26؛ الفصل الأخير
" هنالك شيء أود إخباركِ به "
قال جونغكوك بأنفاس متقطعة قليلاً إثر عملية بحثه عنها
قطبت هي حاجبيها بغرابة و أشارت لنفسها بإصبعها مردفت تتأكد إن كان يقصدها بكلامه
" تريد التحدث معي أنا؟! "
لم يجبها بل أمسك رسغ يدها التي تشير بها على نفسها و سحبها لتسير معه متسعة العينين إثر فعلته التي فاجأتها ،و قبل أن يذهب كان قد ألقى نظرة على جيمين الذي كان لايزال جالساً في مكانه ينظر لهم، ليرسل له نظرة حادة جعلته يتوتر و ينزل رأسه إلى الأسفل حيث تقبع أصابع يده التي تشابكت بتوتر
سحبها معه إلى مكان لم يكن البشر به كُثراً، البحر كان وراءهم و صوت أمواجه الهادئة - نقيض قلوبهم - يصل إلى مسامعهم
وقف أمامها لينظر لها فتبادله النظرات، فجأة إجتاحه التوتر و علت نبضات قلبه المرتبكة حينما وعى على ما فعل
أخذ يبلل شفتيه بلسانه و يحك مؤخرة رأسه بينما عيناه تتجنبان مواجهتها
" ما الذي أردت الحديث به معي؟ "
قطعت الصمت الذي كان بينهما بسؤالها ليزداد قوة قرع نبضات قلبه
على الرغم أن ملامح وجهها كانت هادئة للغاية غير أن بداخلها شعور أنه سيغمى عليها بعد قليل
بلل شفتاه مجدداً لسؤالها و حمحم و قد إستقرت عيناه عليها أخيراً
" هـ-هل أنتِ بخير؟ "
" همم بخير "
بهدوء هي قد أجابته أما في داخلها فقد صرخت
ما الذي بحق السماء تقوله!!
هز رأسه بخفة ينظر إلى الأرض مجيباً بخفوت
" جيد "
حل الصمت بينهما مجدداً، كانت رياح خفيفة تضربها لتجعل من شعرها يتطاير في الهواء كذلك فستانها، رفعت يدها لتعيد خصلات شعرها إلى الخلف و من ثم أنزلت كلتا يداها لتمسك الفستان و لا تجعل الرياح ترفعه مجدداً
مشهد بسيط و عادي للغاية
و لكن هذا بالتأكيد لم يكن رأي جونغكوك الذي أخذ يبتسم و هو يراقبها و بدون شعور منه وجد نفسه يقول لها
" أنتِ جميلة للغاية "
رفعت رأسها بتفاجئ بعدما كانت تولي كامل إنتباهها لفستانها، لم تستطع نطق كلمة واحد حتى فكل الحروف تقف أمام ثغرها غير قادرة على الخروج
إرتفع صدرها و إتسعت عيناها حينما إقترب منها فجأة مقلصاً المسافة بينهما، نظرا لطول قامته رفعت عيناها للأعلى لترى إبتسامته الهادئة التي رسمها على ثغره
لبرهة كانت قد توقفت عن التنفس و هي ترى يده تمتد نحوها لتمسك خصلة شعرها التي أخذت الرياح تحركها كما تشتهي و أرجعها وراء أذنها
لم يكتفِ بهذا فحسب!
بل كاد يودي بحياتها لضربات قلبها التي أخذت بالتسارع حينما أخذ وجهه بالإقتراب نحوها و هي كالتمثال لاتزال متجمدة في مكانها فاتحة فاهها قليلاً
" مُبارك، لقد فزتي "
على وجهها رسمت البلاهة لما نطق به أمامه و شعورها بأنفاسه تضرب جلده
أما عقلها فقد أصاب بالإغماء لمحاولته فهم ما يحدث
" هاه؟ "
أنقذت شفاهها الموقف بنطقها بعدم فهم
إبتسامته إتسعت و هو يشهد مدى تأثيره عليها، أجابها بنبرة لطيفة
" لقد فزتِ بقلبي، هو ملككِ الآن "
فور نطقه بكلامته أخذت قدماها ترتعشان مهددة إياها بالسقوط على الرمال
عقلها إستفاق من إغمائه أخيراً لتستوعب كلماته، غير أنها بحذر قد نطقت
" مـ-ما الذي يعنيه هذا "
يده لم تكف عن المسح على شعرها و عيناه لم تبتعد عنها و لو لثانية
أحنى ظهره قليلاً ليصل إلى مستوى قامتها و يقابل وجهها المرتبك يتأمله
" يعني أنني أحبكِ إيلينا، أحبكِ للغاية "
دون أن يترك فرصة لها لإستعاب كلماته أخذ بالإقتراب أكثر لتستقر شفاهه على طرف خاصتها بقبلة صغيرة لطيفة
حسناً هي سيغمى عليها الآن حقاً!
