9

Start

تشانيول كان في مزاج سيئ، حاجبيه المعقودين يُبديان غضبه كما عينيه الحمراوتين تُظهران أنه لم يحصل على نوم هنئ

قبل بزوغ الشمس كان يقف في المطبخ الفارغ من الخدم يقوم بتحضير الطعام من أجله هو و تشانسوك

" هل يدعون هذا كيمتشي حتى؟"

تمتم بتقزز بعدما تذوق القليل من الكيمتشي الجاهز بالثلاجة فألقي بالعُلبة حيث كانت ثم بحث في الثلاجة عن ما يُمكنه تحضيره

"ماذا تفعل هناك؟"

قلب عينيه بإنزعاج فكان يضع اللمسات الأخيرة على الأطباق و كان سيذهب إلى غُرفة تشانسوك في سلام لكن ظهور كبيرة الخدم في المطبخ فجأة قد أفسد مزاجه أكثر مما هو

" أحيك سُترة هل تُريدين واحدة؟"

أجابها بجدية كأنه لا يسخر فتقدمت منه بخطوات واسعة و كادت تسكب الأطباق التي أمامه إلا أنه وضع ذراعه سريعاً يمنعها عن ذلك

" أنتِ بعمر جدتي تقريباً لذا لا أريد أن أكون وقحاً معكِ"

هسهس من بين أسنانه فقهقهت الأخرى بصدمة

"جدتك؟ قد أكون أصغر من والدتك إن لم أكن أصغر منك أنت شخصياً"

أومأ تشانيول بعدم اكتراث لحديثها المُنفعل و حمل أطباق الطعام بحذر يضعها فوق صينية ثم قام بحملها بقصد الخروج من المطبخ إلا أن الأخري قد اعترضت طريقه

" لمن هذا الطعام؟"

"أنا و تشانسوك؟"

أجابها بنبرة تميل إلى التساؤل فانعقد حاجبيها

" تشانسوك؟ إنها سيدتك فلا تنطق إسمها دون رسمية"

ارتفع حاجبي تشانيول في استهزاء لينحني إليها برأسه بخفة

" لي و للآنسة تشانسوك...شيئ آخر ؟"

قلب عينيه نهاية حديثه و تحرك جانباً كي يُغادر فتحركت معه تعترض طريقه مرة أخرى ليزفر بعمق

" يُمنع تغيير قائمة طعام الآنسة تشانسوك دون إذن السيد تشوي، و كذلك يُمنع أن تتناول أي شيئ لم نقم نحن بتحضيره"

"إن كُنتِ قلقة من أن يكون الطعام مسموماً فلتُضحي بنفسكِ و تتذوقيه، أما بشأن قائمة الطعام التي لا يوجد بها سوى الشطائر فالآنسة تشانسوك بنفسها من طلبت تغييرها "

تحرك إلى الجانب الآخر لتتحرك معه فأغلق عينيه بقوة يحاول تمالك أعصابه

" قُلت ممنوع "

" أحاول احترام فارق العمر بيننا و كونكِ عجوز لكن إن لم تغربي عن وجهي الآن فسأُفرغ غضبي بكِ و صدقيني غضبي بشع"

هسهس بتهديد و خطى مُبتعداً عنها فوضعت ذراعها أسفل صينية الطعام التي يحملها و قلبتها عليه ليتأوه مُتألماً من حرارة الطعام التي اخترقت ثيابه

" هل فقدتي عقلك؟ "

صاح بإنفعال و وجهه الغاضب جعلها تنتفض من داخلها إلا أنها قابلته بإبتسامة جانبية مُستفزة

اقترب منها بخطوة واسعة و كاد يلكم وجهها لولا الصوت البارد الذي قاطعه

"ماذا يحدث هنا؟"

أخفض قبضته يرمقها بحنق ثم استدار يُواجه السيد تشوي لينحني إليه بحركة بسيطة

"ماذا حدث لثيابك؟"

أشار نحو ملابس تشانيول المُلطخة بالحساء فتنفس تشانيول بعمق كي يهدأ ثم أجابه بهدوء

"كبيرة الخدم ألقت الطعام بوجهي لأنني أردت تغيير قائمة طعام الآنسة تشانسوك...لقد تعرضت إلى حادث كبير و تتناول الكثير من الأدوية لذا الشطائر ليست بالطعام الذي قد يتغذى به جسدها، كما أنها فقدت وعيها مرة و كذلك يُصيبها الدوار كثيراً لذا...أردت تقديم المُساعدة فقط فهذا عملي "

