16

وجهة نظر إيلينا؛


« رقصكم رائع! بل مذهل في الحقيقة!
ولكن يا سينيورا إيلينا هذه ليست مسابقة لرقص الثنائي، لم يكن هناك داعي لأن يشاركك السينيور جيمين الرقص!

على أي حال لقد إتخذت أنا و باقي المدربين القرار و هو كالآتي .. »

أخذتُ أبتلع ريقي للمرة الألف منذ وقوفي أمامهم بينما ألم قد هجم معدتي لشدة توتري

أظنني سأذهب إلى المرحاض..

شعرت بكف جيمين التي على خاصتي تضغط علي بلطف لأستدير له مقطبة الحاجبين، فأجده يرسل لي إبتسامة صغيرة محاولاً بث الطمئنينة في قلبي

هذا الفتى حقًا..!

«مبارك لكِ لقد تم قبولكِ بيننا »

لحظة.. ماذا!!!

إستدرت وقد خرجت شهقة طويلة من ثغري نحو المدرب الأجنبي، بينما هو يطالعني ببإبتسامة هادئة

ساقاي ترتعشان تنذر لي بسقوطِ لشدة سعادتي

عقلي لازال يحلل الأمر و لا يصدق ما سمعته للتو

«رغم أنكما قد خالفتما أحد القوانين والتي تنص على أن رقصات المتسابقين وجب أن تكون فردية ولكن..

لا أستطيع التفريط بفتاة موهوبة مثلك، حركاتك المتقنة والسريعة كانت مبهرة للغاية! لقد بدوتِي كالمحترفين تماما!. »

أكمل ذاك الأجنبي ذو الأعين العسلية مدحه لي بينما أنا لاأزال كالتمثال أقف فارهة الفاه.

لم أخذ ثواني عديدة لأقفز وأصرخ بسعادة جاعلت من هم حولي يضحكون، ولكن واللعنة أنا لا أهتم!

كان جيمين الذي بجانبي يقهقه هو الأخر حتى تقوسة عينيه، لأقفز في حضنه بسعادة جاعلت منه يتراجع عدة خطوات بتفاجئ، غير أنه لم يفلت من عناقي القوي كوني كنت أتشبث به كالقرود، وأخذت أصرخ بصوت عالي بأشكار لهُ.

نزلت من على حضنه لأتفاجئ بتجمده وأعينه التي تنظر بتيه، إضافة إلى الإحمرار الذي أصاب أذنيه والقليل من خديه.

مررت يدي أمام وجهه بعدما أصابتني الريبة لحاله، رمش هو قليلاً ما إن عاد إلى عالم الواقعي ليتقهقر إلى الخلف تاركًا مسافة بيننا.

لم أهتم للأمر كثيرًا فسعادتي قد غطت على أي مشاعر أخرى.

أكملت إحتفالي وشكرتُ المُدَرِبين والمُتدربين الذين هنئوني وأشادوا برقصتي مع جيمين.

طلبت مني الفتاة التي قابلتها سابقًا أن أذهب معها كي أقوم بملئ إستمارة قبولي لأتبعها برحابة صدر بعد أن إستدرت إلى جيمين لألوح له وعلى ثغري إبتسامة واسعة، غير أنه قد بدى غريبًا نوعا ما..

رفع يده ليودعني هو الأخر، ولكن الملامح التي رسمت على وجهه لم أستطع تفسيرها.

هززت رأسي أبعد أفكاري عنه، لأولي إنتباهي للفتاة بجانبي والتي أخبرتني أنها تدعى يونا.

أخذت يونا تخبرني بقوانين الصالة بينما نحن متوجهون إلى مكتبها، كعدم التأخر وعدم التواقح مع المدربين أو شن شجارات مع المتدربين..

أخبرتني كذلك أنها ستعطيني جدول تدريباتي والذي سيتماشى مع أيام دراستي.

شكرتها على كل شئ ما إن إنتهيت من ملئ الإستمارة وأخذت جدولي لأجد أن أول تدريب لي سيكون في الغد.

خرجت من مكتبها وأنا أنظر للجدول في يدي بسعادة بالغة، لأصتدم بـجيمين أمامي متكئًا على الحائط ينظر إلى اللاشئ وقد بدى على ملامحه الشرود.

توجهت له ببإبتسامتي الواسعة لأقف أمامه جاعلة منه يستفيق من شروده وأتكلم بحماس.

« جيمين أخبرني هل أنت مشغول الآن؟ أرغب في إصطحابك إلى أحد المقاهي كشكر على ما فعلته لي، ولا تقلق أنا التي سأدفع فـ صديقتك ثرية الآن!. »

مزحة معه في أخر كلامي، غير أنه وعلى غير العادة لم يتفاعل معي بل بدى وكأنه أرغم الإبتسامة لتزرع على ثغره، وأجابني بنبرة هادئة لم أعتدها من شخصه الخجول.

« أسف إيلينا ولكن للأسف أمتلك تدريباً الآن، ربما في المرة القادمة.. »

قلقٌ داهم قلبي لحالته  وكدت أستفسره إذ ما كانت لديه مشكلة، غير أنه سبقني بإستداره والدخول إلى الباب الذي كان بجانب الحائط الذي يتكئ عليه.