إبتعد عنها و رجع إلى وضعيته السابقة و إصبعه قد إمتد ليمسح على خدها برقة قائلا و عيونه تلمع
" لا أهتم بالسنين التي بيننا، لا أهتم بنظرة المجتمع لنا، لا أهتم بعملي، لا أهتم بشيء أو أحد سواكِ، أنتِ هي الشخص الوحيد الذي يهمني و يهم ما يخفق بداخلي، لا أعلم متى بدأت بالإنجذاب لكِ و لا أعلم متى بدأت بحبكِ، و لكن الشيء الوحيد الذي أعلمه أني و طوال السنين التي عشتها و العلاقات التي خضتها أنتِ الوحيدة التي جعلتني أشعر هكذا، أن أبتسم فقط لأنكِ إبتسمتي، أن أعبس فقط لأنكِ عبستِ، أن يكون محور تفكيري هو أنتِ، ألا أهتم بشئ سواكِ، أن أكون شجاعا لمواجهة أقاويل الناس لأجلكِ "
يده التي كانت تمسد وجنتها إرتفعت إلى عيونها و بضيق أكمل
" على كل دمعة ذرفتها عيونكِ بسببي أطلب المغفرة، لقد كنت أحمقاً للغاية، كنت جبانا.. ، أدرك أني ألمتكِ للغاية إيلينا و لا أعرف ما عساي أقول غير كلمات الإعتذار لتخفيف عنكِ، و لكني أتمنى و أتوق أن تسمحي لي بجعلي أعوضكِ على ما فات، أن أرسم البسمة في عيونك بدل الحزن الذي لاقيتهِ مني "
عيونها لمعت لكلامته التي لا يدرك أنها بالفعل مسحت كل الحزن في قلبها بسببه
فاجئها بنزوله فجأة على ركبة واحدة أمامها و أمسك بيدها بين كفيها و نظر في عينيها و بكل جدية قال
" كيم إيلينا أتقبلين مواعدتي "
حسناً.. لوهلة صغيرة سذاجة إجتاحتها و جعلتها تظن أنه سيطلب الزواج منها..
و لكن هذا لم يجعل من السعادة تخفى على وجهها إذ أن إبتسامة واسعة أخذت طريقها على وجهها و جعلت من عيونها هي الأخرى تبتسم
بدون أن تشعر و لفرط سعادتها و غير تصديقها بكون جـيـون جـونغـكوك بشحمه و لحمه أستاذها الوسيم صاحب المبادئ أفشى عن حبه لها و رغبته بمواعدتها!!!
قفزة محتضنة إياه بقوة و هي تقفز صارخة بأعلى صوتها
" أقبل ! أقبل! و اللعنة أنا أقبل!! "
في بادء الأمر إتسعت أعين جونغكوك لفعلتها و لكنه سرعان ما بادلها العناق كذلك الضحكات
و لكونه كان يجلس على ركبته على الرمال و هي إندفعت نحوه فجأة سبب هذا تراجعه للخلف و سقوطهما سوياً على الرمال
و لكن أهذا يهم؟
و اللعنة بالتأكيد لا!!
