5

Start

دفع تشانيول باب غُرفة تشانسوك بمؤخرته بينما يحمل صينية الطعام و التي لا تحمل أطباقها سوي الشطائر

تقدم من الأريكة حيث يقضي وقته بمُراقبتها و بجانبه وضع صينية الطعام تلك ليتناول ما بها بعدم إهتمام لتلك النائمة و التي يفترض به أن يجعلها تستيقظ لتُشاركه الطعام

"إن لم يتغير هذا الطعام فسأخسر نصف وزني على الأقل..ما هذه الوجبات ؟"

هسهس بحنق و ابتلع ما بفمه ليرمق الشطيرة الأخيرة بنظرة جانبية ثم التفت ينظر نحو تشانسوك التي تحركت في مكانها بعدم راحة

بالنهاية قرر تركها لها ليسير نحو الحمام كي يغسل يديه ثم اقترب من حوض الإستحمام يجلس على طرفه ليُخرج عُلبة سجائره يُشعل واحدة ثم وضعها بين شفتيه

أمسكها بين إصبعيه السبابة و الوُسطي ليجذبها من بين شفتيه ثم رفع رأسه ليزفر أنفاسه يُكون سحابة سوداء حول رأسه

أمال تشانيول برأسه يستند على الحائط بجانبه ليُغلق عينيه بضيق

في الفُندق كان الأمر أكثر مُتعة فعلى الأقل هو يتحرك، يجد وقتاً و مكاناً مُناسباً للتدخين

و مشاكل الأغنياء كانت مُسلية بالنسبة إليه فعلى الأقل يُراقبها من بعيد و يؤكد لنفسه أن عالمهم قذر و مُزيف لذا الإبتعاد عنهم أفضل حل

أما الآن فهو بمنتصف مشاكلهم لكن الجزء البارد منها و المليئ بالمؤامرات وهذا كان أكثر ما يكرهه

" يُمكنك استخدام هذا الحمام بأي وقت..."

فرّق بين جفونه حين سمع صوت تشانسوك الناعس تتحدث بهدوء لتمد يدها حتى وجدت صنبور المياه لتفتحه كى تغسل وجهها ثم أكملت

"فقط لا تُدخن هُنا فالرائحة تخنقني"

زفر بإنزعاج ليقف من مكانه كي يُغادر الحمام و حين مروره من جانبها استوقفته

" هلا أخرجت ثياباً مُناسبة لي؟ سوف أستحم"

انعقد حاجبي تشانيول ليقف بجانبها يتخصر

" ألا توجد خادمات لفعل هذا؟"

" هذا جزء من عملك أيضاً"

اكتفت بتلك الإجابة لتمد كفها نحوه حتى أمسكت بذراعه

"ساعدني في الخروج"

"فقدتي عينيكِ فقط و ليس أطرافك"

رفع طرف شفتيه بسخرية و حاول دفع يدها بعيداً عنه فرفعت كتفيها بعدم إهتمام وهي تتشبث بذراعه

" هذا أيضاً جزء من عملك "

ابتسمت في وجهه بإستفزاز ليبتسم تشانيول بتصنع

"لم تُفرشي أسنانكِ بعد"

وضع السيجارة بين شفتيه ليُمسك بكتفيها يُعيدها كي تقف أمام الحوض مُجدداً

"هذه فُرشاتك؟"

تساءل و هو يحمل الفُرشاة الوحيدة المتواجدة بكوب بلاستيكي على الطاولة المُلتصقة بالحوض

" هذه غُرفتي أنا و هذا حمامي فلمن قد تتوقع أن تكون هذه الفُرشاة؟ "

رفعت حاجبيها بسخرية واضحة ليقلب عينيه و بإبتسامة خبيثة مد ذراعه الأخرى يحمل أنبوب المعجون كي يضع القليل منه فوق الفُرشاة

كان يبدو و كأنه يُعانقها من الخلف بحميمية لكن تشانيول لم يكن مُهتماً ليُلاحظ ذلك إلا أنها قد لاحظت ذلك

صدره كان عريضاً مُقارنة بظهرها فشعرت و كأنه يحتويها لذا الوضع كان موتراً بالنسبة إليها

"حسناً، سأفعلها بنفسي"

دفعته بذراعها تحاول منعه لكنه وضع الفُرشاة بفمها بخشونة لتتسع عينيها فأمسك برأسها من الخلف بعدما أدارها نحوه

