| 6 | ولازلت أتذكر ..

وضعت قطعة الخبز الثانية في أعلى الشطيرة في طبقها, اتجهت الي البراد ببطء شديد و قدميها تحتكان بالأرض مصدرتين صريرًا, فتحت البراد ثم أخرجت منه بعض عصير البرتقال و اتجهت الي الطاولة من جديد لتسكب منه القليل في الكوب الزجاجي, انتهت و أعادت كل شيء الي مكانه, حملت الطبق و كأس العصير ثم اتجهت خارج المطبخ و جلست علي المائدة بهدوء وهي تتأوه من ألم رأسها بينما تضغط علي جبينها بقوة بأصابعها مغمضةً عينيها .

تنهدت بهدوء ثم أمسكت بالشطيرة لتتناول طعامها, قضمت جزءًا صغيرًا ثم شردت في الفراغ أمامها, بدأت عينيها في الاحمرار بشدة و تراكم الدموع بها ظهر بوضوح, جفتت عينيها بهدوء قبل أن تنهمر دموعها وتعجز عن ايقافها, صوت طرق علي الباب أخرجها من شرودها, تركت الطعام من يدها ثم اتجهت الي الباب لتفتحه ..

"جايد .." قالت بصوتٍ مبحوح ثم سعلت لتنظيف حلقها .

"يا فتاة" قالت جايد ثم اقتربت من رودي لتضمها بين ذراعيها, عانقتها بهدوء بينما بادلتها رودي العناق ثم دفنت رأسها في كتفها و بدأت في البكاء بصمتٍ و ما ان شعرت جايد بذلك حتى بدأت تشد علي عناق رفيقتها أكثر وهي تسحب بلطفٍ علي شعرها لتهدئ من روعها .

قامتا بفصل العناق بينما رودي تجفف دموعها بكلتا يديها و جايد تربت علي كتفها برفق "تفضلي بالدخول .." قالت وهي تشير لها بالدخول, دلفتا للداخل ثم أغلقت رودي الباب بينما توقفت جايد تنتظرها .

"لم تتخطى الأمر بعد" قالت جايد بأسى فأومأت لها رودي بهدوء وهي تضم شفتيها هامسةً بألم: و لازلت أتذكر ..

هربت دموع رودي رغمًا عنها, ضمت جسدها اليها و طأطأت رأسها وهي تقطب حاجبيها بقوة بينما جايد لا تدري ما تفعل لها, فقط اقتربت منها ثم أمسكت بها بلطف, اجلستها علي الأريكة ثم جلست الي جوارها و ضمتها اليها من جديد بينما رودي تتشبث بملابس جايد و هي تبكي أكثر ..

"أرجوكِ, هذا يكفيكِ" قالت جايد بخفوتٍ وهي تقاوم نزول دموعها حزنًا علي ما أصاب صديقتها .

"علمته التسول .. سـ سبقي علي الأبواب" قالت رودي بضعفٍ "كيف كنت حمقاء الي هذه الدرجة؟ كيف !!" صاحت فأبعدتها جايد سريعًا عن حضنها .

"رودي, أنتِ لم تتركى له فرصة للشرح" قالت جايد .

"يشرح ماذا ! كل شيء انتهى, جايد" قالت رودي بجفاء .

"لكن .." قالت جايد لكن رودي قاطعتها سريعًا: أرجـوكِ, جـايـد أغلـقي ذاك المـوضـوع !!

ظلت جايد تنظر لها دون رد و رودي تتنفس بصوتٍ عالٍ بسبب غضبها "كلما تذكرت أشعر بالتقزز, كيف لهذا الـ .." أكملت لتقاطعها جايد سريعًا: اياكِ أن تسبيه !

"لا تقولي شيئًا من وراء قلبكِ .." قالت جايد فالتفتت لها رودي بتعجب بينما نهضت جايد عن جوارها "هيا انهضي لنتجول قليلًا, عليكِ تغيير الأجواء" أكملت و هي تسحبها من يدها ثم توجهتا الي غرفتها بالأعلي .

*****

"أرجـوك, دادي" قالت رودي بتوسل و هي تتشبث بذراع ليام بلطف .

