10

وجهة نظرِ إيلينَا:

خرجتُ من الفصلِ والإبتسامةُ الخبيثةُ ماتزالُ مرسومةً على ثغري، أراجِعُ في عقلي الخطط التي رسمتُها لأجل هذا الذي يسيرُ بجانبي بإبتسامتهِ اللطيفة

بَطُئت خطواتُهُ فجأة ونظر لي سائلًا.

« ما الفصل الذي ستدرسينهُ الآن؟. »

أدرتُ عنقِي إلى الخلفِ لكي أنظر لهُ، وأجبتهُ بعد أخذي لبرهة أتذكر بها، وما إن فعلت حتى إمتعضت ملامح وجهِي.

« حصَّةُ تلك العجـ.. أعني الأستاذة سوجين. »

أومئ لي وإبتسم.

« إنَّها مدرسةٌ جيدةٌ ومتفانية، أنتِ محظوظة لكونكِ تدرسين عندها. »

أقام هذا اللعين لتوِّه بمدحِ تلك اللعينةِ أمامي وبدون أيِّ ذرَّةِ خجل!!

مططتُ خدِّي بفعل لسانِّي من الداخل معربةً عن إنزعاجي، وكدتُ أن أجيبهُ بتهور لكنِّي لجمت لساني وأدرتُ الأمر في عقلي جيدًا.

في عقلِي لمعة فكري، ليرسم ثغري بسمةً حزينةً باهتةً عليها، ويجيبَ لسانِي ببعض الخيبةِ.

« حسنًا..على ما يبدو أنَّها حقًا تحسنُ معاملة الجميع..عداي. »

تعمدت جعل كلمتِي الأخيرة هامسةً، وكأننِي لا أرغبُ منهُ في سماعها، غير أنِّي - وطبعًا - جعلتُ من علوهَا كافيًا كي يصل إلى مسامعهِ.


رأيتُ كيف قطَّب حاجبيه بغرابة، مستنكرًا حديثِي، فسألنِي كي تأكد من صحَّةِ ما إلتقطتهُ أذناه.

« ما الذي تعنينهُ؟ أصدر من الآنسةِ سوجين تصرفٌ جعلكِ تقولينَ هكذَا كلام؟. »

أتقنت ملامحي رسم تعابير مرتبكة وكأنني لم أنتبه لما قلت، ورسمة شفتاي إبتسامة مزيفة متوترة، وأجبتهُ كأنمَا أحاول إصلاح ما قلتهُ سابقًا.

« ك-كلا لم أقصد هذا، هي مدرسةٌ جيدةٌ كما قلت.. »

كنتُ على وشك إكمال المشهد التمثيلي برحيلي، غير أنِّي شعرتُ به يمسكني غير سامحٍ لي بالذهاب، ما جعلني أرسمُ إبتسامةً متحمسةً لنجاح خطَّتي.

عندما إستدرتُ وقد كنتُ قد تعمدت في أن تكون إستدارتي دراميَّةً كما يحدثُ في المسلسلات - فلطالما تمنيتُ فعل ذلك -  رأيتُ تعابير وجهه و التي كانت ممعتعضةً.. ربما؟

لكنهُ حاول إخفاءَ مشاعرهِ التي تظهرُ بسهولة على وجههِ، فرسمَ إبتسامةً كان زيفهَا واضحًا للغايةِ بالنسبةِ لي كشخصٍ يعرفُ ويحفظُ كل تفاصيل وجههِ.

« أولم تقولي لي أنكِ تشعرين بالراحةِ حينمَا تحادثينِي، وكأننَا أصدقاء؟.
أخبرينِي إذن..منذُ متَى والأصدقاءُ يخفون أشياءَ عن بعضهم البعض؟. »

لكان أغمي عليَّ الأن فقط إن قام بحذف كلمة أصدقاء و إستبدالها بأخرى محببة لي..

أحباء مثلا.

حمحتُ أستجمعُ شتَّات نفسي الذي يتناثر بحضوره وأكملت تمثليَّتي.

« حقيقةً..لم أكن أريدُ لأحد أن يعلمَ بهذَا، في البادء ظننتُ أن الأمر مجرد وهم ومبالغةٍ منِّي ولكن..

لقد كان واضحًا للغاية لكي أرجحهُ على أنهُ من نسج خيالِي.

هي..لا أعتقد أنَّها تحبنِي.

دائمًا ما تعاملنِي بسوء؛ تغضبُ وتصرخُ في وجهِي، تلقِّي عليَّ كلمات جارحة ونظرات حارقة.

بادءً قلتُ أنها معلمتِي وأنها على الأرجح تفعل هذا فقط لأنها تهتم بي وبمصلحتِي، ولكن عندمَا زاد الأمرُ عن حدِّهِ وطال، علمتُ حينهَا أن الأمر بات شخصيًا.»

