15
وجهة نظر إيلينا:
منذُ أن أتتني الرسالة في الصباح وأنا أضع الموسيقى بصوت عالي يصمُّ الأذان وأرقص
ليس رقص تدريبي إنما رقصة السعادة!.
لا توجد كلمة تصف المشاعر التي هاجمتني حينها، لقد كنتُ متجمدة في مكاني كأحد التماثيل التي توجد في الشارع حتَّى أن الأمر أقلق والدتي التي أتتني وهي تنظر بريبة إلي.
وما كادت تنطق بحرف حتى أخذتُ أقفزُ كالمجنونة وأصرخ عاليًا، حتى أنني أخذتُ أعانق والدتي بينما لا أزال أقفز كالأرانب.
والدتي المسكينة صعقت تمامًا لحالتي حتى أنها أخذت تقيس حرارتي ظنًّا منها أن الحمة أصابتني، وحينما وجدت أن حرارتي طبيعية سألتني عن خطبي.
ولحسن حظي كنت أحتفظ بالقليل من عقلي حينها لأجيبها أن فرقة الأيدولز التي أحبها قد أنزلوا الفيديو الموسيقي الجديد خاصتهم وهو رائع للغاية.
أخذتُ حينها لكمة مؤلمة على مؤخرتي منها وشتمات هدمت كبريائي وكرامتي..
و لكن أتعلمون ماذا!
لم أهتم مطلقًا للأمر بل واصلتُ إحتفالي في غرفتي.
رميتُ بجسدي على السرير بعدما أصاب الإرهاق جسدي وإبتسامتي لم تمحى مطلقًا، بينما أطلع على الرسالة في هاتفي للمرة الـ.. لا أعلم كم! ولكن أظنها قد فاقت الثلاثين بكثير!.
هذا رائعٌ حقًا! لا أصدق أني سأحصل على فرصة ثانية لتحقيق حلمي! أشعر أن ما أعيشهُ الآن ماهو إلا محض حلم وهذا الذي يجعلني أتفقد الرسالة التي وصلتني من قبل إدارة الصالة لأكثر من مرة أتأكد به أن ما أعيشهُ هو الواقع!.
أغمضتُ عيناي وأخذتُ نفسي إلى عالم الخيال لوهلة، تخيلتُ نفسي بفستان راقصات السالسا ذو اللون الأحمر الداكن وكعب عالي ذو لون أسود القاتم في قدمي تاركةً شعري الطويل مفرودًا على ظهري به بعض التموجات التي ما كانت تزيدهُ سوى جمالاً وجاذبيةً.
أقفُ لوحدي في قاعة شديدة الشسوع، رأسٌ مرفوع إلى فوق بثقة وعينان ثاقبتان، هذا كان حالي
يصدرُ صوت موسيقى لتعم أرجاء المكان وأبدأ أنا بالتمايل وتحريك جسدي بكل تناسق وإنسجام مع الموسيقى.
أكمل رقصتي لأقف بصدر يرتفع وينخفض بوتيرة سريعة وأنظر لذاك الجمهور الوهمي الذي أمطرني بالتصفيق والتصفير والورود إضافة إلى الكلمات المنبهرة والمادحة لأنحني أنا لهم بكل هدوء شاكرة إياهم.
قاطع وهمي الجميل سقوطي المفاجئ من على السرير بعدما إستفقت منهُ بهلع إثر تذكري أن المسابقة ستقام اليوم!.
أستقمت بسرعة غير مبالية للألم الطفيف الذي أصاب ظهري ومؤخرتي لأتوجه إلى نحو الحمام أخذ حمامًا صغيرا، ومن ثم أرتدي ملابس عادية تتكون من قميص ذو لون أصفر وسروال جينز به بعض الخدوش وحذاء رياضي حرصة على أن يكون ذو وزن خفيف ليساعدني على الركض للوصول إلى المسابقة بسرعة.
