13
Start
بيكهيون يمتلك نبرة هادئة مع ابتسامة جانبية ما إن تندمج مع حديثه يصعب عليك تحديد إن كان ساخراً أم لا
لكن تلك اللمعة بعينيه التي يرمق بها هيبا لا تُبدي شيئاً سوى حقيقة إهتمامه و إعجابه بحديثها
كلاهما تبادل النظرات لوقت طويل، لم يرغب بيكهيون بإبعاد عينيه عنها فما كان يجذبه أكثر هو ذاك الخجل الذي يراه بمُقلتيها إلا أنها أشاحت بوجهها إلى الجانب الآخر حين وعت على نفسها
تنهد بيكهيون بعمق و غادرت ثُغره قهقهة خافتة لينظر إلى النافذة بجانبه هو الآخر
"كُنتِ ستتحدثين عن والداي؟"
بنبرة تميل إلى التساؤل همس يحثها على الحديث فتحمحمت هيبا و هي تتحرك في مكانها بعدم راحة حتى استقرت في جلسة مُعتدلة تواجه الزجاج الأمامي بوجهها و بين الكلمة و الأخرى كانت تخفض رأسها تنظر إلى يديها حيث تعبث بأناملها سوياً فوق فخذيها
" كنت سأسألك إن كنت تشتاق إليهما"
سحب بيكهيون نفساً عميقاً ثم زفره يختتم ذلك بهمهمة عالية قصيرة و كأنه يُفكر ثم أجابها بصدق
" في بعض الأحيان أشتاق إلى أبي، لكن أمي...لقد تخلت عنا من أجل نفسها لذا لا تستحق أن أُفكر فيها"
همهمت هيبا بتفهم لتستقر نظراتها على كفيها
" ماذا عن أخيك؟ "
"بيكبوم؟ هو كل شيء بالنسبة لي"
سأل بقهقهة و أتم حديثه بإبتسامة بسيطة لتومئ هيبا بإبتسامة
"هذا حُب بريئ أيضاً "
" إنهم عائلتي هيبا، نحن نتشارك نفس الدماء "
طرق بأنامله على المقود و هو يُلقي برأسه على المسند خلفه فهمهمت الأخرى بتفهم
" الأشخاص الذين تتشارك معهم الذكريات اللطيفة و الإهتمامات أنت تشتاق إليهم، أنت تشتاق إلى والدك بالرغم من فُقدانك له منذ سنوات و لم تنسى أمره...هذا نوع من أنواع الحب البريئ أيضاً لذا نعم يوجد حب بريئ "
أمال بيكهيون برأسه ينظر نحوها يُراقب تلك الإبتسامة التي تتسع مع تورد طفيف بدأ يظهر على وجنتها، و ابتسامة بسيطة نمت على شفتيه دون وعي منه
" علاقة الرجل و المرأة تختلف...أعني بالطبع إنه أمر طبيعي أن يكون هناك انجذاب نحو الجسد و بعض الـ..."
لوّحت بيديها بخجل ثم تحمحمت
"تعرف! ..الرغبات و المُلامسات الحميمية ، هذا جزء من العلاقة لا يُمكنني إنكاره لكن ليس شيئاً أهتم برؤيته أو معرفته...لكن هذا يتمثل في جزء بسيط من العلاقة أما ما بقى من العلاقة؟...أعني ربما تشتاق إلى ابتسامة ذلك الشخص، تشتاق إلى الحديث معه، يؤلمك قلبك حين رؤيته حزيناً، ترغب في إزالة الألم عنه حين يمرض، و تتشاركان معاً المشاكل ...هذا النوع من المشاعر "
" لقد واعدت من قبل ولا أذكر أن شيئاً كهذا حدث من كلا الطرفين، هذا يحدث في الدراما فقط "
أغلقت عينيها بقوة حين حطم أحلامها الوردية بحديثه الغير مُبالي هذا
" ماذا؟ بجدية الحب بين الرجل و المرأة هو حب الجسد فقط، أنا لا أؤمن بهذا الحب الذي تتحدثين عنه"
قهقه بصوتٍ مكتوم فصفعت هيبا جبينها بعدم تصديق ثم التفتت نحوه تقول بضحكة خافتة
" بيكهيون...أنت لا تؤمن بأي شيء"
عض على شفته السُفلى ضاحكاً ليومئ موافقاً إياها
" هذه حقيقة، فأنا أكره المسؤوليات و كذلك القواعد و القوانين...لا أحب أن يُفرض عليّ شيئاً "
"هممم، هذا هو السبب لكنك تعرف كيف تحب فها أنت تُحب والدك الراحل و كذلك أخيك لذا ينقص فقط أن تُقابل الفتاة المُناسبة و مشاعرك ما سوف تتحكم بك "
