| 13 | فرصة سيئة ..
"أريد التحدث معكِ في شيء ما .." قال ليام .
"تعال لنجلس" قالت السيدة ميشيل - جدته - و هي تشير له نحو الأريكة .
ذهبا و جلسا متجاورين بينما وضعت ساقًا علي الأخري وهي تنظر له بينما التفت لها بدوره مستندًا علي ساقيه بذراعيه وهو يضم أصابعه سويًا "بخصوص لوي .." قال ليام بتوتر لتقطب السيدة ميشيل حاجبيها بتعجب .
"ماذا بشأنه .. ؟!" تساءلت بفضول ليبتلع ليام ريقه بصعوبة .
"عليه أن يري ابنه !" قال ليام مباشرةً لتصدر السيدة ميشيل الضحكات الخفيفة من بين شفتيها لينقلب الوضع و يقطب ليام حاجبيه هو بتعجب و عدم فهم .
"لقد جاء الي القصر قبل مجيئكما بدقائق, بذل كل ما يملك من توسلات حتى يري ابنه" قالت مفسرةً سبب ضحكها "حتى قبلت بذلك" أكملت ببساطة .
"أتقولين بأن لوي بالأعلي مع أوليڤر .. ؟!" تساءل ليام بفزع لتومئ له ببرود أعصاب "أوه لا! هذا ليس جيدًا .." قال وهو ينهض سريعًا حتى استوقفته بقولها: دعهما سويًا
التفت لها ليام بعدم فهم لتظل محدقةً به بصمت "متأكدة من أنهما سيصلحان الأمور فيما بينهما" قالت .
"الأمر ليس بهذه البساطة التي تتحدثين بها" قال ليام بعصبية .
"دعهما يسويان الأمور بينهما ليام, في النهاية أختك هي السبب في تلك الورطة" قالت ببرود .
--- في نفس الوقت ---
كان لوي بالأعلي متمدد علي السرير و أوليڤر يجلس خلفه وهو يعبث بوجهه و يجذب شعره "آآه حسنًا أوليڤ! فقط توقف" قال لوي وسط ضحكاته ثم انقلب علي ظهره و حمل أوليڤر بيديه في الهواء بينما صرخ الصغير مرحًا وهو يضحك ليبتسم لوي بشدة .
أخفضه لوي حتى أنامه علي بطنه - لوي - وهو يداعب شعره بلطف و أوليڤر يلمس وجه والده بأنامله الصغيرة "اشتقت لك صغيري, كثــيرًا" قال لوي ثم طبع قبلة علي خد ابنه الناعم للغاية .
"و اشتقت لوالدتك أيضًا .." قال بخفوتٍ شاردًا .
"ما .. ما" قال أوليڤر بصوتِ طفولي مرحًا وهو يفصل بين مقطعي الكلمة ليضحك لوي بخفة وقد امتلأت عيناه بالدموع حتى هربت إحدي دموعه من مجراها الأيمن و تبعتها فورًا الأخري من مجراها الأيسر فلاحظه أوليڤر و انقلبت ملامح وجهه .
"دادا .. ؟!" قال بتعجب وكأنه يسأله عن سبب بكائه بينما يحرك يده الصغيرة علي وجنة والده ليلمسها و كأنه يجفف دموعه, مسح لوي دموعه سريعًا ثم أمسك بـ أوليڤر من أسفل ابطيه و جلس علي السرير واضعًا الصغير علي فخذه بينما بدأ بفرك عينيه ليفرغ ما فيهما من دموع و أوليڤر ينظر له بتعجب مداعبًا ذقنه ولحيته الخفيفة .
التفت لوي اليه "أنا بخير أوليڤ" قال بخفوتٍ ثم وضعه علي السرير "سأغسل وجهي ثم أعود اليك, لا تتحرك" قال ثم خرج من الغرفة سريعًا بينما ظل أوليڤر جالسًا في مكانه يعبث بأصابعه و قدميه, يحرك ذراعيه في الهواء ليسلي نفسه حتى عودة والده .
