chapter||01
-
نجابِه في حياتِنا الكثيرَ من العوائِق و العقباتِ القَاسية الّتي تصدّنا ومن ثَمّ تفقدنا الأمل و تملَأنا خيبةً و بؤساً، فتردينا ضعفاءَ غير قادرين على مواجهةِ عُلقم الحياةِ، عندها نكون قد بددنا ثِقتنا بأنفسِنا أنّنا لا نستطيع التّغير و ليس لدينا القوَّة و الصّبر لتخطّي هذه الأزمة،
ولكننا مُلزمون بأن نحيَاها كما هِي
هكذا أضحيتُ بعد تلك الحادثَة، في ذلكَ اليوم عندما هَوَت حياتي كالشِّهاب وأعاثَت فساداً بي ناسفةً مني ذاتي، حُلمي، أصدقائي، و كل شيء، و لكنّني ما استسلمت وحاولتُ التَّعايش مع طبيعتي الجديدة، موصداً عينيّ و أذنيّ عن كل مَن حولي غير مُهتم بآرائِهم السّخيفة
كلّفني القيامُ من أزمتي الكثير مِنّي، رغمَ أنّه كان مُجرد حادث عرَضي في يومٍ مشؤومٍ قد مضى عليه عشرون سنةٍ، لطالما تمنّيت أن أعودَ شخصي القديم و أن لَيتَني لَم أكن يومها هناك، و لكن لا يَحدث كلّ ما نتمنَّاه
لم أستطع الوثوقَ بأيّ أحد، و أنّى لي ذلكَ و البشَرُ كائناتٌ لا يُمكن الوثوق بها، خفت كثيراً أن تعلم أنّ ما بي علّة فألقى منها نظرةَ دونيةٍ و نقصٍ، فدفنت سري بي بعيداً عنها هاجراً بذلك كلّ ما كان يجمعنا، مغيراً شخصي القديمة إلى أُخرى محدّثة تماماً
~لستُ أنا من غيّرها لكن القدرُ من شاء
صفعتُ وجهيَ بالماء بينما أنظُر إلى نظيري في مرآةِ الحمّام، مخرجاً نفسي من فجوة أفكاري قبلَ أن تبتلعني، خرجتُ من الحمامِ و ثوبُ استحمامي يلتحفُ جسدي، ألقيت بالمنشفَة الصّغيرةِ التي كنتُ أجفِّف بها شعري في سلّة الغسيل، ثم عدت أدراجي إلى الحمامِ لأغسِل يدي، بدأت أفكّر في إعادةِ تصميم منزلي و وضع صنابيرَ ماءٍ في كلّ مكان لسهولة الوصولِ إليها، فأنا بعد كُلّ شيء شخصٌ كسول
أوّل ما التقطَته يدايَ كان خليلتي العَزيزة-علبةُ المعقم-الّتي لا أستطيع الاستِغناء عنها، فقط لماذا تبدو اليومَ جذَّابة يا ترى، و بدأتُ بِتعقيم كلّ ما مرّت عليه عينايَ وصولاً إلى الخِزانة
فتَّشت بداخلها عمّا سأرتديه فالحَكَم ليس ذوقي وإنما جميعُ ما يُوجد هنا مرتَّب حسب تاريخِ غسله، و دائماً ما أختارُ الأحدث، ولكن لا ضير مِن إعادة غسلها بالمعقمِ من جديد يجبُ أن أتأكدَ من نظافةِ كلّ شيء
دثَّرت ما اخترته بجسدي، لتبدأَ حملة التعقيمِ و الترتيبِ و التنظيفِ من غرفة نومي مروراً بالمطبخ وصولاً إلى غرفة المعيشةِ، على الرغم من أنّ مساحة منزلي لا يستهانُ بها أتأكد من تنظيف كلّ جزءٍ منهُ بنفسي
توجّهت إلى مَطعمي الخاص، حيثُ أني الشّيف الأشهر حالياً، حقّقت مطاعمي شُهرة عالميّة إذ يَقصدُني المشاهيرُ لتناولِ مُختلفِ أنواع الأطعمةِ، إضافةً إلى كون مَطاعمي الأَنظف على الإطلاق
ولجتُ مطعمي المُرتفع عن الأرضِ بعلوّ طابقين، و محاطٌ بجدران زجاجيّة تُكسبه إطلالةً فريدة، حيثُ أنّ موقعه يتوسّط المدينة، تتدرّج ألوانُ طاولاته مِن الكريمي إلى البُنيّ الغامق يتوسَّطه البار، هناك حيثُ أقدّم عروضاً بمهارةِ و خفّة حَركتي في إعدادِ الطّعام بطريقةٍ لافتة للانتباه
أوّل ما وقعَ عليه بصَري كَان تشانيول الَّذي يشغَل منصبَ مساعدي هنا، تجمعُني بِهِ آصرة صداقة يُناهز عمرها الخمسَ عشرة سنة، كان يقومُ بمسح البار بقماشةٍ بيده، تشه.. و هل يُسمي ذلك تنظيفاً، سأتأكَّد من إعادةِ مسحها بنفسي، ابتسمتُ بخبثٍ حالما و ردتنى فكرة جهنمية، اقتربتُ منه بخطى خافتةً، ثم فاجئتُه و قفزت أمامه تزامناً مع رشّ نصف علبة المعقمِ في منتصفِ عينيه، علَّها تغسِل بعضاً من مشاهدِ الأفلامِ الإباحيةِ الَّتي يُشاهدها ذلكَ المنحرف
"أيها الوغد اللعين."
