11
وجهة نظر إيلينَا :
« حينمَا أذهب إلى مسابقات الرقص، لطالمَا وجدت هناك عائلات وأصدقاء المشاركين موجودين لأجلهِ لكي يشجعوه.
في حين أني لم أملك يومًا ولو شخصًا واحدًا لكي يهتف بإسمِي..لطالمَا تمنيت أن أجرب شعور أن يكون هنالك شخص بين الجمهور قد أتي لأجلي..فقط من أجلي أنا.
أتمنى أن تكون هذا الشخص أستاذ جونغكوك. »
قضمتُ شفتاي بتوتر وأنا أراهُ يفكر في الموضوع، دون أن أستطيع التكهن برفضه أو قبولهِ من الملامح التي يرسمهَا على وجههِ.
تراجع إلى الخلف متكئًا بظهره على كرسيهِ واضعًا قدما فوق الأخرى، بينما يهزُّ إصبعه، غارقًا في تفكيرهِ كأنما ما يتخذهُ هو قرار مصيرِي.
يا رجل، إنها مجردُ مسابقة! ليس وكأنني طلبتُ منكَ موعدًا أو قبلةً مثلا!.
بدأ اليئسُ يتملكني ما جعلني أزفر بضيق وأتكلم.
«إن كنتَ لا ترغبُ فلن أجبـ..»
« لا بأس، سأذهبُ معكِ. »
قاطعني قولهُ مبتسمًا ما جعل ضحكةً سعيدةً تخرج من ثغري دون أي إرادة أو إستشارة منِّي، في حين أن عيوني تناظرهُ غير مصدقة إن كان ما سمعتهُ هو الواقع.
أنا سعيدة للغاية! وكأن حفلة ألعاب نارية تقام داخل صدري!.
وضعتُ يدي على ثغري بغير تصديق هامسةً له بصدمة.
« أحقًا ما تقول! أسترافقني حقًا!.»
أومئ لي هو برأسهِ و البسمةُ اللطيفة لاتزال مرسومةً على شفاههِ.
« أجل، سأكونُ معكِ هناك وسأهتُف بإسمكِ بصوتٍ عالي وأصفق لكِ بقوّة، سأكون بجانبكِ لأدعمكِ فلا تقلقي وأبلي أفضل ما عندكِ. »
كلماتهُ جعلت الكثير بداخلي يتحرك، لم أعتد أن أتلقى إطراءً أو تشجيعًا من أحد، فأنا في العادة شخص كتومٌ نوعا ما، لا أحبذُ التحدث بأموري الشخصية حتى مع أصدقائي ويبدو مستحيلًا بالنسبةِ لي فعل هذا مع والداي.
ولكنِّي آمنةُ أن جونغكوك الشخصُ الوحيد الذي سيكترثُ بشئني، وسيكون أول من يقفُ إلى جانبي ويساندني، ولم يخب بهِ ظنِّي.
«أنا حقًا ممتنةٌ لكَ، لـ-لا أعلم حتَّى ما يجدر بي قولهُ لشكركَ، ولكنِّي أودُ منكَ أن تعلم أن هذا يعنِي لي الكثير.»
قلتُ أشكرهُ، لأنهُ أسعدنِي ولم يكسر خاطري.
« لابأس، يسعدنِي حقًا أن أفعل هذَا، فأنا أحب مشاهدة عروض الرقصة في بعض الأحيان.
آه بالمناسبة، نسيت أن أسألكِ عن موعد المسابقةِ؟.»
أجابني مبتسمًا بلطف - كما هي عادتهُ- ولكن سرعان ما تحولت ملامحهُ حينما تذكر سؤالي.
« إنهُ في الغد على الساعة السادسةِ مساءً، في صالة رقص ماريا. »
أجبتهُ ليهمهم لي ومن ثم تتسع إبسامتهُ ويهتف بحماس.
« إذن كيف هو شعوركِ؟ هل أنتِ متوترة؟. »
قهقهةُ بخفةٍ على حماسه الذي وجدتهُ ظريفًا للغاية، لأجيبهُ.
«لا أستطيع إيجادَ كلمةٍ تعبر عمَّا أشعر بهِ، فما يخالجنِي هو الكثير من المشاعر المتناقضةِ؛ فأنا أحسُّ بالحماس الشديد لكونِي أخطو أوَّل خطوة تعدُّ كبيرة في سبيل تحقيق حلمِي.
