6
Start
تشانيول عاد إلى مكانه و علامات الإستفهام تدور حول رأسه
كان ينظر إلى السرير الفارغ بأعين ضيّقة يحاول فهم العلاقة التي تجمع تشانسوك بمين هيون
فلماذا قد يقضيان ساعات معاً في الكثير من الصمت ثم يدّعي مين هيون أنه خرج من الغرفة و هو لم يفعل؟
حتى ما قالته تشانسوك بدت و كأنها حانقة على خطيبها ذاك و ليست واقعة بحبه كما اعتقد تشانيول
و أكثر ما كان يُثير ريبة تشانيول كانت إبتسامة مين هيون الساخرة و مُغادرته الغُرفة دون أن يضع تعليقاً على ما تفوهت به تشانسوك
"دراما الأغنياء"
تمتم بقهقهة ساخرة ليرفع قدميه يضعهما فوق الطاولة أمامه ثم فتح هاتفه يعبث به مُنتظراً خروج تشانسوك من الحمام لكن الأخرى أطالت هُناك
بعد ما يُقارب النصف ساعة أنزل قدميه عن الأريكة و زحف إلى الطرف الآخر منها كي يتمكن من رؤية باب الحمام يتأكد أنها لم تخرج بعد و قد كان الباب مُغلقاً بالفعل
"يا إلهي"
عينيه اتسعتا حين ومضت فكرة بعقله...أنها لربما انتحرت فترك مكانه سريعاً و ركض نحو الباب يطرق عليه بقوة
"آنسة تشوي...آنسة تشوي أنتِ بخير؟"
انعقد حاجبيه ليضع أذنه على الباب يسمع ما بالداخل بينما يده بجانب رأسه يطرق على الباب بقوة إلى أن فُتح الباب فجأة فضربت قبضته رأس تشانسوك
"ماذا تفعل؟"
صاحت بإنفعال لتضم رداء الإستحمام على جسدها فأخفض تشانيول عينيه يتفحصها
شعرها المُبتل لم تقم بتجفيفه جيداً فكانت تنزلق منه قطرات على طول عُنقها إلى أن تختفي أسفل الرداء
و النمش البسيط أسفل عينها اليُمني قد ظهر قليلاً مع تورد وجنتيها
سحب نفساً عميقاً ليُدير عينيه بعيداً عنها و تحمحم قائلاً بتوتر
"كنت...لقد تأخرتي لذا...ظننتكِ فعلتي شيئاً بنفسك"
ضيّقت عينيها بعدم فهم لتسأل
"شيئاً مثل ماذا؟"
ضم شفتيه و بحذر حرّك مُقلتيه نحوها مُجدداً ليرفع كتفيه
"تعرفين...ليست المرة الأولى التي ستُفكرين فيها بالإنتحار"
همهمت بإستغراب حتى غادرتها قهقهة خافتة
" سأرتدي ثيابي أولاً ثم أفهم ماذا تقول "
هزت رأسها إلى الجانبين و ابتسامة شفتيها لم تختفي بينما كفها تحركت على الباب من الخلف إلى أن أمسكت بمقبضه فعادت بخطواتها لتُغلق الباب
نفخ تشانيول وجنتيه و التفت يعود بخطوات سريعة نحو الأريكة ليُلقي بجسده عليها ثم حمل هاتفه مُجدداً يعبث به إلى أن خرجت تشانسوك
لم يرفع رأسه و إنما حرك عينيه معها فقط و هي تتحسس الهواء حتى وصلت إلى السرير لتجلس على طرفه
"تشانيول"
نبست بإسمه فهمهم ليرفع رأسه تجاهها فأشارت إليه بالتقدم
قلب عينيه بملل ليترك الهاتف فوق الأريكة ثم سار نحوها إلي أن وقف أمامها و همهم بتساؤل فرفعت قدميها عن الأرض ثم أشارت بيدها إلى الأمام حيث الغطاء
"ضع الغطاء فوقي"
قهقه بلا فُكاهة لتبتسم تشانسوك ببراءة مُزيفة ففعل ما طلبته منه
"شيئ آخر آنستي؟"
هسهس من بين أسنانه فرفعت تشانسوك كفها نحوه لينظر إليه بحاجبين معقودين ثم مد كفه نحوها لتُمسك به و جذبته ليجلس بجانبها بينما وجهه يُقابلها
" من أخبرك أنني حاولت الإنتحار من قبل؟ هل هو مين هيون؟"