أجبتُ متنهدةً بإرهاق و الحزن في لكنتي، ولم أكذب في أي كلمة قلتُها فحقاً هي تعاملني هكذا!

غير أنِّي أخفيتُ حقيقةَ كوني أردُ لها الصاع صاعين.

بدا التفاجئ واضحًا للغاية على محياه، وقد بدَا كذلك غير قادر على التصديق أن فعلًا دنيئًا كهذَا قد يصدر من العجوز.

« أمتأكدة مما تقولين؟! لما قد تفعلُ هذا بكِ أنتِ بالتحديد؟! ومالذي تعنينهُ بأن الأمر بات شخصيًا؟!. »

إبتسمتُ في سرِّي وقد حان الوقتُ لأقضي على تلك الحشرةِ تمامًا وأزيحها من أمامي.

أتقنتُ لعب دور المترددة وأجبتهُ.

« ليس وكأنكَ لا تعلم بالأمر أستاذ!. »

قُطِب حاجباهُ وقد بدا على وجهه معالم الحيرة وعدم الفهم.

« ما الذي تقصدينه؟ ما الذي أعلمهُ؟. »

تأففتُ بإنزعاج وحرج - مزيف -في حين أنِّي في داخلي أهزُّ خصري وأرقص.

«ليس أنتَ فقط! بل الكل يعلم أنها معجبة بكَ! ويعلمون كذلكَ بكونهَا تعامل كل تلميذة مقرّبةٍ منكَ بطريقةٍ سيئة، وعلى ما يبدو دوري قد حان أنا الأخرى لأُعامل بهذه الطريقة..»

جُحِظت عيناهُ على أقساهما وقد بدا حقًا مصعوقًا لما تفوهَ بهِ ثغري.

رقَّ قلبي لحالهِ وأنا أراهُ مشوشًا وغيرَ مصدق لمَا قلتهُ.

مسكين، لابدَّ أنهُ في حالةٍ نفسية كارثية لسماعهِ أن عجوزًا قبيحةً مثلها تجرأ على الإعجابِ بهِ.

رمشت عيناهُ بسرعة ويبدو أن عقلهُ لتوِّه قد إستوعب أنِّي لم أكن ألقي نكتةً مرعبةً عليه.

«أ-أنتِ متأكدةٌ مما تقولين!! أحقا الأنسة سوجين مُعجـ.. أعني .. هذا لا يبدو معقولًا حتَّى..! هل أنتِ متأكدة!؟.»

رسمتُ تعبيرًا بريئًا ساذجًا على وجهي، أظهر له كامل برائتي، وأجبتهُ.

«بالطبع! فالكل يعلم هذا، تستطيعُ سؤال من تشاء.. »

صمتُ لثوانٍ قصيرة سرعان ما شهقتُ بزيف واضعةً يدي على ثغري مردفةً بصدمةٍ إصطنعتهَا.

« ألم تكن تعلمُ بالأمر؟!

إلاهي ما الذي فعلته! أرجوك أستاذ لا تخبرها ستشعر بالإحراج الشديد هكذا وستحزن إذ ما علمت أنك سمعت بالأمر من أحدٍ غيرها! »

مططت شفتاي بحزنٍ وتعاطفٍ مزيفين وأنا التي في الحقيقة أتمنى أن أرقص التويرك على أنغام بكائهَا.

أومئ لي برأسه ورسم إبتسامة لم يستطع إتقان جعلها تبدو حقيقةً.

«حسنًا لا بأس لا تشغلي نفسكِ بالأمر وإذهبي لحصَّتكِ ستتأخرين.»

أومئتُ بطاعةٍ لهُ ورمشت بعيناي أدَّعي البراءة، لأذهب إلى القسمِ تاركةً شيطاني خلفي فاتحًا ثغرهُ بإنبهارٍ مما فعلت.

وصلتُ إلى القسم ودخلتُ بدون أن أطرق الباب والذي هو علامةُ إحترام لا تستحقها بالتأكيد.

بينما كنتُ أسير نحو طاولتي رافعةً رأسي بغرور نظرتُ لها بطرف عيني لأجدها تحرقني نظراتِها.

هه، لم أفعل شئ ورشقتني بتلك النظرات ماذا إن علمت ما فعلتُ وما سأفعل لها؟ أتوق لأعرف.

جلستُ مكاني و وضعتُ قدمًا على أخرى، أنظر لها بعدم إهتمام.

« أيتُها المدعوةُ إيلينا، أهذه مدرسةُ ملكٌ لوالدكِ لكي تدخلي بهذه الطريقة؟. »

تصرُّ على أسنانها بحنق وهي تردفُ قاصدةً إياي، وفجأة حالفني الحظُّ لألمح جونغكوك مارًا من أمام القسم وعلى ما يبدو أنه سمع ما قالتهُ.

