنة تبدين في غاية الجمال! " هتفت مار و هي تصفق بيديها بينما لم تختلف ملامح أخي كثيرا .
" هل يجب علي المجاملة؟ " تهكم ببرود لأرمقه بنظرة حادة و أردفت بنبرة مشابهة لخاصته " أعتقد ذلك!" رأيت ملامحه المبتسمة و هو يردف " إذا تبدين " صمت قليلا و أكمل " أسف لا أحب الكذب " و هنا تعالت ضحكات مار و أخي بينما أنا أحترق في مكاني " تبا لكم! " صحت بجدية لأسمع صوته العميق و هو يستفزني مجددا بقوله " أنتبهي لألفاظك صغيرتي " قاطعنا صوت الجرس ليتوجه داني لفتحه .
" أهلا يا رجل " نطق أخي و هو يصافح ستيف و سمح له بالدخول " يا إله هل أنا أحلم أم أنني أرى فتيات أمامي " تهكم ستيف بسخرية و هو يرمش بعيناه بسرعة و كأنه يريد التركيز .
" تبا لظرافتك " تهكمت مار ببرود و هي تبتعد تاركة المكان بعد أن تمتمت " سأعدل شعري و أعود بسرعة " أومئت بتفهم و عدت بنظري نحو ستيف الذي نطق بجدية و هو يشير بكلتا يديه نحوي " حقا جودي تبدين جميلة للغا.." قاطعه داني بمزاح و هو يقول " لازلت أقف هنا! " ليبتسم ستيف و رفع يداه معلنا أستسلامه لأضحك على ردت فعله .
" لا تتأخروا سانتظركم بالخارج " هتف و ترك المكان ليغلق داني الباب خلفه و يتجه نحوي " أختي تبدو جميلة " نطق بلطف و سحبني بعناق قصير قائلا " كوني بخير " ابتسمتاثر لطفه و أومئت بالايجاب .
نزلت مار و هي تلعن مظهرها لنضحك أنا و داني على ملامحها " هيا بنا جودي لا نريد التأخر " قالت مار و هي تتجه للباب ﻷلحق بها بدوري لولا صوت أخي الذي أوقفنا و هو يقول " إصغوا إلي قليلا " فرقع بأصابعه ليقف أمامنا " أول شيئ ممنوع الشرب بالحفلة ، و تاني شيئ ممنوع الشرب بالحفلة و ثالت شيئ ممنوع الشرب بالحفلة ، هل كلامي واضح يا صغيرات " تكلم أخي بجدية لنومئ بصمت ، أنه يتقن دور الاب المسؤول بهده التصرفات .
.
.
فور خروجنا سمعت همس مار لي " لا بأس بكأس واحد " ضحكت على جملتها و هممنا بالركوب مع ستيف .
كنت أجلس بالكرسي الأمامي جانب ستيف بينما مار تجلس خلفنا و بجانبها علب الهدايا الصغيرة .. الصغيرة للغاية " ماذا يوجد بداخلها ؟ " سألت مار و هي تمسك احدى العلب " عطور عزيزتي" تمتم ستيف بأبتسامة جانبية لأسمع صياح مار " و لكني أستطيع شراء بعض العطور " تهكمت بسخرية ليرد ستيف ببرود " حسنا لم أجد وقت فراغ لشراء هدايا ، لذلك أشتريت بعض العطور اليوم " أنهى جملته بشك و هو ينتظر أن ننهال عليه بالصراخ و الشتائم و لكن تفاجئ بشد مار لشعره ليصرخ بتألم بينما هي أردفت " أيها الكاذب " .
" أتركني أنا من يقود هنا!! " صرخ بأنفعال لتتركه مار و تعود لتستند بظهرها للخلف أما أنا فلم أتوقف عن الضحك مند صعودي .
.
.
" أنا سأحمل الهدايا " قال ستيف و تعمد التشديد على كلمة الهدايا ليستفز مار التي ترجلت من السيارة فور توقفها و لم تنسى توجيه نظرة قاتلة نحوه، اما هو فقد شرع بالضحك لأشاركه بدوري ذلك فحقا ملامح مار الغاضبة تدعو للضحك .
