25

Start

بأحد الفنادق جلس تشانيول على طرف السرير واضعاً القدم فوق الأخرى، عاقداً ذراعيه إلى صدره بينما عينيه يُغلقهما بتفكير ينتظر خروج تشانسوك من الحمام حيث كانت تُبدّل ثيابها المنزلية التي هربت بها مع تشانيول

ما فعله خاطئاً و سوف يندم؟! نعم هو يعرف لكن بالرغم من ذلك يشعر بالراحة بعد أن توصل إلى هذا القرار

تشانسوك تستحق أن تشعر بالسعادة لا أن تبقى حزينة و تنام الليل بدموع تلوث وجنتيها لأن شخصاً أنانياً يريد التحكم في حياتها

"تشـا..تشانيول "

نبست بتردد بمجرد أن فتحت باب الحمام ففرّق بين جفونه لينظر نحوها

تسارعت نبضاته حين رؤيتها تقف أمام الباب بخجل ليزفر بإرتجاف و هو يحرك عينيه عليها من الأسفل إلى الأعلى ببطئ

الفستان الأزرق الذي رغب برؤيتها ترتديه كان هو اختياره المناسب حين اختار ما سترتديه اليوم

به خط أبيض اللون من أعلى صدرها و لون الفستان كان يتدرج باللون الأزرق حيث يبدأ باللون الأبيض، الأزرق السماوي ثم الأزرق الغامق إلى نهايته

يحتضن جسدها من الأعلى، و من أسفل صدرها كان واسعاً منفوشاً يصل إلى أسفل رُكبتيها ببضعة انشات

بينما أكمامه الزرقاء الشفافة تُغطي أناملها النحيلة

ابتسم تشانيول حين تذكر يورا فيبدو هذا الفستان كشيئ قد تختاره أخته بالفعل، ثم تنهد ليترك مكانه قبل أن يتقدم من تشانسوك و بلطف أمسك بإحدى كفيها يجذبها خلفه نحو السرير كي تجلس هناك

" لا أعرف من أين أتيت بهذه الفكرة و لكن.."

التزمت الصمت لوهلة و رفعت كفها تستند بها على كتفه حين جلس على الأرضية بجانبها و أمسك بقدمها يُساعدها بإرتداء الحذاء

" تعرف أن أبي سيصل إلينا سريعاً و لن نتمكن من الهرب لوقت طويل أليس كذلك ؟"

رفع تشانيول رأسه ينظر إليها و هو يعقد رباط حذائها ثم ضحك بخفوت لينظر إلى الأسفل مرة أخرى يتأكد أن الحذاء الأبيض الرياضي هذا يتناسب مع الفستان ثم وقف من مكانه

" نحن لا نهرب إلى الأبد تشانسوك...إنه يوم واحد "

" ماذا تقصد؟ "

انعقد حاجبيها بخفة فانحنى إلى مستواها يستند بإحدى كفيه على رُكبته و رفع كفه الأخرى ينقر بها جانب أنفها

"كما أنني فعلت ما هو أسوأ من هذا لذا سيتم قتلي في جميع الأحوال"

"ماذا؟ ماذا فعلت؟"

تساءلت بإندفاع قلق فقهقه بصوتٍ مكتوم

" لست واثقاً لكن أعتقد أنني هشّمت عظام مؤخرة مين هيون"

رمشت تشانسوك بعدم فهم فاستقام تشانيول و أمسك بيدها يجذبها معه كي تقف هي الأخرى

" لقد حجزت يوماً واحداً بالفندق فلا أريد أن نعود إلى المنزل بنهاية اليوم و يتم إفساد مزاجك بما سيحدث لاحقاً...أريد أن تحتفظي بهذا اليوم كذكرى سعيدة "

" لكن ماذا عن ذهابي من أجل الفحص؟"

" ما سيجعلكِ حزينة لن أسمح أنا بحدوثه لذا لن تذهبي إلى المشفى الآن أو لاحقاً "

