03
إنتهت الحصصُ المدرسية ليحينَ موعد عقاب إيلينا، والذي تمثَل في تنظيفِ كل من حمَّاماتِ وحمامِ السباحةِ بأمر من أستاذهَا الوسيم.
كانَ قد فرَّ كل التلاميذِ بالفعل نحو منازلهم أو صالاتِ اللعب ما إن سمعوا صوتَ الجرس، أمَّا من بقي في المدرسةِ هم بعضُ الأساتذةِ الذينَ ينهون بعضَ الأعمال لديهم.
أمَّا إيلينَا الذي لن نستطيعَ وصفَ حالهَا سوى بالمثير لشفقةِ، كونَ كلتَا يديهَا تحملان علبَ المنظفاتِ والممسحةِ، شعرهَا مرفوع نحو الأعلَى بطريقة فوضاويةٍ تثيرُ الضحكَ، وشمَّرت كمَّي قميصهَا كي لا يتوسخَ.
وبمعدة خاويةٍ لم تملئ سوى ببعضِ البسكويتِ الذي إستطاعت الحصول عليهِ في وقتِ الغداء، بدأت مهمتهَا بالتنظيف.
وكل هذَا حدثَ بسبب ذاكَ الأستاذِ صعب المنال الوسيم!، فلمَا بحق السماءِ يغضب! ما المشكلةُ في مغازلتهِ؟! أوليسَ من المفترضِ أن تكون ردةُ فعلهِ الطبيعيةُ هي السعادة؟!.
كان ذالكَ كل ما يدورُ بذهن إيلينَا طوال الوقتِ، متذمرةً من قساوةِ قلبهِ.
ففحين أنَّ تلكَ المسكينةَ تعانِي من القاذوراتِ التِي بالكادِ تمسكُ نفسهَا كي لا يغمَى عليهَا بسببهَا، يجلسُ هو في مكتبهِ واضعًا قدمًا فوق الأخرى بكل أرياحيةٍ!.
« بحق السماءِ قد أتفهمُ قذارةَ الفتيان، ولكن بحق الجحيمِ حمامُ الفتياتِ يعادِلُ قذارتهُ الضعفين!!. »
بصراخ غاضبٍ قالت، تلقِي بنظراتٍ حارقة نحو أحمرِ الشفاهِ الذي يزينُ كل مرآةٍ، والرموشُ المزيفةُ التِي ستلتقطهَا عيونكَ في كل ركن من أركان الحمامِ، ولا داعِي لوصف رائحةِ مثبةِ الشعر الخانقةِ الممتزجةِ برائحةِ العطور القويةِ والتِي جعلتهَا بالفعل تتقيء.
أساقُهَا خطت الجحيمَ أم حمَّامَ الجنسِ اللطيف!!.
عقلهَا يفورُ في كل مرةٍ تتخيلُ فيهَا أستاذَهَا الذي فرضَ عليهَا هذا العقاب، وهو يجلسُ بكل راحةٍ في مكتبهِ، يرتشفُ قهوتهُ الدافئةَ وينجزُ أعمالهُ المنتظرةَ، غيرَ مكترث أو مبال لعنائها، أو من الممكن أن يكونَ قد نسي أمرهَا حتَّى!!.
أنهت أخيرًا أعمالهَا في الحمامين، لتتجهَ نحو قسمِ الرياضةِ، وتحديدًا نحو حمامِ السباحةِ الذي ينتظرُ منها هو الأخر تنظيفهُ.
توجهت نحو مقصدِهَا تجرُّ ساقيهَا بتعب، طبعًا هذا دون أن تنسَى إلقاءَ الشتائمِ على المتسببِ بحالهَا.
بعفويةٍ منهَا، إلتفتت نحو جانبهَا الأيمن، لترَى باب غرفةِ الأساتذةِ، أين يقبعُ مكتبُ أستاذهَا، بفضول لم تستطع التغلب عليهِ إقتربت نحوَ الباب باغيةً التأكد عمَّا إذا كان موجودًا بها أم عاد بالفعل إلى منزلهِ.
وبفضل النافذةِ الزجاجيةِ الموضوعةِ في أعلى الباب، أتيحَ لها رؤيةُ ما بداخل الغرفةِ، لذا، وكاللصوصِ المبتدئين إقتربت نحو تلكَ النافذةِ كي تلقِي نظرةً عبرهَا.
وقد كان موجودًا بالفعل، جالسًا على كرسيهِ، مقطبًا حاجبيهِ، ناظرًا بكل تركيز نحو الأوراق القابعةِ بينَ يديهِ.
ثغرهَا كان على وشكِ إطلاق سيل من الشتائمِ الأخرى في حقهِ، غير أنَّ عيونهَا حنَّة، وبشرود بقية تطالعهُ.