فتحتُ عينيي على مصرعيهما عندما انكمشَت تعابيرُه وبدأَ بسلسةٍ من الشتائمٍ بشتّى اللُّغات، حتى السنسكريتية يقذفني بها هَل فقدَ عقلَه؟
أنا وَ طاقمي نُشكّل فرقة مهرِّجي سِرك، و لكن من المعروفِ أني لا أقبل أيّاً كان، فلولا مهاراتٌ خارقةٌ و نظافةٌ فائقةٌ لن يحلم أحدٌ بأن يعملَ حتّى عاملَ نظافةٍ هنا
"هل تجرأت توا و شتمت رئيس عملك، ألا تخاف من أن تطرد."
نطقتُ الشّطر الأولَ من كلامي بحاجبينِ منعقدينِ، ثمّ راقصتُهما أعلنُ فوزي بالثّاني
"من أين ستجد مساعداً قد يستطيع التعايش مع رئيس مختل كإياك."
ناظرتُهُ بملامحَ باردةٍ، و عيون كادَت تثقبُ ذلكَ المَعتوه
"سأغفر لك هذه المرة و أمثل أني لم أسمع شيئاً.. مرة واحدة فقط."
انطلقَ كلٌّ منّا إلى عملهِ، و بالتّأكيد أعدتُ مسحَ و تعقيم البار الذي كان ينظِّفه تشانيول، و بينما أقومُ بغسل الخضارِ نَبس تشان يَستقطبُ انتباهي من العدمِ
"هل تذكر صديقتنا يوكي في الثانوية."
لَم أُلاحظ أنّ كلّ تعابيري انكمشت بِاشمئزاز لتذكّري كتلةَ المايكروبات تلك إلّا عندما سمعتُ قهقهة تشانيول أمامي، تركت حبَّة الخيارِ و أزلتُ القفّازات أغسِل يديّ و أُعقّمهما بتقزّز، و رعشة أصابت جَسدي
"ما الذي أتى بذكر تلك الجرثومة الآن! إلهي بدأ بطني يؤلمني."
ما زالَ تشانيول يَضحك على تعابيري الّتي تشي بأنّي مُستاءٌ و بشدّة، لطالما كنت هكذا مُنذ الثانويّة كانت يوكي أكثرَ عنصرٍ نشيطٍ في الفَصل اجتماعيّة للغاية، وَ ودودة أكثرُ الصف كان مِن أصدقائها و لَم تمتلك عداواتٍ يوماً
ولكن إن سَألتموني ماذا يُوجدُ في ذاكرتي عنها، سَتقفزُ ثلاثةُ كلماتٍ إلى مُخيلَتي
فَوضى، تلوّث، مَظهر مُبعثر
"لقد عادت اليوم من الولايات المتحدة الأمريكية، سنقيم حفلاً بمناسبة ذلك كمفاجئة لها في منزلها، ألن تحضر؟"
أَجابَ تشانيول على سؤاليَ السّابق
"بالتأكيد لا، هل جننت؟ "
أجواءُ الاحتفالات لا تُناسبني، رؤيةُ يوكي لوحدها تسبّب لي المغصَ ماذا عن باقي المجموعةِ القذرة، و ماذا أيضاً شامبانيا، و مَأكولات خفيفة، ورقص سَتكونُ المسافة بين الأشخاصِ معدومة، أكادُ أجزمُ أنّ بؤرةً من الأمراض ستخرجُ من تلك الحفلةِ
سأقدِّم شكوى إلى وزارة الصحَّة لكي تقومَ بحجرِ جميعِ من بالحفلةِ
"تبا بيون بيك ابقى متقوقعا هكذا لبقية حياتك، لا أعلم كيف صادقت شخصا مملا كحضرتك."