دلفت أنا الاخرى للخارج ليصفعني الهواء البارد " يا إله الجو بارد جدا " تمتمت افرك كلتا يداي ببعض في حين سمعني ستيف الذي كان يقف بجواري لأراه يبتسم ببلاهة ليردف " لا تتوقعي مني أن أكون نبيل و أتطوع بسترتي!" سخر بمزاح لاقلب عيناي بتأفف تزامنا مع لكمي كتفه بقوة .
" ااه ، لقد ألمتني يا فتاة " نطق بسخرية مجددا و هنا لم يبقى لي حل سوى الضحك ببلاهة على تصرفاته .
" بحقكم لا نريد تفويت الحفلة! " هتفت مار بحماس و أسرعت في أقتحام المكان .. على ذكر المنزل لقد كان ممتلئ بالأشخاص و أنا أعني ذلك أقصد لا أعرف أين سنجد صاحب الحفل أساسا فمن بين كل تلك الحشود لا أظن أنه بمقدورنا الحركة من الأساس .
دخلت أنا و ستيف الذي توجه لطاولة المشروبات مباشرة بينما وجدت مار تترقب دخولي لتمسك بيدي و تهتف بصوت عالي لأتمكن من سماعها فصوت الموسيقى كان مبالغ فيه " أنظري هناك " أشارت لي على مكان براين و غمزت بطريقة خبيثة لتختفي من أمامي بعدها مباشرتا .
كنت سأذهب نحوه لولا أختفاؤه عن نظري فجأة ، يبدو أنه يملك قدرة الاختفاء و انا لا أعلم " أهلا بملكة الحفله " صياح شخص من خلفي لفت أنتباهي و عندما إلتفت ، أبتسمت تلقائيا و أقتربت منه لأصرخ " عيد مولد سعيد براين " .
رأيته يبتسم و يشير لي بالدخول " لما تأخرتي ؟ " سأل بصياح من بين كل تلك الاصوات لاتمكن من سماعه " و هل حقا تأخرت ! " خرجت نبرتي مستنكرة و أنا اتقدم للأمام معه لأشعر بأبتعاد صوت الموسيقى شيئا فشيئا " سيكون الهدوء أفضل لأتمكن من سماعك " وضح براين عندما اشار لي بالدخول لأحدى الغرف بالمنزل .
" بالمناسبة تبدين جميلة للغاية " تكلم بنبرة هادئة فور دخولنا للغرفة و التي تبدو جميلة بأثاتها الحديث و الرفوف المعلقة بالجدار كانت الاجمل فهي مليئة بالكتب التي بدأت أفكر باستعارتها ، ابتسمت بقليل من الخجل و اردفت بصدق " أنت أيضا تبدو وسيما بهده البدلة " في الحقيقة لم أكن اجامل فحقا بدلته السوداء مع ربطة العنق الفضية خاصته تبدو في منتهى الاناقة .
" شكرا للمجاملة اللطيفة " رد بلطف لأتجاهل ما قاله و أغير الموضوع " اسفة احضرت لك هدية و لكنها مع ستيف الان " تكلمت بخجل من موقفي التافه و شعرت بتقدمه نحوي .
" لا أعتقد بأن هناك أجمل من رؤيتك بالحفل ، بالنسبة لي هذه اروع هدية قد أتحصل عليها " نطق بنبرة صادقة ، شعرت بقلبي سيتوقف بأي لحظة فور سماع كلماته ، حقا لا أعلم ما الذي يجري معي ، فكل ما فعلته هو التحديق بعينيه و الابتسام ببلاهة ، اما لساني فاعتقد بأنه قطع و المشكلة أنني بأشد الحاجة له الان .
" هيا لنخرج و نحظى بالقليل من المرح " قاطع تحديقي بقوله تلك الكلمات الطفيفة بنبرة حماسية و هو يمسك يدي ليسحبني خلفه .
