| 10 | نجمتي ..

اتجه للباب و قام بفتحه للطارق الذي أعاد طرقه للمرة الثالثة و ما ان فتح الباب و سقط بصره علي الطارق تجمد في مكانه سواء من الرعب, المفاجأة او عدم الفهم، حاول تجميع الحروف بفمه حتي تدارك الأمر و تساءل بهدوء ممتزج بارتباك: لـ ..ليام ؟

"ألن تسمح لي بالدخول .. ؟!" تساءل ليام مقاطعًا حاجز الصمت الذي حال بينهما قرابة الأربع دقائق و لوي يحدق به ببرود تام .

خرج عن شروده ثم أومأ له ببطء "بالطبع, تفضل .." قال من بين أنفاسه وهو يبتعد مفسحًا المجال لـ ليام بالدخول وهو يشير له للداخل فتقدم ليام خطوات قليلة حتى دلف للمنزل, التفت الي لوي الذي أغلق الباب و ظل ممسكًا بمقبضه موجهًا بصره اليه دون أن يلتفت للثاني .

تنهد ليام بهدوء "أعلم أنك لست سعيدًا برؤيتى علي الاطلاق و لكن .." قال بتوتر ثم صمت ثوانٍ لالتقاط انفاسه المرتبكة ورفع كتفيه بحيرة "لست أدري ما أقول .." أكمل وهو يحرك رأسه نافيًا ثم ارتفه ببصره نحو لوي المدير ظهره كما هو "لقد جئت لأعتذر" قال وهو يتمالك رباطة جأشه .

"علام ؟" تساءل لوي ببرود وهو يلتفت له بطرف عينه بينما تنهد ليام بقوة ثم اقترب منه و ضغط علي كتفه بيده برفق بينما تجنب لوي النظر اليه من جديد .

"اجلس لنتحدث" قال ليام بخفوتٍ وهو يسحب لوي ليجلسا سويًا .

*****

"هل وصلنا بعد .. ؟!" تساءل لوي بتملل و تذمر كالأطفال وهو يزفر الهواء بقوة بينما دحرج نايل عينيه بتملل بالغ .

"وصلنا أيها المزعج الصغير" أجابه نايل مازحًا وهو يبتسم بخفة ليصرخ لوي هامسًا بمرح بينما يدخلان الي الحديقة و سارا بها الي أن وصلا الي احدي المقاعد حيث كان ليام و رودي يجلسان سويًا و يتحدثان في انتظارهما, ما ان رآيهما قادمان حتى التفتا لهما مبتسمين "خبيء هديتك لوي" همس نايل بأذن لوي بحرصٍ مبتسمًا بخبث فخبأها لوي سريعًا في قميصه و ابتسما و كأن شيئًا لم يحدث .

بعد نصف ساعة من التحدث و اخبار لوي بالأمر, أشار نايل و ليام لبعضهما بالذهاب فرحلا تاركين لوي و رودي بمفردهما بحجة أنهما سيسيران سويًا حتى تقنع رودي لوي بأمر الجراحة! فـ لوي لم يكن موافقًا و لم يبدو علي وجهه علامات الامتنان ..

"ما الخطب لوي .. ؟!" تساءلت رودي بخفوتٍ وهي تنظر مقربًا الي لوي الشارد بالأرض مطأطئًا رأسه

حرك رأسه نافيًا بهدوء "لا شيء" قال من بين أنفاسه و الامتعاض الشديد ظاهر علي ملامح وجهه الحادة .

"لكن هذا الوجه لا يدل علي لا شيء!" قالت ثم اقتربت منه قليلًا "ألست سعيدًا بأنك سترى .. ؟!" تساءلت .

"بل أنا سعيد! أخيرًا سأري أشياء تمنيت رؤيتها" قال وهو يبتسم بتكلف رافعًا رأسه قليلًا ثم التفت لها "سأراكِ علي سبيل المثال" أكمل مبتسمًا ابتسامة جانبية لتبتسم هي بخجلٍ و توتر .

سعلت بخفة لتخفي توترها "اذًا لما أنت مستاء .. ؟!" سألته بحيرة ليتنهد بقوة .

"لا أريد رؤية ما ترونه!" أجابها لوي لتقطب رودي حاجبيها بعدم فهم: ماذا تعني ؟

"كنت أتحدث مع نايل بهذا الخصوص قبل مجيئنا! أحب حياتى كـ شخصٍ كفيف, رو !" أجابها ليزداد اقتطاب جبينها أكثر و تزداد حيرتها و عدم فهمها أكثر و أكثر .

"و لكن لوي .. من يحب أن يعيش في الظلام .. ؟!" تساءلت .

