24
وجهة نظر إيلينا؛
« عزيزتي إيلينا يجب علينا اليوم أن نذهب إلى العيادة كي نقوم بالفحوصات و نتأكد من سلامتك ، لا تخافي و تذكري أن هنالك نسبة بأن لا تكوني مصابة »
كانت هذه الرسالة قد وصلتني من والدتي التي تجلس بجانبي الأن في العيادة ممسكة بيدي بلطف ،و في كل مرة تتلاقى فيها أعيننا تحرص على رسم إبتسامة تبث الإطمئنان في دواخلي و تجعلني أشعر بالسوء لجحودي السابق معها
قبل أن تأتي أمي و تقلني من الثانوية كان جونغكوك قد علم بكوني سأذهب لإجراء الفحوصات و هذا بعد إصراره الشديد لمعرفة سبب شحوب وجهي المفاجئ
رغم أننا لم نتحدث بالكثير بعدها كون والدتي قد أرسلت لي رسالة أخرى مفادها أنها تنتظرني في الخارج، إلا أن كلماته القليلة و لو بدت للبعض عادية إلا أنها كانت منه مطمئنة لقلبي و مخففة لثقل صدري
صعقت لطلبه بأن نتبادل الأرقام كي أراسله و أطمئنه على حالي حسب قوله ، سعادة راودتني حينها حينما شعرت بقلقه و إن كانت كلماته لا تبوح فنظراته تكفيني
بسبب الملل الذي إجتاحني و أنا في غرفة الإنتظار أخذت هاتفي و قمت بالبحث عن المرض الذي من الممكن أن أكون مصابة به ، وجدت الكثير من المعلومات و أغلبها لم افهمها غير أني فهمت البعض الذي جعلني أحبس أنفاسي كي لا أبكي
- يسبب إعتلال ليبر العصبي الوراثي في فقدان الرؤية المركزية بشكل مفاجئ و سريع ،فيبدأ من عين واحدة و غالبا ما ينتقل إلى العين الأخرى بعد مرور أسابيع أو أشهر قصيرة
- يتطور المرض بشكل متسارع و هذا ما يفسر بأن 80% من المصابين يصابون بالعمى التام بعد عام من ظهور الأعراض
كانت هذه هي المعلومات التي قرأتها و التي جعلت من حالي تتدهور، فإن ظهر أني مصابة بحق سأعتبر أني خسرت حياتي
قاطع دموعي التي أخذت بالتكدس صوت الممرضة التي طلبت مني و أمي أن ندخل إلى الطبيب
لا أعلم ما أصابني حينها ، و لكنني وددت أن أهرب و لا أدخل خوفا من أن تتحقق مخوافي ، فأفضل أن أبقى على جهلي و لا أعيش كل يوم بخوف فقدان بصري
أيقظني من شرودي صوت والدتي الحاني تسألني عما إذا كنت بخير ، كم وددت حينها أن أخبرها أني لست كذلك ..
و لكني لم أفعل فيكفيها ما فيها، لا أريد أن أزيد من حزنها و وجعها علي، لذا أومئت برأسي أني كذلك و حاولت قدر المستطاع أن تكون الإبتسامة التي رسمتها على ثغري صادقة في أعينها
بادلتني الإبتسامة و همست لي أن كل شئ سيكون بخير ، أتمنى هذا ..
يدها لم تفلت يدي بل واصلت بث الدفئ فيها و هذا هدئني قليلا و جعلني أتبعها إلى غرفة الطبيب حيث إما سأخرج باكية على حالي أو سأخرج شاكرة الله
دلفنا الغرفة بعد طرق الباب من باب الأدب لأرى رجلاً في العقد الخامس من عمره و قد كسى الشيب شعره و اللحية الطفيفة التي أنماها يرتدي رداء الأطباء الأبيض ، قابلنا بإبتسامة رسمية و طلب منا الجلوس على الكرسي ريثما ينتهي من قراءة التقرير الذي به حالتي الصحية ،فقد قمت بصورة لعيني قبل أن أتوجه له
لم يتأخر كثيراً بل في بضع دقائق لربما لا تتجاوز الخمس كان قد أنهى قراءة ما أمامه و من ثم طلب مني الذهاب و الإتكاء على السرير الذي يشابه ما يمتلكه أطباء الأسنان
قرع قوي ما بين أضلعي، و إرتعاش في ساقاي ،حيث بالكاد إستطعت أن أذهب و أجلس دون أن أسقط أرضاً ، هذا كان حالي و أنا أتوجه إلى حيث طلب مني الطبيب
جلست و قد جف حلقي لخوفي ، بدأ يقوم ببعض الفحوصات دون أي تعابير على وجهه قد تجعلني أستنتج حالتي
إبتعد عني و ذهب إلى مكتبه مجددا جالسا عليه لأتبعه أنا و أجلس بجانب أمي التي و بالرغم من تماسكها سابقاً إلا أنها على شفير الإنهيار الآن
حمل الطبيب الصورة في يده مجدداً و أخذ يتمعن فيها جيداً و بكل تركيز
أنزل الصورة من يده و ولى إهتمامه لنا ، فقرع قلبي مجدداً
" لقد قرءة جيداً التقرير التي جلبته لي الممرضة كذلك نظرت إلى الصورة التي قامت بها إبنتكِ ، و حسب ما رأيت .. "
نطق الطبيب و ما شعرت بالرعب و الخوف يوماً كما شعرت الآن ، بدا كل شئ بطيئ للغاية ، كلمات الطبيب ..
