لأنّ الإجاباتَ مدثورة | Doce
_______
أفرغت الغيومُ ما في مكنوناتها وارتحلت عنها الهمومُ فلملت رماديتها ، وأضحت السماءُ صافيةً مجددًا~
__________
ربما هو يشتم نفسه الآن ، وربما لا
تأملها في شرود ، حتى في خلو وجهها من الحياةِ جمال
امتدت يده عسى أن تلمسَ شيئًا منها ، كوجنتها على سبيل المثال لكنه تراجعَ على الفور خجلًا ومستنكرًا
لم يعودا صغارًا ولم يعد العالم بذلك النقاء ، بالرغم من أنهما كانا يدركانِ دمامته معهما منذُ ذلكَ السن
كانا راشدَين في أجسادِ صغار ، قرر أن يستذكر الدروسَ لبعض للوقت ، ولم يمضي الكثير حتى تكهربَ في مكانه نتيجةً لنداء أمه له
نهضت نانسي على الفور بأعينٍ جاحظة ، أشارَ لها بالهدوء فأسرعت بالنزول من السرير والاختباء خلفه
"أوه..صباح الخير أمي "
بادلت ابتسامته بتكشيرة ، إستنكرَ ذلك لتستنكرَ هي تعابيره الغريبة
"واو ، لم تقل ذلكَ منذ فترة
أيًا يكن تعال وانزل وتوقف عن تناول كتبكَ كفطورٍ كل صباح "
صوتُ ضحكةٍ قد أثار استغراب الإثنين ، فجأة هو أصبحَ يضحك على أمل أن يقلدَ الصوت الصادر من الخلف
"ماذا هل أضحكتكَ طرفتي ؟ دائمًا ما يقول لي والدك أشياء محبطة ككوني الأسوأ في إلقاء الطرفات ، سأعتمدُ رأيك منذ هذه اللحظة .."
ندمَ ندمًا شديدًا لأن طرفاتِ أمه هي الأسوأ على الإطلاق ، تنهدَ لأن الأمر سار بشكلٍ جيد بعدَ كم التوتر الذي شعرَ به
عاد للداخل ليتوجه إليها متخصرًا فتضحكُ زيادةً على مظهره الغاضبِ هذا
هو كان على وشكِ أن يضحكَ معها لكنه وجمَ فجأة لتزول ضحكتها ، هذا الشخصُ هنا مفطورٌ بحق
"مارك أنا آسفة .."
بدأ يجز حقيبته فيسألها دون أن يعيرها أي انتباه
"من أجل ماذا ؟"
"أشعر أنكَ حزين بسببي "
تشعرين ؟ تساءل ما تعنيه بما قالت قبل قليل ، أو أنها لا تعرف ما يجدر بها قوله بالأصح
كانت محتارة وقلقة ، وأياديها تحتك ببعضها البعض
"سأنزل لتناول الفطور مع عائلتي .."
غادر الغرفة مع تذكيرها بغلقِ الباب من خلفه ، فعلت ليستطيع النزول باطمئنان لأن هناكَ أخرى متطفلة تعيش معه بذات المنزل
"ماذا ؟ "
هي كانت تحدق صوب الباب بتركيز شديد ، باب غرفته تحديدًا
"أخي ..أريد من الكوكيز التي تخبأه في غرفتك "
تنهد
"حسنًا ..سأعطيكِ منه لاحقًا لكن ليس الآن ، إنزلي معي للأسفل "
_______________
"فقط تذكرت ..حينما كنتُ أجلب معي شطيرتين لي ولك"
تحدث بعدما شردَ لثواني معدودة ، هو قد أحضرَ معه شطيرة إضافية من الأسفل لها مع علبة عصير
"أوه...ما زلتَ تتذكر كل تلكَ التفاصيل الصغير ؟"
سألت مبتسمة لكنه عن الابتسام معرض ، لم يبادلها ولم يكثر معها الحديث بل جذب حقيبته قاصدًا المغادرة
"مارك.."
التفت قبلَ أن يدير المقبض بكفّه
"متى يمكنني المغادرة ؟ أعني متى يخرج جميع من في المنزل حتى أستطيع المغادرة ؟"
تجول بعينيه قليلًا
"شقيقتي لا يوجد لديها حضانة اليوم لذا ستبقى والدتي كذلك بالمنزل ، ربما بالمساء لا أعرف
سأرى عندما أعود .."
