7

Start

"تحدثت معي المُمرضة للتو...هيونغجاي فتح عينيه لبضعة دقائق لكنه لحسن الحظ فقد وعيه مُجدداً"

مين هيون تنهد براحة نهاية حديثه ليميل والده برأسه مُتسائلاً

" لماذا لا ترغب بأن يستفيق أخوك من غيبوبته؟"

اقترب مين هيون ليجلس على المقعد أمام مكتب والده ثم استند بمرفقيه على طاولة المكتب

" هيونغجاي بهذه الحالة بسببك فتخيل أن يستيقظ و يجد أنك أيضاً قتلت زوجته؟ ستكون كارثة قد حلّت علينا"

"هل فقدت عقلك لتتحدث عن هذا الأمر هُنا؟ "

صرخ بهمس قلق و هو يرمق باب مكتبه فضم مين هيون شفتيه و انحني برأسه مُعتذراً

" ألم يحن موعدك مع تشانسوك؟ هيا غادر و لنتحدث حين عودتنا إلى المنزل "

تأوه مين هيون بإنزعاج ليتكتف

" ما الداعي من قضاء كل هذا الوقت معها؟ إنها مُملة "

"ستظل على هذه الحال إلى أن يحين موعد الزفاف...ألست أنت من أصررت على هذا الزواج منذ البداية ؟ هذه هي الطريقة الوحيدة لتُثبت إلى والدها أنك ستحاول التقرب منها و تتوقف عن العبث في الأرجاء... و أتمني أن يحدث هذا بالفعل قبل أن يُنسب طفل آخر إلى عائلتنا والدته ذات أصل حقير"

لمّح بحديثه إلى حفيده الأول فابتسم مين هيون يومئ إليه ثم غادر مكتبه يتوجه إلى منزل خطيبته

تشانيول حرّك رأسه بحركة دائرية مُتململة فهاتفه قد انتهى شحنه، و تشانسوك التي يجب عليه حمايتها من اللاشيئ.. لا تفعل شيئاً سوي التمدد فوق السرير

" سأُخبركِ بحقيقة تجهلينها"

تشانيول نبس بجدية لترمش مرتين قبل أن تلتفت برأسها حيث مصدر صوته و همهمت تحثه على إخبارها بما تجهله

"يُمكن للكفيف الخروج و التجول فهو لا يسير على عينيه كما تعرفين"

مرت لحظات صامتة إلى أن ضحكت تشانسوك بصخب حتى أدمعت عينيها فانعقد حاجبي تشانيول من ردة فعلها

"هل هذا مُضحك؟"

سأل و هو يسير نحوها ثم جلس على طرف سريرها لتومئ إليه كإجابة

" أ تعرف أن فُقدان بصري هو لصالحي؟ أنا لست بحالة اكتئاب إن كنت تظن هذا"

قلبت شفتيها نهاية حديثها ليرفع تشانيول عينيه ينظر نحو السقف و قهقه بسخرية

" أنتِ فاقدة لعقلك"

" لا أحد هنا صحيح؟ "

همهم بالإيجاب و استدار يتأكد من ذلك ثم أعاد نظراته نحوها

" قُلت أنني حاولت الإنتحار من قبل...ربما فكرت في ذلك لكن ليس بسبب مين هيون، صدقني هو أرخص من أن أُضيع حياتي حُزناً عليه، هذا إن كنت قد حزنت عليه"

رفعت كتفيها نهاية حديثها لينعقد حاجبي تشانيول بعدم فهم

"رأيتكِ بعيناي تـ..."

