نادني بإسمي | Tres
_________
"هي..." وكزه الذي بجانبه ، هو كان مشغولًا الذهن
بعدّة أمور ، ومن ضمنها من غادرت الصفّ مع رفقتها منذُ قليل
"هل أنتَ معجبٌ بها ؟"
سأل واسعُ الجفنين ، ليقطّب مارك حاجبيه بتعجب
"ماذا ؟من تعني؟"
ضحكَ الملقبُ بلوكاس فجأة ، ثم شابكَ أصابعه الطويلة مع بعضها البعض
بينما يرخي بظهره على الكرسي خلفه ، رفعَ حاجبه كذلك متفاخرًا بذكاءه الذي يستقيظ وقتما يريد
"أتظن أنني غبي ؟"
رمشَ مارك متذكرًا مظهر الآخر قبل أقل من نصف ساعةٍ من الآن ، ليرفعَ كتفيه بلطفٍ مع زمه لشفتيه
"أوه ..لا يمكن أنكَ تظنني غبيًا
فقط لأني أنام طوال الوقت "
كاد مارك أن ينتفضَ مغادرًا مكانه من السلوك الغريب الذي يظهره زميله
لمَ هو قريبٌ من وجهه هذا الحدّ؟
"هي...لا تفكر بذلك حتّى "
قال لوكاس ليردّ مارك بعينين واسعة
"بماذا؟"
أشارَ برأسه بسرعةٍ فائقة نحو مكانٍ ما بقصد أن يفهمه مارك مباشرةً
"ياه لمَ لا تتحدث بطريقةٍ أستطيع فهمها ؟"
ضحك لوكاس مجددًا ، ثم أصبحَ يلعبُ بلسانه داخل ثغره مع عبثه بالقلم أمامه
ذلكَ كان مزعجًا جدًا لمارك !
"نانسي.."
"مابها ؟"
"فقط لا تفكر بالإعجاب بها.."
تحمحم مارك معدلًا جلسته ، هو قرر أن يتجاهل ما قاله الذي بجانبه لفترةٍ من الزمن
لكنه لم يستطع ذلك ، لوكاس قد أصبحً هادئًا بالفعل
يعبثُ ويسلّي نفسه بأي شيء متهربًا من إمساكه بالكتب والمذكرات أمامه
وكزه مارك ليقطّب لوكاس حاجبيه على الفور
"ماذا ؟"
"لماذا لا يمكنني الإعجاب بها ؟"
قهقه لوكاس بعفوية
"إذًا كنتُ محقًا .."
"أتسخرُ منّي أم ماذا ؟"
"ياه إهدأ!"
تجاهله مارك ململًا أغراضه لأنّ وقتَ الاستراحةِ قد حان ، هو فجأة شعرَ بيدٍ ما تسوّر رغسه
لم تكن سوى يدُ الذي كان يتحاذقُ بجانبه منذ قليل
"أنا جادٌ مارك .."
"إذًا ، أنتَ تعرف اسمي؟"
وجه لوكاس لم يكن سوى كصفحةٍ فارغة بالنسبةِ لمارك ، هو سرعان ما يملأها بمختلفِ التعابير ثم يقوم بإزالتها متى ما أراد
كانت تعابيره لا تشير إلى شيء غير الجدية ، تسائل إن كان يحاول المزاح معه مجددًا أم لا
لكن لوكاس يدركُ جيدًا أن المزاح ليست الطريقة الأسلم لتنبيه الآخر
"إسمع مارك أنا قد نبهتك
حتى لو كنتَ تعرفها في الماضي ، ألم تسمع سؤالها ؟ هي قد أنكرت وجودك ..انكرها كذلك
لأنها ستجعلك نكرةٍ في هذه المدرسة بأكملها لو أرادت "
توسعت عيناه مارك بدهشة ، وفغرِ فاهه تبعًا لكلماتٍ الآخر
فتلعثم في طرحهِ سؤاله "لـ.لماذا ؟ برر لي ؟"
"لأنها نانسي .."
"مالذي تعنيه ؟"
"هي ورفقتها سأخذونكَ للجحيم !"
.................
هو ظلّ محتارًا من حديثِ زميله ، فتردد بالتحدث معها بعدَ أن كان متحمسًا حدّ شعوره بقفصه الصدري يكادُ يتبرأ منه
نعم ، داخله يضجّ بالحماس
بالتوق ، وبمشاعرَ نُقشت منذُ الصّغر
لكنّه متوتر ، خائف
ربما...
