24

Start

" إلى متى سوف تتصرف بتهور و جهل هكذا؟"

السيد كيم صاح بإنفعال و جذب شيئاً عشوائياً من فوق مكتبه ليُلقي به نحو مين هيون فارتطم بصدره مما جعله يتأوه بألم فجسده كان مليئاً بالكدمات كما وجهه لذا حتى نسمة الهواء قد تؤلمه

" أنت غبي و لن تتوقف إلى أن تفضحنا جميعاً"

صرخ بغضب لينعقد حاجبي مين هيون و بخطوات عرجاء تقدم من مكتب والده

" لقد فعلت هذا لنصل إلى الوثائق التي تديننا قبل أن يُقدمها إلى الشرطة فهل كان يجب أن أنتظره حتى يتخذ خطوة ضدنا؟"

"  لم تفعل هذا من أجل مصلحتنا بل لأنك تشعر بالغيرة من وجوده حول تشانسوك و ها أنت قد فضحتنا أمامه ولا يبدو بأنه كان يعرف بأي شيء"

"ماذا تعني ؟ "

أمال برأسه بتساؤل و انحنى ببطئ كي يجلس فوق المقعد لكنه سرعان ما انتفض مُغلقاً عينيه بقوة بسبب ما شعر به من ألم لا يُحتمل بمؤخرته

" ما أعنيه هو أن تلك الحثالة قد وضعت الوثائق بيد شخص آخر غير أخيها فلا بد أنها خشيت أن نُطارده و بينما نحن مشغولين بالبحث خلفه اتخذ الشخص الآخر خطوة و قام بتقديم تلك الوثائق إلى الشرطة؟"

"ماذا؟"

هتف مين هيون بصدمة و عينيه قد اتسعتا ليومئ إليه والده

" الشُرطي الذي حصل على هذه الوثائق قام بتقديمها إلى ايم يونغ "

" حسناً هذا جيد، ايم يونغ متورط معنا لذا بإمكاننا إخفاء الأمر والتخلص من ذاك الشُرطي "

همهم السيد كيم و هو يومئ إليه

" هذا ما سيحدث تماماً لكن عليك التوقف عن التصرف بتهور و لا تتخذ خطوة دون الرجوع إليّ "

أومأ إليه مين هيون يدّعي الإهتمام لكن إبتسامة جانبية اعتلت ثُغره و هو يُفكر...إذاً ذاك الخادم لم يعد له أهمية بالنسبة إليهم

_______________

استقام بيكهيون بجذعه لينظر حوله بأعين ناعسة إلى أن وقعت عينيه على هيبا التي تبدو في حرب مع النوم الآن فكلما أمالت برأسها سوف تنتفض مُجدداً حتى لمحته فارتفع حاجبيها بتفاجؤ

"استيقظت"

همهم بإيماءة بسيطة و التفت ينظر بجانبه فتركت مقعدها و اقتربت من الطاولة سريعاً تقوم بصب كوب من الماء لأجله حين فهمت ما يُريد

"هل تشعر بالتحسن؟"

رفع عينيه نحوها يسترق نظرة إليها ثم أمسك بالكوب ليُبعد نظراته عنها

" أنا بخير"

" مازال رأسك يؤلمك؟ "

أمالت برأسها بقلق فهمهم بيكهيون بالنفي

" إنه ثقيل لكن لا تقلقي، أنا بخير الآن"

أومأت بتفهم ثم حملت الكوب عنه لتضعه على الطاولة مُجدداً و أعين بيكهيون تحركت معها بصمت إلى أن استقامت بوقفتها

"تُريد شيئاً آخر؟"

" سأعود إلى النوم مُجدداً لذا يُمكنك العودة إلى غُرفتكِ أيضاً و لتحظي ببعض الراحة "

نبس بهدوء فضمت هيبا شفتيها و هي تُحرك عينيها بحركة دائرية مُترددة

"أعدكِ إذا شعرت بأنني لست بخير فسأخبرك بذلك"