رفعت حاجبيها نهاية حديثها تؤكد ذلك بينما تنظر إليه فرفع حاجبيه هو الآخر بإبتسامة بينما يُشير إليها بسبابته
" إنهما عائلتي "
" لكنك تُحبهما "
" هذا لأنهما عائلتي "
قهقه محاولاً الثبات على موقفه فهزت هيبا رأسها
" مازال حُباً "
" هذا ليس الموضوع الأساسي حتى"
صاح بقهقهة صاخبة يُغلق هذا النقاش فأخفت هيبا وجهها خلف كفيها بضحكة مكتومة ليهز بيكهيون رأسه إلى الجانبين و هو يُعيد تشغيل سيارته بينما يُتمتم بإبتسامة
" أنتِ تستمتعين بإغاظتي "
_________________
" هناك شيئ لا أفهمه"
تشانيول تحدث بجدية ما إن ساعد تشانسوك بالجلوس على السرير حيث صعد كلاهما إلى الغُرفة تواً
"ما هو؟"
أمالت برأسها بتساؤل فجلس يجاورها و وجهه مُقابلاً لها
" لا أرى فائدة من حضور مين هيون إلى هنا و كذلك أنتِ لا تُحبين وجوده فلماذا يأتي إلى هنا بشكل يومي و يقضي معكِ وقتاً طويلاً دون فعل شيئ؟ "
زمت تشانسوك شفتيها لتثني قدميها إلى أن اتكأ ذقنها فوق رُكبتيها لتقول بسخرية
" بعد أن قام بخيانتي ألقى الجميع اللوم عليّ أنا فلو أنني سمحت له بالتقرب مني لما فكر في ذلك.."
عض تشانيول على شفته السُفلى بإبتسامة حين قلبت عينيها بملل
" لكنه ذو قلب كبير قرر أن يأتي ليعتني بحبيبته التي لم يتخلى عنها كونها كفيفة و هو من سيُعيد إصلاح هذه العلاقة التي هدمتها لكن أتعرف ماذا؟ "
رفعت رأسها لتُجعد أنفها بعبوس ثم رفعت كفها لتمسح على شعرها بضيق
"هو لم يُحبني أبداً كما يقول...كانت فكرة أبي منذ البداية كي تُصبح علاقته أقوى بالسيد كيم لذا عرض أن نتزوج أنا ومين هيون...و لو أنني لم أرفضه لما اهتم لذلك لكنه كره أنني رفضته و لذا هو يتشبث بي الآن و لا ينوي خيراً لي"
"و بالطبع أنتِ لا تملكين الجُرأة الكافية لرفض كل ذلك "
زم شفتيه بعد كلماته التي نبسها بهدوء فهمهمت تشانسوك بالنفي
" الأمر ليس أنني خائفة لكنني أعرف أنه سيتم تجاهلي كما المُعتاد، يظن أبي أن ما يفعله لصالحي لذا هو يتجاهل ما أشعر به "
" حياة الأغنياء عبارة عن هُراء "
تشانيول علّق بسخرية فضحكت تشانسوك تجذب بذلك عينيه نحوها
"إنها هُراء و دراما مُبتذلة"
همست بتنهيدة عميقة ليُهمهم تشانيول بينما يُمرر عينيه الباسمتين على أرجاء وجهها في هدوء
" وجودك معي لا يُزعجني فأنت مُريح كما كانت يورا بالنسبة لي و لكن... "
نبست بعد صمت طويل فتوقفت عينيه نحو شفتيها حين ضمتهما بعبوس
"يؤلمني قلبي أن أبي يتركني مع رجل لا يثق به فقط كي يُنفذ قرارات السيد كيم"
ارتفعت أعين تشانيول نحو خاصتيها و عُقدة صغيرة تشكلت بين حاجبيه ليميل برأسه مُتسائلاً
" ما الذي بيني و بينهم ليضعوني تحت المُراقبة؟"
"لا أعرف، هم لا يُخبروني بأي شيئ"
رفعت كتفيها بعدم معرفة فتكتف تشانيول و تفحصها بأعين ضاقت بشك
" إذاً من أين تعرفين أنني مُراقب؟"
استقامت بجذعها بثقة لتنثر خصلات شعرها فوق كتفها بغرور
" أبي وافق ما إن طلبت منه أن تكون مُساعدي و هذا غريب بالإضافة إلى ذلك لو أنك لست هنا لأنك مُراقب أو شيئاً من هذا القبيل لم يكن ليتحمل مين هيون بقائك معي خاصة بعدما جادلته حين قال أنك خادم "
اتسعت ابتسامة تشانسوك لترفع حاجبيها
"أنا ذكية للغاية لذا ثق بي"
