18
Start
"لحظة الندم"
كيونغسو تمتم حين توقفت سيارة جونغ إن أمام منزل بيكهيون المتواجد بمدينة بوسان
و الآن هو شعر بالندم حين رؤيته حماس صديقيه، جونغ إن الذي يجلس بمقعد السائق، و جونغداي الذي خطط لكل هذا و جرّهما إلى هنا
تنهد بعمق و هو يهز رأسه إلى الجانبين ليلحق بهما بعد أن خرجا من السيارة
"ماذا تفعل؟"
هتف بأعين اتسعت بصدمة و الخطوات الفاصلة بينهم قطعها في خطوتين واسعتين حين رؤيته جونغداي يكتب كلمة السر الخاصة بمنزل بيكهيون فأشار إليه جونغ إن بإلتزام الصمت ليصرخ كيونغسو بهمس
"هذا تصرف وقح"
"اهدأ يا رجل إنه صديقنا"
جونغ إن نبس بسخرية ليقلب جونغداي عينيه و علّق
"صديقنا الوقح لذا هذا التصرف يليق به"
أتم حديثه بإبتسامة واسعة خبيثة ما إن فُتح الباب ليدخل أولاً بخطوات حذرة ثم لحق به جونغ إن و هو يجذب كيونغسو من ياقة ثيابه كي لا يهرب
" بيكـ.. "
كاد كيونغسو يُناديه فوضع جونغ إن كفه على فمه سريعاً لينعقد حاجبي قصير القامة هنا
" إنه يستحم "
جونغ إن همس بحذر ليتبادل ابتسامات واسعة مع جونغداي
"أمسك بهذا الرجل كي لا يفضحنا"
"احرص على أن يصرخ بيكهيون من الفزع، سوف أستمتع بهذا"
جونغداي ختم حديثه بقهقهة شريرة خافتة ثم جذب كيونغسو يُقيده تاركاً جونغ إن يتولى مُهمة إخافة بيكهيون
ليس و كأن بيكهيون من النوع الذي يخاف لكن أن يدخل الحمام بمنزله الخاص و هو وحده بالمنزل ثم يخرج و يجد شخصاً آخر في وجهه؟! حسناً أي شخص سوف يُفزعه ذلك
ابتسم جونغ إن بشرٍ و هو يقف أمام باب الحمام، و ما إن اختفى صوت المياه علم أن صديقه - كما يعتقد - قد انتهى من حمامه و سيخرج قريباً لذا اتخذ وضعية مُناسبة كي يُفزعه
فُتح الباب و جونغ إن كاد يُصدر صوتاً مُخيفاً كي يفزع بيكهيون لكن ما لفت انتباهه هو أن صديقه أصبح أضعف و أقصر من السابق!
التفتت هيبا و تجمدت بمجرد رؤيته فاهتزت شفتي جونغ إن المُبتسمتين ما جعله يبدو غريب أطوار و مُخيفاً بنظر الأخرى و التي لم تكن تحمل السكين معها
مُخيف، و طويل، كما أن جسده لا يبدو و كأنه سيتأثر بلكمة ضعيفة منها
صرخت بفزع و هو الآخر صرخ كردة فعل تلقائية مما أفزعها أكثر فوقعت فاقدة الوعي لتتسع أعين جونغ إن
"لماذا تبدو صرخته انثوية هكذا؟"
جونغداي هتف بقهقهة صاخبة ساخراً ظناً منه أنه بيكهيون من صرخ فدفعه كيونغسو بإنزعاج ليتوجه إلى الداخل و هو لحق به
بينما بيكهيون قد اتسعت عينيه و تدحرج فوق سريره قبل أن يركض إلى خارج الغُرفة بقلق عارم كما انتفض قلبه بفزع لسماع صراخ هيبا
" هيبا ماذا... مهلاً ماذا تفعلون هنا؟"
تحولت نبرته القلقة إلى أخرى مُتسائلة حين رؤيته جونغ إن يقف أمام الحمام، و صديقيه الآخرين كانا يسيران بإتجاهه
لكن ما إن رأى تلك الفاقدة لوعيها على الأرض اتسعت عينيه مُجدداً و ركض إليها لينحني نحوها
"هيبا، هيبا"
بصوتٍ مسموع نطق بإسمها و مد كفيه كي يُربت على وجنتيها لكنه جذب يديه سريعاً قبل أن يفعل ذلك
" آسف لم أعرف أن..."
