لنكشفِ النّقابَ عن القمر | Quince

___________


ومضاتٌ من الماضي #

ڤاليري وجي يون تقضيان وقتًا ممتعًا بالثرثرة في الصالة ، بينما صغارهما قد فرّا سويًا للعب عندَ حديقة المنزل

"أنظري هذه الورود أنا قد زرعتها "

"حقًا ؟"

وسعت عينيها الساحرتين بذهول ثم اقتربت تشتمّ إحداها لتصفق له على مجهوده الرائع

"أنتَ مذهل ماركي "

هو قام ينفر شعره الكثيف بخجل منها ، ثم هي قد قفزت لتصل إليه وتمسك بيديه تتصنع ذاك الوجه الحزين الذي تدرك مدى سيطرته على الآخر

"هل يمكنني قطف واحدة منها ؟"

"لا....حسنًا نعم يمكنكِ ذلك "

أسرعت لتقطف إحداها وتدور سعيدةً بها ، أما هو فقد ظلّ يسترق النظر إليها مبتسمًا وراضيًا عن ما خلفته هذه الوردة فيها من بهجة

"على كل .. أنا قد زرعتها من أجلك "

التفتت إليه مدهوشةً مما قال، وهو قد أكد على ذلك يومأ ثم يحني رأسه بخجلٍ مفرط

"ماركي أنتَ أفضل شخص قابلته في حياتي "

صرخت فجأة ثم همت باحتضانه حتى اختفت أنفاسه~

_______________

"هي لمَ ترتجف هكذا؟"

"أنا متوتر .."

"لا عليك أن تكون سعيدًا "

لم يتبقى الكثير على رحيله من هذه المدينة ، وهما قد قررا أن يقضيا هذا الصباح في اللعب معًا كما زعمَ كل واحدٍ منهما لأمه

لكن في الحقيقة ، هذه البذلة التي يرتديها والتي اشترتها والدته له لحضور زفافٍ ما

وهذا الفستان الأفخم في خزانتها مع طوق وردٍ أبيض يتماشى مع لونِ الفستان الكريمي

وهذه الورود التي زرعها من أجلها على شاكلة باقة في يدها معقودة بالشرائط البيضاء

كانا يقفان أمام الجدار ويتخيلان أن القس يواجههما ويلقي خطاب الزواج على كليهما

زفر بعمق ثم أغلق عينيه

"أجل أقبل .."

"أجل أقبل "

إجابتها كانت أسرع من خاصته لتضحك على عينيه المفجوعة

"إذًا...أحم"

قام يهرب بعينيه هنا وهناك بينما قلصت هي المسافة بينهما وطبعت قبلة خفيفة على شفاهه

تجمد في مكانه أما هي فقد ابتسمت بسعادة وقامت تقفز وتصفق لأنهما أصبحا متزوجين رسميًا الآن

"إذًا ..لا يمكنك أن تتزوج وأنتَ بعيد
وستعود رغمًا عنك "

ضحك

"سأعود نانسي سأعود.."

"وعد ؟"

"ياه أنا لن أترك زوجتي وحدها
بالتأكيد سأعود لرؤيتك .."

~

"نانسي لا تبكي أخبرتكِ أنني سأعود"

بالرغم من عدد المرات التي أخبرها بها بذلك واقتناعها بالأمر لكن هي تجهش بالبكاء الآن وتشهق بطريقة مقلقة بحق

عجز عن ايقافها حتى جاءت أمها لتهدأها ..

كان عليه الذهاب وكان والده حازمًا في مسألة الوقت لذا ، لم يكن بإمكانه ذرف المزيد من الوقت معها

"وداعًا نانسي.."

حينما صاح بذاك هي قد انفلتت عن حضن والدتها لتهرول عنده وتحضنه للمرة الأخيرة

"هي .."