و اذا بـ رودينا تدخل الي الغرفة و ما ان رأها حتى أشار نحوها بيده وكأنه يطلب منها المجيء اليه فاتجهت اليه ببطء و حملته بين ذراعيها و هي تبتسم بشدة و دموعها تنهمر بهدوء علي وجنتيها حتى اصطدمت بشفتيها ...
"اشتقت لك صغيري" قالت بخفوتٍ ثم قبّلت خده الصغير بهدوء و ظلت تتمعن النظر به و بأعينه الزمردية التي ورثها عن لوي وهي تبتسم ابتسامةً باهتة مليئة بالاشتياق و الحسرة, لا تصدق أنه قد أتم فقط عدة أشهر !
"لو أستطيع فقط البقاء معك أو أخذك معي" قالت و هي تضمه الي صدرها في حنان مسندةً رأسه علي كتفها .
انتهي لوي ثم عاد الي الغرفة و تصنم في مكانه حين رآها تحمله, لم يعرف هل يذهب أم يبقي فقط تجمدت أطرافه و تخلل سقيع الي قلبه و عجز عن الحركة بل و انعقد لسانه عن الكلام! و اختفت تلك البسمة التي رُسمت علي وجهه حين دخوله لغرفة ..
"دادا !" صاح أوليڤر بصوتٍ طفولي و مَرِح وهو يشير نحو لوي ليزداد رعب لوي أكثر بينما التفتت رودي ببطء خلفها لتراه واقفًا هناك و تعتليها الصدمة بالكامل حتى أوشكت مقلتيها علي الخروج من مكانيهما !
ظلا واقفين متقابلين ينظران الي بعضهما البعض في صدمة تامة و صمت شديد بينما هي تحمل صغيرهما بين ذراعيها "متى .. متى أتيتِ .. ؟!" تساءل لوي .
"ما الذي تفعله هنا .. ؟!" تساءلت رودينا بحنق شديد .
تمالك لوي عصبيته و زفر بقوة "لقد كنت هنا من قبلك لأري ابني !" أجابها وهو يقترب منها .
"و لما؟ ألم تتخلى عنه و عني من أجل الشقراء .. ؟!" تساءلت بسخرية وهي تضم صغيرها اليها أكثر .
"رودينا! هذا ليس الوقت المناسب لتلك السخافات" قال بغضبٍ مكتوم وهو يضع يده علي ظهر أوليڤر و يمسك بذراعها لكنها ابتعدت و أبعدت الصغير سريعًا فنظر لها بتعجب .
"إياك و لمسنا ! هل سمعت .. ؟!" قالت بغضبٍ شديد بنبرة تحذيرية وهي تبكي فـ ظل لوي ينظر اليها بشرود, هو يتمنى الآن أن يضمها الي صدره و يتركها تبكي و تفرغ حاجتها و ما تحبسه من غضب و هموم ثم يجفف لها دموعها و يجلس الي قربها و قرب طفلهما كما اعتادا أن يفعلا سويًا و لكن كيف وهو سبب بكائها و همها ؟
لم يجد بدًا من الأمر سوي بالاعتذار و الابتعاد عنها, اتخذ خطواتًا بطيئةً للخلف ثم أدار وجهه سريعًا وخرج من الغرفة تاركًا اياها مع الصغير أما هي فقد جلست علي السرير لأن ساقيها لم تعودا تحملانها أكثر و انخرطت في البكاء و صغيرها الي جوارها ينظر لها بشفقة و عدم فهم و ما كان منه سوي أنه بدأ في البكاء بدوره لبكائها لكنها في تلك اللحظة هدأت و ضمته الي صدرها حتى تهدأه عن البكاء و بدأت تربت علي ظهره و تتحرك به وهي تحمله بلطف .
*****
خرج لوي و رودي من المتجر وهي تحمل مثلجاتها بالفراولة بينما هو ابتاع خاصته بالفستق و سارا سويًا و تيد برفقتهما "لما اشتريتها بالفستق .. ؟!" تساءلت رودي بتعجب .
نظر لوي الي المثلجات التي بيده بتعجب "لا أدري, لم أتذوقها من قبل" أجابها وهو يرفع كتفيه فأومأت له ثم جلسا سويًا علي احد الأرصفة .