و بصوتٍ ساخر بدا مكتوماً بسبب تثبيته السيجارة بين شفتيه هو تحدث

"سأقوم بهذا فهو جزء من عملي"

تشانسوك أرادت إزعاجه كونها تذكرت كلماته التي ألقاها على مسامعها و التى عنى بها أنها تُفضّل المال عن كرامتها لكن ما حدث هنا هو أنها من تم تعذيبها بواسطة فرشاة الأسنان

و بفم مُخدر بسبب عنف تشانيول في تفريش أسنانها هي أكملت يومها

_________________

تنفس بيكهيون بعمق ليرفع يده قليلاً كي يُعدّل وضعية الحقائب التي معه ثم مد يده بصعوبة نحو لوح القفل يكتب كلمة السر

ما إن فُتح الباب تحمحم بصوتٍ عالٍ يجذب إنتباه تلك التي بالداخل كي لا يُفاجئها

لكنه كان من تفاجأ و قفز في مكانه بذعر حين وجدها تختبئ بجانب الباب و معها مزهرية تنوي ضربه بها

"ما هذا؟ هل تحاولين قتلي؟"

صاح بإنفعال فرمشت بضعة مرات قبل أن تخفض يديها و تلك المزهرية احتضنتها إلى صدرها

"أعتذر، ظننتك شخصاً آخر"

تنهد بيكهيون بعمق ليرمقها من الأسفل إلى الأعلى بتفحص فهي كانت ترتدي ثياب أخيه المنزلية، هناك قلنسوة تُخفي شعرها وحتى وشاح التف حول عُنقها

" من قد يكون؟"

سألها بإهتمام بعدما أشاح بنظراته بعيداً عنها ليسير نحو المطبخ يضع هناك تلك الحقائب التي يحملها فلحقت به بحذر

"كيف أتيت إلى هنا؟ أنت أيضاً تعمل بالشُرطة؟"

أمالت برأسها بتساؤل و كفيها قد استقرا فوق البار حيث كانت تقف أمامه من خارج المطبخ بينما تُراقب بيكهيون الذي يضع بعض الأطعمة في الثلاجة

" لا، أنا أعمل بالترجمة"

التفت إليها بعدما أغلق الثلاجة

" منذ متى و أنتِ هنا؟ "

رفعت إصبعين أمامه لينعقد حاجبيه بخفة

"و ماذا تناولتي بهذين اليومين؟"

" ذاك الضابط قد أحضر الفواكه لأجلي لذا.."

رفعت كتفيها نهاية حديثها ليرتفع حاجبي بيكهيون بتفاجؤ

" تناولتي الفاكهة فقط طوال اليومين؟"

همهمت بينما تومئ إليه فاقترب من البار حتى أصبح أمامه من الجانب الآخر و تحدث يُبرر موقف أخيه

" ربما خشي أخي أن يلحظ أحدهم شرائه الأطعمة الحلال ولذا اكتفي بالفاكهة و هذا ما جعله يلجأ إليّ"

"و لم كل هذا؟ أنا ماذا فعلت؟"

عبست شفتيها و قد ظهر القلق على ملامحها لينظر إليها بيكهيون قليلاً قبل أن يتنهد

"يبدو أن الأمر له علاقة بقضية القتل التي شهدتها قبل فترة "

" لكنني لست القاتلة "

هتفت بخوف و بدت و كأنها على وشك البُكاء ليرمش بيكهيون

" لم أقل أنكِ القاتلة و لكن قد يكون القاتل هو من يبحث عنكِ"

بعدم ثقة رفع كتفيه نهاية حديثه ليخرج من المطبخ و سار نحو باب المنزل فلحقت به هيبا تتساءل بعدم فهم

" أي قاتل؟ ألم يُلقوا القبض عليه؟ "

التفت إليها بيكهيون بعدما أمسك بمقبض الباب

"لا، القضية تم إغلاقها بنفس اليوم و تحولت من قضية قتل إلى قضية آداب كما أن سُمعة الضحية قد تشوهت لذا لا أظن الأمر بسيطاً"

اتسعت أعين هيبا بصدمة فخرج بيكهيون من المنزل ليُغلق الباب خلفه

خرج حيث ترك سيارته ليُخرج حقيبة ثيابه و كذلك حقيبة حاسوبه و أغراض عمله ثم عاد إلى الداخل