همست عندَ أذنه وهو كان يربت على ظهرها كي تخفف شهقاتها

"معدتي كانت تؤلمني بالأمس "

"إذًا ؟"

"أنا حامل "

"حقًا ؟"

ابتعد يحدق بها بأعينٍ جاحظة لتومأ له بابتسامة واسعة مع فراغ سنٍ قد سقطت منذُ يومين

"واو..."

"لذا لا يمكنك التأخر "

"بالطبع !! سأعود لأعتني بعائلتي
اهتمي بابني جيدًا "

ڤاليري قد التقطت ما قالوه ولكنها غرقت بضحكها فحسب ~

نهايةُ الومضات#

____________________

"هي ييري أفيقي سيدخل مدرس الرياضيات اللعين !"

نانسي توقظ النائمة من هنا والثانية هيورين تقلم أظافرها دون أدنى اكتراث

"دعيها ستفيق بعدما تسمع صرخة تزلزل الأرض من تحتها "

ضحكتا تصفقانِ كفيهما ببعضهما البعض ، أما عن الآخرَين في الخلف فقد كان أحدهما يتفحص كل خطوة من خطوات حل الفرض والذي بجانبه متكأ على باطن كفه يدّعي أنّه مستيقظ فقط لأن درسَ الرياضيات سيبدأ

أغلق مارك مذكرته ثم التفت إلى لوكاس بحزمٍ جلي

"لن تزعجني اليوم !"

ضحكة

"هل أعتبر هذا تهديدًا ؟"

لا أعرف اعتبره ما تريد أن تعتبره لكن لا تزعجني رجاءً ا !

"أوه أنا أصلًا لستُ في مزاج جيد لإزعاجك "

قال يحاول أن يفتح عينيه ثم هي تعاود إغلاق نفسها ثانية

هو يشك به حقيقة لكن ، عليه أن يثق به هذه المرة
وها هو قارع قلوب الطلاب قد ترأس الصف ليقف الجميع دفعةً واحدة

"الفرض !!"

مسطرته الخشبية قد ضربت السبورة ليرتعشوا ويبدأوا بإظهار فروضهم للعلن

"هي .. حللت الفرض صحيح ؟"

همس مارك لينظر له الآخر من تحت جفنه

"من الذي يثرثر الآن ؟"

تحمحم و إلتزم الصمت لأن المدرس قد بدأ يجول بين الطاولات يتفحص مذكرات الطلاب

لكنه توقف عندَ بقعة المتنمرات الثلاث ، بجدية
نانسي تهزها منذ زمن لكن الأخرى لم تتجاوب معها حتى

" كيم ييريم !!"

ضرب طاولتها بمسطرته الأسطورية ، لكن لا حراك

التفت مارك عاقدًا حاجبيه بتعجب نحو لوكاس ، من كان مجردًا من التعابير

هو فقط ينظر للموقف بأعينٍ ناعسة لا غير

"آنسة كيم قفي الآن !!"

وجه المدرس حديثه لرفيقتيها

"ما لذي يجري هنا أخبراني ؟!"

رفعتا أكتافهما فلا معرفة لهما بما يجري مع النائمة هنا

"يااه ييري انهضي "

دفعتها هيورين بقوة مما جعلها تنزلق دون أن تحاول حماية نفسها حتى ، هنا قد شهق جميع الطلاب بقلق مما يجري هنا

صحيح ، هي كانت متغيبة بالأمس والذي يوافق أول يوم بعد عطلة الإجازة

وحقيقة ، كانت بلا أي حيوية اليوم...

"إلهي ..أيها المعلم دعنا نأخذها لغرفة الممرضة "

"لا ، هذه محض أكذوبة لتهربنَ من الدرس !!"

"معلمي صدقني إنها ليست بخير !!"

المعلم عنيدٌ ومتصلب كالحجر والفتاتان ترجوانه كي يوصلانها لغرفة الممرضة فحسب ، بل إن هيورين قد عاهدته بعودتها هي ونانسي على الفور بعدَ ذلك

"لا هذه تمثيلية هذا واضح !"