رفع طرف شفتيه بإستهزاء ليُمرر عينيه على وجهها ثم زفر بعمق
" لقد رأيتكِ بالفعل تُلقين بنفسك أمام السيارات"
ارتفع حاجبيها بهمهمة مُتسائلة فوقف تشانيول من مكانه مما جعلها تترك يده
" سأُخبركِ بهذا في وجهك آنسة تشانسوك، أنتِ حمقاء فلا يوجد من يستحق أن تقتلي نفسكِ لأجله"
ضاقت أعين تشانسوك و هي تميل برأسها إلي الجانب حتى فهمت ما قاله فهزت رأسها إلى الجانبين بقهقهة ساخرة
"صدقنى، لا أحمق هنا سواك"
قلبت عينيها لتتحرك حتى تمددت كي تنام و جذبت الغطاء تضعه فوق كتفيها فتكتف تشانيول بإنزعاج
" من الأحمق؟ ألا تعتقدين أنكِ وقحة بعض الشيئ؟"
أغلقت عينيها مُتجاهلة إياه فعض على شفته السُفلي بغيظ ليجذب الغطاء من فوقها ثم سار نحو الباب ليفتحه و ألقى نحوها نظرة أخيرة فرآها تجذب الغطاء بهدوء تُعيده فوق جسدها
زفر بحنق ليخرج من الغُرفة ثم صفع الباب خلفه بقوة جعلت جسدها يجفل بفزع
__________________
بيكهيون كان يتناول طعامه بهدوء حيث يترأس الطاولة و على المقعد المُقابل له جلست هيبا تتناول طعامها في صمت و تسترق النظرات الحذرة نحوه
ابتسامة بسيطة تكاد تُلاحظ ارتسمت على شفتي بيكهيون حين لاحظ نظراتها تلك و كذلك وضعها لسكين حاد على الطاولة أمامها من جانب و من الجانب الآخر قد وضعت المزهرية
" هل حقاً ستبقى هنا؟ ألا تملك عملاً؟"
سألته بعبوس فأخفض بيكهيون رأسه و ضم شفتيه يحاول كبح ابتسامته ثم رفع عينيه نحوها يقول بوجه خالٍ من التعابير
" أعمل عن طريق الحاسوب"
"ألا تعمل بمركز الشُرطة؟"
أمالت برأسها بتساؤل ليهز رأسه إلى الجانبين بحركة بسيطة ثم ابتلع ما بفمه
" أنا مُترجم لبضعة لغات و أهمها الإنجليزية لذا إذا كان هناك شخصاً أجنبياً فيتم استدعائي أحياناً كما حدث بوجودك"
أومأت بتفهم لتزم شفتيها لوهلة ثم فرّقت بين شفتيها وكادت تطرح سؤالها مُجدداً ليُشير إليها بيكهيون بسبابته
"لا لن أُغادر المنزل طالما أخي لم يسمح لي "
" و ماذا عني؟ "
ترك بيكهيون ملعقته و تكتف بيديه بينما يعود بظهره إلى الخلف
" ماذا عنكِ؟ "
" أقصد...ألا يُمكنني الخروج؟ أرغب بشراء الكثير من الأغراض كما أريد شاحن لهاتفي كي أتمكن من التواصل مع عائلتي"
سحب بيكهيون نفساً عميقاً و اقترب يستند بمرفقيه فوق الطاولة
" في الوقت الحالي لا يُمكنكِ التواصل مع عائلتك لأنهم سيصلون إليكِ بلا شك، أما بما يخص الخروج يُمكنكِ ذلك لكنني سأذهب معكِ "
" لكن... "
" أعرف تُريدين شراء أغراض للنساء، لا تقلقي سأدّعي عدم رؤيتي أو ملاحظتي أي شيئ"
أشار إليها بعدم إهتمام ففغر فاهها بصدمة و قد تشربت وجنتيها بالحُمرة
" بالمُناسبة، تطبخين جيداً "
رفع إبهامه إليها بإعجاب ثم سار نحو حاسوبه حيث ترك أغراضه بغرفة المعيشة
_________________
سحب تشانيول نفساً عميقاً من سيجارته بتسرع حين اقتحمت كبيرة الخدم غُرفته لتسير نحوه بخطوات واسعة ثم جذبت تلك السيجارة من بين شفتيه و ألقت بها من الشُرفة
" ألم أمنعك من التدخين بالمنزل؟ هل تنوي حرقه على رؤوسنا؟"
