04
« أنا أسفةٌ للغاية، أنا حقًا آسفة! أرجوكَ لا تكرهنِي.
لـ-لقد كنتُ خائفةً حقًا، كنتُ أشعرُ وكأنَ شخصًا يعتصرُ قلبِي بشدة لدرجةِ أنهُ آلمنِي حدَّ الموت.
ظننتُ أن مكروهًا أصابكَ، ظننتُ أنكَ لن تستفيق أبدًا بـ-بسببي!.
كنتَ ساكنًا تمامًا؛ دونَ أن تتحرك، دون أن ترمش، دون حتَّى أن تتنفس!.
لقد كانت أبشع وأسوءَ خمسِ دقائق مرَّة في حياتِي، شعرتُ أنِّي أفقدكَ وأنا عاجزةٌ غير قادرةٍ على فعل شيء!
أراكَ تودعُ الحياةَ بعدَ كل دقيقةٍ تمر، وأنا فقط أنظرَ لكَ والدموع في عيني.
أ-أنَا حقًا حقًا آسفة، من كل أعماق قلبي، ولكن رجاءً لا تكرهنِي..»
لم يكن بإستطاعتِ جونغكوك الحركةَ أو حتَّى مبادلتهَا عناقها، كان مصدومًا؛ من فعلتِهَا ومن كلماتهَا.
كان حائرًا، عن سببِ إعتذارهَا بحرقةٍ هكذَا رغمَ أنَّ لا ذنبَ لها، وعن كلماتهَا المترجيةِ بأن لا يكرههَا.
تشوشَ عقلهُ للحظاتٍ يحاول بهَا إستيعابَ ما يحصل، ولكنهُ سرعانَ ما هزَّ رأسهُ يبعدُ الأفكارَ التي إقتحمتهُ موليًا كل إهتمامهِ للتِي تذرفُ الدموعَ دونَ توقفٍ، تشدُّ قميصهُ المبللَ نحوهَا أكثر، والندمُ يحرقُ قلبهَا.
إستطَاع أخيرًا لمَّ شتاتَ نفسهِ، ليبعدهَا بهدوء عن حضنهِ، رغمَ أنَّ رأسهَا قد فارق صدرهُ، غير أنَّ أناملهَا أبت تركَ قميصهِ.
كانت كطفلةٍ في الرابعةِ من العمرِ، تفركُ عيونهَا تبعدُ غشاءَ الدموع عنهَا، وجسدهَا يهتزُ بخفةٍ بفعل الشهقاتِ التِي تحاول كتمهَا، تطالعهُ بعيونهَا المحمرةِ.
منظرهَا جعل من قلب جونغكوك يرقُ أكثر لحالهَا، فأخرجَ تنهيدةً من ثغرهِ، ليبعدَ ناظريهِ لهولةٍ فكر فيهَا بالكلماتِ التِي يجدرُ بهِ قولهَا، ومن ثم أعادَ عيونهُ لهَا.
« أخبرتكِ أنَّ لا ذنبَ لكِ، لذَا رجاءً توقفِي عن تأنيبِ نفسكِ وتحميلهَا المسؤولية، فأنتِ الأخرى كنتِ تغرقين منذُ لحظات.
إن أردنَا وضع اللومِ على أحدهم فسيكونُ أنا، فمَا كان يجدرُ بي محاولةُ التصرفِ كالأبطال الخارقين والقفزُ نحو الماءِ محاولًا إنقاذكِ رغمَ فشلِي في السباحةِ عوضًا عن الذهابِ وطلبِ المساعدةِ من أحدِ الأساتذةِ الموجودينَ.
لذا توقفِي عن قول أنِّي سأكرهكِ، لأنِّي لن أفعل. »
كلماتهُ اللطيفةُ والمراعيةُ، يظنُّ أنها تواسِي قلبهَا، بينمَا هي في الحقيقةِ تزيدهَا وجعًا وألمًا.
بصوتهَا الذي خرجَ متحشرجًا بفعل البكاءِ، أجابتهُ نافيةً.
« لا تقل كلامًا كهذَا، فالذنبُ لن يكون أبدًا ذنبك.
لقد قمتَ بالفعل بعمل بطولِي بإنقاذك لي؛ فرغمَ أنكَ لا تجيدُ السباحةَ إلا أنكَ خاطرةَ بحياتك من أجلي، وأنا حقًا في غايةِ الإمتنان لكَ.