كتمتُ ضحكتي ورسمت تعبيرًا حزينًا سرعان ما محيتهُ عندما رحل وأرجعتُ ملامحي الغير مكترثة.

نظرةُ لأظافري و كأنها مهمة أكثر منها - وهي كذلك بالفعل- وأجبتها.

«حقيقةً .. والدي يدفعُ لهذهِ المدرسةِ لتدريسي لذا هو نوعاً ما يعتبرُ مستثمرً فيها، وإن أعتبر مستثمرا يعني نعم، هو يملكها ونقودهُ يتم دفع بها راتبكِ ما يجعلكِ.. تعلمين ما أقصد.»

غمزتُها في أخر حديثي ورسمتُ إبتسامةً مستمتعةً على ثغري وأنا أراها تشتعل في مكانها.

وأنا أعني هذا بالمعنى الحرفي!

فبينما هي مشغولة برمقي بحنق وضعت بدون قصد أحد السوائِل الكيميائية على أحد التجارب التي كانت تقوم بها فأنفجر وإشتعلت ملابسها قليلاً.

هذا ما يسمونهُ بالعدالة الإلهية.

للأسفِ ألغيت حصتها بسبب الحادث، هذا حقًا مؤسف وددتُ أن أستمتع بإثارة غيضها أكثر، ولكن لابأس لدينا الغد على أيّةِ حال أليس كذلك؟.

خرجتُ من الفصل كما هو الحالُ مع بقيةِ الفصل وبما أن لدينا تقريبًا ساعةً كاملة، قررتُ أن أمضيها مع جونغكوك فلقد إشتقتُ له كثيرًا، فعينِي لم تلمحهُ منذ أيام وأنفِي إشتاق لعطرهِ الأخَّاذ.

ولكن بالتأكيد بعد أن محيتُ هذه الهالات السوداء المرعبة من تحت عيناي بمستحضرات التجميل و وضعتُ الكُحل الأسود على عيناي و دالحمرةُ الداكِنةُ على شفتاي بمساعدةِ أحمر الشفاه، وقصدتُ طريقي نحو مكتب الأساتذة حيثُ هو متواجد على الدوام.

طرقةُ الباب بخفةٍ لأسمع صوتهُ يبيحُ لي الدلوف، دخلتُ راسمةً إبتسامةً واسعةً على ثغري ليبادلني هو الإبتسام.

تقدمةُ نحو الكرسي الذي أمام مكتبهِ وجلستُ قائلتً

« أرجو أنني لم أقاطِع عملكَ. »

نفى لي هو برأسِه و أجابني.

« كلا لا تقلقي بقي القليل فقط من العمل، كنتُ سأنهيه في وقت الإستراحةِ على أيِّ حال، يبدو أنكِ عدتي لسابق عهدكِ، هذا مريح. »

قال لي ببإبتسامة مرتاحة ولم أعلم إن كان يقصدُ مستحضرات التجميل على وجهي أم حضوري لمقابلتهِ ولكن مع ذلك شعرتُ بحرارةِ وجهي وإبتسمتُ بخفةٍ لأرد بأجل بخفوت.

« ولكن ألا يجدرُ بكِ أن تكوني في الفصل الأن؟! »

أردف وقد بدى و كأنه تذكر الأمر للتو.

« أوه، في الواقع حدث حادثٌ صغير في المخبر لذا ألغيت الحصَّةُ. »

« حادِث! هل الكلُّ بخير؟. »

أجابني بقلق، ألم أقل لكم أنهُ في غاية اللطف!!.

«لا تقلق لم يتأذى أيُّ أحد.»
أردفتُ ماحيةً قلقهُ ليتمتم بـ 'هذا جيد'

صمتُّ قليلا ببعض الإرتباك والتردد وقد لاحظ هو ذلك ليبتسم ويقول كأنما حفظني.

« تريدين قول أمرٍ أليس كذلك؟ »

هززتُ رأسي بإيجابٍ وقضمتُ شفتاي بتردد.

حلَّ دوار عليَّ حينما لامست أصابعهُ يدي الموضوعة فوق الطاولة يضغط عليها بلطف محاولاً جعلي أشعرُ بالراحة الكافية لكي أخبره.

لما الدنيا أصبحت فجأةً وردية؟ وما هذه القلوب التي تحومُ حولهُ؟

كدتُ أموت مختنقةً حينما نسيتُ أن أتنفس

« حقيقةً ، أجل ، هناك أمر أودُ إخباركَ بهِ..»

إبتسم لي بلطف ويداهُ لزالت موضوعةً على يدي.

« إذن أخبرينِي، أنا أصغي إليكِ.»