قاطعهما دخول مين هيون فجأة فابتلع تشانيول كلماته و وقف من مكانه بهدوء يسير حيث الأريكة يجلس هناك كما يفعل طوال الوقت

" ماذا كنت تفعل بجانبها؟ "

تمتم مين هيون بصوتٍ مسموع و لم يكن مُهتماً تجاه الإجابة لكن حتى و ان كان مُهتماً فلم يكن ليُجيبه تشانيول كما تجاهله الآن

" ماذا تفعلين؟"

سأل ليجلس مجاوراً إلى تشانسوك فضم تشانيول شفتيه يحاول منع نفسه من الرد عليه بسخرية

" كنت على وشك النوم "

" النوم الآن؟ إنها الثانية ظُهراً، أم أنكِ تتهربين مني هممم؟"

أمسك بأنفها بين سبابته و الوسطى كاتماً أنفاسها بمزاح فتجعدت ملامح تشانسوك بإنزعاج لتدفع يده بعيداً عنها ثم مسدت أنفها بلطف

"لا تفعل هذا مُجدداً"

نبست بجدية ثم حركت كفها فوق السرير باحثة عن غرض ما لينظر مين هيون نحو يدها ثم أمسك بها بحميمية لتجفل

" لتخرج و تتركني مع تشانسوك قليلاً، نُريد بعض الخصوصية"

تشانيول كاد يخرج كما أمره مين هيون لكن ما إن سمعت تشانسوك صوت الباب يُفتح حتى قفزت من مكانها بفزع تقول

"تشانيول ساعدني بدخول الحمام "

أغلق الباب و التفت نحوها فأشار إليه مين هيون بعينيه أن يخرج ليتنهد بعمق ثم استرق نظرة أخيرة نحو تشانسوك قبل أن يخرج

" أنت! لماذا خرجت من هناك؟"

زفر تشانيول بملل حين صدح صوت صراخ كبيرة الخدم توبخه ليسير في الطريق المُعاكس لها

" بارك تشانيول توقف هناك"

صاحت بإنفعال فشهقت تشانسوك بتفاجؤ من صوتها العالي ثم وقفت من مكانها تُقاطع بذلك تلك القُبلة التي أوشك مين هيون علي بدئها دون معرفة منها

تشانيول عض على شفته السُفلى ليركض بخطوات أسرع حيث المطبخ بالدور السُفلي فلحقت به كبيرة الخدم بينما تصرخ عليه موبخة إياه

صرخت بإسمه بأنفاس لاهثة حين وقفت أمام باب المطبخ من الداخل فالتفت الخدم الآخرين ينظرون إليها في حين تناول هو الماء ببرود يدّعي عدم سماعه لها

زفرت بغضب و تقدمت منه بخطوات واسعة لتصفع كوب المياه من يده حتى وقع على الأرض و قد كُسر فأنزل تشانيول نظراته حيث الزجاج المكسور ثم رفع عينيه نحوها

"ماذا؟"

تمتم ببرود فتكتفت هي

" ماذا تفعل هنا؟ و لماذا تهرب مني؟ هل نسيت مكانك هنا أيها الخادم؟"

انعقد حاجبي تشانيول و كاد يُجيبها لولا صوت تشانسوك الذي قاطعها

"تشانيول ليس خادماً هنا بل مُساعدي"

انحني الخدم إليها بإحترام كما فعلت كبيرة الخدم ليضحك مين هيون الذي يقف خلفها

" لا تنحنوا فهي لا تراكم بالفعل "

رمقه تشانيول بنظرة سريعة ثم حرّك عينيه إلى تشانسوك قبل أن يسير نحوها

" يوجد زجاج مكسور هنا قد تنجرحين عن طريق الخطأ ، دعينا نذهب إلى غُرفتكِ"

أمسك بيدها ليجعلها تتمسك بذراعه

"لا، ابقي أنت هنا فمازال..."