من كلِّ قلبِي، أشكركَ يا بطلِي. »
ختمت كلماتَها بإبتسامة لطيفة على ثغرهَا، عكست فيهَا كل مشاعر الإمتنان..والحبِّ.
تفاجئ جونغكوك قليلًا من كلماتهَا، غير أنهُ بادلهَا الإبتسامة، وبعضُ الحرج بانَ على ملامح وجههِ، ليحكَ مؤخرةَ رقبتهِ كعادتهِ حينمَا يصيبهُ الخجل، ليتمتمَ بخفوت بأن لا شكرَ على واجب.
فجأة، إحتدت عيونهُ ولمعة فضولًا، ليسألها.
« ولكن كيف غرقتِي فجأةً في المسبح؟!. »
إتسعت عيونهَا صدمةً لسببين، أوَّلهما أنها استفاقت أخيرًا من نوبةِ ذعرها ولاحظت المسافةَ المنعدمةَ تقريبًا بينهمَا، ما جعلهَا تفلتهُ بسرعة، وتتراجعَ بخجل، عيونهَا تتحاشَ النظرَ لهُ.
صحيحٌ أنَّها جريئةٌ للغايةِ، ولكن حينمَا يتعلقُ الأمرُ بأستاذها الوسيم تنقلبُ إلى حبَّةِ طماطمَ خجولة.
أمَّا ثانيهمَا فلسؤالهِ الذي ضاعفَ توترهَا.
إبتلعت ماءَ فمها وضغطت على أصابعهَا بإرتباك شديد، رفعت عيونهَا نحوهُ لتجدهُ مقطبَ الحاجبين، ينتظرُ إجابتها.
« حقيقةً..أ-أنا فقط كنتُ أمَا..
لقد كنتُ أنظفُ مياهَ المسبح، وحينمَا تقدمت قليلًا لإلتقاطِ أحد الفضلاتِ المرميةِ، إنزلقتُ بسبب الأرضيةِ المبللةِ وسقطتُ في المياهِ.
هـ-هذا ما حدث. »
قالت كلماتهَا بتوتر أتقنت إخفائهُ، تلو الصلواتَ داخلهَا أن لا ينتابهُ أيُّ ذرةِ شكٍ أو إرتياب.
« ما يحيُّر عقلِي ويربكنِي هو كيفَ لكِ أن تكونِي منقذتِي بعد أن كنتُ أنا المنقذَ هنا؟!. »
بإستغراب تسائل، وبدى كأنمَا يوجهُ السؤال لنفسهِ.
تثاقلت أنفاسها لشدةِ توترهَا، غير أنها تماسكت وحاولت أن لا تظهر أيًّا من مشاعرها الداخلية على وجههَا، وأجابتهُ على تساؤلاتهِ.
« أنا أجيدُ السباحة، غيرَ أنِّي وفي تلكَ اللحظةِ أصابنِي تشنجُ في قدماي، وهذا جعلنِي غير قادرت على السباحةِ.
ولكن ولحسن الحظِّ إختفى التشنجُ بعدَ لحظات من إنقاذكَ لي، وإستطعتُ إنقاذَ كلينَا. »
ما إن أنهت حديثها حتَّى شعر هو بالحرج، ليتأسفَ لها قائلًا.
« أعتذرُ لكِ، ما كان عليَّ التصرفُ كمحقق في حين أنَّهُ لم يمضِي بضعُ دقائق عن الحادثةِ، غير أنِّي لم أستطع كبحَ تساؤلاتِي.
على أيِّ حال..بما أنكِ شكرتنِي على إنقاذي لكِ، فمن واجبِي أيضًا أن أشكركِ
أيتها البطلة. »
ذلك السافل!
يرسلُ لها الإبتساماتَ اللطيفة والكلمات التي تجعلُ أسرابَ الفراشات تجولُ في معدتها دون أيِّ مراعات لقلبها الضعيف!!.
إن لم تكن ستموت بسبب غرقها، فهي لا محال ستموتُ بسببِ سرعةِ أزمة قلبية، وستنتشر في الصحافةِ بعنوان ' عاجل! : فتاةٌ في الثامنةَ عشر من العمرِ تلقَى حدفهَا بسبب أزمة قلبية تسبب بها لها كلماتُ أساتذها الوسيم جيون جونغكوك اللطيفةِ للغاية. '
ولكن، وبالتفكيرِ بالأمر أكثر..لا يبدو الأمرُ سيئًا لهذهِ الدرجةِ.