هي قد أدثرت كل شيء ، ربما لذلكَ لم تعد تتذكره
وربما لا ؟
هز رأسه يبعدُ تلكَ الأفكار تمامًا ، لم يظن أن الحظ سيحالفه كي يقابلها مجددًا وهنا
هو يؤمن بفكرةِ أنّه سيلتقي بها في يومٍ ما ، هو توعّد نفسه أنه سينتظر ذلكَ اليوم بقلبٍ شغوف
لم يمل ، لم ينسى
لم يستكثر الأيام عليه ، لا بأس
حتّى لو أصبحَ عجوزًا ، سيلتقيها
لكن الآن ! الأمر مختلف
هم صغار ، يافعين ، مازالت الزهور تتفتحُ قبالهم بدون توقف ، لذا
الفرصُ الآن أكبر ، وأجمل..
خطى نحوها ، عينيه تصنعُ ضبابًا وهميًا على رفقتها ، أشكالهم لا تعنيه بشيء
هم لا يعنونه بشيء أبدًا ، حتّى لو بدو له كعصبةٍ من الجانحين المتمردين
"مرحبًا .."
هو لوّح للجميع لطفًا منه ، غرضه كان محادثة من تتكأ على ذراعِ أحدهم
هو تجاهل ذلك ، ربما يكون صديقًا لها فقط
نواياه دائمًا لا تحاكي ما تراه عيناه ، يخافُ أن يظلم أحدهم بظنونه ، قلبُ مارك الطفولي لن يتغير على الإطلاق
ردّوا له التحية ، أما هي فقد حدّقت به بحدّه
ظنها تحاول تذكر وجهه ، شددّت بيدها حول ذراع من كانت تضع رأسها على كتفه منذُ قليل
"أوه أنتَ الطالب الجديد أليسَ كذلك؟"
سألته إحداهن ، من كانت تنورتها أبعدُ بكثير عن ركبتيها ، ترى كيفَ تستطيع المشي في العلنِ هكذا؟
وأين قوانين المدرسةِ الصارمةِ عنها ؟
"أجل.."
وقفت فجأة بعدَ أن كانت جالسة فوق الطاولة في ساحة الطعام ، حتى طريقة جلوسهم لا تُشعركَ بالراحةِ إتجاههم
تقدمت نحوه تمرر يدها في ذقنه ليتشنج نتيجةً لذلك ، هي تمضغُ العلكة بطريقةٍ مزعجةٍ جدًا !
صنعت منها بالونًا ثم فجرته قرب وجهه
"أهلًا بكَ أيها الوسيم ..
أوه تمتلكُ عيونًا لطيفة..أليس كذلك ڤرنوني ؟"
تغنّجت بينما توجه حديثها للشابِ الذي يكادُ ينقضّ على مارك لأنها لامسته هكذا منذُ قليل
"فقط إبتعدي عنه إن كنتِ تريدين سلامته .."
شحُب مارك مباشرة ، لمَ لا تصدر نانسي أي حركة أو ردة فعل ؟ ألم تعرفه بعد ؟
كلا..
لأنها لم تكن تنظرُ إليه حتّى ، تتحاشا عيناه ببراعةٍ كافية لتجعله يدرك أنها غير مكترثة لأمره
"اوه ..إنه غيور جدًا آسفة ماركـي "
مابالها تنادي الجميع هكذا ؟
"آه لا بأس.."
"تعال واجلس "
نهضَ أحدهم يجره كي يجلسَ ضمنهم بتوترٍ شديد ، هو فقط يودّ نانسي
نانسي من تتشبثُ بذاك الذي لا يحادثهم حتّى
هم بدأوا بسؤاله أسئلةً عشوائية ، هو كان يجيبهم بلطفٍ وتوتر فقط
هو يعرف نوعًا ما ، أنهم يعبثون معه ..
لم يحبّ البقاء معهم أكثرَ ، لذا هبّ واقفًا ومعتذرًا
"ياه أين تفكر بالذهاب ؟ لا تشعر بالخجل
إعتبرنا أصدقاءًا لك من هذه اللحظة "
أومأ بإرتباكٍ شديد ، ثم وجه عينيه للتي تشغل نفسها بأي شيء عداه
"نانسي.."
حلّ الصمت ، إلتَفت الفتى الذي يجاورها ببطء
عينيه بعيدة المدى ، عميقة ، مخيفة
محاطة بهالاتٍ من الغموض
نظراته تكفي ، هو قليل الكلام جدًا في الحقيقة
"هل يمكنني أن أتحدث معـ.."
"هي ليست متفرغة لتراهاتك "
نطق ببرودٍ شديد يعيد نظره للتي تتركُ رأسها فوق كتفه بهدوء ، هو خلخل أصابعه في شعرها هامسًا
"هل يزعجكِ هذا الفتى ؟"
ليسَ من صفّهم كما يبدو ، وجهه غيرُ مألوفٍ بالنسبةِ لمارك، أبعدت يده فجأة ونهضت من مكانها مقتربةً من الآخر
"سأتحدث معه سريعًا وأعود.."