رفع كتفيه نهاية حديثه الذي أضاف به بعض الكذب فرمقته كبيرة الخدم بنظرة جانبية مُنزعجة لتنظر إلى السيد تشوي تُبرر

" حتى و إن كان حارس الآنسة تشانسوك فمازلنا لا نعرف ما الذي ينوي فعله لذا وجب الحذر "

همهم السيد تشوي بتفهم لينظر إلى ساعته ثم رفع نظراته إلى تشانيول يقول بإبتسامة بسيطة

" لنتحدث قليلاً فمازال أمامي بضع دقائق"

أومأ إليه تشانيول فسبقه السيد تشوي ليلتفت تشانيول إلى كبيرة الخدم و هسهس من بين أسنانه بتحذير

" إن كنت محظوظة هذه المرة فلن يحدث هذا دائماً لذا احذري غضبي أيتها العجوز"

"العجوز تكون والدتك"

أجابته بحنق فتجاهلها ليلحق بالسيد تشوي

سار كلاهما متجاورين بالحديقة قريباً من المسبح، و بين كل عشرة خطوات تقريباً يوجد رجل أمن ضخم البنية يبدو كالجدار، ضخم، ثابت ولا يتحرك

" كيف تشعر هنا تشانيول؟ "

توقف تشانيول عن تفحص المكان و التفت ينظر إلى الرجل الذي يسير بجانبه ليقول بهدوء يُشابه خاصة السيد تشوي

" أنني مسجون"

ضحك السيد تشوي و توقف عن السير ليلتفت مواجهاً تشانيول

"لم أتوقع أن تشعر بهذه الطريقة، تمنيت لو أنك تشعر بالراحة و السعادة بيننا كما كانت يورا...تعرف أنها كانت كإبنة لي و هي رأتني كوالدها و ليس مُديرها فقط"

" اعذرني سيد تشوي لكن إن كنت تتعامل مع ابنتك كمسجونة فكيف تتوقع مني أن أصدق بأن أختي شعرت بالراحة بينكم؟ و لا أعرف حتى لماذا طلبت مني العمل هنا لحراسة ابنتك على الرغم من أنها لا تخرج من حدود غرفتها؟ أشعر و كأن الهدف هو مُراقبتي و ليس أن أقوم بحراسة الآنسة تشانسوك لكن كلما فكرت لا أجد سبباً ليتم وضعي تحت المُراقبة "

رفع حاجبيه مع كلماته الأخيرة يؤكد ذلك فرمقه السيد تشوي بصمت لبضعة لحظات قبل أن يومئ إليه ثم عاد يسير مُجدداً ليتحرك تشانيول هو الآخر

" ابنتي ليست مسجونة فتشانسوك هي من وضعت هذه الحدود لنفسها منذ أن فقدت بصرها...رُبما بسبب الصدمة حتى أنها ترفض خطيبها الذي أحبته لأعوام طويلة لكنني سأكون مُمتناً لك إن ساعدتها بالخروج من عزلتها"

تشانيول كاد يُصدقه بسبب براءة نبرته لكن تحركات تشانسوك في حضرة مين هيون كانت تؤكد أنها لم تُحبه يوماً كما قالت

حزن تشانسوك من الطعام المُقدم إليها كان يوضح أنها مُجبرة

و الأهم من ذلك والدها لم يسأل عليها منذ أن دخل تشانيول إلى هذا المنزل

" إذاً يُمكنني اصطحاب الآنسة تشانسوك إلى الخارج صحيح؟"

جفل السيد تشوي من طلبه ثم قهقه ليومئ إليه

"بالطبع، يُمكنك اصطحاب بعض الحراس معك أيضاً، هذا لسلامة تشانسوك"

همهم تشانيول بتفهم ثم أكمل

" كذلك يجب أن تتغير قائمة الطعام فحتى أنا لن أمتلك القدرة على حمايتها إن اقتصرت تغذيتي على بضعة شطائر أتناولها يومياً"

ضم السيد تشوي شفتيه و هو يومئ إليه ثم رفع ساعته ينظر إليها يقول

" يجب أن أُغادر، إذا أردت شيئاً لأجلك أو لأجل تشانسوك لا تتردد بإخباري فأنا كوالدك...سوف أُخبر سائق تشانسوك أن يكون معكما إذا أردت الخروج و اختر العدد الذي ترغب به من الحراس "