"بالرغم من خِدعهن الكثير ، لا أظن أن هذه إحداها "

هسهس مارك للذي بجانبه ، هو لم يجب بل سلوكه ما قد أجاب على الكل دفعةً واحدة

"معلمي لا أظن أنها تدعي ذلك.."

هو وقف وتحدث عاقدًا حاجبيه

"ستأخذها أنتَ إذًا !"

أومأت له هيورين كي يفعل ، هو كان سيفعل حتى دون نظرات الاثنتين اللتان ترجوانه هناك

"أجل معلمي.."

أسرع نحوها ثم أبعدَ الخصل المتنافرة عن وجهها يتفقد تنفسها ، كان يبدو معتدلًا لكن بهوت وجهها هو الذي يظهر مدى فتورها

"ييري.."

لا إجابة ، لذا لم يتريث حتى حملها بين ذراعيه آخذًا هي لخارج غرفة الصف

رغم كل تلكَ القصص السيئة التي يصرخُ بها التاريخ داخل جدرانه إلا أنه يغلق أذنيه عنها ويتبع ما يوخزه به ضميره بل وخافقه أيضًا

"ييري انهضي...ييري.."

ظل يكرر بينما يسرع بها لغرفة الممرضة ، وحقًا لم تكن الفتاة بخير

كانت فاقدة للوعي جراء امتناعها عن تناول الطعام ودخولها في نزيفٍ نفسي لا ينضب بل يستمر بالتدفق أكثر فأكثر..

_________________

"آه صغيرتي لمَ تفعل بنفسها هكذا ؟"

تحدثت هيورين من خلخلت أصابعها في شعرِ الهامدة فوقَ السرير

أما عن نانسي فقد كانت بعيدة عنها ، تقف قربَ الباب وتنظر للمسكينة هناكَ بأعينٍ يقبع خلفها الكثير

وعن لوكاس فقد فارق الغرفة بمجرد مجيئ صديقتيها ، هو بمحاذاةِ الباب يقف مستندًا على الجدار

"هي .."

جاءه مارك ليجده منتكسًا كما لم يراه من قبل

"بخير ؟"

أومأ له دون أن ينبس بحرف

"ستظل هنا ؟"

"لا أعرف ، هل يجدر بي انتظارها حتى تفيق أم أغادر فحسب ؟"

هو يسأل أكثر الأشخاص حيرةً بشأن قرارات عواطفه ، لو كان العكس لأجابه لوكاس بسرعةٍ تناهز البرق

لكن الحال متبدلة الآن..

تقدم من الباب ليلقي نظرةً سريعة ، وها هو يستغرب من التصاق نانسي بالجدار لا تنوي حتى الاقتراب من ييري وتفقد حالها

"نانسي ؟"

سألت هيورين متعجبةً من هذا البعد

" أخبريني إن استيقظت .."

أجابت نانسي بجفاء مما حيّر الأخرى زيادة

ربما كان المشهد مريعًا جدًا بالنسبة لها ، أو ربما أوقظ فيها مخاوف و ذكريات ، أو مستقبل على الأبواب

أشياء كثيرة حيرت من يحاول دومًا فهم الأمور من وجهة نظره لا غير ، لكنه يفشل باستمرار

ثم يدعي أن فضوله قد توقف عندَ هذه النقطة

"حتى أنا سأخرج ، توعدني معلم الأحياء بفصلي إن تغيبتُ عن حصته مرةً أخرى !"

مارك من حشرَ نفسه قبلَ أن تلاحظاه ، لكن هيورين قد خرجت من الغرفة لتطل على الاثنين

تحمحم مارك بغرض الذهاب أما عن الآخر فقد مازال منتكسًا أكمدًا كما هو

"لوكاس ... ييري ستكون أفضل لو أفاقت على وجهك الوسيم "

هذه هي ، دائمًا ما تستخدم الغزل حتى في نصائحها

أطلقَ ضحكةً ساخرة

"لماذا ؟"

"لأنه هكذا...لا تسألني بل اسأل إيروس "

وآخر ما ينقصه فتاة تؤمن بهذه الأساطير ، نانسي قد فرت بالفعل على قدم هاربة نحو أي ملاذ يعيد صوبها بعيدًا من هنا

______________

"تذكرتُ موتي
تذكرت كيف قد مضى وكيف سيعود
ظننت لن أخاف ولكن...أنا خائفة حدّ عدم قدرتي على الاطمئنان عليها تين !!"

