| 18 | مشاكل لا تنتهي ..

"و هذا و ذلك أيضًا" قالت جايد و هي تمسك بالمشتريات و تضعها في سيارة التبضع بينما لوي يمسك بمبقبض السيارة و ليام الي جوارهما .

"و لكن .. لما كل هذا؟ رودي طلبت منى شراء طعام أطفال و حسب" قال لوي بتعجب فالتفتت جايد اليه .

"و هذا ما فعلته !" عقبت ببساطة .

"جايد لقد قُمتِ بشراء 4 عُلب حبوب قهوة و اثنا عشر علبة سكر" قال ليام بعدم فهم .

"آآآه .. هذا للمقهي فقد فكرت في شراء كل شيء الآن" أجابته مبتسمة ثم التفتت الي أرفف المشتريات, نظر ليام و لوي الي بعضهما ثم قام لوي بحمل اغراضها و وضعها بين يديها "ما الذي .." تساءلت بعدم فهم .

"هذا يخصكِ لقد تأخرت يجب أن أحضر أغراض ابني و اعود للمنزل" قال لوي دفعة واحدة ثم أمسك بالسيارة و دفعها وهو يركض في الممر سريعًا .

"لــوي انـتـظـر" صاحت جايد بغضب بينما كان ليام يكتم ضحكاته فالتفتت له بعصبية "أنت تضحك ؟!" تساءلت ثم دحرجت عينيها بعيدًا .

"آسف آسف" قال وهو يحاول أن يكون جادًا "تعالي, دعيني أساعدكِ" اقترب منها ثم حمل بعض الأغراض من يدها بينما ابتسمت هي بخفة .

"شكرًا جزيلاً" قالت ليعقب هو سريعًا: لا داعي .

"دعينا فقط نبحث عن سيارة أخرى" قال ثم ذهبا في طريقهما سويًا .

أما لوي فقد سدد ثمن المشتريات ثم سار بهم الي سيارته, قام بوضع الحقائب في السيارة ثم أحس بهاتفه يهتز بجيبه فأغلق باب السيارة و سحب الهاتف و ما ان وقعت عينه علي الاشعارات ابتسم بخفة ثم استند بظهره علي السيارة و نقر اللمس علي الرسالة المستقبلة من رودي و قرأ محتواها:

لما تأخرت؟ هل كل شيء بخير ؟؟

قام باظهار لوحة المفاتيح ثم كتب ردًا علي رسالتها و نقر زر الارسال:

أنا بخير حبيبتي فقط الزحام

أغلق الهاتف ثم أعاد الهاتف الي جيبه, رفع جسده عن السيارة ثم قام بفتح السيارة لكن صوتًا من خلفه جعله يتسمّر في مكانه و تتجمد الدماء في عروقه من قولٍ تخلل الي مسامعه: لويس !

صوت أجش, خشن خشونة غير طبيعية ! بل هو صوت خشن نبرات صوته متحجرة من أثر ضغط الحوليات و دخان السجائر علي رئتيه, يكفيه سماعه لاسمه ' لويس ' بهذه الطريقة ليتأكد تمامًا من هو، ارتجف جسده و ارتعدت فرائصه, ليس خوفًا بل صدمةً و انزعاج ! تقطعت انفاسه  و شعر به يقترب منه فالتفت خلفه ببطء شديد حتى تقابلت ابصارهما ليراه واقفًا خلفه مرتديًا بذلته القديمة فقط ليبدو مهمًا أمام العامة كما عهد عنه و مسندًا نظارته علي رأسه الفارغة تمامًا من الشعر و هو ينظر له نظرات حنق شديد ..

"ت-تروي .. ؟!" همس لوي متسائلًا بتعجبٍ لرؤيته! فـ تلك هي المرة الأولى التي يراه فيها عامةً كما لم يتوقع أن يراه بعد مرور ثلاث سنواتٍ من طرده له .