انحني إليه تشانيول بخفة و راقبه إلى أن خرج من باب الحديقة فتلفت حول نفسه يُلقي نظرة أخيرة حول الحُراس ثم تمتم بسخرية

" يا للصدفة...حتى والدي أكرهه مثلك "

هز رأسه إلى الجانبين لينظر إلى ثيابه فزفر بعمق و توجه إلى غُرفته كي يستحم ثم بدّل ثيابه قبل ذهابه إلى غُرفة تشانسوك

دخل دون طرق الباب فاستقامت بجذعها سريعاً لينظر نحوها و أخفض عينيه إلى صينية الطعام المُغطاة أطباقها

أغلق الباب ليسير نحوها ثم جلس على طرف السرير يُبعد الغطاء عن الأواني فتنهد بعمق حين رؤيته الشطائر فقط

"هل تشاجرت مع كبيرة الخدم حقاً؟"

"تلك العجوز الثرثارة، كدت أضربها لولا دخول السيد تشوي فجأة"

ضحك بسخرية فارتبكت الأخرى من صوت قهقهاته الخافتة التي تلت ضحكته تلك و بعدم راحة تحركت في مكانها

" هل...أبي قال شيئاً؟"

همهم بالنفي و حمل إحدي الشطائر يضعها بين كفيها بإهتمام

" سمح لي بتغيير قائمة الطعام و كذلك سمح لي بأن أخرج معكِ "

أخفضت تشانسوك رأسها بعبوس فتوقف تشانيول عن مضغ شطيرته لينظر إليها بإستغراب

" ما بكِ؟"

"لا شيئ"

هزت رأسها بإبتسامة مُزيفة و مدت كفها كي تضع الشطيرة على صينية الطعام ليُمسك تشانيول بيدها سريعاً

" لا، تناوليها كي لا تفقدي وعيكِ بحق "

أمسك بالشطيرة ليضعها أمام شفتيها فقضمت منها قطعة بتوتر ثم رفعت يديها تُمسك هي بالشطيرة بدلاً منه و همست بخجل

" سأتناولها بنفسي"

همهم بتفهم و تركها ثم رفع قدميه عن الأرض يتربع

" بشأن ما قاله مين هيون"

رفع تشانيول نظراته نحوها حين همست بتردد فتنهدت بضيق لتهمس بخفوت

"أنا آسفة"

"لماذا تعتذرين؟ كان مُحقاً فيما قاله"

ارتفع طرف شفتيه بإستهزاء لكن تشانسوك كانت قادرة على سماع صوته المُنكسر

"لا تقل هذا حتى و إن كان بقصد السُخرية"

همهم بعدم فهم فابتسمت تشانسوك

" يورا...ليست كما يقولون"

انعقد حاجبي تشانيول بخفة ليخفض رأسه ينظر إلى الأطباق أمامه و قد امتنع عن التحدث بهذا الأمر

_________________

"هل يُمكنني تناول مشروب ما؟"

هيبا سألت بإحترام فرفع بيكهيون رأسه عن حاسوبه وهو يرمش بضعة مرات بإستغراب ثم التفت حيث تقف، و تلك السكين التي تحملها لم تكن تتناسب أبداً مع نبرتها المُحترمة هذه فقهقه بيكهيون بخفة وهو يهز رأسه إلى الجانبين

" لا حاجة لطلب الإذن أولاً"

"بلى، فهو منزلك أنت "

رفعت كتفيها ليومئ بيكهيون

"يُمكنك ذلك، لقد أحضرتهم لأجلكِ بالفعل"

ضمت هيبا شفتيها و هي تومئ إليه ثم سارت نحو المطبخ بحماس ليُراقبها بيكهيون حتى وقفت أمام الثلاجة فقهقه مرة أخرى قبل أن يعود إلى مُشاهدة الفيلم الذي يعمل على ترجمته

انحنت هيبا تجلس على رُكبتيها بينما تبحث بين المشروبات التي أحضرها بيكهيون لأجلها فمزاجها لم يكن يتناسب معه شرب القهوة الآن

كان هناك رفين أحدهما رُصّت به أطباق طعام قديم يجاوره المشروبات الخاصة بهيبا

و أسفله كانت مشروبات بيكهيون الخاصة والتي لا تُناسب هيبا

زجاجات القهوة كانت في المُقدمة فاضطرت إلى إخراجها كي تبحث بالمشروبات خلفها و ما إن أخرجتهم كانت قادرة على رؤية صف المشروبات الخاصة ببيكهيون كون رف الثلاجة كان زُجاجياً

