chapter||02
-
كُل يومٍ يمرّ علينا نواجهُ العديد من الأمورِ و الأحداث منها ما هو جميلٌ و منها سيءٌ، و كلّ منها بعد زمنٍ يصبحُ ذكرياتٍ جميلةٍ
هبطت طائرتي في مطارِ انتشون القادمةِ من نيويورك بعد سفر طالت مدّته لثلاث سنواتٍ، قدّر لي أن أمضي كلّ هذه المدّة أطارد حلمي في بلدٍ غريبٍ عني، و الآن حان وقت العودة، متحمّسة لكل شيء هنا اشتقت إلى والديّ و أصدقائي
استقلّيت سيارة الأجرة و عيناي ترمقان ما حولي مسترجعةً ذكرياتي في هذه الأماكن متجهةً إلى منزل والديّ، حيث ستقام حفلة صغيرةً احتفالاً بقدومي، بصراحة تفاجأت كثيراً عندما اتّصل بي تشانيول و أخبرني عن الفكرة، إنها صبيانيّة قليلاً و لكنّه أسلوبي خصوصاً أنه سيتسنّى لي الالتقاء بالجميع دون استثناء
امتدت يدي قاصدةً جرس المنزل، و قبل أن تطاله يدي سمعتُ صوت خطواتٍ من ورائي، استدرت و إذ بي أرى السيد و السيدة بيون، و هو يَمشي من ورائهما
لم أتوقّع أنّي سأراه هنا، تعرّفت عليه حالما وقعت عينيّ فوق عينيه الفراغيتين، لقد تغيّرَ؛ ظاهرياً فقط، أصبحت ملامِحه أكثر حدّة، خَشُن جسده، و عَرُض منكباه هو أصبح وسيماً حرفياً، أما باطنياً فأسطيع ان أجزم من طريقة نظراته أنّه لم يتغيّر و لو قيد أنملة
كان بإمكاني رؤيةُ ملامح الملل تطغى على وجههِ، أراهن أنه جُرّ إلى هنا قصراً، طريقة تفكيره مختلفة عنّي كلياً، أنا أحبّ الحفلات المكتظّة الرقص الموسيقى و كل ماهو صاخب؛ عكسُه تماماً، ألقيت التّحية على والديه و كان كلّ شيء يسير بطبيعيّة إلى أن تمتم و هو ينظر إلى شَعري
"متى آخر مرة غسلته بها؟"
ذلك الوغدُ اللّعين، هل انتقد تواً نظافتي؟!
أردت الصراخ عليه و بشدّةٍ و إخباره أنّي غسلته صباحاً، يا له من جاهل ألا يعلم أنّ الطائرةَ تصبحُ أقرب للشّمس؛ فلذلك كان الجوُّ حارّاً و اتّسخ شعري، ثم إن الشّعر المتّسخ أجمل من النّظيف؛ لأنه يصبحُ لامعاً و لكن و لحسنِ الحظّ انقذ الموقف السيد بيون
أول ما استقبلني كان عناقاً حاراً من والديّ، و مارك لم أرهم مُنذ مدّة طويلةٍ تبادلنا الأحاديث حول الأيّام التي قضيتها خارجاً، إضافةً إلى تذمرات أمي التي لم تتوقف لأنّني خسرت بعض الوزنِ، و لم أعتني بنفسي جيداً
جلست بجانب مييون أعزّ صديقة لدي، ثم انجرفنا بأحاديثنا تخبريني بما فعلتهُ في غيابي مع أنّنا كنا نتحادثُ كلّ يوم ساعتان على الأقلّ قبل النّوم، و لكن وجهاً لوجه الأحاديث أجمل
لطالما تقاسمنا الكثيرَ من المرحِ، الأسرار، و المخطّطات الشيطانيّة، الأصدقاء أكبرُ نعمةٍ في الحياة هم المسعفينَ الحقيقين في أوقات الملل
"إذا بيكهيون حدثنا عنك كيف تمضي حياتك؟"
خاطبهُ والدي الذي كان يجلس بجوار السيد بيون منذ قدومِه، بينما أنا توقّفت عن مضغ ما في فمي المُمتلئ -فأنا جائعة جداً طعام الطائرة لا يُسمن و لا يُغني من جوع- لأرمُقه بفضولٍ
تحمحم قليلاً ثمّ أجاب:
"ما الذي تريدون معرفته تحديدا؟"
ردّ عليه والدي
"كيف تسري أمور مطاعمك؟"
"إنها جيدة."