"رودي! أرجوكِ أتمنى ذلك و لكن صدقيني لا أمتلك الوقت الكافي" قال ليام بتملل وهو يسحب ذراعه و يتجه بعيدًا فلحقت به .

"دقيقتين فقط علي الأقل" قالت رودي ليزفر ليام بقوة .

"عليّ الذهاب الي الجامعة, رودينا" قال بنفاذ صبر وهو يخرج من المنزل لكنه توقف ممسكًا بمقبض الباب, التفت خلفه ليري اخته تقف خلفه و الحزن يبدو علي وجهها .

أغلق الباب ثم اتجه اليه مبتسمًا, اسند يده خلف رأسها ثم طبع قبلة حانية علي جبينها و نظر اليها فردت له الابتسامة "هيا لنذهب" قال بخفوتٍ لتتسع ابتسامة رودي و تردف صارخةً: أجــــل

ضحك علي طفولتها ثم خرجا سويًا من المنزل, ركبا بسيارته ثم اتجها في طريقهما الي حيث ترشده .

--------------------------------------------

"استيقظ لوي! يكفيك هذا النوم" قال نايل وهو يحرك كتف لوي بقوة, فتح عينيه ثم التفت اليه .

"كم الساعة .. ؟!" تساءل لوي بصوت نَعِس وهو يمدد جسده ليستفيق .

"الحادية عشرة صباحًا ! الوقت مبكر لكنك نائم منذ الخامسة مساءً" أجابه نايل فنهض لوي بهدوء و جلس علي السرير .

فرك عينيه بهدوء "آسف, لم أنم منذ يومين تقريبًا" قال لوي وهو يتثائب .

"يجب أن تظبط مواعيد نومك حتى لا يصيبك الأرق أو الصداع" قال نايل وهو ينهض عن جواره "بالمناسبة لوي, أنت تغنى و ترقص أثناء نومك" أكمل نايل ليلتفت له لوي قاطبًا حاجبيه .

"حقًا .. ؟!" تساءل لوي بصدمة .

"في الواقع, بسبب لون عينيك ذاك كنت سأخبرك بأننى لو كنت فتاةً لتزوجت بك و لكن بعد ما رأيته منك أثناء نومك سأنصح رودي بالابتعاد عنك" قال نايل ساخرًا بمزاح ليضحك لوي بشدة .

توقف عن الضحك وقد قطب حاجبيه من جديد بتساؤل "مـ .. مهلاً, ما الذي تعنيه تحديدًا .. ؟!" تساءل لوي بتوتر .

"آآآه هيا لوي! نظرات العاشق تفضحه يا رفيقي" قال نايل وهو يجلس الي جواره و يضربه بكتفه .

"نايل, كم مرة علىّ أن أخبرك بأن ت-خ-ر-س ؟" تساءل لوي بانزعاج وهو يفصل بين حروف الكلمة ليضحك نايل بخفة علي احمرار وجنتىّ لوي .

"سأري من بالباب" قال نايل وهو يتجه للأسفل اثر سماعه الجرس يرن, فتح الباب وقد وجد رودي و ليام بينما رودي تمسك بيدها عصا المكفوفين "مرحبًا !" قال نايل بمرحٍ مبتسمًا فدخلا سويًا .

"كيف حالك نايلر .. ؟!" تساءل ليام وقد أجابه نايل: بخير .

"جئنا لرؤية لوي, هل هو هنا .. ؟!" تساءلت رودي بحماسٍ فأومأ لها نايل .

"دعيني أرشدكما" قال نايل ثم صعد الثلاثة سويًا بينما نايل يتقدمهما, دلفا الي الغرفة بينما لوي لا يزال جالسًا في مكانه يلاعب تيد "هاي لوي, أتى شخص لزيارتك" قال نايل بعفوية فتقدمته رودي و دلفت للغرفة قائلةً: مرحبًا لو !

"رودي !" صاح لوي هامسًا وهو يبتسم بشدة بينما جاءت لتجلس الي جواره, تركت العصا من يدها بعيدًا ثم أمسكت بيده بكلتا يداها بينما أطبق هو علي يدها برفق .