غير أنها تفضلُ الموتَ خنقًا بسبب قبلة جامحة من شفتيهِ المثيرتين، يبدو الأمر أجمل بأضعاف.
منحرفة؟ ألفُ نعم!.
لم تلاحظ أبدًا شرودهَا المطول فيهِ والذي جعل جونغكوك ينظرُ بإستغراب إلى الوجهِ الأبلهِ الذي تصنعهُ وتلكَ الإبتسامة المريبةُ على ثغرها.
ما جعلهُ يفرقعُ بأصابعهَا أمامَ وجههَا، وهذَا جعلهَا تنتفضُ بخفَّة مستفيقةً من أفكارهَا التي بدأت تأخذُ منحدرًا سيئًا للغاية.
« ما الأمر؟ بما شردتي؟. »
سألها جونغكوك مستغربًا، لتجيبهُ صانعةً أكبر وجه بريئ مزيف قد تراه عيناكَ يومًا.
« فقط..كنتُ أفكر بأن الوقت قد تأخر كثيرًا، وأخشى أن أجعل والداي يقلقان علي. »
إجابتُها جعلت جونغكوك يبتسمُ لها بلطف على مراعاتِهِا، عكسَ ماهو عليهِ أغلبُ من في جيلها، ما جعلهُ يعدلُ الفكرة التِي أخذها عنها سابقًا.
فبطبع، هي لن تخبرهُ عن الأفكار الإباحيةِ التِي تراودها وإلَّا -وهي تقسِمُ أنهُ سيفعل- سيحملهَا ويقومُ بإلقائهَا في حوضِ السباحةِ، ولكن هذهِ المرة سيتركهَا تغرقُ راسمًا أكبر إبتسامة مستمعة على شفتيهِ، ويلقِي أطول خطاب عن الأخلاق في مراسمِ دفنها.
أفاقهَا من صراخهَا الداخلِي وأفكارهَا حول الطرق التِي سيعذبهَا بهَا إذ ما عرف بما يدورُ بعقلهَا القذرُ صوتهُ المطمئِن.
« لا داعِي للقلق، سأوصلكِ إلى منزلكِ بسيارتِي، وسأحادث والديك كي لا يوبخانكِ لتأخركِ. »
'كيف لإنسان أن يكون بهذا اللطف و المراعاة!'
بإنتحاب صرخت بداخلها
'ببساطة لأنه ليس إنسان، بل هو ملاكُ الجمال. '
ب
نبرة تفيض حبًا أجابت نفسهَا.
« أشكركَ أستاذ، هذا حقًا لطف منك. »
بوسع هي قد إبتسمت شاكرةً إياه، ليومئ هو برأسه بأنه لابأس
إستقام كلاهما من على الأرضية لتصدر المياه المتراكمة في ثيابهما صوتًا وهي تقطر على الأرضية، ما جعل كلاهمَا ينتبهان على بلل ثيابهما.
« إلاهي! نحن مبتلان بالكامل! مالعمل؟!. »
أخرجت إيلينَا صوتًا متذمرًا وهي ترمقُ ثيابها المبتلة، لنتظرَ لثياب جونغكوك المبتلةِ كذلكَ، ولكن ولحظِّها العفن، لم يكن الأمر كما يحدثُ عادةً بالأفلامِ والمسلسلاتِ التِي تشاهدهَا، حيثُ يلتصقُ قميصُ البطل جاعلا من منظر صدرهِ المعضَّل مباحًا للأعين، كون أساتذها المحتشِم للغاية يرتدي قميصًا تحت قميصهِ، ما جعل تذمراتهَا تعلو.
هذا ليسَ عادلًا!!.
« أليس لديكِ أيُّ ثياب إضافية؟. »
قاطعَ صوت جونغكوك المتسائل سلسلةَ تذمراتها ونواحهَا داخليًا، لتقطبَ حاجبيها محاولةً التذكر، وما إن فعلت أومئت لهُ برأسهَا.
« بلا أذكرُ أني تركتُ ملابسَ الرياضة هنا. »
تنهدَ الأستاذُ براحة مجيبًا إياها.
