21
Start
"ماذا بشأن منحتها الدراسية و أمر وجودها هنا في كوريا ؟"
هيبا تبادلت النظرات بينهما بتوتر فنظرات بيكبوم حين طرح بيكهيون سؤاله لم تكن مُطمئة...و كأن هناك كارثة
"بالطبع ستخسر منحتها الدراسية و لن يُسمح لها بغيرها، أما بشأن بقائها في كوريا فأتمنى أن نتمكن من حل القضية قبل أن تتفاقم هذه المشكلة فهذا سيجعلها عُرضة للخطر فإما أن تكون هاربة من أولئك الذين يبحثون عنها و من الشرطة، أو ستخرج إلى العلن و حينها ما فعلناه سيضيع هباءً فحياتها ستكون في خطر بلا أدنى شك"
زم بيكهيون شفتيه لينظر نحو هيبا فارتفع حاجبيها بقلق و تساؤل لذا أرغم نفسه على رسم ابتسامة مُزيفة يُطمئنها بها
" عُذراً "
بيكبوم أشار لهما حين رنّ هاتفه و حمله ليبتعد عنهما بضعة خطوات كي يُجيب الإتصال فاعتدلت هيبا بجلستها و أمالت برأسها كي ترى وجه بيكهيون بوضوح بعد أن أشاح بنظراته بعيداً عنها
"ماذا حدث؟"
"لا شيئ"
هز رأسه إلى الجانبين بهدوء فانعقد حاجبيها بقلق و كادت تتحدث مرة أخرى لولا عودة بيكبوم ليقف أمام بيكهيون
"يجب أن أُغادر الآن، أعتذر لك فلا بد أنني قيّدتك معي بهذه المُهمة لكن أعدك سأحاول إنهائها في وقت قريب فأنا أعمل بجد على هذه القضية "
همهم بيكهيون و وقف من مكانه ليحتضن أخيه ثم غادرته تنهيدة عميقة قبل أن يبتعد عنه
" تم إغلاق هذه القضية لسبب مجهول و ربما لأنها متعلقة بالوزير فتم إغلاقها بتلك الطريقة لذا ماذا لو أن ما تفعله الآن سيتم هدمه مرة أخرى و كأن شيئاً لم يكن... "
بيكهيون نبس بصوتٍ خافت و هو يسير خلف بيكبوم حيث باب المنزل ثم التفت يسترق نظرة نحو هيبا قبل أن يُكمل
" هي ماذا ستفعل؟ "
" وضعت هذا الإحتمال أيضاً، و أبحث عن طريقة لإعادتها إلى بلدها دون مشاكل لكن هذا يبدو مُعقداً نوعاً ما لذا من الأفضل أن لا تُخبرها بذلك كي لا تتوتر فيكفي ما مرت به"
همهم بيكهيون بتفهم ليُربت بيكبوم على وجنته بلطف ثم ترك عليها قُبلة قوية مُفاجئة جعلت من حاجبي بيكهيون يلتقيان بإنزعاج مُزيف
" هيا، إلى اللقاء "
قهقه بيكبوم و لوّح إليه أثناء مُغادرته فهمهم إليه بيكهيون كإجابة، و ما إن أغلق الباب حتى تنهد بعمق ليستند بجبينه ضد باب المنزل مُغلقاً عينيه بضيق
" ما الخطب بيكهيون؟"
هز رأسه إلى الجانبين و هو بنفس الوضعية فتقدمت منه هيبا خطوتين حتى وقفت بجواره
" لا تبدو بخير "
فرّق بيكهيون بين جفونه و حرّك رأسه قليلاً نحوها فابتلعت ريقها لتُكمل
" هل هو في خطر بسببي؟"
تنفس بيكهيون بعمق ليبتعد برأسه عن الباب و قابلها بملامح هادئة لا تُبدي ما بداخله من قلق على أخيه و عليها هي الأخرى
" إنه عمله هيبا...هو في خطر دائماً "
بلل شفتيه و التفت ليسير نحو غُرفة المعيشة فلحقت به هيبا
" إذاً لماذا... "
"ربما لأنني اشتقت إليه فقط...لا تقلقي"
قاطعها و هو يُلملم أغراضه ثم استقام بوقفته لينظر إليها فرآها تبتسم نحوه
انعقد حاجبيه بإبتسامة بسيطة و أمال برأسه بتساؤل
" لماذا تبتسمين؟"
رفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة كإجابة عليه ثم سارت نحو غُرفتها بينما هو يسير خلفها متوجهاً حيث غُرفته
