08
هاي.
علقو بين الفقرات.
باي.
٠٠٠
وجهة نظر جونغكوك :
« أجل بالفعل!.
للآن لاتزال ملامحُ وجههِ في مخيلتِي لا تمحَى، رغمَ أنِّي لم أعتد الشعور بالإرتباكِ أو التوتر أمام أحد، إلَّا أنِّي وبدون إدراكٍ منِّي وجدتُ يداي ترتجفان وكأنهمَا موصولان بسلكٍ كهربائي!.
لقد أعطانِي نظرةً جعلتنِي أشعرُ وكأنِّي مجرمٌ يهددُ حياةَ إبنتهِ، ولو لم أسارع بالشرح بأنِّي أستاذكِ، أظنُ وبنسبةٍ كبيرةٍ أنهُ كان سينقضُ عليَّ!. »
قلتُ وذكرى تعرضُ في ذهنِي لتجعل من القشعريرةِ تسيرُ في بدنِي.
ولكن ما إن لاحت لي ذكرى أخرى، تغيرت ملامحُ وجهِي.
فقد لاحَ في ذهنِي حينمَا قامت إيلينَا بطبع قبلةٍ على خدِّي لتجعلَ منِّي كالصنمِ أتجمدُ في مكانِي.
لا علمَ لي عن سبب فعلتهَا تلك، ولكنِّي بررتُ بكونهَا شخصًا عفويًا للغاية، لم تفكر مرتين قبل أن تقبِلَ على فعلتهَا.
غير أنَّ جانبًا مرتابًا وغير مرتاحًا منِّي جعلني أزرعَ الجديةَ على وجهِي وأسألها.
« ألازلتِ راغبةً في إخباري عن إسم الشخص الذي وقعتِ بحبهِ؟. »
رأيتُ معالمَ الإرتباكِ ترتسِمَ على محيَّاهَا ورأيتهَا كذالكَ وهي تحاول إخفاءهُ برسمهَا لإبتسامةٍ ضئيلة على ثغرهَا.
« لمَا..هذا السؤال فجأةً؟. »
لو لم أكن شديدَ الحرصِ والفضول لمعرفةِ هويةِ هذا الشخص، لرقَّ قلبِي لملامح التوتر والإرتباكِ التي ترسمهَا.
« لا أعلم..فقط خطَر على بالِي فجأةً. »
أجبتهَا بالحقيقةِ التِي أخفيتُ منهَا القليل، ليصلَ إلى مسامعِي صوتُ إزدرائها لماءِ فمهَا ينبهنِي لكميَّةِ التوتر التِي جعلتهَا تصابُ بهِ.
ولكن أنا لا أفهم..، لمَا كلُّ هذَا التوترِ وهي التِي أرادتنِي أن أعرف؟!.
لمحتهَا تمررُ لسانهَا على شفتيهَا، كطريقةٍ تجهزُ بهَا نفسهَا لمَا ستنطقُ به.
« حسنًا، إسمهُ هو...جونغكوك. »
ألقت كلماتهَا وسارعت بعدهَا لإشاحةِ عيونهَا عنِّي، وعن عيونِي التِي واصلت النظرَ لها بتشتت.
جونغكوك؟.
عقدتُ حاجباي أبحثُ في مخزن ذاكرتِي، وحينمَا استصعبَ عليَّ الأمر، سألتها.
« جونغكوك؟.
لا أملكُ في ذاكرتِي إسمَ طالبٍ يحملُ هذا الإسم، في أيِّ فصل هو؟. »
بسرعةِ البرق أرجعت عيونهَا التِي كانت تتجنبُ النظرَ نحوي، وأخذت ترمقنِي بنظراتٍ غريبةٍ لم أستطع فهمهَا.
جديًا، ما خطبهَا؟!.
« ألا يذكركَ الإسمُ بأيِّ أحد؟. »
حادثتنِي وقد إستطعتُ إلتماس الإنزعاج في نبرتها.
أحد؟
من يا ترى؟.
وبينمَا منغمسٌ في ملفَّات ذاكرتِي، أبحثُ بإجتهاد عن هذا الـ ' أحد '، إلتقطت إيلينَا الحيرةَ في ملامحِي، ليزفرَ ثغرهَا يائسًا وينطقَ ببعضِ الإنفعال.
« جون جونغكوك! أستاذُ اللغةِ الإنجليزية!
إنَّهُ أنتَ من أحب!!. »
أنا!
إنَّهُ أنا!!.
ما اللعنةُ التِي تحصلُ الآن!!.
من مكانِي إستقمتُ والغضبُ قد أخذَ محلَّهُ بداخلِي جاعلًا من عروق رقبتِي تبرز، والإحمرار يصتبغُ في وجهِي، ويتصلَّبُ فكِّي.
« أأصابَ الجنونُ عقلكِ! ما هذا الهراءُ الذي تبصقينهُ!!. »
إستقامت هي الأخرى من مكانهَا، ولكن، وعلى عكسِي كان الحزنُ الخيبةُ ما أخذَ مكانهُ بداخلهَا.