طبعاً إجابته المُوجزة لم تُشبع فضولَ أحدٍ، فأكمل عنه تشانيول الذي أخبرني سابقاً أنّه يعمل مساعداً لبيكهيون، هذان الاثنان أينما يكونُ الأوّل تجدُ الثّاني لا يفترقان مطلقاً
"و لكننا نعاني من نقص في العمال بسبب شروط بيكهيون التعجيزية في انتقائهم كما تعلمون المطاعم تلاقي شهرة كبيرة لذا هي بحاجة إلى الكثير من العمال."
فجأةً.. صرخت السيدة بيون من العدمِ بحماسٍ شديدٍ
"يوكي لماذا لا تساعديهم في المطعم ألم تسافري إلى الخارج لتعلم فنون الطبخ؟"
توجّهت أعينُ الجميع نحوي، أمّا بيكهيون فقد رمقني وكأنّه يُمزقني بداخله فأردفتُ:
"هذا صحيح لقد تعلمت الطبخ خارجا و لكن حلمي أن أفتتح متجرا للحلويات وأنا لا أعلم شيئا عن باقي الطبخ."
"إلهي أخبريني ما الفرق بين الاثنين كلاهما يندرجان تحت مسمى واحد ألا و هو الطبخ"
لاقت هذهِ الفكرة استحساناً كبيراً في عقلي، تعجبني فكرة أن أكون مع تشان و بيكهيون كلأيامِ الخوالي، ثم إني بدونِ عملٍ في الوقت الحالي
"ااه"
"لا أريد، أنا أرفض."
قبل أن تجد الحروف سبيلها إلى فمي لأعلنَ موافقتي قاطعني بيكهيون برفضه للأمر، جدياً؟! منذ بدايةِ الحفل يجلس في أبعد نُقطةٍ عن الجميع، لم يَقرب أيَّ نوع من الطعام، هو حتى لم يَنزع قفازاتِ يديه
باستثناء لحظاتٍ قلائل تحادث فيها مع أخي مارك تارةً، و مع تشانيول تارةً أخرى، و الآن يحسَب نفسه فرداً من هذا النّقاش، فليذهب إلى الجحيم أنا سأعمل هناك بأي طريقةٍ
شزرته بنظرةٍ عدائيةٍ كنت أرغب بتحطيم وجهه، و لكني خبأت انزاعجي تحت ابتسامة زائفةٍ
أردف بعد هنيهةٍ من الزمن
" إن اجتازت اختبار القبول تستطيع العمل هناك."
"موافقة."
"لكن الشاغر في الدوام المسائي."
"لا بأس أحب عمل الليل."
فُضَّ النقاش، و قبل أن أغيّر زاوية وجهي إلى مكان لا يحوي صورتَه لمحت زاويةَ شفته ترتفع، هل يَستهزأ بي؟!
تدافعت الدّقائق، و بدأ الأصدقاء يغادرون فمنهم مَن لديه غداً عملٌ شاقٌّ، و منهم لديه التزامات و مواعيدٌ أخرى، غادرت ميوون أيضاً بعد أن وردها اتصال ما بعد مضي ساعتين، وقد بقي عائلةُ بيون، و تشانيول فقط
تسامرنا جميعاً، السيدة بيون لطيفةٌ حقاً تبدو أصغر من عمرها الحقيقي، كما أنّها تحبني مذ كنتُ صغيرة، أخبرتني كثيراً عن بيكهيون، بالأخصّ تلك الأحاديث المحرجة
سأسجّل كلّ ما سمعته في عقلي، من يعلم قد اضّطر إلى إذلاله مُستقبلاً
وفي نهايةِ اليوم ذهبَ كلّ إلى منزلِهِ، أما أنا فَكنت منشغلةً بالبحثِ على الإنترنت عن سلسلة بيون للمطاعم، إنّها فاخرةٌ للغاية، و اللّعنة إنّه من المُستحيل أن أحصُل على عمل هناك أنا بحاجةٍ إلى معجزة
الخُطّة A:
جوجل!