" ما رأيك أن نخرج لبعض الوقت لعلك بحاجة إلى تصفية ذهنك؟"

همهم بيكهيون بإيماءة بسيطة

" اذهبي إلى النوم الآن، و غداً إذا شعرت بتحسن سنخرج "

أومأت إليه هيبا و تحركت كي تخرج من غرفته لكنها عادت سريعاً لتحمل السكين من فوق الطاولة

" نسيت هذه "

همست بإحراج فضحك بيكهيون بخفوت ليُحرك عينيه معها حتى غادرت غُرفته و تدريجياً تلاشت ابتسامته ثم تنهد بعمق قبل أن ينزلق أسفل الغطاء مرة أخرى كي يعود إلى النوم

مر يومين آخرين استعاد بهما بيكهيون عافيته إلا أنه كان يتصرف بهدوء عن العادة و هذا لم يكن مُريحاً بالنسبة إلى هيبا

هو لا يكتفي بالتزام الصمت فقط بل يسترق نظرات غير مفهومة نحوها و ما إن تلتقي نظراتهما لن يشيح بنظراته بعيداً عنها لذا تكون هي أول من تنظر بعيداً بخجل

بيكهيون اعتاد فعل هذا في السابق لكن هذه المرة تبدو نظراته مُختلفة للغاية مما يجعل الوضع غير مُريح وليس مُحرجاً فقط

و في جانب آخر كان الوضع هادئاً بين تشانيول و تشانسوك، يوجد إحراج و تردد من كلا الجانبين جعلهما يختصران الأحاديث المُتبادلة بينهما

فكل ما كان يشغل عقل تشانسوك طوال الوقت هو سبب كراهية تشانيول للبقاء بجوارها رغم إعجابه بها كما هو واضح من حديثه

لذا و بدون أن تشعر هي لم تلحظ غياب مين هيون و عدم زيارته لها ليومين

إلا أن تشانيول قد لاحظ ذلك...لم يكن بحاجة للتفكير في السبب فلا بد أن الآخر كان يُعاني مع جسده الذي تلقى ضربات قوية من تشانيول

فكل كلمة أو فعل أصدره مين هيون تجاه يورا أو  تشانسوك قد انتقم له تشانيول و بالكاد تمالك نفسه كي لا يتسبب بقتله

______________

" سيدي...لماذا طلبت نقلي؟ هل فعلت شيئاً خاطئاً؟"

مُتدرب بيكبوم اقتحم مكتبه فجأة يتساءل ببعض الإنفعال قلقاً من أن يكون قد فعل ما يُثير غضبه فنظر إليه بيكبوم بعدم فهم

"ماذا تقصد بطلبت نقـ..."

قوطع بدخول رجلين من الشُرطة إلى مكتبه بطريقة همجية فحرك عينيه نحوهما

" ماذا يحدث؟ "

" عُذراً سيد بيكبوم لكن...لدينا أمر بإلقاء القبض عليك"

متدرب بيكبوم اتسعت عينيه بصدمة بينما بيكبوم لم يُبدي ردة فعل سوى أن قام بإرسال رسالة سريعة  ثم ابتسم بجانبية قبل خروجه من المكتب بهدوء مع رجال الشُرطة...و كأنه توقع حدوث هذا

________________

" هيبا "

بيكهيون طرق باب غُرفتها و تراجع خطوة إلى الخلف ينتظر أن تفتح الباب و هي بلهفة هرعت إلى الباب تفتحه

"ماذا هناك؟ تُريد شيئاً؟ أنت بخير أليس كذلك؟"

انعقد حاجبيه بخفة مُبتسماً بإستغراب من تلك الأسئلة التي انهالت عليه بشكل مُفاجئ منها

"أنا بخير"