أطياف وردية ظهرت على وجنتيها تدريجياً فاتسعت ابتسامة تشانيول ثم شابك أنامله مع خاصتها ما جعل من نبضات قلبها تتسارع و هي تسير معه دون تفكير فيما سيحدث لاحقاً من مشاكل

ما يهم هو هذه اللحظة

___________________

"إلى متى سوف نسير هكذا؟ أقدامي تؤلمني "

تذمرت هيبا وتوقفت عن السير قليلاً ثم انحنت تُمسك برُكبتيها فرفع بيكهيون كتفيه بعدم معرفة و توقف هو الآخر ليلتفت إليها...و في الواقع لم يبتعدا كثيراً عن الشاطئ بل كانا لايزالان ببداية الطريق يسيران فوق الرمال

" لا أعرف إلى أين يجب أن نذهب حتى"

"ماذا؟"

استقامت تنظر إليه بأعين مُتسعة فضم شفتيه قبل أن يضحك بخفوت

" تُريدين مكاناً مُناسباً لأداء صلاتك كما أن عينيكِ تبدوان مُرهقتين لذا أريد البحث عن مكان مناسب تشعرين فيه بالراحة و الأمان"

تراخت ملامحها تدريجياً لتخفض نظراتها عنه ثم شابكت أناملها معاً خلف ظهرها

" لا يُمكنني اصطحابك إلى مسجد بوسان فهذا يبدو مكاناً واضحاً، و لن نذهب إلى فندق لأنني لن أمتلك أموالاً كافية بعدها كي نعود إلى المنزل، و كذلك الساونا لن تكون مُريحة أبداً بالنسبة لكِ"

" يُمكننا العودة إلى هناك"

التفتت تُشير نحو الشاطئ خلفها فأمال بيكهيون برأسه ينظر هناك ثم أعاد نظراته إليها

" و هل يُمكنكِ النوم هناك؟ "

" سوف أتعامل مع هذا بنفسي، دعنا نعد "

استدارت كي تعود إلى مكانهما السابق فاستوقفها بيكهيون

" و هل ستستخدمين المياه المالحة مُجدداً حين يأتي موعد صلاتك مرة أخرى؟"

"لا مشكلة بذلك"

أجابته بعدم اهتمام وهي تسير دون توقف

"على الأقل لنُحضر زجاجتي مياه بدلاً من هذه المياه المالحة "

هتف بصوتٍ عالٍ فاستدارت تُجيبه وهي تعود بظهرها إلى الخلف

"أخبرتك بأن لا مشكلة بهذا، لم أعد قادرة على السير أكثر من ذلك "

" لم نبتعد خطوتين عن الشاطئ هيبا"

قهقه بعدم تصديق فرفعت كتفيها بعبوس

" لكنني مُرهقة بالفعل "

تنهد ليهز رأسه إلى الجانبين و التفت ليُكمل طريقه كي يقوم بشراء المياه فتوقفت هيبا عن التراجع

" بيكهيون عُد إلى هنا"

و دون أن يلتفت إليها رفع يده يُشير إليها بالنفي فتجعدت ملامحها ببكاء مزيف ثم ركضت خلفه إلى أن أصبحت تسير بمحاذاته

" قلت لا مشكلة "

تمتمت بعبوس و عقدت ذراعيها إلى صدرها فرمقها بنظرة جانبية و ابتسم بخفة ثم عقد ذراعيه إلى صدره هو الآخر بينما يسيران متجاورين

_____________

جلس تشانيول مُجاوراً إلى تشانسوك خلف طاولة صغيرة تابعة إلى أحد المطاعم البسيطة يتناولان وجبة الإفطار

كانت هناك أصواتاً صاخبة في الخارج بالإضافة إلى أحاديث الزبائن التي تتداخل بشكل عشوائي بأذني تشانسوك لذا لم تكن تشعر بالراحة...تشعر و كأن الجميع يُراقبها