جونغ إن تمتم بإحراج فتقدم جونغداي يقول
"فليحملها أحدكما إلى السرير و..."
"لا يلمسها أحد"
بيكهيون قاطعه بحدة ثم وقف من مكانه ليسير نحو غُرفته بخطوات واسعة يُحضر زجاجة عطر بينما أصدقائه تبادلوا النظرات بينهم بإستغراب
عاد بيكهيون و جلس على رُكبتيه بجانبها ليضع زجاجة العطر بالقُرب من أنفها و ما هي إلا لحظات حتى شهقت هيبا فتنهد بيكهيون براحة كما فعل جونغ إن الذي كاد يفقد وعيه من التوتر
فتحت عينيها ببطئ لتلتقي نظراتها مع بيكهيون فانعقد حاجبي كيونغسو حين لاحظ نظراتهما التي طالت و قد بدت غريبة بنظره
" أعتذر ظننتكِ بيكهيون"
قاطع نظراتهما صوت جونغ إن فالتفت إليه كلاهما لتتسع أعين هيبا و شهقت بفزع
و بدون وعي منها استقامت سريعاً لتتشبث بذراع بيكهيون بخوف، و وتيرة تنفسها أصبحت سريعة فتبادل جونغ إن النظرات بينهما بتوتر
"اهدئي، إنهم أصدقائي"
بيكهيون همس بلكنة انجليزية و بلطف فحرّكت هيبا عينيها نحوه تتساءل
"أصدقاؤك؟"
همهم و أخفض عينيه نحو ذراعه التي تتشبث بها فأخفضت عينيها هي الأخرى لتتسعان و بفزع دفعته بعيداً عنها حتى كاد يقع
أغلق بيكهيون عينيه بقوة و تنفس بعنف فابتلعت هيبا ريقها بتوتر ثم زحفت بجسدها إلى الخلف تترك بينهما مسافة...يبدو أنه غاضب
"انتظروا في غُرفتي"
بيكهيون هسهس من بين أسنانه يوجّه حديثه إلى أصدقائه فقهقه جونغداي بتوتر
"نحن في غُرفة المعيشة إذا أردت..."
"قلت غُرفتي"
بيكهيون قاطعه بحدة فاختفى جونغ إن من أمامه و ركض إلى غُرفته بينما كيونغسو جرّ جونغداي معه إلى الغُرفة كي لا يُزعج بيكهيون أكثر
و الأخير تنهد بعمق ليتربع في جلسته و هو ينظر إلى هيبا
"أنتِ بخير؟"
أومأت و هي تُحرك عينيها بعيداً عنه بخجل فهز رأسه بحركة بسيطة
" لماذا هم هُنا؟"
همست بتلعثم فرفع كتفيه بعدم معرفة
"ربما لإزعاجي فهذا ما يفعلونه دائماً، لقد نسيت تماماً أنهم يعرفون كلمة المرور"
همهمت بتفهم و استقامت عن الأرض ليقف هو الآخر
"سأطردهم قريباً و لا تقلقي إلى أن يُغادروا فلن يُزعجكِ أي منهم"
أومأت إليه و سارت نحو غُرفتها بخطوات واسعة فراقبها إلى أن دخلت الغُرفة و حين التفتت لتُغلق الباب تلاقت نظراتهما
ارتفع حاجبي بيكهيون و انخفضا بحركة سريعة مُبتسماً في وجهها فضمت شفتيها بخجل و أغلقت الباب ليتنهد بعمق
أنزل عينيه ينظر إلى ذراعه الذي تشبثت به سابقاً و بخفوت قهقه أثناء توجهه إلى غُرفته
تبدلت ملامحه الهادئة إلى أخرى مُنزعجة حين رؤيته جونغ إن و جونغداي يتشاجران كالأطفال فمرّ من بين شجارهما و هو يدفعهما عن طريقه فتوقفا عن الشجار ليقول جونغداي بصخب و هو يتخصر
" ألم تقل أنك لن تواعد مُجدداً و تضيع وقتك بهذه الترهات؟"
تجاهله بيكهيون و جلس على السرير بجوار كيونغسو يسأله بهدوء
"ما الذي أتى بكم إلى هنا فجأة؟"
كيونغسو زفر بحنق و هو يُشير إلى جونغ إن و جونغداي و كلاهما ادّعى البراءة أمام بيكهيون
" لا تبدو كورية، أجنبية أليس كذلك؟ "
همهم بيكهيون يُجيب جونغ إن فاقترب منه ليجلس مُقابلاً له فركض جونغداي نحوهم و ألقى بجسده على السرير بعشوائية حتى ارتطمت قدمه بوجه جونغ إن ليدفعها الآخر بملامح مُتقززة
"من أين تعرفها؟ قابلتها في عمل؟"