-تعلم أهم و أشهر المأكولات المقدمة في سلسلة بيون خلال ساعة واحدة
-الخبرات المتطلبة للحصول على عمل في سلسلة بيون للمطاعم
-كيف أصبح طاهية ماهرة في يوم واحد؟
-كيفية الاحتيال على رئيس مطعم للحصول على وظيفة؟
-احتمال حدوث معجزة في القرن الحادي و العشرين
تباً و اللّعنة أليسَ من المفترض أنّ جوجل يعرف كل شيء، إذاً لماذا لا يُساعدني؟ هذا صعب للغاية!! بل يكاد يُوشك أن يكون مستحيلاً
~مِن الجيد أنه لا يوجد شخص حقيقيّ يقرأ ما نكتبه في محرّك البحث في جوجل، أو اليوتيوب لرُبما ماتَ في نوبةٍ قلبيةٍ من الضّحك
مهلاً.. ماذا إن كان لديهم وصفة سريّة كمطعم مستر سلطع في سبونج بوب، أختطفُ تشانيول و أعذبه حتى يُعطيني الوصفةَ، ثم أهدِّد بيكهيون بها، هكذا سأكونُ مثل ذلك الكائن الأخضر الصّغير، ذو العين الواحدةِ شلشول، شمشوم، شنشون، أو أيّاً يكن اسمه
"هااااا أكاد أجن"
قلت بينما أُبعثر شعري في جميع الإتّجاهات، الشّيء الوحيد الذي كان ينقصُ شعريَ المنفوشَ هو البعثرة
سأنتقلُ إلى الخُطّة B:
الذّهاب للسّرير، و النوم براحةٍ، و هجر الأفلام المكسيكية من عقلي، و التمنّي لبيكهيون و مطاعمه إقامةً أبديةً في الجحيم
هكذا أفضل!
...
استيقظت صباحاً، أقصد ظهراً بسبب سهري البارحةَ، هجرت السَّرير بشعر منفوشٍ كالشمس المشرقةِ، خلعتُ ثيابي و رميتها تحت السّرير؛ حتّى لا تراها أمي، ثم ارتديت أخرى
سرّحت شعري بيدي، ما الفائدةُ من استخدام فُرشاة الشّعر إن كان شعري من الأصل مجعداً، حتى أني لست بحاجة للاستحمام، لم يمضِ على استحمامي سوا يومٍ واحدٍ، بالتأكيد لن أستحمّ لأن شخصاً ما لم يعجبه نظافةَ شعري فليذهب إلى الجحيم
ثم إنّ الحلّ كله موجودٌ في اختراعٍ طوله عشرة سانتيمترات فقط، العِطرِ وضعتُ نصف زجاجةٍ منه على ثيابي و... ترارارا أصبحت رائحتي جَميلة
تناولت الفطور لوحدي، حتّى أن المنزل كان فارغاً أنا الوحيدةُ المتفرّغة هنا، والداي في العمل، و أخي في الثانويّة
جلستُ أتابع فيلماً ما، و سرعان ما أصاب الجموح دواخلي و مشهدٌ حميميٌّ موشكٌ على الحدوث، كانت المسافةُ بين وجهي الأبطال شبه معدومةٍ، و ما زال البطل يتقدم ببطئ شديدٍ، كان جذعي مائلٌ إلى الأمام، و عيناي مفتوحتانِ على أوسعهما، ابتلعت رُضابي و أوشكت حبّة الفوشار على الوقوعِ من فمي
و في اللّحظةِ المنتظرة.. فجأةً رنّ جرس المنزل ذعرت بشدّة، و لم يتسنّى لي التدقيق في مشهد القبلة، أنا أصلاً أشاهد الأفلام فقط من أجل مشاهد القبلة، و يكون تقييمي لها بناءً عليها أيضاً
"اخرس أيها الجرس اللعين."