مين هيون دفع تشانيول رافضاً انضمامه إليهما بالغُرفة إلا أن وقوع تشانسوك قد أفزع الخدم كما تشانيول

"لقد فقدت الوعي، أحضروا الطبيب بسرعة "

كبيرة الخدم صاحت بفزع فانحني تشانيول إلى مستوى تشانسوك ليحملها متوجهاً بها إلى الأعلى حيث غُرفتها

وضعها فوق السرير بحذر لتتشبث بقميصه من جهة صدره فانعقد حاجبيه بخفة ثم حرك رأسه جانباً حين دخول مين هيون الغُرفة

" يُمكنك أن تُغادر الآن سيد مين هيون فهي مُتعبة"

نبس بجدية و أمسك بكف تشانسوك يضعه أسفل الغطاء ثم ضغط عليه بخفة قبل أن يستقيم بوقفته ينظر إلى ذاك الذي تجاهله

"اخرج"

مين هيون نبس بهدوء و عينيه لم تنزاح عن تشانسوك التي تدّعي إغمائها

"عُذراً؟"

ضيّق تشانيول عينيه بعدم فهم فحرّك مين هيون عينيه نحوه رافعاً حاجبيه

"أظنك سمعت ما قُلته"

"سمعت لكن لم أفهم، عملي يعني وجودي بجانب الآنسة تشانسوك طوال الوقت و بأي مكان لذا لمَ يجب أن أخرج؟"

تخصر نهاية حديثه فابتسم مين هيون في وجهه ببرود

" نعم، أنت مُحق"

أومأ إليه ليسير نحو الباب ثم قهقه ساخراً يقول قبل خروجه

" سأُخبرهم أنّه لا داعي لإحضار الطبيب "

___________________

دارت هيبا حول نفسها بالغُرفة بملل، صوت معدتها كان عالياً و كذلك ألم الجوع كان ينكز معدتها من حين إلى آخر

تنهدت بعمق لتحمل المزهرية بيدها ثم خرجت من الغُرفة متوجهة إلى المطبخ فرفع بيكهيون عينيه عن حاسوبه يسترق نظرة نحوها

هز رأسه إلى الجانبين بقهقهة مكتومة حين رآها تحمل المزهرية بيدها، و أعاد نظراته حيث شاشة حاسوبه ليعود إلى عمله مُجدداً

" اليوم هو الأحد، أليس من المُفترض أن تذهب إلى الكنيسة؟"

هيبا سألته بإهتمام فرفع رأسه عن حاسوبه و رمش بضعة مرات بينما ينظر أمامه يحاول استيعاب ما قالته قبل أن يلتفت نحوها

" و لماذا أذهب؟"

"من أجل الصلاة؟!مهلاً... أنت بوذي؟ "

أجابته بنبرة تميل إلى التساؤل فقلب بيكهيون شفتيه و هو يهز رأسه إلى الجانبين

" لا أؤمن بوجود الإله"

اتسعت أعين هيبا و المزهرية قد وقعت من يدها دون قصد فكُسرت

ترك بيكهيون حاسوبه جانباً و ركض إليها لتنحني سريعاً تحاول جمع قطع المزهرية المكسورة

" آسفة أنا...أنا لم أقصد"

"لا مُشكلة، ابتعدي كي لا..."

لم يُكمل كلمته حتى تأوهت لتترك القطع المكسورة سريعاً و ضمت كفها إلى صدرها فتنهد بيكهيون بعمق

" هذا ما كنت سأقوله"

استند بمرفقه على قدمه المرفوعة قليلاً عن الأرض و أمال برأسه بإبتسامة

" قُلت أنني لا أؤمن بالإله و لم أقل أنني الشيطان فلم كل هذا الفزع؟"

"لا تقل هذا مُجدداً... إنه مُخيف"

صاحت بفزع في بداية حديثها و انخفضت نبرتها بالنهاية لتنظر بعيداً عنه فضحك بخفوت

"اذهبي لتداوي جرحك، ستجدين عُلبة الإسعافات في الحمام"

"لا بأس، ليس الجرح بكبير "