"هل نمت جيدًا .. ؟!" تساءلت ليومئ لها .

"أجل, كيف .. هو حالكِ .. ؟!" تساءل بتوتر وهو يهرش خلف عنقه .

"أنا بخير, أحضرتك لك شيئًا" قالت و هي تفلت يده ثم سحبت العصا و ناولته اياها "تلك تعويض عن التى فقدتها" أكملت فأمسك بها بسعادة .

"شكرًا جزيلاً" قال لوي مبتسمًا بشدة .

"لا شكر بين الأصدقاء لوي" قالت رودي بلطفٍ وهي تمسك بكتفه ثم التفت خلفها "ليام, تعال و قابل لوي" أكملت بمرحٍ بينما انقلبت ابتسامة لوي الي انزعاج و نايل يحاول اخفاء ابتسامته .

اقترب ليام منهما ثم أمسك بكتف لوي برفق "كيف حالك لوي, سررت برؤيتك" قال بلطفٍ مبتسمًا .

ابتسم لوي بتكلف ثم التفت اليه "سررت بلقاءك أيضًا سيد ..؟" قال بخفوتٍ ليردف: ليام باين! ولكن لا داعى للألقاب أرجوك .

أومأ له لوي بهدوء ثم انخفض ببصره بعيدًا بينما التفت ليام الي رودي بتعجب وهو يشير لها بيده متسائلةً عن خطبه بينما رفعت رودي كتفيها بعدم فهم ثم التفتت الي لوي "هل أنت بخير .. ؟!" تساءلت و هي تقترب منه فارتفع ببصره اليها .

"ها ! أنا .. أنا بخيرٍ أجل .." أجابها ثم تنهد بقوة بينما أمسكت يده بكفها الصغير, أطبق يده علي يدها بلطفٍ فقامت باسناد كفها الاخر علي يديهما و هي تربت علي يده بلطفٍ .

"آآمم, نايل ماذا لديك للأكل .. ؟!" تساءل ليام ملطفًا الأجواء .

"ولما لا تأكل بمطعمكما علي الأقل لن تنهى طعام الاخرين" قال نايل مازحًا وهو يشير اليه و الي رودي .

"يا للهول نايل! ما خطبك ألا تشارك أحدًا من طعامك أيها البخيل .. ؟!" تساءل ليام مازحًا بسخرية .

"أشارك الجميع, عداك أنت" قال نايل بحدة وهو يضيق عينيه .

"و لكن لما .. ؟!" تساءل ليام بعدم فهم .

"لأنك تضربنى دومًا, تهزمنى بمباريات كرة القدم و ألعاب الفيديو" أجابه نايل وهو يحصيهم علي أصابعه .

التفت رودي اليهما بطرف عينيها "دعه يأكل من طعامك نايل, فـ هو معجب بك" قالت بخبثٍ مازحة .

"رودي !" صاح ليام هامسًا بينما تساءل نايل: هل هذا صحيح ؟

"أجل و قال بأنه السيدة هوران" قالت رودي ليصرخ بها ليام باحراج و غضب: اللعنة رودي !

بينما ضحكوا سويًا بشدة و ليام يخفي وجهه بكفيه "حسنًا حسنًا, توقفوا عن الضحك الآن" قال متصنعًا الجدية وهو يحاول اسكات ضحكاته .

"تعال ليام, لنتحدث قليلًا" قال نايل وهو يشير اليه بالمجئ .

"ان كنت ستتحدث بشأن اللقب فلا أريد سماع ما ستقول !" قال ليام بتحذيرٍ وهو يتجه اليه بينما علق نايل ذراعه علي كتف ليام .

"لا لا, لا تقلق" قال ليطمئنه فأومأ له ليام بارتياح "أيها السيدة هوران" أكمل ساخرًا لينظر له ليام بغضب بينما انفجر نايل ضاحكًا وهو يركض مبتعدًا .

"سـأقـتـلـك نـايـل" صاح ليام بغضبٍ مصطنع وهو يركض خلف نايل .