تطالعُ هدوءَ ملامحهِ وجمالهَا، وهذَا جعلَ ملامحهَا تسكن، لم تعلم كم بقية تطالعهُ بذاكَ الشرود، غيرَ أنهَا أدركت أنها أطالت نظراتهَا نحوهُ حينمَا تقدمَ بغتةً نحو الباب راغبًا بالخروج بعد أن أنهَى كل أعمالهِ لليوم.
تسمَّرت في مكانهَا من الصدمةِ والإرتباكِ، وما إستطاعت التحركَ حتَّى رغمَ رؤيتهَا لمقبض الباب يتحركُ معلنًا خروج من في داخل الغرفةِ.
خرجَ هو في حين بقية متسمِّرةً في مكانهَا لا تستطيعُ التحرك، ليقطبَ حاجبيهِ ما إن رآها واقفةً أمامهُ، وتفاجئ لظهورهَا المفاجئ.
«ما الذي تفعلينه هنا؟. »
تسائل هو، لتبتلعَ ماء فمها ببعض التوتر، فقد كانت غارقةً بالكامل في تأملهِ، وهذَا جعلهَا لا تنتبهُ لإقترابهِ من الباب.
« لـ-لقد..في الواقع ..أتيت لأطلب منكَ المساعدة في جلب عدَّةِ تنظيف المسبح، فقد وجدتهَا في مكان عال لا تصلُ إليهِ قائمةُ قدمِي. »
إستطاعت ولحسن حظهَا حياكةَ كذبةً تنقذُ بهَا نفسهَا كي لا تتعرضَ لعقاب آخر من قبلهِ.
همهمَ لهَا بتفهم وأشارَ لهَا بأن تتبعهِ، لتنفذَ أمرهُ بكل رحابةِ صدر.
السيرُ لوحدهمَا، جنبًا إلى الجنب، في ممر خال تمامًا من أي روح بشريةٍ، عداهَا وعدى الملاكِ الذي بجانبهَا، جعلَ من الأفكار الدنيئةِ تلازمهَا.
كأن فجأةً يقوم بجذبهَا من رسغهَا ويلقِي بهَا على الحائطِ بجانبهَا، يداهُ المملوئتان عضلاتٍ تحاصرهَا غير تاركٍ لها أيَّ فرصةٍ للرحيل، بعمق عيونهِ السوداوتين الآسرتين، يطالعهَا بجاذبيتهِ الدائمةِ، ليقتربَ فجأةً منقضًا على شفتيهَا بشفتيهِ مقبلًا إياها بقوة وشغف.
قهقهةٌ صغيرة لم تستطع التحكم بها كانت قد خرجت من ثغرها، لتحاول كتمهَا بوضع يدهَا فوقَ فمِها.
لتتلقَى نظراتِ إستغراب وإستنكارٍ من قبل جونغكوك.
«ما الذي يضحككِ فجأة؟.»
حمحمت محاولةً لبترِ ضحكتهَا التِي أبت التوقف، لتنجحَ بذلك.
«فقط تذكرت شيئا مضحكًا، هذا كل ما في الأمر. »
أومئ برأسهِ ولازالَت علاماتُ الإستنكارِ مرسومةً على محياهُ من فعلها الغريب، غير أنهُ فضل التجاهل و واصلَ مشيهُ، لتتبعهُ قدماهَا كمَا تبعتهُ عيناهَا.
بعدَ مدة قصيرة من المشي، وصلا إلى المسبح، فتقدمَ هو باحثًا عن مكان المنظفاتِ، ولحسن حظِّ إيلينَا التِي كانت تمسكُ قلبهَا خوفًا، كان مكان المنظفاتِ بالفعل عال، فهي لم تقل ما قالتهُ سوى لإنقاذِ نفسها.
أمسكَ المنظفاتِ وجلبهم لهَا واضعًا إياهم أمامهَا، وخاطبها بنبرة حازمة.
« أسرعِي بالتنظيفِ، فالمدرسةُ على وشكِ أن تقفلَ أبوابهَا، ولكن لا يعنِي هذَا أن تتهاونِي في التنظيف!!. »
أومئت لهُ وأخذت الشبكةَ التِي ستلتقطُ بهَا القاذوراتِ المرميةَ وسطَ المياهِ.
قرفصت أمامَ حافةِ المسبح وكانت على وشكِ البدأ بالتنظيفِ، غير أن صوت خطواتِ حذائهِ وصلت إلى مسامعها، ما جعلهَا تستدير، فتراهُ خارجًا تاركًا إياها لوحدِها.
قبل أن يغادر جونغكوك غرفةَ المسبح تمامًا، تجمدَ في مكانهِ إثر صوتِ وقوع قوي وسطَ المياه، ما جعلهُ يستدير بسرعةٍ والفزعُ يملئ محياهُ.
