| 12 | أولـيـڤـر ..
أوقف ليام سيارته أمام المنزل, خرج بهدوءٍ منها و اتجه نحو المنزل, فتح الباب ثم دلف و أغلقه بهدوءٍ من خلفه في حال كانت أخته نائمةً وهو لا يريد ازعاجها, التفت خلفه الي الأنوار المضاءة ليجدها جالسةً أمام التلفاز متخذةً وضع القرفصاء علي الأريكة و ترتشف القليل من الليمون البارد, نظر لها بشفقة شديدة ظهرت في عينيه و اعتلت ملامح وجهه, ألقي مفاتيحه بعيدًا ثم اتجه ليتخذ مجلسه الي جواره و أحاط ظهرها بذراعه بينما التفتت هي اليه ببطء ثم قربها اليه و طبع قبلة حانية طويلة علي جبينها ..
فصل قبلته ثم نظر لها بينما وجهت بصرها نحوه بأعينٍ ذابلة "كيف حالكِ الآن .. ؟!" سألها بينما حركت رأسها بغير دراية عن إجابة لسؤاله و تنهدت بقوة شديدة بينما تنهد هو بدوره و قربها اليه أكثر حتى أسند رأسها علي صدره .
صمت طويل قد حال بينهما قاطعته رودي بقولها "أريد رؤية أوليڤر, ليام" بصوتٍ مبحوح ضعيف يملؤه التوسل و الارتجاف فالتفت لها وقد نظرت هي له وقد ملأت الدموع عينيها بينما هو قطب حاجبيه بتعجب "أرجوك .. اشتقت له كثيرًا" قالت بصوتٍ خافتٍ ولم تستطع مقاومة دموعها أكثر فانهمرت علي وجنتيها سيرعًا و دفنت رودي رأسها في صدر أخيها بينما هو قد ضمها اليه أكثر وهو يسحب علي شعرها و ظهرها بلطف ليهدئ من روعها .
"أعلم .. أعلم أن جدتي لن تسمح بذلك لكن .." قالت من بين شهقاتها المتواصلة لكنه أسكتها سريعًا: ششش
"اهدأي أرجوكِ, سأتحدث معها بهذا الشأن" قال ليام مخففًا عنها بينما هي قد أمسكت بملابسه بقوة و أغرقتها بدموعها الدافئة التي شعر بها تتخلل الي صدره عبر قميصه و ما كان منه سوي ضمها أكثر و تركها تبكي و تشهق حتى هدأت تمامًا و ابتعدت عنه, بينما هو كان يسحب بيده علي شعرها بحنانٍ وهي تجفف دموعها بأناملها .
"شكرًا عزيزي" قالت بإمتنان وهي تبتسم بتكلف بينما بادلها ليام الابتسامة و لامس وجهها بكفه بلطف .
"لا داعي للشكر" قال بخفوتٍ "سنحاول الذهاب غدًا ان استطعنا! هذا وعد" قال لتوميء له بهدوء ثم أمسك بيدها و صعد بها الي غرفتها .
تمددت علي سريرها بينما دثرها جيدًا بالغطاء و جلس الي جوارها يسحب بيده علي خصلات شعرها الكستنائية حتى اطمئن أنها غطت في النوم, طبع قبلة علي جبينها ثم نهض و أغلق الباب عليها بعد أن ألقي عليها نظرةً أخيرة و اتجه الي غرفته بدوره, هنا هو من انفجر باكيًا بصمتٍ شديد, أسي علي حال أخته و كل الأوضاع التي تبدلت بين ليلة و ضحاها, جفف دموعه و أطبق شفتيه فوق بعضهما محاولاً أن يهدأ بعد أن تماسك بكل قوته أمامها, فتح نافذة الغرفة وأخذ ينظر الي السماء بتمعن ..
تنهد بهدوء "أرجوك, معجزة تصلح كل هذا .." قال بتوسلٍ من بين أنفاسه بخفوتٍ شديد ثم أغلق النافذة, خلع قميصه و ألقاه بعيدًا بلا مبالاة ثم ألقي بجسده علي سريره مستسلمًا لصداعٍ قوي قد تمكن من رأسه بالكامل لا أحد يعرف حتى هو إن كان سيتمكن من النوم أم لا .
*****
" حسنًا لوي, أنت مستعد ؟ "
" آآ .. أنا كذلك .. "
من خلف ستار الظلمة تخلل سؤال الطبيب الي مسامع لوي ليجيبه بتوترٍ, بدأ الشاش الأبيض يُنزَع عن الجزء الأعلي المتضمن عينيه ببطءٍ شديد و حذرٍ تام حتى أزاله الطبيب تمامًا و مازال لوي مغلقًا عينيه و رودي, ليام و نايل يقفون خلف زجاج الغرفة بالخارج و ينظرون الي لوي بلهفة ..
"ها نحن ذا, افتح عينيك بهدوء" قال الطبيب ليبدأ لوي في فتح عينيه ببطء و صعوبة قاطبًا حاجبيه حتى فتحهما بالكامل و قد نظر أمامه بدهشة "هل تراني لوي .. ؟!" تساءل الطبيب ليلتفت له لوي سريعًا لكنه عجز عن الرد .