أخذت تعضُّ شفتهَا السفلة بقوَّة حتَّى إبيضة، ومن المرجح أن تتركَ علامةً فيهَا، غير أنَّها لم تهتم، بل كل ما تهتمُ لهُ هو منعُ نفسهَا من الإنفجارِ بكاءً
ولعلَّ جفونهَا المحمرَّة أكبر دليل.
غير أنِّي لن ألين!.
فمَا قالته كانَ كافيًا لجعل بركان غضبِي ينفجر.
فكيفَ لا أغضب وتلميذتِي التِي أكبرهَا بأكثر من عشرةِ أعوام تقفُ أمامِي دون خجل تخبرنِي عن كونهَا تحمِلُ مشاعرًا تجاهِي!!.
في نظرِي، هي ماهي إلاَّ مجردُ طفلةٍ مراهقة لا غير، فكيفَ لها أن تطالبنِي أن أنظرَ لها كإمرأة، بل وأبادلهَا الحبَّ كذلك!!.
« الهراءُ الذي أبصقهُ هي مشاعرِي البريئة التِي يصرُّ الكل على تدنيسهَا بمعتقداتهم السخيفة!.
فمنذُ متَى كان الحبُّ يرى؟.
إن حبِّي لكَ كفيفٌ، لا يرى حاجزَ السنين التِي بيننَا أو المكانةَ التِي نحنُ بهَا.
ولكنهُ بصيرٌ بالقلوب، وقد رأى فيكَ قلبِي ما لم يرهُ في أيِّ رجل آخر، فتمسكَ بكَ وأحبَّكَ بصدق وإخلاص.
فإمنحهُ الفرصةَ أنَا أرجوك..»
الدموع التِي كانت منذُ أمدٍ تحاولُ كبتهَا، انهمرت على كلتَا وجنتيهَا وهي تخبرنِي بمَا في جعبتهَا من كلم علَّها تستمِيلنِي فتعرجنِي عن رأيِي.
غيرَ أنِّي قابلتهَا بنبرتِي الحازمةِ والجدِّيةِ، والغضبُ لازالَ يلوحُ في صوتِي.
« لستُ رجلًا تجذبهُ طفلة، ولا رجلًا تطيحهُ العاطفة.
أنا عقلانِي وإن كان ما نتكلمُ عنهُ هو الحب!.
لمجردِ كونِي تعاطفتُ معكِ وليَّنةُ معاملتِي معكِ بحسن نيَّةٍ منِّي، لا يعنِي هذا أن تتجرئِي وتزرعِي مشاعر محرَّمةٍ لأعين الناسِ ولأعينِي.
فما لستُ سوى أستاذٍ واجبِي الوحيدُ تدريسكِ لا الخروج في مواعيدَ غراميَّةٍ معكِ!!.
داخل هذهِ المؤسسةِ التربويةِ أنتِ مجردُ تلميذةٍ عندِي، وخارجهَا أنا رجلٌ يزيدُ عن سنِّكِ عشرةَ أعوام، ومبادئِي لن تجعلنِي أنظرُ لكِ إلا كطفلةٍ مراهقةٍ.
لذا لا فرصةَ لكِ معِي فلا تحاولِي حتَّى، وسيكون من الأفضل لو قمتِ بمحوِ تلكَ المشاعرِ منكِ؛ فلستُ راغبًا بها.»
قلتُ ما لدي من كلم، دون أن أتركَ لهَا فرصةَ الرد، كونِي خرجتُ أضغطُ على الأرضيةِ تحتِي بعنفٍ لشدة غضبِي وقمت بصفع الباب بقوَّة ورائِي.
ودون أن ألتفتَ ورائِي أخذتُ أمشِي وحولِي تلكَ الهالةُ السوداء، تنذرُ كلَّ من حولِي من خطر موتهِ إذ ما إقتربَ منِّي.
وعلى ذاكَ اليوم مرَّت أيام، أيامٌ دون أن تلمحهَا عينِي.
فهيَ قد باتت تتعمدُ عدمَ الحضورِ لحصَّتِي، رغمَ أنَّها تحضرُ لبقيةِ الحصصِ بحسب قول زملائِهَا.
وهذَا جعل نوعًا ما، من طيفِ التأنيب يظهرُ بداخلِي لقساوةِ ما تفوهت.
غير أنِي وسرعان ما أطردهُ، لكونِي أدركُ أنَّ ما فعلتهُ يكون خير الصواب.
كعادتِي دائمًا، دخلتُ فصلِي، وكعادتهَا دائمًا، مكانهَا فارغ.
زفرتُ بحنق، أكره ضميرِي الذي يستيقظُ في كلِّ مرَّةٍ ألج بها للقسمِ وتلمحُ عيونِي مكانهَا الشاغر.
هززتُ رأسِي أبعدُ هذهِ الأفكار منهُ وأركز على الدرسِ الذي سيبدأ.
بعدما قمتُ بوضع معدَّاتِي فوق الطاولةِ، أخذتُ دفترَ المناداةِ لكي أقوم بتسجيل الغياباتِ كما هي العادةُ.