جحظت بعينيها و شهقت بتفاجؤ فانعقد حاجبي بيكهيون ليرفع رأسه ينظر نحو المطبخ و صاح مُتسائلاً

"أنتِ بخير؟"

"نـ نعم"

أجابته بتلعثم و عينيها لم تبتعدا عن رف مشروبات بيكهيون

التفتت تنظر حولها بحذر ثم انحنت برأسها قليلاً و هي تمد كفيها إلى الرف السُفلي حيث مشروبات كحولية بالخلف

"والله؟! قال يعني لو لونه مش أحمر مش هعرفه"

هسهست مُضيّقة عينيها بحنق و هي ترمق تلك الزجاجة الخضراء بين يديها لتُخرج البقية ثم استقامت لتسير نحو الحوض

قامت بفتح الزُجاجة الأولي لتُفرغ محتواها، و الثانية تلتها فحرّك بيكهيون عينيه ينظر نحو المطبخ يستغرب صوت فتح الزُجاجات تلك ثم أعاد نظراته إلى حاسوبه

ثانية

ثانيتين

اتسعت أعين بيكهيون تدريجياً و بحركة سريعة أعاد عينيه نحو المطبخ ثم قفز من فوق الأريكة راكضاً إليها ليُنقذ الزُجاجة الثالثة من بين يديها و احتضنها إلى صدره الذي يعلو و يهبط بوتيرة سريعة

"ماذا... تفعلين؟"

صاح من بين أنفاسه ليرمق الزجاجة بنظرة ثم رفع عينيه نحو هيبا التي تخصرت

"ألم أمنعك من تناول هذه المشروبات و أنا معك بنفس المنزل؟"

" هذا سوجو كما أنه ليس قوياً، يُمكنني تحمله و لن أثمل"

برر محاولاً تمالك أعصابه فهزت هيبا رأسها إلى الجانبين ترفض ذلك

" مازال هذا غير مقبول"

"غير مقبول في دينكِ أنتِ لكن أنا رجل حُر و أفعل ما أُريده فهذا منزلي "

هسهس بإنزعاج لينعقد حاجبيها

" منزلك لكن هناك امرأة غريبة تعيش معك فماذا لو ثملت و ارتكبت جريمة بحقي؟ بل ماذا لو أن أولئك الأشخاص هجموا على المنزل فجأة و أنت ثمل؟ كيف ستُنقذني و تُنقذ نفسك؟ "

رفعت حاجبيها نهاية حديثها فتنهد بيكهيون و التفت يضع الزجاجة فوق الحوض

" لن يحدث ذلك، و إن حدث يُمكنكِ لومي "

" و أنا لن أنتظر إلى أن يحدث هذا بيكهيون، في هذا المنزل إما أن أبقي أنا أو هذه الزُجاجات "

صاحت عليه بإنفعال فقهقه بعدم تصديق و التفت ينظر إليها

" أنا لست بحاجتكِ بل العكس فأنا من أقوم بمُساعدتك"

همهمت توافقه بينما تومئ برأسها

" أنت تُساعدني لكن بالمُقابل لن أقدم تنازلات، فلا أهرب من أن يتم سجني أو قتلي لأجعل من جسدي أو حتى عقلي رخيصاً فالقتل أهون بالنسبة لي"

"لم أنتِ درامية هكذا؟"

زفرت مُنزعجة من قهقته الهادئة التي سخر منها بها

" لست درامية بل هذه المشروبات تُذهب عقلك تدريجياً و نسبة كبيرة من الكوارث تحدث بسببها...  آسفة إن كُنت أتدخل في حياتك بهذه الطريقة "

ختمت حديثها بتنهيدة عميقة ثم التفتت مُغادرة المطبخ تاركة بيكهيون هناك يضم قبضتيه بضيق إلى أن سمع صوت فتح باب المنزل فانعقد حاجبيه و بخطوات واسعة خرج حيث الأخرى فرآها تُغادر المنزل ليستوقفها

" إلى أين؟ "

ضغطت بقبضتها على مقبض الباب و دون أن تلتفت نحوه أجابته

"شكراً لك على مُساعدتي سيد بيون، و ثياب أخيك سوف أُعيدها لاحقاً...إن بقيت على قيد الحياة"

أتمت حديثها بنبرة خافتة مُختنقة و غادرت بعدها تاركة إياه يقف بمكانه ينظر إلى الباب بعدم تصديق


To be continued.......

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top