نظرات أمي ..
صوت الهاتف الذي من المؤكد أنه والدي الذي ما إستطاع التغيب عن العمل ..
و أنا التي بدأت أشعر بالدوار ..
" كما تعلمون أن مرض إعتلال ليبر العصبي الوراثي ينتقل من الأم و بنسبة كبيرة تؤكد إصابة الإبن .. "
قال ممهداً و لكني لم أستطع إستيعاب كلماته خوفا على نفسي
" و لكن .. "
أكمل ليرفع كل مني و أمي أنظارنا إليه بعدما تلبس كلانا الجزع
" يبدو أن إبنتكِ الأنسة إيلينا من الحالات الشاذة لهذا المرض ، فهي بصحة جيدة تماماً .."
قاطعت والدتي كلمات الطبيب بنهوضها الذي فاجئنا كذلك الضحكات العالية التي غادرت ثغرها الذي غطته بكف يدها غير مصدقة ،و قد إمتلئت عيناها بالدموع
أما عني فلازلت أستوعب كلمات الطبيب بشرود قد قطعته لي والدتي للمرة الثانية بجذبها لي نحو صدرها و عصري -حرفياً- بيدها تعانقني بقوة و الشهقات أخذت تغادر ثغرها جاعلت من كلماتها متقطعة
" لقد كنت خائفة .. بل مرتعبة .. لقد كنت أموت و أنا أشهدك تعيشين ذات ما عشته سابقاً .. خفت أن تذبلي إن تم تشخيصك بالمرض .. خفت أن تلوميني أني السبب في نقل هذا المرض لكِ .. أنا أسفة لأن لديك والدة مثلي "
صدمت لكلماتها فما كنت أتوقع أنها تشعر هكذا تجاهي، كل ما ظننته أنها تشعر بالأسف و الشفقة علي فحسب ، و لكن على ما يبدو كنت مخطئة تماماً
توترت و لم أعرف ماذا أفعل و هي منهارة هكذا في حضني ، وخزت ألم أصابة قلبي و أنا أشهدها بهذا الحال بعدما ظننت أنها أقوى شخص قد أراه في حياتي ، فثبوتها و نظراتها الواثقة و تخطيها لصعاب بسرعة و بدون تأثر جعلني أعتقد هذا
بتردد إرتفعت يدي و ضممتها أنا الأخرى نحوي و بدون شعور مني وجدتني أبادلها البكاء أيضاً
لقد كانت أصعب فترة أمر بها في حياتي
•••
عدنا إلى المنزل بوجه مبتل بالدموع و أعين منتفحة لبكائنا و إبتسامة عريضة في وجوهنا
تفاجئنا حينما وجدنا والدي يمشي ذهاباً و إيابا في غرفة الجلوس لتسأله والدتي
" جونغ جو ! ما الذي تفعله هنا ! ألا يفترض بك أن تكون في المكتب الآن ؟! "
أدار والدي رأسه لنا و قد بدى و كأنه إنتبه إلى وجودنا لتو بسبب إتساع عيناه فور لمحنا ، إتجه نحونا بخطوات سريعة و توقف أمامنا بينما يمرر نظراته على وجوهنا و بتردد سأل
" ما الذي قاله الطبيب ؟ "
إبتسمت له والدتي تطمئنه بإبتسامتها قبل أن تفعل بحديثها
" لقد قال أنها بصحة جيدة "
أخرج زفرة من ثغره كمن بقي كاتما أنفاسه لفترة طويلة ، و فاجئني هو كذلك بالتوجه لي و ضمي إلى حضنه يربت على ظهري و رأسي بلطف متمتما بينه و بين نفسه غير أنها وصلت إلى مسامعي لشدة قربنا
" سعيد أنكِ بخير .. إرتاح قلبي الآن "
إبتعد عني و رسم إبتسامة على ثغره ، لقد كان من النادر أن يضحك والدي أو يبتسم فهو شخص جدي للغاية، و لكن رؤية أنه يرسمها لأجلي جعلتني أسعد و بدون شعور مني كنت قد بادلته ذات الإبتسامة
ليلتها مرحت كثيرا أنا و عائلتي و رأيت جوانب لم أرها فيهم من قبل ، ضحكنا و شاهدنا الأفلام كما أننا لعبنا بعض الألعاب العائلية
و هكذا تحول أسوء أيام حياتي إلى أجملها.
حل منتصف الليل و قد شعر الكل بالإرهاق و النعاس لذا ذهب كل منا إلى غرفته ليخلد لنوم
وضعت رأسي على السرير بدون أن أمحي إبتسامتي، و كنت على وشك الخلود إلى النوم غير أني تذكرت شيئاً
جونغكوك ! لقد نسيته تماماً !