" ماذا؟ هل تُفكرين في أنني أمتلك قلباً رقيقاً ؟"
سألها بمزاح و توقف أمام غُرفته ينظر إليها من الخلف إلى أن التفتت نحوه و هي تُمسك بمقبض الباب تنوي إغلاقه
و كانت إجابتها أن اتسعت ابتسامتها في وجهه ثم أخفضت رأسها بخجل لتُغلق الباب ببطئ بينما هو يُراقبها بتلك الإبتسامة البسيطة على شفتيه
أوصدت بابها من الداخل لتتسع إبتسامة بيكهيون و قهقهة خافتة صدرت عنه ثم هز رأسه إلى الجانبين قبل أن يدخل غرفته هو الآخر
______________
"شكراً لك على اليوم سيد كيم"
السيد تشوي صافح المقصود فانحنت تشانسوك برأسها قليلاً بينما السيد كيم أشار إلى الخادمة فتقدمت تحمل سونغمين من بين يدي تشانيول
" أشعر بأنك كنت سيداً اليوم و ليس خادماً فلماذا تلتصق بحفيدنا كمنحرف غريب أطوار هكذا؟"
نبس مين هيون بسخرية حين قبّل تشانيول الطفل بين يديه قبل أن يناوله إلى الخادمة فانعقد حاجبي تشانسوك بخفة بينما الرجلين الأكبر سناً هنا تجاهلا ما قيل و كأنهما لم يسمعا شيئاً
" هل يجب أن أدّعي عدم معرفة الجميع بأنه طفل أختي الراحلة؟ "
رفع تشانيول كتفيه بعدم إهتمام فارتفع طرف شفتي مين هيون
"تقصد أختك الـ..."
"مين هيون"
والده نبس بتحذير ليضم شفتيه و امتنع عن التفوه بالمزيد فأحاط تشانيول كتف تشانسوك بذراع و أمسك بكفها بيده الأخرى ليهمس
" لقد قُلتها...هي أختي بعد كل شيئ "
التفت بعدها مع تشانسوك و خرجا أولاً فتبادل السيد كيم و السيد تشوي النظرات لبضعة لحظات قبل أن يُغادر الأخير
" تتصرف بتهور اليوم، و استفزازك له سيوقعنا جميعاً بالمشاكل"
السيد كيم هسهس من بين أسنانه و غادر المنزل هو الآخر ليزفر مين هيون بحدة و ضم قبضتيه بغضب... بينما بغرفة هيونغجاي
هو فقط كان يجلس في صمت كما كان طوال اليوم، و بأعين لامعة كان يُراقب سرير طفله الفارغ
" أوقف السيارة جانباً "
تشانيول همس ببرود فتجاهله السائق ليلتفت تشانيول نحوه يرمقه بحدة
"ألم آمرك بالتوقف؟"
"أوقف السيارة جانباً"
تشانسوك نبست سريعاً كي لا يقع شجاراً بينهما فتنهد السائق و أوقف السيارة جانباً ليفتح تشانيول الباب
"إلـ..إلى أين؟"
هتفت بقلق ليُغلق تشانيول الباب ثم اقترب من النافذة المجاورة لها و انحنى إلى مستواها مُتكئاً عليها بمرفقيه
" اسبقيني إلى المنزل، سألحق بكِ"
" ماذا ستفعل؟"
ارتفع حاجبيها بقلق فـزم تشانيول شفتيه و هو يُحرك عينيه على وجهها القلق بلمحة سريعة قبل أن يُجيبها
"لا تقلقي، سأُحضر شيئاً بسرعة و أعود"
"ستعود؟"
تساءلت بحذر فضحك بخفوت و همهم
" لن أهرب قبل إخباركِ بذلك فلا تقلقي "
استقام بجذعه و أشار إلى السائق ليتحرك بالسيارة و تحرك هو الآخر بمجرد أن غادرت السيارة بينما تشانسوك كانت تعبث بأناملها بتوتر
بدّلت ثيابها و جلست على طرف السرير بأنفاس مُضطربة، و بين الحين و الآخر تمسح أسفل عينيها بعبوس تمحو أثر تلك الدموع التي غادرت مُقلتيها بينما تتخيل الإنهيار الذي وصل إليه تشانيول
لم يكن الوضع سهلاً بالنسبة إليها فما بالك ما حل به هو؟!