"كم اصبعًا أرفع .. ؟!" تساءل الطبيب مشيرًا الي لوي بـ ثلاثة أصابع ليجيبه لوي بالرقم الصحيح بتلعثمٍ بالغ ليبتسم الطبيب بشدة و بالخارج يبتسم الرفاق أكثر .
اندفعت رودي الي الغرفة وقد فتحت الباب سريعًا و ما ان سقط بصرها علي لوي و رآها هو ابتسم بشدة ثم ركضت نحوه لتعانقه بكل قوة بينما هو قد أحاط جسدها بذراعيه بشدة لتبكي هي بشدة ..
"لــوي !" صاحت بهمس ليبعدها عنه و يجفف دموعها بابهاميه وهو يتمعن النظر بوجهها بينما نايل و ليام دلفا للغرفة .
"أنا .. أنا أراكِ رودي .. أ - أراكِ .." قال بصدمة لتعود هي الي حضنه بينما نظر الي ليام و نايل "أنت ليام! و أنت نايلر" قال وهو يشير اليهما بنفس الترتيب ليبتسما بشدة ثم أبعد رودي عن حضنه "أنتِ مثلما تخيلتكِ تمامًا" قال وهو يعيد التمعن بها من جديد ثم طبع قبلة علي جبينها و ابتعدا عن بعضهما البعض وهما يبتسمان بشدة .
-----------------------------------------
ركبا بسيارة نايل و طوال الطريق لوي ينظر الي كل ما هو حوله, يشير الي كل شيء و يذكره باسمه, يسأل عن الألوان و الأشخاص و الأماكن, كأنه طفل خرج مع أسرته و يمرح و يعبث بكل ما هو حوله و الرفاق فقط من حوله يضحكون و يمرحون معه و يجيبونه عن أسئلته و يسمون له الأشياء, حتى وصلوا الي المنزل سبقهم الي الداخل ركضًا و نادي علي تيد حتى أقبل عليه و أسقطه أرضًا ثم بدأ في لعقه و لوي أسفله يضحك و يحاول ابعاده حتى نجح في ذلك ..
"فتى جيد, فتى جيد" قال لوي وهو يجلس الي جواره أرضًا .
"حسنًا لوي, أعتقد بأننا سنحظى بالكثيــر من المرح غدًا" قال نايل .
التفت لوي الي نايل وهو يضم كلبه بين ذراعيه "موافق !!!" صاح بمرحٍ كالأطفال ليضحكوا سويًا "هاي نايلر! صوتك لا يتماشي مع شكلك أنت بوجه طفل ظننت ملامحك رجولية أكثر" قال ليضحكوا من جديد و نايل ينظر له بصدمة .
"هذا غريب !" قال نايل .
"دعه نايل" قال ليام وهو ينظر الي نايل ثم توجه ببصره نحو لوي "انه يكتشف العالم لأول مرة" أكمل مبتسمًا ليبتسم لوي بدوره ثم يعود لملاعبة جروه فاقتربت رودي منه و جلست الي جواره .
"ما رأيك أن نذهب للسير قليلًا كما كنا نفعل كل يوم .. ؟!" اقترحت رودي ليبتسم لوي بشدة .
"لا مانع لدي" قال وهو ينهض ثم نهضت بدورها و أمسك لوي بجروه بينما تأبطت رودي ذراعه .
"لن نتأخر" قالت رودي لـ ليام فأومأ لها .
"بل سنفعل !" قال لوي بمزاحٍ لتضربه رودي بخفة و تدفعه للخارج .
"هل تقبل به زوجًا لأختك .. ؟!" تساءل نايل ليلتفت له ليام سريعًا .
"ماذا قلت .. ؟!" تساءل ليام قاطبًا حاجبيه بتعجب .
"تعرف! يشكلان ثنائيًا لطيفًا" أجابه نايل ليتنهد ليام بهدوء .
"أري ذلك! لكن .. لست أدري ان كانا بالفعل يفكران في هذا أم لا" قال ليام في شرود .
*****
ليام و رودي يسيران ببطء شديد و بخطواتٍ مترددة نحو إحدي القصور, تقد ليام ثم نظر الي رودي آخذًا الاذن بالطرق التي أطالت النظر به و كأنه تخبره أن يفعل فتنهد بهدوءٍ ثم طرق الباب بصوتٍ واضح ثلاث مرات حتى فتح له أحد الخادم بعد ثوانٍ ..
"السيدان الصغيران !" قال الخادم بتفاجؤ .
"هل جدتي موجودة .. ؟!" تساءل ليام بتردد ليومئ له الخادم بالايجاب .
"بالفعل! تفضلا بالدخول" قال وهو يشير لهما بالدخول فالتقط ليام يد أخته بكفه برفق ثم دلفا سويًا للداخل .
تقدمهما الخادم في المسير وهما يتبعانه حتى وصلا الي الردهة التي كانت تجلس بها إمرأة عجوز وهي ترتدي نظاراتها و تقرأ احدي الكتب, أشار الخادم لهما بالتوقف ثم اقترب من السيدة و أخبرها بأمر قدومهما فخلعت النظارة و التفتت اليهما بتعجب .