حقاً ما خطبه؟!

تنهيدة خرجت من ثغري لأستدير وأرحل أنا الأخرى، ولكني توجهت إلى إحدى محلات المرطبات أشتري بعض أنواع الكعك لي كهدية لفوزي.

دلفت المنزل بهدوء كوني أحمل مفتاح الباب معي لذا لم أضطر لطرقه، وضعت حقيبتي على طاولة موجودة في ركن مدخل الباب وأخذت أبحث بعيناي عن والداي.

سمعت بعض الأحاديث الغير مفهومة من غرفة المعيشة لأتوجه نحوها.

وجدت والداي يجلسان أمام بعضيهما و قد بدى وكأنهما يتجادلان.

تقدمت نحوهما أكثر لينتبها لي وينظران لي بتفاجئ وبعض..القلق؟

توجهت إليهما والريبة تملئ ملامحي لأجلس على أحد الأرائك التي تقابلهما، لتسأل والدتي بينما قد علت وجهها إبتسامة مرتبكة.

« إيلينا بنيتي أين كنتِ؟. »

بنيتي..؟!.

رفعت حاجبي أظهر لها كم أنني مرتابة حيالهما، خاصة للإبتسامة التي يضعها والدي على شفتيه.

أيحاول صنع إبتسامة لطيفة؟

يا رجل إنها أقرب إلى أن تكون إبتسامة سادي سيستمتع بقتلي بأكثر الطرق رعبًا وتقززًا!!.

قشعريرة سارت على جسدي حينما فكرت بهذا جعلت مني أحتضن جسدي.

« لقد خرجت أتنزه قليلاً و في طريقي توجهت نحو محل الحلويات لأشتري لنا بعض الكعك ، هذا كل شيء. »

أجبت والدتي على سؤالها السابق لتهمهم لي.

حل الصمت قليلاً بيننا ليكسره والدي بما جعلني أسقط أغلى ما عندي في هذه الدنيا - هاتفي - على الأرضية لشدة صعقي

« صغيرتي تعالي وإجلسي بجانب والدكِ.»

قال بإبتسامته تلك التي تثير الرعب، بينما يربت على المكان بجانبه

رمشت بغير تصديق عسى أن يكون وهما، فتحت فاهي ببلاهة و وجهت نظري إلى والدتي لأجدها تدير عينيها بملل.

كأنها لا تحب ما يحصل الآن..

نظرت إلى والدي الذي كان لايزال يحمل تلك الإبتسامة بينما يده الأخرى موضوعة على البقعة بجانبه

بتردد ملحوظ للكل حملت جسدي و وضعته بجانبه ليقهقه والدي بخفة

وضع يده على كتفي جاذبًا إياي نحوه وجاعلاً مني أحبس أنفاسي بتفاجئ يتخلله ذعر لما يحدث

صمت حل للمرة الثانية ولكن هذه المرة أنا التي كسرته بعد أن مللتُ هذا الوضع الذي يجلب الريبة.

« هل أنا الوحيدة التي تشعر بهذا؟ »

« ما الذس تقصدينهُ تحديدًا؟. »

أجابتني والدتي

«أعنِي..هذا الجو الذي..لا أعلم!

ولكنه حقًا ليس مريحًا! تصرفاتكما غريبة للغاية! إن كان هناك شئ فمن الأفضل أن تخبراني به الآن!. »

صمتت والدتي لما قلت وأشاحت عينيها ترفض النظر نحوي والإرتباك قد كان بادي على تصرفاتها.

هذا يجعلني أتأكد من صحة شعوري، هناك شئ مريب يدور في هذا المنزل وأنا لن أتحرك من مكاني إلا بعد أن أعرف ماهو!!.

تنهيدة كسرت هذا الصمت وقد خرجت من ثغر والدي الذي بجانبي.

أبعد يده التي تعانق كتفي ومن ثم نزلت يديه تحتضن كلتا يدي، بدى وكأنه متردد قليلا كون بؤبؤة عينيه تمشي يمينًا وشمالاً.

« أظن أنه الوقت المناسب لتعلمي كل شيء.. »

توتر قد إجتاحني حينما شعرت بجدية كلامه

رأيت الذعر يرتسم على وجه والدتي وقد شعرت بعينيها تنهره عن البوح لي

و هذا جعلني أكثر إصرارًا لمعرفة الأمر، ما جعلني أنطق حاثة إياه.

« أعلم بماذا ؟ »

إبتلع والدي ريقه بصعوبة وهو يمرر نظره بيني وبين أمي كأنما التردد لايزال يجتاحه، وحينما إتخذ قراره أخيرًا نطق.

« إيلينا..»

----

فقرة التعارف : متى إنضممت إلى الواتباد ؟
أنا ك قارءة من 2017
و ك كاتبة من نصف 2019

الأسئلة :

رأيكم في البارت ؟

فوز إيلينا ؟

سبب تصرفات جيمين المريبة حسب رأي إيلينا ؟

شو رح يكون حسب رأيكم جواب أبو إيلينا ؟

توقعاتكم للبارت الجاي ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top