فهما لم يكترثا أبدا لسقوطهما و لا لنظرات المتمشين على الشاطئ و تمتماتهم بل واصلا عناق بعضهما بقوة و الضحك بصوت عال
•••
كانا يتمشيان جنباً إلى جنب و في يد كل منهما قطعة بسكويت محشوة بالمثلجات كان قد إشتراها جونغكوك من أحد المحلات في الطريق لأجلها
بخجل يكتسي كلاهما كانا يأكلان ما في يديهما و إبتسامة صغيرة على ثغرهما و صمت بينهما بينما أيديهما تتضارب بين الحين و الأخر جاعلاً من الخجل يزداد داخلهما
و لكن و أخيراً قام أحدهما بالخطوة الأولى حيث قام بإمساك الكف التي تضرب كفه
أجل لقد كانت إيلينا
إستدار لها جونغكوك بعيون قليلة الإتساع و لكن سريعا ما إبتسمت كما فعلت شفاهه ليغير وضعية يديهما ليكون هو من يمسك يدها و بلطف كان يضغط على كفها بين كفه
أما هي فقد تجنبت النظر له و لكنها لم تستطع جعل إبتسامتها لا تتسع
أخذت قضمة من البسكويت الذي في يدها الأخرى لتشعر بتلطيخ شفاهها بالمثلجات و لكونها كانت تمسك البسكويت في يدها حاولت أخذ يدها التي في قبضة جونغكوك لتمسح شفاهها
غير أن جونغكوك ما إن شعر بمحاولتها بجذب يدها قطب حاجبيه و زاد تمسكه بها - لقد أحب إحتاؤه لها و هو بالتأكيد لن يتخلى عن هذا الشعور - أدار رأسه نحوها و حاجبيه لم يتخلا عن وضعية التقطيب، و لكنهما تخليا عنها ما إن رأى المثلاجات التي لطخت شفاهها و أرخى قبضته على يدها لتتحرر
إرتفعت يدها لتمسح شفاهها و لكن يده التي كانت تمسكها أعادت مسكها لها قبل أن تصل إلى شفاهها و أنزلها إلى الأسفل بهدوء لترتفع مجددا و يضع إصبعه على شفتها الملطخة و يمسحها بلطف و رقة فشعر بطراوتهما و هذا جعله يبتلع ماء فمه و يرفرف بجفونه قليلاً و سريعا أرجع يده لتمسك يدها ليكملا سيرهما
زفرت هي بإحباط
أجل لقد لطخت شفاهها عن قصد فلطالما أرادت فعلها لكثرة ما تحدث هذه المواقف بين الحبيبين في الدراما و لكنها لم تعلم أنه سيقوم بمسحهما!!
الصفة التي إعتادت أن توصف بها رجعت إليها فجأة، شدت على يد جونغكوك مقطبة حاجبيها بإنزعاج ليتوقف هو مستغربا و ينظر لها و قبل أن تنبس شفتاه بحرف يسأل عن خطبها يدها الأخرى إرتفعت و توجهت نحو وجهه
جحظت عيناه و هو يشعر بالبسكويت الذي كادت تكمله على وجهه و قبل أن يعبر عن ما في داخله من تفاجئ قاطعته للمرة الثانية بجذبها له من ياقة قميصه بعد أن ألقت باقي البسكويت أرضاً لتقربه نحوها
" تعلم مني "
قالت ناظرة إلى عيونه - التي لم ترمش حتى - مباشرة و جذبته أكثر لتحط شفتاها على خاصته و تمتص المثلجات التي عليها
أما عنه..
فلنقل أنه ليس بحال جيدة و حسب
أكملت تنظيف شفتيه اللتين تسببت بإتساخهما و إبتعد عنه لتكمل سيرها تاركة إياه متجمدا في مكانه واضعا يده على شفتيه بغير تصديق
•••
لم يتخطى جونغكوك ما حدث فعندما كانا يسيران جنباً إلى جنب كان يتجنب النظر لها مباشرة، و حينما يشعر أن أنظارها ليست عليه بطرف عيونه كان ينظر لها بإرتباك و يده كل حين ترتفع و تلمس شفاهه
" ما الذي سنفعله الآن؟ "
قطعت هي و أخيراً الصمت الطويل -للغاية- بينهما فهما لم يتحدثا منذ فعلت إيلينا
رفرف جونغكوك بجفونه لشعوره فجأة بالإرتباك الشديد و سارع بإنزال يده التي تلتمس شفته
" مـ-ما الذي تعنينه؟ "
وجهت نظرها إليه و أجابته
" أعني.. والداي "
