23

وجهة نظر إيلينا؛

حينما تحدث والدي مخبراً إياي عن السر الذي خبئاه عنِّـي و الذي ما توقعت أن يكون وقعه علي بهذه القوة و القسوة

ما رددت الفعل و ما تفوهت بحرف بل تجمدت في مكاني أناظرهم عسى أن يكون ما دخل إلى أذناي كان كذباً

لم أشعر بشئ ، نسيت حتى أنهم أمامي و القلق ينهشهم علي ، لم أعد أرى أي شئ أمامي فقد شرد بي عقلي و تسارعت نبضات قلبي كذلك أنفاسي بسبب الخوف الذي قيد أضلعي

إنتفظت بخفة حينما خرجت من دوامة أفكاري بسبب صوت والدتي القلق الذي يسألني عما إذا كنت بخير ، لا أعتقد أن هذا سؤالا تستطيع طرحه على شخص قد أخبرته منذ دقائق أنه سيفقد بصره إلى الأبد و في غضون أشهر أو أسابيع قليلة

قدماي أخذت تقودني نحو غرفتي بدون أي ملامح تقرأ على وجهي ، أذناي إلتقطت صوت والدي الذي يخبر والدتي أن تدعني قليلاً بمفردي كي أستوعب ما قد ألقياه على مسامعي فعلى ما يبدو أنها كانت ستلحقني

أغلقت باب غرفتي بهدوء و توجهت إلى السرير ألقي عليه جسدي و أوجه نظري نحو السقف أفكر حد الشرود

الكثير يجول بداخلي حاليا ، الخوف ، القلق ، و الكثير من المشاعر الغير المفهومة و الغير محببة

أول ما جال في بالي حينها هو شغفي ، الرقص
لن أستطيع الرقص مجدداً إذ ما فقدت بصري ..
بعد كل هذه المحاولات لدخول إلى مدرسة الرقص التي لطالما حلمت بالإنظمام إليها و بعد كل هذا التدريب الذي أرهق كل عضلة في جسدي

أغلقت عيناي في محاولة لأنعم بقليل من الراحة فأنا لتوي عدت من الرحلة ، و لكن سرعان ما فتحت عيوني بهلع

لقد شعرت بالخوف الشديد حينما أغمضت عيوني و ما رأيت سوى الظلام ، أهذا ما سأراه إلى أخر رمق في حياتي ؟!

لا أريد أن أبكي و لا أشعر أني أستطيع أن أفعل ، أشعر بالخمول فجأة و أني أريد أن أبقى في السرير إلى .. الأبد ربما ؟

بقيت على تلك الوضعية أتقلب طوال الليل بدون أن تغفى جفوني ، أتتني والدتي و طلبت مني أن أنزل إلى الأكل ، و لكني تجاهلتها ، حاولت معي كثيرا و أخبرتني أنها ستجلب لي الطعام إلى السرير إذ ما أردت و لكنني ما رددت عليها

أعلم أنها تشعر بالذنب الشديد تجاهي و هذا ما يفسر حزنها الغير مفسر في الأيام السابقة الأخيرة ، و لكني جدياً لا طاقة لي حتى لأراعيها

أخبرتني حينها أنها تركت لي حصتي من الطعام في الثلاجة إذ ما إجتاحني الجوع ليلاً و ذهبت تاركت إياي وحدي مجدداً ، لا أشعر بالجوع و لا أعتقد أني سأشعر لاحقاً

مضت الليلة هكذا بدون أن أغفى ، فقط أفكر فيما يجعلني أكتئب أكثر دون شعور مني

صباحاً ما كنت للحقيقة سأذهب للمدرسة و ما أتت والدتي لتوقظني كما هو الحال دائماً لأتجهز لذهاب ، و لكني أردت على الأقل أن أذهب و أقابل أصدقائي عسى أن يقلل هذا من هذا الشعور الخانق الذي لازمني

إرتديت ملابسي و لكنني و على غير العادة لم أضع أي من مساحيق التجميل و لم أهتم كثيراً بتصفيف شعري فقط قمت بتسريحه و تركه منسدلاً

حملت حقيبتي و نزلت إلى الأسفل فقابلني والداي الجالسان على طاولة الفطور في المطبخ و كل منهما يحملان كوب قهوة ما كان البخار يتصاعد منه يناظرانه بشرود، و على ما يبدو أنه قد مرة مدة طويلة و هما على تلك الحالة