ضحك بخفوت فضمت شفتيها بخجل لتحك جبينها بتوتر

" أردت إخباركِ فقط أنني سأخرج لشراء بعض الأغراض من أجل المطبخ لذا هل تأتين معي؟ "

"بهذا الوقت؟ "

أمالت برأسها بإستغراب لينظر بيكهيون إلى ساعته يراها تُشير إلى الحادية عشر و بضع دقائق

" أيضاً أنا بحاجة إلى شراء الدواء لي فألم رأسي لا يزول لذا لم أرغب بالإنتظار حتى الصباح لكنني فكرت في ذلك...ماذا لو شعرت بالتعب و أنا وحدي لذا... "

برر كاذباً فأومأت إليه سريعاً و هي تخرج من الغُرفة

"لا، لا أمانع دعنا نذهب"

ابتسم بيكهيون ليومئ إليها ثم خرجا من المنزل معاً

_____________

حرّك تشانيول عينيه مع تشانسوك و هي تسير نحو سريرها بخطوات حذرة إلى أن اختفت أسفل غطائها في صمت فتنهد بعمق ثم وقف من مكانه

" سأعود إلى غُرفتي"

نبس بهدوء ليخطو نحو الباب ينوي المُغادرة لكنها استوقفته ما إن سمعت مقبض الباب يتحرك

"تشانيول"

التفت إليها و همهم بتساؤل فزمت شفتيها بعبوس لتُربت جانبها تدعوه أن يقترب ففعل ذلك بعدما أغلق الباب مرة أخرى

حين جلس بجوارها مدت كفها نحوه باحثة عن يده و هو ما إن فهم ذلك حتى أمسك بيدها

عبثت بأنامله لدقائق طويلة دون التفوه بكلمة بينما هو كان يميل برأسه نحوها يُراقب وجهها الذي بدا حزيناً كما بدت مُترددة

" ألا تشعرين بالنعاس؟"

همس مُتسائلاً و رفع يده الأخرى يمسح بها على شعرها بلطف فهمهمت بالنفي

" هل خائفة من الذهاب إلى المشفي غداً؟"

أغلقت عينيها بقوة و هي تومئ إليه ثم جذبت يده نحوها تتخذها وسادة لذا أمال أكثر تجاهها سامحاً لها بذلك، و كفه الأخرى لم تتوقف عن التحرك بحركات رقيقة على شعرها

" لا أريد تجربة هذا الألم مرة أخرى"

همست بصوتٍ مُختنق فانزلقت نظراته حيث شفتيها المُرتجفتين

" لا أريد أن يتجدد الأمل بداخلي تجاه شيء مستحيل فحين يفشل أشعر...ربما الفراغ؟! لا أعرف كيف أصف شعوري لكنه بشع"

حرّكت رأسها قليلاً كي تجعل من كفه تحتضن وجنتها ثم التقت جفونها الوردية لتنزلق دمعة حارة فوق كفه آلمت قلبه

تشانيول لم يجد ما يقوله، و لم يجد كلمات مناسبة قد تواسيها بهذا الموقف فاكتفى بمُراقبتها تبكي بصمت إلى أن غفى بوضعية غير مُريحة و رأسه يتكئ على ذراعها بينما جسده كان مُتيبساً فلم يرغب بأن يتحرك أو يُحرّك يده التي تحتضنها كي لا يُقلق نومتها

_______________

"البحر لطيف"

بيكهيون نبس بإبتسامة واسعة و تنفس بعمق لترمقه هيبا بفراغ ثم حرّكت عينيها نحو تلك الحقائب المجاورة لبيكهيون

تسوقا؟! نعم

لكن ماذا يفعلان أمام البحر بهذا الوقت و الذي يبعد عن المنزل ساعات؟ و لماذا لم يستقلا سيارة بيكهيون؟

هي لا تعرف شيئاً

" بيكهيون"

تكتفت فالتفت يواجهها بينما يقول بحماس مزيف

" ما رأيك في..."