"إنها مُسلمة لذا نحن لا نتواعد كما تعتقدون"
بيكهيون أجاب تساؤل جونغداي، و كيونغسو راقبه من الجانب بإستغراب فقد لاحظ الاستياء بملامحه و تلك التنهيدة التي لحقت بحديثه الهادئ بدت مُحبطة
" آآآه لذلك لم ترغب بأن نقترب منها؟ و أنا ظننتك تغار عليها، هذه الفكرة مُضحكة... بيكهيون يشعر بالغيرة "
قهقه جونغداي و جونغ إن هو الآخر وجد هذا مُضحكاً فشاركه بقهقهاته الساخرة ليتنهد بيكهيون مُجدداً
"و ماذا تفعل هنا؟"
كيونغسو سأله بجدية لينظر بيكهيون نحوه لوهلة ثم أعاد عينيه إلى الآخرين اللذان نظرا إليه بفضول كذلك
" قضية ما و أنا معها من أجل بيكبوم لذا لا يجب أن تثرثروا حول رؤيتكم لها هنا ولو كان مع أنفسكم، و لا تتحدثوا بالأمر أمام جونميون فلا أريد أن يسمع أحداً عن هذا بالصدفة"
اومأ ثلاثتهم بلا اعتراض فرفع بيكهيون يده يُشير نحو الباب
"و الآن غادروا"
"ماذا؟"
صاح جونغ إن و جونغداي بصدمة ليومئ كيونغسو ثم وقف من مكانه قائلاً
" بيكهيون مُحق، بالطبع لن تشعر تلك الفتاة بالراحة وهي وحدها مع أربعة رجال بمنزل واحد لذا دعونا نرحل"
"لكننا وصلنا للتو و ظهري لازال يؤلمني من القيادة "
تذمر جونغ إن فألقى كيونغسو الوسادة نحوه
"هذا كي تتعلم أن لا تستمع إلى جونغداي"
رفع جونغداي كتفيه بعدم إهتمام فالتفت كيونغسو نحو بيكهيون
" دعنا نلتقي في وقت قريب، لم نتجمع منذ فترة طويلة "
همهم بيكهيون بإبتسامة فخرج كيونغسو من الغُرفة قاصداً المُغادرة ليلحق به الآخرين بتذمر و خلفهم بيكهيون يقودهم حيث السيارة في الخارج
" لم اُخطئ حين قلت أنه وقح"
تمتم جونغداي بخفوت فضحك جونغ إن يوافقه قبل أن يصعد كلاهما إلى السيارة
" كُن حذراً بيكهيون"
كيونغسو همس إليه بتحذير فأغلق بيكهيون عينيه و فتحهما ببطئ كإجابة عليه ثم عاد بضعة خطوات إلى الخلف و وقف هناك إلى أن غادرت سيارة أصدقائه
____________________
قضم تشانيول شفتيه و هو يُراقب تشانسوك النائمة...حين تتحرك إلى أحد الجانبين يجفل و يستيقظ من شروده لكنه يعود مُجدداً و يشرد بها دون وعي منه
و بعد التفكير مع نفسه هو يشعر بالذنب نحوها فما كان يجب عليه أن يستغلها لإثارة غضب مين هيون... هذا يجعله حقيراً مثله
تنهد بضيق و استقام من مكانه حيث كان يجلس على طرف السرير، و سار نحو الحمام يملأ الحوض من أجلها لكنها كانت مُجرد حجة ليُدخن بعيداً عنها و يتوقف عن الشرود بها
أشعل السيجارة تلو الأخرى و لم يشعر بما حوله حتى سمع صوتها يُناديه فرفع رأسه ينظر حيث تقف هي أمام حوض الغسيل
" أنت لا تحاول قتلي بالتدخين في حمامي أليس كذلك؟"
ضحكت بخفوت نهاية حديثها فابتسمت عينيه كما ارتفعت زوايا شفتيه في ابتسامة تكاد تُلاحظ
" استيقظتي؟"
"ليس بعد"
قلب عينيه بملل بسبب سخريتها منه ثم أغلق صنبور المياه و تقدم منها ليجذب فُرشاة أسنانها و أنبوب المعجون كذلك
" بعدما أنتهي... "
همست بتردد فهمهم إليها ثم أعاد أنبوب المعجون إلى مكانه ليضع الفُرشاة بداخل فمها مما جعل من حاجبيها ينعقدان
" أريد أن أتحدث معك بأمر ما... لكن لا تغضب حسناً؟"
غمغمت بكلمات بالكاد فهمها بسبب الفُرشاة التي يُحركها بداخل فمها فعض على شفته السُفلى بقهقهة مكتومة ثم همس
