7 | Necio
•••
22:00
قلبي المفطور مازال يدرف دموعا إلى الآن، أخذت كفايتي من العقاب وكنهاية لهذه الحكاية المؤلمة، لم يكن بطلها أبي؛ فبالطبع كان غاضبا لأنني تصرفت بطيش بحضوره، لكنّ أستاذنا العزيز اِختفى بعد تلك اللحظة.
لقد اِندثر كأوراق الخريف وحلّ الشتاء على أيامي بعتمته.
كنت قد سجنت في غرفتي ليومين كتأديب، فور الإفراج عني لجأت إلى شقته؛ فتلقيت المفاجأة! لقد اِنتقل دون أن يترك سبيلا لإيجاده. إنه لم يرد على اِتصالتي، رسائلي أيضا قد لكمها بهجرانه.
إنه ظالم كأستاذ وكحبيب، أي نوع من الأزواج سيكون؟..، مهما كان، لن أتخلى عن وجوده بحياتي!
هذا ما قلته قبل ثلاث سنوات من الآن.
اِجتزت المرحلة الأولى من كلية الطب، كما كنت أخطط..، سأصبح طبيبة أطفال مثل أمي في المستقبل. أما أخي سيهون اِنغمس بجامعته بينما قد اِختار الأحياء وجهة. الجميع اِستغرب ذلك، لكنه برر بأنه ربما قد وقع في فخ حبها.
إنها ليلة الاِحتفال السنوية..وذلك يذكرني به.
ما عدت طفلة، إنني ببداية العشرينات. رغم ذلك فإنني لا أشعر بفؤادي؛ فكأنه لازال عالقّا عند عتبة مكتب والدي.
حاولت تجاوز ذكراه، أتظاهر بذلك مرغمة؛ فلم يعد لي ملاذ إليه، وخائفة من الاِستمرار هكذا!
بعدما قد أنهيت فترة تدريبي لهذا اليوم غادرت دون أن أعلم السائق. أردت أن أشاطر ساقاي رحلتي بمفردي، ذلك كان لبضع لدقائق فقط؛ فقد اِنبلجت صديقتي جيون وزميلنا هيونبوك من الشارع الذي على يساري بركضهما السريع.
《هيـا!》
صاحت بي؛ فحينما أبصرت ثلاث رجال ببدلات يلحقون بهما، اِنطلقت أيضا إليهما.
فور وصولي محاذاتهما سألت بصخب:
《مـاذا فعلتما!》
أجابت من بين أنفاسها!
《كنا بالمتجر!..، حاولوا التحرش بي..، وهيونبوك ركل مؤخرة ذلك السمين!》
اِستدرت لأرى مقصدها، ما إن لمحته وهو يشتم حتى اِنفجرت من الضحك وهما معي!
اِندسسنا بين تلك الأزقة وتابعنا خطوات رفيقها؛ فقد هتف بخفة.
《اِقتربنـا من منزلـي.》
قمنا بإضاعتهم قبل أن نسلك إلى مصعد مبنى سكنه.
《تفضلي.》
مد يده للترحيب في حين دخلت جيون قبلي، يبدو أنها معتادة على المجيء وللغرابة فإن شقته نظيفة وجميلة عكس تصرفاته الفوضوية. غرفة معيشته مرتبة بشكل دقيق وقد علق على ذلك قائلا بنبرة ساخرة.
《لا أمتلك زوجة..، لكنّ أخي مهووس بالتنظيم.》
اِرتميت على الأريكة وسحبت وسادة إلى حضني؛ فتدفق منها عبير عطر هزّ أنفاسي، إنه مماثل للذي يستعمله!
تسللت قطرات إلى مقلتاي؛ فكتمتها بمشقة بينما أتت جيون وأحضرت مع هيونبوك أطباقا من قطع اللحم المشوية والكميتشي، ثلاث علب من الراميون وعصير البرتقال كانت إضافة جنونية.
سخر:
《شقيقي سيفقد صوابه!》
دوى رنين اِنفتاح باب شقته؛ فاِلتفت إلى هناك وتصلب الدم بعروقي. لم أستطع الوقوف وإنه إزائي بينما أرى أنّ الصدمة لم تكن من حليفي فحسب.
《أخـي!》
فاه هيونبوك؛ فاِسترجعت وعيي بينما قلص الأستاذ الملعون المسافة بيننا. كظمت ألمي وأجبرتني على التبسم، أبعدت حقيبتي عن ظهري قبل أن أستقيم وأمد يدي لمصافحته.
《سعدت برؤيتك مجددّا..، أستاذ بيون.》
الدهشة غلفت وجوههم، وقد هدر هيونبوك غير مصدق.
《أتعرفان بعضكما؟》
حركت رأسي بالإيجاب ثم قدمت إجابتي.
《كنت أحد طلابه.》
شهقت جيون وقالت بحماس:
《أنا أيضا!..، بأي إعدادية كنتِ؟》
أردفت بهدوء:
《ثانوية جونغ ريم..، إنها ملك لوالدي.》
لقد اِلتزم الصمت، بل مضى إلى إحدى تلك الغرف وتعامى عن حديثنا. لم يستلم كفي، وإنه لم يقدم التحية لضيوفه حتى. لم أصنع تعليقا أيضا، في حين قالت جيون بفخر.
《كان أستاذًا متدربًا بثانوية جونغ الإعدادية..، وكنت ضمن أول فصل يقوم بتولي مهمة تدريسه!》
همهمت ثم فكرت أن من الحكمة أن أندثر، لكنّ هيونبوك دحرج خانة حديثنا إلى الطعام.
《لنأكل!》
أستمع لدقات قلبي تزأر من صدري، زفرت ببطء وحركت علبة الراميون قبل أن ألف محتواها بالعيدان.
بعد لقمتين قد اِبتلعتهما خلال نصف ساعة اِنتفضت برنين هاتف جيون، كان الاِتصال من أخيها.
أجابت:
《آتية!》
اِرتشفت العلبة دفعة واحدة ثم رفعت حقيبتها.
《لنلتقي بالغد..، أخي ينتظرني أمام المستشفى!..، سيقتلني!》
《سأوصلكِ!》
تلاشيا من دوني؛ فأخذت هاتفي لأرسل الإحداثيات لسائقي. نقرت الأحرف الأولى من رسالتي ثم توقفت عندما اِنبلج الأستاذ الملعون وهو يتحدث بهاتفه.
《حسنًا.》
أنزلت العيدان إلى الطاولة بعدما أبصر بقائي، النظرة على وجهه قد أوضحت أنه ظنّ أنني قد غادرت معهما.
بحثت عيناه عن أخيه حتما؛ فقد سمعت صدى تنهيدته الممتلئة بالضيق.
ما أوجع قلبي أنه لم يحاول إخفاء اِنزعاجه من وجودي، أما إنفك عن كرهي؟، لقد مرّ وقت طويل وإنني لن أسبب شيء.
قلت وإنّني لم أتحكم بنبرتي المرتعشة.
《سأرحل..، أنتظر سائقي فقط.》
《كيف حالكِ..، آنسة جونغ.》
تشتت أنفاسي؛ فلم يسبق له أن توجه بالحديث إليّ هكذا. إزدرمت غصتي وأومأت بخفة. بسمتي المرتجفة قد أفصحت عن توتري، رفعت حقيبتي برعونة ثم هتفت دون أن أنظر إليه قبل أن أفرّ.
《عمت مساء.》
•••
1- كيف كان الفصل؟ ❤
2- هايريم؟
3- بيكهيون؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top