" الجميع مشغول بتناول الطعام قبل الذهاب إلى عمله و صدقيني جميعهم يتناولون طعامهم بعشوائية و نهم فلا يُعطي أحدهم انتباهاً لنا أو لغيرنا"

همس بجانب أذنها ثم أمسك بأعواد الطعام يضعها بين أناملها

" لن أُساعدكِ فأنا جائع أيضاً لذا ساعدي نفسكِ بنفسكِ"

"هل تفعل هذا تمهيداً لتركي وحدي لاحقاً دون أن تشعر بتأنيب الضمير؟ "

تمتمت بإنزعاج فجذب أنفها بين سبابته و إبهامه بحركة سريعة جعلتها تشهق بتفاجؤ

" أنا هنا أحاول صنع يوماً مُميزاً و سعيداً لكِ فلا تقفزي بأفكارك إلى جانب آخر...."

ابتسم بخفة ليميل بوجنته فوق كفه حيث يستقر بمرفقه فوق الطاولة بينما يده الأخرى ارتفعت تعبث بخصلات شعرها بلطف

" يجب أن تعرفي بأن الجميع يُعاني مع الطعام فلا نعرف متى أو كيف سينسكب الحساء على ثيابنا و يسلخ جلدنا.. "

ضحكت تشانسوك لينقر أنفها بسبابته

"هذا ما أسعى إليه تشانسوك"

همس قاصداً ضحكتها فابتسمت بخجل

" إن كنتِ غير قادرة على رؤية ما يدور من حولك فلا يعني هذا أن حياتك يجب أن تتوقف و أنا سأُثبت لكِ هذا تدريجياً "

تنهد بصوتٍ عالٍ ثم جذب صحن طعامها يضعه أمامها قبل أن يُمسك بيدها التي تحمل الأعواد كي يجعلها قريبة منه

" هيا تناولي طعامكِ"

همهمت تشانسوك بتردد فجذب تشانيول صحنه هو الآخر و بدأ في تناول طعامه بينما يسترق النظرات من حين إلى آخر نحوها

بدت على وشك البُكاء في البداية لشدة توترها و إحراجها من أن يراها الآخرين و يسخروا منها كما فعل مين هيون

لكن لا تشانيول ولا غيره أعطى اهتماماً أو وضع تعليقاً عليها فلم يكن تناولها الطعام عشوائياً أو به خطب

كانت طبيعية للغاية و إن سكبت القليل فالجميع قد فعل...هذا طبيعي حين تناول الطعام

أخفضت رأسها بإبتسامة بسيطة و رفعت يدها الأخرى تُمسك بها الصحن لتُقربه منها أكثر ثم أكملت طعامها بأريحية دون التفكير فيما يدور من حولها

بعد أن انتهيا من تناول الطعام غادرا المطعم بخطوات متوازية حيث يُمسك تشانيول بيدها فقط دون احتضان كتفيها

و طوال الطريق هو كان يصف لها كل شيء متواجد حولهم سواء كانت أعمدة الإنارة

أو الأشخاص الذين يركضون بسرعة من أجل اللحاق بالحافلة

طريقهم كان صاخباً و مليئاً بالأشخاص على عكس الحي الذي يقع به منزل تشانسوك و بالرغم من ذلك لم تشعر بوجود خطب و لم يُزعجها شيئاً

" أي نكهة تُريدين؟"

تشانيول تساءل و هو يقف أمام حافلة المُثلجات فرفعت تشانسوك كتفيها بعدم معرفة لذا أعاد نظراته إلى الرجل أمامه قبل أن يُشير إليه بإصبعين

" اثنين من نكهة الفراولة"

"فراولة؟"

قهقهت تشانسوك ليرمقها بنظرة جانبية محرجة قبل أن يتحمحم

دفع الحساب أولاً ثم حصل على المُثلجات يُعطي إحداهما إلى تشانسوك و الأخرى أمسكها هو ليسيرا متجاورين إلى أن جلسا على أحد مقاعد الإنتظار بداخل الحديقة

" اليوم ليس عطلة فلماذا يوجد العديد من الأطفال في الحديقة بهذا الوقت من الصباح؟"