اتسعت ابتسامة الثاني علي ثغره و فتح ذراعيه له ليقطب لوي حاجبيه و ينظر له بتعجب, أسند يده علي ظهر لوي ثم ألقاه علي صدره و عانقه بقوة امتزج بحنانٍ مصطنع وهو يطبع قبلاتٍ اشتياق كاذب علي وجنته "اشتقت لك بني!" قال بلهفة ثم عاود تقبيل خده بقوة "تهانئي لويس لقد .. لقد أصبحت أبًا, بني" قال متعمدًا تكرار كلمة ' بني ' و لكن ما كان من لوي الي أنه دفع بجسده بعيدًا و دفع تروي عنه بقوة ليخرج من حضنه .

 ابتعد عنه بينما ظل تروي يحدق به ببرود شديد و لوي يلتقط أنفاسه بصعوبة "ماذا تريد .. ؟!" تساءل لوي بجفاء بعد صمتٍ دام بينهما للحظات دون ان يلتفت له .

"ماذا أريد؟ لقد اشتقت لك و عرفت بالمصادفة بأمر ابصارك وزواجك! أريد رؤية زوجتك و حفيدك" أجابه تروي ببساطة .

ابتسم لوي بحسرة "اشتقت لي .. ؟!" تساءل بسخرية فزفر تروي بقوة ثم اقترب منه و أمسك بكتفه برفق .

"اسمع لويس, أعرف أنه سيكون أمرًا صعبًا و لكن هيا فلنلقي الماضي خلف ظهورنا و لنبدأ صفحة جديدة !" قال .

"رائع! ما رأيك أن تبدأ بنطق اسمي صحيحًا أولاً .. ؟!" تساءل لوي بسخرية و غضب و ظلا يحدقان ببعضهما بصمتٍ شديد مجددًا، قام لوي بتحريك كتفه بقوة لينزل يده عنه ثم اتجه نحو السيارة متجاهلاً وجوده بينما تبعه تروي .

"حسنًا, لا تسامحني فقط دعني أري حفيدي" قال فالتفت له لوي بطرف عينه .

"ليس حفيدك! أنت لست والدي" قال من بين أنفاسه ثم قام بفتح باب السيارة, ركب بها ثم أغلق الباب و أوصده بقوة، حاول تروي فتح الباب لكنه فشل فاستند علي النافذة بينما لوي كان يدير المحرك و زفر بقوة .

"يجب أن تعلم إذًا أن نصيبك من ميراث والديك سيتقسم بينك و بين أخيك" قال تروي بجفاء فالتفت له لوي .

"تزوجت .. ؟!" تساءل لوي بتعجب قاطبًا حاجبيه فأومأ له تروي ببساطة، تحرك لوي ببصره خلف تروي ليراها واقفةً هناك؛ شقراء, ذات عيون رمادية و بشرة بيضاء, ترتدي شورتًا قصيرًا جدًا من الجينز و تي شيرتًا أسود! لا يبدو عليها الجمال بل في الواقع من ينظر اليها يستطيع رؤية الخبث الجديد الذي يملؤها حتى فاض علي وجهها .

التفت لوي الي تروي مجددًا "دعني أخمن .. عاهرة حانة, صح ؟!" تساءل لوي ليومئ له تروي بالايجاب من جديد .

"هي ليست حامل لكنني متأكد من أن هذا سيحدث قريبًا و سنضطر الي تقسيم الميراث بينكما" قال تروي فأومأ له لوي بلا مبالاة .

"أتعرف أمرًا؟ دع الميراث كله له لا أريد منك شيئًا أيها القذر" قال لوي بحنقٍ وهو يضغط علي أسنانه أثناء نطق الشتيمة ثم أغلق نافذة السيارة فابتعد تروي و نظر له بغضبٍ شديد أما لوي أمسك بالمقود و قاد سيارته عائدًا للمنزل بينما ظل تروي يرمقه بعينيه حتى اختفي عن ناظريه تمامًا .

-----------------------------------------------------

"حبيبتي لقد عدت" قال لوي وهو يدلف الي المنزل ثم أغلق الباب بقدمه نظرًا لما يحمله في يديه, صعد الي غرفة الأطفال و وجد رودي تجلس علي السرير وهي تلاعب الصغير الجالس أمامها ابن السبعة أشهر و يضحكان سويًا فابتسم بشدة و التفت اليه الصغير و رودي مبتسمة .

"لما تأخرت؟ أقلقتني !" قالت رودي فدلف الي الغرفة و جلس الي جوارهما واضعًا المشتريات أرضًا .