عاد صوت الضجيج لمسامعي فور تركنا للغرفة التي بنهاية الرواق ، سحبت يدي ببطء " سأبحث عن مار " لأصيح بنبرة عالية عندما رأيت بعض الفتيان يتقدمون نحوه لمعايدته ، لأدخل بين الحشود التي كان البعض منها يرقص و الاخر يبدو عليهم الثمالة و ايضا هناك من كان يلعب برفقة اصداقائه .
بحث بعيناي لألمح ستيفن يجلس على أحد الكراسي في الزاوية و يبدو عليه الثمالة هو الاخر ، ياله من مجنون كيف سيقود و هو بهده الحالة ، تقدمت لاقف أمامه " ستيف هل رأيت مار ؟" سألت بنربة عالية و لكنه كان يحدق بكأسه بهيام و لم يلقي لكلامي لعنة ، بل أشك أنه لم يتمكن من سماعه حتى ، لذلك قررت الاستغناء عن خدماته و العودة للبحث عن مار .
.
.
" و أخيرا وجدتك يا فتاة " هتفت عندما رأيتها و اعتقد بان مجازها متعكر قليلا " هل أنت بخير ؟ " سألت بقلق لتحرك رأسها نفيا و تردف " ماذا تريدين ؟ " سألت بتشتت بينما كانت تتفقد المكان من حولي و كأن هناك قاتل بيننا..
" ما الذي يجري معك بحق الجحيم !!! " أستفهمت بحنق لأنها بالفعل توترني بنظراتها " ل..لا شيئ " نطقت بثلعتم بينما قررت عدم التدخل أكثر .
" نسيت ما سأقول " نطقت بابتسامة خجولة من شدة غبائي لتقاطعني بقولها " إلا إذا لا يوجد شيئ لتخبريني به أساسا " بعد سماعي لما قالت وجدت نفسي أومئ كتأكيد مع أحتفاظي بالابتسامة البلهاء على وجهي .
" و لكني اشعر بأنك من يريد أخباري بشيئ " تنهدت لأخبرها بصراحة بينما رأيتها و هي ترتشف من الكوب الذي تمسكه بيدها " لا شيئ مهم " تكلمت بتشتت و عادت لترتشف من كوبها مجددا " هل تشربين ؟ " سألت بفضول لتنظر لي بتأفف و تقول بمزاح " لولا أخلاصي لداني لكنت قد شربت كأس بدل هدا العصير المقرف " ضحكت في نهاية الجملة لأشاركها الضحك بدوري .
" أهلا مار " لفت أنتباهي سماع براين يتحدث " كل عام و أنت بخير ايها الطويل " هتفت مار بمرح ليبتسم بدوره و يرفع حاجباه بفخر . في خلال حديثهم تبدلت الاغنية الصاخبة لأخرى هادئة و مناسبة للرقص الكلاسيكي .
" هل تسمحين لي برقصة ؟ " سألني فتى كان يقف بجاواري لأزيف أبتسامة و ألتفت له " أسفة لا أحب الرقص على هدا النوع من الموسيقى " نطقت بأستياء لاتهرب بطريقة لبقة و بالفعل أومئ بتفهم ، و هنا عدت بنظري نحوى مار ، و براين الذي كان يرمق الفتى بنظرات حادة تجنبت النظر له و سألت مار التي يبدو عليها التوتر بشكل كبير " هل أنت على ما يرام !؟ " .
" ن..نعم ، في الحقيقة أشعر ببعض التوعك في معدتي " وضحت بثلعتم لأومئ بصمت مع علمي التام بأنها تكذب ، حقا شغلت بالي بتصرفاتها الغريبة .
في خلال وقوفنا لمحت كودي و هيلين يتقدمون بأتجاهنا " اهلا يا جماعة " قام كودي بألقاء التحية بينما هيلين أقتربت مني بأبسامة مريبة لتنطق بنبرة مستفزة " أهلا جودي ، لا أريد التعليق على فستانك الردئ عزيزتي" .