تشانيول تساءل بإستغراب و هو يُحرك عينيه مع الأطفال الذين يمرون ركضاً من أمامه

" لا بد أنهم هربوا من المدرسة، هؤلاء المشاغبين"

ضحكت تشانسوك ثم نكزته بمرفقها ليلتفت برأسه نحوها

" هل كنت تهرب من المدرسة؟ "

" فعلتها ذات مرة لكنني لم أكن مشاغباً "

رفع سبابته يُشير بها ثم قضم قطعة من المُثلجات و التفت يجلس بجانبية كي يواجهها

" كنت طالباً متفوقاً، و الكثير من الفتيات كُن معجبات بي"

" حقاً؟أصبحت فضولية لأعرف كيف تبدو "

ضحكت فهمهم ليرفع كتفيه بغرور

" أنا وسيم و طويل منذ أن كنت صغيراً "

" و لماذا هرب الطالب المتفوق، الطويل و الوسيم منذ أن كان صغيراً؟"

قهقه تشانيول على سُخريتها الواضحة ثم تنهد

" ربما لا تعرفين ذلك لكن...من يفترض به أن يكون والدي قد تخلى عنا أنا، أختي وحتى أمي... كانت عشيقته في الواقع لذا لم يتم الإعتراف بنا فلا نليق بعائلته التي تنتمي إلى الطبقة المخملية، لكن كي لا يشعر بأنه شخص سيئ ساعدني أنا و يورا في دراستنا...لم أكن أعرف ذلك لذا في اليوم الذي عرفت فيه بهذا الأمر قررت الهروب من المدرسة...ربما أردت أن أنتقم منه بهذا التصرف، قمت بالتدخين و أصبحت عادة لا أتخلى عنها لكنني عدت إلى دراستي من جديد و استكملتها كالطالب المثالي "

" هل لهذا السبب ترغب بالهرب مني؟ "

سألته بتردد فالتزم الصمت لبضعة لحظات قبل أن يقف من مكانه مُتجاهلاً الرد على سؤالها هذا

" توجد أرجوحة هناك، هل ترغبين بتجربتها؟ "

تنهدت تشانسوك لتقف من مكانها ثم مدت كفها نحوه ليُمسك بها يقودها حيث تلك الأرجوحة التي يستخدمها طفلاً يبدو في السابعة من عمره تقريباً

"أيها الصغير هلا تركت الأرجوحة لنا قليلاً؟"

تشانيول سأله بلطف فرفع الصغير عينيه ينظر إليه وهو يتأرجح ثم ركل ذراع تشانيول بقدمه حين ارتفعت الأرجوحة قليلاً و بوقاحة هز رأسه

"لا"

أخرج لسانه إلى تشانيول الذي أنزل نظراته ينظر بصدمة إلى ذراعه التي اتسخت من حذاء الصغير

" اتركه "

تشانسوك همست بخفوت لكن الأمر أصبح شخصياً بالنسبة إلى تشانيول فربت على يد تشانسوك قبل أن يتركها ثم وقف أمام الأرجوحة تماماً و حين اقتربت منه أمسكها بيديه بينما يُقرّب وجهه من وجه ذاك الطفل جاحظاً بعينيه بقصد إخافته

"اترك الأرجوحة الآن"

هسهس من بين أسنانه بصوتٍ خافت حريصاً على أن لا تسمعه تشانسوك و ابتسم كشخص مجنون من أفلام الرعب فاهتزت شفتي الطفل تُنذران بالبكاء ليترك تشانيول الأرجوحة بحذر كي ينزل الصغير و هو بسرعة ركض تاركاً إياها فالتفت تشانيول نحو تشانسوك و جذبها من يدها كي تجلس فوق الأرجوحة

"إلى أين ذهب؟ "

سألت قاصدة ذاك الطفل و تشانيول ببراءة مزيفة كذب

" والدته كانت تُشير إليه من بعيد لا بد أن وقت المغادرة قد حان"