وأحسُّ بالخوف والقلق من فشلِي الذي سيكون عائقًا لطموحاتِي، فأفقد فرصتِي وأفقد معهَا ثقتِي بقدراتِي.»
كان يصغِي إليَّ بكل تركيز، وما إن أنهيتُ حديثِي وأخرجتُ تنهيدتِي أنزل قدمهُ الموضوعة فوق الأخرى وإقترب بجسدِه نحو الطاولة وبذلك كان قد إقترب نحوي.
عقد كلتا يديهِ فوق الطاولةِ ونظر مباشرةً في عيوني ليحادثنِي بنبرةٍ هزَّت كياني.
« إعلمِي وثقي بكلماتي..
إن أردتِ شيئًا وآمنتي بهِ من كلِّ قلبكِ وسعيتِ جاهدةً لتحقيقهِ، فسوف يتحقق.
لا يهمُ متى؛ سواء أكانَ اليومُ أم الغد.
سوفَ تفشلين مرَّة أو حتى أكثر ربَّما.
ولكن لا تتوقفِي و واصلي السعي، وحينما تنجحِين..
ستتذكرين كم من مرَّة وقعتِ فيها وكم من مرَّة حاول اليأسُ إقتحام قلبكِ، وستذكرين كذلك كم كنتِ قويَّة و واجهتي كلَّ هذا، وستشعرين بلذَّةِ الفخر بالنفس والنجاح الحقيقي.
أؤمنُ أنَّكِ أكثرُ فتاةٍ عنيدة رأيتها بحياتي كما أؤمنُ بنجاحكِ.
وتذكرِي دائمًا؛ إن توقفتِ عن الحلم، فإنكِ قد توقفتِ عن الحياة. »
إخترقت كلماتهُ قلبي وأثَّرت بي للغاية.
لم أدرك أنَّ شعورا جميلا كهذا قد يخالجني فقط لأن شخصاً آمن بي وبمقدراتي.
رأيتُ الصدق ينبعثُ في صوتهِ وإن لم يفعل فإن عيناهُ قد كانتا كافيتان بالنسبةِ لي
أربـكنـِي
أخـجَلنـي
بعثـَرنـِي
وأعاد جمع شتَّاتي بالآن ذاتهِ.
أشعُر بقوَّة عظيمةٍ تتأججُ بداخلي كأنني أستطيعُ رفع شاحنةٍ بدون أي مجهود يُذكر.
الآن فقط أدركتُ وزدتُ ثقةً أنِّي لم أخطئ بحبهِ، إنهُ الشخصُ الذي أحتاجهُ في حياتي وسأفعلُ المستحيل لأجعلهُ يبادلني هذا الشعور المرهق واللذيذ بداخلي.
كم أتمنى فقط لو توجدُ طريقة تجعلني أستطيع جعلهُ يشعرُ تماما بما يخالجني، فالكلماتُ أصبحت باليةً لا قيمة لها مقابل ما أشعرُ بهِ تجاهه، عساهُ يرأفُ لحالي..
حبِّي نحوهُ يزداد يوما بعد يوم بطريقةٍ تخـيفُنـِي
أغشـى على قلبي من كسرٍ آخر والأسوءُ أنه سيكون بطريقة أكثر إيلامًا هذه المرَّة، كوني أصبحتُ أكثر حساسيةً تجاههُ.
إستفقتُ من شرودي بسبب فرقعتهِ لأصابعهِ أمامي بينما ينظرُ نحوي بقلق.
« هل أنتِ بخير؟ ما بكِ شردتي فجأة؟. »
رسمتُ بسرعة إبتسامة على ثغري حاولتُ قدر المستطاع جعلها حقيقية، بينما أهزُّ رأسي يمنة ويسرة أنفي.
« أنا بخير، الأمر أن كلماتكَ أثَّرت بي بشدة، قلبي ممتن لكَ بشدة.
أعدكَ بأن لا أخيب ظنَّكَ بي وسأنجح.»
أرسل لي إبتسامة لطيفة على ثغرهِ وأجابني بما جعلني أشعرُ بالإغماء فجأة لكثرة المشاعر التي هجمت عليَّ في آن واحد.