« جيد إذن ، إذهبي وغيري ملابسكِ ستجدينني أنتظركِ في مكتبي. »
أومئت هي برأسها ثانيةً وقد كان جونغكوك على وشك الذهاب غير أنها قاطعته بسؤالها
« ولكن ماذا عنكَ أستاذي؟ ألن تغير ثيابك؟. »
رسمَ على ثغرهِ إبتسامة لطيفةً وأجابها
« لا داعي لأن تقلقي بشأني، إذهبي وغيري ملابسكِ. »
تنهدة إيلينا و هي تشاهدهُ يغادر تاركًا إياها وحدها في الصالة، لتنزلَ رأسها تتذكر ما حدث قبل عدة دقائق.
لقد كادت تتسبب بمقتلهِ بسبب غبائها، لم يكن عليها التهور لهذهِ الدرجة!.
أجل، لقد تظاهرت بالغرق بسبب أحلامها الساذجة التي رسمت لها صورتهُ البطولية وهو يقفز للمياه ويحمل جسدها بكل سهولة ومن ثم يقوم لها بالتنفس الإصطناعي..
حتمًا لم تكن لتسامح نفسها لو أصابه أي مكروه، كما لن يسامحها هو إن عرف بالأمر، لذا من الأفضل أن تحتفظ به كـ سرٍ لأخر رمق في حياتها.
إتجهت نحو خزانة الملابس المتواجدة في غرفة تغيير الملابس في الصالة، وأخرجت منها ملابسَ الرياضة والتي لحسن الحظِ قد نستها هناك.
وقد كانت الملابس عبارة عن قميص بدون أكمام و شورت يصل إلى منتصف فخذها، لمحت منشفةً موضوعةً في الخزانة لتأخذها وتجفف بها شعرها.
كانت على وشكِ رميها والخروج، غير أنها إحتفظت بها معها بعد تذكرها لجونغكوك المبتل، كونهُ سيحتاج إلى التجفيف هو الأخر.
توجهت خارجًا نحو المكتب حيث أخبرهَا جونغكوك أنهُ سينتظرها، وما إن وصلت حتى قامت بطرق الباب بخفة من باب الأدب.
وصلها صوتهُ يسمح لها بالدخول، لتدفعَ الباب بخفة وما إن دخلت حتى قطبت حاجبيها بخفة عند لمحها له لايزال بملابسه المبتلةِ.
« أستاذي لما لم تغير ملابسكَ؟ ستصابُ بالزكامِ إن بقيتَ هكذا!. »
بعتاب وقلق قالت لهُ.
« لم أجلب معِي أيَّ ملابس إضافية، ولكن لاتقلقِي الجوُّ دافئ وملابسِي ستجفُ بسرعة، كمَا أنَّ مناعتِي قوية ولن أمرضَ بسهولة. »
أجابهَا يحاولُ طمئنتهَا بنبرتهِ المرحةِ واللطيفةِ.
« ولكن..»
حاولت الإعتراض غير أنه قاطعها مصرًا أنه حقًا لابأس، لتستلمَ وتسلمَ لهُ المنشفةَ التِي جلبتهَا من أجلهِ.
« حسنًا، تفضل المنشفة، جفف نفسكَ بها على الأقل. »
أخذ المنشفة من بين يديها ليبتسمَ لها ممتنًا وأخذَ يمررها على شعره مبعثرًا إياهُ ومبعثرًا معهُ قلب إيلينا التي أخذت تبتلع ريقها بصعوبة وهي ترى خصلاتَ شعرهِ المبعثرةِ على وجههِ، والتي أعطتهُ مظهرًا في غايةِ الإثارةِ.
ما إن أنها تجفيفَ نفسه تحت نظرات الأخرى المتحرشة، والتي غفل عنهَا تمامًا، حتى إتجه نحو الطاولة يحمل من فوقها مفتاح سيارتهِ، متحدثًا وهو خارج من المكتب.
« هيا لأوصلكِ، لقد تأخر الوقت كثيرًا. »
تبعتهُ إيلينَا دون أن تنطقَ بأيِّ كلمةٍ، تشعر بالحماس الشديد.
ولما بحق السماءِ لا تشعر وهي ستركب مع حبِّها الأول في سيارتهِ كي يوصلها للمنزل!.
مجددًا، أخذت السيناريوهات الرومنسية بنسج مواقف في عقلها معهُ في السيارة.
خرج كلاهما من الثانوية وما إن خطت إيلينا
بضع خطوات خارجًا حتَّى شعرت بشيء سميك يوضعُ على كتفها.
رفعت عينيها بإستغراب لتتلاقى نظراتها بنظرات جونغكوك الهادئة وهو يضع لها معطفهُ على كتفيها.