همهمت تشانسوك بتفهم فتحرك تشانيول ليقف خلفها ثم انحنى قليلاً يُمسك بيديها ليجعلهما تُمسكان بالأحبال الخاصة بتلك الأرجوحة

سحبت تشانسوك نفساً ثقيلاً حين جذب تشانيول الأرجوحة نحوه إلى أن أصبحت قريبة منه أكثر حتى تلامس صدره مع ظهرها يجعل من قلبها صاخباً دون إدراك ثم دفعها إلى الأمام فصرخت بفزع مما جعله يضحك

" تمسكي جيداً بالحبل كي لا تقعي"

"إنه مخيف، أشعر بأنني سوف أقع "

هتفت بخوف حين دفعها مرة أخرى ليجذب تشانيول الأرجوحة نحوه مُجدداً كي تتوقف

"هذا ليس مُخيفاً و لن تقعي إن أمسكتي بالحبل جيداً...سأكون هنا لألتقطك إذا حدث شيئاً "

ابتلعت ريقها لتومئ إليه بينما قبضتيها ضاقتا بقوة حول الحبل فاتسعت ابتسامة تشانيول قبل أن يدفعها مُجدداً إلى أن اعتادت على ذلك

و صرخاتها المذعورة تحولت إلى ضحكات و قهقهات مستمتعة

_______________

" سنقوم بتنظيف هذا المطعم مقابل بقائنا بالشقة العلوية الليلة، هذه الخالة تقول أن الشقة صغيرة و مبعثرة كونها تحتفظ فيها ببعض الأغراض القديمة لكنها سوف تفي بالغرض "

بيكهيون جلس على المقعد مُقابلاً إلى هيبا يُخبرها بذلك بصوتٍ خافت وهو يُشير إلى المسؤولة عن المطعم فانعقد حاجبيها

" ألن نعد إلى الشاطئ؟"

"بالطبع لا هيبا، البقاء في العراء ليس آمناً كما أننا بحاجة إلى تناول طعام طبيعي وليس مجرد مقرمشات، و ماذا عن الحمام؟ بالطبع لا نهرب من أولئك الأشخاص لنموت بسبب..."

"حسناً فهمت"

قاطعته بإحراج فضحك ليعقد ذراعيه إلى صدره

" لكن لماذا وافقت على بقائنا؟"

"كنت أسألها عن فندق قريب و رخيص كي نبقى به الليلة لأننا تعرضنا إلى السرقة و هي عرضت عليّ البقاء هنا بهذا المقابل و لن تحصل على أموال الطعام حتى...بالطبع لم أوافق منذ الوهلة الأولى كي لا تشك بنا"

"ذكي للغاية"

قلبت عينيها بسخرية حين رفع كتفيه بغرور فتنهد بيكهيون ليُشير إليها

" على الأقل وجدنا مكاناً نبقى به الليلة بسبب ذكائي، لذا ستقومين أنتِ بمهمة التنظيف "

" أنا لست خادمتك، و لن أفعل هذا وحدي "

أشارت إليه بسبابتها بتحذير فضحك و هز كتفيه بدلال لتضحك بعدم تصديق

"بيكهيون"

"حسناً، حسناً سأساعدكِ"

________________

مساءً عاد تشانيول و تشانسوك إلى غرفة الفندق التي حجزها تشانيول من أجل الليلة

بالنسبة إلى تشانسوك كان يوماً لا يُنسى كما أراد تشانيول أن يكون

كانت سعيدة و مُشرقة فلم يخفى عنه ذلك لذا كان سعيداً لكن قلبه لا يتوقف عن الخفقان بصورة بشعة

و أفكاره تُخبره بأن يطول بخطة اختطافه لها ربما... إلى الأبد؟!

"تشانسوك"

وقف خلفها يبتلع ريقه بتوتر فهمهمت بتساؤل و التفتت تُقابله

" ألا تُريدين معرفة كيف أبدو؟"

تقدم منها خطوتين ليُمسك بكفيها و بحذر كان يُراقب عينيها إلى أن جعلها تحتضن وجنتيه

" تعرف أن هذا لن..."