رفضت بهدوء و مدت يدها مُجدداً لتجمع القطع المكسورة فأمسك بيكهيون بيديها يمنعها عن ذلك و كاد يتحدث إلا أنها دفعته بتفاجؤ و وقفت من مكانها سريعاً تبتعد عنه

رفع بيكهيون عينيه ينظر إليها بذهول فابتلعت ريقها وهي تُشير إليه

" لا تُمسك بيدي مُجدداً "

" كنت أحاول إيقافكِ فقط"

وقف هو الآخر مُقابلاً له فأومأت بتفهم

"حسناً لكن لا تُمسك بيدي مرة أخرى و من الأفضل لو تترك مسافة بيننا"

ضم بيكهيون شفتيه و همهم إليها دون اعتراض ثم تحرك جانباً

" إذاً استمعي لي و اذهبي لمُداواة جرحكِ "

رفعت هيبا عينيها تنظر إلى وجهه لوهلة فحرّك عينيه نحو خاصتيها لتنتفض ثم سارت بخطوات واسعة كي تخرج من المطبخ بينما تقول بتلعثم

" لملم أنت...هذه..الأشياء"

قهقه بيكهيون ليهز رأسه إلى الجانبين ثم انحني يجمع بقايا المزهرية و عاد يجلس خلف حاسوبه بعدما انتهى من ذلك

الجرح بباطن يدها لم يكن كبيراً أو عميقاً فقط جرحاً سطحياً قامت بتطهيره سريعاً و وضعت لفافة عليه كي لا يتسخ لتعود إلى المطبخ مرة أخرى، و بين الحين و الآخر تسترق النظرات نحو بيكهيون إلا أنه لم يلحظ ذلك كونه مشغول

" لقد حضّرت الطعام لكلينا"

هتفت بصوتٍ مسموع فرفع بيكهيون رأسه ينظر نحو المطبخ لوهلة قبل أن يتوجه إلى هناك فجلس يترأس الطاولة و هي تُقابله بينما تضع سكيناً أمامها قد لاحظه بيكهيون

" لماذا مازلتي تؤمنين بوجود إله بينما أنتِ بهذه المُشكلة و لم يُساعدكِ؟"

بعد مرور دقائق صامتة بينهما لا يُسمع سوى أصوات ارتطام الملاعق بالأطباق بيكهيون طرح سؤاله الذي كادت تختنق بسببه و عينيها قد اتسعتا

" هل نحن مُقربين؟ أقصد ربما توجد صلة دم بيننا أو أصدقاء، شيئ من هذا القبيل؟ "

سألته بعدما هدأ توترها فقلب بيكهيون شفتيه ليهز رأسه إلى الجانبين و قد اتخذها كرفض منها للإجابة عليه فابتسمت هيبا بخفة

" كانت تفصلني خطوات عن الضحية و المسدس كان بيد القاتل لكنه لم يصوب نحوي حين خرجت أصرخ بصوتٍ عالٍ جاذبة أنظاره و كأنه عُمي عن رؤيتي لذا ما قُلته للتو خاطئ "

ارتفع حاجبي بيكهيون بإبتسامة ليستند بمرفقيه على الطاولة فأكملت هي و قد إتسعت إبتسامتها

" أيضاً كان يفصلني الطريق عن أولئك الرجال الذين يبحثون عني لكن باللحظة الأخيرة جذبني غريباً و قام بإنقاذي و ها أنا هُنا بخير...كلانا غريبين لكنك تُساعدني و هذا ما يُدعي القدر أيضاً هذه مُساعدة من الله "

أشارت إليه نهاية حديثها ليُجعد بيكهيون أنفه و أدار عينيه بتفكير

" إذاً لم تُقابلي أي مُشكلة في حياتك من قبل و لم تجدي لها حلاً؟ "

" بالطبع قابلت مشاكل في حياتي ومنها مازالت عالقة، هناك مشاكل تأذت مشاعري بسببها و هناك مواقف كسرت قلبي و لم أنم الليل بسبب البكاء... الحياة مليئة بالمشاكل و الهموم"