سارت سيارة أمامهما فأشار لوي اليها "زرقاء" قال مبتسمًا لتنظر اليها رودي وهي تبتسم بشدة فـ هو الآن يعمل علي تمييز الألوان ثم سارت سيارة أخري من نوع شيفروليه معاكسة للسابقة لكنه لم يتعرف علي اللون فأشارت اليها رودي .
"صفراء" قالت مبتسمة ثم التفتت اليه وكان لازال معلقًا بصره بالسيارة بينما بدأت رودي في تناول مثلجاتها حتى شعر هو ببرودة علي يده فالتفت الي المثلجات التي بدأت تذوب "تناولها سريعًا" قالت رودي فقربها لوي اليه ليتذوقها لكن ملامح وجهه تبدلت فورًا الي الاشمئزاز .
"هـذا مـقـرف" قال بتذمر لكن رودي لم تتمالك ضحكاتها بسبب ملامح وجهه بينما نهض هو و ألقاها بحاوية القمامة ثم عاد ليجلس الي جوارها وهو يمسح أصابعه بالمنديل من المثلجات الذائبة .
"حاوية قمامة خضراء" قال مازحًا وهو يشير اليها و كأنه ملقن لتضحك بخفة .
"أتريد من خاصتي .. ؟!" تساءلت وهي تشير اليه بالمثلجات بينما أومأ لها بالنفي .
"لا لقد كرهت المثلجات" قال مازحًا لكنها أصرت علي اعطائه .
"هيا فقط تناول البعض" قالت وهي تقترب منه و تُقَرّب المثلجات من وجهه بينما هو يبتعد بوجهه بعيدًا ويحاول بدفعها بعيدًا .
"توقفي! لا أريـــد" قال وهو يحاول يبعدها حتى اصطدمت المثلجات بوجهه فنظرا الي بعضهما بتعجب ثم بدأ في الضحك بشدة و تبعته هي في الضحك "أنتِ واللعنة مجنونة" قال مازحًا لتضحك هي أكثر بينما بدأ في تنظيف وجهه و نهضت هي لتلقيها بالحاوية بينما نهض أيضًا حتى عادت اليه .
"لنذهب من هنا لقد بدأت أتشاءم" قال لوي .
"هناك البعض بجوار فمك" قالت ثم بدأت في تنظيف وجهه بأطراف أناملها بينما هو يحدق بها مبتسمًا حتى فرغت ولاحظته فقامت بضربه علي صدره "معتوه" قالت من بين أسنانها مازحةً بخجل ليضحك بشدة .
تقدمها في المسير وهو يمسك بطوق تيد تاركًا اياها بينما ركضت خلفه "انـتـظـرنـي" صاحت ثم أحاطت ذراعها بذراعيها فقام بسحب ذراعه و الإمساك برأسها ليقربها اليه بينما هي أسندت ذراعها علي ظهره .
"الي أين سنذهب .. ؟!" سألها .
"لا أدري! ما رأيك الي الحديقة .. ؟!" اقترحت .
"هممم لا بأس" أجابها "ثم الي السينما" قال وهو يضع يده علي خصرها .
"لن يدخلوا تيد يا عبقري" قالت بسخرية .
"لا بأس سنعيده الي المنزل ثم نذهب لرؤية فيلم رومانسي" قال .
"لا أحب ذلك النوع من الأفلام" قالت معترضة .
"ما رأيكِ اذًا في فيلم للكبار .. ؟!" تساءل وهو ينظر لها لتضربه بقوة .
"اخرس لوي" قالت بغضب مازحة بينما ضحك هو بشدة .
"حمقاء" قال لتعقب هي: أخرق
بينما هما مستمرين في السير و التحدث, المزاح سويًا .. ولا يبدو أبدًا من علاقتهما أن هناك ما قد يعكر صفو تلك الأجواء بينهما .. لكن قريبًا ستعرفون ما الذي سيغير كل شيء .
----------- Stop -----------
إيه رأيكم في البارت ده .. ؟!
Vote and comments, please
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top