"أنا أري الأشياء كما أحب رؤيتها, لا أريد أن أري الحقائق التى ترونها .. لا أريد رؤية الحياة التي تعيشونها! لا أريد أن أعيش كل المشاكل التي تعيشونها, أنا فقط أريد عالمي الخاص حيث أري هذا الظلام بجميع الألوان ليس الأسود فقط !" أجابها بينما بدأت هي تشعر بالاستياء لأنها أزعجته بمفاجئتها بدلًا من اسعاده "الجميع يكره الظلام! لكن أليس بدون الظلام لا نستطيع رؤية النجوم .. ؟!" سألها لتدمع عينيها بشدة .

"لقد .. لقد أفسدت الأمر .." قالت بخفوتٍ .

"ماذا تعنين .. ؟!" سألها بعدم فهم فقامت بتجفيف دموعها سريعًا .

"أردت مفاجاءتك! ظننتك ستسعد بهذا الخبر و لكن بدلاً من ذلك قُمت بجعلك تستاء .." أجابته بنبرة مرتجفة فبدأ يشيح بيده في الهواء حتى وصل الي كتفها و جذبها اليه ليلقيها علي صدره برفقٍ بينما تشبث به بقوة .

" لا تبكي!" قال بهدوءٍ لكنه بنطقه ذلك انفجرت باكيةً كطفلة صغيرة! و كأنه طلب منها البكاء لا عدمه

تشبثت بملابسه بقوة أكبر بينما هو يضمها اليه برفقٍ, هي لم تعد تدري لما تبكي .. هل لأنها جعلته يستاء و هي ظنت أنها ستسعده؟ أم لأنه يرفض أن يري وهي تمنت أن تجعله يري النور و تحقق له ما خاله مستحيلًا ؟ هي و كما قلنا لا تدري كيف تشعر تجاهه ولكنها لا تنكر إعجابها به و في نفس الوقت خائفة من أن يكون هذا الاعجاب ممتزج بشفقة علي حاله لا أكثر أما هو فهو يدري تمامًا كيف يشعر تجاهها و ما هي بالنسبة له! ولكنه لا يريد أن يعترف بذلك لنفسه أو لأي شخص ..

أمسك بوجهها برفقٍ ثم طبع قبلة حانية علي رأسها بينما ضحكت هي بخفة وسط بكائها بسبب طريقة امساكه لها "ماذا تفعل .. ؟!" تساءلت بمزاحٍ و هي ترفع رأسها بخفة بعد أن ابتعد عن رأسها .

"ماذا؟ هل أغضبتكِ؟ أنا أعلم أن الفتيات تحببن أن يقبلهن الشباب علي رأسهن !" قال بتوترٍ لتضحك هي من جديد .

"علي جبينهن لوي! هنا تحديدًا" قالت و هي تصدم أصابعها بمقدمة رأسه بخفة ليضحك هو .

"المهم أنكِ ضحكتِ !" قال مبتسمًا لتبتسم هي بخفة و هي تجفف دموعها برفق و تطأطئ رأسها بينما اقترب منها واضعًا يده خلف ظهرها علي المقعد فهو كما سبق و ذُكر لا يتصرف كالمكفوفين اطلاقًا "لا داعي للبكاء! فأنتِ لم تزعجينني بهذا الأمر" أكمل .

"حقًا .. ؟!" تساءلت بارتياح مبتسمة فأومأ لها مبتسمًا ثم وضع ساقًا علي الأخري .

"أخبريني رودي, متى تظهر النجوم .. ؟!" سألها بمرح .

"بالمساء !" أجابته بعدم فهم .

"و كيف نراهم .. ؟!" سألها لتجيبه: كما قُلت أنت! في الظلام ..

ابتسم بخفة ثم اقترب منها "ولكن أنا لديّ نجمة تظهر بالنهار و الليل! لذا أحتاج الي النور لرؤيتها" قال بخفوتٍ مداعبًا وجنتها بأطراف أنامله بينما ابتسمت بشدة و قد مالت برأسها علي كتفه قليلًا ليضحك هو .

"سأراكٍ, رو" قال بخفوتٍ بالقرب من أذنها لتتسع ابتسامتها و تعانقه بقوة كبيرة صارخةً باسمه بسعادة دافنةً رأسها في عنقه بينما عانقها هو بدوره وهو يدفن وجهه في شعرها ممرًا أصابعه بين خصلاته مستنشقًا رائحة شعرها و يبتسم بخفة .