"افعل جيدًا في الامتحان "
هذا كان غريبًا بحق ، هل تتصرف بلطف لأنها تشعر أنه يجدر بها ذلك ؟ هو يكره هذا ولا يريد منها إرغام نفسها على أن تكونَ معه
لأن هذا يبدو مثيرًا للشفقة بالنسبة إليه ، مدّ يد المساعدة لها لا بقصدِ كسب لطفها ولا أي شيء آخر
للأسف ، هي قد نجت في كسره عدّة مرات
وهكذا أصبحَ فارغًا نحوها
ربما لم تكن تدّعي اللطف وربما لا ، ذلكَ لم يعد مهمًا بالنسبةِ إليه
________________
اسم نانسي كان الوسمَ الأكثرَ شعبية اليوم#
المدرسة بأكملها تتحدث عنها ، مارك والذي كان يشعرُ أن الأنظار تسورّه لكن ما من أحدٍ يلقي ببصره عليه حتى
يراقبهم هل يشكّون به كما يفعل هو بنفسه ؟ ودّ لو يحشر وجهه داخل خزانته
وهذا ما كاد أن يفعل بنفسه حينما سمعَ صوتَ تين من خلفه ، ارتعش وأغلقَ الخزانة يرمشُ عدة مرات
"ياه أنا أكلمك "
أزدرد ريقه ثم قرر ادعاء الثبوت ملتفًا لتين ، ثم ها هو يجفل مجددًا حينَ رؤيته لبقية العصابة متكتفةً تنظر إليه
"أ ..أجل
ماذا هناك ؟"
قلّب تين لسانه داخل ثغره بسخط
"تعرف صحيح ؟ هي اختفت.."
"وإذًا؟"
التفت تين يلقي نظرة سريعة على بقية الرفقة مزامنة مع ضحكة ساخرة فارّة من فاهه
ثم ها هو يعيد بصره للمتوجسَ أمامه
ياقته قد تملكتها يده فكاد أن يلصقه تمامًا مع الخزانة خلفه ينفثُ الكراهيةَ في وجهه
"ألستَ مهتمًا ؟ ألا تشعرُ حتى بقدرٍ ضئيل من القلق لأجلها ؟"
"هي لا ...هي لا تريدني أن أكترث لأمرها"
تحدثَ بصعوبةٍ لأن الآخر يحبس أنفاسه بالفعل عن الخروج ، ييري قد فعلت دورها وتقدمت تسحبُ يدَ تين بخفةٍ للخلف
"إهدأ ..لن ينفع الحديث معه هكذا "
قالت ثم رمقته من أسفله لأعلاه ، قررت هيورين أن تترأس الموقف وتبعدَ كامل الأفراد الملتمة حوله
"نحنُ نجلبُ الشكوك بهذا الشكل لنا "
قبضة فيرنون قد أعلنت الانتفاض لكن هيورين أخفضتها بحركةِ عينين سريعة منها
هم بالفعل قد تحركوا من أمامه وتركوا الساحة لمن جعلت تعبثُ بخصلها
"هي يا جميل "
هو كان يعدّل هندامه حتى تلكَ اللحظة ، رفعَ عينيه ليقابل خاصتها
" نانسي ليست على ما يرام
عادةً ما تذهب لتين حينما تتشاجر مع والدتها
أو حينما يجري أي أمر سيء معها
لكن هي فقط اختفت هذه المرة وهذا حتمًا مخيف
نحنُ لا نعرف عن مكانها حتى وهذه المرة الأولى التي تفعلُ شيئًا كهذا ، هي فقط أخبرت والدتها أن تنتظرها لأنها ستعود.."
حقيقة ، هو حاول إبداء التعاطف لكنه فشل
لماذا ؟ لأنه هو الأدرى
هل كان يشعرُ بالفخر من أجل ذلك ؟ مشاعر متناقضة داخله لكن الدحض يعملٌ جيدًا ضدها
هو أعدم العواطف عنها من رفضتها وبنتِ السدود المنيعة ضدها
ربما تحدث معجزة ويفيض الماء من فوق السد
وربما لا يحدث أبدًا أي شيء غيرُ ما فرضه الواقع له الآن
"ألا يهمكَ أمرها ؟ لهذه الدرجة ؟
أعني كنتَ تبدو كالعاشقِ المطارد لكن ها أنتَ ترفضُ حتى الالتفات لأمر اختفاءها ، لم أظنكَ عديمًا للرحمة هكذا...مخيب للآمال ، حتمًا كنتُ قد آمنت بحبك لها"
هزت رأسها مخذولة منه من لم يجد ردًا على ما تقوله ، توعد الأخرى أنه لن ينطق بحرف حتى لو عقدوه وهددوه..
هو في وعوده أوفى ما يكون ، خذلانها هي أو غيرها ليسَ بالأمر المهم حتى
زفرَ بعمق ثم قاد قدميه نحو غرفة الصف
______________
"هي..."
