10 | Necdum

Necdum = And But Not Yet.

•••

جلس بمكتبه ليطالع مقالات علمية تهم تخصصه، كان منغمسًا بهنّ حتى رنّ هاتفه. رفع حاجبه متفاجئا من رقم جونغ تايانغ؛ فإنها شهور قد مضت منذ أن رفض بيكهيون قبول عرض اِستثماره في مشروعه.

رد بهدوء وإن بجوفه فضول سبب اِتصاله.

《مساء الخير..، سيد جونغ.》

غمغم ذلك الرجل ثم أجاب بنبرته المتهكمة المعتادة.

《البروفيسور بيون..، الأمر يبدو مسليا.》

دحرج بيكهيون بؤبؤيه قبل أن يردف بإجابته.

《أشكرك على مباركتك لي.》

قهقه تايانغ وتشدق:

《أتذكر..، أخبرتني أنكَ ستكون أستاذًا أفضل مني..، بأي مرحلة أنت؟》

《عليك أن تسأل طلابي..، إنني متفوق بالفعل منذ البداية.》

نبس بيكهيون بعد أن لملم الأوراق التي أمامه ثم اِستند بكتفيه على الكرسي.

أعترف، إنكَ مجد..، دكتوراه في العلوم والرياضيات..، ماجستير في إدارة الأعمال..، وهبت وقتك للعمل كما كنت تقول دائما.》

لوى الأستاذ بيون ثغره مستمتعًا بما حققه أيضا، لكنّ نبرة تايانغ الساخرة تلك وما جاء به جمدت قلبه.

《هل أمسكتْ بكَ؟》

تعتعت ثم نطق مدعيا عدم اِستيعابه.

《لم أفهم مقصدك سيدي.》

سمع ضحكته الممتلئة بالمكر وإنه قد أبقى على تلاعبه في حديثه.

《المعادلة ليست بتلك الصعوبة بروفيسور بيون.》

همهم بيكهيون بتنهيدة ليزيل ثقل ذلك الألم عن صدره.

《بمقدرتي دفن أحلامك..، تعلم ذلك.》

تهديده كان شديد اللهجة، لكنّ طالبه القديم لم يهتزّ، ظلّ هادئا.

《إنني أقدر قلقك..، وأدرك شناعة الخطأ الذي أوقعت به نفسي..، أتحمل كامل مسؤوليتي..، وأؤكد لك أنني لا أخطط لدخولي إلى مستقبل اِبنتك..، ليس فقط لأن بيننا برزخ من الاِختلافات..، بل لأنني أتمنى لها حياة مثالية كما عاشت..، ولست بقادر على تحقيق ذلك.》

تهكم جونغ تايانغ:

《من المبهر أنك تعرف قدرك.》

صمت بيكهيون؛ فهزأ به تايانغ.

《إنني لا أبتغي لاِبنتي رجلا مثلك..، وجبان أيضا.

بتر الخط في وجهه، وذلك أجج غضبه. لم يبتغي أن يظن أنه يخشاه؛ فإنه لا يكترث لما سيحدث بسببه، أشد ما يؤلمه هو أنّه عديم الحيلة أمام حبها. عشق مراهق من ضفتها وقد لا يدوم، إنّها قليلة الخبرة؛ فماذا إن توغل ووقعت في حب غيره بعد أن يتعلق بها.

رفع مفاتيح سيارته لترافقهن برحلته، وساق إلى المجهول. الليلة شديدة العتمة رغم نور سيؤول الذي لا يغيب. ركن عند ضفة نهر هان وترجل ليستنشق هواء اِحتاجه صدره ليهدئ. لم يكن ليضعها هدفًا، لكن قلبه قد خرج عن طاعته. إن لا مجال لاِنكار أنه لا يناسبها، ولا تشبهه. هايريم فتاة كصيف منعش وإنه شتاء كئيب معتم لن يجيد التعامل مع رقتها وهي ما فتئت تجهل حجم صعوبة مراسه.

لطالما عاش تحت قواعده، وربما اِنجذب لسحرها فقط لأنها نقيضه. لقد اِعترف بين أنفاسه، إن أدخلها إلى عالمه ذلك سيكسر أجنحتها الناعمة. ما تزال لا تستوعب بشاعة الحياة لتقرر شيء بهذه الأهمية، لكنه رجل قد تجاوز الثلاثين بسنتين، بحلول الأربعين من عمره ستكون هي بالتاسعة والعشرين، وسيشتد الفارق بينهما. فؤاد قفز إلى شك أنها قد تنفلت من بين يديه، وأن ذلك سيكون سببًا في تعاستها لأنه لن يسمح بذلك، لقد أخذ كفايته، إنه تعيس بالفعل منذ أن اِهتز وجدانه بها، وسيفضل بقائه في الألم عوض أن يكون منبع آلامها.

رنّ هاتفه بوصول رسالة، ألقى نظرة فقط ليريح أعصابه من التفكير. تلبد في بقعته عندما أبصر أنها من رقمها القديم الذي توقف عن مراسلته منذ سنتين.

تردد في فتحها، لكن مقاومته باءت بالفشل، اِستسلم ليرى ما بجوفها. بها مشاركة للاِحداثيات موقع مرفق برسالة بسيطة.