وجه هو الأخر نظره نحوها ما إن نطقت، ليجد القلق يملأ محياها، زرع إبتسامة على ثغره ليجيبها
" لا تقلقي بهذا الشأن "
لمح العقدة التي صنعت بين حاجبيها و بإستغراب تخلله الفضول سألته
" ما الذي تعنيه؟؟ ما الذي تقصده بألا أقلق؟؟ "
ما رد عليها سوى بإبتسامة جانبية رسمها على ثغره و من ثم وضع يده في جيب بنطاله متجاوزاً إياها، نظرت له بأعين متسعة غير مصدقة أنه تجاهلها
أخذت تركض ورائه و الفضول يقتلها و جعل منها تصرخ وراءه
" توقف !! جونغكوك!! هيا أخبرني!! أخبرني الآن ما الذي قصدته بكلامك!! جـونغـكـوك!! هذا غير عادل أخبرني أرجوك!! "
واصل هو السير غير مستدير للخلف و عيناه قد تقوست بسبب إبتسامته و هو يستمع إلى تذمراتها التي وجدها في غاية الظرافة
•••
على الكرسي كان يجلس جيمين و بجانبه والدة إيلينا تنظر له ببإبتسامة لطيفة على ثغرها، و على عكسها كان زوجها منزعجاً للغاية
" ألم تذهب أنت و إيلينا؟ لما عدت لوحدك؟! "
بنبرته الباردة المعتادة و التي تتخللها الحدة وجه السيد كيم سؤاله إلى ذلك الذي بات يشعر ببعض الألم في معدته بسبب هاذين الزوجين
" فـ-في الحقيقة هـ-هي.. أ-أعني الأستاذ جونغكوك قـ-قد طلب التحدث معها فـ-في شئ مهم "
بالكاد إستطاع تكوين جملة بسبب نظرات الأب الحادة
و هنا جيمين قد إستنتج شيئاً مهماً
التحدث مع هذا الرجل أصعب من خوض إمتحان جبر مفاجئ!
زاد تقطيب الأب لحاجبيه غير أنهما فكَّا حينما أخرج زفرة من جوفه و ولى إنتباهه للبطيخ الذي في يده
" عزيزي هل تريد المزيد "
بلطف تكلمت السيدة كيم و هي تأخذ صحن البطيخ و بدون أن يرفع رأسه أجابها السيد كيم
" أجل شكرا لكِ عزيز- "
" لم أكن أقصدك كنت أقصد جيمين "
بغير إكتراث كانت قد قاطعت كلامته
بسرعة رفع عينيه المتسعتان نحوها رامقاً بغير تصديق و غدر لـ التي لم تعطيه نصف نظرة حتى بل ولت كامل إنتباهها لذاك الطفل - حسب قوله - تطعمه البطيخ الذي إشتراه بماله
حسناً الذنب ذنبه، فمتى نادته بعزيزي ليظن أنه المعني!؟
بحنق وضع قطعة كبيرة من البطيخ بمفه و عيناه تبث شرارات حارقة لزوجته التي تطعم ذاك الطفل من طعامه
قلب عينيه بضيق لتوضعا بالصدفة على كل من إبنته القادمة و جونغكوك الذي يسير بجانبها ليتمتم تحت أنفاسه
" هذا ما كان ينقصني "
تقدما الإثنين، إيلينا بإبتسامتها الواسعة و جونغكوك بإبتسامته الهادئة ليجلسا جنباً إلى جنب في الطاولة التي إجتمعت فيها والديها و جيمين
إنتبهت إليهم والدة إيلينا و أخيرا و أبعدت بصرها و يدها التي تطعم جيمين البطيخ الأحمر جاعلاً من وجنتيه يمتلأن، لقد كان مشهداً ظريفاً للغاية يشبه الهامستر كثيراً و لهذا كانت السيدة كيم تحرص على ملئ فمه كلما فرغ لتمتع عينيها بلطافته
" أين كنتِ إيلينا "
نطق والد إيلينا بلهجة صارمة جعلت من قلبها يدق قلقاً، إبتعلت ما في فمها من ماء و فتحت ثغرها بإرتباك
" لقد كانت معي "
نطق جونغكوك قبل أن تفعل بنبرة هادئة
ضيق والدها عينيه و نظر لكلاهما و من ثم أجاب
" هكذا إذن.. هذا يعني أنك قد أخبرتها بالفعل "
إتسعت عيناها بغير فهم لما يشير إليه والدها و على ما يبدو أنها و جيمين الوحيدين الجاهلين هنا
ضحكة خجولة خرجت من جوف جونغكوك الذي أخذ يمسح مؤخرة عنقه و همهم
إيلينا بدت في غاية البلاهة و هي تنقل بصرها بين جونغكوك و والدها بغير فهم لما يحصل