وكزة لوكاس المعتادة وسط حصص علوم الطبيعية ، وهو هكذا سيشتته بشكلٍ ممتاز عن ما يثرثر به المدرس أمامه
"ماذا لوكاس ماذا ؟"
همسَ بضجر ليحدق به لوكاس بأعينٍ مفجوعة ، همسه كان مرتفعًا حتى التفات بعضَ الطلاب أليهم كما أن الصمت قد احتلَ الأرجاء
تحمحم المدرس حينما إلتزما الأدب ولم ينطقا بحرفٍ آخر ، ثم عاد يكمل شرحه باندماج شديد
مرر لوكاس ورقة بسرعة البرق لمن عاد لضغط ذهنه مع المدرس هناك
لكن هاهو يحوّل بصره للورقة بفضل لوكاس
- عدم اكتراثك لكارثة اختفاء نانسي لا يبشر بأي خير ! -
كشرَ بوجه من حبسَ ضحكته وخبأ وجهه خلف الكتاب ، مزق الورقة ثم توعد نفسه أنه سيتجاهل الثرثار بجانبه حتى آخر الحصة
هل يقدرُ حتى ؟
______________
كان في المكتبة ، يتفحص عناوين الكتبِ رغبة في ذرف وقته معها
لم يدخل المكتبة منذ فترة ، أصبحَ يضيع وقتَ فراغه في النادي يتدربُ على العزف مع سورا
وعلى ذكرها ، طيفها قد مرّ هنا
ظنّ أنه توّهم ذلكَ ليعودُ لما كان يفعله بالأساس
لكن ها هو طيفها يظهر مجددًا على يمينه
"أحقًا لستَ مكترثًا بما يجري؟"
ثبت نظراته عليها من لا ترميه ببصرها حتى ، هي تبحث بين الأرفف عن كتاب يتماشى مع ذوقها العام في القراءة
"لمَ الجميع يطرح السؤال ذاته علي ؟
ما مشكلتكم ياترى ؟"
"أعني أن الأمر يبدو غريبًا جدًا ، هي اختفت تمامًا وأنتَ حتى لا يبدو عليكَ الفضول تجاه ما جرى معها ، حتى لو كنتُ تكرهها ألا ترى أنك تبالغ ؟"
سألت ثم حوّلت عينيها إليه من فضل السكوتَ قليلًا حتى تأتيه الإجابة
"لا لستُ أبالغ ، فعلت ما يكفي لجعلي أبتعد عن كل ما يخصها ..ولنتوقف عن الحديث عنها رجاءً ! لو كنتُ بحالٍ معاكسة لما أنا فيه الآن لأمطرتم بالعتاب علي ، ألستُ محقًا ؟"
ابتسمت بخفة وهو قد تساءل بحق عن سبب تلكَ الابتسامة ، تبدو أشبه بتعابير شخصٍ راضي عن ما سمع
شابكت أصابعها معًا ثم تحدثت بحماسٍ يشاركه الخفوتُ إحترامًا لقوانين المكتبة
"هل يمكن أن تقع في الحب من جديد؟"
سألت لتجمع شكوكه نحوها كلها دفعةً واحدة ، إضافةً إلى تخمينات لوكاس والتي تتجسد على أرض الواقع الآن
"لا.."
قال لتقطب مستغربة
" ليسَ قريبًا على الأقل "
أومأت متفهمة
"أيًا كان الوقت الذي سيختلجك الحب فيه مرةً أخرى ، أنا سأدعمك بكل تأكيد ما دامت الفتاة جيدة !"
كلمة فتاة جيدة هي وصف دقيق لمن تقف أمامه الآن ، هي ليست بتلكَ العجرفة كي تتحدث عن نفسها وربما هي بالفعل تعني ما قالت
لكنه يظل يتذكر ظنونه السيئة عنها بالأمس وكيف قد حدثها هو ، ثم جاءت اليوم تكلّمه كما لو أن كل شيء كان كصفحةٍ وقد انطوت
"آسف.."
"ماذا ؟"
"آسف من أجل اليومين السابقين
كنتُ بحالة سيئة و.."
ربتت على كتفه ثم جرته من رغسه للخارج ، من الواضح أن حبلَ الأحاديث لم ينقطع لكن وبالمقابل سيتم إخراجهم وسطَ الطلاب الآخرين هنا لو إستمرا بالحديث هكذا
_______________
عاد للبيت متوترًا ، متوترًا حدّ عدم رغبته للدخول أصلًا
هل يخبرها عن الجنون الذي جرى في المدرسة اليوم فقط بسبب اختفاءها ؟ أم يسكت عن الأمر ولا يبادر معها بالحديث
على كل ، مازالت نتاج أفعالها من الأيام السابقة راسخة فيه
لكن كل ذلكَ ليسَ له أي علاقةٍ بما يجري معها الآن
"لقد عدتُ أمي.."