*****

"هي تحتاجك" قال ليام وهو يستند بكتفه علي الحائط ممسكًا بكأس المشروب الذي أعطاه اياه لوي وهما واقفان في المطبخ بينما كان لوي يقف بجوار المنضدة يسكب مشروبه بكأسه بدوره .

"غير صحيح" أجابه لوي بصوتٍ مبحوح وهو يترك الزجاجة من يده و يمسك بالكأس بقوة .

اقترب منه ليام بينما أدار لوي وجهه بعيدًا عنه "أنا شقيقها لوي, أعرف تمامًا أنها لاتزال تحتاجك" قال ليام ليتنهد لوي بقوة "اسمع, أنا آسف مجددًا لأنني ضربتك ذلك اليوم و طلبت منك عدم الاقتراب لها مجددًا ! و أعرف أنه من الصعب أن تسامحني و هذا حقك لكن هيا, ألا يمكنك أن تغفر .. ؟!" تساءل فالتفت له لوي سريعًا وقد احمرّت عينيه بشدة و اغرورقتا بالدموع .

"لما لم تغفر أنت ما لم أفعله, ليام .. ؟!" تساءل لوي بحنقٍ بينما زفر ليام بقوة ودحرج عينيه بعيدًا ثم عاد ليعلق بصره بـ لوي من جديد .

"لقد قُلت بأنني آسف لوي! ثم أنا و للآن لا أصدقك بعد" قال وهو يضيق عينيه بحدة "و لكنني أطلب منك أن تأتي لرؤية أختي التي تبكي ليلًا و نهارًا لأنها تفتقدك و تحتاجك و بدلاً من ذلك أنت تستمر في توبيخي !" أكمل بمعاتبة .

"توقف عن اللعب علي وترٍ حساس !!" صرخ لوي بغضبٍ وهو يصدم يده بالمنضدة بقوة "تعرف تمامًا أن ذهابي لريتها سيزيد حالتها سوءًا ! هي لا تريد رؤيتي ليام, لذا أرجوك و اللعنة اخرس" أكمل بغضبٍ وقد انهمرت دموعه بشدة .

انعقد لسان ليام و عجز عن الرد خصوصًا بعد رؤية حالة لوي المشابهة لحالة رودينا كثيرًا "هل تظنني لا أتمني رؤيتها؟ ضمها لي؟ ألا أريد أن ألقي بجسدي بين ذراعيها كما كانت تحب أن تفعل لتطمأنني بأن كل شيء بخير؟ ألا أريد ضمها الي صدري في الليل؟ التحدث معها؟ مراقبة عينيها و هي تنظر لي؟ أتظنني مصنوع من حجر؟ أنا أفتقدها كثيرًا كثيــرًا !!" صرخ لوي في جملته الأخيرة ثم جلس أرضًا ملقيًا بجسده بلا اهتمام بينما انخفض ليام الي جواره .

"أنا .. أنا أذهب لرؤيتها يوميًا في المقهي .." قال من بين شهقاته "أسترق النظر و اطمئن عليها ثم أرحل سريعًا دون أن تراني أو تلاحظني! أنا خائف من أن تراني, ليام بل و أستحي من أن تراني .." أكمل بخفوتٍ ثم دفن رأسه في ركبتيه بينما اسند ليام يده علي كتف لوي برفق .

"أعطِنا دليلًا واحدًا أنك بريء لوي .." قال ليام بتوسل .

"تروي .." همس لوي بصوتٍ غير واضح ليقطب ليام حاجبيه و يقترب منه أكثر .

"ماذا قُلت .. ؟!" سأله لأنه لم يسمع قوله فارتفع لوي برأسه اليه مُسندًا رأسه علي الحائط .

"تروي أوستن .. هو من يعرف بكل شيء" قال لوي بصوتٍ شبه واضح .

"زوج والدتك !" تساءل ليام بدهشة ليومئ له لوي بالايجاب "اذًا ماذا تنتظر؟ هيا لنذهب اليه" قال وهو ينهض و يسحب لوي من ذراعه لكنه ظل متصنمًا في مكانه: انه في العناية المركزة ..

التفت ليام الي لوي بصدمة بينما ملامح لوي باردة تمامًا لا تحمل من رد الفعل شيء كشخصٍ فارغ أجوف! إلا أن واقع الأمر بأن دليلهم الوحيد غير موجود قد وقع علي ليام كالصعقة و ظل يحدق بـ لوي دون النطق بحرفٍ واحد .

----------- Stop -----------

إيه رأيكم في البارت ده .. ؟!

عرفتوا بقي مين اللي لوي راحله في المستشفي .. ؟!

تفتكروا تروي ده يعرف ايه .. ؟!

Vote and comments, please

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top