" متى تقرر الإرتباط بشكل رسمي "
بجدية نطق والدها موجها سؤاله نحو جونغكوك
و إيلينا تحاول كبت رغبتها القوية في الوقوف و الصراخ في وجه كلهما بـ ' ما الذي بحق الجحيم تتكلمان عنه !! '
ضحكة غير نابعة من القلب خرجت منها و وجهت نظرها لكليهما كذالك كلامها
" أعتذر لمقاطعة حديثكما و لكن هل لي أن أفهم ما تتحدثان به "
قطبت والدتها حاجبيها بإستنكار و أجابت بكل طبيعية
" عنكِ و جونغكوك بالتأكيد! "
إتسعت عيناها حد شعورها بالحرقة بهما و بغير قصد كانت قد صرخت لشدة صعقها
" ماذا!! و-و لكن كيف! أعني لماذا!! "
" حينما أتاني جونغكوك قبل ذهابنا لـ الرحلة واصل التلميح و لكني إدعيت عدم الفهم - كي لا أطرده من منزلي - و حينما لحقنا إلى البحر و ذهبتي أنتِ و ذاك الطفل تحدث معي مباشرة عن رغبته في أن تجمعكما علاقة حميمية، حاولت الهدوء و إجابته كرجل عاقل أنه و بأحلامك قد أجعلك ترتبط بإبنتي - فلنركز على أني حاولت - و لكن ترجاني بشدة و حاول أن يقنعني أنه يفكر بعلاقتكم بجدية و أنه يـ-يـُ حـِ، على أي حال أقنعي بقوله أنكِ تبادلينه ذات المشاعر، فإستسلمت، و لكن عيني ستظل عليه، إلى الأبد "
ختم كلامه بنظرة حادة مهددة إلى جونغكوك الذي علق ماء فمه بحلقه و لم يستطع النزول
" إذن.. أنت تخبرني الآن أنك موافق على علاقتي مع جونغكوك؟ "
بحذر أردفت ما إستنتجته من حديثه
ليزفر بقوة و يومئ برأسه ببعض الإمتعاض، ثانية فقط و وجدها تعانقه حد شعوره بالإختناق - حقا -
كذلك ذهبت و عانقت والدتها التي تشعر بالقليل من الخيبة كونها قد إختارت إسما لإبنهما المستقبلي هي و جيمين متكونا من إسميهما و أعجبها للغاية
•••
متئكت على الرمال بعدما أنزل الليل ستاره المرصع بالنجوم ليجعل من عينيها لا تمل من مراقبتهم
شعرت بجسد يشاركها الجلسة فظنت أنه جونغكوك لتستدير نحوه و لكنها تفاجأت بكونه جيمين الذي أخذ هو الأخير يراقب النجوم
فجأة شعور سئ إجتاحها، هي من دعته و أصرت على قدومه و لكنها تجاهلته ما إن جاء جونغكوك لتولي كامل إنتباهها إليه
" جيمي "
نطقت نحو الذي لم ينظر لها حتى بل همهم لها فقط مشيراً لها أنه يستمع
" هل أنت غاضب مني؟ "
بعبوس و حزن قد حادثته، عدل جلسته ليصبح واقفا و يجذب ركبته إلى صدره
" لست غاضباً "
أجابها بغير نبرته التي إعتاد مخاطبة البشر بها - اللطف - بل بنبرة هادئة كهدوء ملامحه
" هل حقا سترتبطين بالأستاذ جونغكوك؟ "
تحدث هو هذه المرة سائلاً إياها بذات نبرته
" أجل، أنا سعيدة للغاية، لم أتوقع قط أنه سيبادلني ذات يوم ذات المشاعر "
بنبرة تفيض منها السعادة أجابته و الإبتسامة في وجهها
نظر لإبتسامتها و سعادتها ليبتسم بهدوء و تشرد عيناه و هو يقول
" أنتِ شجاعة للغاية، ليتني كنت مثلكِ "
قطبت حاجبيها بعدم فهم لكلماته فأكمل مفسراً
" لقد تمسكتِ بحبكِ له رغم الصعوبات التي ستواجهانها بسبب كونه أستاذاً و أنتِ تلميذة، كل يوم تزداد روعتكِ في عيوني إيلي "
خجلت لكلماته لتلكمه بخفة على كتفه و تجيب