لقد وصاني مرارا و تكرارا أن أراسله فور خروج النتيجة غير أني نسيت لسعادتي و إنشغالي مع والداي
أخرجت هاتفي و نظرة إلى الساعة بتردد ، لقد كانت منتصف الليل و عشر دقائق ، أسيكون مستيقظا الآن ؟!
بتردد أكبر دخلت إلى الرسائل و سجلت رقمه ، لابأس إن كان نائما سيراها صباحا فأنا لن أذهب غدا إلى المدرسة كما أخبراني والداي، فأبي قد أخذ إجازة و يود إصطحابنا في رحلة
{ مرحباً جونغك| }
حذفت ما كتبته فلا أود منه أن يوبخني لأني تحدثت معه بغير رسمية
{ مرحبا أستاذ جونغكوك هذه أنا إيلينا ، أعتذر لكوني متأخرة و لكني أرسلت لك هذه الرسالة لطمئنتك أني بخير ، شكرا لقلقك و إهتمامك❤ }
هل القلب مبالغ به ؟
ااه كلا إنه ليس كذلك ليس و كأنه لا يعلم أني أحبه !
وضعت هاتفي جانبا و إستلقيت على السرير مغمضة عيوني ، لم يمر الكثير حتى صدر صوت من هاتفي لأقطب حاجباي و أمسكه فأتفاجئ برد جونغكوك
{ حقاً ! هذا رائع ! ألم أخبرك أنك ستكونين بخير }
إبتسمت و أخذت أنقر على الأحرف في الهاتف
{ أجل ، شكرا لك على هذا لقد جعلتني أشعر بالتحسن حقا }
لم تمر دقيقة حتى وصلني رده
{ سعيد أني جعلتك تشعرين بذلك ^^ }
لم أستطع لجم قهقهة على التعبير الذي أرسله لي و الذي وجدته في غاية الظرافة
{ و لكن لما لاتزال مستيقظاً إلى الآن ؟ ظننتك شخصاً ينام في التاسعة }
{ التاسعة ! هذا مبالغ فيه
ميعاد نومي يكون في العاشرة أو العاشرة و النصف عادة }
{ إذن يفترض بك أن تكون نائما الآن .. ؟ }
{ امم .. لم أشعر بالنعاس اليوم هذا كل ما في الأمر .. }
{ أوه حسنا إذن }
{ ماذا عنكِ ؟ لما لاتزالين مستيقظت إلى الأن ؟ }
{ أنا أسهر عادة إلى هذه الساعة و لكن اليوم بقيت أدردش و أمرح مع عائلتي }
{ هذا جميل علاقتك تحسنت معهم }
أيحاول إغضابي أم ماذا !! ما الذي يقصده بكلامه !
{ لقد أخبرتك سابقا أن علاقتي معهم لم تكن سيئة !! }
{ حسناً ، أنا لم أقصد تكذيبك و لكني فقط سعيد لأجلك .. }
إحم .. لم أتوقع هذا
{ أوه أعتذر و شكراً }
{ لابأس }
{ بالمناسبة أنا لن أتي غداً }
{ ماذا ! لماذا ؟! هل أنتِ بخير ؟! }
ما خطبه ؟ هل الفضائيون اللذين إعتقدت سابقاً أنهم قاموا بخطف والداي هم قد قاموا في الحقيقة بخطف جونغكوك ؟!!
{ أنا بخير ! الأمر أن والدي قد إقترح أن نذهب للبحر غداً بما أن الصيف قد حل }
{ أوه .. هذا رائع ! إلى أي شاطئ ستذهبون ؟ }
{ لا أعلم و لكني أظن أننا سنذهب للقريب من المدينة فلا نتمتلك الكثير من الوقت لنذهب إلى أخر بعيد }
{ أوه ذاك ! إنه جميل للغاية أنصحكم بالذهاب إليه }
ما إن أرسل لي الرسالة حتى خطرت ببالي فكرة شيطانية جعلتني أضحك بشر
{ لقد قال جيمين ذات الشئ ، أظننا سنذهب إليه إذن }
{ جيمين ؟ أهو أخوكِ ؟ }
{ كلا بل صديقي و شريكي في الرقص في الصالة ، لقد نسيت أن أخبرك أنه سيذهب معنا ، سنستمتع كثيراً أنا متحمسة للغاية ! }
{ هممم رائع أجل }
{ تصبح على خير الأن علي أن أستفيق باكراً لتجهيز نفسي ، أراك بعد غد }
{ تصبحين على خير }
حرفيا بالكاد أتمالك نفسي و لا أنفجر ضحكاً
أنا حقاً أحب عقلي !!
•
•
الأسئلة :
رأيكم في البارت ؟
إيلينا و هي عم تستنى النتيجة ؟
كنتو متوقعين تكون مريضة أم لا ؟
ردة فعل الأم لما طلعت النتيجة ؟
ردة فعل الأب ؟
ردة فعل إيلينا ؟
جونغكوك ؟
إيلينا و خطتها😂؟
توقعاتكم للبارت الجاي ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top