هي أخبرته أن يسرع لأن وجبة العشاء قادمة في الطريق ، عينيه توقفت على الصغيرة أخته ليصرعَ في مكانه
هذا البسكويت الذي في يدها ، البسكويت المحشو بالشوكولا والذي لا يوجد إلا في خزانة غرفته
"أمي هل قمتِ بشراء البسكويت المفضل لي اليوم ؟"
"لا ..أنا لم أخرج من البيت أصلًا !"
"إذًا ما هذا الذي مع أختي ؟"
أخته الصغرى قد تصنّعت عدم سماعه تكمل مشاهدة مسلسلها الكرتوني
ترى هل يوجه هذا السؤال لنفسه أم لأمه ؟
"وما أدراني ألستَ أنتَ من تعطيها منه كل يوم ؟ - تضحك- ربما تسللت لغرفتك بينما أنتَ في المدرسة "
صحيح ، قانون حصولها عليه هو حلّ واجباتها لكن هاهي تتصنع عدم سماع نقاشهما عالي الصوت
أمه تضحكُ عليه تظنه غاضب لأجل بسكويته لكن لا ! ، هرول لغرفته ليجدَ أن الباب مغلق بإحكام
"ياه هذا أنا.."
همس متفحصًا كل الأرجاء حوله ، ولم تستغرق الكثير حتى فتحت الباب ودخل هو ثم صكه خلفه يُسكت ضربات قلبه الصرعة
كان يحملق بها بأعينٍ مفجوعة وهي حتمًا لم تفهم سببها
"أختي..!؟"
"آه ، هي اكتشفت وجودي بالفعل دون أن ندري "
"كيف ؟!!"
كاد يقفز في مكانه من شدّة الفجع وقد بادلته هي بضحكة على مظهره
"هي كانت مستيقظة وقتها ، لكنها لم تخبر أحدًا
وفي بداية الظهر هي قد طرقت الباب وهمست بتحذلق شديد (أنا أعرف أنكِ هنا ، إما أن تعطيني البسكويت أو أنني سأخبر والدتي بكل شيء )"
هي حكت ما جرى بفمٍ مملوء بالضحك أما الآخر فقد كان في أشد حالات هلعه
"ياه ما بالك ؟ لن تكشفنا صدقني أنا أثق بها "
تنطقت مقتربة منه ومزامنة مع ذلكَ هو قد انزاح وتجاوزها لتشعر أنها محضُ وهمٍ قد كان بقربه
ابتسمت تكبتُ تبدد وجهها منذُ قليل
"لم أتوقع أن تحصل على أخت صغيرة لطيفة مثلها "
هو كان يفرغ ما في حقيبته دون أن ينبس بحرف ، شعرت به يتجاهلها لتهتف باسمه من جديد
"مارك.."
إلتفتَ يزفر بضجرٍ واضح
"ماذا هناك ؟"
"سأغادر صدقنـ.."
"الأمر ليسَ له علاقة بوجودك أو عدمه !"
أي أمرٍ تحديدًا ؟ شدد الخناق على نفسه بطرحه لهذا السؤال ، هي قد ظلّت تبصره دون أن تنطق بحرف حتى
كانت لها نظرة ذابلة لم تبديها أبدًا في المدرسة ، هو يتساءل حتمًا ما خطبها
"ألن تخبريني بشيء ؟"
ضغطت أصابعها داخل باطن كفها ثم هزت رأسها بلا
"لماذا ؟ لا تثقين بي ؟"
"لا..أنا أثق بكَ أكثر من أي شخصٍ آخر قد مر على حياتي ، لكنني لا أثق بنفسي"
ردٌ شديد الغرابة حدّ ردعه عن الإكثار عليها
شاءت أم أبت هي توعدته أن تخبره بخطبها في وقت لاحق
هو سمع صوت الجرس في الأسفل ليزوره الفضول ، لكن السبب الأساسي كان الرغبة بالهرب من الصمت السقيم الذي يجري بينهما الآن
خرج من الغرفة ليتجمّد فجعًا في مكانه حينَ رؤيته للزائر ، هذه الملامح يعرفها جيدًا حتى لو تغير القليل من المظهر الخارجي لصاحبته
"أوه ..كيفَ حالكِ ڤاليري ؟"
____________________
من فاليري هذه ياترى ؟
بس عاجبني الاسم ، وهاه تراني ما تأخرت
وان شاء اللّه ما بتأخر لأني كتبت زيادة 💕
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top