شهقَ برعب وإتسعت عيونهُ بقوة إثر رؤيتهِ لإيلينَا وهي تتخبطُ في المياهِ تصرخُ طالبةً النجدةَ.
ليتجهَ مسرعًا نحو حافةِ المسبح ويمدَ يدهُ نحوهَا صارخًا.
«
سارعِي ومدِّ يدكِ نحوي! لا تقلقِي سوف أجذبكِ نحو الخارج! فقط ساعدنِي بـ مدِّكِ ليدكِ لي!!. »
رغمَ صراخهِ المتواصل أن تمدَ يدهَا لهُ، إلا أنها بقية تتخبطُ في المياهِ وما نفَّذت أمرهُ، نظرَ لهَا بعيون مرتبكة ومتوترة، وقد بدأ نسقُ تنفسهِ بتسارع، وهو يراهَا تغرقُ أمامهُ.
« هيا إيلينا! أرجوكِ فقط أعطنِي يدكِ!. »
قال لهَا بنبرة إمتزجت يأسًا وترجيًا.
تخبطاتهَا بدأت تقل، وجسدهَا إرتخى، وعيونهَا أغلقت، تاركةً من جسدهَا ينزل إلى القاع.
كل ما كانَ يسمعُ في الصالةُ هو صوت ضرباتِ قلب جونغكوك ونسق تنفسهِ المتسارع والعالِي بعدَ أن إستكَان صوتُ المياهِ.
قدماهُ إرتعشا بشدة، حتى كادَا يخونانهِ ويرديانهِ أرضًا، رمشَ بعيونهِ غيرَ مصدق لمَا حدث أمامهُ.
وما إن إستفاق من صدمتهِ، لم يفكر مرتين قبل أن يقفزَ في المياهِ باحثًا عن جسدهَا الأنثوي، ولم يستغرق الكثير كون المسبحَ لم يكن بالعميق جدًا ليلمحَ يدهَا، فأمسكهَا بسرعة وجذبها نحوهُ.
أخرجَ رأسها من المياهِ تاركًا لها المجال لإلتقاطِ أنفاسها الضائعةِ، لتسعل بقوة واضعةً يدها فوق صدرها تحاول التنفس.
لم تستطع فرحتهُ أن تكتمل بكونهِ إلتقطهَا من براثين الموت وهي على خير ما يرام، كونهُ قد شعر بالمياهِ تجذبهُ نحو الأسفل، وحينهَا إتسعت عيونه مدركًا، أنه لا يجيدُ السباحةَ أصلا!!.
إستغرابٌ ظهر على ملامح إيلينَا وهي تراهُ كالفقمةِ ينزلُ للمياهِ ويرتفع، ولكن حينمَا تداركت الأمر إتسعت عيونهَا وهي تشهدهُ يغوصُ نحو الأسفل.
فهرعت نحوهُ تسبحُ بسرعة كي تجذبهُ نحوهَا وتحاول إخراجهُ من المسبح، غير أن المهمةَ أصبحت أصعب كونهُ قد فقدَ وعيهُ جرَّاء شربهِ للكثير من المياهِ، غير أنها لم تستسلم وظلَّت تجذب جسدهُ بصعوبة بالغة نحو الخارج.
وما إن إستطاعت وأخيرًا إرساءَ جسدهِ على الأرضيةِ بجانب الحوضِ، حتَّى إرتعشَ كاملُ جسدهَا خوفًا، إثر رؤيتهَا لجسدهِ الساكن دون حراكٍ.
كانت تفكر بإستمرار بـ ما الذي يجبُ عليهَا فعله، كيف يجدرُ بها التصرف.
وفي كل مرة تحطُ فيها عيونهَا على جسدهِ يزدادُ خوفهَا وإرتعابهَا.
وما إن عملَ عقلهَا أخيرًا الذي توقف لوهلةٍ لشدة الخوفِ، تذكرت حضورهَا سابقًا لإحدى الدوراتِ التعليميةِ حول الإسعافاتِ الأوليةِ، ولحسن حظهَا كانوا حينهَا يعلمون كيفيةَ إنقاذِ الغريق.
فهرعت نحوهُ بسرعةِ البرق واضعةً يداهَا على صدرهِ تضغطُ عليهِ بقوة محاولةً إخراجَ المياهَ التِي إبتلعهَا، ورغمَ محاولاتهَا المتكررةِ، إلا أنها بائت بالفشل.
لترتعشَ شفتاهَا وتجفَ الدماءُ في عروقهَا، مرعوبةً بشدة أن يكون شيء سيء قد حدثَ لهُ، والأسوءُ أن يكونَ بسببهَا!.
بعيونهَا ضبابيةِ جرَّاءَ الدموع التِي تجمعت بها، أعادت الكرَّةَ مرارًا وتكرارًا، ولكن..لاشيء..
