chapter||03
-
الحياةُ كالبيانو تحتوي على أصابع بيضاءَ و أخرى سوداءَ، و لكن تأكّد أننا سنعزف بالإثنين، حتّى تعطي الحياة لحناً
لحناً لقصائدَ نوتاتها ضحكُنا، و بكاؤُنا، أفراحنا، و أتراحنا، راحتُنا، و شقاؤُنا
ما أزالُ كلّ ليلةٍ يطرق تفكيري ذلك اليوم، و ما طرءَ على حياتي من بعده، و ما كانت ستؤُول إليهِ لولاه، لم يكن من السّهل مطلقاً عليّ إكمال حياتي لاثنين و عشرين عاماً مع عِلّة تلازمني
اضطررت للابتِعاد عن الجميع عدا تشانيول، الذي أصرّ على مصادقتي منذ طفولتنا، و التصق بي كالعِلكة الدَّبقة، حتّى صار أمر تجاهله مستحيلاً، مع أنّي كنت أُظهر العداء خارجاً، و لكني داخلياً كنتُ سعيداً للغاية لحصولي على صديق
عادت تلك الأفكارُ تملأ رأسي بينما أقودُ إلى عملي
'مهلاً لماذا أشعر أنني ارتديت خفّ غرفة الجلوس في غرفةِ النّوم؟'
'عندما أمسكت بمفتاح السّيارة هل عقّمت يديّ أم لا؟'
'يا ترى هل تركتُ غاز الفرن مفتوحاً؟ لماذا لم أتأكد منه قبل الخروج؟'
ألهذا تسمّى حالتي بالوسواسِ القهري؟ هل عليّ العودة للمنزل للتّأكد؟
"اللعنة حياتي لا تطاق."
زدت من سرعة السّيارة حتّى لا أفكر بالمزيد من تلك الأفكار السّوداويّة، ربما علي حضور جلساتِ العلاج النّفسي -الغير مفيدة على الإطلاق- من جديد
لديّ اجتماعٌ على السّاعة العاشرة و النّصف في المطعم، مع زبون يريد طلباً كبيراً للغاية لحفل تخرّج ابنه، و لكنّي فجأةً شعرت بحاجةٍ ملحةٍ لدخول الحمّام، لم الآن فقط؟!
بدأت بأخذ إجرائاتي الإحتياطيّة لدخول حمّام المطعم، ربّما هذه أوّل مرّةٍ لي بدخول حمّامٍ عامٍّ، و كانت الأخيرة أيضاً!
وضعتُ قفّازاتي، ثم تأكدت من وجود علبة المعقّم معي، و بعض المناديل الورقيّة، دخلت بخطواتٍ حثيثةٍ تطغى على تعابيري علامات التوجّس، و لا يتردّد في عقلي سوا عبارة أن نسبة الأمراض المتناقلةِ عبر المراحيض هي 40%
و بينما أنا بداخل إحدى الحُجرات، فتح الباب بهمجيّةٍ فانتفض جسدي ذعراً، أشعر و كأنني أتعاطى الممنوعات في الحمّام، الأمر غريبٌ للغاية، و من أسفل الباب المرتفع عن الأرض بمقدارِ 15 سنتيميتر رأيت أقدام رجلٍ ذو بنية ضخمةٍ
بعد أن انتهيت خرجت من الحُجرة، ثمّ اقتربت من الحوضِ لأغسل يديَّ، تزامن ذلك مع سماعي لأصواتِ.... سحقاً هذا مُقرف للغاية
شعرت بقشعريرةٍ تسري بكامل جسدي، لذا استخرجتُ جميع المناديل و فتحتُ صنبور الماء بها، ثمّ غسلت يديّ،
و بينما أخرج علبة المعقّم وقعت فوق ماسحةِ الأرضية المتّسخة، أحقا هذا الحمّام القذر في مطعمي!
وقعتُ في صراعٍ نفسي بين انتشالها أو لا، و فجأةً سمعت صوت وقوع شيءٍ، استدرت و إذ بي أرى يدَ ذلك الرّجل المتّسخة، و على إحدى أصابعه لاصقةً طبيةً زرقاء، تلتقط هاتفه الذي وقع على الأرضِ، هل كان يستخدمه و هو في المرحاض؟!