«ظنِّي لن يخيب بكِ يومًا إيلينا.»
ضغطتُ على شفتي السفليَّةِ بأسناني أمنعُ إبتسامتي الواسعة من الظهورِ وفضحي، وإكتفيتُ برسم إبتسامة صغيرة فقط أراهنُ أنَّها بدت مرتبكةً.
« شـ-شكرا لكَ. »
فاجأتني قهقهاتهُ التي إنبعثت من ثغره جاعلةً منِّي أرفعُ بصري نحوهُ بعدما كنتُ موجهة إياها نحو أصابعي التي تعبث بتنورة المدرسة بإرتباك.
كم أنا متيمةٌ بضحكتهِ، ليتني أستطيعُ جعلها رنَّة لهاتفي فهي حتَّى أجمل من أي موسيقى سمعتها أذني.
«تبدين لطيفةً للغاية وأنتِ خجلةٌ هكذا، أنظري إلى خديكِ! لقد فاقت حمرتهما حمرة حبَّةِ الطماطم!. »
إنتحب بلطف وقد إمتدت يداهُ تمسِكُ خدَّاي تعتصرُهما بين أصابعهِ بلطف، بينما أنا أمرُّ بحالة إغماء دماغي وقد فتحتُ فاهي كالبلهاء تماما.
فتِحَ البابُ فجأة ما جعل جونغكوك يسترجعُ يداهُ بسرعة وقد بدا وكأنهُ وعى على فعلهِ لتوِّ.
لم أستطِع حتَّى الإستدارت وكشف الدالف كوني لازلت أسبحُ في عالمي الوردي الذي رسمهُ عقلي.
لقد قال أنني لطيفة!
أنا كيم إيلينا لطيفة!
جون جونغكوك الوسيم يراني لطيفة!
أتُراني يأستُ حتَّى بدأت أنسج الأوهام وأراها حقيقة؟!.
« آوه جونغكوك، لو ترى ما حدث لي!.»
أفاقني من صدمتي صوتُ غنج مثير للإشمئزاز قد تعرَّفت عليه أذناي فورًا.
أدرتُ رقبتي بسرعة جعلت من رقبتي تؤلمني، ولكنِّي لم أهتم بقدر ما إهتممتُ وأنا أرى تلك العجوز تمدُّ شفتاها تتظاهرُ بلطف لا يلائمُها، بينما تظهر لجونغكوك قميصها الذي إحترق جاعلاً من القليل من بطنِها يبرز.
كنتُ على أشدِّ اليقين أنَّها أفعى ماكرةٌ وخبيثة، ولكنَّها فاجأتني - ليس حقًا - بكونها ساقطةً تظهرُ جسدها بدون أي حياءٍ!.
غرزتُ أظافري في تنُّورتي وأنا أتخيَّلُ نفسي أغرزُها في وجهها، فهي قبيحةٌ على أي حال ولن يشكِّل الأمر فرقًا كبيرًا.
قدماي لا إراديًا جعلتني أقفُ وأتوجهُ نحوهما، بعدما رأيتُ عديم الحياءِ ذاك يوجهُ بصرَهُ نحو بطنِها بقلق ويدهُ قد إمتدت ليرى إذ ما كانت تعرَّضت لحروق.
وقفتُ أمامهُ جاعلتً من جسدي يحيلُ عليهِ إبصراها، ما جعلهُ يتراجعُ بصورة تلقائية ويناظرني بتفاجئ لم أهتم لهُ، فقد كدتُ أقفزُ وأقتلع عيونه التي كانت تطالع بطنها بدون أيِّ خجل، لولا أنِّي أحبُّ سوادهما لفعلتُ أقسم!.
شعرتُ بشرارات تبعثُ من ظهري والتي مصدرها بالتأكيد تلك العجوز، إنتظري عزيزتي إنتظري فقط!.
وضعتُ يدي على خصري أنظر لهُ بحدَّة وقبل أن ينطق أيٌ منهما بشئ نطقت أنا.
«أستاذ جونغكوك، أنت أستاذ ولست طبيبًا لتفحصها!. »
كلماتي جعلتهُ يرسمُ بسمةً مرتبكةً على ثغره ويحكَّ رقبتهُ بخفَّة.