أبي هو من إستدار نحوي و لمحني فإتسعت عيناه و كأن هذا قد كان من أخر توقعاته ، إستدارت لي أمي كذلك ما إن لاحظت نظراته لتتسع عيناها هي الأخرى و قد لاحظت لمعة السعادة التي إرتسمت بهما

بحماس كانت قد إستقامت من مكانها و أردفت و هي تتجه نحو الثلاجة مخاطبة إياي
" إيلينا عزيزتي تعالي و إجلسي سأجهز لكِ الفطور الذي تحبينه بسرعة "

" لا داعي لقد تأخرت عن المدرسة كما أني لست جائعة "
أجبته بهدوء و بدون أن أترك لها فرصة الرد خرجت من المنزل ، أعلم أنها تحاول بجد لجعلي أتحسن و لكن حاليا أفضل الإختلاء بنفسي عنهما قليلاً ، كذبت عن أمر تأخري عن المدرسة فقد خرجت أبكر مما إعتدت عليه سابقاً

وصلت للمدرسة بسرعة فقد كان ذهني شارداً طوال الطريق و على عكس ما إعتدت كانت المدرسة هادئة لقلة الطلاب المتواجدين ، توجهت نحو فصلي و حينما ما وجدت أحد إخترت أحد الكراسي من الخلف لأضع رأسي على الطاولة و أغمض عيوني أحضى ببعض النوم الذي لم أحصل عليه طوال الليلة الماضية

•••

" فلنكمل ما لم نكمله سابقاً "
أخبرت جونغكوك و على ثغري إبتسامة لعوبة أقترب نحوه أنتهك المسافة بيننا ، فهو قد إنتهكها سابقاً على أي حال

إضطربت ملامح وجهه و قد إمتزجت ما بين التوتر و التفاجئ ، و لكن هذا لم يجعلني أمحي إبتسامتي حتى عندما حاول جاهداً رسم الحزم على وجهه - و الذي جعله مضحكا أكثر - و دفعني بخفة بعيداً عنه و حادثني بينما قد رمش أربعين مرة تقريبا في الدقيقة
" ما الذي تفعلينه أيتها الطالبة ! أولم نتفق على أن لا تعيدي هذه الأفعال سابقاً ! "

لم أستطع لجم ضحكتي عن الخروج و أنا أجيبه
" أولست أنت يا أستاذي من خرق هذا الإتفاق أولا ؟ فما المشكلة أن أخرقه قليلاً أنا الأخرى ؟! "

تفاحة أدم التي في رقبته أخذت بالإرتفاع و النزول فعلى ما يبدو أن كلماتي الصادقة قد وترته و ما وجد شيئاً يرد به علي

و لكن لحسن حظه و سوء حظي قد رن الجرس معلنا عن بداية الحصة القادمة و هذا ما جعله يستعيد شتات نفسه و يردف
" لقد رن الجرس هيا بسرعة إذهبي و إلا تأخرتي "

تعالت قهقهاتي و أنا أومئ له بينما أغادر الفصل ملوحة له بيداي ، ما كنت أتوقع أن قدومي و رؤيته قد يجعلني أشعر بالتحسن لهذه الدرجة خاصة كلمته المواسية لي و التي جعلت من خفقات قلبي تتعالى و لكن بطريقة محببة هذه المرة ، لا أود التفكير كثيراً بشأن فعلته الأخيرة فلا أريد أن أتوقع الكثير فتخيب توقعاتي لاحقاً ، فأتألم

و لكن لم يغب عني حديثه عن تلك العجوزة السافلة و عن ما ألقته من كذب عني ، ما وددت أن أرد الفعل أمامه فتتشوه سمعتي أمامه من الشتائم البذيئة التي سألقيها عليها

ما توقعت أبدا أن تجرء و تقوم بمثل هكذا فعل حقير ، و ما يجعلني أغضب أكثر أن خطتها في إبعاده عني كانت ناجحة عكس خطتي التي لم تنجح كثيراً

و لكني لن أرحمها هذه المرة ، لقد كنت لطيفة جدا و متساهلة للغاية معها و لكن هذه المرة سأريها وجهي الحقيقي و الذي ستتضرع للإله لاحقاً أن لا تراه ثانية

الحصة القادمة هي حصة العلوم أي حصة تلك العجوز البشعة التي تحاول إغراء رجلي بقوامها المترهل

أفقدت عقلها في أحد مكبات النفيات أم ماذا !؟

من سرغب برؤية جسدها البشع لتغتصب به أعيننا بجعلنا نرى مؤخرتها و صدرها الغير موجودين حتى !