« شعركِ لايزالُ مبللًا، وهنالكَ بعضُ الرياح التِي قد تجعلكِ تصابينَ بالبردِ. »
حسنًا..
ما الذي يحدث الأن؟
ما هذا القرعُ القوي الذي يحدث بداخلها؟
ماذا عن الحرارة التي تتصاعد بجسدهَا؟
هذا طبيعي، أليس كذلك؟!.
أشاحت بنظرهَا بسرعة للأسفل وهي تقضم شفتها السفلية بتوتر، وقد إرتكز بعض الإحمرار على خدَّيها، لتتمتمَ بخفوت
« شـ-شكرًا. »
أومئَ جونغكوك لها ببإبتسامة صغيرة على ثغرهِ جعلتها بالكاد تقفُ على قدميها.
هذا الأستاذ حقًا خطير على قلبها!.
بعد خطواتٍ شعرت إيلينا أنها أميال بسبب الجو المتوتر، ركبَ كلاهمَا السيارة.
ما إن أغلق جونغكوك السيارة حتى إستدار لها مشيرًا أن تضع حزام الأمان.
لو لم يحدث ما سبق والذي جعل أنفاس إيلينا مضطربةً، لكانت الأن تتذمر في سرِّها لعدم وضعهِ لها حزام الأمان بنفسهِ كما يحدث في أغلب الدرامات.
سألها جونغكوك عن مكان سكنها، ليلتزمَ كلاهما الصمت بعدهَا، كان هو مركزًا على الطريق، وكانت هي الأخرى مركزةً فيهِ تتمعنُ كافة تفاصيلهِ.
« كيفَ هي علاقتك بوالديكِ؟ هل تحسنت؟. »
قطع هذا الصمت صوت جونغكوك الهادئ، في البادئ هي إنتفظت بتفاجئ كونها كانت قد شردت فيهِ، ولكنها سرعان ما تداركت الأمر وأجابته بهدوء هي الأخرى.
« لم يتغيَّر شيء حقيقةً، لايزالان يحاولان التحكمَ بي وبقراراتِ حياتِي. »
« هل تكنينَ لهمَا الكره؟.»
قطَّبت إيلينا حاجبيها من سؤالهِ المفاجئ، لتجيبهُ بجدية.
« بالتأكيدِ لا!، كونهمَا يتحكمَان بحياتِي ليسَ بالدافع الكبير الذي سيجعلنِي أكنُّ الكرهَ لهمَا!.
أنا فقط مستائةٌ منهمَا، ولكن مهمَا حدث بيننَا من مشاكل وإختلافات لايزالان والداي، وأنا متأكدةٌ تمامًا من أنهمَا يحباننِي.
ربمَا همَا لا يظهران هذا عادةً، وقد يبدوان للبعضِ ك أشخاص لئيمينَ، ولكن حينمَا أمرض لا تتركُ والدتِي جانبِي إلَّا حينمَا أشفى تمامًا ولو عنى هذا أن تسهر ليالِي.
وحينمَا أرغبُ بشراءِ شيء، فوالدِي لا يبخل عليَّ بنقودهِ؛ رغمَ كرهِي لإستجاوباتهِ لي في كل مرة.
في النهايةِ، لكلٍّ منَا طريقتهُ في إظهارِ حبِّهِ، أليسَ كذلك؟. »
إبتسامةٌ جانبية ظهرت على ثغرِ جونغكوك وهو يجيبها.
« صراحةً، فاجأتنِي إجابتكِ بعض الشيء، فقد بدوتِي لي كشخص طائش، ولكن على ما يبدو، لقد كنتُ مخطئًا بحكمِي عليكِ. »
إبتسمت إيلينَا وبمزاح ردَّت على كلماتهِ متظاهرةً أنها فيلسوفة.
« لا تحكم على الكتابِ من غلافهِ أستاذي!. »
قهقه جونغكوك بخفة على كلماتها وأجابهَا مومئًا.
« حسنًا، أوافقكِ الرأي. »
أدارت إيلينا رأسها للنافذةِ تتأملُ ما في الخارج، ولكنهَا تحدثت مشيرةً لما في الخارج.