" أعتقد أن الحديقة ستحترق الآن"
رفع حاجبيه يقول بإستهزاء فشهقت بفزع حين أدركت أنها ألقت بالسيجارة دون إطفائها و التفتت سريعاً تصرخ على رجال الأمن في الأسفل
"أطفئ هذا الشيئ سريعاً، و أنت لماذا لم... "
استدارت كي توبخ تشانيول بسبب تأخره على الذهاب لغرفة تشانسوك لكن الآخر كان قد خرج من الغُرفة بالفعل... بالكاد لمحت ظهره قبل أن يختفي
فتح الباب دون طرقه فرأى تشانسوك تجلس على السرير بينما أمامها طبق الشطائر فاقترب منها بصمت و جلس مُقابلاً لها على طرف السرير ليجذب شطيرة يتناولها في صمت
" رائحتك سجائر"
"كان هناك حريقاً بالمنزل"
زمت شفتيها في خط مُستقيم بسبب سخريته ثم فردت كفها أمامه
"ناولني شطيرة"
"آمل أن تقتنعي بأن أطرافكِ لاتزال موجودة"
تحدث و هو يضع بيدها تلك الشطيرة التي تناول القليل منها فانعقد حاجبي تشانسوك بخفة و هي تقضم منها قطعة حين لاحظت أنها غير مُكتملة
" نعم، لكن أليس هذا جزء من عملك؟"
قلب عينيه بينما يسحب نفساً عالياً فحرّكت تشانسوك رأسها جانباً تقول
" يورا... "
توقف عن مضغ طعامه لوهلة لينظر إليها فابتسمت بخفة تُكمل
" قالت من قبل أنك تُشبهها"
همهم بلا مُبالاة مُزيفة فرفعت تشانسوك كفها الأخرى نحوه
" هل يُمكنني لمس وجهك؟ "
" لن تعرفي هذا بمجرد لمس وجهي"
اعترض على ذلك بجدية فأعادت كفها إلى مكانها و تحمحمت بإحراج
"هل يوجد شخص آخر بالغُرفة؟"
سألته بعد مرور لحظات فالتفت تشانيول يتأكد من ذلك ثم همهم بالنفي
" ألا تشعرين بهذا؟ ربما ترين خيالات؟"
سألها بإهتمام لترفع كتفيها
" لا أعرف، أحياناً أشعر بوجود جسد آخر لكن يبدو أن هذه مشكلة بي أنا فلم أعتاد بعد على الظلام لذا يتهيأ لي وجود أجساد أخرى في بعض الأحيان "
ضيّق تشانيول عينيه و استدار ينظر خلفه مرة أخرى حيث باب الغُرفة فتذكر وقوف مين هيون هناك حين أشار له بالكذب على تشانسوك
لذا يبدو أن هذه لم تكن المرة الأولى ليكذب أحدهم عليها
" إذا... "
همست بتردد فأعاد نظراته نحوها يُهمهم بتساؤل يحثها على التحدث فابتلعت ريقها
" أعني لو أنني...ااه انسى الأمر"
لوّحت إليه بيدها لتترك الشطيرة من يدها ثم أزاحت الغطاء عن جسدها فحمل صينية الطعام سريعاً يُبعدها عن طريقها
" أخرج ثياباً من أجلي"
" أخرج ثياباً من أجلي"
حرّك شفتيه بسُخرية يُقلدها فما كانت تفعل شيئاً سوي النوم، تناول الطعام ، الإستحمام ثم النوم من جديد
________________
أطلّت هيبا برأسها من خلف باب غُرفتها لتنظر في الأرجاء تتأكد من عدم تواجد بيكهيون ثم خرجت من الغُرفة تركض نحو الحمام بثياب تخص أخيه كي تستحم
وضعت الثياب فوق المغسلة ثم رفعت رأسها تدور حول نفسها تتأكد من عدم وجود شيئ مُثير للريبة
شيئ ككاميرا مُراقبة مثلاً
بينما بيكهيون كان في غُرفته الخاصة يدرس لُغة جديدة و لم تكن سوى لغة تلك الفتاة التي تعيش معه الآن بمنزل واحد
استرق نظرة نحو هاتفه حين أضاءت شاشته و قد اهتز على الطاولة يُصدر صوتاً مُزعجاً فحمله سريعاً يُجيب ما إن رأى اسم أخيه الأكبر