أغلقت الكتاب ثم وضعته بعيدًا و نهضت عن مقعدها "ليام؟ رودينا ؟" تساءلت بدهشة .
"كيف حالكِ, جدتي .. ؟!" تساءل ليام وهو يبتلع ريقه بصعوبة .
اقتربت منهما حتى توقفت أمامهما "ما الذي تفعلانه هنا .. ؟!" تساءلت بحنقٍ متجاهلةً سؤاله بينما طأطأت رودي رأسها أرضًا و تنهد ليام بقوة ليستعيد رابطة جأشه .
"لقد جئنا من أجل أوليڤر" أجابها ليام ببساطة من بين أنفاسه وهو يضغط علي يد رودينا بعد أن شعر بتوترها .
"ظننت أننا تحدثنا في هذا الأمر من قبل !" قالت بغضبٍ شديد .
"أرجوكِ جدتي فقط دعينا نراه !" قال ليام بعصبية "لا يهم أن أراه أنا .. فقط دعيها تراه .." قال بخفوتٍ وهو يشير الي رودي التي بدأت دموعها في الهروب من عينيها .
ظلت جدتهما صامتةً للحظات "لا !" قالت بجمودٍ شديد "حفيدي سيظل هنا و لن ترياه .." قالت ثم التفتت الي رودي "و بالأخص هي .." أكملت بازدراء ثم أدارت وجهها و سارت بعيدًا .
"أعتقد بأنكِ أكثر المقدرين لفقدان الابن !" استوقفها ليام بهذه الكلمة لتتصنم في مكانها "لا تريدين لحفيدتكِ أن تشعر بنفس ألمكِ حين فقدتِ أبي, صحيح .. ؟!" تساءل محاولًا اللعب علي أوتارها الحساسة ثم أفلت يد رودينا و اتجه الي جدته .
"أرجوكِ جدتي, فقط دعيها تري ابنها .." قال ليام بتوسل بينما جدته تدير وجهها بعيدًا عنه "أستحلفكِ بأغلي ما لديكِ و أنا أعل بأنه والدي أن تتركيها تراه !" أكمل لتلتفت اليه .
"حسنًا حسنًا !!" قالت بعصبية وهي تشير له بالسكوت "ادوارد! اصطحبها الي غرفة أوليڤر" قالت وهي تنظر الي الخادم بطرف عينها بينما ابتسم ليام بشدة و اتجه الخادم الي رودي ليوصلها الي الغرفة بينما نظرت الي ليام نظرات امتنان قد بادلها اياها بابتسامة عريضة و أعين زجاجية بدموعٍ متراكمة .
"أريد التحدث معكِ في شيء ما .." قال ليام .
-----------------------------------------
صعدت رودي الي الأعلي ثم دلفت الي الغرفة, كان ابنها جالسًا بسريره يلعب و ما ان رأها حتى أشار نحوها بيده وكأنه يطلب منها المجيء اليه فاتجهت اليه ببطء و حملته بين ذراعيها و هي تبتسم بشدة و دموعها تنهمر بهدوء علي وجنتيها حتى اصطدمت بشفتيها ..
"اشتقت لك صغيري" قالت بخفوتٍ ثم قبّلت خده الصغير بهدوء و ظلت تتمعن النظر به و بأعينه الزمردية التي ورثها عن لوي, لا تصدق أنه قد أتم فقط عدة أشهر !
"لو أستطيع فقط البقاء معك أو أخذك معي" قالت و هي تضمه الي صدرها في حنان مسندةً رأسه علي كتفها .
دلف لوي الي الغرفة ثم تصنم في مكانه حين رآها تحمله, لم يعرف هل يذهب أم يبقي فقط تجمدت أطرافه و تخلل سقيع الي قلبه و عجز عن الحركة بل و انعقد لسانه عن الكلام! و اختفت تلك البسمة التي رُسمت علي وجهه حين دخوله لغرفة ..
"دادا !" صاح أوليڤر بصوتٍ طفولي و مَرِح وهو يشير نحو لوي ليزداد رعب لوي أكثر بينما التفتت رودي ببطء خلفها لتراه واقفًا هناك و تعتليها الصدمة بالكامل حتى أوشكت مقلتيها علي الخروج من مكانيهما !
و ينتهي المشهد بـ لوي و رودي و هما يقفان متقابلين ينظران الي بعضهما البعض في صدمة تامة و صمت شديد بينما هي تحمل صغيرهما بين ذراعيها ..
----------- Stop -----------
إيه رأيكم في البارت ده .. ؟!
أهو جيالكم بـ لغز جديد و مصيبة جديدة أهو 😂😂
أكيد عرفتوا مين أوليڤر !
الصورة 1: أوليڤر
الصورة 2: الجدة
------
تفتكروا ليه جدتهم مش عايزاهم يشوفوا أوليڤر .. ؟!
هيحصل ايه بعد كدة .. ؟!
Vote and comments, please
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top