« آوه! لقد وصلنَا بالفعل! هذا هو منزلِي!. »
قالت مشيرةً على إحدى المنازل ذو التصميم البسيطِ، أومئ هو لها وإتجهَ يفتح باب السيارة ليخرج منها كما فعلت هي، وأخذَا يسيران نحو باب منزلها بينما إيلينا متوترة من التوبيخ الذي ستحصل عليهِ من والديها وتأمل أن يستطيعَ جونغكوك إقناعهما.
طرقَ جونغكوك الباب بهدوء ولم يلبث الكثير حتى فتح والدها الباب بملامح متجهمة جاعلا من إيلينا تنكمش بخوف، ولكن سرعان ما إختفت هذه الملامح لتحل غيرها مستغربةٌ ما إن إنتقلت نظراتهُ لجونغكوك.
إنحنى جونغكوك بخفةٍ إحترامًا لفارق العمر بينهما، وقال برسمية.
« مرحبًا سيد كيم، أدعَى جيون جونغكوك مدرسُ اللغةِ الأنجليزية لصفِ الذي تدرسُ بهِ إبنتكَ.
أودُ أن أقدمَ إعتذاري لكَ ولسيدة كيم بسبب القلق الذي تسببتُ فيهِ لكمَا بغير قصد منِّي.
كما أودُ أن أشرحَ لكمَا أن سببَ تأخر إبنتكَ هو إصراري بأن تأخذَ حصَّةً أضافية أعطيهَا عادة لطلابِي لمساعدتهم لتحسين مستواهم، ولكني لم أنتبه للوقتِ.
لذا أعتذر. »
تلاشَ كل من الإستغراب والتجهم من ملامح والدها وإرتسمت مكانها تعابير عادية.
بينما إيلينا قد أرتسم التفاجئ على ملامحها وهي ترمقُ جونغكوك، وسرعانَ ما تحولت إلى ملامح ممتنةً، فوالدها بالطبع كان سيوبخها إذ ما علم أنها قد تعرضت لعقاب.
« لا داعي لذلك سيد جيون، كما أشكرك على شرحكَ للموقف لي. »
نفى جونغكوك بأنه لابأس ومن ثم إستئذن منهم، شارحًا بأنه قد تأخر الوقت وأن عليه المغادرة، ليهز السيد كيم رأسه مودعاً إياه
دخل السيد كيم إلى منزلهِ مجددًا، وكانت إيلينا على وشك أن تتبعَ والدهَا هي الأخرى ولكنها تذكرت معطف جونعكوك الذي ترتديه والذي بالمناسبة تبدو كالمهرجين فيه بسبب كبر حجمه مقارنة بضئالة جسدها.
كان جونغكوك قد كاد يركب سيارته ما جعل إيلينا تناديه بصوت عالي بعض الشئ كي يتوقف.
إستدار هو بإستغراب بينما أخذت هي تهرول ناحيتهُ وعندمَا وصلت أمامهُ قالت وهي تعطيهِ معطفهُ.
«لقد نسيت معطفك!.»
إرتسم التفاجئ على وجهه وبدَا وكأنه قد تذكر أمره للتو، ليبتسمَ لها ممتنًا أخذًا إياهُ من بين يديها، وإستدار ليرحل.
في حين أن إيلينَا قد كانت تتصارعُ في داخلها، إلى أن حزمت قرارهَا أخيرًا
فإمَّا الآن أو أبدًا!.
أمسكتهُ من كتفهِ قبل أن يرحل وأدارتهُ نحوها، وقبل أن ينطقَ بأي حرف، جحظت عيونهُ على أقساهما وتجمدَ جسدهُ تمامًا وهو يشعر بنسيج شفتيهَا يوضع بخفَّة على خدهِ، لتبتعدَ قليلًا من بعدهَا وعلى ثغرها أوسع إبتسامة.
« تصبح على خير، جونغكوك. »
لتركضَ من بعدهَا سريعًا نحو منزلها واضعتً يديها على شفتيها بسعادة، تاركةً من يقفُ بعقل تائهٍ، يضعُ يدهُ على خدهِ بصدمة، غير مصدق ما حدث للتو!.
---
2326 كلمة 🌚🌚
طولت بعرف بس عوضتك ببارت طويل كتير و بتمنى يكون نال إعجابكم♥♥
رأيكم في البارت ؟
إيلينا ؟
جونغكوك ؟
القبلة 😂؟ و شو رح تكون ردة فعل جونغكوك عليها لما يتقابل هو و إيلينا في المدرسة ؟
لا تنسو الڤوت و كتابة بعض التعاليق التشجعية لي 💜💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top