وجهها باردٌ كالصقيع ، جرّته من ذراعه نحو أي مكانٍ آخر
شيء واحد قد لاحظه ، أن ذلك الفتى كان يطلب منه تلاوة صلاواته الأخيرة لأنه سيقتله لو عبثَ مع من كانت فوق كتفه منذُ قليل
أخذته حتّى أصبح الطلاب غيرَ مرئيين بالنسبةِ له ، هو كان صامتًا على طوال تلكَ المسافة ، دفعته حتى ارتطم ظهره بالجدار
"مالذي توده مني ؟"
سألته عاقدة يديها ، إزدردُ ريقه
رمشَ عدّة مرات كي يستعيدَ ثباته
تحمحم قبل أن يقول
"ماروكو ؟"
ملامحه كانت لطيفة جدًا ، لتقابله بتقليب عينيها مباشرةً
"ياه مالذي جرى لك ؟ لمَ تناديني بشيء غبي كهذا ؟"
"أوه...آسف
فقط ..لنستعيدَ ذكريات الطفولة "
رفعت حاجبها الأيمن ترمقه بحدّة
"ألا تعرفين من أنا بعد ؟"
"كلا أنا أعرفك ..
-صُدم-
لكن توقف عن التصرف بطريقة محرجة هل فهمت ؟ إياكَ أن تناديني هكذا أمام أصدقائي ولا تزعجني طوال الوقت بمعرفتكَ بي ..لا تجعلني أعيدَ قول ذلك ثانيةً "
"لكن نانسي.."
"مارك توقف حسنًا !
كنا صغارًا وقتها ، كنا أغبياء وحالميين للغاية
الآن كل شيء قد تغير ، لا أصدقُ أنك لم تكبر بـ.."
"كلا ! أنا كبرت !!
نضجتُ كثيرًا كما نضجت مشاعري كذلك
كل ما في الأمر أنني ظننتكِ لم تتعرفي علي بعد .."
قال ثم أنكسَ رأسه مخذولًا ، تأففت هي
رفعت رأسه بأناملها لتتقابل أعينهما
"إسمع ..لا تحاول التقرّب مني عبرَ أصدقائي حسنًا ؟"
"لماذا؟"
"فقط لا تحاول "
"إذًا..هل.."
"وداعًا لستُ متفرغة الآن.."
سحبت قدميها من أمامه مباشرةً ، شرد هو للحظات
مازالَ جوفه متماسكًا حتّى الآن
هي بتأكيد ..
تمتلكُ أسبابها الخاصة ، لتبدو له هكذا
هي بتأكيد ستحادثه في وقتٍ آخر ، هو ربما لم يجد الطريقة الصحيحةَ ليبدأ حواره معها
الناسُ تتغير مع مضي العمر ، و هو بتأكيد قد تغير كذلك~
_____________
ولج مارك لغرفةَ الصف آخذًا بقدميه نحو مكانه قرب النائم هناك
"آه إنه لا يتوقف عن النوم أبًدًا !"
تمتم بينما يُدخل أغراضه لحقيبته ليشعر بشيء ما يجر سترته من الأسفل
"ماذا ؟!!"
إرتعشَ حين رؤيته للوكاس يفعل ذلك فجأة بعد أن كان نائمًا
"لم تستمع لنصيحتي صحيح ؟"
إنحاشت عينا مارك عنه مباشرةً ليستئنف لوكاس حديثه
"لا تعبث مع الذي يرافقها أبدًا !"
"من هو ؟
هل هو حبيبها أو ماشابه ؟"
أنهى سؤاله بصوتٍ منخفض ، يتمنى بشدةٍ لو أن الإجابة تكونُ لا
"أأنت معجبٌ بها لتلك الدرجة ؟"
قهقه لوكاس
"ياا صديقي..
إنه وحش ، وحشٌ على شاكلةِ إنسان
لذا ..انا أحذّرك ، لسلامتكَ الجسدية "
حاوط مارك جسده بأعينٍ غائرة..
"أيقومُ بتعنيف الطلاب ؟"
سأل مارك لوكاس الذي يبتسمُ ابتسامةً جانبية ساخرة ، بينما يصنعُ رسومًا عشوائية على مذكرةِ الرياضيات خاصته
"جرّب بنفسك
أو فقط إسأل عنه ..
من هو تين ؟"
~~~~~~~~~~~~~
.
.
تاداداا ظهرت شخصية ثانية كشخة
شكرًا لكل من قرأ وأعجبَ بها - دموع-
ان شاء الله ما اتاخر بالتنزيل
سلام
♥
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top