"لقد عُدت"
استقامت بجلستها عاقدة حاجبيها حين سمعت صوته يهتف بنبرة مرحة نوعاً ما ثم تلى ذلك صوت بعض الأغراض توضع أرضاً
جلس تشانيول بمنتصف الغُرفة يُفرغ الأكياس التي يحملها حيث ثلاثة عُلب من البيتزا و بعض زجاجات الخمر، و ما إن انتهى التفت نحو تشانسوك بإبتسامة واسعة تلاشت تدريجياً حين لاحظ بكائها الصامت
زحف على رُكبتيه نحوها إلى أن جلس أمامها و استقام بجذعه قليلاً كي يصل إلى مستواها
"لماذا تبكين؟"
همس بإستغراب ليُحيط وجنتيها بكفيه بينما يعبث بإبهاميه فوق وجنتيها يمحي آثار دموعها تلك
"أنت بخير؟"
غمغمت ببكاء فحرك عينيه بصورة دائرية بطيئة قبل أن يُجيبها بحذر
"أعتقد هذا...ما خطبكِ أنتِ؟ لماذا تبكين؟"
شهقت بخفوت اثر بكائها فزم تشانيول شفتيه ليخفض نظراته حين شعر بكفيها ترتفعان نحوه إلى أن استقرتا فوق وجنتيه فرفع عينيه ينظر إليها
"هل كنت تبكي؟"
"لا"
هز رأسه إلى الجانبين فاستنشقت ماء أنفها و تساءلت مُجدداً
" هل تُريد أن تبكي؟ "
ضحك تشانيول ليترك وجنتيها ثم وضع كفيه على خاصتيها حيث لاتزال تحتضن وجهه
" هل تُريدين مني أن أبكي؟"
ضمت شفتيها بعبوس و هزت رأسها إلى الجانبين تنفي ذلك
" لكن لا أريدك أن تدّعي أنك بخير مُستغلاً حقيقة أنني لا أستطيع رؤيتك"
"حسناً "
أومأ بحركة بطيئة ليُبعد كفيها عن وجنتيه و بحذر جذبها لتجلس على رُكبتيها مُقابلة له ليقول بصوتٍ خافت
" أحضرت ثلاثة عُلب من البيتزا الحجم الكبير لذا علينا إنهائها الليلة و نتخلص من آثار الجريمة قبل أن تعرف تلك العجوز "
انعقد حاجبي تشانسوك بعدم فهم فترك يدها و زحف بركبتيه يعود حيث وضع عُلب البيتزا ثم ربت على الجانب المُقابل له
"هيا اقتربي"
همهمت بإستغراب و اقتربت منه حتى استقرت مُقابلة له بينما هو كان مشغولاً بفتح تلك العُلب
" لم يكن بإمكاني الإختيار لذا أحضرت ثلاثة عُلب بكل منهم أربعة أنواع مختلفة و لم..."
"هل هذه طريقتك في التخلص من مشاعرك السلبية؟"
قاطعته بهدوء فتوقفت يده في الهواء حيث كان يُشير نحو تلك العُلب ثم تنهد بعمق
" هذه طريقتي في التخلص من جوعي، بجدية هل لأنهم يعتقدون بأنني خادم فلا يقومون بتقديم الطعام لي؟ "
قلب عينيه بإنزعاج و تكتف
" كما أنني لاحظت بأنكِ لم تتناولي شيئاً لذا دعينا نتناول هذه البيتزا"
"تشانيول!"
ضحك على عبوسها و جذب مثلثاً صغيراً من البيتزا ليضعه بفمها فأمسكت به سريعاً و أعينها قد اتسعت بتفاجؤ
" لا أرغب بالبكاء تشانسوك"
تحدث بهدوء و فتح إحدى زجاجات الخمر ليشرب منها القليل بينما بيده الأخرى حمل قطعة بيتزا كي يتناولها
" لم أكن بخير طوال اليوم...مين هيون مستفز أنا حقاً أكرهه"
بدا حانقاً على المقصود من نبرته التي انفعل بها قليلاً فتناولت تشانسوك البيتزا في صمت بينما تُنصت إليه
" و الأسوأ كان هيونغجاي...لا يهمني كيف يُفكر في يورا لكنني شعرت بالندم لأنني لم أكن بجانبها "
مرر لسانه على شفته السُفلى بينما يُحرك عينيه في صورة دائرية كي لا يبكي و قبل أن يُكمل ارتشف المزيد من الزجاجة في يده
" حين التقينا بآخر مرتين كنت قاسياً معها...لم أقصد أي من الهراء الذي تفوهت به، فقط كنت غاضباً منها و أردت جرح مشاعرها بأية طريقة كانت..."