أكثرُ ما أمقته هو أن أشاهد دراما أو فيلم ما على التلفازِ، لأني لا أستطيع تمرير اللّقطات المملّة، و لا إعادة اللّقطات المهمّة كالتي فاتتني منذ ثوانٍ
قرَّرت تحريك مؤخّرتي من على الكَنبة، و أطفأتُ التلفاز، ثم ذهبت لأفتح الباب، و لم يكن الزّائر إلا السيدة بيون، إن كانت القبلة الثّمينة فاتتني بسببها فلا بأس، على الأقلّ لم يكن مارك ذلك البَغيض
"هل ترغبين بالحصول عليه؟"
أردفتِ السيدة بيون بعدَ أن جلسنا على الأريكةِ
"ما هو؟"
أجبتُ و العديدُ من التَّساؤلات تغزو رأسي
"العمل الشاغر لدى بيكهيون"
تنهدتُ تنهيدةً ثقيلةً ثمّ بدأت أنتحب
"لا يمكنني خسارة الرهان لبيكهيون و لكن الحصول على عمل هناك شبه مستحيل ألم تري كيف كانت تعابير وجهه وهو يتحداني أنا لا أجيد الطبخ مطلقا لقد حصلت عل ندبة في يدي لأنني جربت طهو بعض النودلز كيف سيقبل أن أعمل لديه؟"
ردّت عليّ بتعابير واثقة:
"لا تقلقي حيال هذا الأمر لذلك أنا هنا اذهبي و بدلي ملابسك وتعالي إلي "
"أنت معجزتي."
صعدتُ بسرعةٍ إلى غرفتي، خلعت ملابسي و رميتهم أسفل السّرير أيضاً، ثم انتقيت ملابساً أخرى، و لكن هذه المرة استخدمت فُرشاة الشّعر لتسريح شعري، ثم انتقيت حقيبةً فتحتها، و ملأتها بأغراض عشوائيّة من طاولة الزّينة، و عدت للأسفل بسرعةٍ مماثلة لِسرعة الفهد
...
ركن سائق السيدة بيون السّيارة أمام المطعم الأساسيّ في مُنتصف سول، نزلنا منها ثم تبعتها و هي تمشي بخطى واثقةً، كلانا نرتدي نظاراتٍ شمسيةٍ سوداء كخاصة المافيا، حتّى أني ظننتُ أننا سنحصل على العمل تحتَ تهديد السّلاح
قصدنا مكتبَ الإدارة، و قبل أن تفتح البابَ أمسكت بكتفها فاستدارت إليّ، ثم تحدّثت بخفوت
"ما الذي نفعله هنا بالتأكيد بيكهيون لن يسمح لي بالعمل ما هي خطتك؟"
ردّت عليّ بصوتٍ مماثلٍ لصوتي:
"لقد تخلصت من بيكهيون و السلطة هنا لي من بعده لا تقلقي حيال هذا الأمر."
دخلنا لمكتبِ الإدارة فلقيتْ السيدة بيون الكثير من الترحيب، بالتأكيد فهي معروفةٌ هنا، و أنا كنت منشغلةً بالتحديق بكتلةِ الوسامةِ التي أمامي، أصبحتُ أعرف ثلاثة أشخاصٍ يعملون هنا، و جميعهم و سيمون يا ترى هل يوجد في استمارة التّوظيف شرطٌ يخصُّ مدى جمالِ العاملين هنا؟
"ما سبب هذه الزيارة المفاجأة سيدتي؟"
-
هللووز🌚🌚
رجعتلكون بفصل جديد
ما اتأخرت صح؟
كان لازم حدث أبكر من هيك بس تابعت 5 درامات مع بعض و ما ضل عندي وقت 🤦🏻♀️🤦🏻♀️
منروح للغصل😊😊
شو رأيكم بالأحداث بشكل عام؟
بيكهيون ؟
يوكي؟
أمو لبيكي؟
يا ترى شو هي خطة أمو لبيكي
و لح تقدر يوكي تشتغل بالمطعم و لا لاء
بلييز لا تنسو الدعم دعمكن بيشجعني ولو حتى بكومنت بسيط💜💜💜
بشوفكون بالبارت القادم
لاب يو ايفري ون💚💙♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top