زم بيكهيون شفتيه ليرفع كتفيه

" و لم مازلتي تؤمنين بوجود إله بالرغم من وجود مشاكل في حياتك لا حل لها؟ أنتِ فقط تتبعين القوانين الصارمة التي يضعها دينك و تمنعين نفسكِ من ملذات الحياة بالرغم من عدم وجود مُقابل؟ "

" سأُجيبك على هذا السؤال بعدما ننتهي من تناول الطعام فأنا جائعة"

أشارت إليه بإيماءة بسيطة و دون اعتراض هو تناول طعامه و من حين إلى آخر يرمقها بنظرة سريعة لكنه لم يلحظ أي ارتباك عليها من سؤاله

________________

تشانيول كان يجلس على طرف السرير مُتكتفاً بينما يُراقب تشانسوك بهدوء فبالرغم من مرور دقائق طويلة منذ أن غادر مين هيون إلا أنها كانت لاتزال تدّعي الإغماء

" رأيتكِ تُلقين بنفسكِ بين السيارات لتتخلصي من حياتك لكن شاء القدر أن تبقي على قيد الحياة و ها قد عاد حبيبكِ إلى جانبكِ بسبب الدراما التي افتعلتها تلك فلماذا الآن تدّعين الإغماء في حضرته؟ أم أنكِ تسعين إلى لفت الإنتباه لكِ أكثر؟"

هسهس بحنق و اقترب بجسده منها ليضع كفه فوق أنفها و فمها يمنعها من التنفس حتى شعرت بالإختناق فدفعت يده بعيداً عنها و استقامت بجلستها بحركة سريعة

" لم فعلت هذا؟ "

صاحت بإنفعال لتضع كفها فوق صدرها بينما تلتقط أنفاسها بوتيرة سريعة فارتخت ملامحه الغاضبة

" كي تتوقفي عن تجاهلي"

"لا أتجاهلك لكن ماذا سأقول؟ أنا لم أحاول الإنتحار من أجل ذاك الخائن و لا أهتم لأمره"

شخر تشانيول ساخراً ليقلب عينيه

"كُنت سأصدق لو لم أرى بعيناي ما فعلته بالفندق"

زفرت تشانسوك بعمق لتمد كفها نحوه و قامت بضرب كتفه بقوة جعلته يتأوه

" لماذا تضربينني الآن؟ "

" لأنك أحمق "

وبخته بعبوس لتُكمل

" كنت أعرف أنه خائن و لذا لم أُحبه يوماً لكن بذلك اليوم رأيته بعيناي و هذا كان... "

ضمت شفتيها بضيق ثم هسهست

" مُقززاً "

" هل ارتبطتي به دون إرادتكِ؟"

ضمت شفتيها بعبوس لتومئ إليه ثم ضربت كتفه مُجدداً فاتسعت عينيه متأوهاً

" ماذا فعلت الآن؟"

"أنت...لقد جرحت مشاعري حينها بدلاً من مواساتي، ظننتني أسعى خلف أموال مين هيون و ألقيت بكلمات سامة على مسامعي دون مُراعاة لمشاعري "

شهقت بأنف قد اكتسب اللون الأحمر ينُذر بالبكاء فمسحت على عينيها بعشوائية كي لا تبكي و بصوتٍ مُختنق همست

" لم أُلقي بنفسي بين السيارات بل كنت شاردة...عقلي غاب عن العالم بعدما وبخني أبي من أجل مين هيون ، لم يهتم لمشاعر ابنته فما كان يهمه الوزير و منصبه السياسي"

اختنقت بغصة نهاية حديثها لتُخفي وجهها خلف كفيها فابتلع تشانيول ريقه و أدار وجهه جانباً بينما إحدى ذراعيه قد ارتفعت بتردد تُربت على كتفها بمواساة

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top