-لا أحد: سأنتظـرك.

نقر ذلك الرابط حتى يعلم مكانها رغم أنه قد قرر عدم الاِنصياع لمراهقتها مجددًا، ذلك كان قبل أن يكتشف أنّ ما بعثته يقود إلى موقع ملهى مع بطاقة دعوة.

《جونغ هايريم.》

همس بها من بين أسنانه؛ فإنّها علمت كيفية إرغامه على المجيء إليها.

فكر لوهلة أن يراسل والدها، لكنّه وجد ذاته تقود السيارة إلى حيث قد لمحت لموعدهما.

مكان لم يبلغه قط، صخب موسيقى وجمهور من الفتية اليافعين وإناثهم، حتى أنه قد لمح طالبتين له وإنّ الصدمة بهما كبحت الحديث من ألسنتهما؛ فهما بالسنة الأولى ولم تتجاوزا السن القانوني بعد حتى يؤذن لهما ولوج هذا الجحيم.

تبسم ومرّ بجوارهما ثم هتف بنبرة مرتفعة.

لديكما حصص صباحية..، التأخر غير مقبول!》

اِزدردت قصيرة الشعر ريقها بينما أدبر وفرتا بعد ذلك مخافة أن يشي بهما.

حينئذ بحثت عيناه عن طبيبته المستقبلية، سلّ هاتفه واِتصل بها عندما تعذر عليه رؤيتها بسبب حلبة الرقص الممتلئة.

لم ترد لكنها أرسلت تلميحا عن مقعدها بصورة لكرسي أمام البار. توجه إلى مقصدها وعثر عليها مستندة بجذعها إلى طاولته، فستان أسود ضيق وإنّه لا يستر لعنة من ساقيها. تنهد بغضبه؛ فإنه لم يروق له أنها تريد اِستفزازه.

نزع سترته السوداء ومضى إلى الكرسي الذي بقربها. كان يريد أن يغطي ساقيها لكنها دحرت يده بخشونة ودون أن تنظر إليه، أعلت جسدها ولوحت للساقي.

《أريد كوبين..، أحدهما لشفاء همومي..، والآخر حبذَا لو تملأه بالسيانيد لحضرته.》

دحرج بيكهيون مقلتيه وزمجر بها حانقا.

《ما اللعنة معك؟》

اِلتفتت برأسها إليه بعيونها الصفراء المتعبة وسألته بنبرة متقطعة.

《لما أتيت..، إن كنت لا أهمك.》

خاطب نفسه أنها أجمل بكثير لتكون اِمرأته ثم شخر وهدر بحدة.

《ما الذي جلبك إلى هذا المكان اللعين!..، ألا تعلمين منصب والدك!》

وضع الساقي كأس كوكتيل لكل منهما ثم رحل ليستأنف زبائنه. رفعت زجاجه من الأسفل وقلبته، كان تنوي أن ترتشف منه لكنه قبض عليه وكادت أصابعه أن تنهشه. عقد حزام غضبه رغم أنها تمسكت بكوبها وجذبته لتسترجعه قائلة برنة رقيقة.

《إنها سمعتي وسمعة أبي..، فما شأنك؟》


بخفة سرق كأسها مجددًا وأرقده إلى الطاولة قبل أن يحكم سيطرته على ذراعها بيديه وأرغمها على لفّ سترته حول خصرها ثم أجبرها على النهوض.

سحبها خلفه ورغم أنها تصلبت كصنم رغبة في بقائها هناك لكنه لم يتراجع، صرخت به ولا أحد من حولهم قد تدخل؛ فإنها لم تطلب المساعدة.

أخرجها رغما عنها إلى حيث قد ترك سيارته، كانت منهارة لكنه لم يوجه أنظاره إليها خشية أن يلين. فتح بوابة سيارته حتى تدلفها؛ فأرقدت فكه بصفعة وثارت به.

《ماذا تظن نفسك هـا؟..، لا تلمسني!..، إنني بت أكرهك!》


اِستدار إليها بمقلتيه الحمراء ودفع جسدها إلى إطار سيارته؛ فأغلقت عينيها بينما اِنكمشت من الخوف.


قيد ذقنها ثم رفعه إليه متلفظًا بنغمة أرعبتها.

《أنظري إليّ.》

أشرقت بحدقتيها بتردد وتوسع جفناها حينما رأت دمعة تسربت من عينه اليمنى.

أكرهني..، أيضا.》

اِرتج فكها في حين تحننت سبابته على شفتها السفلى ثم دنا ولثمها بقبلة شغوفة. تمسكت بكتفيه وعانقته حينما اِحتضنها بين ذراعيه. اِستطعمت ملوحة دموعهما لكنّ حلاوة لذة قبلتهما الأولى فاقت كل شيء، لم يمتلك مقدرة على فصلها، فقد فقد بوصلة تحكمه من لوثة شوقه لها وغمغم من بين أنفاسه ثم أكمل.

《إنني معتل بـكِ~.》

-
-
-

كيف كان البارت ما قبل الأخير؟ 🙂

😂😂😂😂

ظل بس فصل ونخلص الجزء الأول؛ 😭😭😭😭😭❤❤❤❤❤

أتمنى يكون البارت قد أعجبكنّ 🤗

لنلتقي!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top