جهزت خطة لها بالفعل سأنفذها ما إن أدخل للحصة ، سأجعل شيطاني فخوراً بي

دلفت إلى الفصل و لحسن الحظ لم يتواجد أحد بعد فجهزت الموقع جيداً و جلست على كرسيي ببراءة أنظر إلى التلاميذ الدالفين و أدردش معهم قليلاً كي أبعد أي شكوك ستتوجه نحوي

دلفت تلك العجوز أخيرا و ما ظننت يوما أني سأشعر بالسعادة لرؤيتها، و كما هي العادة تتنافس مع نفسها كل يوم في أي الفساتين تظهر مؤخرتها أكثر

قلبت عيوني المسكينة لإضطرارها لمشاهدة هكذا منظر تشمئز له النفوس ، و لكنها سرعان ما تغيرت إلى أخرى تتقد حماساً لما سيحدث لاحقاً

كانت تلك العجوز قد جلست بالفعل على الكرسي و في كل حين توجه لي نظرة إستحقار - جرحت مشاعري حقاً -

من جيب سترتي أخرجت الجهاز الذي يحمل زرين ، حاولت لجم ضحكتي الشريرة من الخروج و لحسن الحظ نجحت ، وجهت نظري إلى تلك الكلاب - التلاميذ - التي يسيل لعابها و هم ينظرون إلى فخذها العاري و الذي زاد عريه كونها وضعت قدماً فوق الأخرى

بكل سعادة و شماتة ضغطت على الزر الأول ليخرج صوت من الجهاز الوضعته تحت كرسيها و يجعل من الصمت يعم في الصف بعدما كانت ثرثرات تلك العجوز تملئه

قطبت حاجبيها بتعجب و لصوت و لأنظار التلاميذ التي ترمقها بدون ملامح تقرأ ، كبت ضحكتي و ضغطت على الزر مجدداً و الذي كان يخرج صوت إطلاق ريح لتتسع أعين التلاميذ و يحاول بعضهم مسك ضحكته أما تلك العجوز فقد أخذ بعض الحرج ينتابها

و لأن ' البعض ' لا يكفيني لإشفاء غليلي ،ضغطت على الزر الثاني و الأول معاً ليخرجاً صوتاً و رائحة نتنة أخذت بالإنتشار في الجو ، و لشدة سوء الرائحة أخذ التلاميذ يغلقون أنوفهم و يرمقون العجوز بغير تصديق و إنزعاج

توترت لنظراتهم اللائمة و التي ألصقت التهمة عليها، فحاولت التفسير غير أني قاطعتها مدعية الإنزعاج
" أستاذة ! لقد كان عليك فقط الخروج و فعلها بالخارج ! لما تجعليننا نستنشق رائحة إطلاقكِ لـ الريح !! "

أخذ جزء كبير من الصف يوافقني و ينظر إلى الأستاذة بإنزعاج أما الجزء الأخر فقد هرعوا لفتح النوافذ و تنفس هواء نقي - أجل الرائحة بهذا السوء -

حاولت تلك العجوز نفي التهمة التي أدينة بها و لكن لا أحد صدقها، حتى بعض أؤلائك الكلاب قد أخذوا يرمقونها بإشمئزاز
و لكن صراحة هذا لم يكفيني أبداً لازلت أشعر بالغيض و الغضب منها

لذا و ما إن رن الجرس معلناً عن نهاية الحصة ليخرج التلاميذ من الصف و بعضهم يرمقونها بتقزز و إنزعاج، لتخرج هي الأخرى، و لكن قبل أن تفعل قمت بمد قدمي أمامها بدون أن تنتبه لتتعثر بسببها،و لكونها كانت ترتدي كعباً عالياً أخذت من الأرض سريراً لها لتفترش عليه أمام كل أؤلائك التلاميذ و الأساتذة الذين صدموا لمنظرها أرضاً ،فهي و لقصر تنورتها قد ظهر لباسها الداخلي ذو اللون الأصفر الفاقع

بدت و كأنها تتمنى أن تنشق الأرض و تبتلعها لشدة إحراجها، فقد كانت تحاول الوقوف غير أن كعبها الذي كسر قد كان يمنعها ،و لكوني شخصاً في غاية اللطف مدت لها يدي كي أساعدها على وقوف ، حين رفعت رأسها و شاهدتني أمامها بتلك البسمة البريئة على وجهي، إرتسم الإمتعاض على وجهها و قد كانت على وشك رفض طلبي اللطيف غير أنها و للأسف تحتاج مساعدتي حالياً لذا تنهدت و مدت يدها لي كي أساعدها