إستدرتُ إلى تلك العجوز وخلعةُ الجاكيت خاصَّة رداء المدرسة ورميتهُ عليها، لأنطق بإحترام أرغمتُ عليه كون جونغكوك هنا.
« تستطيعن إرتداء هذا أستاذة وستر عراء جسدك، فلا أظن أنُّه من اللائق جعل التلاميذ والأساتذة يرونكِ بهذا المظهر. »
سأحرصُ على إلقائه في مكبِّ النفايات حينما أستعيده منها.
رأيتُها تصرُّ على أسنانها بحنق سرعان ما إختفى حينما نطق جونغكوك بسرعة.
« لا داعي لهذا أستاذة يوجين، إيلينا يمكنكِ إستعادة جاكيتكِ سأقدِّمُ لها خاصَّتي. »
قهقهةٌ غير مصدِّقة خرجت من ثغري وأنا أراهُ يأخذُ الجاكيت خاصتي من عندها ويعطيه لي، ومن ثمَّ يعطيها خاصَّتهُ بينما تلك السافلةُ ترسلُ لي إبتسامةً شامتة.
ولكن لم تحزري عزيزتي! لستِ تعبثين مع أيِّ أحد!، أنتِ تعبثين معي أنا! وهذا سيكون أكبر خطأ تقترفينهُ في كامل حياتكِ!.
سمعتُ الجرس يرنَّ ما يعني أن كلاًّ منهما سيذهبان إلى فصليهمَا.
إطمئن قلبي أكثر حينما رأيتُ ذاك الخائن والذي سألقنهُ درسًا هو الأخر يحمِلُ حقيبتهُ ويستعدُّ للخروج.
رسمتُ إبتسامة لطيفة على ثغري وقلتُ وقد تعمدتُ جعل تلك العجوز تسمع.
«إذن أستاذ جونغكوك، أراكَ في موعنا غدًا. »
لوَّحتُ لهُ بكفِّي وأنا خارجتٌ من المكتبِ وقد رميتُ عيني على الأخرى، لأجدها تقطِّبُ حاجبيها وتضيِّقُ عينيها كأنما تحاول نفي ما يدور في عقلها بسبب ما ألقيتهُ.
خرجتُ من الغرفة وعلى ثغري إبتسامة فخورة بنفسي لما فعلت.
ولكن هذا لا يمحي الإنزعاج والضيق الذي يراودني بسبب فعلته.
أدرتُ رأسي إلى الخلف بينما أمشي في الرواق ولكنَّ عيناي لم تلمحهُ يخرج من المكتب.
لما لم يفعل إلى الأن؟! يفترض به أن يخرج ورائي تماما!.
بدأ الشكُّ يلعبُ دورهُ في عقلي ما جعلني أستدير وأخطو بخطواتٍ مترددة بطيئة نحو المكتب.
توقفت قدماي عن السير حينما رأيتهُ يخرج ما جعلني أزفِّرُ براحة وقد أزيل ثقل كبير من على قلبي.
ولكنَّهُ سرعان ما إنقبض مرَّة أخرى وشعور بعدم الراحة قد داهمني، وأنا أراهُ يمرُّ من جانبي بدون أن ينتبه لي، وقد بدا وكأن عقلهُ مشغول بالتفكير بشئ ما، كما لمحتُ بؤبؤ عينيهِ تهتزُّ بإرتباك.
ما الذي حدث وجعلهُ هكذا يا ترى؟!!.
•••
الأسئلة :
رأيكم في البارت ؟
شو السبب يلي خلا جونغكوك يفكر لهالدرجة بطلب إيلينا إنه يمشي معها للمسابقة ؟
جونغكوك لما سحب خدود إيلينا 😂 ؟
إيلينا لما غارت عليه و فعلها 😂 ؟
الأستاذة المحترمة سوجين 😂 ؟
الأستاذ المحترم جونغكوك 😂 ؟
تبادل القصف بين سوجين و إيلينا 😂 ؟
جونغكوك لما أخذ جاكيت إيلينا و إستبدله بجاكيته شو سبب فعلته حسب رأيكم ؟
ليش جونغكوك خرج بهديك الحالة من غرفة الأساتذة ؟
شو متوقعين إيلينا تعمل بعد يلي صار ؟
توقعاتكم لأحداث البارت القادم ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top