كانا على سطح المدرسة يتجادلان ، أو هي من تجادله تحديدًا لكن الآخر كان وكالعادة قليلٌ الكلام كثير المغزى بأبسط إيماءاته

ألقى سيجاره بسخط ثم شدد على ساعدها مقربًا هي إليه ، حتى لو كان ذلكَ يؤلمها لكنه يعلّمها أنه لا خوف مادامَ هناك هذا الجدار المنيع الذي سيصدّ كافة الهجمات عنها

"مما تخافين وأنا للخوف عدوٌ لدود ؟
أنا ذلكَ الجندي الذي سيحارب لأجل أمانكِ حتى الموت ، مما تخافين يا امرأة ؟"

"ماذا لو مت قبلك ؟"

"لا ، قدمي على قدمكِ في ذات القبر"

"عندما يحين ذلك الحين ستراجع كلماتك هذه "

"ذهبتُ للكنسية مرة واحدة
وتلك المرة كانت لأتوعد الإله بحمايتك
أنّي لي التراجع نانسي ؟"

أغلقت جفنيها تحبس الدموع

"حب أم إخلاص ؟"

أمال رأسه بزاوية طفيفة

"بينَ الاثنين هذا لو لم يكن كلهما
هذا لو لم يكن فوقهما "

حبسها بينَ ذراعيه يخمد أوار خوفها ، كان الغيم محملًا بالهموم اليوم وقد شاء أن يفرغها في هذه الأرض

أحدهم قد فضل المكوث جنبَ من أفاقت أخيرًا واستبدلت الحروف بالدموع المتسلسلة على خديها

فقد ظلا يبصران بعضهما البعض يشابكان تلكَ الأنامل في شوقٍ شديد قد غلبَ تدافع الحروف والكلمات من الخروج حتى ..

وأحدهم قد فضل المكوث عندَ السلم يتأمل الباب الزجاجي المؤدي للعالم خارجًا ، ويتأمل ما يفعله المطر العاتي في البشر وكيف يجعلهم يختبون عنه تحتَ مظلاتهم

هو فضل انتظار هدوءه أولًا قبلَ أن يخرج

لكن ها هو يسمع خطوات آتيةً إليه ، صاحبها قد أسكن جسده قربه لكنّ مارك لم يعره أي اهتمام

هو يعرف هويته بالفعل وقد أخبره مسبقًا أن النهاية قد وقعت وأن نقطة السطر قد وُضعت !

"جئت أحدثك عن قصة فتاة أعرفها .."

لم يجب ولم يلتفت لها

"كان لتلكَ الفتاة صديق في طفولتها أحبها وقد أحبته هي كذلك كثيرًا ، ولم تكن لتحب صبيًا أبدًا من بعده ، كان ينصرها مظلومة لكن ليس ظالمة بل هو سينصحها ويوقفها عن إيذاء نفسها أولًا قبل الغير
من بين الجميع لم تحمل ثقةً إلا له ، فهكذا كانت سنين حياتها من بعده صعبة التحمل على ظل تلك الوحدة التي ذاقتها والتنمر الذي حصدته ، هذا كله شيء ..ومرورها بالمرض شيءٌ آخر ، هي فقط سألت ربها لمَ من بين الجميع يقع هذا المرض علي ؟ يفقدني ما تبقى لي من قوى ويمزق لي شعري و..."

أنزلت بصرها للأرض متأسفةً على حال الفتاة التي تقص قصتها

"ويحرمها من أن تكونَ أمًا مدى الحياة.."

_____________________

.

.

النهاية على الأبواب

إيرويس = إله الحب (استغفر اللّه)







Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top