"بيكبوم، كيف حالك؟"
"مشغول للغاية، ماذا عنك؟"
بيكبوم وضع يده فوق طاولة المكتب ليدفع نفسه حتى دار بمقعده
" هذا يعني أننا لن نلتقي في وقت قريب، أليس كذلك؟"
"هذا صعب في الوقت الحالي بيكهيون، لكن ما إن أنتهي من عملي فسوف أتوجه إلى منزل بوسان حيث أنت...سيكون لطيفاً إذا قضينا وقتاً خاصاً بنا بعد فترة طويلة صحيح؟"
تنهد بيكهيون حين فهم مقصد أخيه بأن لا يترك هذا المنزل في الوقت الحالي ثم تنهد بعمق
" بالطبع أخي"
" بيكهيون...يجب أن أعود إلى العمل الآن، كن بخير هممم؟ "
ابتسم بيكهيون بخفة ليومئ برأسه و كأن الآخر يراه ثم همهم إليه كإجابة قبل أن يُغلق الهاتف
" جونغداي الثرثار"
تمتم حين رؤيته الكثير من الرسائل بمجموعته هو و أصدقائه و التي لم يكن مُرسلها سوى جونغداي فتنهد ليحمل هاتفه و توجه إلى المطبخ بينما يُجيب تلك الرسائل
شهقت هيبا بتفاجؤ حين قابلها بالطُرقة و بسبب صوت شهقتها التفت هو سريعاً ينظر نحوها فانعقد حاجبيه بخفة حين رؤيتها تتلفت حول نفسها
لكن سرعان ما نمت ابتسامة على شفتيه حين أدرك أنها تبحث عن المزهرية
عاد بيكهيون بخطواته إلى الخلف و التفت مرة أخرى يُكمل طريقه إلى المطبخ لتتنهد هي بعمق
ارتفع على أطراف أنامله يبحث بالخزانات عن شيئ ما إلى أن وجد زُجاجة بها مشروب ذو لون أحمر قاتم فجذبها و أخرج كأساً يصب به القليل لنفسه
ارتشف من الكأس رشفة صغيرة ثم وضعه فوق البار ليتكئ بكفه عليه بينما يضحك بصوتٍ مكتوم على حديث أصدقائه
جونغداي كثير التذمر إلا أنه سيئ حين يتعلق الأمر بالسبّ فحصيلته من الألفاظ البذيئة تكاد تنعدم
"يا إلهي، ماذا تفعل؟"
بيكهيون بصق ما بفمه بفزع و اختنق بالنبيذ ليسعل بينما التفت ينظر نحو هيبا بأعين مُتسعة
"أنا.. ماذا فعلت؟"
بتوتر سأل لينظر إلى نفسه سريعاً فهو لوهلة شك أنه لربما نسي وجود فتاة معه بنفس المنزل و نسي ارتداء قميصه لكنه لم يفعل بل ثيابه كانت كاملة ولا تُظهر من جسده شيئاً
" ماذا تشرب؟"
تقدمت منه بخطوات سريعة لتتسع عينيه أكثر و عاد خطوتين إلى الخلف خشية أن تضربه بالمزهرية التي ترفعها إلى الأعلى إلا أنها تخطته و سارت حيث كأس النبيذ لتحمله و دون أن تأخذ رأيه بذلك قامت بسكبه في الحوض
"ماذا تفعلين؟"
ارتفع حاجبيه بذهول فأشارت إليه بسبابتها بتحذير
"لا تتناول هذا الشيئ طالما أنني موجودة هنا، هل تفهم؟"
زفر بيكهيون بنفاذ صبر فركضت هيبا إلى خارج المطبخ و هي تحتضن المزهرية إلى صدرها ثم وقفت خلف البار من الخارج تقول بنبرة مُهتزة
" أقصد قد تثمل و أنا لا... "
"لقد فهمت"
قاطعها بهدوء خارجي عكس ما يشعر به من انفجارات غاضبة بداخله ليجذب هاتفه من فوق البار ثم عاد إلى غُرفته و أغلق الباب خلفه فزمت هيبا شفتيها
حرّكت عينيها تنظر حولها حتى استوعبت دفئ رأسها فتذكرت أنها وضعت القلنسوة فوق شعرها المُبلل لتركض سريعاً إلى الغُرفة حيث تمكث و خلعت القلنسوة عن رأسها كي تُجفف شعرها
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top