" أوووه حقاً؟ "
قهقه تشانيول و اقترب منها ليُبعثر شعرها بكفيه فضحكت بصخب و هي تحاول دفع يديه بعيداً عنها إلى أن قاطعهما فتح الباب فجأة فتلاشت ابتسامة تشانسوك تدريجياً حين أدركت هوية هذا الشخص بينما تشانيول زفر بعمق ليبتعد عن السرير
" ماذا كنت تفعل للتو؟ "
أمسك مين هيون بمرفق تشانيول حين مر من جانبه فرمقه تشانيول بجانبية ثم جذب يده بخشونة من بين يدي الآخر
" أؤدي عملي"
"أيها السافل"
هسهس مين هيون و كاد يلكمه فالتفت تشانيول نحو تشانسوك يتساءل مُتجاهلاً إياه
" تُريدين شيئاً آنستي؟"
"لا تشانيول "
أجابته تشانسوك بهدوء و تنهدت بعمق بعدها غافلة عن النظرات المتبادلة بين الرجلين هنا الحادة من جهة مين هيون و المُستفزة من جانب تشانيول
"حسناً "
رفع تشانيول كتفيه يُجيب تشانسوك و عينيه لم تبتعد عن الرجل الغاضب أمامه إلى أن جلس على الأريكة واضعاً القدم فوق الأخرى
أغلق مين هيون عينيه بقوة و ضم قبضتيه بغضب من تشانيول لكن ابتسامة جانبية نمت على شفتيه تدريجياً قبل أن يُفرق بين جفونه و اقترب يجلس بجوار تشانسوك مُقابلاً لها بوجهه
" كيف حالك اليوم؟"
سألها بإهتمام مُزيف و أمال نحوها يُقبّل شفتيها بسطحية فانعقد حاجبي تشانيول ليجذب هاتفه بقوة و ادّعي عدم رؤيته لذلك إلا أنه لم يتمكن من التركيز بتلك اللعبة التي فتحها بينما عينيه أخذت تسترق النظر نحو مين هيون و تشانسوك من حين إلى آخر
"لدي مُفاجأة لكِ "
بعد أحاديث عشوائية لا قيمة لها تحدث مين هيون بحماس مُزيف و حرّك رأسه جانباً حتى كان بإمكانه رؤية خيال تشانيول يرفع رأسه نحوه يُنصت إلى ما سيقوله فعادت ابتسامته الجانبية تعلو شفتيه من جديد
" صباح هذا اليوم استيقظ هيونغجاي من غيبوبته"
أشرقت ملامح تشانسوك بسعادة إلا أن قلب تشانيول قد انقبض و أخفض رأسه سريعاً يُغلق عينيه بقوة حين تردد صوت يورا برأسه
" لم نُخبره بعد بشأن زوجته الخائنة و أبي حزين للغاية بهذا الشأن فمنذ أن استيقظ أخي وهو يسأل عنها فقط "
بأسف مُزيف تحدث ببعض الأكاذيب قاصداً استفزاز تشانيول لينعقد حاجبي تشانسوك
" مين هيون"
هسهست بحدة فرفع مين هيون كتفيه ببراءة مُزيفة
" هذه المرة الأخيرة التي تتحدث فيها عن يورا بهذه الطريقة "
" و هل قلت شيئاً خاطئاً؟ "
ارتفع أحد حاجبيه بسخرية فتنفست تشانسوك بحدة و أبعدت الغطاء عن جسدها بإنزعاج فسار تشانيول نحوها بخطوات واسعة ليُمسك بيدها يُساعدها فتشبثت بذراعه
" سأحصل على حمام دافئ ثم أنام فأنا أشعر بالدوار لذا هلا غادرت الآن؟ "
همست بنبرة مُرتجفة و هي تضغط على ذراع تشانيول بينما الأخير ابتلع غُصته و بصعوبة كان يتماسك كي لا ينهال على مين هيون ضرباً
" توقعت شيئاً كهذا، يورا وضعت الجميع بموقف صعب"
وقف من مكانه يتحدث بسخرية ثم تنهد بصوتٍ عالٍ قبل أن يُربت على كتف تشانيول
" لذا سيكون من الأفضل لو يُخبره أخوها عن أفعالها الدنيئة"
تشانيول نثر يده عنه بغضب مكتوم لينظر إلى الآخر بأعين حادة اكتسبت أطرافها الحُمرة
" سأتحدث مع أبي بشأن ذلك فليس علينا أن نتولى هذه المهمة الصعبة"
"ارحل الآن مين هيون"
صاحت عليه بإنفعال و مدت ذراعها نحوه بقصد لكمه فأمسك يدها بقوة يمنعها عن ذلك