أخذتُ حقيبتي الدراسية لأضع فيها ملابس الرقص وقبل أن أخرج وضعت بعضًا من مساحق التجميل أخفي بها الهالات والإرهاق الذي يملئ وجهي.
أقسم أني سأذيق الويل لمتسببيها!
وضعت أحمر شفاه ذو لون أحمر غير داكن وأحطت الكحل الداكن الذي لا أتخلى عنه حول عيني.
ما إن إنتهيتُ من تجهيز نفسي حتى أخذت قدماي تهرول نازلت إلى الأسفل لأفتح باب الخروج للمنزل بغية الذهاب
« إلى أين أنتِ ذاهبة؟. »
تبًّا!
إستدرتُ ببطئ لأجد والدي الذي يجلس على الأريكة براحة وعيناهُ لا تفارق الصحيفة التي أمامه.
هدئة من روعي للتوتر الذي يجتاحني في كل مرة يقوم فيها بإستجوابي كالمحققين الفدرالين.
بللتُ شفتي بلساني لأجيبه أدعي الثقة كي لا يرى الإرتباك الذي سببه كذبي.
« في الواقع لدي دروس تدارك اليـ.. »
« كاذبة »
قاطعني صوتهُ الهادئ دون يرفع عينيه من الصحيفة حتى.
شعرت بساقاي ترتعدان تهددان بسقوطي في أي لحظة لأسارع بالإرتكاز على الحائط بجانبي.
قهقهة متوترة خرجت من ثغري لأجيبه.
« ما الذي تقوله! لما قد أكذب؟ »
رفع عينيه أخيراً ليطالعني بنظرة خالية من أي تعبير وينبس بنبرة هادئة.
« أنا الذي يجدر به سؤالك عن سبب كذبكِ »
هل عمل والدي قبلاً كمعذب نفسي لدى الشرطة؟.
جديًا وبدون مبالغة أشعر أني قليلا وسأتقيئ لشدة توتري!
حبست أنفاسي حدَّ الإختناق حينما أخذت قدماه تخطو نحوي ببطئ
لما الدنيا تدور هكذا فجأة؟!
وقف أمامي وكان بيني وبينه خطوتين تقريبًا
وضع يدهُ في جيب سرواله ونطق بعدما سكت لفترة طويلة.
« حسنًا لا بأس، تستطعين الذهاب إلى أي مكان تريدينه ولكن لا تتأخري »
لم أخرج من صدمة ما نطق حتى زادني صدمة أخرى حينما أخرج بضع أوراق مالية ومدهم لي
أهذا إختبار أم ماذا؟
عيناي قد ضيِّقت وأخذت أطالعهُ بريبة وشكٍّ.
شهقة خرجت من ثغري حين قام بوضع النقود في يدي بعد أن تجمدة في مكاني، ويداه رببت على رأسي بلطف قبل أن يرحل تاركًا إياي في صدمتي المائة لهذا اليوم.
أقامت المخلوقات الفضائية بإستبدال والدي؟.
إن كان كذلك فعلي أن أشكرهم فهذه النسخة أفضل بكثير من السابقة!
أخذتُ أنظر بحماس للنقود الموضوعة في كفي وأعدها
اللعنة إنها مائتي دولار!!.
أنا ثرية اليوم!!.
خرجت بسرعة من البيت قبل أن يغير قراره ويأتي ليفتك لي نقودي الحبيبة
أخذت سيارة تاكسي لأضمن وصولي السريع بما أنه لدي نقود
وصلت إلى المكان في دقائق وبحماس ولجتُ إلى الداخل
كانت الفخامة كلمة ستظلم ما تراه عيناي لديكور هذا المكان!
ظل فاهي ينبس بعبارات الإعجاب في كل مرة تسقط فيها عيني على شئ رائع، ولا داعي لأن أخبركم عن حالي حينما رأيتُ رفَّ الجوائز الهائل!
لقد أغمي علي دماغيا!!.