" توقف! لست بتلك الروعة، لقد كان الأمر صعباً حقا، و إن بدى أني قد تقبلت مشاعري تجاهه سريعا إلا أنه في داخلي كان هنالك قلق كبير إذ ما كان ما أفعله صواباً أم لا، واجهت الرفض من نفسي في بادء الأمر من قريبتي ثانياً و من جونغكوك ثالثاً، في بعض الأحيان بدأت أشعر باليأس و أنه يجب علي التوقف عن شعوري هذا، و لكن هذا القرار كان أغبى ما فعلت، فلا أحد يستطيع التحكم بحبه لشخص ما، إن كان كذلك .. فهل سترى يوماً شخصاً يبكي بسبب كلمات من يحب أو بسبب أفعاله؟ لكان كلنا تجنبنا هذا الأذى، و لكن لا أحد يستطيع التحكم به، لا متى يخفق، و لا متى تنتهي خفقاته "
" ليتني حاربت مثلكِ.. "
بفتور نطق
" ما الذي تعنيه؟ "
سألته و حقا هي لا تفهم ما خطبه
" لقد وقعتُ بذات حفرتكِ.. "
منزلا رأسه و متمتما كان قد قال
" أي حفرة؟ لا أفهم شيئا "
حكت فروة رأسها بغير فهم و شعرت بالحزن لأجله
" لقد أحببت أستاذة أنا كذلك، لقد كنت معجبا بالأستاذة سوجين "
هل تذكرون كلماتها بكونها تشعر بالحزن لأجله؟
حسناً هي تسحب ما قالته الأن فهي تشعر برغبة في تحطيم وجهه
" توقف عن المزاح هذا غير مضحك! "
بحدة لم تشهدها عينه يوما كانت قد نطقت
و لكون قلبه أخذ بالقرع لشدة الرعب و لكون لا أحد بجاورهما و لأنه يعرف كرهها لها و لأنه كذلك يخاف أن تقفز عليه و تقتلع قلبه تحت حجة أنه بات ملوثاً بسبب تلك العجوز ، أخذ يقهقه بعلو كأنما ما قاله نكتة حقاً
أرجعت قبضة يدها إلى الخلف و بذات الحدة أردفت
" مثل هذه النكات تثير إشمئزازي "
عم الصمت بين كليهما لينطق جيمين فجأة حينما كانت أنظار كليهما موجهة إلى النجوم
" إيلي، حينما تتزوجين.. أستتخلين عني؟ "
أدارت رأسها نحوه و بجدية أجابته
" بالتأكيد لا! يستحيل أن أفعل! "
إبتسم و لم يبعد نظره عن النجوم
" إياكِ أن تفعلي، فأنتِ شمسي و أنا القمر الذي يستمد ضوئه منكِ، لا تدعيني أظلم برحيلكِ"
•••
وجهة نظر جونغكوك؛
سبع سنوات
سبع سنوات كانت قد مرت منذ طلبي لمواعدة إيلينا
حدث بهم الكثير
أولها إنتقالي من الثانوية حينما إنتشر خبر مواعدتي لإيلينا و بدأ كلانا بالشعور بالإنزعاج من تعليقات الجميع
يليها دخول إيلينا لجامعة الفنون و هناك إختصت في الرقص و من ثم طلبي منها لزواج بعدما إستقر عملي في الثانوية الأخرى كما أنني قررت أن أصبح بدلاً من أستاذ ثانوية أستاذاً جامعياً لأحظى براتب أعلى كوني و إيلينا قد قررنا الزواج بعد أن تنهي جامعتها
في حفل زفافنا و الذي أراهن أنه الأروع في الكون، ليس بسبب الزينة أو غيرها بل لأن إيلينا هي العروس
بعد أن تبادلنا عهود الزواج قمنا بالرقص و بما أن زوجتي هي أفضل راقصة في التاريخ و قد علمتي الحركات في وقت تجهيزنا لزفاف كانت أفواه الجميع في الأرض من شدة الإنبهار
كنا قد رقصنا على أغنية Ed Sheeran - Thinking out loud و على ذات الرقصة التي في الفيديو الموسيقي كنا قد رقصنا، و ذلك لأنها أخبرتني أنها ترغب بهذا بشدة و رغم أن الرقصة كانت صعبة لأجلي إلا أني تدربت لأن لا تحزن عيونها
بسبب أن الرقصة كانت تحتوي على الكثير من الحركات و بسبب أن زوجتي تريد فستان الأميرات في زفافها أضطررنا لشراء فستانين واحد لزفاف و الأخر لـ الرقص - لهذا السبب قررت أن أكون أستاذاً جامعياً -
بعد سنة و نصف حصلنا على نعمتنا الأولى، إبنتنا آيلا
لقد كانت ملاكاً صغيرا حينما حملتها بين أذرعي للمرة الأولى
و لكن بعد سنتين فقط باتت الشيطان بعينه، الأن فهمت نظرة والدتها المشفقة حينما نظرت لها و قالت أنها تشبه إيلينا
أتصدقون أنها قامت و بغرض المتعة بحلق شعري!!