"هل نهرب من شيئ ما ؟"

قاطعته بنفاذ صبر فتلاشت ابتسامته المُزيفة تدريجياً و زفر بضيق

"لا يُمكنك إخفاء الأمر عني طويلاً لذا أخبرني الحقيقة فقط"

زم شفتيه في خط مستقيم و استدار مرة أخرى يواجه البحر ليصمت قليلاً و بدا أنه يفكر فأمالت برأسها تُراقبه بحذر في إنتظار أن يتحدث

" أرسل بيكبوم رسالة و طلب مني مُغادرة المنزل"

انعقد حاجبيها لترمش بإستغراب

" لماذا؟ "

هز كتفيه بعدم معرفة ثم رفع قدميه يضمهما إلى صدره

" رسائلي مع بيكبوم لا تكون واضحة في العادة لذا لم يشرح لي لكنني فعلت ما يجب فعله... لقد وضع مُلصقاً بنهاية حديثه يُشير إلى أنه بخير لذا هو بخير "

أتم حديثه يُطمئن نفسه بصوتٍ مسموع و ابتسم بعدها فأومأت هيبا بتفهم

" إذا كنت ترغب بالتحدث كي تشغل عقلك عن التفكير في هذه القضية فلتتحدث "

بيكهيون أغلق عينيه قليلاً و هو يُصدر همهمات خافتة ثم التفت برأسه ينظر إليها

" هل يُمكنني طرح سؤالاً؟ "

التقت جفونها في ضحكة مكتومة ثم هزت رأسها إلى الجانبين فجعلت من ابتسامة بسيطة تعلو شفتيه

" أسئلة بيكهيون...لا ابقى حزيناً أفضل "

قهقه بصخب على ردة فعلها ثم عقد قدميه معاً

"فقط سؤال واحد؟"

"يا إلهي...لماذا لم يأتي بيكبوم لحمايتي بدلاً من هذا المُزعج؟"

تمتمت بقهر مُزيف فضم بيكهيون شفتيه يحاول كتم ضحكته إلا أنه فشل في ذلك

"هل تتحدثين بصوتٍ عالٍ لأسمعكِ؟"

"و هل سأتحدث مع نفسي بالإنجليزية؟"

أمالت برأسها ساخرة ليقلب بيكهيون عينيه بضحكة خافتة

" إذاً...هل اسأل؟ "

نبس بتردد فتنهدت هيبا بعمق قبل أن تومئ إليه بإستسلام

" مجرد سؤال بدافع الفضول..."

برر قبل أن يطرح سؤاله لتهز رأسها معه بتفهم

" لقد قُلت سابقاً بأنه بمجرد انتهاء هذه القضية و ابتعادنا عن بعضنا البعض سنتخطى كل شيء...أعني مشاعر الإعجاب "

ضمت هيبا شفتيها بخجل و ببطئ حرّكت عينيها تبتعد بهما عنه

"ماذا لو أن هذا لم يحدث؟ ماذا لو لم نتخطى؟"

"بالنسبة لي سوف أتعايش مع مشاعري و أحتفظ بها لنفسي...أنا لا أستطيع الإرتباط بشخص و أنا أمتلك مشاعر تجاه غيره فهذه خيانة بالنسبة لي، و لا يُمكنني تخطي مشاعري تجاه أي شخص كان طالما أنه لم يقم بفعل شيئ سيئ لي لذا..."