غ
ير أن العادةَ إختلفت هذهِ المرة حينمَا قوطعتُ بصوتِ طرقاتٍ خفيفةٍ على الباب، يليهَا دفعهُ و ولوج الطارق الذي جعلَ من عيونِي تتسعُ حينمَا لمحتهُ.
إيلينَا..!.
كانت التفاجئُ جليًّا على محياي، غير أنِي سريعًا ما أخفيتهُ وكدتُ أبعدُ عيونِي عنهَا، غير أنِّي توقفُ حينمَا جذبنِي منظرهَا المرهق والهالاتُ السوداءُ تحتَ عيونهَا.
نظراتهَا الفارغةُ الباردةُ التِي كانت تناظرنِي بها جعلتنِي لوهلةٍ أستغربُ وأتسائل؛ أيا تراهَا محت مشاعرهَا نحوي؟.
سيكون من الأفضل لو فعلت..
بهدوء توجهت نحو مكانهَا المعتادِ وجلست، في حين أنِّي حاولتُ تجاهل الأمر برمَّتِه وتسجيل الغيابات.
بدأتُ الدرسَ وسار كمَا هو معتادٌ أن يسيرَ في الأيَّامِ الخاولِي - بإستثناءِ عدمِ شعورِي بنظراتٍ تلاحقنِي، والتي لم تكن سوى نظراتِ إيلينَا المتحرشةِ سابقًا -
لم يتبقَى من الحصَّةِ سوى عشرُ دقائق لتنتهِي، ولكونِي أنهيتُ درسِي باكرًا قام طلابِي بطلب إذنِي لكي أدعهم يدرسون الأدبَ الكوري في هذهِ الدقائق المتبقية كونَ لديهم إختبار، لم يكن هنالكَ سببٌ لأرفضَ لذا وافقتُ برحابةِ صدر وأخبرتهم أنَّهُ بمقدورِي مساعدتهم إن إستعصَى عليهم سؤال، وقد كانوا شاكرين.
دقيقتان فقط قد مرِّا، لتتهافت الأسئلةُ عليَّ من كلِّ صوب جاعلةً منِّي أندمُ على إقتراحِي.
ولكنِي صدمتُ حينمَا وجدتُ إيلينا ترفعُ يدهَا هي الأخرى، وحينمَا سمحت لهَا بالحديث، قالت بنبرة هادئة منخفضة لم أعتدهَا منهَا.
« أستاذ، أيمكنكَ إعطائِي رأيكَ فيما كتبت؟. »
أومئت لهَا برأسِي أنه لابأس، لتستقيمَ في مكانهَا وتمسكَ بورقةٍ بين أناملهَا، وبدأت.
« أنَى لكَ يا سارقَ القلوب أن تكونَ بهذهِ القسوةِ لتتجاهلَ قلبًا عنوانهُ الإخلاصُ في حبِّكَ.
وإن كانَ كبريائِي من خاصمكَ
فإن قلبِي مسامحٌ كريمٌ لخطياكَ.
أولم يخبركَ مظهري وشحوبُ وجهِي والحدائقُ السوداءُ تحتَ عينِي كم أنَّ قلبِي ملتاعٌ وأنَّهُ إليكَ يشتاقُ.
فيَا قساوةٍ فيكَ لتتجاهل.
بثغرِ أنثَى واثقةٍ صرختُ للعالم أنِّي لا أحتاجُ
وبثغرِ أنثَى محتاجَة طالبتُ العالمَ بكَ.
فأنَـا التِي قلت؛ الأشواكُ التِي بداخلِي لا تدمِي قلبَ غيري.
وأنَـا التِي وجدتنِي أذوبُ في حنِّيةِ عيونكَ ورقَّةِ صوتكَ فأخبركَ بالأشواكِ التِي بداخلِي، وأفرجُ لكَ عن الدمع الذي بعيونِي.
ولكن..أكانُ كلُّ هذا كذبًا منكَ أم من رأسِي الذي ينسجُ الأوهام؟.
عيونِي التي لم تسقط يومًا دمعةً لأحد
قد أسقطت دموعًا
ويؤسفنِي يا من أعطيتكَ في قلبِي عرشًا، أنَّكَ كنتَ الأوَّل؛ في قلبِي وفي دمعِي.
وما عساي أقول غيرَ أنَّ هذا هو حظِّي؛
ما من شيء تعلقَ بهِ قلبِي، إلَّا وتركَ شرخًا عميقًا بداخلِي.
أواسِي نفسِي ليلًا وأقول؛ لقد إعتدت!.
ولكن لمَا ألمكَ لم أستطع أن أعتادهُ؟
بل يزدادُ من عمقهِ ليقتلنِي ببطئ موجع..!.»
---
أجيبلكم محارم ؟ 😂
بارت مليئ إكتئاب و حزن و دموع و دراما 💔
الأسئلة :
رأيكم في البارت ؟
أول مرة أكتب وجهة نظر جونغكوك رأيكم فيها ؟
هل أنتم في صف إيلينا أو كوك ؟
رأيكم في رد جونغكوك على إعتراف إيلينا ؟
إلي قالته إيلينا بالأخير 💔؟
حسب رأيكم جونغكوك هيغير رأيه بعد كلامه و إلا لا ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top