" بجميع الأحوال كنت سأغادر باكراً اليوم لذا سأرحل الآن، لكن غداً ستأتين معي إلى المنزل لزيارة هيونغجاي و لنرى كيف سيُخبره هذا الخادم عما فعلته زوجته "
رمق تشانيول بنظرة سريعة ليسير نحو الباب فحرك تشانيول عينيه بحركة دائرية يحاول السيطرة على دموعه بينما يُساعد تشانسوك في الإستلقاء على السرير مرة أخرى فهتفت تشانسوك ببكاء ما إن سمعت صوت إغلاق الباب
" لن تُخبر أحداً بأي شيء و لن تذهب إلى أي مكان، و أنا لن أذهب كذلك "
" حسناً، اهدئي"
همس تشانيول بصوتٍ مُختنق فأمسكت بذراعه حين ابتعد عنها قليلاً
"حين يأتي غداً أخبرهم أنني مريضة، أو أخبرهم أنني فقدت وعيي، فقط أخبرهم أنني فارقت الحياة لكنني لن أذهب معه إلى أي مكان "
همهم تشانيول ليُربت على رأسها كي تهدأ ثم دفع كفها بلطف بعيداً عن ذراعه و تنهد بضيق
" هل يُمكنني الخروج قليلاً؟ أعتقد أنني بحاجة إلى التدخين "
همس بصوتٍ ضعيف فعبست شفتي تشانسوك و بالرغم من رغبتها في الرفض إلا أنها أومأت إليه بتردد
" لا تتأخر "
حذرته بصوتٍ خافت ليومئ و التفت كي يُغادر فقابله مين هيون الذي لم يخرج من الغُرفة بعد
ضم تشانيول قبضتيه حين ابتسم الآخر في وجهه بإستفزاز ثم استدار مين هيون كي يخرج من الغُرفة في هدوء ليُغلق تشانيول عينيه بقوة و تنفس بعمق قبل أن يخرج هو الآخر
ما إن خرج من غُرفة تشانسوك حتى أخرج عُلبة سجائره بكف ترتجف و قام بإشعال واحدة ليضعها بين شفتيه يسحب منها نفساً عميقاً
تراجع عن فكرة التدخين بالحديقة كي لا يرى أحداً دموعه العالقة بأطراف عينيه
و بقلب مُحمّل بالهموم وقف مجاوراً إلى باب غُرفة تشانسوك المُغلق ليتكئ برأسه على الحائط خلفه بينما يسحب أنفاساً عميقة من سيجارته ثم ينفثها إلى أن تشكلت حول رأسه غيمة سوداء
" أيبكي الخادم هنا وحده؟"
تجاهل تشانيول صوته المستفز الساخر الذي ظهر من العدم فتقدم منه مين هيون يقف أمامه
" أعرف كم هو صعب أن يتم إذلالك لكن لا بد أن يتحمل أحداً نتائج فعلة يورا"
أمال برأسه يزم شفتيه بعبوس مُزيف حين فرّق تشانيول بين جفونه يرمقه بأعين حمراء لامعة فنفث تشانيول الدخان بوجهه ليُغلق الآخر عينيه
" لن يكن أصعب من الإختباء خلف باب غُرفة خطيبتك تتنصت عليها و تخشى أن تعرف بذلك "
تحدث بهدوء فضحك الآخر بصخب ليرمقه تشانيول بفراغ
" أخشاها؟ تلك الكفيفة؟"
ضم قبضته أمام شفتيه يُطلق عدة قهقهات قصيرة ثم تأوه بصوتٍ عالٍ قبل أن يقول
" أنا فقط أُثبت لها أنها ليست قادرة على دفعي بعيداً عنها بكذباتها و تصنعها الإغماء فيُمكنني الآن البقاء و السخرية من أفعالها الطفولية تلك "
"و هل تعتقد أنك أثبت شيئاً لها بمُغادرتك الغُرفة على أطراف أقدامك كالجرذ الجبان؟"
رفع تشانيول أحد حاجبيه ساخراً فتنفس مين هيون بحدة و هو يجذبه من ياقته
" أنصحك بأن تُفكر في نفسك و فضيحتك التي تسببت بها العاهرة يورا بدلاً من التفكير في أمري "
ترك ياقة تشانيول بعنف و غادر بخطوات غاضبة، فضغط تشانيول فكيه بغضب مكتوم و تدريجياً أُغلقت قبضته حول السيجارة لتنطفئ بباطن يده
التفت كي يتوجه إلى غُرفته فقابلته كبيرة الخدم التي خرجت من هناك تواً ليتبادل كلاهما النظرات في صمت
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top