"لا أعدكِ بذلك، أنا رجل يغضب بسرعة"
رفع كتفيه بعدم اهتمام فتجعد أنفها بإنزعاج ما جعلها تبدو لطيفة بعينيه
" لا يجب أن تغضب لأنني لم أغضب رغم استغلالك لي"
"و لم تذكرين هذا الأمر الآن؟"
ارتفع حاجبيه بتذمر و أخرج الفُرشاة من فمها بحركة سريعة فتأوهت بألم
"هذا كي تتذكر أنك يجب أن تتعامل معي بالمثل"
تخصرت بغرور مُزيف فتجعدت ملامحه بعبوس لكنه سرعان ما ابتسم بجانبية و اقترب منها لتعود إلى الخلف بسبب شعورها بجسده يدفعها حتى اتكأ بكفيه على الحوض خلفها مُحاصراً إياها
"أم لأنكِ لا تستطيعين تخطي تلك القُبلة؟"
"هذا... "
تمتمت بخجل و رفعت كفها نحو شفتيها تمسح عليها بحركة بطيئة جعلت الآخر يبتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر إليها ثم رفعت كفها نحو وجهه تمسح رغوة المعجون عليه فأغلق عينيه بقوة
" تشانسوك"
هسهس من بين أسنانه فضمت شفتيها بقهقهة مكتومة ثم دفعته من صدره كي يخرج
" هيا اخرج من هنا"
"سأغسل وجهي أولاً"
هتف بتذمر لتهز رأسها إلى الجانبين ثم تكتفت
"اغسله بالحمام الخارجي فهذا الحمام خاص بي أنا"
"اووه حقاً؟"
قهقه بعدم تصديق فرفعت حاجبيها كإجابة ليومئ عدة مرات
"حسناً... لكن ستندمين على هذا"
هددها بطفولية و هو يخرج من الحمام فضحكت بخفوت
" نعم، نعم أعرف"
أومأت بلا مُبالاة فقلّدها بسخرية و هو يُغلق باب الحمام خلفه
تنهد بعمق لينظر حوله ثم خرج من الغُرفة يتوجه إلى الحمام الخارجي كي يغسل وجهه و بعدها توجه إلى الدور السُفلي باحثاً عن كبيرة الخدم
" ألم تعد مريضاً؟"
تقدمت منه تتساءل بإهتمام و رفعت كفيها تتحسس وجنتيه و جبينه فهمهم إليها تشانيول بالإيجاب لتُبعد يديها عن وجهه
" هل أتيت من أجل إفطار الآنسة؟ سيجهز بعد قليل"
"لا"
نفى و هو يهز رأسه إلى الجانبين ثم انحنى برأسه قليلاً ليهمس بجانب أذنها
"أريد المطبخ فارغاً دون أي خادمات في الجوار"
"تشانيول"
نطقت اسمه بتحذير و رفعت عينيها نحو خاصتيه فابتسم بإتساع
" اليوم سنتولى أنا و الآنسة أمر تحضير الطعام "
" و هل الآنسة وافقت على هذا؟"
انعقد حاجبيها بقلق فهمهم بالنفي
"و لكن..."
" دعيني أُجرب تغيير روتينها المُمل و إن فشلت في ذلك أعدك لن أفعل سوى ما تُمليه عليّ"
رمقته بأعين ضيّقة لبعض الوقت و الآخر كان يبتسم ببراءة مُزيفة فزفرت بعمق قبل أن تُشير إليه بسبابتها تُحذره
" إذا رأيت نظرة حزن بأعين الآنسة فلن تكون هناك مرة قادمة لأنني سأقتلك "
أومأ إليها بقوة ثم ركض إلى الأعلى حيث غرفة تشانسوك ينتظرها على الأريكة إلى أن خرجت من الحمام فاقترب منها ليُحيط كتفيها بذراعيه يقودها إلى السرير حتى جلست هناك
"هممم أخبريني ما الذي سيُثير غضبي؟ "
همهم يتساءل بهدوء و جذب المنشفة من يدها ليُجفف شعرها بعدما جعلها تجلس بجانبية فانقلبت شفتيها بتردد
"لن أغضب، لا تقلقي"
همس بلطف و ربت على رأسها بالمنشفة لتُطلق زفيراً عميقاً ثم تحدثت
"أبي قال أن السيد كيم يدعونا إلى منزله و لا يُمكننا رفض هذه الدعوة"
توقفت يدي تشانيول عن تجفيف شعرها و حاجبيه قد انعقدا ببعض الإنزعاج
"لماذا أشعر بأن الشخص الذي دعاكم هو مين هيون وليس والده؟"
"أنا واثقة من هذا خاصةً و أنه أكد على حضورك لذا..."