أَعاد نظره إليّ فوجدَ تعابيري كما هي يَسودُها الجمود، فزفرَ الهواء مِن فمهِ باستسلام و أردفَ
" ما الذي يهمني أنا و اللعنة."
رَغم أنّي كنت لن أُرافقه بجميع الأحوالِ ولكنّني قرّرتُ البوح له عن سببٍ قد يُثنيه عن النّظر إليّ بتلكَ النَّظرات الصّفراء خاصّته، فغيرتُ تعابيري لأخرى ساخرة
"حقا كنت أود الحضور و عدم تفويت فرصة رؤيتك تتحرش بعينيك بنصف الفتيات هناك، و لكن أنا مرتبط بموعد بالفعل، والداي طلباني اليوم في منزلهما و علي الحضور، قالا أنه أمر مستعجل لا يحتمل التأخير."
واصلنا العملَ بجدٍ و تركيز فالمطعمُ و كالعادةِ مليءٌ بالزبائن ولم أشعر بمرورِ الوقتِ حتّى أوشك الظّلام على أن يَنتشر بالخارِج
حان موعدُ ذهابي إلى والديّ، في البدايةِ استغربتُ كثيراً عندما استدعوني فلَم يمضِ على زيارتي الأخيرةِ مدّة طويلةً، و لكني تجاهلتُ الأمر
بدّلتُ ملابسي، و أخذتُ معي علبةَ الديتول، و ارتديتُ قفازات فلا أضمنُ السّيارة أيضاً، استقلّيت سيارتي متوجهاً إلى هنا،ك وصلتُ في الوقتِ المحدّد و من ثم ركنتُ سيّارتي في الحديقةِ الأماميّة، و أطفأت المحرّك شاقاً خطواتي نحو البابِ
مسحتُ بصري بنظرةٍ شاملة للقصرِ، لم أرَ يوماً أغرب من عائلتي، فوالِدتي ما تزالُ في مُراهقتها منذ أربعةِ عقودٍ، ولا أعلمُ متى قد تنتهي هذه الفترةِ العمريّة لديها، هي و والدي يعيشانِ و كأنّهما زوجان جديدانِ قد بدأا قِصة حُبّهما تواً، كثيراً ما لفتا نظرَ الإعلامِ إليهما حيثُ أنّ والدي كان طبّاخ شهيراً قبلي، و أنا ورثتُ منه هذه المِهنة
كنتُ في صددِ الدخول إلى المنزلِ و لكن ياللمُفاجأة لقد خَرجا أمامي لماذا كلّ هذا التأنّق!؟ هل لديّ شقيقٌ بالصدفة لم يُخبراني بأمرِه و اليوم زفافه
"إلهي صغيري الوسيم قد وصل هيا إذا فلنذهب"
ماذا نذهب إلى أين؟ و لماذا؟ هاجمت العديدُ من الأسئلةِ رأسي في هذهِ اللّحظة، أنا لا أستطيعُ الذّهاب إلى أيّ مكانٍ هل هذهِ إحدى حفلات الطّبقة الرّاقية خاصَّتهم؟ أم ماذا إلهي أكادُ أفقدُ عقلي سأتهرَّب من الأمرِ و نقطة.
"أمي نذهب!؟ أنا لن أذهب إلى أي مكان أنت تعلمين كنت أعمل طوال اليوم أنا متعب للغاية ثم إلى أين سنذهب؟"
سحقاً من ملامحها هذهِ أعلم أنّ الأمر لن يعجبني، إلهِي إرحمني
"ابنتي في القانون أتت اليوم من سفرها، و هناك حفلة أقيمت لهذا السبب و بالتأكيد لن نفوتها."
جدياً سيّدة بيون! عن أيّ لعنة تتحدَّث ابنتها بالقانون! كنتُ أعلم هذا لديّ شقيقٌ ولم يُخبراني
"من ابنتك بالقانون هذه؟"
نظرت إليّ نظرة تفاخرٍ حتّى أنني بدأتُ أشكّ أنّ الفتاة ابنة وزيرٍ أو ما شابه، و لكن مهلاً بالعودةِ إلى موضوع العودة من السفرِ، و الحفلة يبدو و كأنّي سمعتُ هذا قبلاً في مكان ما هي ليسَت يوكي أليسَ كذلك! هما لن يُعاودا فتح المواضيعِ القديمة، و محاولةِ خلق أمور وهميةٍ بيننا أتمنّى هذا
"هل...هي يوكي؟"
أومأت برأسها مُوافقةّ آخر ما نبستُ به، و ليتَها لَم تفعل
"هيا لنذهب لقد تأخرنا"
كَان هذا والدي مَن تحدّث هذه المرّة بينما يضمُّ أمي جانبياً، ليس لديّ طاقةٌ لمشاجرتهما، و أمّي إن وضعت شيئاً في رأسها لن تَتوانى عن فعله، هي مجرّد ساعتين بالأكثرِ و لن يُحدث الأمر فرقاً، أستطيع فعلها أليسَ كذلك!؟
مُستحيل أنا لا أستَطيع لا ضيرَ مِن المُقاومة
"أمي أنا لا أستطيع الذهاب إنني متعب للغاية، أنت تعلمين العمل وضغوطه."