حاولت الوقوف بذاك الكعب المكسور بينما تستند علي و قد كانت على وشك الإستقامة غير أنه و فجأة - ليس حقا - إجتاحني ألم في يدي التي تمسكها لذا أفلتها بسرعة لتفترش على الأرض ثانية و مع ألام ظهر هذه المرة

و لكوني و للمرة الألف أخبركم أني شخص لطيف و مراعي ،كنت قد ساعدتها في حمل بعض أدوات المخبر، و بما أنها قد وقعت و أنا تفاجئة سقط من يدي الثانية محلول كميائي عليها لا علم لي بإسمه كوني لست من محبي العلوم ،و لكني أعلم أنه ذات المحلول الذي نستعمله كي نضع فيه الحيوانات الميتت كي لا تتحلل و هذا ما يفسر وجود ضفدعة على رأسها بينما هي تصرخ بغضب

و بما أنني حزنت للغاية و قلبي قد فطر لكلامها الجارح إستدرت و ذهبت تاركت إياها خلفي بينما أخطط أنا و شيطاني لمقالب أخرى

توقفت فور لمحي لجونغكوك أمامي مشغولا بالأوراق التي في يده بينما يسير ، إبتسامة أرتسمت على ثغري حينما توجهت و وقفت أمامه أقاطع طريقه فرفع عيناه بإنزعاج في بادء الأمر غير أنها أستبدلت بالتفاجئ حينما حطت عيونه السوداء علي

كان على وشك أن يتخطاني غير أني أمسكت يده و منعته لأقف أمامه مجدداً و قد أرتسم كل من الجدية و الإستهزاء على وجهي
" هل كنت تتجنبني طوال تلك الفترة فقط بسبب كذبة ألقتها عليك تلك السوجين ؟! "

" لازلت لست متأكداً إذ ما ألقته على مسامعي كذباً كما تقولين فلما قد تفعل شيئا كهذا "
أجابني بهدوء غير أن أعصابي ثارت
أهذا السافل يصدق تلك السافلة و يكذبني !!

" ربما لأنه و مثلا هي و كما يعلم الكل معجبة بك و لأنها بدأت تشعر بالخطر و الغيرة من حومي حولك تخلصت مني ، و لكن إن كنت لازلت متشبثاً برأيك بأني أفضل مواعدة كبار السن علي أن أثبت لك العكس ؟ "

إمتلئ الإستغراب و الحيرة وجهه لينطق مجيباً إياي
" ماذا ؟! "

" أعلي أن أتصل بأحبائي السابقين و أوريهم لك ؟ "
تجاهلت سؤاله و إدعيت أني أخاطب نفسي

" ما الذي تقولينه !!؟ "
سأل للمرة الثانية و لكن بإنزعاج هذه المرة

" أم علي أن أواعد فتى من عمري كي تصدق ؟ "
واصلت تجاهله و أكملت حواري المزيف مع نفسي تحت مسامعه

" الأخيرة تبدو فكرة جيدة ! "
صفقت لنفسي كأني وجدت الحل و أنا أشعر بنظراته باتت تحرقني

كنت على وشك الذهاب و تركه بحنقه غير أن رسالة قد وردتني على هاتفي جعلتني أنتظر قليلاً قبل أن أذهب، لأفتحها بينما أحاول لجم ضحكتي ، و قد نجحت ، و لكن ليس لأنني حاولت بل لما قرأته عيوني

« عزيزتي إيلينا يجب علينا اليوم أن نذهب إلى العيادة كي نقوم بالفحوصات و نتأكد من سلامتك ، لا تخافي و تذكري أن هنالك نسبة بأن لا تكوني مصابة »






فقرة التعرف : أسألوني أي شيء بيخطر على بالكم💖

الأسئلة :

رأيكم في البارت ؟

والدين إيلينا ؟

إنتقام إيلينا ؟ - أنا عنجد ما بعرف كتير عن العلوم بس خبروني إذا عنجد هداك السائل ريحته سيئة أو لا عشان أصحح غلطي -

الأستاذة سوجين ؟

جونغكوك ؟

إيلينا ؟

توقعاتكم للبارت القادم ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top