و عندما كنت بصدد الخروج، فُتح باب حُجرته فاستدرت بسرعةٍ، و تظاهرت بأني أقوم بغسل يديّ، كي لا تتعارضَ طريقي مع طريقهِ لحظة الخروج، كنتُ أتوقّع أنّه سيقوم بغسل يديه ثمّ أخرج قبله، و لكنّه لم يغسل يديه
سأكلّف سوهو عديم النّفع ذاك بتتبّع ذلك الرّجل ذو اللّاصقة الطّبيّة الزرقاء في جميع الأرجاء، بدل أن يكسر نصفَ صحونِ المطعم كل يوم خطأً كما يَزعم
اتّجهت إلى الباب للخروج و لكن مهلاً... كيف سأمسك مِقبض الباب الّذي أمسكه بيديهِ القذرتين؟ مستحيل لن أفعلَ هذا مطلقاً
نظرت إلى ساعة يدي، بقي خمس دقائق على الموعد، و الحلّ الوحيد انتظار أحدٍ كي يفتح الباب، انتظرت ربع ساعةٍ أخرى حتّى دخل أحدهم، ثمّ خرجتُ بسرعةٍ
هذا رائع مدير سلسلةِ مطاعم بيون بيكهيون يتأخّر عن اجتماعٍ لمدّة عشر دقائق بسبب حثالةٍ لم يقم بغسلِ يديه بعد خروجه من المرحاض
وصلت إلى مكتب الإدارة، و قد كان الرّجل يجلس على الأريكة المقابلة للمكتبِ، و لا يظهر على وجههِ أنّه ضجرٌ، كم هو رجلٌ محترمٌ!
"مرحباً أعتذر للغاية على تأخري لقد كان لديّ ظرف طار..."
قلت بينما أسير إليه، سُرعان ما انقلبت تعابيري رأساً على عقب بعد مصافحتٍه، تحديداً حين كنت أريد سحبَ يدي، و لاحظت على أصبعه تلك اللّعنة الملعونة اللّاصقة الطّبية الزّرقاء
في هذه اللّحظة شعرتُ بسخف هذه الحياة، و بسخفي أنا أيضاً، أوشكت أن أبكي أمامه، تمنّيت لو أستطيع استئصال يدي و قتله بأبشعِ الطّرق الوحشيّة المجرّبة في تاريخ البَشريّة
فقط و بكلّ بساطة نفضت يدي من يده، ثمّ طردته خارجاً بعد صرخةٍ دوى صداها في أرجاءِ سول كلّها، و أوكلت لنصف كادرِ المطعم مهمّة التّعقيم، و التّنظيف، لكلّ شبر هنا، و بالأخصّ الحمّامات العامّة
أما أنا كنت أجلس وراء مكتبي، و يدي مُمتدة أمامي، فقط أحدّق بها، أشعر أنّها ليست جزءاً منّي، جلدي أصبح مجعّداً إضافةً إلى أنّه مُحمرٌّ بشدَّةٍ لكثرة موادِ التّنظيف، و الماء السّاخن اللّذان وضعتهما عليها، لكنّ الوضع بات أفضل بعد أن أوكلتُ لسوهو مهمّة التّهوية عليها
و تشانيول ذلكَ الوغد يضحك كالزّرافة الثّملة عليّ كلّما ترقرقت الدّموع في عينيّ، أريد قتل نفسي، و قتل كلّ من بالمجرّة، أنا متأكدٌ أنّ هذا أسوء ما قد يحصل لي في حياتي
و بعد أن هدأ المطعم قليلاً و انتهى الجميع من التّنظيف بدأت بعملي أيضاً، لدينا الكثير من الطّلبات و هذا يعني أنّ هذا اليوم ما زال طويلٌ للغاية
و بينما أقلّب الخضراواتُ المتواجدة في المقلاة، أتاني تشانيول و على وجهه ابتسامة متكلّفة يُخفي ورائها مصيبةً ما، أشعر أنّ هذا يوم النّحس العالميّ
"ماذا هناك أيضاً؟"
قلت بينما أتنهّد مخرجاً إكسير غضبي