« عفوا أيتها الآنسة »
صوتٌ أنثوي رقيق أتاني من الخلف لأستدير نحوه وأجد فتاة تقف وراء مكتب
« نعم؟. »
أجبتها أستفسر عن سبب مناداتي لتجيبني ببإبتسامة عملية لطيفة
« هل أنتِ هنا لتشاهدي متدربيننا أم لتنخرطي معنا في الصالة؟. »
« آه كلا، أنا قد أتيت بناءً على طلب إدارة الصالة فقد قالوا لي أنه سيتم منحي فرصةً ثانية للمشاركة في المسابقة، كوني قد تغيبتُ عنها سابقًا لظروف شخصية.»
ما إن أكملت شرحي لها حتى إتسعت عيناها بإدراك ومن ثم أجابتني.
« أنتِ الآنسة كيم إيلينا إذن! إتبعيني من هنا الحكَّام ينتظرون. »
قالت وهي تشير على أحد القاعات لأتبعها، كنت على وشك الدخول غير أن صوتًا مألوفًا قد ناداني من الخلف.
« إيلينا!. »
إستدرتُ نحوه مقطبة الحاجبين سرعان ما فُكَّ تقطيبها ليحل مكانه التفاجئ حينما لمحت جيمين يلوح لي بلطف وعلى ثغره إبتسامة واسعة.
أخذ خطوات واسعة ليصل لي بسرعة وحينما وقف أمامي قال بسعادة بالغة.
« لقد قلقةُ عليكِ في الأمس حينما لم تحضري خاصة وأنكِ قد أبديتي حماسًا شديدًا أمامي لمشاركتك في المسابقة، ولكني سعدت للغاية حينما وافق المدربون على إعطائك فرصة ثانية!. »
« لحظة .. أتعني أنك من طلبت منهم أن يعطوني فرصة ثانية؟!. »
بتفاجئ وغير تصديق كنتُ قد قلت، ليجيبني هو بينما يحك مؤخرة رأسه بإحراج
« فـ-في الواقع لقد مدحتك في الأمس أمامهم وأخبرتهم أنك رائعة للغاية وتستحقين أن تقدم لك هذه الفرصة، لحسن الحظِ أنهم قد قبلوا. »
هذا الفتى...
هو ملاكي الحارس بالتأكيد!.
كنتُ على وشك القفز عليه وخنقهِ بعناقي إلا أني سمعت صوت الفتاة بجانبي تقهقه وهي تقول.
« حبيبكِ لطيف للغاية! لقد كان البارحة يركض وراء المدربين على الرغم من تجاهلهم له إلى أنه واصل ترجيهم من أجلك!. »
إستدرت بصدمة إلى جيمين الذي تحول إلى كتلة حمراء في مكانه، لأنفجر منتحبة بينما أجذب خدوده بين أصابعي بقوة.
« يا كتلة اللطافة أنت! كيف لك أن تكون بهذه الطيبة والمراعات! ستقتلني لشدة لطفك في أحد الأيام!. »
قلت بينما المسكين يحاول إنقاذ خدوده من أصابعي المعتصرة.
أكملت إنتحابي نحوه لأستدير إلى تلك التي تضع يدها على ذقنها ترمقنا بنظرات غريبة.
« وبالمناسبة، هو ليس حبيبي إنما صديقي! »
صححتُ لها خطأها لأرى عيناها تتسع بتفاجئ ومن ثم تجيبني معتذرة لأومئ لها أنه لابأس.
تأبطتُ يد صديقي المفضل الجديد وجذبته معي إلى داخل القاعة غير مكترثة لصراعه مع خجله، بينما يده المتحررة تمسد خديه بلطف محاولاً إذهاب الألم منهما.
ولم يغب عني تلك النظرة الحانقة اللطيفة التي ألقاها على الفتاة التي وشت به، لتحاول هي كتم ضحكاتها كما هو حالي.
تجمدت أوصالي، وإرتعاد مفاجئ داهم جسدي حينما رأيتُ خمس مدربين يجلسون على كراسيهم منهم بملل والأخر بهدوء حركت نظري قليلا لألمح بعض المتدربين والذي يبدو أنهم قد أتو لمشاهدتي.