ليس هذا فحسب بل قد كادت تطعنني بالسكين حينما غفلت عنها لثانية واحدة في المطبخ!!
كما أنه و في كل مرة أغمض فيها عيوني طالبا الراحة تأتي و تقفز فوق بطني! ستخرج أحشائي ذات يوم!!
في أحد المرات و حينما كنت أنا و إيلينا نشاهد التلفاز بدون أي ضجيج أو صوت بكاء أخيرا كوننا أرسلنا إبنتنا لتلعب مع إبنة الجيران داهت المنزل و الغضب يملئ محياها و وقفت أمام كلينا و الغرور فجأة إجتاح وجهها
رفعت يدها مغمضة عيناها و أشارت بيدها لتقول
" أعثيكما- أعطيكما- موافكتي- موافقتي - هيا "
كلانا لم نفهم لما تقصده و هذا جعلها تزفر بحنق و تنفخ خديها الحمراوين
" هيا إذلبا- إجلبا- أختا لي! "
حرفيا كلانا كان قد تجمد في مكانه و لم نتحرك و نحن نراها ترفع قميص والدتها لتظهر بطنها المسطحة فتمدد شفتيها بعبوس و تمتم
" أين هي أختي؟ نما- لما - نم- لم - ينذح - ينجح- الأمل- الأمر - ! "
حينها سألتها عن سبب أفعالها فأخبرتني والدة صديقتها كان بطنها منتفخا كالبالون و حينما سألتها عن السبب أخبرتها أنها قد طلبت من والديها أن يحضرا لها أخا و أن أخاها يعيش في بطن أمها و قريبا ستلعب معه
لأختصر عليكم ما حدث :
-إيلينا شعرت بالسعادة و الحماس - بالطبع فهي سعيدة بكون إبنتها تعيش طفولتها كما يجب حسب قولها -
-كون كلاهما فريق ضدي - سمياه اللئيم كوك -
-إستلمت - لإغوائها لي -
- ها أنا الآن أحمل نعمتنا الثانية إبننا كوك - هي من أصرت أن يكون إسمه مشتقا من إسمي و ما عساي سوى القبول بإبتسامة عريضة -
- بكت آيلا حينما عرفت أن المولود ذكر و طالبت بتغييره كما أنها خاصمتنا لأنها قالت أنها ترغب بأخت لا أخ
- الجانب الجيد أن إبني يشبهني هادئ و مهذب و لا يسبب لي المتاعب
- الجانب الغريب أن إيلينا فجأة أخذت تصر على أنهم قد قامو بتغيير الأطفال في المشفى و أن طفلا من صلبها يستحيل أن يكون هكذا - لربما نست أنه من صلبي كذلك -
رغم كل هذا..
طوال هذه السنوات لطالما كنت ممتنا و شاكراً أني قد إخترت تلك المراهقة الجريئة لتكون من يحبها قلبي و من أتزوجها لأنجب أطفالي اللذين أحبهم أكثر من أي شئ في الكون
القلوب عمياء كما يقال حقاً
• النهاية •
3229 كلمة 😎
أتمنى أن البارت الأخير يكون عجبكم ❤❤
حاولت قدر الإمكان إني حط مومنت بين إيلينا و جونغكوك
الأسئلة :
رأيكم في البارت؟
رأيكم في كل شخصية في الرواية :
جونغكوك
إيلينا
جيمين
سوجين
أب إيلينا
أم إيلينا
آيلا - بنتهم -
كوك - إبنهم -
أكثر بارت عجبكم في الرواية؟
مقطع ما قدرتو تنسوه؟
راضين عن النهاية؟
جيمين طلع معجب بسوجين 😂😂
أي إنتقاد أو نصيحة للرواية؟
دي الأغنية و الرقصة يلي حكيت عنها
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top