رفعت كتفيها نهاية حديثها لتضم قدميها إلى صدرها ثم أخفضت عينيها تنظر إلى قدميها حيث بدأت تعبث بأصابعها بالرمال أسفلها بتوتر

و بيكهيون قد ترهل كتفيه بإحباط و لبعض الوقت التزم الصمت بينما يُراقب السماء فوق البحر بدأت تتفتح ألوانها

" لا يوجد حل آخر؟ "

فرّقت هيبا بين شفتيها عدة مرات باحثة عن إجابة لكنها بكل مرة كانت تلتزم الصمت

"ماذا لو أنني اعتنقت الإسلام لأجلك؟"

"لا"

أجابته سريعاً و قد بدت مذعورة من تلك الفكرة فتبادل كلاهما النظرات لبضعة لحظات قبل أن يعيد بيكهيون نظراته إلى البحر أمامه

" لا يجب أن تفعل شيئاً كهذا فقط من أجلي، شيئ كهذا سيكون لصالحك و لن أكره أن تفعله لكن لأنك مقتنع به و ليس فقط من أجلي فهذا و كأننا نحاول خداع خالق البشر فكيف سنثق ببعضنا و نحن بشر ضعاف لا نقوى على فعل شيئ؟"

" لا يُمكنني فهم ذلك"

عض على شفته السُفلى بضيق و حرك رأسه إلى الجانب الآخر فتنهدت هيبا

" بعض الأمور لن تفهمها إن لم تدرسها جيداً و من شخص يفهم ما يقوله و ليس شخصاً يقول ما هو على هواه و يُناسب تفكيره لكن...ببساطة سأحاول شرح ذلك "

انعقد حاجبي بيكهيون بخفة و ببطئ التفت برأسه نحوها لكنه لم يرفع عينيه عن الرمال و أخذ يعبث بها بأنامله

"كيف أُطالب زوجي بأن يمنحني حقوقي كزوجة و هو لا يؤمن بمن وضع هذه الحقوق لي لحفظ كرامتي و مكانتي كإمرأة؟ "

رفع عينيه نحو خاصتيها فابتسمت بخفة

" لا تشغل عقلك بهذه الأمور بيكهيون...بالنهاية أنت لا تؤمن بالحب و لن تضطر إلى الدخول إلى هذه المتاهات"

التفتت بعدها لتنظر أمامها ففعل المثل، و بين الدقيقة و الأخرى يسترق نظرة نحوها

" أتمنى أن تجدي رجلاً أكثر من مثالي كي تكوني قادرة على تخطي إعجابكِ برجل مثلي "

تمتم مازحاً فضحكت هيبا بعدم تصديق

" لا تكن مغتراً بنفسك هكذا "

ضحك كلاهما لينظران إلى بعضهما بعدها بإبتسامات بسيطة و أعين لامعة دون إضافة حديث آخر

__________________

الساعة كانت تُشير إلى الخامسة و النصف صباحاً، لا أحد مُستيقظ بمنزل تشوي عدا فرد واحد فقط

ارتدى تشانيول قبعة الرأس و حمل حقيبة ظهره ثم خرج من غرفته بحذر متوجهاً إلى غُرفة تشانسوك حيث تركها نائمة

انحنى إلى مستواها و ابتسم بخفة حين وقعت عينيه على شفتيها المُفرقتين و شخيرها الخافت يصدر من بينهما، و بلطف وضع سبابته أسفل ذقنها يدفعه إلى الأعلى كي تُغلق فمها ثم همس

"تشانسوك"

استدارت إلى الجانب الآخر تُعطيه ظهرها فضم شفتيه بقهقهة مكتومة ثم جذبها من كتفها نحوه كي يحملها إلا أنها انتفضت من نومها مفزوعة لذا ابتعد عنها

"تشانيول أهذا أنـ..."

"هششش"

وضع سبابته على شفتيها كي تلتزم الصمت فانعقد حاجبيها بقلق تلتقط أنفاسها بوتيرة سريعة

" اهدئي كي لا يسمعكِ أحداً"

همهمت بعدم فهم و حركت رأسها جانباً حين أبعد اصبعه عن شفتيها لتهمس بتلعثم

"ما...ماذا.. يحدث ؟"

جفلت بتوتر و قد ارتفع حاجبيها بتفاجؤ حين شعرت بأنفاسه الدافئة تقترب منها إلى أن همس بجانب أذنها

"أقوم بإختطافك"


To be continued....



Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top