"كانت والدتك هنا البارحة و قد قامت بتوظيف عاملة بدوام كامل هنا بدون أن تخضعها إلى أي من اختبارات القبول فقط استخدمت سلطتها فهي و كما تعلم تمتلك 15% من هذا المكان"
"ما هذا الهراء الذي أسمعه؟ أحضر لي سيرتها الذاتية"
امتدّت يده الّتي تحمل مغلّف يحتوي على عدّة أوراق
"ها هي"
أخذت المغلّف من يده، و من هذه النّقطة بدأت تعابيري تتحوّل، كنت أعلم أنّ أمي لن تستكين إلّا و تلك الجُرثومة تعمل هنا، و لكنّ آخر ما توقّعته أن تستخدم نفوذها ضِدّي
والداي لا يتوقّفان عن اختلاق أمورٍ وهميّة بيننا، نحن لم نعد كالسّابق متى سيفهمون هذا؟ لقد تغيّر كلانا منذ ذلك اليوم
قلبت صفحات المغلّف الواحدة تلو الأخرى، إنّها لا تملك أي تجارب مسبقةٍ في هذا المجال، كما أنّها قذرة! بعد أن تباشر العمل هنا ربّما علي توظيف شخص آخر ليُنظف أينما تحلّ فقط
أعتقت تنهيدةً طويلةً، ثم أردفت
"أين كان جايمين البارحة عندما أتت أمي إلى هنا ألم أتركه في مكتبي كيف لم يمنع ما حدث واللعنة؟"
اكتفى برفع كتفيه، و إمالة رأسه ليوصل لي إجابته،
حقّاً إن هذا اليوم لن ينتهي، كم أكره تدخّل أمي في شؤوني
أمرت تشانيول ليخبرها أن تأتي لنوقّع العقد غداً، فلديّ بعض الشّروط لقبولها، سأحاول تنفيرها من العمل لديّ بكل استطاعتي، أمّا أنا فذهبت لمنزل والديّ لأحد من هذه المهزلة، وأضع النّقاط على الحروف
قدت بسرعةٍ عاليةٍ، حتّى أنّني عندما واجهتُ بوابة القصر لم أخفضها و كنت سأحطّمها لو لم تفتح بسرعةٍ، ثم ركنت سيارتي بطريقةٍ هوجاء، نزلت من السّيارة ثمّ أغلقتُ بابي بقوّة حتى كاد يقتلع هو الآخر
توجّهت إلى داخل القصر مباشرة، و هي أوّل من استقبلني، تجاهلت كل الترحيب الذي قامت به و بدأتُ بالصراخ
"متى ستتوقفين عن التدخل في شؤوني؟ ما هي قدرتي على الاحتمال برأيك؟"
توقّعت أنّها ربما ستندم، أو تحاول تهدئتي و لكنّها قامت بالصراخ علي أيضاً، أمي طفولية بحق
"هل ترى أنك راشد لتستطيع تدبير أمورك لوحدك إلى متى علي أن أنتظر حتى تأتي و تعرفنا على الفتاة التي تواعدها ها؟"
"أنت الأعلم بي فكيف تطلبين مني أن أواعد أنا لا أستطيع أن أعيش مع أي بشري مطلقاً"
"إلى متى ستبقى محتجز في ماضيك كان حادث عرضي قد تعايشت معه لاثنين و عشرين عاما ألم تتقألم بعد مع وضعك الجديد إلى كم من السنين تحتاج بعد عشر؟ عشرون؟ مئة؟ أخبرني"
"على الأقل إن كنت تريدين مني أن أرتبطت بشخص ما إختاري لي شخصا يشبهني و ليس نقيضي تماماً"
أردت إنهاء هذا النّقاش الصّاخب، فلذلك خرجت وحسب ثم توجّهت إلى منزلي، و أوّل ما فعلته هو الاستحمام، ثمَ مارستُ اليوغا، علّ أعصابي تهدأُ قليلاً، لقد أتلفت كلياً إضافةً إلى أن غداً أكثر رعباً من اليوم
...