" وفرتي على نفسك ، فأنا لا افضل أهدار وقتي بالاستماع لتقييم الحثالة امثالك عزيزتي " رديت بنفس نبرتها مع أضافت النظرة الباردة ، لتتجعد ملامحها بغضب بينما أبتسمت بنصر .
أبتعدت قليلا عنهم لأستند على الجدار و أتابع الحشود التي كانت ترقص بانسجام ، بينما كنت أتجول بنظري لمحت جينيفر و هي تمسك بيد--" جودي " حجب عني رؤية من يمسكها براين الذي كان يقف أمامي بلحظة .
" همم " همهمت بمعنى ماذا بينما حاولت أستراق النظر خلفه لعلي أتمكن من رؤيت هوية الشخص و الذي أتمنى و أتمنى الا يكون هو ، و لكن كانت قد أختفت بين الحشود لاوجه تركيزي لبراين ..
" هل تسمحين لي برقصة ؟ " طلب بنبرة لطيفة مع تلك الابتسامة الجذابة ، لأضيق عيناي بأسف فأنا حقا لا احب الرقص على المقطوعات الرومانسية .
" لن أقبل الا بسماعك تقولي ' موافقة ' " أردف بلطف لازيد من شدة تضيق عيناي و ارسم ابتسامة الجرو الضائع " من أجل عيد مولدي جودي " نظر لي مجددا و أكمل " هيا يمكنك أعتبارها الهدية " أصر بأبتسامة بريئة و في هده المرة قررت قبول طلبه مع انه جزء مني يخبرني ان أستمر بالرفض .
" أتعلم أمرا " تكلمت ليحرك حاجباه لأعلى بمعنى ' ماذا ! ' لأردف " أنت جيد بالأقناع " أنهيت جملتي بأبتسامة بينما هو مد يده لأمسك بها و يسحبني خلفه لساحة الرقص " اول شخص يخبرني ذلك " ردد بمزاح لاقهقه بخفة .
وقفنا بين الحشود ليقترب براين مني بهدوء ، رفع أحدى يديه لأمسك بها بينما حاوطني من خصري بيده الاخرى أما انا فأكتفيت بوضع يدي الحرة على كتفه بهدوء .
" هل أخبرتك بأنك تبدين جميلة للغاية " همس نحوي لأبتسم بشرود و أردف بمزاح " لا أتدكر ذلك " جعدت ملامحي في محاولة للتدكر و أردفت بمزاح مجددا " و لكن استطيع ان أقول شكرا " رأيت أبتسامته تظهر .
شعرت به يقربني نحوه ليهمس بنبرة عميقة " هل أستطيع الاعتراف بشيئ ؟ " استئذن بجدية .
في الحقيقة شعرت بالتوتر يجتاحني و لم أعد أشعر بأقدامي تحملني ، ترددت قليلا في الاجابة و لكن لا أملك خيار سوى أن أومئ بصمت مع تجنب التحديق بعينيه لانهم السبب الرئيسي في عدم قدرتي على التنفس .
أقترب مني بهدوء ليهمس في أذني " أنا أ..." لم أتمكن من سماع باقي جملته نظرا لتلك القبضة التى جعلتني ابتعد عنه بخطوات " انصحك بالابتعاد عنها "قال الشخص الذي سحبني بصوت عميق فالتفت بغضب تزامنا مع سحب يدي منه لاتفاجئ برؤية
" أوستن ، ما اللعنة التي تفعلها هنا بحق الجحيم " صحت بغضب و لكنه لا يأبه لي و كل ما يفعله أرسال النظرات الباردة لبراين .
" هيا الوقت تأخر و يجب أن تعودي للبيت " نطق أوس موجها نظره نحوي بينما تجعدت ملامحي في عدم أدراك للعنة التى تجري الان ، فقط شيئا واحد أذركته ان هدا هو سبب تعكر مجاز مار .
" ماذا تظن نفسك يا انت " تكلم براين بأستحقار بينما كل ما فعله أوس سحبي خلفه بقوة ، كنت سأقاوم و لكني لا أريد افتعال المشاكل في منتصف حفلة براين و بين كل تلك الاشخاص ، فهو حقا لا يستحق ذلك ، و بدلا عن ذلك قررت التفاهم معه بالخارج .