"أخبرتكِ .. الزحام !" قال لوي ثم وضع الصغير علي حجره "أهلاً أوليڤر" قال ثم قبّل خده بلطفٍ, اقترب الي رودي ثم قربّها له و طبع قبلة هادئة علي شفتيها بادلته اياها .

"و أين ليام و جايد؟ ألن يبقيا علي العشاء كما اتفقنا .. ؟!" تساءلت بعدم فهم .

"أعتقد أنهما الآن ذهبا للعشاء" قال لوي وهو يبتسم بخبث ثم رفع أوليڤر في الهواء وهو يضحك ليضحك الصغير بشدة .

"ماذا تقصد ؟" تساءلت رودي بينما أنزل لوي أوليڤر و حمله علي حجره من جديد بينما أوليڤر يمسك بيديّ لوي و يعبث بأصابعه و بالوشوم التي علي معصمه و ذراعه .

"كانا يتبادلان النظرات طوال اليوم, أهما معجبان ببعضهما .. ؟!" تساءل لوي فضحكت رودي بخفة ثم أومأت له .

"منذ سنوات و لم يعترفا لبعضهما حتى الآن" أجابته .

"حتى الآن !" عقّب لوي مصححًا مازحًا "أراهن أنهما يتواعدان الآن" أكمل بنفس النبرة ليضحكا سويًا .

"دادا !" قال أوليڤر فالتفت له لوي متسائلاً عما يريد فأشار أوليڤر علي معصمه "تاتو" قال بنبرة طفولية فضحكت رودي بشدة بينما نظر له لوي بتعجب .

"ماذا؟ أنت صغير علي هذا لا يمكنك الحصول علي وشم الآن" قال لوي .

"أنت السبب أنت و رفاقك !" قالت رودي ثم وضع يدها علي خدها "أنت, ليام و هاري تمتلكون الكثير من الوشوم يجب أن أجعل نايل قدوته" أكملت مازحةً ليضحك هو بشدة ثم قفز تيد علي السرير الي جوارهما فأجلس لوي أوليڤر بجواره ليلعبا سويًا .

"تـيـت" صاح أوليڤر مناديًا تيد بلهجة الأطفال لينبح تيد مرح و يضحك أوليڤر بشدة بينما رودي و لوي ينظان لهما مبتسمين بشدة .

*****

كان بابه مغلقًا, طرق لوي الباب بهدوء لكنها لم تفتح "رودي, هل أنتِ بخير بالداخل .. ؟!" تساءل لكنها لم تجب فبدأ القلق يتسلل الي قلبه, عاود الطرق من جديد خائفًا أن يفتح الباب فلا يكون الوضع مناسبًا لدخوله, عاود الطرق للمرة الثالثة "رودينا !" قال بقلق لكنها لم تجب فلم يعد هناك مجال آخر سوي أن يفتح الباب ليطمئن فقد تمكن الخوف من فؤاده, فتح الباب بهدوء و بطء حتى لا يزعجها لكن ما رآه جعله يرتجف خوفًا حتى عجز لسانه عن النطق .

"روديــنــا" صاح لوي بفزع حين رآها ملقاةً علي الأرض بلا حركة ثم ركض نحوها سريعًا, جلس الي جوارها ثم رفع رأسها علي ساقه و حاول افاقتها "رو! رو, أرجوكِ أجيبيني !!" صاح بفزع فترك ليام أوليڤر و اتجه اليهم بسرعة .

ظل متصنمًا في مكانه بفزع ثم اقترب منهما و حاول افاقتها بدوره "رودينا! أرجوكِ افتحي عينيكِ" قال بتوسلٍ بينما دمعت أعين لوي بشدة و لكنه حاول تماسك بقدر ما يستطيع "سأتصل بالطبيب" قال ليام ثم نهض بسرعة و سحب هاتفه من جيبه فورًا بينما حمل لوي رودي و ركض بها الي الغرفة, مددها علي السرير ثم جلس الي جوارها و تفحصها ليتأكد أن ما من جروح أو محاولات انتحار بها, كان جسده يرتجف بشدة و هو ممسك بها بسبب جسدها البارد و نبضات قلبها المتباطئة بشدة .