بدا وكأن جيمين قد أحس بإرتعادي كون جسدي يلامس خاصته ما جعله يستدير نحوي بقلق ويتسائل إذ ما كنت بخير، لأهمس له كاذبة أني كذلك.
إبتلعت ماء فمي بصعوبة حينما أضطر جيمين أن يبتعد عني لأبقى وحدي في وسط الصالة أتلقى كل تلك النظرات ممن هم حولي.
أنفاسي أخذت بالتسارع وأنا أحاولي تهدئة نفسي حينما طلب مني أحد المدربين أن أعطيهم إسم الأغنية التي سأرقص عليها.
بشفتين مرتعدتين أجبته بخفوت لحسن الحظ إستطاع سماعه.
« Camila Cabello - Havana »
رأيتهُ يومئ لي و يمسك جهاز الموسيقى لتصدع صوت الأغنية في الغرفة، يليها تصفيق المتدربين بحماس
أغمضت عيناي أحاول بث الهدوء لنفسي ومن ثم فتحتها
أحاول تذكر الحركات التي تدربة عليها
ولكن لا شيء ..
أنا متجمدة في مكاني لا أستطيع التحرك وكل ما أستطيع فعله هو سماع صوت الأغنية يتخللها همسات المتدربين فيما بعضهم لوقوفي دون حراك، وإمتلاء عيني بالدموع وأنا أشاهد الغضب مرسوم على وجوه المدربين
أغمضت عيناي مستسلمة فما عاد بإمكاني فعل شيء ولا أن أحظى بفرصة ثالثة.
شهقة خرجت من ثغري حينما شعرت بأنامل دافئة توضع على جلد خصري العاري مسببة بقشعريرة لجسدي.
فتحت عيناي أستكشف الفاعل لأتفاجئ حينما رأيتُ جيمين ببإتسامة صغيرة رسمت على وجهه لأجلي ومن ثم يرسم ملامح لم أرها ترسم على وجهه سابقًا بينما يراقص جسدي على ألحان الموسيقى.
وجوده جلب لي الطمئنينة الشجاعة لقلبي لأبدأ أنا الأخرى بمراقصة جسده بكل إنسيابية وبراعة كأنما قد تدربنا عليها مسبقًا رغم أنها ليست ذات الأغنية التي تدربتُ عليها إنما أغنية لاتنية لحسن الحظ أعرفها.
* رقص جيمين و إيلينا 👇*
ما إن إنتهت رقصتنا حتى هطل علينا التصفيق كهطول الأمطار جاعلا من الإبتسامة تغرز على ثغري والسعادة تكبر في قلبي، لألتفت إلى جيمين وأجده ينظر لي، لأرسل له إبتسامة إمتنان بينما يدانا تتشبكان.
همس لي بدون صوت أنه لا داعي لشكره و إستدرنا إلى المدربين حاملي الملامح الهادئة لننحني لهم ك علامة إحترام و شكر
الإبتسامة تقلصت في ثغري حينما نطق أحد المدربين والذي لا يبدو كوريًا فحتى نطقه بدى غريبًا.
« رقصكم رائع بل مبهر في الحقيقة!
ولكن يا سينيورا إيلينا هذه لست مسابقة للرقص الثنائي فلم يكن داعي لأن يشاركك سينيور جيمين الرقص!
على أي حال لقد إتخذت أنا وباقي المدربين القرار وهو كالآتي.. »
---
فقرة التعارف : من أي بلد إنتو ؟
أنا من تونس 💜
الأسئلة :
رأيكم في البارت ؟
أبو إيلينا لما عطاها فلوس و خلاها تمشي لوين هي عايزة ؟ شو السبب حسب رأيكم ؟
مساعدة جيمين لإيلينا ؟
رقصتهم لو شفتو الفيديو ؟
بتتوقعون يتم قبولها ؟
توقعاتكم للبارت القادم ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top