"حاولي التخيل، و أياً كانت النتيجة سيكون أنا "

همهمت تشانسوك بتفكير فأبعد كفيه عن خاصتيها و تركها هي تتعرف على ملامحه بلمساتها التي تتحرك على وجهه برقّة إلى أن وصلت إلى عينيه فأغلقهما

" يُمكنني معرفة أن عينيك واسعتين من ملمسها فقط"

ضحكت بخفوت لتنزلق بأناملها إلى الأسفل قليلاً ففرّق بين جفونه التي نعست مع مُراقبته لتلك الإبتسامة التي تعلو شفتيها من حين إلى آخر و كأنها تتخيله حقاً

"توجد غمازة هنا"

همس لها و احتضن كفها فوق وجنته اليُسري ثم ابتسم يكشف عن غمازته تلك فارتفع حاجبيها بإعجاب

"إنها عميقة"

علّقت فهمهم بالإيجاب و عينيه ابتسمتا بحب مع تلك الإبتسامة التي اتسعت تكشف عن أسنانها

" هل أُخبرك شيئاً؟"

تركت وجنتيه و التفتت تسير نحو السرير فأمسك بيدها يقودها إليه حتى جلست على طرفه فجلس مجاوراً له

"لم أرغب بالذهاب إلى المشفى هذه المرة ليس لأنني سوف أتألم بدون فائدة فقط..."

ضمت شفتيها بخجل فأمال برأسه بإهتمام مُنصتاً إليها

"كنت خائفة من أن أبني تخيلات بأنني سأكون قادرة على رؤيتك ثم تتحطم تخيلاتي هذه...سيكون هذا مؤلماً أكثر من..."

أمال نحوها يلتقط شفتيها بين خاصتيه بقُبلة مفاجئة فأغلقت عينيها بقوة و انقبض قلبها بشدة لتضم قبضتيها بخجل

فصل القُبلة و ابتعد عنها بمسافة بسيطة كي يكون قادراً على رؤية وجهها ثم همس من بين أنفاسه

" قد أكون أنانياً بتصرفي هذا لكن... "

ابتلع ريقه لينزلق بنظراته نحو شفتيها

" لم أكن يوماً مُنجذباً إلى فتاة هكذا و مُستعداً للتضحية بكل شيئ و أي شيئ من أجلها"

احتضن إحدي وجنتيها بكفه ليستند بجبينه ضد جبينها يجعل من صخب قلبها أعلى فرفعت يدها تُمسك بذراعه تلك بأنفاس ثقيلة

" يبدو أنني...يبدو أنني وقعت بحبك و لا مفر من هذا"

نقر شفتيها بقُبلة سطحية لتضمهما بخجل ثم تمتمت بخفوت

" هذا يعني أنك لن تتركني و تهرب؟"

ضحك بإرهاق من مشاعره التي فرضت سيطرتها عليه بتلك اللحظة ثم همهم بالنفي

"أوهم نفسي بأنني قادر على فعل ذلك، لكن يبدو أنني أطلت النظر إليكِ حتى تحول هذا إلى إدمان آخر"

أحاط خصرها بذراعه الأخرى و جذبها نحوه ليلتقط شفتها السُفلى بين شفتيه فرفعت كفيها نحو وجنتيه تحتضنهما

تبادلا القُبلة في هدوء، كانت قُبلتهما رقيقة و ناعمة مع ابتسامات بسيطة تعلو شفتيهما من حين إلى آخر

شعرت تشانسوك بجسدها يرتخي فأمالت إلى الخلف و هو أمال معها إلى أن استقر ظهرها فوق الفراش بينما هو يعتليها بجذعه

لا أحد منهما يُفكر في المشاكل التي ستحدث لاحقاً، فقط يختتمان هذا اليوم اللطيف بذكرى أخرى سعيدة و بريئة


To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top