"توقف عن التذمر أيها الطفل الصغير."
"أنا لم أعد صغيراً، وأنا لا أتذمر لدي ظروفي التي لا أستطيع البوح بها."
"لن أقبل بأية أعذار أنت ستذهب يعني ستذهب، ألا تريد أن ترى عروسك المستقبلية؟"
تحدثت بينما تغمز لي بنهاية كلامها
عَروسي المستقبليّة، يا للسّخرية لماذا لم تبقَ تلك الحَشرة في أيّ جحيمٍ كانت فيهِ فقط، لماذا عادت و اللّعنة
.....
تمامُ السّاعة السّابعة كنتُ جاهزاً تقريباً، ببدلةٍ سوداءَ تحتضن قميصاً أبيضاً، ثمّ أضفيت اللّمسة الأخيرة ألا و هي ربطةُ العنق السوداء، و فور انتهائي خرجنا فوالدايّ العزيزانِ متجهّزان بالفعل
وَصلنا إلى المكانِ المنشود بعدَ قيادةٍ دامت لعشر دقائق، لم يكن المكانُ غريباً عليّ مطلقاً، لطالما كنتُ آتي إلى هنا في طفولتي، تجمعُ والدي و والد يوكي صداقةٌ قديمةٌ للغايةِ، فلذلك كانت عائلتانا دائمةُ الاجتماع معاً
ركنتُ السّيّارة في الحديقةِ الأماميّة للقصر، و عندَ عتبة الباب العريض كانت هُناك، تبدو كأنّها قد وصلت للتّو ترتدي فُستان مخمليّ بسيط، جُزئه العلويّ ضيقٌ بعض الشيءِ أمّا السّفلي بهِ توسعة قليلاً، و بجانبها على الأرض تركنُ حقيبة سفرها السّوداءَ الكبيرة
علقنا في تواصلٍ بصريٍّ طوال فترةِ سيرنا إلى الباب، كانت من بَترته لِتحيي والديَّ
"يا لها من مصادفة سارة."
نَطقت بعد أن حوّلت نظرها إليّ فأجبتُ
"لا أرى أي واحدة هنا."
تلقيتُ ضربةً من والدي على ظَهري لوقاحتي، لِيحاول بدورهِ تصحيح الموقف و على و جههِ ابتسامة متكلّفة تكاد تمزقهُ لاتّساعها
"أيها الفاسد الصغير."
شعرها كالسَّابق يُشبه النودلز بِتجعيده، و زادته شبهاً بتلوينه بالأشقرِ، كما أنّها اكتسبت بعضَ الطّول، لكن مهلاً هكذا عن قرب يبدو شَعرها و كأنّه... متى آخر مرة غسلته بها؟
يبدو أن جملتي الأخيرة قد أذيعت للخارج-و الدليل قرصة أمي التي حطت على فخذي- لأنّي لم أستطع إمساكَ لِساني عن قولها، تباً ذهبت هَيبتي أدراجَ الرياح
قَهقهت أمي بتوتّر، بينما يوكي مَسحَت على شعرها بإِحراج، سحقاً للساني
"لندخل"
قالَ أبي و عيونهُ تكادُ تخترقُني، ليس وكأنّني أنا الّذي لم يغسل شعرهُ لماذا الجميعُ مستاءٌ!؟
-
سربراااايز💥💥
ما حدا توقع إني حدث صح؟
بصراحة ولا حتى أنا كنت متوقعة 😂😂
كنت كتير مترددة قبل ما أنشره بتعرفو البدايات دائما صعبة إذا لقيتو هالفصل معدل لا تستغربو
شكرا لتفاعلكون بالفصل الماضي و لكل سكرة تابعتني💜💙💜
شو رأيكون بالغلاف؟ طلبتو من الفرسان و كتيير تفاجأت بالنتيجة
قررت أني عدل على أعمار الشخصيات بالمقدمة أقل شي لازم يكون عمر بيكهيون ٣٠ لحتى يوصل للشهرة يلي هو عليها صح!
بنروح للبارت
شو رأيكم بالأحداث؟
أكتر جزء عجبكون و ما عجبكون؟
بيكهيون قاصف الجبهات😶
يوكي!
بشوفكون بالبارت الجاية وعد ما بطول
لاب يو 💜💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top