و حين فتح الباب قابلته هيبا بوجهٍ باكٍ و تحمل المزهرية بيدها

" تباً، ستقتُلينني بهذه الطريقة"

هتف بفزع فاستنشقت هيبا ماء أنفها و بأعينها الدامعة أخفضت عينيها حيث تلك الحقائب

" هل هذه ثيابي؟"

أنزل عينيه حيث حقيبة ثيابه ثم نظر إليها مرة أخرى

"لا بل ثيابي أنا"

جرّ الحقيبة خلفه حيث غُرفته الخاصة ليضعها هناك و هيبا قد لحقت به بينما لاتزال تحمل تلك المزهرية بيدها

"و لماذا أحضرت ثيابك؟"

"أخي طلب مني أن أبقى هُنا لذا لا بُد أن الأمر خطير و أنتِ بحاجة إلى من يهتم بكِ"

احتضنت هيبا المزهرية إلى صدرها لتقول بقلق

"ستبقى هنا؟ معي بالمنزل ؟"

توقف بيكهيون عن فتح حقيبته و التفت برأسه ينظر نحوها حيث كانت تقف أمام باب الغُرفة من الداخل

" لا، بل سأضع فراشاً أمام الباب "

أجابها بسخرية وعاد إلى ما كان يفعله لتُبلل شفتيها و بجدية سألت

"هل يُمكنك فعل هذا؟"

التفت برأسه سريعاً ينظر إليها بصدمة فهي بدت جادة، لا تمزح و لا تسخر كما كان يفعل هو

قهقه بلا فُكاهة و مازالت الصدمة تُسيطر عليه ثم استدار بجسده و تكتف

" بالطبع لا يُمكنني فعل هذا"

ضمت شفتيها بتوتر لتسير خطوة مُترددة إلى الأمام

" ألا يُمكنك البقاء بفندق قريب حتى؟"

انعقد حاجبي بيكهيون ليهز رأسه إلى الجانبين

"أقرب فندق يبعد عن هنا ساعة ونصف تقريباً و إن كان بإمكاني فعل هذا فلم يكن أخي ليطلب مني الحضور إلى هنا و البقاء معكِ "

ربتت هيبا بإحدى كفيها على المزهرية بحضنها بينما تقول بتردد

" لكن لا يُمكنني البقاء وحدي مع رجل غريب و بنفس المنزل"

"و ماذا أفعل الآن؟ "

صرخ بها بنفاذ صبر لتجفل شاهقة بتفاجؤ و كلاهما تبادل النظرات لبضعة لحظات

" أعتذر لم أقصد الصراخ، لكنكِ توترينني "

اعتذر منها بتنهيدة عميقة اختتم حديثه بها فابتلعت هيبا غُصتها

" لا يُمكنني البقاء معك وحدنا فهذا حرام و إن لم يكن كذلك فمازال خاطئاً"

همست بصوتٍ مُختنق يُنذر بالبكاء لتخفض رأسها بعبوس فأغلق بيكهيون عينيه بقوة يحاول تهدئة نفسه ثم أعاد فتح عينيه و رسم ابتسامة بسيطة على شفتيه

" أتفهمكِ لكن في الوقت الحالي لا يوجد حل آخر، سأبقى هنا و لن أُزعجكِ..."

كادت تعترض فأشار إليها بسبابته نحو المزهرية التي تحتضنها

"يُمكنكِ أن تتجولي بهذه المزهرية أو أن تحملي سكيناً حاداً طوال اليوم إن كُنتِ تخشين وجودي أو أن أقوم بأمر سيئ لكِ ، و كذلك تستطيعين أن توصدي غُرفتكِ من الداخل كي تكوني على راحتكِ
"

ضم بيكهيون شفتيه يُهمهم بتفكير ثم عاد يبتسم مرة أخرى و قهقهة خافتة قد تسربت منه

" لندّعي أننا لسنا بمنزل واحد و إنما بفندق يمتلك كُلاً منا غُرفته الخاصة...يُمكنكِ أن تكوني بفندق واحد مع الغُرباء فلا تختارين النُزلاء بنفسكِ صحيح؟ "

أومأت هيبا بتردد ليومئ هو الآخر

"إذاً لندّعي أن هذا فُندق...و الآن قومي بتحضير الطعام حتى أُبدّل ثيابي فلم أتناول غدائي بعد "