لاحظت مار و براين خلفي لأطمئن قليلا ..
افلت يدي منه بصعوبة عند خروجنا لأقف بين السيارات و أصرخ بحنق " ماذا تفعل أيها الاحمق " أرمقني بنظرة لم تكن راضية عن كلامتي و لكني حقا لا ألقي لعنة لنظراته و خاصتا الان .
" هيا أركبي سنعود للمنزل " تكلم بنفاد صبر بينما أشار لي على سيارته و كان يبدو عليه الثمالة ، هل يمزح معي أم ماذا ؟ .
" و هل ستقود و انت بهده الحالة " تكلمت بحدة ليقاطعني سحب براين لي " هيا جودي تعالي معي لنعد للحفلة " قال بهدوء لياقطعه صراخ أوستن " أخبرتك بأن تبتعد عنها ، اصغي إلي و تجنب المشاكل " حقا أرعبتني كلماته و جعلتني أشعر بالذنب أتجاه براين ، و هدا اضافة بأني سأكون السبب الرئيسي في تخريب الحفلة و بالتأكيد لن أسمح بهدا لذلك قررت الانصياغ لأوس .
" حسنا سأذهب معك " نطقت بتردد و انا أترك يد براين الذي لاحظت نظرته المنكسرة " و..و لكن.. " تمتم بخيبة لاقاطعه بتقبيل وجنته لأهمس بترجي " عد للحفلة ارجوك " رأيته يومئ بحزن و يلتفت بخيبة ليذهب بعيدا بخطوات غاضبة و اعتقد بأنه يشتم اوستن الان او ربما انا ، لا اعلم حقا و لكن المهم ان الحفلة لن تتذمر بسببي .
و في خلال مشاهدتي لأبتعاده شعرت بقبضة أوستن المحكمة على يدي و هو يسحبني بقوة ناحية السيارة .
صرخت بألم " أفلتني أوستن " تنهدت بضعف و أردفت " أنت تؤلمني " عندها شعرت به يفلتني ليتوجه لكرسي السائق بينما وقفت قليلا عند ملاحظتي لمار التي فور رؤيتي سحبت هاتفها و اعتقد بانني أعلم بمن ستتصل بالتأكيد ' دانيل ' و هنا وجدت نفسي أصرخ بترجي " مار لا تفعلي هدا أرجوك " بالفعل أستجابت لي عندما اغلقت هاتفها و صرخت بأنفعال " تبا لك أوستن " .
ركبت السيارة التي فور صعودي أنطلقت بسرعة جنونية " أبطئ السرعة اوس " تكلمت بجدية لاشعر به يزيد منها " لما ، هل تكرهين السرعة !! ايتها المتهورة " تكلم بنبرة ثملة و أنهى جملته بضحكة ساخرة " تبا لك " نطقت بحدة لاسمع قهقهته المستفزة و هو يردف بنبرة مخيفة " مازلت لم تري شيئا صغيرتي " لقد نجح في أفقادي صوابي بهده الجملة فأكتفيت بالصمت و ترقب القادم .
.
.
كان الصمت سيد المكان و شعور واحد يتملكني ' الخوف ' بل ' الرعب ' نعم كنت مرتعبة حد الجحيم و حاولت عدم التحدث طول فترة قيادته المجنونة الا عندما رأيته يسلك الطريق الذي يحمل كل كوابيسي لأعلم بأن الاسواء قادم ، و هنا و لا إراديا صرخت بأعلى نبرة قد أمتلكها يوما و انا انتفض من مكاني برعب .
" أرجوك توقف "
يتبع ...
_____________________________________
وصولك لهدا البارت يعني اعجابك ولو قليلا بالرواية فرجائا ' فوت ' و ' تعليق على الفقرات ' و سأكون لك شاكرة .
للمتفاعلين الجدد فضلا و ليس امرا ضعوا فوت للأجزاء الاولى .
-رأيكم بالبارت ؟
- توقعاتكم ؟
شكرا💙 .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top