استيقظت صباحاً بروحٍ عاليةٍ لتساعدني على إمضاء هذا اليوم بدون مشاكل، ثم بدأت بروتيني اليوميّ، نظّفت كلّ شبرٍ بالمنزل، مسحتُ الأرضيّة و الأثاث، نظّفت المطبخ، و غرفة النوم أيضاً
بعدها انتقلت إلى نفسي، أنا بحاجةٍ إلى التنظيف أكثر من منزلي، ثم خرجت إلى عملي الّذي بتّ أكرهه و بشدة، كم أشفقُ على نفسي المسكينة!
دخلت إلى مكتبي، فرأيت يوكي تقف مقابلةً للمكتب ترتدي فستاناً أصفراً مشعاً، و على وجهها ابتسامة لط.. لطيفة قليلا
"صباح الخير"
رددت عليها بهمهمةٍ صغيرةٍ فقط، عليّ إتعاب عقلي الذّكي بحفظ كل مكان تجلس به لأعقّمه بعد خروجها إن طلبت منها الجلوس، غير أنّي لا يُمكنني أن أكون حقيراً
"تفضلي بالجلوس"
أجابت بنبرةٍ غير مباليةٍ
"أعلم أنك لا تريد مني هذا لذلك لم أجلس قبل أن تأتي و لن أفعل الآن"
لاحظت أنّها ترتدي قفّازاتٍ بيديها، أتحاول أن تتقمّص دور الموظّفة المطيعة؟ لا يهم لن أرحمها بشروطي، تقدّمتُ و جلست خلف مكتبي، ثمّ مددت إليها العقد، فأخرجت من حقيبتها قلم لتوقيعهِ، رغم أنّي سأحرص ألّا تفعل
شابكت يديّ على سطح المكتب
"جميع الموظفين هنا يعملون بعقود عادية إلا أنت لأنك لم تخضعي لاختبار القبول لذلك لدي بعض الشروط"
همهمت دليلاً على موافقتها، فبدأتُ بسردِ شروطي
"أولا عليك الالتزام بجميع قوانين النظافة من تنظيف و تعقيم كباقي الموظفين هنا"
"ثانيا بما أنك موظفة بدوام كامل ربما تضطرين للعمل في الليل"
لم تتغيّر تعابيرها إلى الآن، أحقاً هي موافقة على كلّ هذه الشّروط
"ثالثا ستعملين تحت إشراف جايمين وهو المسؤول عن النادلين هنا و عليك إتباع أوامره جميعا مهما كانت"
طبعاً إن أردت إذلال طاهٍ دعه يعمل نادلاً، و كما توقّعت انتفضت غير موافقةً، فلم تدرس في نيويورك عن الطّبخ لمدّة ثلاث سنوات لتأتي و تعمل كنادلة، لطالما أخبرتني عندما كنّا صغاراً عن حلمها بأن تفتتح متجراً للحلويات، بالتّأكيد لن تقبل
"لا أريد أن أكون نادلة هنا أريد أن أكون مساعدتك في الطهي"
"أنت لا تجيدين الطهي بشكل عام كما أن شهادتك مختصة في الحلويات و لا تملكين أي خبرات مسبقة"
لم أهتم لما ستقوله، و بدأتُ بسرد شَرطي الرابع
"رابعا يمنع الاقتراب من المطبخ و مكتب الادارة مهما كان الأمر ضروريا"
انتَظرت إجابَتها بفارغِ الصّبر، وكانت المُفاجأة عندما فَتحت القلم، و وقّعت العقد
"موافقة على كل الشروط سيدي المدير"
-
هاي ايفري ون 🙋🏻♀️🙋🏻♀️
كيفكون
ما اتأخرت صح؟
التحديث ممكن يكون أسرع إذا كتر التفاعل بس إذا بقي هيك يمكن اضطر لطول لحتى حدث😶😶
هلأ بنروح للبارت
شو رأيكم بالأحداث بشكل عام؟
يوكي🐷🐷؟
بيكي🚿🛁🧽🧼🧹؟
تشان؟
سوهو؟
هداك الرجل يلي التقى فيه بيكي بالحمام؟😂😂😂
في حدا هون عندو وسواس نظافة🤔🤔
أنا عندي فوبيا من الحشرات و من أول ما بدأت بكتابة هي الرواية صايرة نظيفة زيادة😂😂😂
منيح ما صرت متل يوكي😉😉
بشوفكون بالفصل الجاية🌺
كلمة منكون بتشجعني🐣
Love you 💜💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top