تمالكت نفسهَا كي لا تنفجرَ بكاءً، وهي ترى بشرتهُ الشاحبةَ وعيونهُ المغلقةَ وجسدهُ الذي يأبى أن يعطيهَا أي إشارةٍ أنَّهُ بخير
لتقتربَ نحوهُ مغلقةً أنفهُ بإصبعيهَا وفاتحةً فمهُ بيدهَا الأخرى، عازمةً على القيامِ بتنفس إصطناعِي لهُ.
تقدمت بترددٍ في البادئ، حتى تلامسة أنوفهم، تنظرُ نحوَ فمهِ، مستجمعةً شجاعتهَا، وإقتربت أكثر
وما كادت أن تتلامسَ شفتاهمَا حتَّى شعرت فجأةً بيدٍ توضعُ على صدرهَا وتدفعهَا بعيدًا.
لتتجمدَ تمامًا وتتسع عيونهَا وهي تراهُ يسعل بقوة محاولًا التنفسَ، ومن ثغرهِ خرجت بعضُ المياهِ
بقلق وصوت مهتز إقتربت نحوهُ تسألهُ
« هل أنتَ بخير؟ كيفَ تشعر؟ هل هنالكَ شيء يؤلمكَ؟ هل نذهبُ لطبيب؟. »
رفعَ رأسهُ ينظرُ لأعينهَا القلقةِ والخائفةِ، ليبادلهَا ذاتَ النظراتِ، وأخذت عيونهُ تتفقدُ جسدَها، يطمئن عما إذا كانت بخير، ليومئ برأسهِ أنهُ بخير مطمئنًا قلبهَا، كونهُ لم يستطع أن يجيبهَا بسبب شعورهِ ببعضِ الدوارِ
عضَّت شفتيهَا ندمًا وذنبًا، تطالعهُ بقلب يعتصرُ ألمًا، آسفةً بعمق للحال التي هو حليهَا بسببهَا.
عبست بشفتيهَا، وأنزلت رأسها، تشعرُ بالعارِ لنظرِ نحوهُ.
« أ-أنَا حقًا آسفة..كل هذَا بسببِي، لم يكن عليَّ المـ..»
قاطع كلماتهَا المعتذرة، وحاول الإبتسامَ لهَا رغمَ شعورهِ بالتعب.
« لا داعِي لأن تلقِي اللومَ على نفسكِ لأمر لم يكن حصولهُ ذنبكِ، لذا لا تتأسفِي لي. »
كلماتهُ اللطيفةُ ما كانت سوَى خناجرَ ذنب تطعنُ في قلبهَا، كانت تشعرُ بالسوءِ الشديدِ لدرجةِ أنَّها لم تستطع منعَ نفسهَا وعدمَ البكاءِ أمامهُ، رغمَ مقتهَا الشديدِ لذلكَ.
كما لم تنتبه لنفسهَا وهي تحتضنهُ، تبكِي بحرقةٍ للكارثةِ التِي كادت تودي بحياتهِ، ولشعورهَا أنها أفضعُ وأسوءُ شخص بالكون بسبب لطفِ كلماتهِ وحنِّيةِ عيونهِ.
تجمدَ جونغكوك في مكانهِ دون حراكٍ، ودون أن تنفسَ لثوان، بسبب الصدمةِ، لبكائهَا الشديد، ولعناقهَا المحكم.
« أنا أسفةٌ للغاية، أنا حقًا آسفة! أرجوكَ لا تكرهنِي.
لـ-لقد كنتُ خائفةً حقًا، كنتُ أشعرُ وكأنَ شخصًا يعتصرُ قلبِي بشدة لدرجةِ أنهُ آلمنِي حدَّ الموت.
ظننتُ أن مكروهًا أصابكَ، ظننتُ أنكَ لن تستفيق أبدًا بـ-بسببي!.
كنتَ ساكنًا تمامًا؛ دونَ أن تتحرك، دون أن ترمش، دون حتَّى أن تتنفس!.
لقد كانت أبشع وأسوءَ خمسِ دقائق مرَّة في حياتِي، شعرتُ أنِّي أفقدكَ وأنا عاجزةٌ غير قادرةٍ على فعل شيء!
أراكَ تودعُ الحياةَ بعدَ كل دقيقةٍ تمر، وأنا فقط أنظرَ لكَ والدموع في عيني.
أ-أنَا حقًا حقًا آسفة، من كل أعماق قلبي، ولكن رجاءً لا تكرهنِي..»
---
طولت كتير بعرف و أنا أسفة كتير بس بوعدكم أنو ما عاد أتأخر مثل هيك إنشاء الله رح تكون هي أخرة مرة
رأيكم في البارت ؟
جونغكوك ؟
إيلينا ؟
يلي صار بالمسبح و خارجه ؟
كلمات إيلينا الأخير ؟ و شو متوقعين ردة فعل جونغكوك بعده ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top