يا رجل أنا حقًا أودُ القول قبل أن أموتَ بسبب سكتةٍ قلبية سببها أنت!!، ولكن أفعالكَ المفاجئة هذه لا تساعد أبدًا!!.

أخذتُ نفساً عميقا وللمرة المائة أستجمع شتات نفسي التي تتبعثرُ بسببه وأردف.

«في الواقع، أتتني ليلةَ أمس رسالةٌ على البريد الإلكتروني خاصتِّي مفادها أني قبلتُ في مسابقةِ رقص السالسا التي تقامُ كل ثلاث سنواتٍ والفائِزُ فيها سيقبل في مدرسة خصصت لتعليم السالسا دون دفع أجر لسنة كاملة، إضافة إلى أني سأستطيعُ إيجاد شريك رقص ماهر لي لأستطيع المشاركة في المسابقات الثنائية.. »

إتسعت عيناهُ بتفاجئ كما إتسعت شفتاه ضاحكًا.

« وااو!!، هذا حقًا رائع! لم أتوقع أنكِ تجدين الرقص، أنتِ حقاً شخص مليئ بالمفاجئات! سعيد لأجل لقبولكِ في المسابقة. »

أومئت برأسي وأجبته
« شكراً لك، حقيقةً أنت أول من يعلمُ بأمر قبولي في المسابقة. »

قطّب حاجبيه بإستغراب وأردف.
« ماذا عن والديكِ؟ »

إبتلعتُ ريقي بصعوبة للحزن الذي إجتاحني فجأة وأجبته منتكسة الرأس.

« همَا لا يحبون أمر حبِّي للرقص، يجدونهُ أمرًا غير مجدِي ويطلبون منِّي التركيز على دراستِي بدلًا منهُ، فحسب وجهة نظرهمَا لا مستقبل للرقص.

هما حتى لا يعلمان بأمر تعلمي في صالة الرقص.»

بدا متأثر لما قلته ومتعاطفًا معي ما جعلهُ يبتسم بلطف ويردف مواسيًا إياي.

« هما فقط قلقان عليكِ، ولكني متأكد أنَّهما يومًا ما سيتفهمان شدة حبك بالرقص، لذا لا تدعي لليأس مكانًا في قلبكِ، و واصلي السعي وراء أحلامكِ.

ولكني فضولي بعض الشيء لأعرف كيف تمكنتي من تدبر المال لتدفعي ثمن صالة الرقص؟. »

إرتبكتُ ورددتُ أتحاشى الإجابة.
« آه، حكاية طويلة دعكَ منها. »

أنا وبكل تأكيد لن أفسد سمعتي عندهُ وأخبرهُ أني أتحايلُ على والدي مخبرةً إياه أني أذهب لدروس تداركٍ بينما أنا في حقيقة أميِّلُ خصري يميناً وشمالاً.

« أنا أخبرتكَ بالأمر وغايتي ليست مشاركتكَ فرحتي فقط، إنما لدي طلب منك وأتمنى أن لا تردني خائبةً.»

بدت ملامحهُ مستغربة ولكنها جدّية في الآن ذاته وهو يجيبني.
« أعدكُ أنِّي سأفعل ما بوسعي لتحقيقه. »

نظرةُ لهُ راسمتً إبتسامةً هادئة وأردفت.

« حينمَا أذهب إلى مسابقات الرقص، لطالمَا وجدت هناك عائلات وأصدقاء المشاركين موجودين لأجلهِ لكي يشجعوه.

في حين أني لم أملك يومًا ولو شخصًا واحدًا لكي يهتف بإسمِي..لطالمَا تمنيت أن أجرب شعور أن يكون هنالك شخص بين الجمهور قد أتي لأجلي..فقط من أجلي أنا.

أتمنى أن تكون هذا الشخص أستاذ جونغكوك. »


.....

الأسئلة :
رأيكم في البارت ؟

إيلينا لما قالت لجونغكوك عن إعجاب الأستاذة بيه ؟

شو متوقعين جونغكوك يسوي بعد ما عرف ؟

يلي عملته إيلينا للأستاذة ؟

أنتم متخيلين الأستاذة عجوز بجد زي ما تقول إيلينا و الا لا 😂؟

متوقعين دعوة إيلينا لجونغكوك لحتى يحظر المسابقة ضمن خططها أو أنها فقط عنجد عايزة شخص يكون معاها ؟

متوقعين جونغكوك يقبل ؟

و إذا قبل شو متخيلين يصير في المسابقة ؟

شو متخيلين الأستاذة سوجين تعمل إذا عرفت أنو جونغكوك عرف أنها تحبه و إيلينا هي اللي قالتله ؟

توقعاتكم للبارت الجاي ؟

ملاحظة : أنا كاتبة رواية ذات فصول قصيرة لجونغكوك إسمها forgive me أتمنى أنكم تشوفوها 💜

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top