"ان ليام لطيف جدًا" قال لوي لتومئ له رودي مبتسمةً: أجل, صحيح

"سعيد من أجلكِ" قال لوي بخفوتٍ وهو يسحب يده من بين يديها بينما نظرت له قاطبةً حاجبيها بعدم فهم .

"ماذا تقصد .. ؟!" تساءلت رودي .

"منذ متى و أنتما سويًا .. ؟!" سألها لوي متجاهلاً سؤالها بينما نظرت له رودي بعدم فهم و هي تقلب بصرها في الأرجاء حتى علقت بصرها عليه من جديد .

"منذ ولادتى !" أجابته بدهشة .

أومأ لها لوي ببطء "و هل تحبان بعضكما حقًا .. ؟!" سألها لتومئ له مبتسمة .

"بالطبع" أجابته و هي تضحك بخفة وعدم الفهم يعتليها "لقد عوضنى عن رحيل والداي و أعتبره مثل أبي, بل أناديه ( دادي ) أيضًا" أكملت بمرح .

هه .. قال لوي بسخرية من الاسم الذي تناديه به, لأنه و في الواقع فهمه بشكلٍ آخر يمكنكم تفسيرها بالطريقة التى تشاءون ! بينما نظرت له رودي و قد بدأ يملؤها الغضب .

"اذًا, هل تملكين أطفالاً أو هناك طفل في الطريق ؟" تساءل لوي بجفاء بينما صُدمت رودي بالكامل .

"لـوي, مـا الـذي .." صاحت بغضب ثم صمتت وهي تحدق به, قلبت عينيها بتملل ثم صدمت جبينها بكفها "لوي, ماذا تظن علاقتى بـ ليام تحديدًا .. ؟!" تساءلت بنفاذ صبر وهي تربّع ذراعيها .

رفع لوي كتفيها بهدوء "زوجكِ" أجابها ببساطة .

"ليام هو أخى يا لوي" قالت بصوتٍ واضح ليلتفت لها لوي بفزع .

"أخـ أخوكِ ؟" تساءل بصدمة لتومئ له .

"أجل يا لوي" قالت وهي تضغط علي حروف اسمه ثم زفرت بقوة .

"ابن والدتكِ و والدكِ .. ؟!" تساءل ببلاهة .

"لا بل ابن الجيران و أخذناه للتبنى لأن والداي كانا يشعران بالملل" أجابته بسخرية و هي تحّل يديها "ما خطبك لوي؟ أجل هو أخي! أخى الحقيقي! أخي الكير الذي ولدته أمي قبل ولادتي بـ عام, أ فهمت .. ؟!" قالت بتملل امتزج بغضب .

"أنا .. أنا آسف حقًا" قال لوي بندمٍ شديد .

ضحكت رودي بخفة "لا أصدق بأنك ظننت ليام زوجي! صدقنى لوي مستحيل أن أتزوج بأحمق مثله" أكملت مازحةً ليضحك لوي بدوره بخفة .

لاحظت انزعاجه و الندم الذي ظهر علي وجهه, اقتربت اليه أكثر حتى جلست الي جواره, أدخلت ذراعها أسفل ذراعه مستندة به علي ساقه حتى جلسا بشه متلاصقين سويًا و تيد أمامهما و كلاهما يلاعبانه و يربتان علي ظهره بينما نظر له بتعجب ..

"لستِ غاضبة منى .. ؟!" سألها .

"بالطبع لا! إنه مجرد سوء تفاهم" أجابته ليبتسم بارتياح ثم التفت الي كلبه بينما شردت هي في سبب انزعاجه من كون ليام زوجها ! فـ أسلوبه و طريقة كلامه كانت تدل تمامًا علي غيرته و انزعاجه الشديدين .

----------- Stop -----------

إيه رأيكم في البارت ده .. ؟!

أي تخمينات جديدة عن انفصال رودي و لوي ؟

القصة احتمال تبقي قصيرة, بتاع 20 بارت بس

و متخافوش مش كلها نكد .. لسة الأحداث الرومانسية جاية في الطريق 😂😂

الكتابة المرة دي زي ما قولتلكم بشكل مختلف .. و مش هيبقي فيها اي اكشن

يارب تعجبكم 💖

Vote and comments, please

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top