تنهدت و استدارت نحوه فأخفض نظراته إليها
" لم أرغب بالذهاب كي لا يُلقي على مسامعنا كلاماً جارحاً حول ما حدث إلى يورا لكن أبي تجاهل كل ما قُلته و لا أعتقد بأن هناك فرصة لأرفض ذلك... لا يُمكنني حتى إدّعاء أنني مريضة "
" لستِ بحاجة إلى ذلك "
همس بهدوء ليستقر بإحدى رُكبتيه فوق السرير و استكمل تجفيف شعرها
" كنت على وشك إخباركِ برغبتي في الذهاب...الجميع يتحدث عن يورا و أعرف هذا لذا سأتجاهل كل شيئ لكن... "
" أنت ترغب برؤية طفلها "
همست حين التزم الصمت بسبب تلك الغُصة التي خنقته فابتلع ريقه و همهم كإجابة
" أرغب في رؤيته لعل هذا يُطفئ نيران قلبي، أريد أن أشعر بها حولي "
ابتسمت تشانسوك و رفعت يدها تضعها فوق إحدي كفيه لتُبعدها عن رأسها ثم احتضنتها بين كفيها هامسة
" إن كنت تريد هذا فلا بأس بالذهاب"
زم تشانيول شفتيه و أخفض عينيه ينظر إلى كفه التي تُمسك بها و بلطف ضغط على أناملها
" حان دوري لأُخبرك بشيئ أيضاً "
انحنى قليلاً إلى مستواها و تنفسها اضطرب حين شعرت بأنفاسه الدافئة قريبة من أذنها فالتقت جفونها معاً بتخدر
" اليوم.. "
همهمت بإرتجاف ليبتسم بخفة و أكمل بهمس خافت يبدو كفحيح الأفعى
"سنقوم بتحضير الطعام سوياً، أنا و أنتِ"
همهمت إليه ليبتعد عنها ففرّقت بين جفونها حين شعورها بدفئه يبتعد عنها و تدريجياً إتسعت عينيها ما إن استوعبت ما قاله
"ماذا؟"
______________
" سيدي، المُرضعة غادرت، ألا ترغب برؤية..."
هيونغجاي صرخ على الخادمة يُقاطعها
" لا أرغب برؤيته و لا أرغب برؤية أي أحد فلتُغادري"
انتفضت بفزع و انحنت إليه لتُغادر غُرفته سريعاً فجذب المصباح المتواجد على الطاولة المجاورة لسريره و ألقى به نحو الباب ليرتطم به تزامناً مع دخول أخيه الذي انتفض بتفاجؤ واضعاً كفه فوق صدره
"كدت تقتلني"
مين هيون هتف بفزع فرمقه هيونغجاي بنظرة غاضبة تجاهلها الآخر و اقترب يجلس على الجانب الآخر من سريره
" توقف عن هذا فالصغير لا ذنب له بما فعلته والدته، على الأقل انظر إليه و..."
"اخرج من هنا"
"عذراً"
قهقه مين هيون بلا فُكاهة ليُهسهس الآخر من بين أسنانه
"قُلت غادر غُرفتي الآن"
"ما به هذا؟ يختار عاهرة ثم يُعاقبنا على أفعالها"
نبس مين هيون بحنق و هو يسير نحو الباب فلاحقه هيونغجاي بنظراته إلى أن أغلق الباب خلفه ثم ابتلع ريقه بصعوبة و رفع عينيه ينظر إلى سقف غُرفته بعبوس
غضب مين هيون من تشانيول أفرغه بأخيه و أخبره بما حدث لزوجته و الذي لم يكن حقيقياً
لذا و منذ ذلك الحين لم ينظر هيونغجاي إلى طفله، لم يتناول شيئاً و لا يتحدث إلى أي شخص بصورة طبيعية دون أن يفقد صوابه
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top