زفر بعمق ثم قهقه ليمسح على عينيه بظاهر كفه التي تحمل تلك الزجاجة
"تمنيت لو.... لو بإمكاني إخبارها أنني أحبها و أثق بها...أثق بأنها نقية و بريئة كما كانت دائماً بنظري "
" يورا تعرف ذلك "
همست بإبتسامة و مدت كفها نحوه كي تُربت على يده فلمست تلك الزجاجة التي يحملها لينعقد حاجبيها
"ماذا تشرب؟"
"الخمر"
أجابها بلا مُبالاة و هو يرمق الزجاجة التي بيده ثم رفع عينيه نحوها
" لماذا لم تُعطني زجاجة أيضاً "
"بالطبع لن تتناولي الخمر "
قهقه ساخراً ليمسح على وجهه بظاهر كفه بينما هي تكتفت بإعتراض
" أريد زجاجة خمر"
"لا"
دفع جبينها بسبابته حين حاولت الاقتراب منه فتجعدت ملامحها تُنذر ببكاء مُزيف
"تشانيول"
"لا"
"لا تكن قاسياً "
تمتمت لتعبث بأناملها معاً فحرّك عينيه على وجهها لبضعة لحظات قبل أن يتنهد بعمق و جذب زجاجة خمر يناولها إياها
" تلك العجوز ستقتلني إن اكتشفت الأمر"
قهقهت تشانسوك بصوتٍ مكتوم و هي تحاول فتح زجاجة الخمر فجذبها من بين يديها كي يفتحها ثم أعادها إليها لترتشف منها القليل
أغلقت تشانسوك عينيها و بتلقائية اهتز جسدها بسبب ذاك الطعم اللاذع الذي استشعرته بفمها فضحك تشانيول بخفوت
" لا يجب على الأطفال تناول الخمر"
فالتقى حاجبيها في اعتراض لتهز رأسها إلى الجانبين
"لست طفلة كما أنها ليست مرتي الأولى...فقط الرشفة الأولى دائماً ما تكون لاذعة وطعمها قوي"
همهم تشانيول بعدم تصديق ثم استند بكفه على الأرض ليقترب منها بحركة سريعة و ضرب زجاجته بخاصتها بلطف يصنع معها نخباً مما جعلها تجفل
" لا تتناولي الكثير من الخمر كي تتحمل معدتك هذا الكم من البيتزا، يجب أن نُنهيها اليوم "
نبس بتحذير قبل أن يناولها قطعة أخرى وهي تناولتها بإستمتاع تحت نظراته الهادئة و عينيه الباسمتين
___________________
" سيدي"
رفع بيكبوم نظراته نحو مُتدربه الذي اقتحم غُرفة مكتبه فجأة ليُغلق الباب خلفه ثم تقدم منه ليجلس مُقابلاً له
" ما الأمر؟ "
سأل بحاجبين مُنعقدين فتنفس الأصغر بعمق و قدم ظرفاً إلى بيكبوم ليتلقاه الآخر بحاجبين معقودين
" رجل ما منحني هذا الظرف اليوم، إنه يتعلق بقضية بارك يورا"
ارتفع حاجبي بيكبوم في تفاجؤ ليفتح الظرف سريعاً ثم قام بتفريغه على الطاولة أمامه
" إنها مُذكرات بارك يورا لم اقرأ الكثير منها لكن يبدو أنها كانت على علم بأنه سيتم قتلها، كما أن ذاك الرجل قد ترك هذا لي "
نظر بيكبوم نحوه بترقب إلى أن أخرج بطاقة ذاكرة من جيب معطفه ليناولها له
" من يكون ذاك الرجل؟"
سأله بيكبوم وهو يلتقط بطاقة الذاكرة فرفع الآخر كتفيه بعدم معرفة
" لا أعرف لكن يبدو أنه على علم بأننا نعمل على هذه القضية في الخفاء فهو من بحث عني...هل تعتقد أنه فخ سيدي؟!"
انعقد حاجبي بيكبوم ليخفض عينيه عنه ينظر إلى بطاقة الذاكرة التي يحملها
_______________
عُلب البيتزا و زجاجات الخمر الفارغة كانت بجانبهما في منظر عشوائي
تشانيول و تشانسوك قد تمددا على الأرض بصورة مُتعاكسة و كل منهما يستند برأسه على كتف الآخر بأعين مُغلقة
"تشانيول"
همست بخفوت و لحظات حتى سمعت همهمة ثقيلة تصدر عنه
"لا تهرب"
تجعدت ملامحه و ارتخت بحركة سريعة في حين ابتلعت هي ريقها و همست مُجدداً
" ابقى معي إلى الأبد"
فرّق تشانيول بين جفونه و لبعض الوقت ظل ينظر إلى السقف أعلاه في صمت قبل أن يميل برأسه قليلاً حتى قابل جانب وجهها
"أنتِ ثملة"
همهمت بالنفي و التفتت برأسها نحوه حتى لامس أنفها خاصته فحرك عينيه نحو خاصتيها الناعستين
" هل ستبقى معي؟ "
" بأي صفة أبقى؟"
همس بنبرة ثقيلة و بحركة بسيطة داعب أنفها بخاصته فأغلقت عينيها بتلقائية و أجابته
"فقط...بارك تشانيول"
ابتسم بخفة حين لمح شبح ابتسامة تظهر على شفتيها
"إذاً هل ستبقى؟"
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top