"أرجوكِ رودي, من أجل أوليڤر .." همس لوي بتوسل بينما ركض ليام الي الغرفة .

"نايل سيحضر الطبيب" قال من بين أنفاسه المتسارعة من الخوف ثم اتجه الي أوليڤر الذي بدأ في البكاء بخوف و حمله وهو يربت علي ظهره حتى يهدئه .

-----------------------------------------------------

"هبوط حاد في الدورة الدموية" قال الطبيب وهو يحقنها ببعض الفيتامينات .

تنهد ليام بقوة "هي لم تأكل شيئًا منذ يومين" قال من بين أنفاسه بينما لوي يجلس الي جوارها و يسحب بيده علي شعرها بهدوءٍ وهو ينظر لها بأسى بينما هي تغط في نومٍ شديد .

"هذا ليس جيدًا لها, فنسبة الأنيميا مرتفعة كثيرًا" قال الطبيب ثم نهض و أعطاه روشتة "لقد كتبت لها بعض الفيتامينات, يجب أن تتناوب عليها و أن تأكل جيدًا" قال فأومأ له ليام وهو يتناول منه الروشتة .

"دعني أوصلك" قال نايل ثم سار مع الطبيب الي الأسفل أما ليام نظر اليهما بشفقة بالغة بالأخص حين قم لوي بامساك يدها و طبع عليها قبلة هادئة كأنها كالزجاج الهش ستنكسر بين أصابعه .

كان ليام يحمل أوليڤر فتنهد بهدوءٍ ثم اقترب من لوي "سأهتم بأمر أوليڤر, اهتم أنت بـ رودي" قال فالتفت له لوي ناظرًا تجاهه بأعين ذابلة ثم أومأ له ببطء .

خرج ليام من الغرفة و أغلق الباب بينما نهض لوي و وضع الغطاء علي رودي مدثرًا اياها جيدًا, نام الي جوارها دون أن يضمها اليه لأنه يعرف كم سيزعجها ذلك في الصباح حين تستيقظ فاكتفي فقط بالاستلقاء الي جوارها في حين استيقظت و احتاجت الي شيء .

*****

صوت نباح تيد القوي بالحديقة في منتصف الليل جعل رودي و لوي يستيقظان من نومهما بفزع كذلك امتزج بصوت نباحه بصوت صياح غاضب و ضرب قوي و أيضًا صوت بكاء أوليڤر في الغرفة المجاورة, نهضا سريعًا عن فراشهما فارتدي لوي قميصه بسرعة و وضعت رودي الروب فوق ملابسها و ركضت الي غرفة أوليڤر, أشعلت الأضواء ثم حملته لتهدئ من بكائه بسبب الخوف شديد بينما ركض لوي الي الحديقة .

كان تيد ملقًا علي الأرض بلا حركة و قد انقطع نباحه و أحدهم يقف الي جواره ممسكًا بعصا بيده لا تظهر ملامحه في الظلام لكن أغلب الظن أنه لص "أنـــت" صاح لوي بغضب فالتفت له الرجل ثم ألقي بالعصا و ركض بعيدًا بسرعة بينما تبعه لوي لكنه الآخر كان خائفًا و يركض أسرع فخرج من المنزل و ابتعد, أحكم لوي اغلاق باب المنزل ثم اتجه الي تيد سريعًا و جلس الي جواره أرضًا "تيد! تــيــد" صاح وهو يحركه بلا فائدة .

شعر لوي بسائل دافئ أسفل يده فقام برفعها الي بصره ليرى أن الدماء تغطي كف يده بالكامل, تملكه الفزع فأمسك بتيد بقوة "تــيــد" صاح بفزع لكنه بالفعل كان قد فارق الحياة .

----------- Stop -----------

إيه رأيكم في البارت ده .. ؟!

عرفتوا مين اللي تروي اتجوزها .. ؟!

أصل مش عايزة أقول اسمها بصراحة 😂😂

تفتكروا ده كان حرامي فعلاً .. ؟!

محدش منكم لاحظ ان في لأحداث الجديدة تيد مش موجود؟ 😂💔

ريست ان بيس 💔 

Vote and comments, please

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top