وقفت هيبا تنظر إليه بصمتٍ فارتفع حاجبي بيكهيون بتساؤل لتهز رأسها إلى الجانبين و بتردد عادت بخطواتها إلى الخلف لتُغلق الباب خلفها

و قبل أن تبدأ بتحضير الطعام هي وضعت المزهرية على البار قريباً منها بينما تسترق النظر بقلق بين الحين و الآخر نحو الطُرقة المؤدية إلى الغُرف

لا يبدو بيكهيون مُخيفاً...لكنه لايزال رجلاً غريباً و هذا أمر غير مقبول و غير مُريح بالنسبة إلى هيبا

__________________

زفر تشانيول بملل أثناء عبثه بهاتفه و هذا ما كان يفعله منذ أن وصل خطيب تشانسوك و الذي كرهه تشانيول

أولاً لأنه شخص سافل قام بخيانة خطيبته

ثانياً لأنه من نفس العائلة التي رفضت أخته و لقبتها بأبشع الألفاظ

ثالثاً. ....هو فقط شخص سافل غير مُريح

تشانيول لم يفهم حتى لماذا أتى الآخر إن كان ما سيفعله هو الجلوس بصمت و لا يوجد حديث بينه و بين خطيبته هذه إلا كلمات بسيطة و مُلامسات نادرة من طرفه

لا يفعل شيئاً يُذكر منذ ما يُقارب الساعتين سوى النظر إلى تشانسوك و أحياناً سيتحدث على الهاتف بأمور تخص العمل

"حان الوقت"

تشانسوك همست براحة حين دق منبه هاتفها ليسترق تشانيول نظرة نحوها بعدم فهم ثم حرك عينيه نحو خطيبها الذي وقف من مكانه يقول بنبرة ساخرة

" أراكِ غداً حبيبتي"

همهمت بإبتسامة مُزيفة فأمال نحوها ليُقبّل وجنتها فقلب تشانيول عينيه بملل 

مين هيون استقام بوقفته لينظر إلى تشانيول و ابتسامة ساخرة مستفزة ظهرت على شفتيه لينعقد حاجبي تشانيول إلا أنه تجاهلها و عبث بهاتفه مُجدداً يدّعي اللامُبالاة

"أنت هناك؟"

تشانيول تجاهله لتُحرك تشانسوك رأسها جانباً و قد انعقد حاجبيها بخفة

" أيها الخادم"

"ليس خادماً و إنما يُدعي تشانيول"

تشانسوك نبست بجدية لتنمو ابتسامة جانبية على شفتي تشانيول ثم رفع عينيه ينظر نحو مين هيون يقول موجهاً حديثه إلى تشانسوك

"هل ناديتي إسمي آنستي؟"

همهمت تشانسوك لترفع إحدى كفيها

"هلا ساعدتني بالدخول إلى الحمام؟ "

قلب عينيه بملل فلولا وجود مين هيون لسخر منها إلا أنه وقف من مكانه و تقدم منها يُمسك بيدها التي مدتها نحوه، و بعد لحظات سمع كلاهما صوت إغلاق الباب

" هل هناك شخص آخر بالغُرفة؟ "

تركت يده تسأل بهدوء و عينيها تنظر تجاه الباب فالتفت تشانيول يتأكد من ذلك و قد انعقد حاجبيه ما إن رأي مين هيون يقف مُتكئاً بظهره على الباب و قد تكتف بينما يضع سبابته على شفتيه يأمر تشانيول بإلتزام الصمت

"تشانيول"

تشانسوك همست تستغرب صمته فأطلق صوت قهقهة مُزيف لينظر إلى تشانسوك مرة أخرى

"لماذا؟ هل تُريدين إستعارة سيجارة مني؟"

"لا تسخر مني"

رفعت يدها نحوه تلكم صدره بقهقهة خافتة ثم تحمحمت

" نحن وحدنا؟"

همست بصوتٍ خافت ليزم تشانيول شفتيه و بتردد التفت ينظر نحو مين هيون قبل أن يُهمهم إليها فبالنهاية هو يعمل لديهم وعليه اتباع أوامر الجميع

" إن تكرر الأمر و تحدث معك مين هيون بوقاحة فلا تُجيبه، أنت لست خادماً لديهم بل أنت مساعدي أنا ، حسناً؟"

To be continued....


Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top